بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
كما فعلنا في مبحث الفقه, وبينّا المنهج والمفاصل التي نعتقدها خلافاً لمشهور علماء الإماميّة, كذلك في اعتقادي أننا نحاول في الأصول أيضاً بقدر ما يسعه الوقت, ويتحملّه حوصلة الأعزة, وكذلك تتحملّه ذهنياتهم التي بينت في هذه الحوزات العلمية؛ لأنه بعض الأفكار التي أريد أن أطرحها لعلها قد تصطدم مع كثير من مسلمات الأعزة.
والواقع أنّه في تصوري الشخصي واعتقادي الشخصي أن هذه الأحاديث لابد أن تقال حتى ولو كان ثمنها غالياً عليّ شخصيّاً, ولكنه أسوة بالأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) كما أفهم, أنا لا أدعي أن الحقيقة عندي, أنا اعتقد ما أفهمه من الحقيقة. كما أنه لا أدعي حصر الحقيقة موجودة عندي ياليت أن الآخرين عندما يتكلمون أيضاً لا يفترضوا أن الحقيقة موجودة عندهم, ذاك اجتهاد وهذا اجتهاد آخر, ذاك رأي وهذا رأي آخر, تعالوا نؤسس لثقافة قبول الآخر. لا أقل لثقافة احترام الآخر.
مبحث تعارض الأدلة, من المباحث المحورية في المعارف الدينية, الأعزة يتذكرون في أول دخولنا إلى مبحث تعارض الأدلة أشرنا إلى خطورة هذا البحث, ولكنه من باب الاستذكار الذي الآن مضى تقريباً حدود تسعة أشهر من أول الأبحاث, أعزائي:
هذا البحث أولاً: أهميته تكمن أن الروايات هي قوام المعارف الدينية, وليست الآيات القرآنية بما هي هي, وإلا لو كانت الآيات القرآنية كافية وتغني الناس في فهم المعارف الدينية لما قال تعالى: {لتبين للناس ما نزّل إليهم} كان يقول له لتبلغ لا {لتبين} بلاغ أيضاً يوجد ولكن تبيين أيضا يوجد, التفتوا جيداً.
ونحن ميزّنا جيداً في أول كتاب (منطق فهم القرآن, ج1) بينّا هناك فرق بين البيان وبين التبيين, فإن التبيين أخذ فيه التفسير لا فقط إيصال الرسالة, البيان نعم, يصير من قبيل البلاغ, أما التبيين ليس بلاغ, التبيين هذا الذي بُين لابد أن يتبين, وإلا القرآن الكريم هذا ليس نقل بالمعنى حتى نقول بأنه هذا الراوي كذا, لا, نحن نعتقد أن القرآن الكريمة منظمة خصوصاً الكلمات. لا إشكال ولا شبهة حتى لو لم نقبل توقيفية الآيات فضلاً عن توقيفية السور لا إشكال ولا شبهة فإن كلمات الآية الواحدة فهي توقيفية, لا يمكن أن نقوم قدم وأخر وإلا سقط إعجاز القرآن. هذا أولاً.
وثانياً: هذه بيان وتبين, ما يمكن أنه نضع هذه تصحيف أو تعدد قراءة أو قراءات سبعة لا أبداً, بيان أين وتبيان أين؟ أرجعوا للغة, والقرآن يقول: {لتبين} ماذا أبين؟ {ما نزّل إليهم} هذا الذي أنزلناه يحتاج منك حتى يتضح للناس ماذا؟ يحتاج مفسّر, ومن مفسره؟ رسول الله’. {لتبين للناس}.
ثم ما اكتفى بهذا قال: أن كل ما بينّه لكم فهو جزء من الوحي. {ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى} ما ينطق عن الهوى في القرآن؟ أين التقيد هذا؟ هذا المتعلق يدل على العموم, القرآن لم يقل, ما ينطق في القرآن عن الهوى, لم يقل هكذا, قال {ما ينطق عن الهوى} يعني كل ما نطق به فهو حق لا ريب فيه.
