مختارات من مقامات المصطفى(ص) الحلقة الثانية

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدم: السلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته. أحييكم في هذه الحلقة وهذه الدورة من مطارحات في العقيدة. قبل أسبوعين شاهدتم وكنتم معنا في الحلقة الأولى من هذه الدورة التي سوف تختص بمقامات المصطفى (صلى الله وعليه وآله وسلم)، بعد وقفة أسبوع نبدأ إن شاء الله ونستأنف هذه الدورة مع سماحة آية الله السيد كمال الحيدري، أهلاً ومرحبا بسماحة السيّد بهذا البرنامج وهذه الإطلالة.

أنا أدخل مباشرةً لأننا فقدنا حلقة في الأسبوع الماضي لا نريد أن نأخذ الكثير من الوقت. ما هي خريطة البحوث التي ستقفون عليها في هذه الدورة من مطارحات في العقيدة؟

سماحة السيّد:

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم.

أنا في الواقع لكي تتضح خارطة الأبحاث التي أريد الوقوف على نماذج منها، من مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله)، أجدني مضطرّاً إلى بيان مقدّمةٍ. هذه المقدّمة تقوم على أساسٍ قرآنيٍ واضحٍ، وعلى أساس المتفق عليه بين جميع علماء المسلمين. يعني هذه المقدّمة التي سأبينها ليست هي مورد خلاف بين أحدٍ من علماء المسلمين. الجميع اتفقوا عليها بمختلف مشاربهم واتجاهاتهم وأفكارهم ومبانيهم الفكريّة والعقديّة. وهذه المقدّمة تقوم على هذا الأساس، وهي: أنا الآن أضع يدي على الإنسان، باقي الموجودات له بحثٌ آخر، لا أريد الآن أن أقف عنده ولكن أريد أن أقف عند الإنسان، الإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى لأجل أن يستقرّ إلى الحياة الحقيقية، ويصل إلى الحياة الحقيقية، ولكي يصل إلى تلك الحياة الحقيقية: ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾ (سورة العنكبوت: 64). لكي يصل إلى تلك الدار يمرّ بمقاطع متعدّدة ومراحل متعدّدة. المرحلة الأولى والمقطع الأول: الإنسان، عندما أقول الإنسان ليس مرادي زيد أو عمر، الإنسان أيّ إنسانٍ كان، أيّ إنسانٍ كان، نبيّاً كان، وصياً كان، عالماً كان جاهلاً كان، صغيراً كان، كبيراً كان، أيّ إنسانٍ يمرّ بهذه المقاطع التي سوف أشير إليها.

المقطع الأول: الإنسان قبل أن يأتي إلى هذا العالم، إلى عالم الدنيا، هذا العالم الذي نعيشه ونحس به وجداناً، هذا العالم، عالم ما قبل الدنيا، ما هو اسم هذا العالم؟ لعله سنشير إليه. الآيات القرآنية وقفت عند هذه الحقيقة بشكلٍ واضحٍ وصريح، هذا العالم قرآنيّاً سمّي بعالم الميثاق، أو بعالم أخذ الشهادة على الأنفس، ﴿وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ﴾ (سورة الأعراف: 172) ، من الواضح أن هذه الشهادة على الأنفس لم تكن في هذه النشأة وإنما كانت في نشأةٍ أخرى، نعم ما هي خصائص تلك النشأة؟ لعلنا نوفّق أن نقف عندها قليلاً.

إذن نحن عندما نرجع إلى القرآن الكريم، أنا أشير طبعاً إلى بعض الآيات القرآنية، أنقل هذه الروايات في ذيل هذه الآيات من كتاب التفسير الصحيح، أعزّائي هذا التفسير الذي هو إعداد الأستاذ الدكتور حكمة بن بشير بن ياسين، أستاذ كرسي الدراسات القرآنية، في جامعة الملك عبد العزيز، دار ابن الجوزي أعزّائي، الطبعة الأولى سنة 1433 من الهجرة، هناك في المقدّمة هكذا يقول، أنا بودّي أن المشاهد يلتفت إلى هذه الحقيقة حتى لا نحتاج إلى التكرار في الأبحاث اللاحقة، في المقدّمة يقول في صفحة 7 أعزّائي من التفسير الصحيح يقول: (من أجل هذا المنطلق جاءت فكرة تصنيف هذا الكتاب حيث قرّرت أن أجمع كلّ ما صحّ إسناده من التفسير بالمأثور)، إذن كلّ الروايات الواردة في هذا الكتاب، إمّا روايات صحيحة، وإمّا روايات حسنة، يعني بعبارة أخرى معتبرة، يمكن الاحتجاج بها. هذا أصلٌ من هذا الكتاب، بودّي أنه عندما ننقل بعد لا يسألنا أحد عن سند الرواية، صحيح أو لا, لأنه هو يقول: (لا أنقل إلا الصحيح). طبعاً بعضها من البخاري ومسلم، بعضها على شرط الشيخين، بعضها على شرط أحدهما وبعضها معتبرة سنداً وإن لم تكن على شرطهما أو شرط أحدهما. في التفسير الصحيح أعزّائي، في المجلد الثالث في الجزء الثالث من هذا الكتاب صفحة 74، يقول في ذيل هذه الآية المباركة من سورة الأعراف، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ (سورة الأعراف: 172) حتى لا يأتي أحدٌ منكم يوم القيامة وينكر، نقول لا أنت شهدت على نفسك بربوبيّة رب العالمين. لئلا تقولوا يوم القيامة. جيّد، في ذيلها يقول: (أخرج الطبري، بسنده الحسن، عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ﴾، قال: إن الله خلق آدم ثم أخرج ذريّته من صلبه مثل الذر، (ومن هنا جاءت عبارة عالم الذّر، هذه جاءت من هذه الروايات،) فقال لهم من ربكم؟ قالوا الله ربنا، ثم أعادهم في صلبه حتى يولد كلّ من أخذ ميثاقه، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم إلى أن تقوم ساعة،) هذا العالم الأول. ولذا نجد أنه في الروايات، هذا الميثاق ورد في سورة الأحزاب بشكلٍ خاص على أنبياء أولو العزم، في الآية 7 من سورة الأحزاب، قال: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ﴾، هذا هو الميثاق، ولكنّه هنا خصّص بأنبياء أولو العزم، قال: (أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة قال: أخذ الله ميثاقهم…( إلى أن يقول:) أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله: ﴿مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ﴾ قال: في ظهر آدم) إذن هناك عبّرنا سابقاً، ميثاقٌ عمومي أخذ على جميع بني آدم، وميثاقٌ خاص أخذ على أنبياء أولو العزم، إذن أعزّائي العالم الأول، المقطع الأول هذا عالم الميثاق، سمه عالم الميثاق، سمه عالم الذر، سمّه عالم الشهادة على الأنفس، طبعاً أنا لا أريد أن أستبق الأبحاث وإنما أريد أن أضع المشاهد الكريم على خارطة البحث كما يقال، هذا العالم اصطلح عليه القرآن بعناوين متعدّدة، باصطلاحات متعدّدة، تارةً عبّر عن هذا العالم بأنّه عالم الملكوت، قال: ﴿وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ﴾ (سورة الأنعام: 75)

المقدم: في مقابل الملك

سماحة السيّد: أحسنتم، في مقابل الملك، ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ (سورة الملك: 1). وأخرى عبّر عنه بعالم الخزائن:﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ﴾ (سورة الحِجْر: 21). هذه الآية الثانية. العنوان الثالث، عبّر عنه بعالم الغيب في قبال عالم الشهادة قال: ﴿غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾، يعني هذه السماوات والأرض لها غيب ولها شهادة. وعبّر عنه بعالم الباطن، قال ﴿يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ (سورة الروم: 7). يعني هذه الدنيا كما لها ظاهر لها باطن وهو العالم الذي تعيش فيه الملائكة، الملائكة يعيشون في هذا العالم، وهناك خصوصيّات كثيرة في ذلك العالم الآن لست بصدد بيانها، عندما آتي لهذا المقطع سأبيّن أحكام وقوانين هذه النشأة وهذا العالم. هذا هو المقطع الأول، إذن المقطع الأول: الإنسان ما قبل الدنيا. المقطع الثاني: أعزّائي الإنسان وهو في عالم الدنيا، ونحن لا نحتاج إلى أن نستدلّ على وجود هذا العالم لأنه محسوس وجدانيّ لنا، والقرآن الكريم بشكلٍ واضحٍ وصريح في أول سورة الملك قال: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ﴾ (سورة الملك: 2)، التفتوا جيّداً وهذه من أهمّ خصائص هذه النشأة، أنه عالم الابتلاء، عالم الامتحان، عالم الاختلاط الحق بالباطل، أمّا ذيك النشأة الأولى لا يوجد فيها ابتلاءٌ وامتحان و… . وهو الذي سوف نقف عنده طويلاً إن شاء الله.

