نصوص ومقالات مختارة

  • علي (ع) والقتال على التأويل ق (6)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته أحييكم في هذه الحلقة من مطارحات في العقيدة, موضوعنا في هذه الأمسية (علي عليه السلام والقتال على التأويل في قسمه السادس) أرحب بسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة السيد في الحلقة السابقة طرحتم مفهوماً جديداً حول النفاق والمنافقين أسميتموه بنفاق عصر التأويل, ما هو المقصود بذلك.

    السيد: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين, اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

    في الواقع أن هناك تساؤل أساسي يطرح هنا وهناك خصوصاً في الكتابات المعاصرة والأخيرة تقول كيف يمكن لنا أن نقول أن بعض الصحابة وبعض من تصدوا لأمور المسلمين هم من المنافقين ونحن نجد أن الفتوحات الإسلامية إنما وقعت على أيدي هؤلاء. من هنا كيف نحل هذه الإشكالية, إذا كانوا منافقين فالنفاق أو المنافق لا يريد للإسلام أن ينتشر وإذا أردنا أنهم سعوا لنشر رقعة الإسلام ودائرة الإسلام وتوسيع رقعة العالم الإسلامي إذن كانوا من الحريصين على الإسلام, وعلى هذا الأساس نجد أن كثيراً ممن تصدوا للدفاع عن بعض الصحابة وعن بعض الحكّام وعن بعض الخلفاء الذين صدرت منهم أمور لا ينبغي أن تصدر قالوا أن هذه مغفورة لهم إزاء تلك الفتوحات التي وقعت منهم, يعني نحن عندما نوازن بين ما قاموا به من الفتوحات الإسلامية وبين بعض المخالفات التي صدرت منهم في عالم التوازن والموازنة نجد أن هذه تفوق هذه. وبتعبير الشيخ ابن تيمية عندما نضع حسنات معاوية في جهة ونضع سيئاته في جهة أخرى نجد أن حسنات معاوية ترجح على سيئاته, وهكذا جملة من حكّام وخلفاء بني أمية وغيرهم.

    وهذه قضية واقعاً أستمع لها وهناك وأقرأها في بعض الدراسات والكتابات المعاصرة, بحثي في هذه الليلة ينصب على هذه النقطة, وهي: أنه ما هو المراد من ظاهرة النفاق.

    أعزائي نحن عندما نرجع إلى التقسيم الذي ذكره الرسول الأعظم’, نجد أنه بشكل واضح وصريح قال: >يقاتلكم على تأويله< يعني تأويل القرآن, >كما قاتلتكم على تنزيله<, إذن الرسول الأعظم بشكل واضح وصريح قسّم العصر أو صدر الإسلام إلى عصر التنزيل وإلى عصر التأويل, وهذه واضحة جداً لا تحتاج إلى بيان كما وقفنا عندها في الأبحاث السابقة.

    بطبيعة الحال نحن عندما نأتي إلى خصائص عصر التنزيل وخصائص عصر التأويل من الواضح أنها ليست واحدة فإن لعصر التنزيل مجموعة من الخصوصيات ولعصر التأويل مجموعة من الخصوصيات والامتيازات الأخرى, وبطبيعة الحال من وقف أمام عصر التنزيل يعني أمام الحركة النبوية سوف تكون له مجموعة من الأهداف وأولئك الذين وقفوا أمام عصر أو عصر التأويل سوف تكون لهم أهداف أخرى لا يمكن أن نقول بأن الأهداف واحدة, لماذا؟ لأن العصر أيضاً اختلف, طبيعة عصر التنزيل شيء وطبيعة عصر التأويل شيء آخر. فبطبيعة الأحوال أن أولئك الذين وقفوا أمام كانت لهم أهداف للوقوف أمام التنزيل, بطبيعة الحال تختلف عن تلك الأهداف التي وقفوا فيها أمام عصر التأويل.

    من هنا نحن نريد أن ندخل إلى البحث وهو أنه ما هي أهم خصائص النفاق في عصر التأويل؟ وهذه هي القضية الأساسية.

    المقدم: وهذا يتطلب سماحة السيد القراءة للنفاق في عصر التنزيل أيضاً.

    السيد: جزاكم الله خيراً, وهذا الذي نريد أن نقف أمامه, ونحاول من خلال (تعرف الأشياء بأضدادها) إذا استطعنا أن نتعرف على خصائص النفاق والمنافقين في عصر التنزيل عند ذلك نستطيع أن نتعرف على أهداف وخصائص نفاق ومنافقي عصر التأويل.

    إذن, هذه القضية إذا اتضحت, التفتوا إلى أهمية القضية, هذه القضية إذا اتضحت عند ذلك إذا اتهمنا بعض الصحابة كما اتهمنا وقلنا أن في الصحابة كان هناك من المنافقين ولم ينكر علينا أحد, إذا قلنا بعد رسول الله كان هناك من الصحابة من هم المنافقين أيضاً لا يعترض علينا أحد, لماذا؟ لأنه هذا النفاق الذي نقوله في عصر التأويل غير النفاق الذي نقوله في عصر التنزيل.

    بعبارة أخرى: الأهداف التي كان يسعى لها نفاق ومنافقو عصر التنزيل أن يصلوا إليها غير الأهداف التي يحاولوا منافقو عصر التأويل أن يصلوا إليه.

    المقدم: وبتبع ذلك الآليات أيضاً تتغير.

    السيد: أحسنتم, واقعاً, وواقعاً من هنا عند ذلك لعلنا نطل بإطلالة – وإن كان ليس بحثنا هذا- ما يجري الآن في العالم العربي وفي الشرق الأوسط. التفتوا جيدا.

    لكي تتضح هذه الحقيقة أنا بودي أن أشير إلى مجموعة من النقاط الأساسية في هذا المجال وأمر عليها مروراً سريعاً وإجمالياً وإلا التفصيل موكول إلى محل آخر.

    النقطة الأولى: بطبيعة الحال أن السياسية والإستراتيجية إن صح التعبير التي تحرك على أساسها النبي الأكرم لم تكن بالأساس قائمة على بُعد كيفي وإنما كانت قائمة على بُعد كمي يعني كان النبي المدة قصيرة جداً لا تتجاوز العشر سنوات في العصر المدني, والنبي يريد أن يشكل أوسع قاعدة إسلامية لماذا؟ لأنه إذا كانت القاعدة ضيقة أو صغيرة أو معدودة بعدد الأصابع يمكن القضاء عليها بحملة واحدة, من من؟ من دول الجوار, من الدول التي كانت القوى الكبرى المحيطة الروم والفرس وأتباعهم كانوا يكيدون للإسلام ويريدون القضاء على الإسلام, فإذا كانت رقعة الإسلام في تلك المرحلة رقعة صغيرة والقوة فيها قوة وإن كانت كيدية ولكنها صغيرة يمكن القضاء عليها بحملة واحدة.

    من هنا بنى رسول الله’ إستراتيجيته على توسيع الرقعة أفقياً كمياً الانتشار لتأسيس القاعدة الإسلامية الواسعة, وكان من أهم, طبعاً ووفق بحمد الله تعالى, ولذا قال القرآن الكريم: {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} فدخل الناس في دين الله وخصوصاً في أواخر أيامه’. ولكن هذا البعد الإيجابي في هذه السياسة التي وضعها رسول الله كانت هناك سلبيات تلازمها من أهم هذه السلبيات أن كثيراً من المسلمين أو أن كثيراً ممن دخلوا إلى الإسلام لم يتمكن الإيمان من قلوبهم, وهذا صريح القرآن وليست رواية حتى نقول ما هو تفسيرها, قال تعالى: {وقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم} وهذه ظاهرة جدُ خطيرة في صدر الإسلام, وهؤلاء الذين ومن الأعراب وكذا الآيات متعددة في هذا المجال أنا ما عندي وقت, وهؤلاء هم الذين صاروا بعد ذلك حاول بعض من كان له ارتباط خاص من علية الصحابة أن يستغفل هؤلاء الذين لم يتمكن الإيمان من قلوبهم.

    المقدم: أو يستبدل بهم المهاجرين والأنصار.