وبتعبير الروايات الصحيحة الدقيقة الواضحة المعالم المعتبرة المجمع عليها بين علماء المسلمين عندما قال البعض لبعض الصحابة الذي كان يكتب الحديث عن رسول الله أن رسول الله بشر قد يغضب وقد يرضى لا معنى لأن نكتب عنه كل شيء في حال الغضب وفي حال الرضا, هو أيضاً الرسول’ كم كان حساساً, وهذه نحن أيضاً تعلمناها من أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) من النبي’, وجد أنه كم يوم يأتي ذاك الصحابي الذي كان يكتب لم يكتب, رسول الله أرسل عليه ولم يقل لا علاقة لي طلبة يأتون يرحون أنا ما هي علاقتي لا لا أبداً, مباشرة أرسل عليه, قال له أنت كنت تكتب الآن لماذا لم تكتب ما هو السبب؟ قال له يا رسول الله فلان وفلان جاء بالأسماء, فلان وفلان قالوا لنا رسول الله بشر {إنما أنا بشر مثلكم} له حالات غضب وله حالات رضا, طيب لا معنى كل شيء يخرج من فمهه المبارك أنت تكتبه, لعله في حال الغضب, قال: >والذي بعثني بالحق أكتب كل ما أقول فلن يصدر مني إلا الحق<, لعله عشرات الروايات بهذا المضمون مع اختلاف الألسنة, اكتب كل شيء عني, كل ما أقوله اكتبه, >فإنه حق< وهذا صريح الآية {ما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}.
افتح لي قوس حاشية أريد أن أذكرها لا متن (أتعلمون لماذا فعلوا هكذا؟ حتى إذا بُكرة لعن أحد يقولون الآن ليس معلوم ما الذي قاله وما الذي لم يقله, نعم. فتحوا الباب حتى يتخلصون من الذي لعنهم في جيش أسامة, طبعاً لعنهم في جيش أسامة هذا >من لم يخرج مع جيش أسامة معلون< لا توجد فيها روايات صحيحة يكون في علمكم في الطرف الآخر, كثيراً لا تقولون هكذا روايات, نعم, بني أمية توجد روايات >ملعون< وروايات صحيحة.
إذا تكلم على صحابته وأعطى بعض الأحكام بكرة ماذا يقولون؟ من قال بأنه هذا كان في حال الرضا لعله كان في حال الغضب, ثم جاؤوا بعشرات الروايات أين في البخار ومسلم ومسند أحمد قالوا >من سببته فهو كفارة له< تبين كان سبّاب ونحن ما ندري. واللطيف أن هذا ليس فقط لا ذم له, هذا ماذا يصير؟ يصير مدح لمعاوية وأمثال معاوية لأن رسول الله ماذا؟ سب, ورسول الله لم يسب أي أحد؟ فما من نعمة عظيمة هذه.
أنظروا, هذا الذي أنا مراراً ذكرته أنه يوجد منظومة فكرية اشتغل عليها بني أمية, ومنظومة ثقافية ونحن في غيبة عنها, والعجيب وجدت في كلمات الإمام الحجة×, في الرسالة التي وجهها للشيخ المفيد وجهها وواضع يده على العصب الأموي ونحن غافلين عن هذا, لم يقل سنة, لم يقل أهل الخلاف, ماذا قال؟ عجيب هذا, والآن أنت لعله لأول مرة تسمع هذا المعنى, هذا في (البحار, ص175, ج53) التفتوا >اعتصموا بالتقيّة من شبٍ نار الجاهليّة يحششها عصبٌ أمويّة<. عجيب!! فالإمام كان يدري أن الأصابع كلها أصابع ماذا؟ حتى لو كانت من بني العباس حتى لو كانت من غيرهم, ولكن آثار النهج الأموي الذي كان يخطط قبل رحلة رسول الله’. وإنما في فتح مكّة دخل لتنفيذ الانقلاب الحقيقي, والذي إلى الآن نحن نطبق منويات الأمويين حتى بأيدي شيعية. (أقولها صريحاً). من حيث لا نشعر, كثير من هذه الأحاديث التي وضعت من زمن بني أمية وإلى أن كتب الحديث هذه موضوعات أموية ونحن أيضاً تصورناها من مسلمات الفكر السني, لا, هذه ليست من المسلمة, نعم وقعوا في حبالها من حيث لا يشعرون بل حتى الشيعة أيضاً وقعوا في حبال تلك الروايات. اتركوا هذا البحث ورؤيا أخرى لصدر الإسلام والحديث حتى يتضح.
