نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (281)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    أعزائي هذه الأبحاث التي نطرحها قد يتصور البعض أنها بعيدة عن بحث الخمس, ولكن في اعتقادي أن الحوزة العلمية قوامها قائمٌ على أساس أمرين:

    الأمر الأول: العلم.

    والأمر الثاني: المشروعية.

    ومقصودي من المشروعية يعني أن طاعة الله إنما تكون بإتباع علماء الدين, هذا هو الطريق الذي تحاول المؤسسة الدينية أن تقول أنه في عصر الغيبة الكبرى ما هو السبيل الذي يربطكم بالله, ما هي الوسيلة؟ الجواب: إتباع المراجع الدينية, أنا لا أتصور بأنه هذه قضية خافية على أحد.

    إذن بينكم وبين الله لو وضعنا في الميزان كل الفقه وكل المعارف الفقهية لا كتاب الخمس فقط, ووضعنا في الكفة الأخرى مسألة طاعة الله سبحانه وتعالى وأنه هذا هو الطريق أو يوجد طريق آخر, لا أتصور أن أحد يقول لا, ندخل في تفاصيل الخمس والزكاة والصلاة والحج والصوم وبعدُ لم يثبت لنا ما هو الطريق الشرعي للوصول إلى الله, لو سألكم سائل: ما الدليل على أن هذا هو الطريق أو هذا هو الطريق المنحصر للوصول إلى الله؟ أنا وأنت مدعانا في الحوزات العلمية ما هو؟ ماذا ندعي؟ لا ندعي فقط أن إتباع المراجع الدينية طريق للوصول إلى الله, ندعي هو الطريق المنحصر للوصول إلى الله, دعوى كبيرة جداً تستحق إلى دليل ولا يمكن أن يستند فيها إلى دليل والعرف ببابك والسيرة العقلائية في رجوع أهل العوام إلى المتخصصين هذه أتصور تبسيط للمسألة, القضية جداً أعقد وأعمق وأخطر من أنه نستند إلى سيرة عقلائية أو سيرة متشرعية, السير المتشرعية متغيرة متبدلة, السير العقلائية كظواهر عقلائية متبدلة متغيرة.

    إذن هذه القضايا التي أنا أطرحها لأنه من الواضح أنه لا يوجد أحد من الأعزة يستطيع أن يدعي عدم أهمية مثل هذه الأبحاث ومع الأسف أنها لا تُطرح كأبحاث رسمية في الحوزات العلمية.

    أصل أصلناه والأخوة جميعاً لا يعلمون به ولا نحتاج إلى دليل عليه, وهو: أنه لا ولاية لأحدٍ على أحدٍ أصلا, حتى لو كان خاتم الأنبياء والمرسلين, هذا أصل لم يختلف عليه إثنان, لماذا؟ لأن الولاية وعندما أقول ولاية بأي معنىً فرضت الآن واسعة ضيقة ولاية الأموال ولاية النفوس ولاية التصرف أي نوع من أنواع الولاية, لا ولاية لأحدٍ على أحدٍ على الإطلاق إلا الولاية الإلهية التي هي ثابتة له بالذات ليست بجعل أحدٍ {فالله هو الولي} ولا ولاية لغيره.

    كما في الغنى, كما في أي وصف آخر, {لا إله إلا هو الحي القيوم} فالحياة أيضاً له, القيومية أيضاً له, توجد لغيره قيومية؟ على الإطلاق, هذه كلها منحصرة بالله سبحانه وتعالى.

