نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (72)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    و به نستعين

    و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و اله الطيبين الطاهرين

    من هذا اليوم إن شاء الله تعالى سوف ندخل في البحث الأول الذي نعتقده في مباحث التعارض. وهو: البحث في ضرورة عرض الروايات الواردة عن النبي والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) على كتاب الله. وهي ما تعرف بروايات العرض على الكتاب.

    طبعاً لا يخفى على الأعزة الروايات الواردة في العرض أو عرض الروايات على الكتاب كثيرة وفي مختلف الأبواب, وبعد ذلك سنقف على ألسنتها على أسنادها على مضامينها على كونها أخبار آحاد أو ليست أخبار آحاد, هل هي متواترة, هل هي مستفيضة, وأهم الأبحاث التي سنقف عندها هو أنها هذه الروايات هي أيضاً لابد أن تعرض على الكتاب هل هي موافقة للكتاب أو مخالفة للكتاب, لأنه الروايات قالت: >كل ما جاءكم عنا< فهذه الروايات جاءت عنهم فهل هي شاملة لنفسها. أيضاً لابد من عرضها على الكتاب أو أنها ليست شاملة لنفسها.

    أبحاث مهمة وضرورية وتمثل ركناً ونقطة منهجية أساسية في مبانينا عموماً, يعني أنا هذه الروايات اعتقدها واعتبرها واحدة من أهم ركائز حركة الاستنباط في منهج الذي اعتمده وهي روايات العرض على الكتاب, وإن شاء الله تعالى بعد ذلك سيتضح أنه لا أخصص ذلك فقط بالروايات العقائدية بل تشمل العقائدية وتشمل الأخلاقية وتشمل الفقهية بعد ذلك إن شاء الله كل هذه الأبحاث مفردة مفردة إن شاء الله سنقف عليها بإذن الله تعالى.

    ولكن, قبل الدخول في ذلك لابد من الإشارة إلى بعض المقدمات, هذه المقدمات أشرنا إليها إجمالاً ولكن هنا أريد أن أشير إليها مستدلة مبينة من كلمات علماء المسلمين.

    الأصل الأول أو المقدمة الأولى: أنه لا إشكال ولا شبهة أن للحديث دوراً أساسياً في فهم وتفسير منظومة المعارف الدينية, يعني: هذه النظرية التي هي في قبال نظرية >حسبنا كتاب الله< لا هذه النظرية تقول, بأنه لولا السنة لما أمكن الوقوف على المعارف الدينية من القرآن الكريم, السنة هي التي تعطينا القدرة على فهم جميع المعارف الدينية من القرآن الكريم, وإلا لولا السنة لما أمكن ذلك. التفتوا جيداً.

    قد يقول قائل: هذا لازمه إذن القرآن لكي يفهم يحتاج إلى السنة, وهذا يلزم أن يكون القرآن محتاجاً إلى من؟ إلى السنة, وهذا خلاف قوله تعالى: {تبياناً لكل شيء}.

    الجواب: مراراً ذكرنا, هذه الإشكالية إشكالية أوردوها على حديث الثقلين ونحن نستطيع أن نورد هذه الإشكالية عليهم نقضاً, التفت, ما هي الإشكالية؟ يقولون: حديث الثقلين يقول: >كتاب الله وعترتي< سؤال: يعني أن كتاب الله وحده غير كافٍ؟ فإن قلت: كافٍ يقول ما الحاجة إلى العترة, وإن قلت غير كاف؟ يقول: هذا خلاف النص القرآني الذي يقول: {تبياناً لكل شيء} إذن ما الحاجة إلى العترة؟

    إلا أن تلتزموا أن القرآن ناقص, أن القرآن محتاج, أن القرآن, وهذا كله لا يمكن لمسلم أن يلتزم به, هذه إشكالية أساسية على حديث الثقلين. وعادةً في الكتب التي كتبت عن حديث الثقلين لا يوجد ذكر لهذه الإشكالية, هذه من الإشكاليات الحديثة على حديث الثقلين وليست قديمة, وهو أنه: أنتم تقولون: >كتاب الله وعترتي أهل بيتي< طيب هذا العطف العرضية, يعني كتاب بلا عترة كافي أو غير كافي؟ تقولون غير كافي, إذن الكتاب محتاج إلى العترة؟

    الجواب نقضاً وحلاً:

    أما النقض: أنتم ماذا تقولون في السنة؟ أن الكتاب يحتاج إلى السنة أو لا يحتاج؟ سنة رسول الله حديث رسول الله يحتاج أو لا يحتاج؟ فإن قلتم: لا يحتاج, هذا خلاف ما تتبنونه, وإن قلتم: يحتاج, إذن يلزم أن يكون القرآن أيضاً ناقص, فما تقولونه في السنة نقوله في العترة. هذا الجواب كما يقال الجواب النقضي.

