نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (293)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    رأيت من المناسب جداً أن نقف عند نظرية النائيني في مسألة ولاية الفقيه, في الواقع لا أخفيكم أن هذه النظرية إلى الآن لم يتعرض لها بالنحو المناسب واللائق بها. بل نجد أن هناك تجاهلاً عاماً لهذه النظرية, وهذا مما يؤسف له واقعاً أن فقيهاً ومحققاً كبيراً كالمحقق النائيني لا تهتم بنظرياته على قدر ما يهتم بفقهه وأصوله, وعندما راجعت كلمات هذا العلم من أعلام مدرسة النجف وهنا تكمن الأهمية, وجدتُ أنه له كلام مفصل في نظرية ولاية الفقيه ولكنه للمرة الثانية والثالثة والعاشرة يؤسف له أنه لا نجد أثراً لذلك في ثقافة الحوزة العلمية في النجف. يعني: الطلاب والفضلاء والأستاذة يعرفون ماذا قال في الطهارة في النجاسة في الأصول في غير ذلك في غيره وغيره ولكنه لا يعرفون شيئاً عن نظرية المحقق النائيني الذي هو أستاذ كل الأعلام المعاصرين, يعني عندما هو أستاذ لسيدنا الأستاذ السيد الخوئي فبطبيعة الحال هو أستاذ لجل هؤلاء الأعلام المعاصرين.

    كما تعلمون بأن هذا الرجل هذا المحقق هذا الفقيه الأصولي المعروف ينتمي إلى مدرسة النجف الحديثة بحسب تقسيمات سيدنا الأستاذ السيد محمد تقي الحكيم صاحب الأصول العامة للفقه المقارن عندما يعبر عن النجف يعبر عن ما بعد الشيخ الأنصاري يقول عنها مدرسة النجف الحديثة, الآن ما هو وجه الاصطلاح ولماذا هذا التقسيم إن شاء الله لعله في محل آخر.

    وهذا هو الذي يهمني من هذه المسألة, خصوصاً وأن هذا الرجل له رسالة معروفة على الألسن ولكنه كثير من الأعزة إن لم أقل جميعهم لعله حتى لا يوجد هذه الرسالة في بيوتهم وهي الرسالة المعروفة بتنبيه الأمة وتنزيه الملة, هذه الرسالة هي رسالة سياسية بامتياز, ولذا كما يأتي في مقدمة هذا الكتاب هناك تقريض, الآن أنا واقعاً لم أتحقق ولكنه الذي جمع هذا الكتاب يقول بأن هذا التقريض كتبه صاحب الكفاية للكتاب, الآن في زمانه اطلع عليه وكيف المهم, ينقل رسالة في مقدمة الكتاب (صاحب الكفاية) يقول: [إن رسالة تنبيه الأمة وتنزيه الملة هي من إفاضة صفوة الفقهاء والمجتهدين ثقة الإسلام والمسلمين العالم العامل الميرزا محمد حسين النائيني, أجل وأرفع من كل مدح وإطراء وإن شاء الله من خلال تعليمها وتعلمها وتفهيمها سيمكن إدراك أن أصول الحركة الدستورية] التي قادها هو في قبال السيد كاظم اليزدي المعروف معروفة النظرية الدستورية والمستبدة هو يقول بأنه: أصول النظرية الدستورية اين موجودة؟ في الرسالة التي كتبها الميرزا النائيني [أن أصول الحركة الدستورية قد استفيدت من الشريعة المحقة وإدراك حقيقة هذه الكلمة المباركة أيضاً إدراك كل ذلك بعين اليقين إن شاء الله تعالى].

    طبعاً في هذا البحث سوف لن أدخل في هذه الرسالة لأنها أبحاث قيمة دقيقة مفصلة ولكن أعزائي لا أقل يراجعوا الرسالة ليست كبيرة لعله في مائة صفحة أو في مائة وخمسين صفحة مع بعض التعليقات عليها.