    نعم, ننتقل إلى المرتبة الثانية, ولذا هذه عبارة الشيخ الأعظم قراناها للأعزة أنه لا ولاية لأحدٍ على أحد إلا ما خرج بالدليل, وقد خرج بالدليل أو الأدلة الأربعة ولاية النبي والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام). ما الفرق بينهما؟ واضح الفرق, أن الولاية الإلهية ولاية ذاتية ليست بجعل جاعل أما الولاية الثابتة للنبي والأئمة ولاية جعلية مجعولة من قبل من له الولاية الذاتية فتتبع لأي شيء تتبع لها سعةً وضيقاً, والآن ليس بحثنا نحن في ولاية الأئمة, الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) النبي والأئمة ولايتهم أوسع درجات الولاية, لا أقل بمقتضى قوله تعالى: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ورثوا هذا المقام من الأولوية لهم. إلى هنا لا يوجد عندنا بحث كثير.

    إنما الكلام وهذه أيضاً القضية واقعاً لو تحسبها بحساب التاريخ تجدها فترة قصيرة جداً لأنها لم تطل بأكثر من ثلاثمائة وثلاثين عاماً من تاريخ الإسلام, يعني ابتداء من نبوة النبي الأكرم’ أو هجرته النبوية إلى انتهاء الغيبة الصغرى كم عمرها, ثلاثمائة وثلاثين عاماً, إنما المحل الابتلاء والمشكلة والعويصة في زماننا وهذه هي التي يدور تاريخ المسلمين بل لا أقل تاريخ الشيعة عليها, وإلا تلك ليست محل ابتلاءنا خارجة عن محل الابتلاء, محل الابتلاء ما هو؟ زماننا نحن هذه المئات السنين من ثلاثمائية وثمانية وعشرين او تسعة وعشرين من الهجرة إلى هذا الزمان وإلى مائة سنة ومئتين سنة وألف سنة وخمسة ألف سنة والعلم بيد الله سبحانه وتعالى متى يظهر صاحب الولاية المجعولة من قبل الله صاحب الولاية العظمى صاحب الولاية الكبرى صاحب الولاية المطلقة التي جعلها الله سبحانه وتعالى ببيان وإبلاغ من النبي, الآن أيدينا لا أقل قاصرة.

    إذن نحن في زماننا هذا وما يناظر زماننا في الولاية المجعولة للفقهاء في عصر الغيبة, إذن بينكم وبين الله تستحق الوقوف أو لا تستحق الوقوف؟ ما هي درجتها ما هي مراتبها ما هي صلاحيتها ما هي مشروعيتها ما هو دليلها ما هو ومائة سؤال وسؤال, وهذه للطالب لطالب العلم قبل الناس, بينكم وبين الله الآن أنت لابد أن تسأل هذه الأسئلة لنفسك قبل أن يسألك الآخرون, قبل أن يسألك الناس أنتم من أين جئتم بهذه الولاية, من قال لكم أنتم الطريق إلى الله ولا أقل أنتم الطريق المنحصر إلى الله, من رد عليكم فقد رد على الله, هذا من أين جئتم به؟ هذه الصيحات بدأت هنا وهناك تظهر من النخب من الجامعات من الأستاذة من لعله من داخل المؤسسة الدينية من بعض المعممين ومن بعض أهل العلم, أنه من أين جئتم بهذا الكلام ما هو أصل هذا الكلام ما هو المدعى, والله تستندون إلى رواية >فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله< طيب هذه الرواية أنتم مختلفون انها صحيحة أو ضعيفة, أمرٌ بهذه الخطورة والعظمة يستند إلى رواية مختلف فيها, إلى رواية حتى الكافي لم ينقلها في أصول الكافي أو في كتاب الكافي, إذن القضية جدُ خطيرة وجدُ مهمة إذن لا تستهينون أن السيد خرج من بحث الخمس لا يا أعزائي, والله بحث الفقه هو هذا, بحث الفقه هو هذا, ولكن مراراً ذكرت أن الحوزة مذاقها الفقهي تبدل, وإلا لابد أن تبحث هذه أصلاً نحن من قال لنا مشروعية من أين جئنا بالمشروعية؟ بمجرد أن عرفنا بعض الأحكام صارت لنا مشروعية الإمام الأصل×.

