بسم الله الرحمن الرحيم
و به نستعين
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين
بالأمس انتهينا إلى أننا ذكرنا إلى أن منهج القدماء وهو المنهج الصحيح في اعتقادنا, ومنهج أعلام الطائفة الذين بنو الخطوط العامة لمدرسة أهل البيت فقهاً واعتقاداً, هذا المنهج هو المنهج الحقيق بالإتباع والذي ينبغي أن يتبع لا المنهج الذي حاوله بعض أساتذتنا المعاصرين, وهذا المنهج يقوم على أساس المنهج المضموني, لا المنهج السندي.
وهذا ما وقفنا عنده في أبحاث سابقة لعله قبل سنتين أو ثلاث أنا في بحث مفصل بينت نقاط الضعف الأساسية في المنهج السندي الذي يسير عليه بعض الأعلام المعاصرين.
وإنما الصحيح هو المنهج المضموني والمنهج المتني, وعلى هذا الأساس تنفتح لنا آفاق كثيرة وأبواب كثيرة تكون مغلقة على أساس المنهج السندي ومشرعة ومفتوحة على أساس المنهج المضموني.
بمعنى: أننا إذا جئنا إلى زيارة الجامعة الكبيرة كيف نتعامل معها على أساس المنهج السندي أو على أساس المنهج المضموني, فإن بنينا على المنهج السندي قد يقول قائل: أن هذه الزيارة فيه ما فيه, ولكن عندما تأتي إلى المنهج المضموني -أنا قلت هذا الكلام وأقوله الآن- كل فقرة فقرة من الزيارة الجامعة يمكن إقامة عشرات الأدلة عليها. لا تحتاج أن تبحث عن السند أن هذا السند صحيح أو ليس بصحيح, خصوصاً وأن أعلام الطائفة أشاروا إلى أنه إذا أردنا أن نعرف أن الرواية معتبرة صادرة أو غير صادرة, هو أنه العرض على الكتاب الشواهد من السنة, الإجماع, أعم من إجماع المسلمين أو إجماع الطائفة المحقّة.
ولذا بالأمس في الاستبصار في (ج1, ص3) قرأنا هذه العبارة إجمالاً, وهو: أنه قال: [والقرائن أشياء كثيرة منها أن تكون مطابقة لأدلة العقل ومقتضاه] وهذا لا يقف عنده الشيخ الطوسي كثيراً وإن ذكره هنا, ولكنه في العدة في مواضع لا يشير إلى هذا, وإنما يشير إلى ثلاثة, القرينة الأولى: أن تكون مطابقة لظاهر القرآن, القرينة الثانية: أن تكون مطابقة للسنة, القرينة الثالثة: أن تكون مطابقة لما أجمع المسلمون عليه أو ما أجمعت الطائفة المحقّة عليه. هذا ما ذكره في الاستبصار.
ولذا عندما جاء إلى العُدة في (طبعة: بستان كتاب, ص213) قال: [القرائن التي تقترن بالخبر وتدل على صحته أشياء مخصوصة ما هي؟ نذكرها فيما بعد من الكتاب والسنة والإجماع] انتهت القضية.
إذن, محاور الذي نستشهد به على صحة الخبر ما هو؟ الكتاب, السنة, الإجماع. وهذا هو المنهج المتبع عندنا, عندما نأتي إلى الرواية, أولاً: نعرضها على كتاب ربنا, الآن ما هي خصوصيات العرض, ما هو الدليل على ذلك, كيف نعرض, إذا كانت مخالفة, مخالفة تباين مخالفة عموم وخصوص من وجه, مخالفة عموم وخصوص مطلق وغيرها هذه كلها في بحث تعارض الأدلة سنقف عندها. لا ندخل أولاً في بحث أنه أساساً التعارض ما هو؟ أبداً, وإنما ندخل في بحث أساساً إذا عارض – بعد أن نعرف التعارض, ونبين أساساً التعارض ما هو فرق التعارض عن التزاحم ما هو, هل التعارض يشمل المستقر وغير المستقر أو يختص بالمستقر هذه كلها إن شاء الله في مقدمة بحوث تمهيدية لبحث التعارض سندخل إليها-, ولكن أول مسألة نعرضها ما هي؟ أن الرواية لابد من عرضها على الكتاب. وبعد ذلك نعرضها على الأشباه والنظائر من السنة, وبعد ذلك نبحث أنها مجمع عليها أو غير مجمع عليها.