العالم الثالث: وهو العالم ما بعد الدنيا ( التفتوا لي جيّداً) لأنه هذه العوالم بعد ذلك عندنا بحثٌ أساسي فيها، وهو الذي اصطلح عليها القرآن الكريم بعالم البرزخ وهذا هو البرزخ الذي يقع بين الدنيا وبين الآخرة.

المقدم: الفاصلة

سماحة السيّد: الفاصلة، الذي تقع واسطة، أنظروا إلى هذه الآية المباركة من سورة المؤمنون، قال تعالى في الآية مائة: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ﴾٭ ﴿لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا (الجواب يأتي كلا، لا رجوع) إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا﴾ يعني ليس صادقاً وإلّا لو كان صادقاً لعله أرجعناه، كلمة يقولها يعمل بها أو لا يعمل؟ التعبير جداً تعبير دقيق

المقدم: لو أعدناه نفس الشيء

سماحة السيّد: ﴿لَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ﴾ قال: ﴿وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (سورة المؤمنون: 99 و100). إذن تبيّن بعد الدنيا ماذا يوجد؟ عالم البرزخ. ما هو عالم البرزخ؟ بماذا يتميّز عالم البرزخ عن عالم الدنيا؟ ما هي خصوصيّات وأحكام عالم البرزخ؟ هل يمكن للإنسان أن يقيم علاقة وهو في البرزخ بعالم الدنيا؟ أو لا يمكن؟ هل الطريق مفتوحٌ لإضافة الأعمال أو العلاقة انقطعت؟ هنا إن شاء الله تعالى سنقف عند هذه الحقيقة، لأنه الآن الأنبياء جميعاً، الأوصياء جميعاً، الأئمة إلّا الإمام الثاني عشر كلهم أين؟ في عالم البرزخ، هل لهم علاقة بهذا العالم؟ يطّلعون على هذا العالم؟

المقدّم: الشهداء

سماحة السيّد: كلهم، قلت هذه أحكام كل إنسان

المقدّم: إنسان مطلقة

سماحة السيّد: أحسنتم، وإنما أنا أذكر الموارد كما القرآن، في الميثاق ماذا فعل؟ أولاً ذكر الميثاق العمومي، ثم ذكر الميثاق الخصوصي، هنا عندما أنا أقول الأنبياء، الأوصياء، الأئمة، العلماء، الشهداء

المقدّم: هذه خصوصيات

سماحة السيّد: هذه خصوصيّات، وإلّا كل إنسانٍ الآن يعيش البرزخ، سؤال هل له علاقة بعالمنا؟ يمكن أن يطّلع؟ لا يمكن أن يطّلع؟ هذه أحكامٌ إن شاء الله تعالى سنشير إليها لاحقاً.

المقطع الرابع: وهو عالم الحشر الأكبر وهو الذي عبّر عنه القرآن قال ﴿ وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ (سورة المؤمنون: 100). إذن يوجد يوم البعث، عندما ينفخ في الصور، يقوم الناس لرب العالمين. يوم يقوم الأشهاد لرب العالمين. وهذا هو الحشر الأكبر. ما هي خصائص هذا الحشر؟ بماذا يتميّز عن البرزخ؟ بماذا يتميّز عن الدنيا؟ الجواب سنشير ونقف عنده، وعندها نريد أن نتكلّم عن مقامات المصطفى أيضاً في هذا المقطع الرابع، هذا العالم ما هي خصوصيّاته؟ أعزّائي أولاً هو عالم الميزان، هو عالم الحساب، هو عالم تطاير الكتب، هو عالم الصراط المستقيم، هو عالم الحوض، هو عالم المواقف الذي خمسين موقفاً أو خمسين ألف موقفا.

المقدّم: عالم الشفاعة

سماحة السيّد: و…. كلها سوف نقف عندها. وهذا هو المقطع الرابع.

المقطع الخامس أعزّائي: وهو المقطع الأخير، وهي الاستقرار النهائي.

المقدّم: نهاية المسيرة

سماحة السيّد: نهاية المسيرة التي بدأت ما قبل الدنيا و تستمر إلى ما شاء الله ويعلمها، ولذا في بعض المأثورات خلقتم للبقاء، لا للفناء. الله سبحانه وتعالى ما خلق الإنسان حتى يعدم في مرحلة، أبداً أعزّائي، وإنما ينتقل من مرحلةٍ إلى مرحلة إلى أن يستقر أين أعزّائي؟ أنظروا هذا الاستقرار النهائي للإنسان، كما ورد في سورة الزمر أعزّائي في الآيات الأخيرة في الآية 71 إلى 74 من سورة الزمر، قال تعالى: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى (بعد هناك لا يوجد كذب، يوم تبلى السرائر، لا يمكن لأحدٍ أن يكذب هناك، لا لا الحقائق كلها تتّضح) وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ نعوذ ونستعيذ بالله منها. ﴿قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا (الله، وأيّ خطابٍ هذا. يعني أسوء خطابٍ يسمعه إنسان أن يقول له الحق سبحانه ﴿قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا﴾، بعد هؤلاء يشملون بالشفاعة أو لا يشملون، لا مجال أبداً، أُغلق الباب) فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾، ثم قيل، واقعاً هنا محل الدعاء والطلب من الله: ﴿وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، هنا الآن لا أريد أن أدخل في هذا البحث فقط نقطة أشيرها للمفسّر، لأهل العلم، ولأهل التحقيق، عندما تكلّم عن أهل النار قال: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، أمّا هنا يقول: ﴿حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾. لماذا هذه الواو هنا؟ ما الفرق بين الجنّة وبين النار، حتى في النار يقول: ﴿فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾، وهنا يقول: ﴿وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا﴾

المقدّم: وقفة موجودٌ هنا

سماحة السيّد: الآن واقعاً هذه نكتة تفسيريّة وإن شاء الله تعالى في الوقت المناسب سأشير إليها، طلبٌ من الأعزة، المشاهد الكريم يطلبني كثيراً، هذه أيضاً فليجعلوها في الطلبات.

المقدّم: أنا أيضاً في هذا العالم لديّ سؤال لأنه خلال هذين الأسبوعين كثرت الأسئلة في قضية معيّنة.

سماحة السيّد: الآن دعوني أن أكمل هذه المقاطع. قال: ﴿وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ﴾، أنظروا ابتداء الإنسان بالحمد وانتهاؤه بالحمد ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ﴾ عجيب! ما العلاقة أنك ترث الأرض فتتبوأ الجنّة؟ لأن الدنيا مزرعة الآخرة، فإذا أنت لم تزرع هنا فلا نتاج هناك. الدنيا مزرعة الآخرة. قال:﴿وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾ هذا هو المقطع الخامس.إذن هذه هي المسيرة الأخيرة.

المقدّم: خمسة عوالم

سماحة السيّد: إذن عوالم ،مقاطع، مراحل، سميها ما تشاء، هذا ما يمرّ به الإنسان، أيّ إنسانٍ كان، بحياته من ابتداء ما خلق إلى أن يستقر إمّا هنا، ﴿فرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ﴾. السؤال المطروح: ما هي خارطة البحث في الخاتم؟ بيني وبين الله، نريد أن نقف على مختارات من مقامات المصطفى في المقطع الأول ومختارات من مقامات المصطفى في المقطع الثاني

المقدّم: مختارات يعني

سماحة السيّد: مختارات، وإلّا كونوا على ثقة هنا أقولها لكم، والله العظيم أستطيع أن أتكلّم في هذه المباحث والمقامات والخصائص لألفي محاضرة، لماذا؟ لأن القرآن تكلّم عنها بعد، لا يوجد مجال هناك لأن نقول سند صحيح وسند غير صحيح، كلّ هذه المقامات وقف عندها القرآن، القرآن الكريم وقف عندها، وكلها وقف عندها المصطفى (صلى الله عليه وآله) هو أشار إليها أنه في هذا المقطع الأول ماذا كنت وماذا كنت أفعل؟ لأن هذه أمورٌ غيبيّة لا يمكن أن يطّلع عليه الإنسان بعقله، أو باجتهاده، أو ببحثه، أو بالفلسفة، أبداً، هذه تحتاج إلى بيانات من القرآن الكريم أو ممن ما ينطق عن الهوى، إن هو إلّا وحي يوحى.

المقدّم: من بطن القرآن

سماحة السيّد: بلي، وحيه كالقرآن الكريم. إذن نريد أن نقف على نماذج من مقامات المصطفى، وخصائصه، واختصاصاته، ومقاماته في المقطع الأول ونريد أن نقف كذلك في المقطع الثاني، ونريد أن نقف في المقطع الثالث، ونريد أن نقف في المقطع الرابع، ونريد أن نقف في المقطع الخامس أيضاً نماذج، ولكن هنا أصلٌ كليٌ بودّي أن المشاهد الكريم يلتفت إليه، هذه المقاطع بعضها يؤثر في بعضٍ

المقدّم: يعني متداخلة.