إذن, قوام الدين تبيين من؟ تبين رسول الله {لتبين للناس ما نزّل إليهم} ثم قال: كل ما قاله بينه لكم {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} ثم أوضح من هذا, قال: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} لا مجال لأي استثناء أبداً كل شيء ولكن بشرطها وشروطها. ما هي شرطها وشروطها؟ ومن أهم شروطها أن يثبت أنه صدر من رسول الله, لا كل مدعي يقول صدر عن رسول الله يعني (ثبت العرش ثم رتب الآثار) ثبت أن هذا صدر من هذا الفم المبارك عند ذلك لا محذور. هذا بعد.
ولذا تجدون علماء السنة عندما جاءوا إلى هذه القضية, في (شرح السنّة, للإمام البربهاري) من كبار علماء السنة, متوفى 329 من الهجرة, يعني كان يعيش في الغيبة الصغرى, هذا الكتاب من الكتب المهمة إذا تستطيعون أن تأخذوه مفيد. لا أقل بالمواقع أخرجوه, هذا مطبوع هو وأيضاً شرحه مطبوع يعني شرح السنّة له شرح, تحقيق وتعليق: عبد الرحمن بن أحمد الجميري, مكتبة دار المنهاج, المملكة العربية السعودية 1428هـ, (في البند 135) من الكتاب, يقول: [وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر] رواية [فلا يريده ويريد القرآن] يقول لا لا أأتني آية من أين؟ هذه التي الآن هذه الثقافة بدأت تنتشر أيضاً ماذا؟ أين بدأت تنتشر؟ أوساط الشيعة وخصوصاً بعض المستبصرين – مع الأسف الشديد- وبعض المستبصرين لأن ثقافته من ثقافة ذلك الطرف الآخر, فالآن يقول أين موجودة بالقرآن, أين موجودة بالقرآن؟!
يقول: [وإذا سمعت الرجل] أحفظ هذه العبارة نحن لا نجرأ أن نقولها ولكن هؤلاء قالوها, [تأتيه بالأثر فلا يريد ويريد القرآن فلا تشك أنّه رجلٌ قد احتوى على الزندقة]. أنظروا خطيرة جداً هذه. لأنه يقول مآله, طبعاً ما أتكلم في الحكم الفقهي, أنا أتكلم في الحكم الكلامي, لا يذهب ذهنك أنه يحكم عليك السيد بالكفر, لا, أنا أتكلم في من؟ أن هذه الذي ما يريد أن يقبل حديث رسول الله وكأنه ينفي الدين. [فقم من عنده] أو ودعه, يقول: [قال رسول الله’] روايات صحيحة عنده [ليوشك الرجل متكأً على أريكته يحدث بحديثي فيقول قائل بيننا وبينكم كتاب الله, ما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه, ألا وإنما حرم رسول الله فهو مثل ما حرم الله] هو يقول رسول الله عن نفسه, يقول لا يتبادر أخاف أن تجعلي درجات وحدة اثنين لا لا, أنا أين؟ على مستوى التشريع في عرض تشريعات الله, لا تقول الله, لا أبداً. [أخرجه الدارمي, والتِرمذي] بكسر التاء لا بالفتح التي عادة خطأ شائع على الألسنة يقرؤون تَرمذي لا, تِرمذي [وغيرهما, وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير للسيوطي, وفي كتاب المشكاة..] إلى آخره.