    السيد: وهو ما حدث وسيأتي. أحد المحققين في هذا المجال من الأعلام المعاصرين, وأنا أنصح الأعزة الذين يبحثون عن مثل هذه المسائل يراجعوا هذا الكتاب وهو كتاب (الإمام الحسين للعلامة عبد الله العلايلي, دار مكتبة التربية, بيروت, ص44- 45) عنده مجموعة من العبارات, طبعاً أحد كبار علماء أهل السنة لا يمكن أن يزاود عليه أحد ذلك, وإن كان أتباع ابن تيمية والوهابية لا يوافقون على العلامة العلايلي, يقول في (ص44): [إن التربية الدينية لم تشمل العرب على وجهٍ صحيح ولم يعنى الخلفاء بنشرها على الطريقة الوجدانية التي اختمرت في نفس أبي ذر] نحن لا يوجد عندنا.

    المقدم: إذن هنا نموذجين في هذه الحالة.

    السيد: أحسنتم, [فقام بنشرها مجتهداً] من؟ أبو ذر, [والحق أن العرب تناولوا الإسلام كطقوس يؤدونها ويحاكون في أداءها وهم لا يبعدون في ممارسة عن ممارسة تقاليدهم الجاهلية] يقول: [ومن هنا أدى ذلك أن يأخذ الإسلام شكلاً دولياً إلى جانب كونه دين مبادئ وقوانين] يقول هذا أعطى للإسلام القدرة على الانتشار السريع, لماذا؟ لأنك لا تبحث عن البعد الكيفي وإنما البعد الكمي ولذا دخلوا الناس في الدين أفواجا, [وأعني بها: أن الإسلام قام ديناً تبشيرياً وانتهى ديناً له طابع الدولة, ولذا كان السابقون من المسلمين مؤمنين بالمعنى الصحيح مؤمنين على معنى وجود الروح الدينية القوية, وأما أولئك النائون في أطراف الجزيرة والذين ضمهم الإسلام بسلطانه فقد كانوا مسلمين على معنى الطقوس] لم يصل إليهم شيئاً إلا مجموعة من العبادات والطقوس, ولم يتضلعوا من الإيمان, هذا التعبير النبوي البالغ {قالت الأعراب آمنا, قل لن تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم}] إذن [وإنما نقرر من تفاوت الصحابة في أطوار العقيدة هو ما قرره القرآن بذلك] إذن إذا قلنا أن الصحابة على درجات بعضهم تمكن الإيمان من قلوبهم بعضهم لم يتمكن الإيمان من قلوبهم بعضهم كانوا منافقين وغير ذلك هذا إشارة إلى نص القرآن الكريم. هذه هي النقطة الأولى.

    إذن, وهنا أريد أن أفتح قوس صغير جداً ولا أطيل كثيراً, بينكم وبين الله إذا تمت هذه النقطة وهذه المقدمة, أن الرسول, وطبيعي جداً أن الفترة عشرة سنوات هل هي كافية لبناء أمة من أمثال أبي ذر وسلمان وعمار وأمثالهم؟ من الواضح أنه لا يسع لذلك, بينكم وبين الله أتركوا البعد الإلهي لو أن قائداً يوجد له مشروع إصلاحي ومشروع نهضوي ومشروع تغييري وهو يعلم أن الفترة ليست كافية لبناء الإنسان, بنى مجموعة من القادة والكوادر الذين جاؤوا من بعده, ولكنّ الأمة تحتاج إلى ماذا؟ أيعقل أن يتركها سُدى بلا قيادةٍ؟ ويوكل أمرها يقول: افعلوا ما تشاؤون من بعدي؟!

    المقدم: أساساً الإستراتيجية الإلهية كانت تقتضي أن يبدؤوا بمرحلة التنزيل ثم بمرحلة التأويل مكمّلة.

    السيد: أحسنتم, فكما أنه يوجد هناك قائد رباني يدير ويدبر ويقاتل لأجل التنزيل أيضاً لابد من وجود قائد رباني يدير مرحلة التأويل, ولذا ورد في الروايات وقراناه في الحلقات السابقة >يبعث الله عليكم رجلاً يقاتلكم على تأويله< يبعث الله عليكم رجلاً, هذه النقطة الأولى.

    النقطة الثانية: وهذه هي النقطة المركزية التي بودي أن المشاهد الكريم يلتفت إليها جيداً ويعيني أستاذ علاء على ذلك, النقطة الثانية: من الواضح أن أي مجتمع وخصوصاً المجتمع الجاهلي الذي كان يقوم على أساس الطبقية وعلى أساس العبودية وعلى أساس المبادئ الجاهلية, وعلى أساس القبلية, و.. إلى ما شاء الله من القائمة أنا لا أحتاج >أفحكم الجاهلية يبغون< {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}.

    سؤال: أصحاب الامتيازات في هذا المجتمع عندما جاءت الحركة الرسالية والحركة الإسلامية والدين الإسلامي والشريعة بطبيعة الحال أن أصحاب هذه المصالح ماذا يفعلون؟

    المقدم: يندمجون مع التيار كما يحصل اليوم.

    السيد: لا لا, أولاً: سوف يقاومون.

    المقدم: وإن عجزوا.

    السيد: أحسنتم, وهذا الذي حدث, أنتم تجدون أن علية المجتمع الجاهلي من البيت الأموي وغير البيت الأموي بقوا إلى فتح مكة أسلموا أو لم يسلموا؟ يقاتلون, يقاتلون لأي شيء؟ للوقوف أمام انتشار الإسلام, ولكن عندما وجدوا بأنه الإسلام أخذ بعده في الجزيرة العربية وبعدُ لا يمكن الوقوف أمام انتشاره تبدلت إستراتيجية ماذا؟

    المقدم: إستراتيجية المقاومة أمام التغيير.

    السيد: ماذا حدثت؟ هي الدخول في هذه الحركة.

    المقدم: أحداث فتح مكة لربما تلقي الضوء على هذا الأمر بشكل واضح.

    السيد: واضح, ولذا تجدون الإمام أمير المؤمنين في نهج البلاغة (شرح محمد عبده, ص352) عبارته هذه, طبعاً أنا قرأت هذا المعنى قال: [ومن كلام له عليه السلام رقم 209, وقد سأله سائل عن أحاديث البدع وعما في أيدي الناس, قال: في أيدي الناس حقاً وباطلا وصدقاً وكذبا وناسخاً ومنسوخاً وعاماً وخاصا, قال: وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس: رجل منافق مظهر للإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج يكذب على رسول الله متعمداً فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله ولكن قالوا صاحب رسول الله رآه وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله, وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ووصفهم بما وصفهم به لك, ثم بقوا بعده< إذن النفاق عصر التنزيل, ماذا كان همهم؟ يعني عبد الله بن أبي بن سيول ماذا كان همه؟ همه أن لا ينتشر الإسلام, الذين لم يؤمنوا من المشركين في مكة ماذا كان همهم؟ أن يقفوا أمام انتشار الإسلام, والذين كانوا في المجتمع الإسلامي ماذا كان هدفهم؟ هدفهم أن يتعاونوا مع الأعداء للقضاء إما على النبي, ولذا محاولة الاغتيال ليست واحدة أو اثنين, أما الذين بقوا بعده ما هي إستراتيجيتهم؟ أيضاً القضاء على الإسلام؟ لا, لا يمكن, لأن قاعدة {ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} توسعت رقعة العالم الإسلامي, أصبحت حقيقة واقعة, إذن لا يبقى إلا طريق آخر ما هو؟ التفتوا ماذا يقول علي أمير المؤمنين, قال: >ثم بقوا بعده عليه وآله السلام فتقربوا إلى أئمة الضلالة< تبدلت كاملاً الإستراتيجية ما هي؟ وهي الدخول إلى السلطة واستلام مواقع الحكم >فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان فولوهم الأعمال وجعلوهم حكّاماً على رقاب الناس, فأكلوا بهم الدنيا< هذه الحروب التي وقعت, بلي بهم فتحوا هذه الفتوحات, >وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله فهو أحد الأربعة<.

    إذن الإمام أمير المؤمنين بشكل واضح وصريح يشير إلى ظاهرة النفاق بعد رسول الله, ولكن هذه الظاهرة ليست قائمة على أساس محاربة الإسلام مباشرة بل الدخول إلى السلطة والاستئثار بالسلطة. جيد.

    أنا أسأل هذا السؤال والتفتوا جيداً إلى هذا السؤال المركزي, سؤال: هؤلاء الذين دخلوا إلى السلطة وهم من المنافقين وبقوا إلى آخر أعمارهم منافقين, ودخلوا إلى السلطة, بينكم وبين الله إذا أراد أن يبقى في السلطة وأن يستأثر بالسلطة وأن يبقى ويكون أمير المؤمنين وخلفية لرسول الله هل يمكن أن يبقيّ موازين الإمامة والقيادة في الأمة من العلم والتقوى والزهد والعبادة وإنصاف الناس والعدل و.. إلى غير ذلك أو لا يمكن؟ إن أبقاها هي له سهم أو ليس له سهم فيها؟ أول من يسقط هو.