    ولكن تعلمون مراراً أن الجواب النقضي لا فقط لا يحل المشكلة بل يزيد الإشكال إشكالاً, ما هو الجواب الحلي؟

    الجواب الحلي في جملة واحدة وهو: ليس القرآن في نفسه محتاجاً إلى السنة والعترة, يعني الرواية من الرسول والرواية من المعصوم, أنا لكي أفهم القرآن محتاج إلى السنة وإلى العترة, لا القرآن محتاج, القرآن كاملٌ غنيٌ بيانٌ نورٌ, ولكن هل يستطيع كل أحد غير النبي وأوصيائه أن يبينوا كل ما فيه أو لا يستطيعون؟ الجواب: ليس القرآن ناقص, أنا لست قادراً على أن أفهم.

    أضرب لك مثال: هذه الكتب الطبية المكتوبة للأطباء وللمتخصصين كل الأمراض وأدويتها موجودة فيها أو لا؟ نعم, هي المراجع الأصلية للأطباء الذين يدرسونها في الجامعات.

    سؤال: أنت جنابك تستطيع أن ترجع إليها لتشخص مرضك ودوائك أو لا تستطيع؟ لمن ترجع؟ ترجع إلى المتخصص, وهو الطبيب, هذا ليس معناه أن الكتاب محتاج إلى الطبيب أنت محتاج إلى الطبيب لفهم الكتاب, فهم كبير بين أن الكتاب محتاج إلى الطبيب وهو العكس صحيح وهو أن الطبيب محتاج إلى الكتاب, ولكن أنا لا أستطيع أن أرجع إلى الكتب الطبية إلا بمساعدة الطبيب, فالنقص في المستفيد في القابل لا في القرآن الكريم.

    هذا الجواب النقضي والحلي لهذا.

    لا إشكال أن السنة لها دور, سيدنا ما الدليل على ذلك قرآنياً؟ على القاعدة نريد أن نمشي على القاعدة من قال لكم: أننا نحتاج إلى السنة؟

    الجواب: القرآن هو قال لنا أنكم تحتاجون إلى رسولي {لتبين للناس ما نزّل إليهم} فإذن القرآن يحتاج إلى بيان؟ لا, القرآن هو بيان, {هذا بيان} يحتاج إلى تبيان؟ الجواب: كلا, {تبيان} إذن ماذا يحتاج؟ يحتاج إلى تبيين {لتبين للناس ما نزل إليهم}. والآن ما أريد أن أقف عند هذا البحث التفسيري الذي لعلي في ذهني لعلي لأول مرة أطرحه في كتابي (منطق فهم القرآن, ج1, ص89) الأخوة يراجعون ذاك البحث هناك, [الفرق بين البيانية والتبيانية والتبينية] لأن القرآن يعبر عن نفسه بيان, ويعبر عن نفسه تبيان, ومع ذلك يقول لرسوله {لتبين} طيب إذا كان بيان يحتاج إلى تبيان أو لا يحتاج؟ الجواب: لا, هو بيان وتبيان لطبقة خاصة هذه الطبقة الخاصة لابد أن تفسره وتبينه وتوضحه للأمة, وهذه هي وظيفة الرسول الأعظم’. فالرسول الأعظم هو أول مبين أول مفسر أول موضح.

    سؤال: كله قرآن {لتبين للناس ما نزل إليهم} طيب من يقول أنه يجب علينا أن نقبل ما بينه لنا؟ لو كان في القرآن طيب لأخذناه مباشرة بلا بيانه, ولكن يظهر أن الذي يبينه في القرآن موجود أو غير موجود؟ غير موجود بشكل عام في القرآن, من هنا ماذا قال لنا القرآن الكريم؟ قال: {ما آتاكم الرسول فخذوه} إلهي هذا الذي آتانا من عندك؟ يقول: لا, موجود في القرآن؟ يقول لو كان موجود في القرآن طيب ما يحتاج أن أقول خذوه من رسولي, {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} نهاكم عنه, لماذا؟ قال: لأنه {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}.