    إذن هذه القضية تستحق أن نقف وسوف لا أقل عندها طويلاً لأنها واقعاً يمكن عندي أبحاث الله يعلم لسنتين ثلاث ولكنه لا أقل أضع الأخوة في الصورة حتى تتضح لهم أن المسألة أين.

    إذن السؤال المطروح الذي هو محل الابتلاء عندنا جميعاً, ما هي درجات, والآن لم أبحث بحث صغروي البحث بحث كبروي, لا أتكلم فيمن أعطي هذه الصلاحية, وإنما أتكلم من أعطي ماذا أعطي؟ الآن من أعطي لعله إذا الأخوة واقعاً طلبوا من عندي أرادوا أقف عندها قليلاً, ولكنه نتكلم على الفرض أنه من أعطي ماذا أعطي ما هي درجات الصلاحيات والولاية التي أعطيت.

    أعزائي, قبل أن أجيب على ذلك, أبين أصل من الأصول التي أختلف فيها مع مشهور علماء الإمامية بغض النظر عمّا يقولون, يعني بغض النظر عن درجة الولاية التي أعطيت للفقيه في عصر الغيبة.

    السؤال: نحن قسمنا الأحكام إلى أحكام ثابتة وإلى أحكام متغيرة, وقلنا أن من خصائص الأحكام الثابتة أنها جزء من الشريعة, وأن الأحكام المتغيرة ليست جزء من الشريعة, واصطلحنا على القسم الثاني أو النوع الثاني بالأحكام الولائية, أليس كذلك, السؤال: هذه الصلاحية التي أعطيت للفقيه في عصر الغيبة هل هي من الأحكام الثابتة أو من الأحكام الولائية أي منهما؟

    مشهور فقهاء الإمامية يقولون أنها من الأحكام الثابتة, يعني كما أنه جنابك عندما تأتي تقول ولاية الله هذا ثابت أو متغير؟ ثابت, ولاية النبي والأئمة؟ جزء من الشريعة, السؤال: ولاية الفقيه أي درجة كانت أيضا جزء من الشريعة أو لا؟ المشهور يقولون جزء من الشريعة, كولاية الأب على ابنه كولاية الزوجة على زوجه, هذه ولايات ثبتت في الشريعة وجزء من الشريعة كصلاة الصبح ركعتين.

    نحن نعتقد أن أي مرتبة بغض النظر عن سعتها وضيقها أعطيت للفقيه في عصر الغيبة فهي ولاية ليست ثابتة وإنما متغيرة يعني هذه من الصلاحيات التي أعملها الإمام الثاني عشر فجعل الفقيه عليّ ولياً, ولذا بمجرد أن يظهر الإمام أو يصل إلينا خبرٌ قطعي يستطيع أن يقطعها يقول لا ولاية لك, أما لا يستطيع أن يبطل الحكم الثابت, لا يستطيع أن يقول صلاة الصبح ركعتان أبطلتهما لا, ليس من حقه هذا. ما أدري واضح أم لا.

    والشاهد على ذلك, الآن بحث آخر, الآن أنا فقط أبين الفتوى, إذن نحن نتفق مع مشهور علماء الإمامية أن الفقيه في عصر الغيبة بغض النظر ما معنى الفقيه راوي الحديث أن الفقيه له الولاية وبغض النظر عن سعتها وضيقها ولكن هم يقولون أنها جزء من الدين وهذا تصريح أعلام الإمامية وخصوصاً السيد الإمام+ يعتقد كما أن ولاية الأئمة جزء من الدين ولاية الفقيه أيضاً جزء من الدين.

    أما أنا أعتقد أنه لا, ليس الأمر كذلك, >فإنهم حجتي عليكم< لا فإنهم حجج الله عليكم, أنا نصبته أنا أعطيته هذه الوظيفة في عصر الغيبة, هذه ولاية أعطيت من قبل الإمام المعصوم لا أنها مشرّعة في صلب الشريعة, هذا بحث هذا أحفظوه لنا.