    المقدم: أول من ينزاح هو.

    السيد: أحسنتم, إذا صارت هذه هي المبادئ لقبول الإمامة والخلافة بعد رسول الله لمن يريد أن يخلف رسول الله لابد أن يكون خليفة حقيقة لرسول علماً وعملاً, فبطبيعة الحال تصل النوبة إلى فلان وفلان وفلان .. أو لا تصل؟ لا تصل النوبة بطبيعة الحال, إذن ماذا لابد أن يفعلوا؟ لابد أن يفرغوا الإسلام من محتواه من قيمه من الأسس التي يقوم عليها حتى يكون هذا يصلح لإمامة المسلمين ولخلافة رسول الله.

    ولذا تجدون الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في مواضع متعددة أشار إلى هذه الحقيقة عندما كان يتكلم مع من؟ كان يتكلم مع معاوية >من كتاب له عليه السلام إلى معاوية يقول له< التفتوا إلى الموازين هذا الذي أنا أعبر عنه بنفاق عصر التأويل, يقول له: >ومتى كنتم< وليس متى كنت, >كنتم< إذن هناك خط جناح تيار اتجاه يحكم العالم الإسلامي, >ومتى كنتم يا معاوية ساسة الرعية وولاة أمر الأمة< بأي ميزان أنتم أخذتم هذا الموقع؟

    من هنا أدعو الأعزة أهل التحقيق أهل المطالعة واقعاً أن يقرؤوا قراءة جديدة لنهج البلاغة, >بغير قدم سابق ولا شرف باسق< أنتم من السابقين الأولين؟ لا, من المهاجرين؟ لا, من الأنصار؟ لا, لا لا … إلى آخره, قال: >ولا شرف باسق..< إلى أن يقول له التفتوا إلى العبارات, >وقد دعوت إلى الحرب< من؟ معاوية >فدع الناس جانباً واخرج إليّ واعفي الفريقين من القتال ليُعلم أينا المرين على قلبه< {بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} >والمغطى على بصره فأنا< دعني أعرفك نفسي, التفتوا جيداً >فأنا أبو حسن قاتل جدك< يقول الإمام محمد عبده [جد معاوية لأمه], >فأنا أبو حسن قاتل جدك< يريد أن يقول أنه أنت من أي سلالة >وخالك وأخيك شدخاً يوم بدر وذلك السيف معي< يعني بنفس ذلك الميزان الذي كنت أقاتلكم على التنزيل, الآن أقاتلكم على التأويل, على الانحراف على تفريغ الدين قال: >وذلك السيف معي وبذلك القلب ألقى عدوي< بنفس ذلك >امتحن الله قلبه للإيمان<, >ما استبدلتُ ديني< لم أكن على جاهلية ثم صرت مسلما >ما استبدلت دينا ولا استحدثت نبيا وإني لعلى المنهاج< منهاج رسول الله >وإني لعلى المنهاج الذي تركتموه طائعين ودخلتم فيه مكرهين< سلام عليك يا إمام البيان, أنتم تركتم الدين طائعين يعني كنتم على علم أنكم تريدون أن تقفوا ولكنه عندما ضاقت عليكم السبل وجدتم أن الأفضل تبديل الإستراتيجية ما هي؟ أن تدخلوا الإسلام, >ودخلتم فيه مكرهين< الإمام من الواضح هنا يشير إلى حقيقتين:

    أولاً: أنهم لا يملكون أي مؤهلات هؤلاء لسياسة أمور الأمة.

    المقدم: حسب المعايير الإسلامية النبوية والدينية.

    السيد: أحسنتم, وثانياً: أنهم هؤلاء لم يدخلوا الإسلام طائعين ودخلوه مكرهين.

    في موضع آخر الإمام أمير المؤمنين (عليه أفضل الصلاة والسلام) في (ص403) يعني: >ومن كتاب له لمعاوية جواباً على كتاب منه إليه, يقول: >وأما قولك إنّا بنو عبد مناف, فكذلك نحن, ولكن ليس أمية كهاشم ولا حربٌ كعبد المطلب ولا أبو سفيان كأبي طالب ولا المهاجرُ كالطليق ولا الصريح كاللصيق< الآن ما أريد أن أدخل في تفصيله >ولا المحق كالمبطل, ولا المؤمن كالمدغل< فيه دغل فيه شوب فيه نفاق >ولبأس الخلف خلفٌ يتبع سلفاً هوى في نار جهنم< ذاك السلف أبو سفيان وحرب هوى في نار جهنم, وأنت بأس ذل كالخلف وليس نعم ذلك الخلف, إلى أن يقول: >وفي أيدينا كذا… وأسلمت له الأمة طوعاً, يقول: وفي أيدينا بعدُ< سلام الله عليك >وفي أيدينا< عند ذلك يأتي بعض الجهلة على الفضائيات يقولون أين أمير المؤمنين مدح نفسه وأين ذم الصحابة وأين قيّم تاريخ الصحابة وصدر الإسلام, >وفي أيدينا بعدُ فضل النبوة التي أذللنا بها العزيز< يعني أعزائكم >ونعشنا بها الذيل< يعني الذي كان ذليلاً عندكم. >ولما أدخل الله العرب في دينه أفواجا وأسلمت له هذه الأمة< لا آمنت >وأسلمت له هذه الأمة< يعني ماذا؟ {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} >وأسلمت له هذه الأمة طوعاً وكرها< التفتوا إلى العبارة >كنتم ممن دخل في الدين إما رغبةً وإما رهبة< إما رغبة حتى تستفيدوا من الغنائم وإما خوفاً أن تضرب أعناقكم, إذن ما دخلتم طائعين وما دخلتم مقتنعين أبداً, قال: >على حين فاز أهل السبق بسبقهم وذهب المهاجرون الأولون بفضلهم فلا تجعلنّ للشيطان فيك نصيبا ولا على نفسك سبيلا<.

    ولذا أنت تجد أن العلامة العلايلي عندما يأتي إلى هذه الظاهرة في كتابه (الإمام الحسين) وهو ظاهرة مهمة جداً وأنا بودي أن الأعزة كما قلت يقرؤوا هذا الكتاب ولا أقل المقدمة, يقول: بأنه أن بني أمية ليسوا بأهل سابقة في الإسلام ولا أيدي لهم معروفة سوى المظاهرة ضد الله ورسوله, هؤلاء بنو أمية, وكل ما يعرف عنهم هو هذا, إلى أن يقول: عرفنا كيف أسلم زعيم الأموية أبو سفيان وعرفنا كيف لم يبقَ للأمويين أي مقامٍ اعتباري في محيط الإسلام الذي كان ظهوره فوزاً وغلبة للهاشميين فعملوا في ظل الدين على التمهيد لأنفسهم والاستئثار بالسلطة, تبدلت الإستراتيجية.

    المقدم: سماحة السيد هنا فقط إشارة بسيطة, قد البعض يقرأ بنو هاشم وبنو أمية على أنه صراع قبلي أو صراع بين فخذين اتجاهين إسلامي وجاهلي.

    السيد: أحسنتم, يعني هو أيضاً يشير بني هاشم يشرح بعد ذلك, يقول: لأن هؤلاء هم الذين قاموا على أسس من الدين والتقوى والمروءة والدفاع و.. ويذكر شواهد على ذلك, يقول: أهم من دافع عن عثمان في أزمته هو علي وأبناء علي, لا لشيء بل لحفظ الأمة ولحفظ أن لا يقع الفرقة والقتال بين المسلمين. جيد جداً. هذا موضع.

    ولذا نجد بأنه أحد الكتّاب المعاصرين وهو الكتاب أيضاً أشرت إليه سابقاً وهو كتاب (المنافقون في القرآن الكريم, للأستاذ الدكتور الحميدي, ص23) هذه عبارته وهي عبارة مهمة جداً, يقول: [اتخاذ النفاق وسيلة للوصول إلى مراكز الحكم والقيادة] هذه من أهداف المنافقين بعد رسول الله, أنا أصطلح عليه بمنافقي عصر التأويل, [إما تلبية لشهوة الرئاسة التي يبتلى بعضهم.. وإما ليتوصلوا بذلك إلى تنفيذ مخططاتهم الخبيثة وأهدافهم السيئة]. جيد جداً.