إذن كاملاً يختلف عن هذا المنهج الموجود الآن في تعارض الأدلة عند القوم, أو في الآونة الأخيرة, وإلا كلمات القوم ليست هكذا, كلمات الشيخ الطوسي كالطريق الذي أنا أقوله, ولكن الآن في كتبنا المتأخرة بعد الشيخ الأنصاري صارت هذه الطريقة. ولذا كما قلنا مراراً والآن أيضاً نقول: لابد أن تعين في الرتبة الأولى منهجك قبل أن تدخل.
يبقى بحث مختصر أشير إليه وأدخل إلى النقطة الأخرى في الفارق المنهجي. وهو: ما يتعلق بإجماع المسلمين.
أنتم تعلمون بأنه فيما يتعلق بإجماع المسلمين الأعلام جميعاً قالوا لا تجتمع أمتي على خطأ أو على ضلالة أو نحو ذلك هذه روايات ضعيفة وعامية ونحو ذلك.
طبعاً في أول كتاب الإجماع للكاظمي يقول لا, هذه الرواية مشهورة وعمل بها الأصحاب وغير ذلك, الآن أنا ما أريد أن أدخل في تفاصيل ذاك البحث, فقط أريد أن أرى بأنه في رواياتنا هل استدل الأئمة بإجماع المسلمين أو لم يستدلوا؟ الآن أعم من أن يكون استدلالهم واقعي أو استدلالهم جدلي, ليس بمهم, المهم استدلوا بالإجماع أو لم يستدلوا؟ وهذه نقطة مهمة, أن الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) عندما يستدل هل يجعل الإجماع بين المسلمين من الأمور التي يحتج بها أو لا؟
أعزائي, هناك رواية في الاحتجاج, طبعاً على ما في الاحتجاج من الكلام ولكن الآن لا نريد أن ندخل في البحث السندي له موضعه الخاص به. الرواية: >قال سألت أبا الحسن علي بن محمد العسكري, عن قول الله عزّ وجلّ {الله نور السموات والأرض} فقال عليه السلام, ثم قال: ومما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد العسكري, في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض< إذن تبين أن التشيع كان من ذاك الزمان موجود في الأهواز, >أن قال: اجتمعت الأمة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حقٌ لا ريب فيه< إذن الإمام يستدل بماذا؟ بإجماع الأمة, يقول التفتوا إلى العبارة, والآن قلت لكم ما أريد أن أبحث في السند, قال: >فهم في حالة الإجماع عليه مصيبون<, إذن إذا أجمعوا ماذا يحدث؟ >لا تجتمع أمتي على خطأ< يعني مصيبون, لا لأن المعصوم فقط من باب أن الاستدلال بكلام المعصوم, لا, كلام المعصوم حتى لو لم يكن فيه إجماع هو طريق مختص للحجية ما عندنا شغل فيه, وإنما الكلام الآن هذا طريق آخر الإمام يستند إليه.
>وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون ولقول النبي’ لا تجتمع أمتي على ضلالة, فأخبر أن ما اجتمعت عليه الأمة ولم يخالف بعضها بعضاً هو الحق فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون<.
الآن ماذا تأوله الجاهلون, هذه لعله إشارة من الإمام لما حدث في السقيفة, لأنه حاولوا بكل ما أتوا من قوة أن يقولوا أن ما حدث في السقيفة كان هناك إجماع, الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) يشير إلى تلك النكتة [ولا ما قاله المعاندون..] إلى أن قال الإمام, ثم الإمام انظروا طبق نظرية الإجماع على أي حديث قال: [ثم قال فإذا شهد الكتاب بتصديق خبرٍ وتحقيقه] عجيب, إذن, أولاً: لابد الرواية نعرضها على كتاب الله [فإذا شهد الكتاب بتصديق الخبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الأمة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب كفّاراً ضلالا] هذا الكفار بمعنى الضلال, الآن يطبق الإمام يقول تعالوا معنا إلى حديث الثقلين واعرضوه على كتاب ربنا هل يطابق أو لا يطابق؟ [وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب] عجيب (عليه أفضل الصلاة والسلام) [أصح خبر] أن يعرض على كتاب الله فإذا عرف تحقيقه والشهادة له من كتاب الله فهو ماذا؟ أبداً لا علاقة لنا سند صحيح أو ليس بصحيح؟ قد يكون السند صحيحا ويعارض الكتاب؟ له قيمة؟ لا قيمة له, وقد يكون السند ضعيفا بالاصطلاح المتأخر ويؤيده الكتاب فهو أصح خبر, [وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله’ حيث قال: >إني مستخلف فيكم خلفتين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا وإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ بالحوض<].