سماحة السيّد: متداخلة يعني لا يتبادر إلى الذهن أنّ المقطع الأول لا علاقة له بالمقطع الثاني، المقطع الثاني لا علاقة له بالمقطع الثالث، المقطع الثالث لا علاقة له…، أبداً، الدنيا مزرعة الآخرة، من يعمل سوءاً في الدنيا يجزي به في الآخرة، في البرزخ، إذن هناك ترابط وجودي بين هذه المقاطع. إذن أعزّائي نحن ما لم نفهم المصطفى في المقطع الأول، لا نستطيع أن نقف على مقاماته في المقطع الثاني. ما لم نفهم المصطفى في المقطع الثاني لا يمكننا أن نتعرف عليه في المقطع الثالث. وما لم نتعرف عليه في المقاطع السابقة لا يمكن أن نقف عليه في الحشر الأكبر، وما هو مقامه هناك؟ وما هي اختصاصاته؟. إذن لا يقول لي قائلٌ: سيدنا لماذا هذا البحث؟ مطلوبٌ منّا؟ نعم أعزّائي، نعم، لأنّه نحن نريد أن نتّبع المصطفى، وكيف نتّبع شخصاً لا نعرفه؟

المقدّم: نريد أن يشفع لنا

سماحة السيّد: لا قبل أن يشفع لنا، نريد أن نتّبعه، لأنه هو القرآن قال أعزّائي، أنظروا إلى هذه الآية المباركة لعلها من اختصاصات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) في سورة آل عمران، قال:﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ﴾ (سورة آل عمران: 31). إذن ما هو الطريق أن يكون العبد محبوباً لله؟ لابد أن يكون متّبعاً، والإتّباع فرع المعرفة، يعني أنت تستطيع أن تتّبع الله ولا تعرف الله؟ يمكن؟. تقول ما الملازمة؟ الجواب: لأنّك قد تتصور أنّ يقرّب منه وهو يبعّدك! لماذا؟ لأنّك لا تعرفه. الآن عندك مولى عندك أب، عندك صديق، الزوج، الزوجة، عندما يريد أن يتّبع ماذا عليه أن يتعرّف؟ لابد أن يتعرف على من يريد أن يتّبعه، ولذا قال أمير المؤمنين: (أول الدين معرفته). وواقعاً بعد معرفة الله معرفة من؟

إذن أعزّائي، نحن لكي نستفيد الفائدة العظمى من هذه الرحمة التي هي للعالمين، ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ (سورة الأنبياء: 107). كيف يمكننا أن ننتفع بهذه الرحمة الإلهيّة؟ كيف؟ لا طريق لها إلّا بالإتباع، ولا إتباع إلّا بمعرفة أعزّائي

المقدّم: طيب طيب، سيّدنه يعني هذا البحث حول علاقة المسلم أو علاقة المؤمن خلال هذه العوالم أو هذه المراحل بمقام المصطفى أيضاً ستبيّن؟

سماحة السيّد: كيف؟

المقدّم: علاقة المؤمن أو المسلم بالمصطفى خلال هذه المراحل الثلاثة

سماحة السيّد: نعم كلها، بل علاقته في الحشر الأكبر، علاقته في البرزخ، في الحشر الأكبر، بل حتى في الجنّة، المعرفة هنا والإتباع هنا هو الذي سوف يعيّن كيفيّة العلاقة في الجنّة. تقول: في النتيجة أنا جوار له أو لست مجاوراً له؟ أنا جيران رسول الله أو لست؟ أنا في نفس الدرجة أو لست في نفس الدرجة؟ أنا أراه أو لا أراه؟ أنا أزوره أو لا أزوره؟ يزورني أو لا يزورني؟ كلها أين؟ تتحدد هنا، الدنيا مزرعة الآخرة، الدنيا مزرعة الآخرة، ما تزرع تحصده هناك. فإذا زرعت كلمة خبيثة فتحصد ماذا؟ ثمرةٍ خبيثة

المقدّم: ثمرةٍ خبيثة لا سمح الله

سماحة السيّد: وإذا زرعت كلمةً طيبة تحصد ماذا؟

المقدّم: شجرةً طيّبة

سماحة السيّد: شجرة طيّبة. والذي خَبُث لا يخرج إلا نكدا. طبعاً هذا بحث قلت لكم هي خارطة أريد أن أصل إليها. إذن أعزّائي طبعاً هذا البحث هنا، إذا تسمحون لي أستاذ علاء، هنا سوف أنتقل إلى بحثٍ جديد، هذا الطابع الذي سوف تتميّز به هذه الدورة عن الدورات السابقة، ما هو؟ وهو أنّه في هذا الدورة لا أنّني فقط أبطل قول هذا أوذاك، بعد الإبطال أقول ما هو الحق الذي تعتقده مدرسة أهل البيت.

المقدّم: إذن بيان

سماحة السيّد: بيان، تثبيت عقائد، لماذا؟ لأن القضيّة مرتبطة بصلب العقيدة، لأنها هي العقيدة الثانية بعد التوحيد بالنسبة إلى المسلم

المقدّم: وستتضّح مساحة الاشتراك

سماحة السيّد: هاهنا، عند ذلك سيتّضح أنه عند هذه العقيدة التي يقولها علماء مدرسة أهل البيت أو نقولها نحن، هل يوجد لنا مشاركٌ من السنة الأشاعرة أو لا يوجد؟ من السنّة السلفيّة أو لا يوجد؟ تقول لي سلفيّة يوجد موافق؟ نقول انتظروا، انتظروا، شيئاً قليلاً انتظروا، وهذا هو الذي حاولت أن أقف عنده قليلاً في الأبحاث السابقة وهو أنه قلت أنّ هناك مساحات اشتراك، أنا ما كنت أتكلّم أعزّائي في مسألة التقريب، التقريب لها أبعاد سياسيّة، لها أبعاد كذا، أنا لست بصدد تلك، أنا بصدد بيان المساحات المشتركة حتى واقعاً هذا الجدار الاصطفافي العقدي والمذهبي سوف يتّضح بأنّه منخرمٌ في موارد متعدّدة.

المقدّم: أعزّائي المشاهدين نتوقف عند فاصل، نعود بعده إلى استكمال حديثنا مع سماحة آية الله السيد كمال الحيدري حول مقامات المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم).

فاصل ونعود

(بعد الفاصل)

المقدّم: أحييكم أعزّائي المشاهدين وأحيي أيضاً مستمعينا الذين يستمعون إلينا عبر إذاعة طهران العربيّة أحييهم بأطيب التحيّات، في الحلقة السابقة أيضاً كانوا ينقلون المحاضرة هذه في الإذاعة العربيّة وإن شاء الله هذه البرامج تُنقل صوتياً من هناك إن شاء الله على امتدادها. على أي حال سماحة السيّد أعود إليك لكي نخرج قليلاً من البحث

سماحة السيّد: من البعد التنظيري

المقدّم: التنظيري للقضيّة. هل هناك مسائل وشواهد لهذه العوالم أو المقاطع أو المراحل الخمسة ؟. بعض هذه المسائل والشواهد التي سيقع عليها البحث خلال هذه العوالم أو المقاطع أو المراحل الخمسة

سماحة السيّد: جيّد جيّد سؤال جيّد أعزّائي. طبعاً من الواضح أن سوف لا استعرض كل تلك الشواهد والمسائل ولكن أقف عند بعضها.

أمّا ما يتعلق بالمقطع الأول هناك مسألتان أساسيّتان. أدخل البحث مباشرةً.