    إذن إلى هنا انتهينا إلى هذه النتيجة المهمة والخطيرة في النقطة الثانية, وهي: أن أهداف منافقي عصر التأويل تختلف جوهرياً وماهوياً عن أهداف منافقي عصر التنزيل, ما هي أهدافهم؟ أهدافهم أن يبقوا يحكموا بالإسلام ويوسعوا دائرة الإسلام ولكن أي إسلام؟ الإسلام.

    المقدم: الإسلام الذي يتبنى قراءتهم.

    السيد: أحسنتم, ويتبنى تفسيرهم, ويتبنى, طبعاً الآن قد يقول قائل على بيان الأستاذ علاء, قراءتم يعني اجتهاد, لا لا, هم كانوا يعلمون جيداً لابد أن يقضوا على الإسلام ولكن كيف يقضوا عليه؟ هو أن يفرغوه من محتواه.

    ولذا تجدون كانوا يفتحون هذه الفتوحات ويوسعون الدائرة لا لأجل الإسلام القرآني لا لأجل الإسلام المحمدي الأصل, بل لأجل ذلك الإسلام الأموي الجاهلي ولكنه تحت راية الإسلام.

    المقدم: كما قال أحد الخلفاء أمطري يخاطب السحاب, أين ما تمطرين يأتي خراجك.

    السيد: الآن هذا متأخر. الآن تعالوا إلى متقدميهم انظروا ماذا يقول الإمام أمير المؤمنين في حقهم؟ هذا (نهج البلاغة لمحمد عبده, ص160, الخطبة رقم 93) >ومن خطبة له وفيها ينبه أمير المؤمنين على فضله وعلمه ويبين فتنة بني أمية< كانوا يريدون الإسلام ولكن ضمن هذه المعايير, انظروا ماذا يقول, يقول: >ألا أن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية< طبعاً جملة من المصادر نقلت الخطبة ولكن حذفت بني أمية على القاعدة حتى لا يتضح أن الإمام مع من يتكلم, >فإنها فتنة عمياء مظلمة, عمّت خطتها وخصّت بليتها< يقول من حيث سعتها واسعة شاملة أما من حيث بليتها خاصة بأهل البيت بمن عارضوهم بمن وقفوا أمام هذه البلية.

    المقدم: بالتيار الصحيح, بالإسلام الأصيل.

    السيد: أحسنتم, يعني حاربوا على التأويل, ولذا الإمام محمد عبده في (الحاشية رقم 6) يقول: [الخطة بالضم الأمر أي شمل أمرها لأنها رئاسة عامة وخصت بليتها آل البيت لأنها اغتصاب لحقهم] يقول: >وأصاب البلاء من أبصر فيها< كل من رأى الحقيقة وبدأ يعترض, كما تجد الآن في الدول المستبدة, بمجرد أن تعترض تتهم بألف اتهام, وأنت لابد أن تكون نزيه, أجندة وإرهاب وسجون وإلى آخره, يقول: >وأصاب البلاء من أبصر فيها, وأخطأ البلاء من عمي عنها< أما إذا قلنا لا علاقة لي بذلك يقولون >وأيم الله< التفتوا الإمام يقسم >وأيمُ الله لتجدون بني أمية لكم أرباب سوء بعدي كالناب الضروس تعذم بفيها وتخبط بيدها وتزبن برجلها وتمنع درها< لا تعطي أي نفعاً لأحد >لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعاً لهم أو غير ضائر بهم< سلام الله عليه, نظرية سياسية كاملة أن الاستبداد وأن الظلم وأن النفاق إذا دخل في السلطة ماذا يفعل؟ لا يوجد إما.

    المقدم: إما صامت أو موالي.

    السيد: أحسنتم, إما من لم يكن معنا فهو ضدنا, وعندما تصير الانتخابات خمسة وتسعين بالمائة ثمانية وتسعين بالمائة وتجدون الآن, جيد, قال: >لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعاً لهم أو غير ضائر بهم ولا يزالُ بلائهم حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربه والصاحب من مستصحبه< أصلاً يجعلونكم عبيداً أرقاء يسترقونكم. هذا مورد.

    المورد الثاني: في (ص166) >ومن كلام له عليه السلام< يشير فيه إلى ظلم بني أمية, (رقم98) >والله لا يزالون حتى لا يدعو لله محرماً إلا استحلوه<.

    المقدم: تغيير للقيم.

    السيد: كل القيم, لا يبقى شيء, ولذا أعزائي واقعاً ما لم نقرأ تاريخ صدر الإسلام وما حدث فيه وخصوصاً في هذه الثلاثين عام, يعني من ذهاب الرسول الأعظم سنة 11 من الهجرة إلى سنة 40 التي استلم فيها رأس البيت الأموي الذي حارب الإسلام هذا البيت استطاع في ثلاثين عام أن يستلم السلطة ما الذي حدث في الأمة الإسلامية.

    المقدم: يعني هذا هو السؤال سماحة السيد, يعني في فترة ثلاثة عقود.

    السيد: يعني جيل أو جيل ونصف.

    المقدم: والصحابة كلهم موجودون, لم تكن هناك حروب لكي يتقوض الإسلام بل بالعكس كانت هناك فتوحات وانتشار, ما الذي حصل حتى تتحول الخلافة حتى على تعبير أخواننا السنة إلى ملكٍ عضوض, لابد أنه حصل شيء.

    السيد: ولم يجب أحد على هذا السؤال.

    المقدم: لابد أن يكون شيء حصل ما الذي حصل. ما هي القيم التي تبدلت.

    السيد: ما الذي حصل وما هي القيم التي تبدلت والتي هيأت الأرضية لأن يستلم البيت الأموي.

    المقدم: يعني تتحول الدولة الإسلامية من منهج إسلامي إلى مملكة كسائر الممالك الأخرى.

    السيد: بل أشد الممالك نفاقاً وظلماً وبطشاً وحرمة وانتهاكاً للحرمات.

    المقدم: السؤال: ما الذي حصل.

    السيد: جواب هذا السؤال, وجدت أحد أعلام المعاصرين وهو العلامة العلايلي أجاب على هذا السؤال: قال: يخطأ الباحث في التاريخ إذا تصور أنه البيت الأموي وعلى رأسهم معاوية خرج دفعة واتفاق سنة 40 من الهجرة واستطاع أن يكون أمير المؤمنين, التاريخ لا يمكن قراءته بهذا الطريقة إذن كيف نقرأه أيها العلامة العلايلي. أنظروا ماذا يقول هذا الرجل. أنا أطلت على الأعزة ولكن القضية جداً مهمة.

    العلامة العلايلي في كتابه (الإمام الحسين, ص31) هذه عبارته والتفتوا جيداً ماذا يقول, أنا أقرأ عبارات الكتاب ولا أعلق لأنه الوقت لا يسع, يقول: [إذا عرفنا أن المغيرة بن شعبة كان أشد ما يكون إخلاصاً لهذا البيت الأموي, وتعلقاً به ونفاقاً على غيره] المغيرة كان مؤيداً للبيت الأموي ومخالفاً لغيره أياً كان الآن ما أريد أن أذكر الأسماء [وعرفنا أن أبا لؤلؤة كان غلاماً لمغيرة بن شعبة] وهذه عجيب من المفارقات أن هذا الفارسي كيف صار من الناس الذين غلاماً للأمويين الذين هم أشد تعصباً للعروبة, الآن هذه المفارقة التاريخ لابد أن يجيب عنها [وعرفنا أن هناك حزباً أموياً يعمل له المغيرة] هو يذكر الشواهد أن هذا الحزب بعد الطلقاء بعد فتح مكة تأسس, [خرجت لدينا قضية مترتبة الحلقات متوالية الوقائع على نسق طبيعي واضح] يقول إذا وضعنا هذه الحلقة واحدة جنب الأخرى نصل إلى نتيجة, ما هي النتيجة؟ يقول: [هؤلاء بدؤوا عملهم وقد وجدوا في ولاية يزيد بن أبي سفيان وولاية معاوية من بعده على الشام خطوة أولى] يستطيعون أن يثبتوا أقدامهم من بعده [ووجدوا فرصة سانحة للقيام بعمل خطير] ما هو ذلك العمل الخطير؟ [ففكروا باغتيال عمر بن الخطاب الخليفة الصالح] بتعبير العلامة العلايلي [وكذلك اغتالوه بيد فارسي, يبرد حفيظته ويشفي غليله وما كانوا يجدون أبداً من يقوم بعمل إجرامي من هذا النوع إلا أمثال هذا الفارسي] ولكن هو يعلق, [ومن هنا يظهر أن اغتيال عمر لم يكن بفكرة فارسية أبدا].