ولذا قلت بالأمس: بأنه هذه خليفتان وردت أيضاً في حديث الثقلين, طبعاً سنة وشيعة, وروايات السنة صحيحة من الصحيح الأعلائي بتعبيرهم, أنه عبر عنهم ليس بثقلين بخليفتين, ألستم تبحثون أن رسول الله عين خليفة أو لم يعين؟ نعم, عين خليفة عترته خليفة له, هذه الرواية الأولى التي واردة في الاحتجاج والآن ما أدخل في السند له محل آخر.
الرواية الثانية: واردة في (الكافي, ج1, ص238-240) رواية طويلة, الرواية: >سألني أبو قرة المحدث أن أدخله على أبي الحسن الرضا فاستأذنته في ذلك, فأذن لي فدخل عليه فسأله عن الحلال والحرام والأحكام حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد فقال: فقال.. فقال أبو الحسن: إن بعد هذه الآية ما يدل ..< إلى أن يقول الإمام (عليه أفضل الصلاة والسلام) محل الشاهد: >فقال أبو الحسن الإمام الرضا: إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها< انتهت القضية هذا الضابط.
ما هو الضابط؟ الموافقة والمخالفة. انتهت القضية.
والإمام أيضاً ما يبحث أنظر في علم الرجال, الرواية صحيحة ضعيفة, أبداً, ما جاءكم عنّا يخالف كلام ربنا قلناه أو لم نقله؟ لم نقله, طيب صحيحة زرارة, محمد بن مسلم, هشام بن سالم, يقول كله صحيح, إما مشتبه إما تقية إما موضوع على لسانهم إما موضوعات إما.., عشرات العوامل ما فيه مشكلة, أنتم تعلمون بأنه أساساً الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ديدنهم كان كم من الناس بالأسماء لعنوهم عندك الروايات الصحيحة الصريحة واضحة المعالم لعنوا فلان وفلان وفلان .., لماذا يا ابن رسول الله تلعنهم؟ قال: لأنهم وضعوا في كتب أصحابنا, هؤلاء كان شغلهم ماذا؟ أصلاً شغله الوضع, عمله الوضع, كيف يضع؟ بيني وبين الله هؤلاء لم يكونوا أناس عادي ولا عامل ولا فلاح ولا بقال, هذا عالم الذي يستطيع أن يضع الرواية وإلا عامل يستطيع أن يضع رواية, العالم يضع الرواية, هذا العالم أيضاً يفوته أن يضع سند هو الذي يضع السند عنده مشكلة يضع سند أعلائي, وخصوصاً في ذاك الزمان, الروايات في الكتاب مضبوطة أو لا؟ لا, ولهذا اضطر القدماء أن يكتبوا في آخر الكتاب (كتابي عدد روايته كذا وكذا) لماذا كان يكتبون؟ حتى لا يتلاعب أحد به, ثم كان يكتبون في آخر الكتاب يلعنون من زاد حرفاً من نقص حرفاً, هو أصلاً كانت ظاهرة موجودة في ذاك الزمان. وطبعاً هذه ما كانت تحل المشكلة لماذا؟ لأنه الذي كان يقول في كتابي توجد سبعة آلاف وثلاثمائة وخمسة عشر رواية طيب هو يحذف رواية ويضع مكانها رواية أخرى, ما تنحل المشكلة, ما تنحل الذي.. , كما وضع الأمويون أنا مراراً قرأتم للأخوة هنا أن أحمد بن حنبل يقول أن هذا كتابي مسند في خمسة وثلاثين ألف رواية أنا انتقيته من أين؟ من سبعمائة وخمسين ألف رواية موضوعة, أنا ما أدري كم مليون رواية كانت موضوعة في ذاك الزمان, إذن واقعاً لا طريق لنا لا السند أبداً السند لا يحل المشكلة, إن الذي يحل المشكلة القرآن فقط ليس إلا, لأنه هذا هو السند الحقيقي المؤتمن الذي لم يزد فيه ولم ينقص. هذا هو السند لا سند غيره, لا روايات العامة ولا روايات الخاصة.