    والذين كتبوا في الفقه السياسي أعزائي كثيراً ما علقوا على نظرية المحقق النائيني+ ولذا أدعوا الأعزة هذه لا يستطيع أحد أن يقول أن هذه أيضاً من نتاجات مدرسة قم, الآن الولاية الفقيه التي جاء بها السيد الخميني+ قلتم هذه مدرسة قم, الآن هذه ليست من مدرسة قم, هذه من مدرسة النجف, أنظروا ماذا يقول هذا الرجل في مسألة ولاية الفقيه ومسألة الحكم الإسلامي في عصر الغيبة وما هي مسؤوليات العالم والفقيه في عصر الغيبة. وهناك كتاب جيد تحت عنوان (ضد الاستبداد) أيضاً بودي أن الأعزة يطالعوا هذا الكتاب (ضد الاستبداد الفقه السياسي الشيعي في عصر الغيبة, قراءة في رسالة تنبيه الأمة وتنزيله الملة) يحاول أنه يبين استفاداته هذا الكتاب (لتفويق السيف, طبع المركز الثقافي العربي, مطبوع الطبعة الأولى سنة 1999, دار البيضاء) والكتاب كبير يقع في حدود أربعمائة صفحة, أنا حديثي ليس في تنبيه الأمة وتنزيله الملة.

    وإنما حديثي سوف ينحصر مع مقدمة أعتذر فيها للأعزة قد نقف قليلاً عند نظرية النائيني في كتبه الفقيه لا في كتبه الذي يحاول البعض أن يسميها أدبية وثقافية وسياسية لا, في كتبه الفقهية لنرى على الموازين الفقهية ماذا يقول هذا العلم من أعلام مدرسة النجف المعاصرين.

    أبدأ بحثي من الكتاب الذي أشرت إليه في البحث السابق وهو (المكاسب والبيع, تقريرات بحث النائيني, بقلم: الشيخ محمد تقي الآملي) الذي صاحب الحاشية درر الفوائد على المنظومة للسبزواري.

    كما أنه في الأصول له تقريران أحدهما للكاظمي والثاني للسيد الخوئي (أجود التقريرات) متأخر, كذلك له تقريران في المكاسب أحدهما هذا, والثاني أيضاً للخوانساري, الذي إن شاء الله بعد ذلك سنشير إليه, ولكن تفسير النظرية موجودة في تقريرات الآملي للنائيني.

    أنا أحاول أن أشير إلى هذه النظرية من خلال عدّة نقاط, أنقط إن صح التعبير نظرية النائيني بالنحو التالي:

    النقطة الأولى: يأتي النائيني في المقدمة يقسم الولاية إلى ولاية التكوين أو الولاية التكوينية وولاية التشريع أو الولاية التشريعية, يقول: أن الولاية التكوينية هي التصرف في التكوين وأن الولاية التشريعية هي التصرف في الأمور التشريعية, الولاية هي بمعنىً واحد وهي التصرف وإنما متعلق الولاية قد إذا كان متعلقها مرتبط بنظام التكوين فالولاية تكوينية وإذا كان متعلقاً بنظام التشريع فالولاية تشريعية, هذا المعنى في (ج2, من هذه التقريرات, ص332) يقول: [لولايتهم مرتبتان إحداهما التكوينية التي هي عبارة عن تسخير المكونات تحت إرادتهم ومشيتهم بحول الله وقوته, ثانيتها: الولاية التشريعية الثابتة من الله لهم في عالم التشريع بمعنى] التفتوا إلى الولاية التشريعية, بعد ذلك يشير إلى المصاديق, [بمعنى وجوب إتباع من له الولاية في كل شيء] أنا لا أتصور أوضح من هذه العبارة توجد وأصرح من هذه العبارة توجد [وجوب إتباع من له الولاية التشريعية] هذا الوجوب وجوب الإتباع هذا الوجوب الشرعي هذا الوجوب الذي جاء من الشارع في أي شيء [في كل شيء وأنهم] أصحاب هذه الولاية [وأنهم أولى بالناس شرعاً في كل شيء من أنفسهم وأموالهم] أولى مقدمون في كل شيء إذا تزاحمت بين إرادة أصحاب هذه الولاية وإرادة الناس في كل شيء إذا وقع التزاحم من المقدم؟ أصحاب هذه الإرادة [في كل شيء] وبلا أي قيد وبلا أي شرط, وجود المصلحة عدم وجود المصلحة إدراك الحكمة عدم إدراك الحكمة العلم بالموافقة العلم بالمخالفة, وهذه التفصيلات تعلمون في ولاية الفقيه موجودة أنه إذا علم خطأ الحاكم الشرعي هل يطبق أو لا يطبق؟ إذا شخص أن المصلحة على خلاف ما يقوله الولي ولي الأمر هل يطبق أو لا؟ في باب الهلال معروفة القضية, أنه إذا علم أن ما حكم به الحاكم لم يكن صحيحاً أيضا يجب عليه حكم الحاكم نافذ عليه أو لا؟