    المقدم: فكرة أموية بمنفذ فارسي. وأعطى ثماره.

    السيد: أحسنتم, وهذا الذي أنتم الآن تجدوه في العصر الحديث, وأعطى ثماره إلى يومنا هذا, يحاول بعض أتباع النهج الأموي والكتّاب الأمويين أن يلصقوا القضية بالتشيع وبالفارسية و.. حتى يبقوا هذا الجرح قائم إلى قيام الساعة, التفتوا جيداً, قلت لكم: إذا ما نقرأ التاريخ لا نستطيع أن نفهم هذه الفضائيات تعمل لمن؟ ما هي أجندتها تنفذ خطوات من؟ [ومن ثم يظهر أن اغتيال عمر لم يكن بفكرة فارسية أبدا, وإنما هو أقرب الظنون من حيث كانت الفتوح الكبيرة في فارس في عهد عمر ومن حيث تم هذا القتل بيد فارسي بيد أنه يعلل بعض أطراف القضية ويترك مواضع هامة فيها] يقول: القول بأنه هذا خلاف فارسي عربي, هذا قد يكون له بعض الشواهد, ولكن تبقى هناك بعض النقاط غائمة في قضية اغتيال عمر.

    المقدم: هذا عبد.

    السيد: لا, لماذا جاء به, أحسنتم, يقول: [يعلل بعض أطراف القضية ويترك مواضع هامة فيها تحتاج إلى تعليل وتحمل على التساؤل من مثل: لماذا اجتهد مغيرة بإدخال هذا الفارسي المدينة مع علمه بمنع عمر من ذلك] يقول ما الذي أدى أن يخالف هذا الأمر, [وبماذا نفسر هذه المصادفة أن يكون قاتل عمر غلام المغيرة الذي هو أموي الرأي والهوى, إلى أشكال كثيرة لا يتسع الموضوع لها] إذن واضح المعادلة ما هي بدأت من هنا كما يقول العلامة العلايلي [ثم تمت هذه بالشورى السداسية التي وضعها الخليفة الثاني] لماذا؟ لأنه نظم هذا المجلس السداسي تنظيماً لا يخرج إلا بانتخاب من؟ الخليفة الثالث, يعني بانتخاب الخليفة الأموي, وهذا لم نقله نحن, قاله (الإمام محمد عبده في نهج البلاغة في الخطبة الشقشقية المعروفة, ص34) عندما يشير إليهم يقول: >أما والله لقد تقمصها فلان..< إلى أن يقول: >فيا عجباً بنا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته..< إلى أن يقول: >حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر, لكن أسففت إذ أسفوا وطرت إذ طاروا فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم ناضجاً حظنيه بين نثيله ومؤتلفة<.

    الإمام محمد عبده يقول هؤلاء كانوا ستة هم: علي بن أبي طالب, وعثمان بن عفان, وطلحة بن عبيد الله, والزبير بن العوام, وعبد الرحمن بن عوف, [وكان في نفسه شيء من علي] من؟ عبد الرحمن بن عوف [من قبل أخواله لأنه أمه حمنّة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس ولعلي في قتل صناديدهم ما هو معروف ومشهود].

    المقدم: يعني قيمة جاهلية.

    السيد: لا, واضح أن الانتخاب كان مدروس جداً, أنه تنتهي إلى انتخاب علي أو لا تنتهي؟ لا تنتهي [وعبد الرحمن] هذا بالنسبة إلى هذا يقول: [وعبد الرحمن كان صهراً لعثمان لأن زوجته أم كلثوم بنت عقر ابن أبي معيط كانت اختاً لعثمان من أمه, وكان طلحة ميالاً لعثمان لصلاة بينهما على ما ذكره بعض رواة الأثر, وقد يكفي في ميله إلى عثمان انحرافه عن علي] إذن الإمام أمير المؤمنين بشكل واضح قال: >فصغى< بلي إما صوت أو صوتين عنده في مقابل أربعة.

    المقدم: هو والزبير.

    السيد: أحسنتم, >وقام معه بنو أبيه< من؟ بنو أمية >يخضمون مال الله خضمة الإبل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله وأجهز عليه عمله وكبت به بطنته< حاشيته.

    المقدم: وهذا يدعم كلام العلايلي.

    السيد: كاملاً, العلامة العلايلي قرأ التاريخ ووجد هكذا, المهم عندي الإمام يقول: >وكبت به بطنته< يعني الحاشية.

    المقدم: يعني هم المسؤولون يعني حتى على اغتياله.

    السيد: أحسنتم أستاذ علاء الحاشية وما أدراك ما الحاشية وما الحواشي وما أدراك الحواشي.

    المقدم: إلى يومنا نعاني من الحواشي.

    السيد: طبعاً أساساً كلها أنتم, إما حاشية إما مستشارين إما نواب إما .. بيوتات ونحو ذلك >وكبت به بطنته< إذا تسمح, نذهب إلى فاصل.

    المقدم: الله يعطيك العافية, أعزائي المشاهدين نتوقف مع فاصل قصير نستكمل بعده هذا الحديث مع سماحة السيد كمال الحيدري فاصل ونعود.

    المقدم: صلى الله عليك يا رسول الله وعلى آلك الطيبين الطاهرين, أحييكم أعزائي المشاهدين مرة أخرى وأنوه إلى أن البرنامج يمكن مشاهدته عبر قناة الكوثر وايضا الاستماع عليه عبر إذاعة طهران العربية, أعود لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري, سماحة السيد أشرتم إلى قضية بحسب تعبيركم جد خطيرة, مسألة البطانة لربما هذه البطانة التي عملت أو التي استطاع المنافقون من خلالها حرف الكثير من المسارات ومسألة البطانة لربما نجدها ولربما تأخذ صوراً وأشكال مختلفة من خلال مستشارين من خلال مراكز دراسات ومن خلال أصهار وأعوان وأعضاء مكاتب وغير ذلك بيوتات وما شابه ذلك, لكن هل في كلام الإمام إشارة إلى هذه القضية.

    السيد: تعلمون بأنه قضية عثمان ومن الواضح بأنه الآن من سعى لنصب عثمان للخلافة بعد عمر, واضح بأنه التركيبة والاستراتيجية ماذا كانت, مدروسة حتى يصل إليها الخليفة الثالث عثمان, وتعلمون بأنه المشاكل التي حصلت في عهد عثمان, هذه أمامكم (نهج البلاغة, الخطبة رقم 163): >ومن كلام له×: لما اجتمع الناس عليه وشكو ما نقموه على عثمان وسألوه مخاطبته عنهم واستعتابه لهم فدخل عليه فقال< الخطبة طويلة أنا أقرأ بعضها. قال: >فاعلم< يتكلم مع من؟ مع عثمان >فاعلم أن أفضل عباد الله عند الله إمام عادل هدي وهدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة مجهولة, وأن السنن لنيرة لها أعلام وأن البدع لظاهرة لها أعلام< واضحة أمامك أيها الخليفة الثالث >وأن شر الناس عند الله إمام جائر ضل وضُل به, فأمات سنة مأخوذة وأحيى بدعة متروكة, وإني سمعت رسول الله’ يقول: يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها, ثم يقول له< التفتوا جيداً أن هذه المقدمة كلها يريد أن يقول لعثمان ماذا, يقول: >فلا تكوننّ لمروان سيقة يسوقك حيث شاء< إذن مروان ماذا كان؟ من البطانة من الحاشية, كان سائقاً والمشاهد الكريم يعلم الفرق بين القائد والسائق.

    المقدم: يعني تعبير موجه.

    السيد: لا, تعبير الإمام أمير المؤمنين, القائد هو الذي يأخذ من الأمام ويقود, أما السائق هو الذي يدفع من الخلف يوجه من الخلف كما عبّرتم بالاصطلاح الحديث >فلا تكونن لمروان سيقة< الإمام محمد عبده يقول: [السيقة ككيسة ما استقاطه العدو من الدواب وكان مروان كاتباً ومشيراً لعثمان] إذن كان يسوقه سوق الدواب, هذا ليس كلامي؟ كلام الإمام أمير المؤمنين وشرحه من الإمام محمد عبده, >فلا تكونن لمروان سيقة يسوقك حيث شاء بعد جلال السن وتقضي العمر< الآن سؤال أساسي: من هو مروان في كلام الإمام أمير المؤمنين حتى يعرف المشاهد أن مستشاري الخليفة الثالث من كانوا؟

    المقدم: أو في الحقيقة الذين كانوا يحكمون.

