نصوص ومقالات مختارة

  • علي (ع) والقتال على التأويل ق (5)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته, بدايةً نبارك لكم ذكرى ولادة سيد الكائنات وأشرف المخلوقات نبي الإسلام خاتم الأنبياء والمرسلين المصطفى محمد’, وحفيده الإمام جعفر الصادق, والتي تصادف يوم غدٍ 17 من الربيع الأول, بهذه المناسبة نتقدم باسم البرنامج وباسم قناة الكوثر بالتهاني العطرة إلى جميع مشاهدينا ومستمعينا الذين يستمعون إلينا من خلال إذاعة طهران, أذكر مشاهدينا الكرام بأن إذاعة طهران تبث تزامناً مع قناة الكوثر الفضائية هذا البرنامج عبر الأثير, أرحب أيضاً بأستاذنا وضيفنا سماحة آية الله السيد كمال الحيدري, أهلاً ومرحباً بسماحة السيد, أبارك لكم سماحة السيد هذه المناسبة العطرة التي تجمع المسلمين تحت راية رسول الله’ وأهل بيته الكرام, سماحة السيد موضوعنا وكما تعلمون هو (علي والقتال على التأويل في قسمه الخامس) تحدثنا في الأقسام الماضية عن جوانب كثيرة حول هذا الحديث الذي ورد عن رسول الله’, حبذا لو تعطونا شمة أو خلاصة لما تقدم في هذه الحلقات الأربعة الماضية.

    السيد: أعوذ بالله السميع العليم, من الشيطان الرجيم, بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين, والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

    في الواقع أيضاً بدوري أبارك للعالم الإسلامي بل وللبشرية جمعاء ولادة من سماه القرآن الكريم أنه رحمه للعالمين, وكان بودي في هذه الليلة أن نقف عند الولادة الملكوتية للرسول الأعظم’ لأنه في الأعم الأغلب يقفون عند الولادة الملكية للنبي ولادته في هذا العالم الذي هو في التاريخ الكذائي السنة الكذائية اليوم الكذائي, ولكن للنبي الأكرم’ ولادة في عالم السماء قبل ولادته في عالم الأرض. فإذا كان في عالم الأرض وفي عالم الملك وفي هذه النشأة هو آخر الأنبياء والمرسلين خاتم الأنبياء والمرسلين, إلا أنه في ذلك العالم هو أول ما خلق نور نبيكم يا جابر, في ذاك العالم لم يسبق بخلق أحد من المخلوقات, بروايات صحيحة ومعتبرة, عندما يقول الرسول جابر بن عبد الله يسأل يقول: >أول شيء خلقه الله ما هو يا رسول الله, قال رسول الله: يا جابر أول شيء خلقه الله نور نبيكم يا جابر ثم خلق منه كل خير< كل عالم الإمكان مخلوق لا من الوجود العنصري والجسدي المادي لرسول الله حتى يقال بأنه متأخر زماناً عن باقي المخلوقات أو كثير من المخلوقات, وإنما خلق كل شيء من نور نبيكم, ذاك العالم ليس عالم المادة هو عالم النور عالم الأنوار عالم المعنى عالم الملكوت عبر عنه ما تشاء. وبتعبير القرآن الكريم الله سبحانه وتعالى {بيده الملك} وهذا صريح القرآن الكريم في أول سورة الملك الله سبحانه وتعالى يقول: بأنه {بيده الملك} ولكنه في آخر سورة يس يقول: {سبحان الذي بيده ملكوت كل شيء} إذن عندنا ملك وعندنا ملكوت, وإذا لم نميز بين هذين النحوين من العوالم بين هاتين النشأتين نشأة الملك بنص القرآن الكريم ونشأة الملكوت بنص القرآن الكريم, وعلى أساسهما لا نميز بين الولادة الملكية لرسول الله’ والولادة الملكوتية للرسول الأعظم’ فإنه نقع في خطأ كبير وكثير من الحقائق والمعارف الدينية لا تتضح لنا. يعني نحن بعد أن نثبت أن للرسول الأعظم ولادة ملكوتية في عالم الملكوت هو أول شيء خلقه الله فبطبيعة الحال يكون واسطة للفيض بالنسبة إلى كل عالم الإمكان, ولذا أدعو الله سبحانه وتعالى أن أوفق أن أقف عند هذا البحث وهو أن يتضح بأنه كيف أن النبي الأكرم’ هو أول المسلمين في القرآن الكريم, نحن نعلم أن القرآن الكريم عندما يأتي إلى الأنبياء يقول من المسلمين من المسلمين.. ولكنه في موضع أو موضعين يقول لرسول الله ماذا؟ أنه أول المسلمين.

    سؤال: هذه أي أولية ثبتت للرسول الأعظم في القرآن الكريم, من الواضح أنها ليست الأولية في أمته لأن كل نبي هو أول الناس إسلاماً في أمته, وليست هي الأولية الزمانية لأنه آدم أيضاً كان نبياً وقد أسلم لله, إذن ليس هو أول الناس إسلاما, إبراهيم هو الذي سماكم, إذن لماذا يكون إبراهيم من المسلمين ولكن يكون خاتم الأنبياء أول المسلمين, هذه الأولية بحسب عالم المعنى والملكوت لا بحسب عالم المادة والملك.

    لذا أرجو الله سبحانه وتعالى واقعاً مرة أخرى أن يدعو لي الأعزة أن أوفق أن أقف عند هذه الحقيقة وأميز أحكام هذين الوجودين الوجود الملكوتي للنبي الأكرم, والوجود الملكي للنبي الأكرم, وكيف أن هذا الوجود الملكي بوجوده الملكوتي يكون ممداً لكل الأنبياء والأوصياء والأولياء, يعني ما من نبي وما من وصي وما من ولي إلا وإمداده بإذن الله بواسطة من؟ بواسطة خاتم الأنبياء والمرسلين, هذه الخاتمية تستحق أن نقف عندها أكثر من ذلك, ولكنه الوقت ضيق ولا أريد أبحاثي تنقطع.

    أما سؤالي عزيزي أستاذ علاء, وهو أنه ما هي خلاصة ما تقدم في الحلقات السابقة.

    أعزائي, ما انتهينا إليه في الحلقات السابقة أوجزه في النقاط التالية:

    النقطة الأولى: أن للدين تنزيلاً وتأويلاً, وهذا مما لا ريب فيه, يعني الآيات القرآن أثبتت كما في سورة آل عمران الآية 7, والروايات أثبتت أيضاً أن الدين له تنزيل وله تأويل. بأي بيان؟ بالحديث الصحيح الذي قاله رسول الله’ >كما يقاتلكم على تأويله كما قوتلتم على تنزيله< إذن للدين تنزيل وتأويل, هذه حقيقة ثابتة قرآنياً وثابتة روائياً.

    النقطة الثانية: أن عصر النبي’ هو عصر التنزيل, وما بعده هو عصر التأويل, وهذه حقيقة أيضاً اتضحت من خلال الروايات التي قرأناها في الحلقات السابقة.

    النقطة الثالثة: ولعلها هي محور الحديث في هذه الحلقات أن النبي’ كان مأموراً بقتال قريش أو بقتال الناس على التنزيل, وأن علياً كان مأموراً بقتال قريش على التأويل.

    الآن يقول قائل سيدنا من أين هذا المعنى؟ الآن سنشير إليه, أنظروا هذا (كتاب المنافقون في القرآن) الذي أشرنا إليه في الحلقة السابقة, (المنافقون في القرآن الكريم, الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الحميدي, الأستاذ بكلية الدعوة وأصول الدين جامعة أم القرى مكة المكرمة, دار كنوز إشبيلية, ص538) هذا الرجل في آخر هذا الكتاب في الصفحتين أو الثلاثة الأخيرة لخص هذه النقاط التي أشرنا إليها, قال: [تبين لنا] أولاً أنظروا إلى العنوان في (ص538) يقول: [نهاية المنافقين الذين عاصروا التنزيل] (ص638) [نهاية المنافقين الذين عاصروا التنزيل] ما معنى ماذا يوحي لكم هذا الكلام؟ يعني وأن هناك من المنافقين من كانوا في عصر التأويل.

    المقدم: وأن هناك فترة تنزيل وفترة تأويل.