    ولذا أنا معتقد أنه بمجرد أن يظهر الإمام× أساساً بطبيعتها هذه الولايات كلها تنتفي ينتفي موضوعها أصلاً لا يبقى لها موضوع أبداً, نعمل إذا أراد أن يعملها بإمكانه أن يعملها, بمجرد أن يظهر من قبيل إذا جاء الأصيل الوكيل له دور أو ليس له دور؟ ليس له أي دور أبداً, إلا إذا أراد أن يوكل فمن حقه ذاك.

    إن هذا هو مورد الاختلاف الذي بيني وبين القوم, هذا الأمر الأول.

    الأمر الثاني: في ثقافتنا المعاصرة وفي عرفنا المعاصر عندما نقول ولاية الفقيه مباشرة الذهن ينصرف إلى البعد السياسي لولاية الفقيه يعني إقامة الدولة والحكومة, أعزائي ما أتكلم الآن عن البعد السياسي لولاية الفقيه أبداً, لأنه لي حديث آخر ولي وجهة نظر أخرى في عصر الغيبة الكبرى الآن لست بصدد بيانها. تقول سيدنا إذن أي ولاية تتكلم؟ التفتوا: هذا الذي بعض الأعزة عندما يراجعون كلماتنا وبعض دروسنا ومحاضراتنا ما يلتفتون إلى ما نقول يتصورون بأنه نحن نقول بنظرية ولاية الفقيه للسيد الإمام, لا ذاك له بحث آخر أنا ما أتكلم في تلك, أنا أتكلم في هذه القضية, حتى أوضحها حتى تعرفون أنه واحدة من أهم طرق التوضيح هو التمثيل.

    نحن نعلم جميعاً بعد زمان شهادة الإمام الحسين استلم الإمام السجاد إمامة الشيعة, يعني من سنة 61 من الهجرة الإمام السجادة استلم إمامة الشيعة, وإلى أن غاب الإمام الثاني عشر في غيبته الصغرى وبدأت الغيبة الكبرى تقريباً هناك فاصلة تصل إلى 270 سنة, يعني من سنة 60 من الهجرة إلى سنة 328 من الهجرة حدوداً 270 سنة, أئمة أهل البيت كانوا يعملون ولايتهم أو لا يعملون ولايتهم لإدارة وضع الشيعة؟ يعني فقط كانوا جالسين في البيوت من يأتيهم يسألهم مسألة شرعية يجيبون أم كانوا مسؤولين لإدارة وضع الشيعة وحفظ كيان الشيعة إلى أن وصل إلى ما وصل إليه, أي منهما؟ يوجد أحد يستطيع أن يدعي أن الأئمة كانوا حلس بيوتهم جلساء بيوتهم من الذي يسألهم مسألة شرعية يجيبون هكذا كانوا, أم أنهم هذه الكتلة التي بعد شهادة الإمام الحسين وصل حالها يعني الشيعة في بني أمية أن الشخص لا يستطيع أن يسمي اسم ابنه علي ولهذا تجد التاريخ في علم الرجال مملوء عُليّ عُليّ, هذا عُليّ من أين جاء؟ لأنه أبو كان قد سماه علي فالسلطات تأخذه وتعاقبه فسمى نفسه عُليّ حتى يخلص منهم.

    في هكذا أجواء الأئمة ماذا فعلوا؟ أداروا وضع الشيعة إلى أن وصل الحال أن المأمون يضطر أن يجعل الإمام الرضا ولياً للعهد إسكاتاً للواقع الشيعي.