    السيد: أحسنتم, حتى لا يقول لنا قائل أين أمير المؤمنين تكلم عن الصحابة, طيب أيها الجهلة اقرؤوا نهج البلاغة لتروا ماذا قال أمير المؤمنين عن صحابة رسول الله, أو لا أقل عن بعض صحابة رسول الله, >ومن كلام له× قاله لمروان بن الحكم بالبصرة< (ص112) قال: >أخذ مروان بن الحكم أسيرا يوم الجمل فاستشفع الحسن والحسين عليهما السلام إلى أمير المؤمنين فكلماه فيه فخلّا سبيله, فقالا له يبايعك يا أمير المؤمنين< باعتبار نكث البيعة بايعك بعد عثمان والآن بعد أن خرج عليك في الجمل نكث البيعة إذن يبايعك يجدد البيعة فقال×, التفتوا جيداً هذا الذي كان المستشار الأول ويسوق الخليفة الثالث بتعبير أمير المؤمنين, قال: >أولم يبايعني بعد قتل عثمان<.

    المقدم: يعني ما قيمة بيعة هذا الرجل.

    السيد: أحسنتم, أكثر اسمحوا لي, >لا حاجة لي في بيعته إنها كفٌ يهودية< طبعاً لا يكون هنا لا سامح الله إساءة إلى اليهود لا لا, الآن بحثنا ليس في هذا.

    المقدم: الذين خانوا.

    السيد: إلى الغدر إلى الخيانة والتعبير ليس عن الأشخاص وإلا له بحث آخر البحث العلمي, يقول: >كفٌ يهودية< الإمام محمد عبده: [أي غادرة ماكرة] يقول: >لا حاجة لي في بيعته إنها كفٌ يهودية لو بايعني بكفه لغدر بسبته< يقول بالفتح هو ما يحصل الإنسان على إخفائه يعني يظهر البيعة ويخفي الغدر والمكر, >أما إن له إمرة كلعقة الكلب أنفه< باعتبار أنه يصل في الملك العضوض يصل إلى الحكم ولكن مدة قصيرة جداً ويأتي بعده أبنائه عبد الملك بن مروان وأبناء عبد الملك بن مروان.

    المقدم: هؤلاء الذين حسبوهم من الاثني عشر.

    السيد: أحسنتم, الذين أنظر ماذا يقول الإمام أمير المؤمنين عنهم, الذي ابن تيمية يقول أن هؤلاء الذين بشر بهم إسماعيل وقال أنهم من العظماء وبهم عزة الإسلام هذا هو النهج الأموي قال: >وهو أبو الأكبش الأربعة<.

    المقدم: واحدهم كبش.

    السيد: >وستلقى الأمة منه ومن ولده يوماً أحمر< وهذه من انباءاته وإخباراته بالغيب, ما سيحدث بعد ذلك.

    إذن أريد أن آخذ نتيجة في جواب هذا السؤال الذي طرحه أستاذ علاء, وهو: إذن ما هي أهم خصائص النفاق في عصر التأويل؟

    الجواب: الأهداف تبدلت بقوا هؤلاء لا يؤمنون بالإسلام ولكن تبدلت الإستراتيجية من الوقوف أمام انتشار الإسلام إلى احتواء الإسلام احتواءه كيف؟ أنه يدخلون في السلطة ويستأثرون بالحكم ويفرغونه من كامل محتواه.

    المقدم: وهذا هو الجواب عن ثلاثة عقود التي.

    السيد: أحسنتم, التي قاموا بها بإستراتيجية وضعوا خطة كاملة استطاعوا بعد ثلاثين عاماً >الخلافة ثلاثون عام< كما في الرواية التي عندكم وإلا نحن لا نقبل مثل هذه الرواية, >الخلافة ثلاثون عام ومن بعدها تكون ملكاً عضوضا<.

    ولذا وجدت الإمام العلامة ابن كثير عنده جملة جداً قيمة يقول دعوى جداً عجيبة أنه عندما يأتون ليعددوا الخلفاء الذين قال عنهم رسول الله >الخلفاء من بعدي اثنا عشر< يجعلون من ضمنهم معاوية, يجعلون مروان بن الحكم عبد الملك, مع أن رسول الله يقول ومن بعد الثلاثين ملك عضوض, كيف يكونوا من الخلافة, يقول وهذا خير شاهد على بطلان هذا التفسير الآثم لرواة الخلفاء من بعدي اثنا عشر.

    إذن في جملة واحدة, طبعاً هذه النظرية الآن, الآن أنا ما أريد أن أدخل البحث السياسي أستاذ علاء هو الذي يعلق عليها, هذه هي النظرية التي الآن أنتم تجدونها في الربيع العربي بل تجدونها بشكل واضح وصريح أن قوى الاستكبارية تحاول أن تفرغ الحركة الدينية والشعبية والجماهيرية من محتواها بأيدي من؟ بأيدي أولئك الذين كانوا بالأمس مخالفين لهؤلاء للتغيير الآن صاروا هم الأركان, ولعله من أوضح مصاديقه الآن ما تجدونه أنتم في العراق عندنا, في العراق الآن تجدون أن الذي يحمل لواء الثورة المضادة لسقوط النظام البائد من هم؟ أولئك الذين كانوا بالأمس من أتباع النظام ومن أركان النظام ومن كبار البعثيين الآن ماذا صاروا؟

    المقدم: يعني مسؤول مكتب ساجدة يتحول إلى قيادي اليوم بعد الثورة, أو وزير خارجية مثلاً حسني مبارك يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية جمهورية ما بعد الثورة.

    السيد: وقس على ذلك, وهذا هو النهج الأموي. ولذا واقعاً من هنا أدعوا مرة أخرى اقرؤوا التاريخ ماذا حدث في صدر الإسلام, ما لم تتضح لكم هذه الحقيقة لا يمكن لنا أن نفهم ماذا يجري الآن وماذا يحدث لنا, وكيف نعرف الصحيح من السقيم.

    المقدم: جزيتم خيراً, سماحة السيد الآن عرفنا معنى النفاق في عصر التأويل, نأتي إلى مجمل الحديث يعني: >يقاتلكم على تأويله كما قوتلتم على تنزيله< ما هي أهم المعطيات والنتائج التي نستخلصها من هذا الحديث.

    السيد: أنا أستاذ علاء ثمان دقائق وإن شاء الله استمع إلى المداخلات, لأنه بودي أن أسمع وجهات ومداخلات الأعزة في البحث.

    قرأنا سابقاً هذا الحديث الصحيح هذا كتاب (المصنف لابن أبي شيبة, المتوفى 235 من الهجرة, تحقيق: محمد عوامة, ج17, رقم الرواية 32745, وإسناده صحيح) قال: الرواية: >ولكأن على رؤوسنا الطير< قال: >إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله فقام أبو بكر فقال أنا يا رسول الله, فقال لا, فقام عمر وقال أنا هو يا رسول الله, قال لا< الآن ما أريد أن ادخل واقعاً في عمق الحديث أنه لماذا هؤلاء لم يقاتلوا على التأويل؟ لأنهم كانوا جزء تلك الحركة التي أدّت إلى تلك الانحرافات أو أنه لم يكونوا ملتفتين إلى ما يقع من الانحراف بعد رسول الله, لأن رسول الله بشكل واضح وصريح يقول أنه أنتم مع كل الحروب التي قمتم بها تحاربون على التأويل أو لا تحاربون؟ لا تحاربون, يعني أنه توجد عندكم حركة تصحيحية وحركة عمقية وكيفية أو لا توجد؟ لا توجد, هذا صريح كلام رسول الله. على أي الأحوال. قال إذن من هو؟ >قال: ولكنه خاصف النعل في الحجرة فخرجنا علينا علي ومعه نعل رسول الله<.

    حتى لا أطيل, أنا أستفيد من هذا النص وخصوصاً من هذا التشبيه والتنظير يقاتلكم على تأويل القرآن كما قوتلتم على تنزيله. كما, إذن هناك تنظير وتشبيه بين فعل علي وفعل رسول الله. التفتوا جيداً, ماذا يعطينا هذا المعنى, كما.

    نحن نعلم أمور أربعة في قتال النبي على التنزيل:

    الأمر الأول: أن رسول الله قاتل الناس على التنزيل وهو عالم أو ليس بعالم؟ عالم, وإلا كيف يقاتل على التنزيل وهو جاهل به, إذن كان عالماً بالتنزيل, إذن لابد وأن يكون علي (عليه أفضل الصلاة والسلام) عالماً. من يقاتل على التأويل لابد أن يكون عالماً, وإلا لما استقامت >كما قوتلتم على تنزيله< هذه كاف التنظير والتشبيه لا تتم هذه المقاربة لا تتم إلا إذا كان كما كان رسول الله يكون هذا الذي يقاتل على التأويل.