    ولهذا ذكر ألف قيد وقيد للولاية التي أعطيت للفقيه ولكن هؤلاء أبداً بلا أي قيد ولا شرط لا إدراك المصلحة ولا المخالفة ولا أنه موافقة الواقع أو مخالفة الواقع, ما هو الفرق بين الولايتين؟ أن الأولى تكوينية والثانية تشريعية في عالم التشريع. هذا الأمر الأول.

    إذن, الولاية تنقسم إلى تكوينية وإلى تشريعية, وثانياً: ما هو المراد منهما التصرف إذا كان في دائرة التكوين والمكونات فهو ولاية تكوينية وإذا كان في دائرة التشريع التفتوا جيداً, إذن لا يقول قائل, {إنما وليكم الله} الأبحاث جداً عميقة ومفصلة موجودة ولكن مع الأسف مذاق الحوزة ليس بهذا الاتجاه, الآية المباركة وهي قوله تعالى: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة} عموم علماء الكلام الذين تكلموا في الآية تكلموا فيها في الولاية بعد رسول الله, يعني أي ولاية؟ الولاية التشريعية, الخلافة.

    سؤال: ما الدليل على انحصارها بالولاية التشريعية؟ لماذا نحصر هذه الولاية بولاية الإمامة والتشريع هذا القيد من أين جاء؟ أنتم الآن ارجعوا إلى كل كتب كلامنا عادةً عندما يستدلون بهذه الآية يستدلون بها على إثبات الإمامة والخلافة لعلي أي إمامة وأي الخلافة؟ التشريعية لا علاقة لها بالتكوينية, ولكن واقع الحال هي أعم من ذلك, إلا أن يقول قائل, أصولياً إلا أن يقول إذا قيل أنها مستعملة في الولاية التشريعية والتكوينية يلزم من استعمال اللفظ في أكثر من معنى لأنه في التشريعية شيء وفي التكوينية شيء آخر؟

    الجواب: لم يستعمل اللفظ في أكثر من معنى الولاية هي الولاية التصرف نعم مصاديق ومتعلقات الولاية ما هي؟ متعددة فتارة تتعلق بالتشريع وأخرى تتعلق بالتكوين إذن لم يستعمل اللفظ في أكثر من معنى, استعمل في معنى واحد وهو التصرف, لكن متعلق التصرف ما هو؟ متعلقه قد يكون عالم التشريع وقد يكون عالم التكوين, والشاهد على ما نقول: أن الولاية الثابتة لله الولاية التشريعية أو الأعم من التشريعية والتكوينية؟ إذا كانت الولاية الثابتة لله هي التكوينية والتشريعية معاً, إذن لماذا عندما نأتي إلى الرسول تكون تشريعية؟ لماذا عندما نأتي إلى {والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة} تكون هي التشريعية.