    السيد: أحسنتم, إذن هناك عصر التنزيل وهو عصر النبي الأكرم, وأن هناك عصر التأويل وهو ما بعد الرسول الأعظم’ وأن النبي’ كان مأموراً أن يقاتلهم على التنزيل كما أن علياً كان مأموراً أن يقاتلهم على التأويل. وأن, وهذه من الحقائق الأساسية التي وقفنا عندها في الحلقات السابقة والآن أؤكدها, وأنه كما في عصر التنزيل هناك من المنافقين كانوا في ذلك العصر كذلك في عصر التأويل هناك منافقون يجب على علي أمر علي أوكلت مهمة قتال منافقي, أعيدوا علينا أنا بودي المشاهد مع نفسه في البيت يكرر, كما أن رسول الله كان مأموراً أن يقاتل وأن يكشف وأن يحفظ الإسلام من منافقي التنزيل, كان على علي أن يحفظ الإسلام من منافقي عصر التأويل, هذه هي الحقيقة الأساسية, التفتوا جيداً, أنا أتصور الآن تقريباً وقفنا على لب هذا البحث.

    المقدم: وليست فيها مجاملة, هذه عباراته, ليست عباراتي ليس كلامي هذا, يقول: [نهاية المنافقين الذين عاصروا التنزيل] يعني ماذا؟ يلمح إلى أن عصر التنزيل كان عصر رسول الله وما بعده عصر التأويل, وأن لعصر التنزيل نحو من المنافقين صنف من المنافقين, وأن لعصر التأويل صنف آخر من المنافقين.

    سؤال: رسول الله قاتلهم على ماذا؟ على التنزيل وعليٌ لابد أن يقاتلهم على التأويل؟ >يقاتلكم على التأويل كما قوتلتم على التنزيل<. وهذا ما قراناها فيما سبق, ولذا يقول: [تبين لنا مما مضى أن المنافقين في المدينة قد انكسرت شوكتهم وتناقص عددهم بعد تطهير المدينة من اليهود, ولم يزالوا كذلك حتى مات زعيمهم عبد الله بن أبي فانطفأت نارهم التي كان يشعلها ابن أبي ويجمعهم حولها] هذا أول الكلام موت الزعيم ليس موت تلك الظاهرة والتنظيم والتشكيل الذي وقف عنده القرآن الكريم بمائة الآيات القرآنية.

    المقدم: لا تزال هناك خلايا نائمة بحسب المصطلح.

    السيد: أحسنتم, وهنا قال أمير المؤمنين أن هذه المجموعات بعد ذهاب الرسول الأعظم دخلوا في السلطة وأخذوا مواقع السلطة وتقربوا إلى أئمة الضلال, هنا بينها أمير المؤمنين بشكل واضح وصريح في نهج البلاغة, يقول: [ولقد كان موت ابن أبي في السنة التاسعة من الهجرة] يعني لم يبقى إلا سنة أو سنتين من رحلة الرسول الأعظم يعني أن الظاهرة كانت مستشرية في عمق المجتمع الإسلامي, [ولم يكن للمنافقين بعد موته حركة ولا نشاط يذكر] لا, كان لهم حركة ونشاط ولكن بنحو آخر وبطريقة أخرى, هذا الذي أنا أصطلح عليه بنافقي عصر التأويل, ولهم نشاط يختلف عن منافقي عصر التنزيل, ما هي أهم الفوارق؟ أهم الفوارق أنه في عصر التنزيل كانوا يريدون أن يقفوا أمام الإسلام ليقضوا على أصل الإسلام, منافقوا أصل التأويل ماذا؟ وجدوا أنهم لا يستيطعوا أن يقفوا أمام الإسلام لأن الإسلام ماذا؟ {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} إذن ماذا يفعلون؟ لابد أن يفرغوا الإسلام من محتواه.

    المقدم: حرب ناعمة.

    السيد: أحسنتم, يعني الحرب الفكرية الحرب العقدية الحرب الإعلامية الحرب السياسية الحرب القيمية, ولذا أنا من اليوم الأول عندما دخلت هذه الأبحاث قلت: أريد أن أبحث لكم ما هو؟ الإسلام الأموي معالم الإسلام الأموي, ما هي أهم معالم الإسلام الأموي وسيتضح بعد ذلك وسأقف عنده, أشرت إليه سابقاً وسأقف عنده تفصيلاً لاحقاً, ما هي أهم معالمه؟ تفريغ الإسلام من محتواه الحقيقي, من محتواه الإنساني.

    المقدم: عودة قيم الجاهلية.

    السيد: أحسنتم, {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} هذا أي انقلاب؟ ليس بمعنى ارتدوا لا أبداً, بقي الظاهر ظاهر إسلامي, يعني لم يبقى من الإسلام إلا اسمه شكله, أما محتواه أما حقيقته؟

    ومن هنا أنتم تجدون أن مسألة الوراثة وأن مسألة الملك العضوض وأن مسألة قتل أولاد الأنبياء وأنه مسألة الفساد ومسألة التفرعن ومسألة.. ومسألة التجبر ومسألة الاستبداد ومسألة القضاء على القيم ومسألة أنه يتجاهرون بالفسق والفجور.

    المقدم: القبلية والأسرية كلها عادة.

    السيد: كلها رجعت ببركة هذا الإسلام الذي بدأ بعد رسول الله’ في بذوره الأولى ولكنه اشتد على يد من؟ على رأس البيت الأموي وهو معاوية.

    ومن هنا تجدون أنه تأتي هنا أهمية حروب الإمام علي (عليه أفضل الصلاة والسلام), حروب الإمام علي, سنقف عندها ولكنه هذه واقعاً مقدمة البحث هذه عنوان البحث, حروب الإمام علي كانت لإثبات أو لإنقاذ الإسلام من تفريغه من محتواه, وهذا هو الذي أول إليه, هذه المهمة من أوكلها إليه؟ أوكلها رسول الله إلى عليّ قال: >يقاتلكم على التأويل كما قوتلتم على التنزيل< قلنا مراراً هذه الجملة لها معاني واسعة ومهمة.

    ولذا الأمر الرابع الذي أشرنا إليه في الحلقات السابقة, إن الذين قاتلهم رسول الله وهم قريش على التنزيل هم الذين يقاتلهم أو قاتلهم علي بن أبي طالب على التأويل.

    المقدم: كما قوتلتم.

    السيد: قوتلتم, إذا كانوا مسلمين وكانوا مؤمنين وكانوا صحابة حقيقيين وكانوا على أعلى درجات الوفاء للإسلام ولقيم الإسلام ومبادئ الإسلام, لماذا أن أمير المؤمنين أن علي بن أبي طالب أمر بأن يقاتلهم أولئك الذين قاتلهم رسول الله على التنزيل, أمر علي أن يقاتلهم على التأويل.

    إذن أتصور خلاصة ما انتهينا إليه في الأبحاث السابقة, تتلخص في هذه الجملة وهي: أن رسول الله قاتلهم على التنزيل وأن علي بن أبي طالب قاتلهم على التأويل.

    المقدم: نأتي الآن إلى المراد من التأويل والتنزيل في كلام النبي الكريم’.

    السيد: أنا أتصور من خلال ما أشرنا في هذه التوطئة أو المقدمة اتضح, ولكنه لابد أن نستدل على ذلك, ما هو الدليل على هذه الحقيقة؟

    أعزائي, نحن ما لم نفهم التأويل في هذا الحديث لا نستطيع أن نفهم ماذا حدث في صدر الإسلام. هذه نقطة أساسية.

    المقدم: يعني هذا اللغط سماحة السيد موجود إلى اليوم. يعني: كما شاهدتم الأخ المتصل بالأمس يصفهم شهود الله يتقاتلون فيما بينهم.

    السيد: أحسنتم, يتقاتلون وهذا القتال الذي فيه عشرات الآلاف الذين سقطوا من القتلى وهم من المسلمين وهم من الصحابة وكلا الجيشين على رأسه علية الصحابة, يعني في هذا الطرف يوجد علي بن أبي طالب ومئات من الصحابة والبدريين ومن المبايعين تحت بيعة الشجرة, وهناك في الطرف الآخر يوجد الزبير وطلحة وعائشة وكذلك ما يصطلحون ويزعمون كاتب الوحي معاوية وعمر بن العاص وأبو موسى الأشعري وهذه الطبقة.

    المقدم: يعني هذا اللغز إذا لم يحل يعني.

    السيد: واقعاً نبقى أمام إبهامية أو يأتينا متكلم ومتداخل يقول لنا أن المعركة بينهم كانت كالمعركة بين السياسيين, يعني أنها كانت نزاع على السلطة, يعني.

    المقدم: تبسيط للقضية.

    السيد: لا فقط تبسيط هو من حيث لا يشعر يطعن في الصحابة, لماذا؟ لأنهم يتقاتلون على الدنيا وكيف يتقاتلون على أمر دنيوي, ألستم تقولون أنهم وصلوا, بتعبير أستاذ علاء, أنهم هؤلاء شهود الله على خلقه, بينكم وبين الله.