    وهذا هو من أهم, هذه البيانات, هذه الآيات الثلاث, من أهم الأدلة على احتياجنا إلى السنة لفهم القرآن. طبعاً نحن عندما نقول سنة مقصودنا السنة بالمعنى العام الذي يشمل النبي والأئمة. هم عندما يقولون السنة مرادهم ما يقوله الرسول والصحابة وإلا اطمأنوا هم لا يقولون فقط الرسول, هم يقولون الرسول وفهم الصحابة.

    يعني بعبارة أخرى: لا يفترقون معنا نحن نقول النبي والأئمة هم يقولون النبي والصحابة ولذا في كتبهم الأصولية كتبوا وسنة الصحابي, ولذا صرحوا أن الصحابي إذا قال قولاً أو فعل فعلا وليس له معارض فهو حجة, عجيب كيف يصير حجة؟ يقول: لأنه يقيناً هذا الصحابي عادل إنسان جيد, فعندما عمل عملاً أو قال قولاً من أين أخذه؟ من رسول الله’ الأصل أنه عادل أمين ونحو ذلك.

    إذن, لا يتبادر إلى ذهنك نحن وسعنا السنة إلى الأئمة وهم اقتصروه على الرسول, لا والله أبداً, هم قالوها للنبي والصحابة ونحن قلناها للنبي والأئمة. (كلام أحد الحضور), الآن ذاك بحث آخر هم يقولون لا نخالف لأنه أحكام ولائية, هذه أحكام ولائية يعتبرونها. لا يوجد أحد منهم يقول قال رسول الله وأقول, وإذا قال قلت يقول صدر منه ولائياً, هذا بينته مراراً عندهم أجوبتهم العلمية في هذا. حتى في قضية المتعة >متعتان كانتا وأحرمهما< خصوصاً في متعة النساء ليس متعة الحج, في متعة النساء يقول كان حكماً ولائياً صدر من النبي فمن حق ولي الأمر, نعم من حقك أن تناقش الصغرى تقول هذا ليس ولي أمر, لا أنه إذا قبلت ولي أمر فإنه, كما الآن جنابك في دولة أحكام الولاية تقبلها وترى بأن التعدد ممنوع وأن المتعة ممنوع, ماذا بعد. على أي الأحوال, دعنا من هذا البحث لا ندخل أفضل لنا بكثير.

    إذن, هم أيضاً قالوا بأنه السنة ليس مقتصرة على الرسول وإنما تشمل غير الرسول, هم أيضاً قالوا إذا اجتمعت الصحابة على شيء فإنها مورثة للعصمة, نحن أيضاً نقول عصمة هم أيضاً يقولون بالعصمة, نعم لا يعطون العصمة لشخص وإنما يعطوها للإجماع وهذا ما صرحوا به. ولذا كل المباني العقدية الموجودة عندنا عندهم موجودة أيضاً, هم يعتقدون أن السنة ليست مقتصرة على الرسول, وأن العصمة ليست مقتصرة على الرسول, وإنما موجودة بعد الرسول, نعم يقولون نحن نخالفكم في المصداق أنتم تقولون الأئمة نحن نقول الصحابة, على أي الأحوال هذا بحث لا أريد أن أدخل فيه.

    إذن, المقدمة الأولى: هو أنه السنة بأي معنى فسرت السنة إما سنة الرسول سنة الصحابة سنة الأئمة هذا بحث مصداقي وليس بحثاً كبروي, صغروي هذا, السنة لها دور أساسي في فهم المعارف الدينية, ولولا السنة لما أمكن فهم المعارف الدينية على الإطلاق, لا لحاجة القرآن للسنة بل لحاجتنا لفهم القرآن.

    والروايات التي وردت عن الفريقين كثيرة جداً من طرقنا واضحة, أما من طرقهم: فمنها ما ورد في كتاب (شرح السنة للإمام البربهاري, المتوفى 329) هناك يقول: [قال رسول الله: ليوشك الرجل متكأً على أريكته يحدث بحديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدناه فيه من حلال استحللنا وما وجدناه فيه من حرام حرمناه ألا وأن ما حرم رسول الله فهو مثل ما حرم الله<] هذه الرواية وردت في عشرات المصادر, أخرجه الدارمي في الحديث 587, والترمذي في الحديث 2646, وصححه الألباني في (جامع الصغير) والمشكاة وغيره, يمكن للأعزة أن يرجعوا إلى هذه الروايات.