    إذن هذه الآية من أهم الآيات لإثبات الولاية التكوينية فضلاً عن التشريعية للرسول ولأولئك الذين قالت الآية عنهم {والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة}.

    الآن هنا عند الآغايون إشكال في الآية بأنه استعمل الجمع وأراد المفرد؟ لا, لم يستعمل الجمع ويريد المفرد بل استعمل الجمع وأراد الجمع لأنه كلهم أعطوا الزكاة وهم راكعون, الآن كيف؟ هذا بحث في محله في علم الكلام في الآية المباركة وفي التفسير لأن الآية صريحة لأنه إذا قلنا الجمع وأريد المفرد واقعاً هنا نحتاج إلى مؤونة, أما إذا أقول لا, ذكر الجمع ولذا الآية ليست دالة على إمامة أمير المؤمنين بل دالة على إمامة كل هؤلاء نعم المصادق الواضح الظاهر لها هو الإمام أمير المؤمنين وبحثها في محله والروايات أيضاً واضحة.

    النقطة الثالثة: طبعاً أشرح نظرية النائيني بلا تعليق مني, فقط توضيح نظرية المحقق النائيني التي قلت واقعاً مظلومة هذه النظرية في حوزاتنا العلمية.

    البحث الثالث الذي يشير إليه الميرزا النائيني المحقق النائيني يقول: [أن الحد الأوسط للولاية التشريعية هي الولاية التكوينية] يعني لو سأل سائل ما الدليل على أن الأئمة لهم ولاية تشريعية؟ يقول: [لأن لهم ولاية تكوينية] هذا معنى أن الحد الأوسط للولاية التشريعية هي الولاية التكوينية, ولذا أنظروا إلى العبارة قال: [الأولى تكوينية والثانية ثابتة في عالم الشارع وإن كانت الثانية أيضا لا تكون ثابتة إلا لمن له المرتبة الأولى] يعني: المقام الولاية التشريعية >النبي أولى بالمؤمنين, الأئمة أولى بالمؤمنين من أنفسهم< تشريعاً ما هو دليلها؟ دليلها: أن لهم الولاية التكوينية.

    الآن يأتي هذا السؤال: ما الملازمة من كان له قدرة على التصرف في التكوين له ولاية التشريع؟ هذا معناه أن الولاية التكوينية لا تتحقق إلا بالعلم الأتم بالمصالح والمفاسد الواقعية وإلا لو لم يكن له علم كيف يستطيع أن يشرع أحكام في مصالح البشر إلى قيام الساعة, هذا معناه أنه مطلع على لوح الواقع مطلع على اللوح المحفوظ مطلع على لوح المحو والإثبات وإلا كيف يستطيع؟ لأن مبنى العدلية قائم على ماذا؟ مبنى العدلية أن الأحكام تابعة لأي شيء؟ للمصالح والمفاسد الواقعية فمن يريد أن يجعل حكماً بأي نوع من أنواع الأحكام تكليفية أو وضعية لابد أن يكون مطلعاً على المصالح والمفاسد الواقعية. يقول: [التصرف في نظام التكوين لازمه العلم بالمصالح الواقعية ومن هنا تثبت لهم الولاية التشريعية].

    النقطة الرابعة, هذه بنحو الإجمال وإلا التفاصيل إذا نريد أن نقف على كل نقطة فكل نقطة تحتاج إلى بحث مستقل.