    المقدم: هذا التعبير للأخ المتصل.

    السيد: أحسنتم, ألستم تقولون أن هؤلاء شهود كيف هؤلاء الشهود يتقاتلون على سلطة زائلة على أمر دنيوي ويذبحون عشرات الآلاف, نحن الآن نجد الكفار وغير الكفار يقومون بهذا نقول هذا عمل غير إنساني.

    المقدم: والغريب يقول أنه لا يحق للأمة أن تسائلهم على هذا القتال.

    السيد: أبداً, وإن شاء الله إذا صارت المناسبة أجيب.

    إذن أعزائي, أنا أتصور هذه القضية قضية خطيرة جداً, وهي أنه ما لم, طبعاً لا يتبادر إلى الذهن, وأنا الآن من هنا أعد المشاهد الكريم أننا سنقف عندما يصطلح عليه بحروب الردّة أيضاً, أنه ماذا كانت حقيقة هذه الحروب, واقعاً كان هناك ارتداد عن الإسلام, واقعاً هكذا, حتى يعطون هذا الامتياز للخليفة الأول أو القضية كانت ذات بعد آخر فيها أبعاد أخرى, له بحث آخر.

    الآن أنا همي ما حاولته المدرسة الأموية والاتجاه الأموي والإسلام الأموي ما حاوله وهو أن يصور أن النزاع بين علي وبين غيره سواء في الجمل أو في صفين كان نزاعاً على السلطة, نزاعاً على السلطة نزاعاً على الإمرة على الإمارة ونحو ذلك.

    وهذا ما أسس له معاوية, ونظّر له شيخ الأمويين ابن تيمية, والآن يتبعه بعض من لا علم له يتصور أن هذا التحليل تحليل, وأنا أدعو الأعزة الذين يطلبون الحقيقة أن يقفوا معنا هنا.

    أعزائي, في اعتقادي أن علياً (عليه أفضل الصلاة والسلام) كما في نص الحديث أمر بالقتال على التأويل, فما هو المراد من التأويل؟ أولاً أنا أعنون الجواب ثم أدخل في الدليل.

    الجواب: أن علياً أمر أن يقاتل الناس على الإيمان على باطن الإسلام, كما عندنا رسول الله’ كان مأموراً أن يقاتل الناس على ظاهر الإسلام, إذن التفتوا جيداً, الإسلام له ظاهر وله باطن, تقول سيدنا من أين جئت بهذا التقسيم؟ أعزائي هذا ليس تقسيمي المشاهد الكريم لابد أن يلتفت, كل الذين تكلموا في هذه المسألة وقفوا عندها هذا الكتاب من كتب (ابن قيم الجوزية, كتاب الفوائد, تحقيق: محمد عزير شمس, وإشراف: بكر بن عبد الله أبو زيد, دار عالم الفوائد, ص124) يقول: [الإيمان له ظاهر وباطن] لا هذا التعبير ليس بدقيق, الإسلام له ظاهر وله باطن, [وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح, وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته] إذن الإسلام له ظاهر وهو الشهادة >أن لا إله إلا الله وأن محمداً’ رسول الله< والعمل بالأركان [فلا ينفع ظاهر لا باطن له] لماذا؟ لأنه قيمة هذا الظاهر إنما. الكلام صحيح [وإن حقن به الدماء وعصم به المال والذرية] وإن, صحيح من قال >لا إله إلا الله عصم مني ماله وعرضه و..< إلى آخره, كله صحيح هذا, ولكنه متى يؤثر أثره ويجعل الإنسان؟ إذا كان معتقداً بهذا الإسلام الظاهري قال: [ولا يجزئ باطن لا ظاهر له] وهو كذلك صحيح يقول أنا مؤمن ولكنه لا يصلي أنا مؤمن ولكن لا يحج لا قيمة لمثل هذا الإيمان, [ولا يجزئ باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز] هذا في (ص124).

    وكذلك في (ص207) هذه عبارته, وهذه هي العبارة الأدق, يقول: [فكل إسلام ظاهرٍ لا ينفض صاحبه منه إلى حقيقة الإيمان الباطنة فليس بنافع] إذن ظاهر الإسلام إن لم يكن معه باطن الإيمان لا قيمة له [حتى يكون معه شيء من الإيمان الباطن وكل حقيقة باطنة لا يقوم صاحبها بشرائع الإسلام الظاهرة لا تنفع].

    إذن واضح من عبارات ابن قيم ابن جوزية, أن الإسلام له ظاهر وله باطن, أما الظاهر: فهو الشهادتين القولين والعمل بالأركان, وأما الباطن فهو عقد القلب فهو قول القلب إن صح التعبير, الإيمان القلبي, جيد إذن هذا قد متيقن.

    أنا معتقد أن النبي’ عندما قال لعلي >تقاتلهم على التأويل كما قاتلتهم أو قوتلوا على التنزيل< المراد من التأويل يعني الباطل, واضح, أبين.

    المقدم: لكن هناك لربما يرد إشكال في هذه القضية, وهل الله سبحانه وتعالى ورسوله يفرضون الإيمان على داخل الإنسان.

    السيد: لا ليس فرضاً هذا, ولكن عندما يجدون أن من تلبسوا بالإسلام أخذوا الإسلام إلى دائرة أخرى إلى انحراف إلى تفريغ لمحتواه فلابد أن تقف أمام هذا الإسلام المنحرف أمام هذا الإسلام الظاهري أما هذا الإسلام الأموي.

    المقدم: يعني لو كان المسلم مسلماً في ظاهره ومسلماً عادياً ليس في مواقع المسؤولية والسلطة والقرار ليست هناك مشكلة.

    السيد: أبداً, {لا إكراه في الدين}.

    المقدم: لكن المشكلة, وهذه توضح حقيقة مهمة أن الخطاب مع الذين يستلمون مواقع المسؤولية.

    السيد: مواقع السلطة والمسؤولية ويريدون أن يعطوا, بعبارة أدق والسؤال جيد جداً مهم جزاه الله على هذه المداخلة أستاذ علاء, التفتوا جيداً, بعبارة أخرى: أولئك الذين يقدمون قراءة للدين تفرّغ الدين من محتواه الحقيقي عند ذلك, وظيفة المؤسسة الدينية وعلماء الدين والأئمة قبل ذلك أن يقفوا أمام هذا الانحراف.

    المقدم: ولذلك الرسول’ خاطب علية القوم.

    السيد: أحسنتم, وقال لعلي أنه وقال لهم أنه يقاتكلم على التأويل.

    المقدم: وهم علية القوم.

    السيد: نعم, وهم أصحابه >يقاتلكم على التأويل< ما معنى يقاتلكم؟ يعني يقاتلكم على باطن الإسلام, على محتوى الإسلام على هذه القراءة المنحرفة.

    قد تقول سيدنا هذا اجتهاد في قبال الاجتهاد.

    أقول: كلا, هم كانوا يعلمون أن هذا انحراف وهذا ما يقوله علي بن أبي طالب وهذا ما يبينه رسول الله وسيأتي بعد ذلك, وهم يصرحون.

    إذن أنا معتقد أن المراد من التأويل >تقاتلهم على التأويل< يعني تقاتلهم على باطن الإسلام كما قاتل رسول الله قريش على باطن الإسلام.

    أنت من حقك أن تسأل هذا السؤال وهو بحثي الأساسي لعله في هذه الليلة, ما هو الدليل على أنه أطلق التأويل وأريد منه الباطن؟ هذا بأي دليل يحتاج إلى دليل, وسأقدم للأعزة دليلاً قرآنياً على هذا, أنا أتصور أفضل من أدي دليل آخر, لا أذهب لا إلى الدليل الروائي ولا أذهب إلى الدليل العقلي ولا إلى التحليل وإنما أذهب إلى الآيات القرآنية.

    الآيات القرآنية بشكل واضح وصريح حتى لا أطيل ذكرت أن يوم القيامة هو يوم تأويل الدين, يعني سمت أن الدين له تأويل, وتأويله متى يكون؟ يوم القيامة. يتضح كل شيء وبتعبير القرآن الكريم {يوم تبلى السرائر} ما هي السرائر؟ يعني البواطن, يعني الأمور غير المعلومة. التفتوا جيداً.