    المقدم: إسقاط هذا المفهوم على من يقاتل.

    السيد: ثانياً: أن هذا العلم الذي كان عند رسول الله ويقاتل به على التنزيل كان علماً اجتهادياً قد يصيب وقد يخطأ, أو كان علماً معصوماً لا يكون إلا صوابا أي منهما؟

    المقدم: هذا القرآن هو يتحدث عنه.

    السيد: أنا لا أقول إلا كما تفضل عزيزي أستاذ علاء وهو أنه {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.

    إذن بمقتضى تلك المقاربة الأولى أيضاً من يقاتلكم على التأويل ليس اجتهاد في قبال اجتهاد بل هو علم حق لا يكون إلا صوابا, وإلا لما تمت المقاربة ولما تم التشبيه والتنظير, لا معنى للتشبيه.

    ولذا تجدون أن الرسول’ لم يقل ذلك لأحد من الصحابة أن ينظر فعل أحد من الصحابة بفعله هو’.

    المقدم: فقط علي.

    السيد: إلا علي, ولذا تستطيع أنت أن تجعل في هذه المقاربة >من أطاعه فقد أطاعني ومن أحبه فقد أحبني من أبغضه فقد أبغضني من سبه فقد سبني من ..< هذه كلها تقع ضمن هذه المقاربات.

    إذن علم بالتأويل وأن هذا العلم ليس اجتهاد قد يصيب وقد يخطأ لا يكون إلا صوابا, هذا الأمر الثاني.

    الأمر الثالث: أنه كما كانت كل حروب النبي الأكرم وغزوات النبي الأكرم حق لابد أن تكون كل حروب علي بن أبي طالب حق, لماذا؟ وإلا لما تمت المقاربة, وهذه قضية ثالثة.

    الرابع وهو الأهم, ما هو؟ وهو أنه قد نقول أنه كان على حق نعم ولكن هذا لا يكشف لنا أن الذي قاتله كان على باطل, لعله كان هو على حق وفي المقابل من قاتله لأنه اجتهد فأخطأ أيضاً كان على حق.

    الجواب: مقتضى هذه المقاربة واستمع إلى مداخلات الأعزة, مقتضى هذه المقاربة كما أن كل من وقف أمام رسول الله في حروبه وغزواته كان على الباطل وكان مآله إلى النار, كل من وقف أمام علي كان على الباطل ومآله إلى النار. لماذا؟ لمقتضى المقاربة الموجودة, بمقتضى المقاربة, وإلا إذا لم تكن كذلك إذن لا معنى لأن يقال: >يقاتلكم على تأويله كما قوتلتم على تنزيله< نعم من حق المشاهد الكريم أن يسأل ما هي الأدلة على هذا المعنى الرابع, لعله في الأبحاث القادمة عندما نعرض لحروب الإمام أمير المؤمنين وما قال عنها رسول الله يعني ماذا قال في حرب الجمل, وماذا قال في حرب صفين, وماذا قال في قتاله لنهروان, عند ذلك تجدون تصريحات واضحة وصريحة وصحيحة من رسول الله أن كل هؤلاء كانوا على باطل. مع الأسف الشديد.

    المقدم: والكثير يعترف بهذه الحقيقة ولكن.

    السيد: لا, إن شاء الله فقط أشير للأعزة وإن شاء الله في الأسبوع القادم سنقف عنده, وإلا ماذا تفهمون أنه >تقتله الفئة الباغية, يا عمار تقتلك الفئة الباغية تدعوهم إلى الله تدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار< إذن يجعل الطرف الآخر ماذا.

    المقدم: ويحدد >ما لقريش وعمار<.

    السيد: أحسنت, إذن واضح وصريح لا إشكال ولا شبهة أن هذه المعطيات والنتائج الأربع واضحة من كلام الرسول الأعظم, وهناك شواهد كثيرة تؤيد هذه الحقيقة إن شاء الله تعالى إلى الأسبوع القادم.

    المقدم: فاصل ونستمع إلى مداخلاتكم.

    المقدم: أحييكم أعزائي المشاهدين واستمع إلى مداخلاتكم كالعادة أرجو أن تكون مختصرة وفي صلب الموضوع, حسام من الأردن تفضل:

    الأخ حسام: سلام عليكم, والله أنا بصراحة سني ولكن أول مرة استمع إلى كلام فضيلة الشيخ, والله لم أجد فيه غلط يعني كل الكلام الذي قاله مضبوط وأنا متفق معه تماماً يعني أولاً لما يحكو لما الرسول الأعظم’ يقول لعمار ابن ياسر >تقتله الفئة الباغية< معناه أنه انتهى النقاش على هذا الموضوع, ولكن أنا عتبي أو مداخلتي أنه عتبان على الشيوخ سواء من المذهب هذا أو من المذهب هذا أنه ما يحاولوا أن يقربوا لنا يعني صدقنا أخي الكريم نحن وجهات النظر متشابهة تماماً, يعني لا تفكر السني..

    المقدم: لا أبداً حسام يعني نحن لربما منذ اليوم الأول نقول أن المنهج الأموي يختلف عن منهج المسلمين سنة وشيعة.

    حسام: والله أحسنت صحيح, هذا الكلام مائة بالمائة.

    المقدم: يعني الكلام مع الأمويين. مع نهج ابن تيمية.

    السيد: ومن يريد أن يحيي هذا النهج.

    حسام: صح, ونحن من أين أتتنا يعني حكم وراثي وحكم ما أدري نحن طول عمرنا.

    المقدم: وإلا هذا تنقل الكلام من الشيخ العلايلي, الشيخ العلايلي ليس شيعياً.

    حسام: صحيح, شكراً لك يا شيخ والسلام عليكم.

    المقدم: شكراً لك حسام من الأردن. عبد الله من اسبانيا تفضل:

    الأخ عبد الله: سلام عليكم, بالنسبة للصحابة يعني نحن أهل السنة والجماعة نعلم أن الصحابة متفاوتون ويتفاضل بعضهم على بعض بدليل القرآن, يقول الله عز وجل: {مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنْ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا} ولكن يكمل الآية {وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} وعلي أفضل من معاوية هذا لا يشك ولا يرتاب فيه أحد لكن السؤال: يعني بنو أمية ومعاوية وقد ذكر الشيخ في الحلقة أن علياً قال لمعاوية متى كنتم يا معاوية سابقة الرعية وولاة أمر الأمة, فهذا الرد يعني أنا أريد أن النبي’ لما استعمل عتاب بن أسيب؟؟ الأموي على مكة وعندما فتحها في السنة الثامنة من الهجرة, وعندما استعمل أبو سفيان على صدقات نجران واستعمل خالد بن سعيد بن معاط الأموي وكثيرون فهل كان النبي يفرش الأرضية لهؤلاء الأمويين, هذا السؤال.

    المقدم: يعني سؤال جيد, عبد الله, طبعاً الردود عليه كثيرة, وتستمع إن شاء الله الرد من سماحة السيد. رجب من العراق تفضل:

    الأخ رجب: سلام عليكم, أستاذ علاء نحن نعاني من موضوع البحث بالنسبة على النايلسات يعني مشكلة كبيرة .. في البرنامج, يعني أنا أتصل بكم ولا أعرف ما هو الموضوع, …

    المقدم: يعني حسب ما ذكروا لنا الأخوة في البث قالوا أن البث على النايلسات يعني بدأ منذ الأسبوع الفائت ولا أدري الحقيقة أنه يمكن الاستماع من خلال المذياع يعني الراديو إذاعة طهران في الأسبوع القادم إن شاء الله سيبدأ الأخوة من خلال الفيسبوك من خلال الهاتف الجوال أيضاً هناك لربما أكثر من واسطة يمكن الاستماع من خلالها إلى البرنامج, على أي حال شكراً لك, الأخ عبد العزيز من السعودية تفضل:

    الأخ عبد العزيز: سلام عليكم, بمحبة الحسين أريدك أن تجيبني, حينما تقول من قاتل علي كافر كيف ..ويسلم الخلافة لكافر.

    المقدم: طيب إشكالك دعوه بغض النظر عن العبارات التي استخدمتها هذا هو الإشكال فقط عبد العزيز.