    النقطة الرابعة: أن هذه الولاية التكوينية وتبعاً لذلك الولاية التشريعية, هذه الأبحاث والله الميرزا النائيني طرحها في الفقه, لا تقولون طرحها في درس ماذا؟ حتى لا يعترض عليّ سيدنا بيني وبين الله ما افتهمنا نحن نقرأ فقه أو نقرأ كلام وتفسير؟ الجواب: والله هذا كان ديدن علمائنا هذه في الآونة الأخيرة مذاق الناس تبدل مذاق الطلبة تبدل بمجرد أن تأخذه إلى التفسير والكلام يقول هذا ليس فقه, هذا هو الفقه الحقيقي لأهل البيت ولآل محمد (عليهم أفضل الصلاة والسلام). والدليل هذا ولم أنقل من كلام افترض فيلسوف أو ملا صدرا أو السيد الخميني حتى تقولون لا, هؤلاء غلب عليهم البعد الفلسفي لا لم يغلب, هذا فقيه وطرحها أين؟ في مجلس الدرس والطلبة لم يعترضوا عليه أنه سيدنا هذه ليست فقه, لا هذه الفقه الفقه الحقيقي هذه.

    النقطة الرابعة: لمن هي ثابتة؟ يقول: [ولا إشكال عندنا في ثبوت كلتا المرتبتين من الولاية للنبي وللأوصياء من عترته (عليهم أفضل الصلاة والسلام)] إذن أعزائي الميرزا النائيني هذا المحقق الكبير قائل بالولاية التكوينية أو لم يقل بالولاية التكوينية؟ هذه أمامكم بأوسع أبوابها, لأنه العبارة قال: [تسخير المكونات تحت إرادتهم ومشيتهم بحول الله وقوته كما ورد في زيارة الحجة بأنه >ما من شيء إلا وأنتم له السبب<] عجيب, تعلمون هذه العبارة ما هي معاناها؟ لا فقط في عالم المادة هؤلاء السبب, حتى عالم الملائكة سببه من؟ النبي والأئمة, يعني العلة الفاعلية لها من؟ وهذه هي النصوص المستفيضة إن لم أقل المتواترة التي أثبتت >أول ما خلق نور نبيكم ثم خلق منه كل خير< والروايات بألسنة عجيبة في كل كتب المسلمين والعجيب أن هذه الروايات وحقكم إذا وردت عندنا نحن على سبيل المثال عشر روايات في هذا المجال فقد ورد في مصادر أهل السنة عشرة أضعاف هذه الروايات, بضرس قاطع أقول لأنه راجعت الروايات, يعني إذا عندنا هنا عشرة هناك مائة رواية عندنا, وكثير منها من الصحيح الأعلائي عند السنة في رواياتنا ضعيفة السند, بحسب هذا المنهج المتأخر هذا المنهج المعيب, هذا المنهج المتأخر وهو المنهج السندي وإلا ليست ضعيفة لأنها نقلها الكليني ونقلها أعلام علمائنا المتقدمين, نعم هذا المنهج الأعرج أخيراً وهو المنهج السندي جعل هذه ضعيفة هذه ضعيفة هذه يرميها .. عشرات الروايات وبألسنة مختلفة >أول ما خلق الله القلم< عجيبة هذه الروايات >أول ما خلق الله القلم ثم قال له اكتب< هذا أي قلم الذي الله سبحانه وتعالى يخاطبه قلم جاف أو قلم حبر؟ هذا أي قلم الله يقول له أكتب >ما كان وما يكون وما هو كائن إلى يوم القيامة فكتب القلم كل شيء ثم جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ووضعه في ركن العرش< الآن والله هذه الأبحاث كلها موجودة في روايتنا وفي أبحاثنا ولكنه كاملاً الذهنية الحوزوية غائبة عنها أبداً لا تعرف معنى هذه الروايات >أول ما خلق الله الماء, أول ما خلق الله النور, أول ما خلق الله نوري, أول ما خلق الله القلم, أول ما خلق الله النور..< وهكذا روايات >نور نبيكم< بألسنة متعددة, وتابعتها >بدأ بي الخلق وختمت بي النبوة< هذه روايات صريحة في كل تفاسير المسلمين موجودة >بدأ الله بي الخلق< الله عندما أراد أن يخلق بدأ, وهذا معنى قوله بأنه القضية من المسلمات يقول ليس فيها مجال حتى نرى فيها, أصلاً من مسلمات معارف المسلمين لا من مسلمات, نعم في الآونة الأخيرة هذه الأيادي التي ما تعلم أجندتها من أين جاءت؟ بدأت تتلاعب سنة وشيعة, في السنة أيضاً حاول, طبعاً عندما أقول متأخرين ليس مقصودي خمسين ومئتين سنة, يعني من أبناء ابن تيمية وابن تيمية حاولوا أن يقولوا كل هذه الروايات من الموضوعات وبعد ذلك سرى هذا إلى أن جئنا إلى المعاصرين الألباني والأرنؤوط وحسين سليم أسد وغيره هؤلاء بدؤوا قالوا هذه كلها ضعيفة, وسرت إلينا أيضاً في بعض كتب الأعلام المعاصرين ما أريد أن أأتي بالأسماء لأنه بعد ذلك أقول من؟ عندما كتبوا للبحار ولغير البحار والكافي وغيرها هذه الروايات قالوا من الروايات الضعيفة السند لا يوجد لها سند.