    تقول سيدنا أين قال القرآن ذلك؟ أعزائي, هذه أمامكم القرآن في سورة الأعراف الآية 53, قال تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله} ينظرون هنا بمعنى ينتظرون هل ينتظرون, هذا ليس الآية هذا البيان هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله هذا الضمير على من يعود؟ يعود على الكتاب {ولقد جئنا بكتاب فصلناه على علم هدى ورحمة لقوم يؤمنون} إذن هذا الكتاب سوف يأتي تأويله, {يوم يأتي تأويله يقولون الذين نسوه من قبل} أو تناسوه أو جعلوه وراء ظهورهم {يقولون الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق} الآن اتضحت لهم الحقيقة {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنّا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كان يفترون} هذه الآية تتكلم أن تسمي يوم القيامة بيوم التأويل.

    قد يقول لي قائل: سيدنا هذا تفسيرك للآية؟ أقول: انظر إلى المفسرين ماذا يقولون بسرعة, في (تفسير الطبري, تحقيق الدكتور التركي, ج10, ص242) ينقل رواية عن ابن عباس, قال: >هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله فهو يوم القيامة< الرواية عن من؟ عن حبر الأمة ابن عباس, إذن يعبر عن يوم القيامة بيوم التأويل, التفتوا جيداً, هذا المورد الأول.

    المورد الثاني: في كتاب (زاد المسير في علم التفسير للإمام ابن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي, ج3, المكتب الإسلامي في ذيل هذه الآية المباركة وهي, ج3, ص210) قال: >هل ينظرون إلا تأويله, قال ابن عباس تصديق ما وعدوا في القرآن يوم يأتي تأويله وهو يوم القيامة< واضح أيضاً.

    وهكذا حتى لا أطيل, ومنهم: ما ذكره الإمام القرطبي الجامع لأحكام القرآن, أيضاً تحقيق التركي, ج9, ص236) قال: >يوم يأتي تأويله تبدوا عواقبه يوم القيامة< إذن يوم القيامة يوم التأويل, ولعله أيضاً ابن كثير أشار إلى هذا المعنى في كتابه في تفسيره (ج4, ص42) قال: [يوم يأتي تأويله أي يوم القيامة, كما قال ابن عباس].

    وأفضل وأوضح من أشار إلى هذا المعنى هو السيد الطباطبائي في تفسيره, أنا أشرت إلى المدرستين, مدرسة أهل السنة ومدرسة الشيعة.

    المقدم: يعني هناك اتفاق بينهم.

    السيد: (الميزان في تفسير القرآن, ج8, ص138) قال: [ثم يخبر تعالى عن حالهم في يوم إتيان التأويل, بقوله: {يوم يأتي تأويله} أي إذا انكشفت حقيقة الأمر يوم القيامة, يعترف التاركون له بحقية ما جاءت به الرسول, إذن اتفاق الكلمة على أن المراد من هذه الآية في سورة الأعراف, المراد من يوم التأويل يوم القيامة.

    إذن سمّى القرآن يوم القيامة بيوم التأويل, هذا واضح.

    وكذلك الآية الأخرى من سورة يونس الآية 39, قال: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه} من كذّب؟ أولئك الذين كذبوا الرسل وكذبوا النبي الأكرم, كذّبوا بأي شيء {بما لم يحيطوا بعلمه, ولمّا يأتهم تأويله}.

    المقدم: إذن لم يؤولوه كما أرادوا, لم يفهموا محتواه الحقيقي.

    السيد: لم يفهموا حقيقته لم يفهموا محتواه الحقيقي ولم يؤمنوا, {كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} هنا يقول السيد الطباطبائي في هذه الآية وكل المفسرين أيضاً يشيرون إلى هذا, في ذيل هذه الآية, (ج10, ص66) يقول: [فقوله: {ولما يأتهم تأويله} يشير إلى يوم القيامة, كما يؤيده قوله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين} وهذا يؤيد ما قدمه..] إلى آخره.

    إذن صريح الآيات القرآنية تبين لنا أن يوم القيامة هو يوم التأويل.

    المقدم: أعزائي المشاهدين نتوقف عند فاصل قصير نعود بعده إلى استكمال هذا الحديث علي عليه السلام والقتال على التأويل في قسمه الخامس. فاصل ونعود.

    المقدم: مشاهدينا ومستمعينا الكرام أحييكم مرة أخرى أذكر المشاهدين والمستمعين بأن البرنامج يبث تزامناً مع قناة الكوثر الفضائية على محطة طهران الإذاعية أيضاً, يمكنهم للذين لا يمكنهم مشاهدة التلفاز يمكنهم الاستماع إليه عبر المذياع في أي مكان كانوا من خلال إذاعة طهران, أعود لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة السيد إكمال ما قطعناه.

    السيد: إذن إلى هنا نحن انتهينا إلى هذه النقطة, هذه الأبحاث كالرياضيات يعني ما لم يلتفت إلى الحلقات الأولى لا نستطيع الانتهاء إلى الحلقات اللاحقة.

    إذن إلى هنا انتهينا إلى أن القرآن سمى يوم القيامة بأنه يوم التأويل, فإذا جئنا إلى القرآن وسمى القرآن يوم القيامة بأنه باطن هذا العالم, عند ذلك يكون التأويل هو الباطن, وأن الباطن ما هو؟

    المقدم: {يوم تبلى السرائر}.

    السيد: الآن وحدة وحده أحسنتم, الآن التفتوا الذي قلته أنه كالرياضيات هو هذا, يعني أن المقدمات توصل إلى هذه النتائج, إذا وجدنا أن القرآن الكريم بين أن يوم القيامة هو يوم التأويل, ثم بين في موضع آخر أن يوم القيامة هو باطن هذا العالم إذن التأويل هو الباطن, هذه كالرياضيات.

    المقدم: لا يتهمنا أحد بالباطنية.

    السيد: أحسنتم, لا لا أبداً, نص القرآن أنا ما أخرج من خارج القرآن الكريم, سيدنا أين دلت الآيات على أن القرآن سمى يوم القيامة بأنه باطن, أعزائي في آيتين وما أريد أن أطيل, الآية الأولى: وهي وما وردت في سورة الطارق, قال تعالى: {يوم تبلى السرائر} أنظروا إلى هذه الآية, الآية 9 من سورة الطارق, قال تعالى: {إنه على رجعه لقادر} هذا أي رجوع؟ الرجوع إلى يوم القيامة {إنا لله وإنا إليه راجعون} {يوم تبلى السرائر} إذن هذا الرجوع فيه أن تظهر السرائر يعني ما يكون هنا سراً باطناً هناك يكون ظاهراً, إذن يوم القيامة يكون بالنسبة إلى الدنيا يوم البطون يوم الباطن يوم السريرة في قبال اليوم الظاهر الذي هو يوم الدنيا. إذن باللازم.

    طبعاً هذا المعنى كل المفسرين أشاروا إليه, منهم: الإمام ابن كثير في تفسيره في ذيل هذه الآية المباركة قال: [والقول الثاني] (ج7, ص538) [والقول الثاني إنه على رجع هذا الإنسان المخلوق أي إعادته وبعثه إلى الدار الآخرة لقادرٌ {يوم تبلى السرائر} أي يوم القيامة تبلى فيه السرائر] واضح هذا المعنى.

    ولذا نجد أن الإمام ابن قيم الجوزية في كتابه (التبيان في أيمان القرآن, بنفس الطبعة, تحقيق: عبد الله بن سالم البطاطي, ص165) هذه عبارته, قال: [الرابع: أنه قيد الفعل بالظرف وهو قوله: {يوم تبلى السرائر} وهو يوم القيامة أي أن الله قادر على رجعه إليه حياً في ذلك اليوم] ثم يقول: [والسرائر] مهمة هذه الجملة بدأت أستعجل الحديث لأنه أريد أن أنتهي من بحثي هذه الليلة [والسرائر جمع سريرة وهي سرائر الله التي بينه وبين عبده في ظاهره وباطنه فالإيمان من السرائر] إذن يوم تبلى السرائر يعني يوم يظهر الإيمان أنه كان مؤمنا أو لم يكن مؤمناً.

    المقدم: الآن فهمنا السرائر والبواطن والتأويل والإيمان.

    السيد: إلى هنا اتضح. قد يقول لي قائل سيدنا: هذه الآية التي قلتم بأنه الله سمى يوم القيامة بأنه يومٌ باطن حتى يكون الباطن هو التأويل ليست واضحة, ممكن آية أوضح من هذا المعنى الذي أشرتم إليه.

    أعزائي تعالوا معنا إلى سورة الروم الآية 7, قال تعالى: {يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا} إذن سمى الدنيا ظاهر, جيد, {وهم عن الآخرة هم غافلون} ماذا يقع في قبال الظاهر؟ إذن الآخرة باطن, يعني أن الآخرة باطن وأن الدنيا ظاهر.