المسألة الأولى: نحن نعلم جميعاً أن القرآن الكريم في أول سورة النساء يقول بشكلٍ واضحٍ وصريح، قال تعالى: ﴿بسم الله الرحمن الرحيم * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً﴾، من الواضح أنّ هذا البشر الموجود الآن هم من نسل آدم وزوجه، قال: ﴿خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (آدم) وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا﴾ وقع بحث بين المفسّرين، ما معنى أنّ زوجه خلقت من آدم؟ هنا جاءت روايات أنه خلقت من بعض أضلاع الرجل العوجاء، فالمرأة عوجاء، هذه الروايات الإسرائيليّة التي دخلت إلى تراثنا الإسلامي. لا أريد أدخل في هذا البحث، لأن الآية تقول: ﴿وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا (يعني من النفس الواحدة) وَبَثَّ مِنْهُمَا﴾ ممن؟

المقدّم: من الرجل والمرأة

سماحة السيّد: من الرجل والمرأة، يعني من نفس واحدة ومن خلق منها، يعني من آدم وزوجه بثّ كل هذا العالم، كلّ بني البشر. سؤال: يعني الإخوة والأخوات تزوجوا؟ كيف حصل التكاثر؟

المقدّم: الله ورسوله أعلم

سماحة السيّد: واقعاً هذه قضية، لأن الآية ما قالت: وبثّ منهم، قال: ﴿منهما﴾، يعني من آدم وزوجه، إذن كيف تكاثروا؟ لابد أن الإخوة تزوّجوا الأخوات والأخوات تزوجوا الإخوة. هذا يجوز أو لا يجوز؟ التزوج بالمحارم؟

المقدّم: أبناء نبي

سماحة السيّد: وأبناء نبي، المهم عزيزي هذه إشارات تفسيرية أشير لها حتى يأتي في الوقت المناسب. إذن الآية المباركة صريحة أن البشر الآن الذي 6ميليار 7مليار لا أدري 100 مليار، 200 مليار ينتهون إلى من؟ إلى أدم وزوجه. سؤال المطروح في هذا العالم: في المقطع الأول، في ذلك العالم، عالم الخزائن، عالم الغيب، عالم الملكوت، سميه ما تشاء، عالم أخذ الميثاق، ذاك العالم من كان هو أوّل موجودٍ خلقه الله؟ من هو؟ واقعا من هو؟ هل هو القلم؟ أول ما خلق الله القلم؟ هل هو الماء؟ أول ما خلق الله الماء؟ هل هو العرش؟ من هو أول مخلوق هناك، في تلك النشأة؟ يعني بعبارةٍ أخرى كما أن البشر هنا بُدء بآدم، البشر هناك بُدء بمن؟ بمن بُدء البشر هناك؟ هنا أعزّائي أيضاً لخارطة البحث ليس أكثر، (إلى الآن لن ندخل في الأبحاث)، هنا أعزّائي أصرّ ابن تيميّة على أنه ليس هو الرسول؟

المقدّم: في مقابل الحديث الذي نفهمه

سماحة السيّد: نقلناه سابقاً أوّل ما خلق نور نبيّكم، أصرّ ابن تيميّة قال: (أنّ هذه دعوة باطلة لا يقولها إلّا ضالّ وإلّا متوهّم)، ومن بعده جاء أتباع ابن تيميّة في المدرسة الوهابيّة قالوا: (هذه نظريّة الغلاة وهذه نظريّة الصوفيّة من أمثال ابن عربي وابن سبعين و… .) هذه هي المسالة الأولى. تقول سيّدنا أين قال؟ هذا أمامكم، كتاب الاستغاثة في الردّ على البكريّ، تأليف شيخ الإسلام أحمد بن تيميّة، دراسة وتحقيق الدكتور عبد الله السهيلي، مكتبة دار المنهاج، أعزّائي في صفحة 99، يقول: (ثم هؤلاء الضلّال يتوهّمون أن النبي ( صلى الله عليه وآله) كان حينئذٍ موجودا، وأنّ ذاته خلقت قبل الذوات ويستشهدون على ذلك بأحاديثٍ مفترات)، كلّ هذه الأحاديث مفترى. هذا من يقوله؟ ابن تيميّة. هذا مورد أعزّائي وتبعه على ذلك العلّامة الألباني، في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة، محمد ناصر الألباني أعزّائي الجزء2، ص 115، يقول في ذيل الحديث661: (كنت أول النبيين في الخلق وآخرهم في البعث)، يقول: (لكن لا دلالة فيه ولا في الذي قبله على أنّ النبيّ أوّل ما خلق الله تعالى)، يعني أوّل ما خلق الله في ذلك العالم وإلّا في هذا العالم من الواضح أنه ليس هو أوّل ما خلق الله، لأنه خلقه متأخّر، لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين. هنّا أعزّائي سيأتي، سيأتي ماذا؟ سنقف عند هذه المسألة، لنرى واقعاً أن هذه المسألة كما يقول ابن تيميّة وأتباع ابن تيميّة أو أن المسألة لها أصلٌ صحيح في كلمات الشيعة والصوفيّة والأشاعرة وكبار علماء المسلمين بل وحتّى من أعلام السلفيّة، تقول سلفي ويخالف؟ نقول انتظرونا قليلاً لا تستعجلوا علينا حتى يتّضح لكم أنّ ابن تيميّة وأتباعه ليسوا فقط سرقوا عنوان أهل السنّة والجماعة، وإنّما سرقوا عنوان السلفيّة أيضاً، لأنّه كثير من السلفيين لا يوافقون على مباني ابن تيميّة، وسيتّضح لكم، ولكنّه لا توجد عندهم الفضائيّات، ولا القنوات، ولا المليارات، ولا الجند الخارجيّة والداخليّة حتى تسوّقهم أو تبيّن أنّهم يختلفون، وهذا ما أريد، يعني هذا من النكات الإضافيّة في هذه الدورة الجديدة، سابقاً نحن كنّا نحاول أن نميّز حساب السلفيّة عن حساب أهل السنّة الآن سيتضح لا، أنّ ابن تيميّة وأتباعه التي أنا أعتقد أنه هو النهج الأموي، هؤلاء لا يمثّلون السلفيّة أيضاً!

المقدّم: التيميّة ليسوا كلّ السلفيّة

سماحة السيّد: لا ليسوا كلّ السلفيّة ولكن حاولوا أن يسوّقوا أنفسهم بهذا الاتّجاه. ومن هنا، (التفتوا لي جيّداً أعزّائي)، إذا ثبت لنا أن أوّل مخلوقٍ خلقه الله تعالى في ذلك العالم هو المصطفى (صلى الله عليه وآله)، الآن ماذا تريدون أن تسمّوه؟ تريدون أن تسمّوه خلقه نوره، خلق حقيقته، خلق وجوده، ماذا اسمه؟ بيني وبين الله الروايات لم تتكرر، من هنا تجد أنّ المحقّقين من علماء المسلمين جاؤوا وميّزوا بين آدم الملك وأدم الملكوت، قالوا أدم الملك هذا الذي نعرفه، أمّا آدم الملكوت ليس هو هذا الآدم وإنما موجودٌ آخر، اصطلحوا عليه بآدم الملكوت، لأنه قلنا واحدة من أسماء ذلك العالم ما هو؟ الملكوت، وبعد ذلك سيتّضح بأن واقعاً هذه النظرية من الغلاة الصوفيّة، طبعا يكون في علم الأعزّة حاولت الدراسات الحديثة لأتباع ابن تيميّة ولأتباع محمد بن عبد الوهّاب أن يصوّروا أنّ من يقولوا بأنّه أوّل مخلوقٍ هذا إمّا ضالٌّ وإمّا مغالٍ من الغلاة، هذه أمامكم أعزّائي، خصائص المصطفى بين الغلو والجفاء، تأليف الدكتور الصادق بن إبراهيم، أنا فقط أشير إلى ما ورد في الفهرس يقول في الباب الثاني: (خصائص النبيّ عند الغلاة قبل وجوده بأنّه أوّل النبيين في الخلق)، كأن المسلمون جميعاً قالوا ماذا؟ أنه من يقول بأنّه أول الموجودين في ذلك العالم هذا من المغالين، مع أنّه سيتّضح بعد ذلك بأنّه هذه نظريّة الغلاة أو نظرية عموم علماء المسلمين؟ وهنا يتّضح ما أشرنا إليه. هذه ليست نظريّة الشيعة، نظرية الشيعة ونظرية السنّة الأشاعرة ونظريّة الصوفيّة ونظرية الشافعية و… . وهذا معناه يوجد اصطفافٌ عقدي أو لا يوجد؟ طبعاً لا. تجد نظريّة يعتقد بها مجموعة من علماء المسلمين على اختلاف مشاربهم.

المقدّم: والله سيدنا لو يرجعوا الإخوة إلى الانترنت ليجدوا البارحة كم مدينة وكم دولة احتفلت بميلاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الشيعة في صعدة وفي صنعة، السنّة في الأعظميّة، في مصر، في شمال أفريقيا في الخليج

سماحة السيّد: وهو كذلك، أحسنتم، كل مكان، في مختلف اتجاهاتهم الفكريّة والعقدية

المقدّم: إلّا جزء واحد

سماحة السيّد: جزء واحد من السلفيّة أيضاً وليسوا كل السلفيّة، إذن أعزّائي هذه هي المسألة الأولى التي أريد أن أقف عندها، المسألة الثانية في هذه العالم، أيّ عالم؟ عالم ما قبل الدنيا، عالم الميثاق، سمِّه ما تشاء. وهي إذا ثبت أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) كان أول الخلق هناك، أو إذا كان موجوداً، لأنه ثبت كلهم كانوا موجودين، أخذ عليهم الميثاق، ما هو كان دوره هناك؟ له دور أو ليس له دور؟ أعطي له دور أو لم يعطى له دور؟ هنا أعزّائي تأتي مسألة (كنت نبياً وآدم بين روحي وجسدي)، عجيب