هذه الرواية في (عون الباري ببيان ما تضمنه شرح السنّة للإمام البربهاري) لفضيلة الشيخ العلامة ربيع ابن هادي العمير المدخلي, رئيس قسم السنّة بالجامعة الإسلامية بالمدينة, دار المحسن للنشر والتوزيع, ج2, ص826) هناك عنده بحث أوضح من هذا لعظمة أهمية السنة, يقول: [المؤلف] في ذيل هذا الحديث في ذيل كلام الإمام البربهاري أنظروا ماذا يقول؟ يقول: [المؤلف يضع مقياساً يُعرف به أهل البدع والضلال من أهل الحق والهدى] يعني: كل من قلت له رواية قال لا, عليك القرآن يقع أين؟ في أهل البدعة والضلالة [فقول المؤلف مستند إلى قول الرسول لا ألفين أحدكم ..] يقرأ الرواية, إلى أن يقول: [فالنص القرآني الذي يبين حراماً أو حلالاً يجب إتباعه ومثله النص النبوي ففي التشريعات التحريم والتحليل هما سواء] إذن ما الفرق؟ يقول الفرق في الإعجاز يختلف, أما من حيث قيمة التشريع هما واحد, إلى أن يأتي إلى هذا محل الشاهد هذه الجملة ولكن أنا يقين عندي عندما كتب هذه الجملة لم يلتفت, لأن الله سبحانه وتعالى هذه {واتقوا الله ويعلمكم الله} هذه آثارها تظهر هنا, إذا الإنسان عقائدياً منحرف من حيث لا يشعر يلعن نفسه من حيث لا يشعر, يقول: [فإذا جاء إنسان يقول لك حسبنا كتاب الله] هذه مقولة من؟ مقولة عمر في يوم الرزية, يوم الرزية عندما قال أكتب لكم كتابا لن تضلوا قال حسبنا كتاب الله, واللطيف نص العبارة, يقول: [فإذا جاء إنسان يقول لك حسبنا كتاب الله يكفينا كتاب الله فاعلم أنه مبتدع أو زنديق]. هذا ما فيه, بيني وبين الله نحن إذا قلنا فلان مبتدع وزنديق نحن قلنا أم هم قالوا؟ ولكنه الحمد لله هؤلاء لا توجد عندهم قدرة أن يفسروا الحديث بالحديث, هذه واقعاً هذه الملكة غير موجودة في كثير من علماء أهل السنة, [وقد حصل هذا الأمر خاصة في هذا القرن على يد.. فليحذر المسلمون من الفكر الملحد وليتمسكوا..] الآن تعبير صار ملحد [وليتمسكوا بكتاب ربهم وسنة نبيهم في شؤونهم كلها من عقائد وعبادات ومعاملات وسياسات وأخلاق نسأل الله أن يوفق المسلمين لذلك].
إذن البعد الأول هو أن مسألة السنة, الآن الأعم إما من سنة النبي أو من سنة الإمام هذا على الإخلاف وليس بحثنا الآن هذا.
البعد الثاني: والذي اكتفي بهذا القدر وإن شاء الله تفصيله غداً يأتي.