    والله لو أقل تتبع لهذه الروايات لوجدوها عشرات الروايات. على أي الأحوال.

    النقطة الرابعة: [أنها ثابتة للنبي والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ويدل عليه الأدلة الأربعة كما استدل به المصنف] يعني الشيخ الأنصاري باعتبار أن هذا الكتاب تعليق على ذاك [فلا يُعبأ بخلاف ما يخص الولاية التشريعية].

    النقطة الخامسة: ما معنى الولاية التشريعية؟ معنى الولاية التشريعية أنهم يبلغون تشريعات الله أو معنى الولاية التشريعية أنهم يشرعون أذن لهم وفوض إليهم التشريع أي منهما؟

    أنا هذا البحث دخلت فيه مع بعض الأعلام المعاصرين هنا في قم في بحث مفصل قال هذه المسألة لم يتعرض لها الأعلام, لعله كما تقول, أنا قلت له من المسلمات علماء الإمامية أنهم يقولون أن الأئمة فوض إليهم أن النبي والأئمة خصوصاً فوض إليهم أمر التشريع يشرعون, قال لم يتعرضوا لذلك, الآن أقرأ لك العبارة التفتوا ماذا يقول المحقق النائيني, يقول: [فلا يعبأ بخلاف من يخص الولاية التشريعية بخصوص وجوب إتباعهم في الاحكام الشرعية والقبول منهم فيما يبلغون من الأحكام الشرعية] يقول لا يعبأ بهذا القول الذي هؤلاء فقط يبلغون عن الله لا, لا يعبأ بهذا القول إذن ما هو الحق, [وقال: بعدم الدليل على وجوب الإطاعة في الزائد عن ذلك] فيما زاد عن الأوامر التبليغية يبلغون, تجب طاعتهم أو لا تجب؟ يقول لا تجب طاعتهم, لأن الله إنما أمرنا أن نطيعهم فيما يبلغون عن الله, لا فيما هم يشرعون [كما ورد في الأمور العادية مثل الأكل والنوم والمشي والقيام والقعود فلا يجب امتثالهم] يعني امتثال أوامرهم [فيما يأمرون بالأمور المتعارفة لعدم ثبوت السلطنة لهم في أمثاله] أصلاً يقول لك هنا امشي وهنا لا تمشي بلا أن تسأل لابد أن تطيع.

    وهذه هي روايات التسليم, ما أدري كم الروايات واردة عندنا أنه >يسلموا لنا< في ما نسلم يا ابن رسول الله فيما تبلغنا عن رسول الله فيما تبلغنا عن الله, طيب يجب التسليم لأن الله أمر لأن رسول الله أمر, يقول لا, التسليم في كل ما نقول, في كل ما نأمر وننهى بلا سؤال.