المقدّم: ما أشرنا إليه سابقاً

سماحة السيّد: إجمالاً أشرنا إليه سابقاً ولم نقف عند معناه لأنه هذا البحث عزيزي يستبطن أبحاث متعدّدة. أولاً ما معنى النبوّة قبل الدنيا؟ لأنه نحن قلنا عالم التكليف مرتبطٌ بالدنيا، قبل الدنيا ما معنى أن يكون شخصٌ نبيّاً؟ أيّ معنىً للنبوّة هناك؟ هذا أولاً، ثانياً: هل نبوّته هناك مختصّة أو مشتركة؟ هنا نبوته مشتركة بمعنى ليس هو فقط نبي، يوجد أنبياء آخرون، نعم هو أفضلهم. هناك هل يوجد أيضاً نبيٌ آخر غير خاتم الأنبياء والمرسلين أو هذه من مختصّاته ( صلى الله عليه وآله)؟ هذا الأمر الثاني. الأمر الثالث: ما هي تعاليمه هناك؟ هل له تعاليم أو ليس له تعاليم؟ هل له معارف هناك؟ هنا عرفنا القرآن، وصل بأيدينا

المقدّم: ما هي الرسالة التي جاء بها؟

سماحة السيّد: ما هي الرسالة حملها ولمن حملها؟

المقدّم: من هم المخاطبون

سماحة السيّد: من هم المخاطبون، من هم أمته في ذلك العالم؟ هذه أربعة أو خمسة. وهل رسالته تنقطع كما هنا لا نبيّ بعدي، يعني مات وانتهى أو أنّ هذه الرسالة مستمرّة يعني غير منقطعة؟، لأنه تعلمون هنا، هنا يأتي نبيّ وينتهي ويأتي نبيٌّ آخر، ثم هو ينتقل من هذا العالم، هناك أيضاً يموت رسول الله؟

المقدّم: أصلاً فيه موت؟

سماحة السيّد: آها أحسنتم يعني في تلك النشأة يوجد موتٌ أو لا يوجد؟ سؤال: إذا كان نبيّاً و كان أوّل مخلوقٍ، هل يجوز التوسل به قبل أن يأتي إلى هذا العالم أو لا يجوز التوسّل به؟ هذا غير التوسل بعد حياته هنا، لأنّه هناك خلطٌ في كلمات الذين تكلّموا عن مقامات المصطفى بين التوسل به قبل وجوده في هذا العالم، وبين التوسل به بعد وجوده في هذا العالم، كل الأبحاث الذي انصرفت إلى التوسل به بعد وجوده في هذا العالم. لا لا أنا أريد أن اطرح مسألة جديدة، هل يمكن التوسل به قبل وجوده في هذا العالم أو لا؟ التفت جيداً، الذين هم أهل العلم وأهل التحقيق التفتوا، قالوا أيضاً هذه نظرية الغلاة. وهو أن يُتوسّل به قبل أن يأتي إلى هذا العالم. تقول سيدنا وهل يوجد نصٌّ يدلُّ على هذا التوسّل؟ الآن أنا أقرء للأعزّة رواية واحدة صحيحة السند وإن شاء الله البحث تفصيلاً سيأتي بعد ذلك. أعزّائي هذه الرواية واردة في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري، الجزء الثاني، صفحة 615 طبعة دار الفكر، أنا أقرء فقط الرواية وبعد ذلك إن شاء الله تفصيلها في محلٍّ آخر. الرواية هذه أعزّائي عن عمر بن الخطاب قال: (قال رسول الله: لما اقترف آدم الخطيئة قال يا رب أسألك بحق محمدٍ لمّا غفرت لي، فقال الله يا ادم وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ (من أين تعرف شخص اسمه محمد) قال: يا ربّ لأنّك لمّا خلقتني بيدك، ونفخت فيّ من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً لا إله إلّا الله، محمداً رسول الله.

المقدّم: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد

سماحة السيّد: فعلمت أنّك لم تضف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك. (كيف يمكن أن يكون قريناً له. التفتوا جيّداً إلى هذا البيان الذي صدر من آدم أبي البشر، يقول عندما جعله قريناً إذاً أحبّ الناس إليه. أحبّ الناس إليه التفتوا لي) فقال الله: صدقت يا آدم لأنّه يا آدم أنّه أحبّ الخلق إليك أدعني بحقّه فقد غفرت لك. ولولا محمدٌ ما خلقتك) التفت هنا يقول:(هذا حديثٌ صحيح الإسناد)، طبعاً الذهبي في الحاشية يقول: (قلت بل هذا حديثٌ موضوع) لأنّه لا ينسجم مع مباني الذهبي وأمثال الذهبي، وأنا سأقف عند هذه المسألة ولكن سأشير أنّه لا أقل علّامةٌ كبير في علم الجرح والتعديل بلا منازع من مثل الحاكم النيسابوري يقول هذا حديث صحيح. ولذا تجد في خصائص المصطفى مباشرةً أيضاً هذه الرواية عندما جاؤوا إليها قالوا بأنّه هذا أيضاً من نظريّة الغلاة. اختصاص النبيّ عند الغلاة بتوسّل الأنبياء به قبل وجوده، الآن سنبيّن بأنّ هؤلاء الغلاة من هم؟ هم الشيعة، هم الروافض، أو كثير من علماء المسلمين بتصنيف ابن تيميّة وأمثاله كلهم من الغلاة؟ سيتّضح أعزّائي، لا تستعجلون الأبحاث، سيتّضح بأنّ الوقوف على حياته في ذلك العالم، الوقوف على مقاماته في العالم، يترتّب عليه جواز توسّل الأنبياء به قبل أن يأتي إلى هذا العالم، إذن قضيّة مهمّة

المقدّم: كان الأنبياء يتوسلون به

سماحة السيّد: يتوسّلون به يعني يتوسّل به آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى قبل أن يأتي إلى هذا العالم، تقول شخص غير موجود! نقول لا، بدنه المبارك بعد لم يأتي في هذا العالم، وإلّا وجوده موجودٌ في ذلك العالم، وعند ذلك سأبيّن حقيقة النبوّة الملكوتيّة أنّه تعطي آثارها كالشمس إذا غيّبتها السحاب، إن شاء الله بعد ذلك لا استعجل الأبحاث. هذا في المقطع الأول. إذن في المقطع الأول سوف نقف عند مسألتين أساسيتين أستاذ علاء، الآن هناك مسائل فرعيّة سأشير إليها.

إذا يسمح لي المشاهد الكريم، عندي وقت إن شاء الله

المقدّم: إن شاء الله

سماحة السيّد: إذا يسمح لي المشاهد اشرب القليل من الماء مولانا

المقدّم: 9 دقائق تقريباً أو 10 دقائق سماحة السيّد

سماحة السيّد: جيّد

المقطع الثاني: وهو في هذه الدنيا، من الواضح أنّ هناك عشرات المسائل يمكن بحثها في هذا المقطع، ولكن أريد أن أقف عند مقطعٍ حسّاس جدّا أعزّائي التفتوا لي، جدّاً حسّاس، ما هي هذه المسألة في هذا المقطع؟ وهو أنّ آباء رسول الله ( صلى الله عليه وآله) مذ آدم إلى أن خرج في عالمنا هذا ( لأنه رسول الله صلى الله عليه وآله كان يجلس ويعدّد آبائه إلى قصي إلى غير ذلك) هل يوجد فيهم مشركٌ أو لا يوجد؟ وبالخصوص أبوي رسول الله المباشرَين، هل كانوا من المشركين أو كانوا من الموحّدين؟ تقول لي سيّدنا أين أهميّة هذه المسألة؟ أهميّة هذه المسألة تكون في هذه القضيّة (التفتوا لي جيّداً أعزّائي)، وهي أن القرآن الكريم بيّن بشكلٍ واضحٍ وصريح في سورة التوبة قال: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾ وهذه النجاسة أعزّائي لا إشكال ولا شبهة إن لم نقل أنّها مختصّة بالنجاسة المعنويّة التي لا تزول بالماء، فلا أقل تكون شاملة للنجاسة المعنويّة، ليست مختصّة بالنجاسة الظاهريّة حتى يمكن إزالتها، يعني الدم إذا كان نجساً، البول إذا كان نجساً، يمكن أن يزال بالماء، أمّا الشرك، الفسق، الكفر ونحو ذلك هذه نجاساتٌ وخباثاتٌ يمكن زوالها ببساطة أو لا يمكن؟

المقدّم: حتى لو في المحيط

سماحة السيّد: أحسنتم في كل المحيطات، ولذا لا تطهير لها إلّا النار، ولذا في بعض الروايات أنه لا يطهّرهم إلّا النار ولعله حتى النار أيضاً لا يطهرهم. ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ﴾ لأنّه نحو نجاسةٍ ،ونحو خباثةٍ، ونحو قذارةٍ حتى النار لا يمكن أن تحيلها وأن تصفّيها، فما بالك بغيره