    ولذا نجد جملة من المفسرين الكبار ومنهم (العلامة الآلوسي في تفسيره روح المعاني, ج20, ص413) يعني في ذيل هذه الآية قال: [وأياً ما كان فالظاهر أن المراد بالظاهر مقابل الباطن] أياً ما كان أي شيء فسرت الآية يراد من الآخرة يعني باطن, إذن القرآن سمى الآخرة بالباطن.

    وأوضح من ذلك أشار إليه السيد الطباطبائي في تفسيره المهم (ج16 في ذيل هذه الآية المباركة) قال: [وتنكير ظاهراً] {يعلمون ظاهراً} لا يعلمون الظاهر ألف ولام ظاهراً, [قال للتحقير] يعني هذا تنوين التحقير في اللغة [{وظاهر الحياة الدنيا} ما يقابل باطنها] باطنها ماذا؟ في الآخرة.

    سؤال: الآن التفتوا إلى النتيجة التي نريد أن نأخذها, القرآن سمى مكان يوم القيامة بأنه يوم التأويل, وسمى مكان آخر بأنه يوم الباطن, إذن التأويل هو الباطن.

    المقدم: إذن من أسماء القيامة الباطن والتأويل.

    السيد: جيد جداً يعني يظهر البطون, سؤال: >يقاتلكم على تأويله< يعني ماذا؟ يعني يقاتلكم على باطن هذا الدين, ماذا كان هذا باطن الدين؟ حقيقة هذا الدين الإيمان بهذا الدين, حقيقة الإيمان.

    إذن يتضح لنا بشكل واضح لا مراء فيه: أن رسول الله’ أمر أن يقاتل قريش على ظاهر الإسلام وأوكلت مهمة القتال على باطن الإسلام لمن؟ لعلي أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    إذن >أقاتلكم على تنزيله< يعني على ظاهره, أسلموا قولوا >لا إله إلا الله< فإذا قلتم.

    المقدم: لا تقدموا قراءة.

    السيد: أحسنتم, الآن أما إذا أسلمتم تعالوا إلى القرآن وإلى من نصبه الله ورسوله أن يقدموا لكم القراءة وأن يبينوا لكم حقيقة هذا الدين لا أقل أن يضعوا لكم الأطر لكيفية فهم هذا الدين, نحن لا منع من الاجتهاد في الدين, لكن لا أن يكون اجتهاد قال رسول الله >وأكره أنا< كما قرأنا بالأمس أن بعض الصحابة الكبار أن رسول الله فعلها وأن الصحابة فعلوها >وكرهتُ لكم ذلك< هذه قراءة أو هذا تحريف؟ هذه بدعة في الدين, هذه إحداث في الدين؟ أي منهما؟ تعالوا أعزائي التفتوا للحقيقة.

    إذن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام) صبر >وفي الحلق شجى وفي العين قذى< صبر ولكن عندما وجد بأن راجعة الإسلام, وبعبارتنا الحديثة: وجد أن الإسلام بدأ يفقد كل محتواه الحقيقي, عند ذلك قام.

    المقدم: وفي فترة الحروب التي خاضها بلغ مراحل متقدمة.

    السيد: مراحل متقدمة من الانحراف ولولا تلك الحروب التي يحاول البيت الأموي ويحاول من ينظر لهذا البيت الأثيم في الإسلام. وكونوا على ثقة ولولا سيف علي لما بقي من الإسلام شيئاً. لماذا؟ لأنه كان يستطيع البيت الأموي بما أؤتي من إعلام ومن مال ومن قدرات ومن حكم طال عشرات السنين ومن .. أن لا يبقي للإسلام إلا الاسم, إلا القشر فقط, هذه هي الوظيفة الأساسية التي أوكلت إلى علي بعد رسول الله’. وأنا لا أتصور.

    المقدم: قدم النموذج.

    السيد: واقعاً لو لم يكن لما استطعنا أن نعرف ما هو النموذج الحق.

    إذن في جملة واحدة أقولها واضحة وصريحة: أن رسول الله’ قاتل حتى دخل الناس في الإسلام أفواجا, {إذا جاء نصر والفتح ورأيت الناس} ولكن هؤلاء الناس الذين دخلوا {وقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} وهؤلاء هم الهمج الرعاء الذين استفادوا منهم أصحاب القراءة الضالة المضلة, وهؤلاء هم أصحاب القراءة الذين يدعون إلى النار بعد ذلك سيتضح سنقف من أولئك الذين عبر عنهم رسول الله أنهم يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار.

    المقدم: حديث عمار.

    السيد: بلي نعم, عند ذلك ستتضح الرؤى, أنا إنما طرحت هذا البحث.

    المقدم: ما لقريش وعمار يدعوهم إلى الجنة..

    السيد: نعم, ولذا عمار كان يقول أقاتلكم على تأويله, وسنقرأ للأعزة بعد ذلك. عمار كان يعلم ماذا كان يريد في صفين, كان يعلم أنه ما يحارب على قضية سياسية, على نزاع حتى يأتي بعض أنصاف الصحابة إن صح التعبير, ولكن ما أريد أن أعبر بهذا التعبير ولكن مضطر, حتى يأتي بعض أنصاف من يدعون العلم كأمثال عبد الله بن عمر, ويقولون بأن هذه فتنة, أتونا بسيف يميز بين الحق والباطل حتى نحارب, ألم يكفكم أن رسول الله قال لكم >يقاتلكم على تأويله كما قوتلتم على التنزيل< ألم يقل: >من أطاع علياً فقد أطاعني, ومن عصى علياً فقد عصاني< ألم يقل؟

    المقدم: لماذا سيف عمار يستطيع أن يميز.

    السيد: ولكنه سيف عبد الله بن عمر لا يميز, وذاك البئس الذي أصابه بعد ذلك أن ذهب وبايع بني أمية.

    المقدم: يقال مدوا له قدما.

    السيد: نعم, هذه قيمته, ولذا ندم, وبعد ذلك سنقرأ للأعزة, ولذا ندمت عائشة بعد ذلك, ندمت في خروجها على علي, لأنه عرفت بأنه أساساً إن صح التعبير كانت هناك أجندة أخرى وراء حرب الجمل, ولكن الواجهة من كانت, الواجهة كانت زوج النبي, فكيف يمكن لأحد أن يقاتل أزواج النبي؟ ولكن بعد ذلك ندمت ولات حين ندم, أي شيء ينفع الندم؟ بعد أن يقتل الآلاف على جنبات ذلك الجمل.

    المقدم: وهكذا ندم طلحة كما يقال, والزبير.

    السيد: أحسنتم, الآن قد يقول لي سائل حتى أنهي هذا البحث التفتوا جيداً: سيدنا أمير المؤمنين في نهج البلاغة أشار إلى هذه الحقيقة التي أنتم وصلتم إليها أو لم يصل؟

    المقدم: سؤال وجيه.

    السيد: وجيه جداً, يعني أنتم الآن قدمتم تحليلاً.

    المقدم: يعني أنتم تتحدثون عن علي وعلي ماذا يقول فيها.

    السيد: أحسنتم, هو ماذا يقول عن نفسه في حربه في الجمل وفي حربه في صفين ماذا يقول؟ أعزائي أنا قدمت قراءة قدمت تحليل قدمت تفسير لهذا الحديث من خلال النصوص من خلال التاريخ من خلال كل هذه الأحداث ليتضح دور الإمام علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) في حروبه ولولا تلك الحروب لما بقي من الإسلام شيء. ولولا تلك الحروب. لماذا؟

    الآن قد يقول لي قائل: سيدنا أين ذهبت قتال فتوحات الخليفة الأول, أقول أنا أتكلم في مرحلة ما بعد ذلك أتكلم في مرحلة علي.

    المقدم: نتكلم عن الإسلام النوعي وليس الكمي.

    السيد: أحسنتم, وهذا مضافاً أنا الآن المرحلة التي قبلها الآن أضعها في كتم الكتمان.

    المقدم: أساساً مهمة علي الإسلام النوعي.