البعد الثاني: هو أن هذه المسألة وهي بحث تعارض الأدلة فيها بعدٌ عقدي, مرتبطة بالعقيدة وهذه خطورتها, خطورتها أين؟ أنها فيها بعد عقدي, دعني أبينها لك ولو بدقيقتين, واحدة من أهم الإشكالات التي أشكلت على القرآن الكريم, وإلى الآن وأنا بودي أن الفضائيات الغير الإسلامية, خصوصاً الفضائيات النصرانية انظروا إليها, واحدة من أهم الإشكالات لتضعيف عقيدة المسلمين بالقرآن أنهم يحاولون أن يستخروا الآيات المتعارضة والمتناقضة, هنا هكذا يقول وهنا هكذا يقول, وأتصور قضية الكندي مع الإمام× قضية واضحة الكل يعلم بها, أنه هذه شغلته أنه كيف يمكن أن يُدعى كتاب من عند {من لا يعزب عن علمه مثقال ذرة} ومع ذلك يكتب له كتاب خمسمائة صفحة يخرج فيه ألفين تناقض, يصير هذا أو لا, أنت إذا كتبت كتاب فيه أربع تناقضات صدر وذيل ماذا يفعلون بك؟ يقولون أي كتاب هذا, صحيح أو لا, فما بالك وأن الكاتب من؟ وأن الذي أوحى بهذا الكتاب من؟ أبلغه كلام الله, هذا كلام الله. {نزل به الروح الأمين على قلبك}.
ولذا تجد القرآن الكريم في هذا البحث مباشرة يقول: {وأن لو كان من غير عند الله فيه اختلافاً كثيرا} طيب ببرهان الإن فإذا وجدنا في موضع اختلاف كثير أين نصل من عند الله أو ليس من عند الله؟ احفظ القاعدة, {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيرا}.
سؤال: فإذا وجدتم في كلام اختلاف كثيرا فهو من عند الله أو ليس من عند الله؟ نص الآية المباركة, طبعاً هذا الإشكال لعله أول مرة أنا أشكله ولا يوجد في مكان آخر, إن شاء الله لا يخلق شبهة في ذهن الأعزة والمستمعين بعد ذلك يسمعها, هذه الكبرى قبلناها, تعالوا للصغرى, الآن بينك وبين الله طلبة ثلاثين سنة يدرس في الحوزات العلمية لو الآن شخص على الفضائية وقال له طيب أنتم تقولون هكذا, هذا أيضاً القرآن الكريم وهذا أيضاً كتاب الشيخ الطوسي, في (العدة, ص214) يقول: [ظهرت بين الفرقة المحقّة] دعني أقرأ لك العبارة وإن تطول ولكنها مهمة [من الاختلاف الصادر عن العمل بها] الآن يتكلم فقط على مستوى الفقه وإلا العقائد والأخلاق والتاريخ وروايات التفسير حدث ماذا؟ يكفيك أن تراجع نور الثقلين في ذيل كل آية ينقل عشر روايات عشرين رواية تنظر من الاختلاف.
[فإني وجدتها مختلفة المذاهب في الأحكام, يفتي أحدهم بما لا يفتي به صاحبه في جميع أبواب الفقه من الطهارة إلى أبواب الديات من العبادات والأحكام والمعاملات وغير ذلك مثل اختلافهم في العدد والرؤية في الصوم واختلافهم في التلفظ بالتطليقات واختلافهم في باب الطهارة واختلافهم في أقصى مدة النفاس واختلافهم في عدة فصول الأذان وغير ذلك في سائر أبواب الفقه حتى إن باب منه لا يسلم إلا وقد وجدت العلماء من الطائفة مختلفين في مسائل منه أو مسألة متفاوتة الفتوى] لا مسائل مختلفين في كل مسألة يختلفون [وقد ذكرت ما ورد عنهم من الأحاديث المختلفة التي تختص الفقه في كتابي المعروف بالاستبصار والتهذيب] هذا يظهر أين متى كتبه؟ بعد الاستبصار وهذا يكشف عن أنه بعده عن بصيرة يتكلم, من روايات رآها مفردة مفردة, لا أنه تقول بعده يتكلم رؤية إجمالية, لا, يتكلم رؤية تفصيلية.