ولذا الروايات الصحيحة السند من الفريقين من رسول الله >من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار< يا رسول الله؟ قال: نعم, كثرة الكذّابة عليّ, في صدر الإسلام كثرة الكذابة عليّ.
إذن, قال: [إذا كانت الروايات مخالفة] هذا أين يقولها؟ في الرؤية, الروايات قال بأنه ماذا تقول أبو قرة فإنه يقول فلقد رآه نزلة أخرى فقال أبو الحسن أن بعد الآية.. كذا, الإمام يقول له هذه الروايات كلها لا قيمة لها. لماذا؟ لأنه أعرضها على كتاب الله فإذا كذبها القرآن فهي لا قيمة لها, محل الشاهد هذه الجملة أحفظها, قال: [إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذبتها, وما أجمع المسلمون عليه] يعني إذا كانت الرواية مخالفة لإجماع المسلمين أيضاً أكذبها لا قيمة لها, الرواية من حيث السند إذا شخص يبحث منهج السيد الخوئي أو المنهج المتأخر, الرواية أمامكم (مرآة العقول, ج1, ص328, ح2) [صحيح] من حيث السند أيضاً معتبرة وصحيحة, هذه من الروايات العرض على الكتاب, التي إن شاء الله عندما سندخل سنقرأ الروايات, هذه من روايات العرض على الكتاب.
إذن, فتحصل إلى هنا: أنه المنهج الذي نتبعه نحن في أي رواية سواء كانت في العقائد سواء كانت في الفروع سواء كانت في الأخلاق سواء كانت في أي بعد معرفي ديني فأولاً نعرضها على كتاب الله, نعم, عند ذلك إن لم نجد أو .. عند ذلك ننتقل إلى المراحل اللاحقة. واضح هذا المنهج.
أما المنهج الأول ماذا يقول؟ يقول: أول ما نبدأ نبدأ بالسند, الجواب: نبدأ بالمضمون. وبهذا يتضح لكم, لأنه كثير من الأعزة يسألوني: سيدنا تقرأ الروايات وكثيراً أيضاً أنت ما تعتني بالسند.
الجواب: لأن منهجي ليس منهجاً سندياً وإنما منهج مضموني, وهذه الرواية التي أقرأها لأنه عندي شواهد كثيرة على أنها ثابتة قرآنياً أو ثابتة روائية أو ثابتة إجماعياً إجماع المسلمين. نعم من حق القائل أن يقول: الصغرى, أقول تعال, كل رواية أقرأها لك أنظر استطيع أن أثبتها قرآنياً أو لا أستطيع, بشكل عام, استطيع أن أثبتها من شواهد أخرى أو لا استطيع, أستطيع أن أجد لها شواهد في كتب القوم أو لا أجد.
سؤال: ما هو لازم هذين المنهجين؟ يعني إذا بنيت على المنهج الأول ماذا يجب عليك, وإذا بنيت على المنهج الثاني ماذا يجب عليك؟ صحيح أو لا, أما على المنهج الأول فلا يجب عليك إلا أن تقرأ علم الرجال, عندك عمل آخر؟ يوجد شغل آخر في السند؟ لا يوجد, مباشرة تدخل, ولهذا تجدون أن السيد الخوئي واقعاً على وفق منهجه الحرفي واقعاً المر المبنى الذي له التزم به, قال أن مبادئ الاجتهاد يتوقف على الأصول وعلى الرجال وانتهت القضية, وهو حق على منهجه هو. الذي المنهج ما هو؟ المنهج السندي لا علاقة له بالمضمون, ولهذا لا أدخل لا علم العقائد ولا علم التفسير ولا علم الشواهد والنظائر في السنة ولا علم الخلاف, أبداً لم يدخله, وهذا هو الصحيح على منهجه إن تم المنهج.