    السيد: أحسنتم, تعالوا معنا إلى علي بن أبي طالب لتروا ماذا قال في جمل وماذا قال في صفين؟ وتعلمون أنه أقرأ هذه العبارات لأنه هناك فضائيات حاولت لسنين أن تقول أن علي بن أبي طالب أثبت إسلامهم أثبت إيمانهم أثبت أنهم. نعم الخلاف بينهم خلاف سياسي, هذه أمامكم (نهج البلاغة, شرح الشيخ محمد عبده, خرج مصادره فلان, مؤسسة التاريخ العربي, ص45) [ومن كلام له عليه السلام في ذم أهل البصرة] (الرقم 13 من كلام له لا خطبة) يقول في الجمل: >كنتم جند المرأة وأتباع البهيمة رغى فأجبتم وعقر فهربتم< إذن قائدكم من كان؟ الجمل الحيوان البهيمة, الآن أنت انظر إذا كان القائد بهيمة فماذا يكون حال المقود, هذا الذي يقول في الحاشية الإمام محمد عبده أحد كبار أئمة الأزهر أنظروا ماذا يقول؟ يقول: [واشتد القتال وكان الجمل يعسوب البصريين قتل دونه خلق كثير من الفئتين وأخذ خطامه سبعون قرشيا ما نجا منهم أحد وانتهت الموقعة بنصر علي بعد عقر الجمل وفيها قتل طلحة والزبير وقتل سبعة عشر ألف من أصحاب الجمل] الله, أي مأساة ساعد الله قلبك يا علي, يا أمير المؤمنين, أنك ترى بأن هؤلاء واقعاً لا يعلمون الحق, وإلا لا أريد أن أقول أن هؤلاء كلهم كانوا يعرفون, لا, الرؤوس كانت تعرف, أصحاب الأجندة كانوا يعرفون ذلك.

    المقدم: حتى أم المؤمنين أيضاً غررت بها.

    السيد: بعد ذلك سنأتي, سنقرأ يعني ينتظروني الأعزة إن شاء الله تعالى سأعقد بحثاً مستقلاً لحرب الجمل وأبين حقيقة هذه القضية. يقول: [رغا فأجبتم وعقر فهربتم أخلاقكم دقاق وعهدكم] إشارة إلى الطلحة والزبير بايعوه [وعهدكم شقاق ودينكم نفاق] عجيب, أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كان يعلم أن هؤلاء رفعوا راية الإسلام ولكن يحملون باطن الإسلام أو لا؟

    المقدم: هبطوا إلى مستوى النفاق.

    السيد: التفتوا جيداً, لا يقول لي قائل: سيدنا كيف يمكن صحابيٌ هو مبشر بالجنة هو شهود الله هم كانوا كذا وكذا.. انتظرني آخر البحث أجيب.

    المقدم: هذا أيضاً صحابي.

    السيد: أحسنتم, هذا كلام من؟ في الجمل.

    أعزائي وأوضح من ذلك بشكل واضح وصريح في صفين, لأن القضية واقعاً هناك تعرت تبلورت الرؤية, لأنه في الجمل البيت الأموي والأجندة الأموية حركت الآخرين يعني حروب بالوكالة, هذه أساسها معاوية, أما إذا وجدوا لا تنفع بالوكالة, هم دخلوا مباشرة هذا الذي وجدناه الآن في العشرين الثلاثين سنة الأخيرة في منطقتنا وجدتموها واضحة المعالم, أنظروا ماذا يقول الإمام أمير المؤمنين في وصفه لأهل الجمل. (رقم الكتاب 58 في صفين, ص480 من هذه الطبعة) يقول: >كتبه إلى أهل الأنصار يقص فيه ما جرى بينه وبين أهل صفين< للتاريخ يقول أمير المؤمنين طبعاً أثبتنا هذا من كلام رسول الله, أنه تقاتلهم على التأويل, >وكان بدء أمرنا أن التقينا والقوم من أهل الشام< وقع بيننا صدامات لقاء بيننا وبين أهل الشام مناوشات, وإن شاء الله يأتي في حرب صفين انتظرونا, التفتوا إلى هذا النص الدقيق العجيب الذي هو علامات الصدق ظاهرة عليه, يقول: >والظاهر أن ربنا واحد< الله سلام عليك يا إمام البيان, بعد الله ورسوله.

    المقدم: يعني الباطن ربنا.

    السيد: لا لا يوجد أبداً هؤلاء لم يؤمنوا قط بالله سبحانه وتعالى, التفتوا وإلا أمير المؤمنين يبين حقيقة من حقائق هذه الحرب يقول: >والظاهر أن ربنا واحدٌ ونبينا واحدٌ< هذه كما يقال واو عاطفة يعني والظاهر أن نبينا واحدٌ, >ودعوتنا في الإسلام واحدة< يعني والظاهر أن دعوتنا واحدة, وإلا في الواقع الأجندة مختلفة, وأنا أتصور أن الأعزة يعيشون تجدون بأنه الآن القوى التي تريد أن تقسم الشرط الأوسط بما ما نجد من هذه الفتن ما يصطلح عليه بالربيع العربي أو بخريف الحكّام حكّام العملاء الذين كانوا مرتبطين, التفتوا جيداً, تجدون أنه الآن الأجندة تبدلت الأجندة واحدة وهي السيطرة على المنطقة ولكن العناوين تغيرت حقوق الإنسان والحرية والدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني, تجدون الآن المعركة قائمة مع مصر وغيرها, قال: >ونبينا واحدٌ< يعني والظاهر أن نبينا واحد, >ودعوتنا في الإسلام واحدة< يعني والظاهر أن دعوتنا في الإسلام واحدة >لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا< يعني والظاهر.

    المقدم: هذه القراءة التي يقرأها اليوم البعض.

    السيد: أحسنتم, ينسى كلمة الظاهر يقول بأنه واقعاً, أنا أستغرب من بعض الذين يدعون من أهل العلم ومن أهل الاختصاص وأنهم من أصحاب شهادات, يقرأ هذه النصوص وينسى هذه الكلمة الأولى والظاهر, يقول أمير المؤمنين يقول >لا نستزيدهم ولا يستزيدوننا< يعني نحن وهم في الإيمان سواء, إذن المعركة معركة في السلطة. معركة في الخلافة, التفتوا يعني والظاهر.

    المقدم: يناقش هذه القراءة وكأنه يعلم أن هناك من يأتي ويتحدث.

    السيد: سيأتي يستشرف المستقبل, وإن كنّا نحن نعتقد أكثر من ذلك كما في النصوص الصحيحة من الفريقين, قال: >لا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله’ ولا يستزيدوننا, الأمر واحدٌ< يعني والظاهر أن الأمر واحد كما قال >الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان< هذا هو العنوان, عنوان الحرية, عنوان حرية الشعوب, العنوان الديمقراطية.

    المقدم: وقف القتل.

    السيد: العنوان ماذا؟ وقف القتل, العنوان ماذا؟ وقف العنف, العنوان ماذا؟ وقف التقسيم وهكذا.

    المقدم: نفس الأساليب القديمة والأجندات اليوم نراها بتفاصيلها تطبق في هذه السنوات.

    السيد: إذن أمير المؤمنين بشكل واضح وصريح أعزائي أشار إلى هذه الحقيقة التي نحن قدمنا لها تحليلها ودليلها.

    ألخص كلامي, إذن تلخص إلى هنا: أن علي بن أبي طالب (عليه أفضل الصلاة والسلام) كما كان لأنه الرواية كما يتذكر الأعزة قراناها, قال: >ليبعثن الله عليكم رجلا< يعني كان مبعوثاً في مهمة خاصة صاحب المهمة الخاصة علي بن أبي طالب لماذا؟ لأن يقف أمام انحراف الإسلام الذي بدأ بعد رسول الله ولكن استوى على عوده متى؟ في خلافة معاوية وبني أمية, فلم يجد أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) بُداً إلا أن يقاتل ويشهر السيف ولا حال آخر لماذا؟ لأنه وآخر الدواء الكي, على الآخر لماذا؟ لأن هؤلاء ليسوا من العوام أو الجهلة حتى نهديهم ونثقفهم أو نعطيهم قواعد الدين.

    المقدم: لا يعني هو صاحب أجندة جاء.

    السيد: جاء بمشروع وهذا أحسنتم, هذا هو لديه مشروع أمامه مشروع, والآن أمامكم يعني واقعاً في المنطقة أنا أتصور ينبغي على الإنسان أن يكون جداً بصيرته عمياء حتى لا يرى أن هناك مشروع المنطقة.

    المقدم: مشروع تقسيم جديد, مشروع تفكيك جديد, مشروع سمه ما شئت.

    السيد: مشروع جديد للمنطقة أعزائي, ابتداء من العراق ومروراً بسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن والسعودية وإيران أساساً يوجد مشروع لهذه المنطقة, ولكن هؤلاء المساكين نسوا هذا المثل العربي الذي يقول >أكلت يوم أكل الثور الأبيض< هؤلاء ينسون أنه عندما جعلوا الآن المنقط الذي ينقطون به المنطقة ويحاولوا أن يمشوا ويسيروا أجندتهم بعض هذه الدول التي هي.