المقدّم: ولذلك خلدوا في النار

سماحة السيّد: أحسنتم. ولذا نجد أن الشيخ ابن تيميّة بشكل واضح وصريح يؤكّد على هذه الحقيقة في مجموع فتاوى ابن تيميّة، أعزّائي المجلد 21، صفحة 67، هناك يشير بشكلٍ واضح، يقول: (النجاسة أنواعٌ كالطهارة، فيراد بالطهارة، الطهارة من الكفر والفسوق، كما يراد بالنجاسة ضدّ ذلك) تعرف الأشياء بأضدادها، كقوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾ إذن المراد من النجاسة في الآية أيُّ نجاسة؟ النجاسة التي هي في قبال الطهارة من الكفر والفسوق. الآن تعالوا معنا أعزّائي لنرى ابن تيميّة هذا الاتجاه الذي واقعاً الإنسان كلما أدقّق في كلمات هذا الرجل، الشيخ ابن تيميّة وتعرفون منهجي لا أهين أحداً من خلال الألقاب ونحو ذلك، وإنّما من خلال بيان الحقائق، هذا الرجل يوجد عنده إصرارٌ على أنّ آباء النبي وبالخصوص أبوي النبي كانا مشركين. يعني ماذا يعني كانا نجسين. فإذا ضممت إلى ذلك قوله تعالى: ﴿وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً﴾. أنظروا إلى هذه الآية من سورة الأعراف الآية 58 من سورة الأعراف، قال تعالى: ﴿وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً ﴾ فإذا كانت النطفة، نطفة نجسة وخبيثة. تقول ماذا تقول إذن في قوله تعالى: ﴿يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ﴾، بحثه سيأتي الآن أنا فقط أريد أن أضع المشاهد الكريم في الصورة. أين يتحقق إصراره التفتوا جيداً أعزّائي، هذا مجموع فتاوى ابن تيميّة المجلد 4 صفحة 325 هناك يصرّح في صفحة 325 و 326 هذه عباراته يقول: (وفي صحيح مسلم أنّ رجلاً قال للنبيّ: أين أبي؟ قال: إن أباك في النار. فلمّا أدبر دعاه فقال: إنّ أبي وأباك في النار). لا تتأذّى ليس فقط أبوك مشرك في النار، أبوي أيضاً في النار. الآن الإنسان قد يقول كان مشركاً الله أخرج منه النبي. لا عزيزي الآية تقول: ﴿إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ﴾، يعني النطفة التي انعقدت منها وجوده في هذا العالم نطفة نجسة، نطفة خبيثة، نطفة قذرة، وبعبارةٍ أخرى: ﴿وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً﴾. ، إذا أنتم تعرفون أن ابن تيمية

المقدّم: لماذا هذا الإصرار

سماحة السيّد: لا أدري واللطيف أنّه لو لم تكن عندنا أدلّة على الطرف الآخر كنّا نوافقه لعلّه. انظروا هذا مورد أعزّائي. وكذلك في مجلد 27، أعزّائي من مجموع فتاوى ابن تيميّة، صفحة 262 يقول: ( وكما خلق نبيّنا من أبويه، وقد نهي عن الاستغفار لأمّه، (ذاك من أبوه كان في النار هذه أمّه أيضاً في النار) وفي الصحيح أن رجلاً قال له: أين أبي؟ قال: إنّ أباك في النار فلما أدبر، قال: إن أبي وأباك في النار)، وكذلك أيّده في هذا المعنى مجموعة من أعلامه المعاصرين من أمثال ابن باز أعزّائي، نفس المدرسة تجدوها نفس المدرسة هذه أمامكم فتاوي نورٌ على الدرب للإمام ابن باز، المجلد الأول صفحة 91 قال: (واحتجَّ العلماء بهذا على أنّ أبا النبيّ كان ممن بلغته الدعوة وقامت عليه الحجّة فلهذا قال في النار). أصلاً لم يكن حتى معذوراً يعيش الفترة حتى يعذر، حتى يمتحن، لأنه هو قبل ذلك يقول: (إنّ أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة) أبو النبي عبد الله أيضاً من أهل الفترة؟ يقول لا لا لا قامت عليه الحجّة. يعني إصرار على أنّه في النار، إصرار، إصرار على أنّه في النار. ولكن إصرار على أنّ معاوية في الجنّة.

المقدّم: لا ذاك مؤمن

سماحة السيّد: بلي بلي بلي، كيف يصير؟ هو صحابي، أحسنتم أحسنتم، لا كيف يكون معاوية في النار؟ أعوذ بالله أعوذ بالله، أمّا أبو النبي الذي حمل نطفة هذا الوجود المبارك، هذه الرحمة الإلهية في النار. ولذا قلت أعزّائي الإنسان واقعاً بعض الأحيان يتحيّر أمام مثل هذه الكلمات يقول: (ولو أنّه كان من أهل الفترة لم يقل له النبي هذا الكلام وهكذا لمّا استأذن ربّه)هذا أيضاً المورد الثاني وأختم، مورد واحد أستاذ علاء حتى لا أطيل على الأعزة.

المورد الثالث: في سلسة الأحاديث الصحيحة للعلامة الألباني، وهو يعرف ماذا يقول ويعلم أنّ ما يقوله واقعاً مستقبحٌ. في سلسلة الأحاديث الصحيحة أعزّائي المجلد 6، القسم الأول صفحة180 (يعني أنا دقيقة أو دقيقتان وأستمع المداخلات) قال: (واعلم أيها الأخ المسلم أنّ بعض الناس اليوم وقبل اليوم لا استعداد عندهم لقبول هذه الأحاديث الصحيحة (أي أحاديث؟) التي تطعن رسول الله في أبويه وفي آبائه) يقول لماذا تستغربون؟ لماذا تستقبحون؟ اقبلوا هذه الأحاديث.

المقدّم: أنتم لا استعداد لكم

سماحة السيّد: أحسنتم، وتبنّي ما فيها من الحكم بالكفر على والدي الرسول، لابدّ أن نتبنّى مثل هذه المسائل، لم نجد طريقاً للطعن في رسول الله فلا أقل نأتي من هنا.

المقدّم: فنطعن والده

سماحة السيّد: فنأتي من هنا. ولذا تجد بعض أعلامهم في رسالة له (وسأقف عند هذه الرسالة تفصيلاً إن شاء الله) في حقِّ أبوي الرسول، كتبه إبراهيم الحلبي، المتوفّى 945 هجريّة ،وحقّقه أبي البراء على رضا علي رضا المدني، وقدّم له فلان، هناك في صفحة 27 التفتو إلى العبارة، عجيبة العبارة، عجيبة العبارة، يقول: ( وأمّا الإجماع فغير خفيّ أن الأمّة مجمعةٌ على أنّ أبوي النبيّ ماتا على الكفر)، أن الأمّة مجمعة، إن شاء الله بعد ذلك سنقف لنرى واقعاً أيّ إجماعٍ؟ واقعا هل يوجد مثل هذه؟ أيّ أمة التي يقول بأنها أجمعت على كفر أبويّ رسول الله؟ هذا مما يتعلق بالمقطع الثاني. والمقاطع الأخرى أنا أتصور الوقت انتهى.

المقدّم: أنا أتصوّر لو نعطي فرصة إلى المشاهدين إن شاء الله لربما خلالها إكمال الحديث

سماحة السيّد: جيد جداً جيّد جدّاً

المقدّم: أعزّائي المشاهدين فاصل ونستمع إلى مداخلاتكم

بعد الفاصل

المقدّم: أعزّائي المشاهدين أحييكم قبل أن نأخذ المداخلات أذكّر بأمرين: الأمر الأول: أرجوا أن لا تطول المداخلة عن دقيقة ونصف إلى دقيقتان لكي نفسح المجال إلى الإخوة الآخرين بالاتصال الأمر الآخر أن يكون السؤال أو المداخلة في الموضوع، إذا كانت خارج ذلك أعتذر لجميع الإخوة أنّي سأقطع الصوت.

أبو ياسين من تونس تفضل أبو ياسين.

أبو ياسين: سلامٌ عليكم ورحمة الله

المقدّم: عليكم السلام، الصوت في الاستديو غير مسموع

سماحة السيّد: الصوت ضعيف جداً

المقدّم: ارفع الصوت أكثر

أبو ياسين: هل الصوت جيد الآن

المقدّم: نعم تفضلوا

أبو ياسين: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأبارك لكم وأبارك لجميع المسلمين في جميع أنحاء العالم. أولاً أقدّم شكرنا الجزيل لقناة الكوثر ولسماحة السيّد كمال الحيدري على العودة فنحن في شمال أفريقيا واقعاً يعني محتاجون إلى مثل هذه البرامج. هذه البرامج مهمّة الله يجازيكم خير. ونحن اليوم نحتفل بمولد النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم تقام الاحتفالات في كل مكان. ونتابع حتى على الانترنت وغرف البالتوك فهناك بث مباشر، وهناك أسئلة كثيرة ولكن أنا سوف أختصر. أولاً مسألة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم ومقامه، هناك من يقول بأنّ النبي هو بشر ولكن يوحى إليه، وأيضاً هناك سؤال آخر في مسألة الاصطفاء والعدل الإلهي، يعني مسألة الاصطفاء والطهارة قبل الابتلاء هناك فيها كلام، فنرجو من سماحة السيّد كمال الحيدري أن يوضّح لنا هذه المسألة وأنتم تكلّمتم في مسألة الحقيقة كان كلام مفيد جداً فيما يتعلّق في أبوي النبي ونريد أن يوضّح أكثر سماحة السيّد في هذه المسألة إن شاء الله.