أما على هذا المنهج الذي نحن نختاره, ماذا لابد أن يكون أولاً المجتهد؟ مفسر وإلا لو لم يكن مفسر كيف يعرض الحديث على كتاب الله؟ يمكن أو لا يمكن أن يعرضه إذا لم يكن مفسر؟ لابد أن يكون مفسر, لا أنه يعرف التفسير, طيب لو يعرف التفسير فليس بمجتهد, طيب أنت جنابك تكتب كتاب تفسير وتعرف التفسير معرفة التفسير شيء وأن تكون مفسر شيء آخر, معرفة الرسالة العملية شيء وأن تكون فقيه شيء آخر, لابد أن يكون مفسر, وإلا النتيجة تتبع أخس المقدمات. أن يكون مفسرا أولا.
ثانياً: أن يكون محيطاً بجميع معارف السنة, يعني ماذا؟ يعني واقعاً واقف على الأشباه والنظائر لا يكفي أنه في هذه المسألة كذا لا أبداً, هذه المسألة قد لها أشباه ونظائر في مسائل أخرى.
ثالثاً: أن يكون واقفاً على تراث الآخر, حتى إذا أراد أن يحصل الإجماع من المسلمين يكون قادراً أو لا يكون؟ إذا لم يطلع على تراث الآخرين يمكنه أو لا يمكنه؟
ولذا نحن اشترطنا في شروط الاجتهاد ومبادئ الاجتهاد قلنا لابد أن يكون مفسراً, لابد أن يكون متكلماً لابد أن يكون عالماً بالخلاف, ومن لم تتوفر فيه الشروط التالية, (نسويها مقتل) ومن لم تتوفر فيه الشروط المتقدمة فليس بمجتهدٍ عندنا لا متجزي ولا مطلق. يعني هؤلاء ليسوا بمجتهدين, أقول: لا لا, المسألة مبنائية, كما أن السيد الخوئي, أنا لك أسألك, السيد الخوئي يعتقد أن مبادئ الاجتهاد علم الأصول وعلم الرجال, إذا واحد على مبناه لم يقرأ علم الرجال مجتهد على مبنى السيد الخوئي أو ليس بمجتهد؟ يقول ليس بمجتهد, لأنه أنا عندي من مبادئ الاجتهاد هو علم الرجال.
على مبنى الأصولية الأخباري ليس بمجتهد لماذا؟ لأنه يعتقدون أن الاجتهاد متقوم بعلم الأصول, أعزائي. ولذا لا يخلقون لنا هوسة اليوم أو بكرة من هذا الحديث والله السيد يقول كل العلماء ليسوا بمجتهدين, لا الكلام ليس هذا, القضية قضية مبنائية مثل ما أنت مبناك حجية خبر الواحد الآخر مبناه ليس حجية خبر الواحد, يعني ذاك مجتهد وأنت لست مجتهد لا لا, هو يقول أنت لست بمجتهد وأنت تقول أنت لست بمجتهد, انتهت القضية, هذه قضايا مبنائية وليس من دأب المحصلين المناقشات بهذه الطريقة, أنا أتكلم أقول: أن مبادئ الاجتهاد عندي, ما اعتقده وهذا موجود في مشروع المرجعية الدينية الذي أعطيته بأيديكم, وواقعاً أرجوا من الأعزة أن يطالعوه لم يأخذ من وقتهم أكثر من ساعة, (مشروع المرجعية الدينية عندي) ما هو؟ أنه لابد أن يكون عارفاً بالتفسير مفسراً, وهذه هي سيرة السلف الصالح من علمائنا, اذهب وابحث, بينكم وبين الله الشيخ الطوسي فقط كتب فقه؟ أو كان مفسراً وكان متكلماً وكان عالماً بالخلاف قبل أن يكون فقيهاً أي منهما أنظروا إلى تراثه.
أنظروا إلى الشيخ الصدوق بينكم وبين الله فقط كتب في الفقه, هذا تراث الشيخ الصدوق أصلاً واحدة من أهم أركان مدرسة أهل البيت تراث الشيخ الصدوق, طيب هذا في الحلال والحرام, في الفقه الأصغر؟
أنظروا إلى الكليني, طيب الأعزة كانوا حاضرين في بحث الفقه, هذا تراثه ما هو تراثه؟ الكافي.