    المقدم: بعض الحركات الإسلامية للأسف الشديد.

    السيد: وهكذا, وهكذا, الآن ما أريد أن أدخل في ذاك البحث لأنه ليس بحثنا في هذا المجال.

    إذن في جملة واحدة: رسول الله’ كانت المهمة الأصلية له أن يقاتل الناس على التنزيل على أن يقولوا لا إله إلا الله وقد قالوها وقد وفق في ذلك توفقياً ما بعده توفيق بحمد الله تعالى الآن مليار ونصف مليار مسلم يقولون لا إله إلا الله ومحمداً رسول الله’, لا توجد قوة على الأرض تستطيع أن تقف أمام هذا المد, ولكن هناك أجندة وهي أجندة الجاهلية أجندة الأمويين أجندة من أرادوا أن يحرفوا الإسلام عن واقعه هذه المهمة هي التي أوكلت إلى علي أن يقف أمام هذا الإنحراف وهذا ما سنتوفر عليه.

    وإن شاء الله تعالى في الأسبوع القادم سوف نقف على مفردات هذه الحروب بتفاصيلها لنعرف أن الإمام أمير المؤمنين أولاً: ماذا جاء عن رسول الله في هذه الحروب, وهذه لا سابقة لها في التاريخ, يعني لا يوجد عندنا حديث صحيح صريح متفق عليه بين علماء المسلمين في حروب بعد رسول الله إلا ما ورد في الجمل وصفين ونهروان, أما الحروب التي خاضها الخليفة الأول والخليفة الثاني غيرها هذه لم ترد في كلام رسول الله, نعم البيت الأموي وضع لها مجموعة من الأحاديث حتى يقترب أو يقدم مقاربة مع حروب علي (عليه أفضل الصلاة والسلام).

    المقدم: طيب شكراً لسماحة السيد, أعزائي المشاهدين الآن وقت المداخلات أنا لم أدخل بفاصل لكي نغتنم الوقت, من الجزائر مسعود تفضل:

    الأخ مسعود: سلام عليكم, أمس اتصلت بحضرتكم وطرحت إشكالية لماذا يحقدون على علي وأبناء علي, واليوم تبين من تفسير الشيخ حقدهم البغيض على علي وأبناء علي لأنه اختاره الله .. أن يكون رجل المهمات الصعبة, بارك الله فيكم وأطال الله في عمركم وشكراً لكم.

    المقدم: شكراً لك أخ مسعود, شكراً على هذه المداخلة, أشرف من كندا, تفضل:

    الأخ أشرف: سلام عليكم, وسلامي إلى آية الله السيد كمال الحيدري الذي أوضح الكثير من الأمور التي كانت مغيبة بشكل كبير الكثير من المسلمين لا يعلمون بها, وبالأخص أنا أقول في منطقة وما يطلق عليه الإسلام السني يعني الناس هناك لا يعلمون هذه الأمور, الأمور هذه مغيبة بشكل كامل إذا كان هناك الإسلام التحرر الإسلام الأصل الذي أتا به سيدنا رسول الله’ وأوضح بما لا يدع مجالاً للشك أن الذي سوف يعني يصون هذا الدين هو الإمام علي بداية وأهل بيته في يعني آيات واضحة وأحاديث متفق عليها لا فيها شك ولكن هم أتوا بأدوات فرغوا الإسلام من محتواه, أتوا بالترهيب أتوا بخطوط حمر, بمعنى أنك لا تستطيع أن تتحدث على من وقف أو عن من وقف ضد السنة والأمر رسول الله’ منذ رزية الخميس التغييب أيضاً من الناحية الإعلامية الأحاديث الموضوعة المقصوصة المزادة, يعني الصحيحين أنا أقول لك في الصحيحين وهم يسمونها حتى تسميات يعني يسمونه الصحيحين, نحن مثلاً في ليبيا كان عندنا القذافي حتى عندما يحفر حفرة في الطريق العام وتقع فيه السيارة هذه الحفرة عظيمة يعني يعظمون حتى الرذائل نفس الشيء يعني يسمونه الصحيحين وهو الكثير منه يعني الألفاظ حتى هناك ألفاظاً بذيئة في الصحيحين وأنا أقول هنا للمجتمع سني والتسميات كثيرة أهل السنة والجماعة, ولكن وقفوا ضد السنة وسنة الرسول.

    المقدم: مصادرة المصطلح هذه تسمى.

    الأخ أشرف: وايضا هو عام الجماعة هو عام الديكتاتورية يعني عام معاوية وعام التسلط وعام من ضرب ظهرك ومن سرق مالك فهذه التسمية.

    المقدم: أخ أشرف أشكرك وأعتذر عن المقاطعة ولكي أفسح المجال أمام متصلين آخرين, شكراً لك, أبو حمادة من الدنمارك تفضل:

    الأخ أبو حمادة: سلام عليكم, سيدنا الجليل كل الأدلة التي سقتها في جميع المحاضرات أحاديث عن رسول الله’ المشكلة الكبرى التي نحن غافلين عنها أنه المذاهب الأربعة لا تفهم شخصية الرسول وعادات الرسول ونفس النبي’ كما يفهمه الشيعة, يعني أقصد بها أنهم عندما تناقشهم يقولون {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} أو ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق, لا يعرفون الرسول محمد’ كما نعرفه نحن, ولو عرفوه كما نعرفه نحن لصدقوا بكل الأحاديث التي جاء بها, أليس بتمام.

    المقدم: يعني قليلاً رأفةً بالأخوة. أبو حمادة لا تقف مثل هذا الأمر أو لربما بشكل مخفف لربما نحن على حقيقة التأويل كما طرح سماحة السيد نقرأ الرسول في باطنه أيضاً.

    السيد: أحسنتم, ويكون في علم الأخ العزيز تأييداً لكلام أستاذ علاء, وهو أن مئات الملايين من المسلمين من المتصوفة وغيرهم هؤلاء كلهم يعتقدون هذا الاعتقاد الذي أشرت إليه في حقيقة النبي, وفي نور الخاتم ولهذا تجدون أنه بدأت المحاربة لهم عندما يريدون أن يحيوا ذكرى ولادة النبي أو ذكرى بعثة النبي هذه التي من أعظم الشعائر {ومن يعظم شعائر الله} نعم لابد أن لا تكون مخالفة للضوابط الدينية, ولكنه عدم المخالفة للضوابط الدينية شيء والوقوف أمام هذه الشعائر التي تذكر الإنسان برسول البشرية برسول الإنسانية بمن هو رحمة للعالمين, يا أخي عزيزي أنت تتذكر والدك بخير تتذكر بعائلتك, كيف لا يسمح لنا بأن نتذكر.

    المقدم: لا, والغريب هم أنفسهم في بلدانهم هؤلاء الذين يمنعون ويكفرون يحتفلون بالعيد الوطني, يحتفلون بالجنادرية, يحتفلون بأمر آخر. ثم هذه القراءة.

    السيد: أحسنتم أردت أن أقول هذا, هذه ليست بدعة.

    المقدم: تخالف أهل السنة. يعني هذه مخالفة لأهل السنة, أهل السنة يحتفلون بها في مصر وفي ليبيا وفي العراق وفي الإمارات وفي الكويت وفي كل العالم الإسلامي.

    السيد: في ماليزيا وباكستان والهند, ولذا من هنا نشد على أيديهم جميعاً, ولكنه بشرطها وشروطها أن لا تكون مخالفة للضوابط.

    المقدم: الأخت مريم من بريطانيا تفضلي:

    الأخت مريم: سلام عليكم, أنا سنية وزوجي كان سني انولدت سني والآن ساكنة على طريق أهل البيت, عندي استفسارات أول شيء أريد أن أسأل عن كتب الحديث السنة الستة.

    المقدم: ما هو السؤال؟

    الأخت مريم: السؤال: تقول أن كل الأحاديث يعني غلط وفيهم أغلاط كثيرة, صح.