المقدّم: شكراً لك أبو ياسين انتهى وقتك. أبو ميمون من العراق تفضّل

أبو ميمون: سلامٌ عليكم ورحمة وبركاته

سماحة السيّد: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقدّم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. لو سمحت أبو ميمون اسمعنا من الهاتف واطفي صوت التلفاز

أبو ميمون: نعم حاضر، تحياتنا لحضرتك ولآية الله العظمى السيد كمال الحيدري. باختصار أريد أسلّم على السيد إن شاء الله

المقدّم: طيّب شكراً لك هناك مشكلة يظهر في الاتصال أحمد من العراق تفضّل

أحمد: سلام عليكم

سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أحمد: نبارك لكم مولد النبي الأعظم. وحشرنا وإيّاكم إن شاء الله في جنّة أمير المؤمنين. سيدنا بالنسبة إلى الوسيلة، الوسيلة ذكرت مرتين في القرآن. يعني احنه عدنه في المذهب الجعفري أنهم هم الرسول وآل البيت، وهم عندهم أنهم هناك قومٌ من الإنس يعبدون الجن وما إلى ذلك، يعني تفكيرات رأيتها في الانترنت، فماذا تعبيركم عليها ويا ريت أن تبيّنوها لنا وشكراً.

المقدّم: شكراً الأخ أحمد من العراق. سماحة السيّد نبدأ بالجواب.

سماحة السيّد: لا ما ورد شيء، أنا أتصوّر الاتصالات لو تدخل أفضل ونجيب عليها مرة واحدة

المقدّم: نعم، أبو ضياء من العراق تفضل

أبو ضياء: السلام عليكم نهنئكم ونهنئ الأمة الإسلامية بميلاد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) ونشكر السيد كمال الحيدري على هذه البرامج الرائعة والأخ علاء الذي ينوّر البرنامج. سؤالي الأول: بالنسبة للعالم الأوّل هل لا زال مستمر هذا العالم؟ والسؤال الثاني: إبليس لعنة الله عليه هل كان موجوداً عندما خلق الله سبحانه آدم، وطلب الله منه أن يسجد لآدم هل كان موجود؟ مع أنه كان موجوداً في العالم الأول والثاني والرابع ونشكر السيد كمال الحيدري

المقدّم: شكراً أخ أبو ضياء من العراق، علاء من العراق تفضل

علاء: سلام عليكم

سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

علاء: اشلونك سيدنه؟ اشلون أحوالك؟

سماحة السيّد: أهلاً ومرحباً عزيزي

علاء: أهنئك بولادة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) جدّك رسول الله ولو أنا أفضّل الاحتفال في اليوم السابع عشر منه، هذا أولاً، ثانياً: سيدنه بالنسبة لأبوي رسول الله والذي يقولون أنهم كفّار، والطلقاء وأولاد الطلقاء هم المؤمنون. طيب نحن لو نحسبها حساب العرب كما نقول في العراق كم رافقوا رسول الله هؤلاء؟ رسول الله فتح مكّة في شهر ذي الحجة سنة 10 للهجرة وتوفّى (صلى الله عليه وآله وسلّم) في 28 من صفر. إذن هم على الأكثر عاشوا مع رسول الله 90 يوم فقط. فمتى كان إسلامهم؟ وكيف حصل إسلامهم؟ وكيف أسلموا للقرآن؟

المقدّم: طيّب واضح علاء واضح شكراً على المداخلة. علي من العراق

علي: سلام عليكم. تحياتنا إليك أخ علاء ولسماحة آية الله السيد كمال الحيدري

سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله، تفضّل أخ علاء

علي: شكراً لقناة الكوثر على هذه البرامج الرائعة، الله يرضى عليكم. عندي فقط سؤال، الله يخليك حول آباء النبيّ، آباء النبيّ امتداد لسلالة نبي الله إبراهيم عليه السلام فكيف يدّعون العامّة أو فلنقول الوهابيّة بأنه هم كفراء. أرجوا التوضيح الله يخلّيك.

المقدم: جزاك الله ألف خير علي واضح سؤالك. أبو حيدر من الإمارات تفضل

أبو حيدر من الإمارات: سلام عليكم

سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله، تفضّل

أبو حيدر: سؤالي بخصوص أنّه هل أولاد الأنبياء أو والدي النبيين من المشركين أو لا؟ في عندنا القرآن يقول لنا أنّه ابن نبي الله نوح عليه السلام كان من المشركين، فكيف هذا ممكن أنّه نميّزه عن والدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم؟ والسلام عليكم

المقدّم: سؤال وجيه، شكراً لك أبو حيدر، أبو علي من السعودية تفضل

أبو علي: سلامٌ عليكم

سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله، تفضّل

أبو علي: تفسيرات السيد لعالم البرزخ وعالم ما بعد البرزخ في قضية الصحابي الجليل سلمان المحمّدي الفارسي لمّا كلّم أحد الموتى وأخبره الميّت أنه من أصحاب الجنّة، كيف عرف هذا الذي كان في عالم البرزخ أنّه في الجنّة وهو لا زال في عالم البرزخ؟

المقدّم: طيّب شكراً لك على الاتصال، طيّب سماحة السيّد هناك عندنا كم من الأسئلة أصبحت

سماحة السيّد: نعم بلي، لكن انظروا لأنه بعض الأسئلة كانت داخل البحث وبعضها خارج البحث

المقدّم: أنا أتصور أبو حيدر سؤاله سؤال دقيق، يعني القرآن الكريم تحدّث عن بعض أبناء الأنبياء أنهم من الكفّار

سماحة السيّد: الجواب واضح، أنظروا عزيزي أنا ما قلت أنّ الله سبحانه وتعالى لا يخرج من أبوين طاهرين إنسانٌ كافر، هذا المثال الذي ضربه الأخ خروج إنسانٍ كافر من أبوين طاهرين، وإنما كان الحديث خروج إنسان طاهرٍ من أبوين كافرين، فإذن قياسٌ مع الفارق، نحن نتكلّم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) هل ثبت بحسب الأدلّة الصحيحة أنّه خرج من أبوين كافرين أم لا؟ الجواب نعم. يمكن أن يخرج الله سبحانه وتعالى يخرج الحي من الميّت ويخرج الميّت من الحي. يخرج الكافر من المؤمن والمؤمن من الكافر. إنّما البحث أعزّائي الأدلّة على ماذا دلّت؟ هل دلّت أن النبي في آبائه يوجد مشركٌ أو أن الأدلّة ما دلّت على ذلك؟ أو أن الأدلة مختلفة ومتعارضة؟ هذا البحث أعزّائي، أنا ليس بحثي الآن بشكل عام وكلّي هل يخرج الكافر من المؤمن والمؤمن من الكافر أو لا؟ ذاك بحثٌ آخر. نحن حديثنا الآن في رسول الله، هذا الإنسان الذي هو أوّل مخلوق وأشرف مخلوق وأطهر مخلوق، أنا أذكر لك قضيّة وإن شاء الله بعد ذلك سنقف عندها. نحن عندما نأتي إلى نظريّة عدالة الصحابة واحدة من أهمّ الأدلة التي يذكرها أصحاب هذه النظريّة، يقولون: (أنّ الله عصم الصحابة وأكرمهم بالعدالة والطهارة إكراماً لرسول الله) لأجل رسول الله فهؤلاء كلهم أكرموا فصاروا من العدول ومن أهل الجنّة. أنا لا أعلم أن الله لماذا لم يكرم رسوله بأن يجعل أبويه من أهل الجنّة؟

المقدّم: ثم حتى القرآن الكريم لم يقل أن الذين اشكروا من أبناء الأنبياء استمرّ نسل الأنبياء منهم.

سماحة السيّد: المهم أنا الآن ليس بحثي أنّه هل يخرج الكافر من المؤمن أو لا يخرج؟ حتى تقول ماذا تقول في ابن الأنبياء؟ أنا أتكلّم عن شخص رسول الله (صلى الله عليه وآله)، هل ثبت أنّ أبائه يوجد فيهم مشرك أو أنّ هناك رواياتٌ تثبت العكس؟، وهذه رواياتٌ أمويّة مدسوسةٌ على التراث الإسلامي، وكم كان له نظير، إذا يتذكّر الأعزة في بحث التجسيم أيضاً كان عندنا هذه القضيّة، قلنا هذه روايات إمّا إسرائيليّة وإما من وضع الأمويين، لماذا؟ للطعن في رسول الله لأنهم وجدوا لا طريق للطعن فيه إلّا من هذا الطريق، وما هذا ما سنقف عنده لاحقاً.