    ولذا عندكم في الروايات عندما جاؤوا إليه قال كم عندنا واحد إذا قلنا له الآن قم وادخل إلى التنور يقوم ويدخل إلى التنور؟ هذه ماذا؟ ادخل إلى التنور بينك وبين الله صار امتحان هذا, الآن امتحني قل اذهب إلى الجبهة قل اذهب وجئني بالمال أما تمتحني وتقول اذهب إلى التنور, ولذا خواص تلامذتهم كانوا يقول لهم بأنه نحن وصلنا إلى مقام أنه الآن لو بيدي تفاحة ونصفتها نصفين قلت هذا يجوز هذا أكله وهذا لا يجوز لسلمنا لكم, أن هذا يجوز وهذا لا يجوز. مع أنه هي فاكهة واحدة. واضح.

    التفتوا إلى العبارة ماذا يقول النائيني, يقول: [فلا يعبأ بخلاف من يخص ولا يخفى] التفت إلى عبارة النائيني [ولا يخفى وهنه وسخافته] عجيب, يقول الذي يقول بهذا الكلام ما هو؟ لا أنه ليس بعالم سخيف أصلاً هذا ما يستحق أن نجيب عليه, [لا يخفى وهنه وسخافته بل الأدلة الأربعة ناهضة على رده] الآن أنت من حقك أن تناقش, أنا ما أريد أن أقول بأنه تعال وقلد النائيني فقط أريد أن أبين أنه إذا اليوم جاء السيد الحيدري وقال هذا الكلام لا يتهم ألف اتهام, أنه هذا من أين جاء بهذا الكلام هذا ليس من عقيدة الإمامية, لا, هذه عقيدة الإمامية بل أكثر من ذلك أصلاً بدأ يتهم إتهام آخر [وكأنه تبع في ذلك المخالفين] يقول هذه من آثار معارف المخالفين دخلت إليه ولكنه لا يشعر [وكأنه تبع في ذلك المخالفين الذين لا يوافقونه في الرأي غفلة عن حقيقة الحال وبالجملة ما أحسن ما ذكره بعض ويدل عليه قال: قوله >ألست أولى بكم من أنفسكم<] يشير إلى حديث الغدير يقول كل هذا الذي قلناه متضمن أين؟ في حديث الغدير, [وغيره من الأخبار المتظافرة الظاهرة دلالتها في هذا المعنى فلا ينبغي الارتياب في ذلك].

    إلى هنا نحن وصلنا إلى المرحلة الأولى وهي ولاية النبي والأئمة تكويناً وتشريعاً و.. إلى غير ذلك.

    إن شاء الله تعالى من غد يقول: [وأما ولاية الفقيه في عصر الغيبة] الآن تعالوا معنا لنرى دائرة ولاية الفقيه في عصر الغيبة هل هي كما نقلنا عن السيد الخوئي+ من أنه لا ولاية له إلا ولاية الإفتاء, كما يحاول البعض ويحلو له أن يقول هذا رأي الإمامية, ورأي الشيخ الأنصاري أو لا, هي الولاية العامة الثابتة للنبي والإمام حتى قوله >النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم< انظروا البحث الميرزا النائيني الذي هذا حتى السيد الخميني لم يقل به, السيد الخميني استثنى من الولاية العامة الأولوية, إن شاء الله غداً أقرأ لكم العبارة من مكاسبه في البيع, يقول نحن نقول بالولاية ولكنه الأولوية ماذا؟ طبعاً أنا أتكلم على كتاب المكاسب الآن عملاً ماذا كان يفعل له بحث آخر.

    ولكنه لنرى بعد ذلك أن النائيني ماذا يقول هل يدخل حتى الأولوية أو لا يدخل. يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2012/12/04
    • مرات التنزيل : 1234

  • جديد المرئيات