    المقدم: يمكن للأخت مريم أن تتصل بموقع سماحة السيد أو برقم هاتف السيد وتسأل لكي يجيبها بشكل مفصل حول هذه الأمور, أبو هيثم من بلجيكيا تفضل:

    الأخ أبو هيثم: سلام عليكم, نبارك لكم ميلاد جدكم سلام الله عليه, حقيقة سيدنا كمال الحيدري أهل السنة والجماعة يغطون دائماً على ما جرى في حروب صفين والجمل بحتى ما إذا اضطروا بذكرها دائماً يجعلوا من قاتل علياً متأولاً وله أجر, بينما من قاتل أبو بكر مرتدون قاتل عمر مجوسي يعني كل من قاتل الخلفاء الثلاثة كفرة ومن قاتل علي بن أبي طالب والحسينين متأولون حتى لو أخطأوا فلهم الأجر, فهذا البحث مهم جداً سيدنا كمال الحيدري لأنه هو بوابة.

    المقدم: لكن فقط يعني قضية واحدة, أبو هيثم, إن شاء الله سماحة السيد يتناول هذه القضية لكن فقط أن لا تكون هناك مقابلة, يعني الشيعة أو أتباع مدرسة أهل البيت, لا يؤيدون من قتل الخليفة الثاني أو من قتل الخليفة الثالث, في هذا الأمر بل الإمام كان لربما يوحي بأن قتلة الخليفة الثالث هم في جيش معاوية أساساً.

    السيد: وهو كذلك أجندة أموية.

    المقدم: هي مكيدة أو للإيقاع والاستفادة من دم الخليفة الثالث, فأرجو أن لا تكن هناك.

    السيد: وإن شاء الله نقرأ هذه.

    المقدم: شكراً لأبي هيثم من بلجيكيا, أبو أحمد من السعودية تفضل:

    الأخ أبو أحمد: سلام عليكم, سماحة السيد الذي فهمت من كلامه أنه يقول أن الذين حاربوا علي هم من أبناء المنافقين.

    المقدم: لا لم يقل هذا, نقول يعني: ما ذكر عفواً, ما ذكر من نص في نهج البلاغة الإمام يعبر أنهم الأجندة كانت أجندة.

    السيد: قلنا أن النفاق على نحوين: إذا يتذكر الأخ العزيز أبو أحمد قلت أن منافقي عصر الرسالة منافقو التنزيل غير منافقو التأويل.

    المقدم: السؤال أبو أحمد. للأسف أرجو معاودة الاتصال بأبو أحمد لكي نفهم منه السؤال لربما يكون سؤالاً مهماً وأوجد شبهة لدى البعض, اتصال آخر: محمد البخاري من العراق:

    الأخ محمد: سلام عليكم, عندي حقيقة إشكالية على آيتان تقرأ ظاهراً الآية التي تخص ابتداء.. النبي’ وأحب أن يعطيني حلها سماحة الشيخ في قوله تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} في حال كما طرحتم سماحة السيد في الولادة الملكوتية لشخص النبي الأكرم’ فتكون هكذا أنه النبي المصطفى فوق الأخلاق وليس هو على خلق عظيم, هل تقرأ هكذا .. الإشكالية, هذه آية, الآية الأخرى التي تخص المنافقين وهي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} في هذه القراءة عند المدرسة الأموية لم نجد ثمة غلظة من النبي’ اتجاه المنافقين إن كان قمة الدين وقمة المدارة فهل هذه الآية تفسيراتها صحيحة أن تقرأ هكذا من مدرسة أهل البيت..

    المقدم: يعني أنا فقط أنقل لك قضية ناقشها السيد عندما طردهم في رزية يوم الخميس ألم تكن هذه غلظة.

    الأخ محمد: يعني إذا موقف واحد ..

    المقدم: وهناك >يقاتلكم على تأويله< أليست هذه غلظة. إن شاء الله سماحة السيد يستوفي البحث في هذا الأمر. شكراً محمد البخاري من العراق. سيد محمد من الكويت تفضل:

    الأخ سيد محمد: سلام عليكم, يوجد كلام عن الرسول أنه يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب امتحن الله قلبه للإيمان, إذا توضحنا هذا بارك الله فيك.

    المقدم: شكراً لك سيد محمد من الكويت, أبو عبد العزيز من السعودية:

    الأخ أبو عبد العزيز: سلام عليكم, يعني فيما طرحت يا شيخ كمال عندي بعض التساؤلات.

    المقدم: الأخوة هناك مشكلة عفواً, هناك مشكلة في الصوت أرجو أن توطئ صوت التلفاز وتتكلم معنا وتسمعنا من الهاتف.

    الأخ أبو عبد العزيز: شيخ كمال التأويل الباطني الذي ذكرتم أن علي رضي الله وأرضاه أنه يعلمه, أين نجده.., هذا أمر.

    المقدم: أعد السؤال, أبو عبد العزيز,

    الأخ أبو عبد العزيز: .. شيخ كمال حول مسألة التأويل.

    المقدم: يعني عفواً يعني أبو عبد العزيز أنا فهمت فقط من المداخلة أن سماحة السيد يقول أن الإمام علي يعلم الباطن ويعلم التأويل فما هو الدليل على ذلك, هل صحيح هذا الأمر.

    الأخ أبو عبد العزيز: التأويل بمعنى التفسير, تأويله.. حقيقة

    السيد: لا.

    الأخ أبو عبد العزيز: .. سبحانه وتعالى وأسمائه وصفاته.. والمتكلمين.. هذا ..

    المقدم: طيب, يعني هذا سؤالك أن يعني كيف.

    السيد: يقول التأويل إما بمعنى التفسير وإما مرتبط بالآخرة.

    المقدم: يعني قراءة.

    السيد: لا لا, لا فقط قراءة, الآن أبين.

    المقدم: هل هناك سؤال آخر أبو عبد العزيز.

    الأخ أبو عبد العزيز: إذا كان لا يعلم التفسير إلا علي.

    المقدم: لا, طيب هذا واضح, إذا كان هناك سؤال آخر تفضل.

    الأخ أبو عبد العزيز: طيب .. شيخ كمال..

    السيد: ماذا ما هو السؤال.

    المقدم: للأسف الشديد الصوت رديء من المصدر لا يفهم بشكل جيد على أية حال هذا السؤال فهمناه بصعوبة من الأخ أبو عبد العزيز إن شاء الله يكون على تواصل معنا ونستمع منه أكثر, لم يبقى من الوقت الكثير سماحة السيد يعني هناك.

    السيد: أكثرها كانت مداخلات.

    المقدم: أكثرها مداخلات فقط فيما يتعلق بسؤال الأخ أبو عبد العزيز يعني الأخير.

    السيد: فيما يتعلق بسؤال الأخ العزيز أبو عبد العزيز ذهب إلى معاني التأويل الاصطلاحية الأخ إذا يريد أن يفهم معاني التأويل الاصطلاحية فليرجع إلى كتابي (تأويل القرآن) هناك بينت النظريات الموجودة من يقول أن التأويل هو التفسير, من يقول أن التأويل مرتبط بالأسماء والصفات والمعاد, من يقول عزيزي أنا ما أتكلم عن التأويل الاصطلاحي, التأويل الاصطلاحي له بحثه الخاص به, ويقيناً أن رسول الله عندما قال: >يقاتلكم على التأويل ما يتكلم على التأويل الذي أحدث معناه الطبري مثلاً, أو الذي أحدث معناه ابن تيمية, أو الذي أحدث معناه افترضوا سيد حيدر الآملي أو الذي أحدث معناه ابن عربي أو غيره, هذا تأويل اصطلاحي, أنا أتكلم أن رسول الله عندما يقول تنزيل ويقابله التأويل ماذا يراد بقرينة التنزيل ماذا يراد بالتأويل؟ قلنا أن التنزيل لما كان ظاهر الإسلام فلابد أن يراد من التأويل باطن الإسلام, قضية واضحة.

    المقدم: وهذا ما ثبت في البحث, يعني.

    السيد: أحسنتم, وأما ما أشرتم إليه بأنه علي بن أبي طالب هل كان عالماً بالتأويل أو ليس عالماً؟ إن شاء الله تعالى انتظر إلى الأسبوع القادم سأبين لك أنه ليس فقط علي بن أبي طالب كان عالماً بالتأويل بل كان معصوماً في فهمه للتأويل, والدليل سيأتي على ذلك, تقول من أين تدعي, اليوم كان بودي أن أبحث هذه القضية, ولكنه الوقت لم يسعني.

    المقدم: قضية العلم يوضحها حديث عمار, يعني العلم ليس فقط.

    السيد: واحدة واحدة ستأتي.

    المقدم: أما علي فللأكبر, على أية حال شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, شكراً لمشاهدي قناة الكوثر ومستمعي إذاعة طهران الذين تابعونا إلى هذه الساعة, حتى نلتقيكم في حلقة أخرى استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2012/12/02
    • مرات التنزيل : 2324

  • جديد المرئيات