    سؤال: في هذه الفترة 270 سنة الأئمة كان عندهم ولاية سياسية أو ما كان عندهم ولاية سياسية؟ لا, الحكومة كانت بيد بني أمية ومن بني أمية انتقلت إلى بني العباس, إذن أي ولاية كانوا يعملونهم؟ تعالوا نصطلح عليها من الآن بالولاية الاجتماعية, يعني ما كانت حكومة بأيديهم, إذن البُعد السياسي ما كان موجود ولكن هذا ليس معناه أنه كان عملهم منحصر في بيان الحلال والحرام, لا أبداً, هذا الذي أنا أدعيه في عصر الغيبة الكبرى.

    ولهذا لا يقول لي قائل بمجرد أنا أدعي سعة الولاية, يقال لي يعني تريد أن تجعل حكومة ولاية فقيه في العراق, لا لا أقول ذاك البعد السياسي أنا ما أتكلم عنه, أتكلم الآن شيعتنا في العراق شيعتنا في الهند شيعتنا في باكستان في أفغانستان في آسيا الوسطى في أذربايجان عشرات بل مئات ملايين الشيعة يحتاجون إلى إدارة أو ما يحتاجون؟ يحتاجون إلى إدارة وضعهم الاجتماعي الخدمي المالي التربوي الديني الثقافي العقائدي كلها مسؤول عنها من؟ هذا بحسب ما نبني من المبنى أي مبنى؟ قد يقول بأن الفقيه لا لا علاقة له إلا إصدار الفتوى وقد يقول لا, قائل كل هذه الشؤون الفقيه له الولاية عليها, لا يقول لي قائل كيف نحن أقلية في الهند نجعل دولة إسلامية, لا عزيزي, ذاك الدولة الإسلامية مرتبطة بالبعد السياسي أنا أتكلم بالشأن الاجتماعي العام من مؤسسات ومن مراكز ومن مدارس ومن خدمات ومن تربية ومن .. إلى ما شاء الله. قليلة هذه أم كثيرة؟ هذه الدائرة واسعة أم ضيقة؟ لا, جدُ واسعة.

    خصوصاً في الدول الحرة, يعني أنت الآن تذهب إلى كثير من هذه الدول الحرة تجد بأنه بيني وبين الله تستطيع أن تجعل أحزاب ومؤسسات وخدماتك ومدارسك ومراكزك هذه أوروبا, تستطيع أو لا تستطيع؟ نعم تستطيع, ولكن هذا ليس بالضرورة أن الحكم السياسي يكون بيدك لأن أنت أقلية. ما أدري واضح الحديث.

    إذن عندما أتكلم في ولاية الفقيه مباشرة لا يذهب ذهنك إلى الحكم السياسي لست بصدد نفي البعد السياسي ولكن أقول الآن حديثي ليس في البعد السياسي لأنه في اعتقادي له شروط أخرى, أنا أتكلم في البعد الاجتماعي في بعد إدارة الأمة, في بعد حفظ كيان هذه الكتلة المباركة وهم الشيعة, هذه كيف نحفظها أنت تعلمون نحن الآن نعيش في عصر متلاطم من كل جهة فكرياً عقائدياً دينياً كل شيء من يحفظ هذه الكتلة؟ من المسؤول عن حفظها؟ ما أدري واضح استطع أن أوصّل محل النزاع أين.

    إذن محل النزاع الولاية التي أعطيت للفقهاء لرواة الحديث للأمناء على الحلال عبر عنهم ما تشاء بحسب النصوص ليس بمهم, أعطيت لهم في أبعادها الاجتماعية لا في البعد السياسي واضح صار محل النزاع.

    سؤال: ما هي الولاية التي أعطيت لهم في عصر الغيبة الكبرى؟ وأتكلم في دائرة مدرسة أهل البيت ما عندي علاقة بالأشاعرة والمعتزلة أو المدارس الفقهية الأخرى الأحناف والزيدية أبداً أتكلم في دائرة مدرسة أهل البيت إلى زماننا هذا.