    وكذلك ما ورد في مصدر آخر, (شرح السنة للإمام البربهاري, شرحه: المدخلي, ج2) ارجعوا إلى هذه الكتب لأنها كتب مهمة.

    وكذلك الترمذي, وكذلك الدارقطني.., وغيره, ولذا هذه الجملة معروفة عنهم: (إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار أو يرد الآثار أو يريد غير الآثار فاتهمه على الإسلام, ولا تشك أنه مبتدع, وفي نص آخر أنه فيه زندقة) إذا وجدت إنسان يريد أن يبعد النص الروائي عن الدين اعلم أنه إما جاهل وإما صاحب بدعة. هذا الأصل الأول.

    الأصل الثاني: وهو الذي واقعاً مهم جداً أن يلتفت إليه الأعزة, فلا يتبادر إلى ذهن البعض أن هذه من مختصاتنا, لا والله, ولكن مع الأسف الشديد أنه لا يوجد عندنا إطلاع كامل على تراث الآخر, كونوا على ثقة في بعض الأحيان أنا أتأسف أنه هذه الحواشي لا أقولها هذه العناوين لا أبينها, هذه الحالة المذهبية التي لنا أبعدتنا عن تراث الآخر, وفي تراث الآخر كثير من القضايا كونوا على ثقة إن لم تكن أهم مما هي موجودة عندنا فلا تكون أقل أهمية مما موجودة في كتبنا ومصادرنا, ولكن هذا الحالة التخندق المذهبي أدى بنا أنه فقط الموجود في كتبنا ومصادرنا نقبله, أما ما موجود في كتب ومصادر الآخرين نقبل أو لا نقبل؟ كلها ضعيفة ساقطة كاذبة و.., مع أنه النبي والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) قالوا لنا: >الحكمة ضآلة المؤمن يأخذها أينما وجدها< أينما وجدها يعني في البحار يعني, يعني إذا وجدناها في البخاري لا نأخذها, إذا وجدناها في أي كتاب آخر ما نأخذها, وجدناها في تراث البوذية والكونفوشوسية نأخذها أو ما نأخذها؟ والله نذهب نأخذها, ولكن مع الأسف الشديد تعالوا واخرجوا من هذا التخندق الفكري, يعني التخندق العلمي أنا أعبر عنه, يعني ماذا؟ يعني إما كتابك أو ما تقرأ, لا ليس بصحيح, الآن أنا أقرأ لك مجموعة من الروايات أنظروا نظائرها موجودة في كتبنا بهذا الشكل أو لا.

    المصادر في هذا المجال كثيرة جداً, أنا أشير إلى بعض هذه المصادر.

    المصدر الأول: (المصنف لابن أبي شيبة) هذا من المصادر الذي, واقعاً للأعزة الذين يريدون أن يشتغلون في هذه المجالات ويطلعوا هذه المصادر تكون بأيديهم ولا أقل أنا عندما أرى بعض الأعزة واقعاً حتى لا يلتفت إلى أن يكتب المصدر, هذا يكشف لي بيني وبين الله لم يأتي لطلب العلم لهذا المجلس واقعاً, أقولها صريحة, لأنه هذه المصادر سنين أنا مشتغل عليها لأبين أهميتها وضرورتها وأبين لكم أهم المصادر الموجودة التي مثل كتاب الكافي مثل كتاب الاستبصار مثل كتاب من لا يحضره الفقيه, مثل هذه الكتب التي موجودة عندنا موجودة, (المصنف لابن أبي شيبة) وهؤلاء عموماً يعدون في مشايخ البخاري فضلاً عن الآخرين. (المصنف لابن أبي شيبة, المتوفى 235 من الهجرة) هناك ينقل مجموعة من الروايات: الرواية 26957, الرواية هذه: >كنت أكتب كل شيء اسمعه من رسول الله< التفتوا إلى العبارة ماذا كنت أكتب؟ كل شيء يصدر من فمه الشريف بعض الصحابة كان يكتب, أين هذه؟ كلها حرقها الخليفة الأول والثاني والثالث كلها حرقوها, لا فقط حرقوا هذه, حرقوا حتى المصاحف التي في حواشيها روايات النبي الأكرم’ لأنه كثير من الصحابة عندما كان يكتب الآية المباركة في حاشيتها ماذا يكتب؟ توضيحات وتبيين رسول الله, فعثمان ماذا فعل؟ بعنوان توحيد المصاحف ماذا فعل؟ أي مصاحف حرقها, حرق هذه المصاحف التي عليها يعني حديث رسول الله لابد أن يقضى عليه, المهم.

