بسم الله الرحمن الرحيم
بداية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام نبينا الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) وإلى أهل بيته الأطهار (عليهم السلام) وإلى جميع السادة زائري موقعنا الكرام بذكرى تنصيب الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) اليوم التاسع من ربيع الأول هو يوم تتويج الإمام المهدي (عليه السلام) وذلك سنة 260 هـ, حيث تسلّم مهام الإمامة وهو ابن خمس سنين، وذلك بعد شهادة والده الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) فهو بذلك يكون أصغر الأئمة سنّاً عند توليه الإمامة.
وقد تواترت الأحاديث بذلك عن الأئمة المعصومين (عليهم السلام).
وليس هذا بدعاً من الاُمور في تأريخ الأنبياء والرسل وأئمة أهل البيت عليهم السلام، فقد سبقه في ذلك بعض أنبياء الله تعالى كما نص على ذلك القرآن الكريم. وإن صغر السن لا يؤثر في قابلية الإفاضة الربّانية على الشخص؛ ولذا نرى الذين ترجموا للإمام المهدي (عليه السلام) من علماء المذاهب الإسلامية قد اعتبروا تسلّمه للإمامة وهو في هذا السن (خمس سنين) أمراً عاديّاً في سيرة الأئمة (عليهم السلام).
وقد قال ابن حجر الهيثمي المكّي الشافعي في ذيل ترجمته للإمام الحسن العسكري (عليه السلام): ((ولم يخلّف (الإمام العسكري عليه السلام) غيرولده أبي القاسم محمد الحجة (عليه السلام), وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين لكن آتاه الله فيها الحكمة)).