يقول: [ما يزيد على خمسة آلاف حديث وذكرت في أكثرها اختلاف الطائفة في العمل بها] صار معلوم [وذلك أشهر من أن يخفى] يحتاج دليل أو لا؟ لا يحتاج, [حتى أنك ] هذه العبارة أحفظوها جيداً, الآن أدري سوف ينقلوها هذه ويوزعوها ولكن ليس مهم, نحن نخرجها ونجيب عنها أفضل أن يستخرجها الآخرون ونحن نبقى حائرين ندافع, لا أبداً, الآن نشير إليها ونجيب عنها إن شاء الله [حتى أنك لو تأملت اختلافهم في هذه الأحكام وجدته يزيد على اختلاف أبي حنيفة والشافعي ومالك] يعني داخل المذهب الواحد تجد مذهب أو مذاهب؟ لأنه اختلاف الشافعي ومالك وأبي حنيفة اختلافهم داخل المذهب الواحد أو مذاهب؟ أي منهما؟ يقول في داخل مذهبنا ليس فتوى هذا حلال لا.., في المناهج يوجد اختلاف في الروايات وكيفية قبولها في الجمع بينها في عرضها على الكتاب وعدم عرضها في المضمون في السند كلها يوجد فيها اختلاف.
[ووجدت مع هذا الاختلاف] هذه الجملة& أي أدب كان عندهم علمائنا, نحن أين وصلنا بمجرد أن أختلف معك يقول هذا رأي ولكن ما أقبله أقبل ماذا؟ ضال مضل وخارج مذهب وهذا خطوط حمراء وخطوط سوداء وبيضاء ما هذا المنطق البائس المتخلف, هذا شيخ الطائفة يقول: [ووجدتهم مع هذا الاختلاف العظيم لم يقطع أحد منهم موالاة صاحبه] من قال إذا اختلفنا لابد أن نتعادى من أين جئتم بهذا؟ طيب نختلف مائة وثمانية درجة نختلف أكثر من هذا لا يوجد وإلا ثلاثمائة وستين ما كان يمكن, لأنه ثلاثمائة وستين درجة نرجع إلى نفس النقطة عرفت كيف, البعض بالاشتباه يقول ثلاثمائة وستين درجة, لا, لأنه إذا قلت هكذا لرجعت لنفس النقطة ولصرت موافق مائة بالمائة.
يقول: [لم يقطع أحد منهم موالاة صاحبه ولم ينتهي إلى تضليله] هذا الذي ترون أنا مراراً أؤكد, طيب اختلفنا لماذا ضال, طيب إذا صار البناء أنت تقول لي ضال طيب أنا أيضاً ماذا أقول لك؟ أنت ضال, وإذا بينك وبين الله اللغة التي تحكم الاختلافات تكون لغة علمية أو لغة ماذا؟
والله حتى أبناء الشارع الذين ليسوا مؤدبين بأي أدب هذا لا يستعملونه, حتى التجار عندما يختلفون دين ما عندهم ولكنه في النتيجة يسموها قوانين المهنة يحترم بعضهم بعضا, [ولم ينتهي إلى تضليله وتفسيقه والبراءة من مخالفته] أبداً, هذه ما كان ديدن علماء الطائفة, ولذا تجد الشيخ الطوسي يدعي الإجماع على شيء, والسيد المرتضى يدعي الإجماع على خلافه, بيني وبين الله أيوجد أكثر من هذا الاختلاف إجماع على النقيضين, ومع ذلك لا خلاف.
أعزائي, تعالوا معنا هذا الاختلاف العظيم بمقتضى الآية المباركة (كلام أحد الحضور), إذن هؤلاء الذين صدرت منهم هذه الأحاديث من عند الله أو من غير عند الله؟ إذن معصومين منصوبين من قبل الله, أو ليسوا معصومين ولا منصوبين؟
فكر في الإشكال جيداً, وانظر ماذا يصل إلى ذهنك.
والحمد لله رب العالمين.