أنظروا إلى السيد المرتضى, أنظروا إلى الشيخ المفيد, أعزائي الشيخ المفيد عرف بين الشيعة والسنة متكلم أو فقيه أي منهما؟ يوجد أحد يستطيع أن يقول بأنه عرف بين العامة والخاصة بأنه كان فقيهاً أو كان متكلم الإمامية؟ وأنا بودي ومع الأسف العبارة يمكن نقلتها للأخوة, الذهبي في (تاريخ الإسلام) يقول: [لم أجد من علماء الشيعة أو الرافضة] لم أتذكر [من هو أعرف بمواضع الخلاف من الشيخ المفيد] هكذا كانوا هؤلاء, هؤلاء آباؤنا, فجئني بمثلهم؟
هؤلاء آباؤنا, هؤلاء الذين بنوا هذا الإطار لمدرسة أهل البيت, ما بالنا تركنا كل شيء لأجل ماذا؟ الآن تعالوا أنت إلى الحوزة العلمية هنا وهناك قد تجد واحد كتب كلمتين في التفسير كلمتين بالعقائد هكذا على الهوامش على النوافل وإلا متن الحوزة ما هي؟ كتاب الطهارة والنجاسة والمكاسب والحج والخمس يوجد شيء آخر, هذا أمامك الآن ثمانمائة وخمسين إلى ألف درس من سطوح عالية وخارج موجودة في قم كم؟ ثمانمائة وخمسين إلى ألف درس سطوح عالية وخارج أنظروا كم درس من هذه للتفسير وللعقيدة, عمي والله ما أتكلم فلسفة وعرفان, أتكلم معارف أهل البيت. فلماذا هذه الحالة, لماذا هذه الحالة المزرية في حوزاتنا العلمية, لماذا؟
طبعاً أنا أتكلم عن الحالة العامة وإلا توجد استثناءات, فلان شيخ وفلان أستاذ .., ولكن هذه أين؟ كما قلت: هذه في الفرائض أو في النوافل؟ في الهوامش هذه, تعالوا واقعاً عليكم المعول أنتم هذا الجيل أنا أعول عليه, وإلا ذاك الجيل الذي هو سبعين خمسين سنة وثمانين سنة ذاك بيني وبين الله ذاك يطوي أواخر حياته ذاك ليس معول عليه, ذاك أدى ما عليه بيني وبين الله وعمل بتكليفه ونحن لم نناقش أحد هم أحرار ولهم وجهة نظر ولكن المعول عليكم أنتم الذي غد إن شاء الله تعالى بحوث الخارج وبحوث السطح والكتابات المنابر الفضائيات المواقع أنتم ستملئونها وأمثالكم, تعالوا ضعوا قسطاً من حياتكم لمعارف الدين التي كانت قائمة إلى مئتين سنة قبل إلى المجلسي قائمة هذه, تعالوا إلى تراث العلامة, بينكم وبين الله العلامة فقط فقه كتب؟ هذه كتبه الكلامية ملأت الدنيا, كتبه الفلسفية ملأت الدنيا, تعالوا إلى المجلسي, هؤلاء كلهم كانوا مراجع الأمة مراجع الطائفة كانوا ولم يتهمهم أحد أنه أنتم أقوياء بالعقائد وبالتفسير ولكن ضعاف بالفقه لم يتهمهم أحد, هذه بدعة هذا الزمان عندما يريدون أن يسقطوا أحداً يقولون قوي بكذا وليس قوي بكذا.
وأخيراً أنتم أمامكم السيد السبزواري+, وأنا من الذين اعتقد أن السيد الخوئي كان يرى كان يريد أن يمشي بهذا الاتجاه ولكنه الجو الذي كان حاكم في الحوزة ماذا؟ وإلا بدأ التفسير, وإلا نحن لا يوجد عندنا سابقة في الأعلام المعاصرين من فقهائنا الأعلام بدؤوا بحث تفسير, ولكن بدأه من؟ السيد الخوئي كدرس رسمي, لا بدأه ككتاب, لا, درس رسمي في الحوزات العلمية.
إذن, واضح أتصور ما هو هذا المنهج وبماذا يمتاز هذا المنهج. أولاً.
وثانياً: ما هي الآثار المترتبة على هذا المنهج والآثار المترتبة على هذا المنهج.
إذن, أنت كطالب علم كمحصل كفاضل كعالم تريد أن تبحث وتدخل في التراث رجائي عين منهجك تريد أن تذهب بهذا الاتجاه أو تريد أن تذهب بهذا الاتجاه.
الآن النقاط المنهجية الأخرى التي نختلف فيها التي هي تترتب على هذا إن شاء الله في غد.
والحمد لله رب العالمين.