    الاتجاه الأول: يقول لم يعطَ أي ولاية على الإطلاق أبداً كل شيء ما أعطوا, يقول إذن الشيعة ماذا يفعلون في عصر الغيبة؟ قال فقط أربعة خمسة يرجعون إلى وسائل الشيعة يحفظون الروايات وعندما يأتي أحد يسألهم يقرؤون الرواية حتى اجتهاد ما يجتهدون, حتى استنباط ما يستنبطون حتى أنه يقولون هذه فتواي من حقهم لأنه لم يعطَ لأحد ولاية الإفتاء أبدا, حتى الإفتاء؟ يقول حتى الإفتاء, لأن الإفتاء يعني إعمال الظنون وإعمال الظنون يعني قد يصيب وقد يخطأ ونحن لم نعطَ هذه الصلاحية في عصر الغيبة الكبرى أبداً. يقول هؤلاء المجتهدين, يقولون هؤلاء كلهم سنة, هؤلاء كلهم تأثروا باتجاه السنة فاجتهدوا.

    الآن بينك وبين الله لو جاء شخص وأشكل عليك بإشكال وإشكال فني قال: إن المجتهد يصيب ويخطأ أو يصيب دائماً؟ يصيب ويخطأ وخطأه قليل أو كثير؟ جزماً كثير بدليل, مئات بل آلاف الاختلافات بين الفقهاء, طيب لا يستطيع أحد أن يدعي كل هذه الإدعاءات مصيبة لماذا؟ لأن الحكم الواقعي واحد أو يتعدد؟ واحد, إذن واحد مصيب والآخرون مخطئون, نعم أنا أقبل كلام الإمام باعتبار كلام المعصوم ما هو؟ اجتهادٌ أو واقع؟ لا, واقع, ولذا لا فقط لا نستطيع أن نقيم دولة الحق أو دولة دينية في عصر الغيبة بل لا يمكن لأحد أن يفتي أيضا في عصر الغيبة, إذن ماذا نفعل؟ يقول ارجعوا إلى الروايات, في أي قضية اختلف الناس أو سألوك ارجع إلى الكتب الأربعة وانتهت القضية.

    تقول لي سيدنا واقعاً يوجد من يقول هذا الكلام, الجواب: هذه أمامكم (الفوائد المدنية, للمحدث الاسترابادي): [وأقول الأحاديث الناطقة بأمرهم عليهم السلام بالرجوع في الفتوى والقضاء إلى رواة أحاديثهم وأحكامهم متواتر المعنى] ماذا معنى هذه الرجوع إليها في الفتوى والقضاء؟ يقول الآن أفسرها لك, المحدث الاسترابادي, [وتلك الأحاديث صريحة في وجوب اتباع الرواة في ما يروونه عنهم من الأحكام] لا في ما يستنبطونه فيما يروون, أما إذا صار استنباط ماذا يصير؟ يصير ظن {وأن الظن لا يغني من الحق شيئا} [وليست فيها دلالة أصلا] هذه الروايات المستدل بها, [على جواز إتباع ظنونهم] يعني الاجتهادات المستندة إلى الظنون لأنه في النتيجة إما يستند إلى ظواهر والظهور يثبت القطع أو يثبت الظن؟ الظاهر يفيد القطع أو الظن؟ الظن, خبر الواحد, وماذا عندك أنت في علم الأصول أكثر من الظواهر وخبر الواحد, وكلها لا تفيد إلا ظنا {والظن لا يغني من الحق شيئا} جيد. [وليست فيها دلالة أصلا على جواز إتباع ظنونهم الحاصلة] من أين هذه الظنون من أين؟ يقول: [من ظواهر كتاب الله أو أصل أو استصحاب أو غيرها] يعني علم الأصول خط أخضر عليه أو خط أحمر؟ خط أحمر, طيب اغلقوا باب علم الأصول, وإذا أغلق باب علم الأصول يعني أغلق باب الاجتهاد في الفقيه, طيب إذن ما هي الوظيفة؟ يقول: الوظيفة اقرأ الكتب الأربعة يسألك سؤال اقرأ الرواية وانتهت القضية, يقول لا توجد رواية, يقول توقف انتهت القضية. حتى أرجأه حتى تلقى إمامك, جداً سهلة, بعد يقول: [ولا دلالة فيها على اشتراط أن يكون الرواة المتبعون أصحاب الملكة المعتبرة في المجتهدين] هذه البدعة من أين جئتم بها يا علماء الشيعة, هذه البدعة للسنة من هناك جئتم بها أنتم, [ومن المعلوم] ومن هنا يبدأ الحملة على الاتجاه الأصولي يقول: [ومن جملة غفلات المتأخرين] الآن أنا ما أدري أنت هذه الجملة أنت أين تضعها في أي قاموس في قاموس المدح أو في قاموس الذم [ومن جملة غفلات المتأخرين] ما يعبر عنهم اختلاف رأي يقول هؤلاء مجموعة من الغافلين من هم هؤلاء الغافلين, يقول العلامة الحلي والمحقق الحلي والشهيد الأول والثاني وخذ قائمة هذه القائمة للمجتهدين إلى يومنا هذا, هؤلاء كلهم من المغفلين, عجيب بلي اتجاه هذا موجود عند علماء الإمامية بلي.