    يقول: [كل شيء أسمعه من رسول الله وأريد حفظه, فنهتني قريش عن ذلك] هذا الاصطلاح أحفظوه, قريش في الروايات عندنا وفي الصدر الأول عندما يطلق عموماً يراد به بنو أمية, قريش ليس مطلق قريش وإلا كثير من قريش آمنوا برسول الله وهذا من قريش ولكنه علية أهل الحل والعقد في قريش كانوا بنو أمية, وأمير المؤمنين في نهج البلاغة يقول ما كنت أعلم أن قريش تنازعني الأمر, فالذي نازعوه الأمر ليس كل الناس وإنما الذي نازعوه بنو أمية وأتباعه على أي الأحوال.

    [وقالوا تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله ورسول الله يتكلم في الرضا والغضب فأمسكت] بشر {إنما أنا بشر مثلكم} [فذكرت ذلك للنبي’] قلت يا رسول الله منعوني أن أكتب وأنا ما أدري أكتب أو لا أكتب, أنظروا إلى هذه العبارة وأحفظوها, [>قال: فقال: أكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق<] عند ذلك تحتاج إلى أن تذهب إلى رواياتنا حتى تثبت عصمة النبي؟ ما يخرج من فمه إلا حق, يعني رسول الله معصوم فقط في الأمور الشرعية أو حتى في الأمور الدنيوية؟ لأنه ما كان يخرج من فمه فقط الأحكام الشرعية, أو الأمور الدنيوية أيضاً؟ إذن ارمي بعرض الجدار رواية >أنتم أعرف بأمور دنياكم< أرميها عرض الجدار برواياتكم أنتم.

    ما كان يقوله في الموضوعات لا في الأمور الدنيوية أو الأحكام كان حقاً أو ليس بحق؟ لأنه الآن عندما مشكلة حتى عند بعض علماء الشيعة المعاصرين أن الرسول الأعظم والأئمة معصومون في الموضوعات أو ليسوا بمعصومين في الموضوعات؟ يعني أسأله فلان بالأمس يا رسول الله فلان كان قد أكل الدجاج أو السمك؟ فهل يمكن أن رسول الله لا يعلم يقول كان أكل الدجاج وهو قد أكل السمك مثلاً, هذه موضوعات أو أحكام هذه؟

    يسأل فلان أن هذا أبوذر أو غير أبوذر؟ يقول اشتباها فلان وإذا يخرج شخص آخر معقول أو غير معقول هذا؟ هذه الروايات ماذا تقول؟

    ولذا أنتم ارجعوا ما أريد أن أأتي بالأسماء, عندما يأتي بعض المعلقين على بعض الكتب الفقهية يقول: [القدر المتيقن عصمته في غير الموضوعات] هذه كلمات علماء الشيعة أو بعض علماء الشيعة لا كلهم, من أعلامنا المعاصرين نجف وقم بلا فرق. كتبوا الكتب في المجلات والجرائد وأنه أساساً لا يوجد عندنا دليل على أن النبي والأئمة لهم عصمة في الموضوعات, نعم في الأمور مرتبطة ببيان الدين لهم عصمة, هذا مورد.

    الرواية التفت والله عشرات المصادر عندي لها, وهي من الروايات المجمع عليها عندهم, يقول الرواية يعبر عنها, الرواية بعد أن ينقلها يقول: [والحديث صحيح] رواه فلان ورواه ورواه…, عشرات المصادر في هذا المجال. هذا مورد.

    المورد الثاني: ما ورد في (مسند الدارمي, المعروف بسنن الدارمي, المتوفى 255 من الهجرة) الرواية أيضاً قال: [>فنهتني قريش وقالوا تكتب كل شيء ورسول الله بشر يتكلم في الغضب والرضا فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله, فأومأ بإصبعه إلى فيه وقال اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلا حق< إسناده صحيح, أخرجه ..] وعشرات المصادر في هذا المجال.

    الرواية أيضاً في (مسند أحمد) وردت في مواضع متعددة (ج11, ص58 -523- 593).

    وكذلك أوردها الألباني في (سلسلة الأحاديث الصحيحة, ج4, 1532) [>أكتب فو الذي نفسي بيده ما يخرج منه إلا حق<].

    وكذلك (صحيح سنن أبي داود للألباني).