    الأخ عبد العزيز: نعم.

    المقدم: شكراً لك إن شاء الله تستمع إلى الجواب, الحسيني من إيران تفضل:

    الأخ الحسيني: سلام عليكم, نحن على القرب نشكو الظما وفزتم على بعدكم بالورد, سماحة السيد الموالي المدافع عن الزهراء, هذه مسألة الشورى وهو مسألة ذكرتها جميلة جداً, ماذا يقيد الخليفة الثاني أنه بسنة الشيخين, ما معنى سنة الشيخين, هذه فيها معنى جميل ومن جمالك أجمل هذه أول, الشيء الثاني الذي أحب أذكره باختصار, الآن ذكرها في القرآن كثير آل إسحاق آل يعقوب هذا ليس مقدمة لآل محمد, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    المقدم: شكراً للأخ الحسيني من إيران, الأخ رشيد من الجزائر:

    الأخ رشيد: سلام عليكم, أريد أن أسال الشيخ كمال الحيدري حفظه الله, يا سيد كمال أريد منك هاتفك الشخصي.

    المقدم: يعني إذا كان الطلب فقط هاتف سماحة السيد إن شاء الله يمكن للأخوة أن يعطوه رقم هاتف مكتب سماحة السيد للاتصال به, شكراً لك, أبو مهدي من الجزائر تفضل:

    الأخ أبو مهدي: سلام عليكم, أشد على أياديكم سماحة السيد كمال الحيدري, وفقكم الله, وأنا أقول لكم أن النصر… الصوت لا يوجد ولكني عندي سؤال: لماذا لم يقاتل علي عليه السلام بمجرد أن انقلبوا على خلافة النبي’, لماذا لم يقاتل أصحاب السقيفة أولاً, ثانياً: أن الوهابية لا يعتقدون بنهج البلاغة ولا يعتبرونه كتاباً ذو قيمة لذلك كيف نستطيع أن نستدل منه عليهم.

    المقدم: شكراً لأبي مهدي, سعيد من إيران تفضل:

    الأخ سعيد: سلام عليكم, ولكن أريد أن أسأل وأدعو لهم كذلك بالخير والبركة والله يفوقهم على هذا المنهج.

    المقدم: شكراً للأخ سعيد, أبو سامي من الكويت تفضل:

    الأخ ابو سامي: سلام عليكم, سماحة السيد ماذا حدث في خلال سنة عقود وماذا جرى للمسلمين وكيف انتقلت الخلافة لبني أمية طبعاً أنا أعطيك مثل, في الوقت الحاضر الربيع العربي طالما أنت ذكرته الربيع العربي, هناك عندنا بالكويت عندما عزى نمرود الكويت جماعة من السلف أهدروا اصدروا فتوى بهدر دم القرضاوي لأنه قال لا يجوز استخدام الأراضي العربية لضرب العراق وعند مات صدام حسين قال هذا شهيد, فاصدرت فتوى من جماعة السلف بهدر دمه بل عدم دخوله للكويت, ولكن الآن لأنه واقف مع الملك البحرين وضد حاكم سوريا الآن يسمونه البطل القومي وهو إمام المتقين وإمام العارفين وآية الله فأين كان من ضلالة إلى آية الله, فأنا أسال سؤال يا ايها الوهابية كم سيد قرضاوي أو كم شخص قرضاوي كان مع يزيد ومع معاوية, هذا هو سؤالي وجزاكم الله خير الجزاء.

    المقدم: شكراً لك, سماحة السيد لو نبدأ بالإجابة لكي لا تذهب الأسئلة.

    السيد: أما الأخ حسام من الأردن, عزيزي هو هذا الذي نريد أن نوصله إلى المسلمين وهو أننا نريد أن نقول بأنه جعل المسلمين جميعاً في دائرة واحدة هذا كلام غير منطقي وغير علمي وغير تاريخي, نحن نعتقد أن كثير من المآسي التي جاءت للإسلام وللمسلمين إنما جاءت عندما تحولت الخلافة إلى ملك عضوض, وعندما جاء النهج الأموي والبيت الأموي وعلى رأسه معاوية وانتهى إلى ما انتهى إليه الأمر, والمشكلة التي نعيشها في عصرنا هذا أنه هناك نهج يحاول أن يحيي التراث الأموي, أن يجعل من معاوية الخلفية الخامس, أن يجعله من الخلفاء اللذين بهم عزة الإسلام, مع كل ما حمله من تراث فكري وديني وقيمي وسياسي واجتماعي كما أشرنا إليه.

    ونحن أتباع مدرسة أهل البيت واقعاً المشكلة الأساسية التي توجد عندنا مع هذا الاتجاه, هذا الذي أنا اصطلحت عليه معالم الإسلام الأموي.

    المقدم: أو بالأحرى هذا الاتجاه لديه مشكلة مع جميع المسلمين.

    السيد: نعم مع المسلمين بجميع مشاربهم وأنتم تجدون بين مدة وأخرى تظهر هذه الكلمات بين هنا وهناك.

    المقدم: طيب سماحة السيد هناك لربما سؤالين, أساسيين يعني الإجابة عليها في هذه القضية عبد العزيز من السعودية قال: أنتم قلتم أنه من قاتل علي فهو كافر. كيف يسلمها الإمام الحسن إلى.

    السيد: يوجد بحثان هنا, أولاً: أنا لم أقل أنه كافر, وإنما هؤلاء كلهم من المسلمين ولكن الكلام هل أن كل مسلم فهو مؤمن ويدخل إلى الجنة أو أنه قد يكون بعض من المسلمين ليسوا بمؤمنين ليسوا لم يدخل الإيمان في قلوبهم, إذن عزيزي القول بأني قلت عنهم كفار, لا, لم أقل الذين حاربوا علياً لم يكونوا من الكفار بل هم من المسلمين, ولكن الإسلام يجتمع مع الإيمان تارة ومع النفاق في عصر التأويل تارة أخرى, أنا إذا أدعي أقول أولئك الذين حاربوا علياً كانوا يحملون معالم النفاق في عصر التأويل وهذا شيء غير الكفر المصطلح.

    المقدم: طيب سؤال أساسي آخر سأله الأخ أبو مهدي من الجزائر, إن شاء الله بقية الأسئلة إلى وقت آخر, إذا كانت يعني قضية القتال على التأويل لماذا لم يقاتل الإمام أهل السقيفة.

    السيد: الجواب في جملة واحدة وهذا إن شاء الله تعالى لعلنا نتوفر في أبحاث لاحقة وهو أنه كما قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة في الخطبة الشقشقية المعروفة أنا أقرأ جملتين منها قال في خطبته تلك بعد أن ذكر قال: >أما والله لقد تقمصها فلان وأنه ليعلم أني محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر إليّ السيل ولا يرقى إليّ الطير فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء< لا يوجد له ناصر بمن يقاتل, ولذا الإمام يقول: >طفقت< بيان لعلة الإغضاء إلى آخره >أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى<.

    الآن قد تقول لا, كان عليه أن يجاهد حتى لو قتل في سبيل الله, الجواب: عندي, الجواب: هو لفعل ذلك هو هذا الذي كانوا يريدونه منه, أن يقتلوه حتى عندما يستلم الأمويون السلطة من عثمان ومعاوية وبنو أمية فهل يوجد من يعطي الخط الصحيح ويحارب على التأويل أو لا يوجد؟ لا يوجد, ولذا عنده مهمة خاصة أوكله إليه من؟ رسول الله.

    المقدم: يعني يمكن للأخ أن يراجع برنامج حقائق التاريخ تحدثوا عن هذه القضية بأسهاب وشرحوا أسباب عدم يعني عدم وقوف الإمام علي في وجه من استلم السلطة بعد وفاة الرسول.

    السيد: مع أنه بدايات الانحراف.

    المقدم: نعم, درسوا القضايا الموضوعية في ذلك في الاتجاه, طبعاً تبقى مسألة أنه لماذا لم يتخذ الإمام موقفاً شيء وحقه في الخلافة وإثبات حقه في الخلافة شيء آخر, لأن ذاك يتعلق بالقضايا الموضوعية التي كانت آنذاك وأتصور في حقائق التاريخ يمكنك أن تراجعها.

    أشكر سماحة آية الله السيد كمال الحيدري أشكركم أعزائي المشاهدين على حسن المتابعة ملتقانا إن شاء الله في الأسبوع القادم, حتى ذلك الحين نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    • تاريخ النشر : 2012/12/02
    • مرات التنزيل : 2419

  • جديد المرئيات