    إذن بينك وبين الله الآن تقول لي والطريق إلى الله يمر من خلال اتباع المجتهدين, يقول: بأس لك من قال هذا الكلام, إذن بينكم وبين الله تستحق هذه القضية أن نقف عندها أو لا تستحق؟ من يقول هذا الطريق إلى الله, لعله هذه البدعة, إذن تعال ثبت العرش ثم انقش, على أي الأحوال.

    قال: [ومن جملة غفلات المتأخرين من أصحابنا كالعلامة والمحقق في أصوله لا في معتبره وكالشهيد الأول] باعتبار أنه يريد أن يميز بين الفقه وبين الأصول [وكالشهيد الأول والثاني والفاضل الشيخ علي أنهم زعموا] زعم هذا ليس دليل [أن المراد من تلك الأحاديث المجتهدون] هذه غفلة منهم, ما المراد إذن يقول الرواة, تقول له من أين؟ يقول صريح الرواية >وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا< ما قال ارجعوا فيها إلى المجتهدين إلى المستنبطين, إلى من يعملون نظرهم هذا من أين جئتم به؟ ومن هنا يعقد باباً مستقلاً في إبطال تقسيم الشيعة إلى المجتهد والمقلد, يقول أساساً هذا باب فاسد من أين جاء؟ يقول: [وإنما قلنا أنه من جملات غفلاتهم لأنا نعلم علماً قطعياً عادياً أنهم لو لم يذهلوا عما استفدنا من كلامهم ومن كلام قدماءهم].

    إذن البحث الأول: جنابك إذا تريد أن تدعي أن الطريق للوصول إلى الله إنما هو باتباع المجتهد أولاً لابد أن تثبت مشروعية المجتهد, ولذا تجدون سيدنا الشهيد+ في مقدمة معالم الأصول ماذا فعل أولاً؟ أراد أن يثبت مشروعية جواز الاجتهاد, وإلا ما لم يثبت ذلك لا طريق لذلك.

    إذن, فإذا صار مبناك أنت هذا الاتجاه فتحتاج أن تقرأ علم أصول أو ما تحتاج, تحتاج أن تبقى أربعين سنة في الحوزات العلمية وتقرأ عشرة سنوات كتاب الطهارة واثنا عشر سنة كتاب المكاسب أو ما تحتاج؟ أبداً ما تحتاج وما أسهل ما يكون, هذا الاتجاه الأول.

    الاتجاه الثاني يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

     

    • تاريخ النشر : 2012/12/02
    • مرات التنزيل : 952

  • جديد المرئيات