    وكذلك من الأعلام المعاصرين المهمين عند القوم هو العلامة الوادعي, من أعلامهم المعاصرين المقبولين عندهم يعني الوادعي أو الألباني إذا صححوه فما عندهم كلام عليه, وهو إمام السلفية في اليمن, العلامة الوادعي, العلامة والآن الكتب التي كتبت على السلفية عموماً كانت مناقشة لأفكار في اليمن أفكار الوادعي, عنده كتاب جداً قيم في هذا المجال تحت عنوان (الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين) يعني أيضاً من قبيل الحاكم النيسابوري الذي أخرج الروايات على ماذا, ولكن جداً أدق من الحاكم النيسابوري, هناك في (ج6, ص163, تحت عنوان: ما ينطق عن الهوى) يخرج الرواية.

    وكذلك يخرجها في (الجامع الصحيح, ج3, ص368, رقم الرواية 2166) [>لا يقول إلا الحق<].

    الآن بينك وبين الله أنت تحتاج لإثبات العصمة المطلقة لرسول الله أدلة من الكافي؟! تحتاج روايات البحار, تحتاج روايات كتبنا, لا أريد أن أقول أنه نستغني عنها لا, وإنما من فمك أدينك, >ألزموهم بما ألزموا أنفسهم< هم يقولون هذه الروايات.

    إذن, هذا أصل, كل ما خرج من فم الرسول الأعظم في أي مورد كان فهو حق, لأنه نحن لا يوجد >وماذا بعد الحق إلا الضلال< إما خرج من فمه ضلال أو يخرج من فمه حق, تعلمون هذه كم تنفعنا؟ الروايات الواردة في الحسن في الحسين في أمير المؤمنين في الزهراء في .., الروايات الواردة في ذم بعض الصحابة في معاوية في مروان في بعض الآخرين, هذه كلها ماذا تصير؟ حقٌ لا ريب فيه. أنظر كم من أصل أصيل هذا, الآن أنت اذهب إلى كتبنا بيني وبين الله وخصوصاً على مباني سيدنا الأستاذ السيد الخوئي قد تكون بعض الروايات موجودة في بعض كتبنا الروائية ولكن مع هذا المبنى الرجالي صحيحة أو ليست بصحيحة؟ تعالوا انفتحوا على تراث الآخر, وحقكم تجدون ما لا تصدقون.

    ولذا أنا هذه الدعوة قلتها مراراً والآن أيضاً أكررها للأعزة, قلت أنا شخصاً عندي استعداد أن كل كتب الشيعة أضعها جانباً وكل ما نحتاج من عقائد مدرسة أهل البيت, لا أقل الحد الأدنى أثبتها من مصادر السنة, وبأهم رواياتهم المعتبرة الصحيحة من أهم كتبهم الروائية. بينك وبين الله مذهب قائم على هكذا أسس هذا واقعاً يفتخر الإنسان به أو لا يفتخر؟ على أي الأحوال.

    إذن, تعالوا ودعوتي للأعزة الذين هم أهل مطالعة أهل تحقيق يريدون أن يراجعون تعالوا انفتحوا على تراث الزيدية وعلى تراث السلفية وعلى تراث الوهابية وعلى تراث ابن تيمية وعلى تراث المصادر الروائية كلها انفتحوا, تقول لي سيدنا: العمر كم؟ أقول طيب جيد جداً, المهم لابد أن تشتغل, العمل هو هذا. واطمأنوا إن الله إذا وجد فيكم صدق النية واقعاً يجعل البركة في أعمالكم اطمأنوا, والله مسيرة المائة سنة يطويها لكم في عشرة سنوات.

    الآن تلك عنايات إلهية وأنا من باب المثال.

    كما طواها الله سبحانه وتعالى للنبي والأئمة, هؤلاء لم يدرسوا ولم يكتبوا وإنما كانوا من بطون أمهاتهم يعلمون, طيب من أين عرفوا هذا؟ الله سبحانه وتعالى عنده عنايات >إن لربكم نفحات ألا فتعرضوا لها<. نفحة واحدة تغنيك عن مائة عام بحث وتحقيق.

    إذن هذا هو الأصل الأول وهو أن السنة ضرورية لفهم المعارف الدينية, ولا يمكن الدخول إلى فهم الدين من غير السنة.

    المقدمة الثانية تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/04/23
    • مرات التنزيل : 1461

  • جديد المرئيات