المقدّم: طيّب سؤال أبو علي من السعوديّة يقول هل يعرف الإنسان في البرزخ أنّه من أهل الجنّة أو من أهل النار؟

سماحة السيّد: نعم نعم بيني وبين الله. بل قد يكون في الدنيا ويعرف، إذا أخبره من يعرف ذلك. يعني لو فرضنا لو أنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أخبر شخصاً أنك من أهل الجنة، وأخبر شخصاً أنّه من أهل النار، لا إشكال ما ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحيٌ يوحى، (إن ثبت أنّ سلمان قال ذلك)، هذا بإخبارٍ من رسول الله كما أنه نحن نعتقد أنّ حذيفة بن اليمان كان صحابي كان يعرف المنافقين ولذا كان الصحابة يأتون إليه ويسألوه هل إسمنا في المنافقين أو لسنا في المنافقين؟

المقدّم: يخافون

سماحة السيّد: يخافون من ذلك. هذا بإخبار النبي (صلى الله عليه وآله) ممكنٌ ولا محذور فيه.

المقدّم: طيّب، أبو ياسين من تونس، سأل أيضاً سؤال حول قضية الاصطفاء وقضية العدل الإلهي، هل تتماشى قضية الاصطفاء مع قضية العدل الإلهي؟

المقدّم: الجواب بيني وبين الله، سؤالٌ جيّد، ولكن هذا عندما نصل إلى بحث مقامات المصطفى في هذه النشأة نجيب على هذا التساؤل، وهو أنّ الاصطفاء على أيّ أساس؟ لماذا تعلّقت إرادة الله باصطفاء فلان ولم تتعلق باصطفاء فلان؟ لماذا تعلقت إرادته بأن يطهّر أهل البيت ولا يطهّر غيرهم: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت﴾ (سورة الأحزاب: 33)، لماذا تعلقت إرادته بتطهير هؤلاء دون غيرهم؟ الجواب في كلمة واحدة أنّ الله سبحانه وتعالى عالمٌ بأنّه ماذا يريد العبد وعلى أساس إرادته يختار ما يريد له وهذا بحثٌ سيأتي إن شاء الله تعالى في محله.

المقدّم: طيّب نستمع إلى اتصال من أيّوب من أمريكا. تفضل أيّوب

أيوب من أمريكا: سلامٌ عليكم ورحمة الله

سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله

أيوب من أمريكا: كيف حالك يا سيدنا سيد كمال الحيدري والأستاذ علاء

سماحة السيّد: شكراً

المقدّم: شكراً تفضل الأخ أيوب

أيوب من أمريكا: أنا بدايةً يعني سيدنا أريد بإسم المشاهدين أن نقوم بمظاهرة على قناة الكوثر أن يطيلوا برنامجك إن شاء الله.

المقدّم: يعني تقصد مظاهرة تنقلها قناة الكوثر

أيّوب من أمريكا: نعم، الشعب يريد أطالة برنامج السيد كمال الحيدري إن شاء الله وإرجاع برنامج الأطروحة المهدويّة إن شاء الله، فنحن نستفيد كثيراً يا ريت يعني قليلاً توفّرون مثلاً نصف ساعة زيادة أو ساعة حتى نستفيد من الأبحاث الذي يطرحها مثل السيد كمال الحيدري على الشاشات. أنا ليس عندي سؤال في الموضوع، السيد كمال الحيدري وفّا وكفّى ولكن باسم المشاهدين جميعاً نطالبكم إن شاء الله أن تعطوا سماحة السيد كمال الحيدري زيادة في الوقت قليلاً إن شاء الله حتى نستفيد أكثر.

المقدّم: أخ أيّوب شكراً لك على هذه المداخلة، من الهند معي اتّصال، محمد من الهند

محمد من الهند: سلام عليكم

سماحة السيّد: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

المقدّم: عليكم السلام ورحمة الله تفضل

محمد من الهند: موضوع اليوم جدّاً موضوع شيّق وأنا من المتابعين لسماحة السيّد دائماً، وأنا أستغرب من هؤلاء الوهّابيّة الذي يدّعون ما يدّعون على أبوي الرسول، يعني أنا سائل السيد هل يعلم هؤلاء الآية الكريمة التي تقول: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾، يعني هل هؤلاء يعلمون بها

سماحة السيّد: لا عزيزي أجيبك، يقولون المراد من قوله: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾، يعني تقلبّك قياماً، وقعوداً، وسجوداً، وعبادةً وليس تقلبّك في الساجدين يعني من آدم إلى كذا، أعزّائي يفسرونها تفسير آخر، وأمّا الروايات الواردة في ذيلها فالعلّامة الألباني بشكلٍ واضحٍ وصريح يضعّف هذه الروايات ومن تبعه بعد ذلك، ولذا إن شاء الله تعالى عندما نأتي إلى هذا البحث وهو قوله تعالى: ﴿وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ﴾، نقف عند الرواية التي نقلت عن ابن عبّاس لنرى أيوجد طريقٌ لتصحيحها أو لا يوجد طريق لتصحيحها؟

المقدّم: شكراً محمد، سماحة السيّد قبل أن يتصل أخ في نهاية الحلقة السابقة، طرحتم قضية الخلود في النار وقلتم أنّ الكثير لن يخلدوا في النار

سماحة السيّد: بل كلّ موحدّ لا يخلد في النار،

المقدّم: فكيف من ينكر ضرورة من ضرورات الدين؟ مثلاً ينكر الإمامة

سماحة السيّد: الجواب إن شاء الله تعالى عندما نأتي في البحث الذي نتكلّم فيه عن الشفاعة، يعني في المقطع الرابع أنا لا أستبق الأبحاث تعرف منهجي في هذا الأبحاث أستاذ علاء، عندما نأتي في المقطع الرابع سوف نبيّن هناك إنّ كلّ من لا يؤمن بالإمامة بل أكثر من ذلك كلّ من لا يؤمن بنبوّة الخاتم (صلى الله عليه وآله) هل يخلّد في النار أو لا يخلّد؟ وسيتبيّن لنا أن بعضهم يخلّد في النار وبعضهم لا. ألآن أنا أتكلّم في الخاتم أنا لا أتكلّم في الإمامة لأنّه بحث الإمامة له مقام آخر، نحن نتكلّم في مقام الخاتم، الآن المسيح، النصارى، اليهود، الكونفشيوسية، هذه المذاهب والأديان والشرائع الموجودة في العالم أعزّائي، هؤلاء من لم يؤمن بنبوّة النبي (صلى الله عليه وآله) وكان موحّداً بحسب ما يعتقد، يعني اعتقد أنّه موحّد وأنه هذا هو التوحيد الصحيح، هل يخلّد في النار أو لا يخلّد؟ هناك شروطٌ لو توفّرت، نعم يكون مخلّداً في النار أو لم تتوفّر فإنّّه يكون خارجاً من النار ولكن بشفاعة خاتم الأنبياء والمرسلين. يعني عجيب أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقط لا يشفع للشيعة، فقط لا يشفع للسلفيّة، فقط لا يشفع للأشاعرة، يشفع في أمّته كما في الروايات، يعني بمختلف الاتجاهات ضمن شروطٍ خاصّةٍ سأشير إليها، بل يشفع في كلّ الموحّدين حتى لو لم يكونوا من أمّة الخاتم (صلى الله عليه وآله).

المقدّم: لأنهم أتباع أتباع الرسول كما أشرتم

سماحة السيّد: أحسنتم هذا بحثه إن شاء الله تعالى سيأتي، فلهذا لا يتبادر إلى ذهن أحد، أنا أقول بنحوٍ مطلق، أنّ كلّ من لم يؤمن بالإمامة بحسب اعتقادنا أو من لم يؤمن بنبوّة النبي فهو يخرج من النار أو لا يخلّد في النار. لا عزيزي هناك شروط وضوابط وقواعد سأشير إليها إن شاء الله تعالى في المقطع الرابع من المقاطع التي نصل إليها وهي شفاعة الخاتم (صلى الله عليه وآله).

المقدّم: أنا كان بودّي يعني نحن في هذه الليالي الولادة المباركة أن نستمع إلى حديث لكن يظهر أن ضيق الوقت أخذنا، وإن كان لابد أن نستمع إلى حديث في هذا المنظار إن شاء الله نتركه إلى الأسبوع القادم.

شكراً لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري شكراً لمشاهدينا الكرام ومستمعينا الأعزّاء عبر إذاعةطهران، حتى الحلقة القادمة أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.