نصوص ومقالات مختارة

  • مشروعية التوسل بالنبي(ص) في حياته وبعد موته الحلقة الثالثة عشرة

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    مختارات من مقامات المصطفى (ص) الحلقة﴿17﴾

    المقدم: السلام عليكم ورحمة الله بركاته.

    أرحب بسماحة آية السيد كمال الحيدري.

    سماحة السيد انتهينا إلى نتائج في البحث السابق، ما هي أهم النتائج التي انتهينا إليها؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل ومحمد وعجل فرجهم

    بودي أن أشير إلى مقدمة، ألا وهي أنه أساسا عندما نتكلم عن الولادة هل للنبي (صلى الله عليه وآله) لخاتم الأنبياء ولادة واحدة أم هناك ولادتان؟ لا إشكال ولا شبهة قرآنيا وروائيا أن لخاتم الأنبياء والمرسلين نحوين من الولادة، النحو الأول من الولادة هذه الولادة التاريخية التي يعرفها ونعرفها الجميع، ولكن هناك نحو آخر من الولادة وهي الولادة في عالم المعنى في عالم الملكوت لا في عالم الملك والشهادة، وتلك الولادة لها خصائصها الخاصة بها ولها آثارها الخاصة بها، وتلك الولادة إن شاء الله إذا اتضحت ما هي حقيقتها عند ذلك سننتقل إن شاء الله تعالى إلى ولادة أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام أن لعلي أيضا نحو واحدا من الولادة أو أيضاً له نحوين من الولادة؟ الولادة في عالم الملك والشهادة والدنيا وولادة في عالم الملكوت والباطن والمعنى، ولذا أنا أعتقد بأنه الولادة الملكية وإن كانت مهمة ولها آثار ولكن الحقيقة إنما تكمن في الولادة الملكوتية في ولادة المعنى في الولادة التي هي مرتبطة بعالم المعنى، بعالم الباطن، بعالم الملكوت، بعالم السر بحسب اصطلاح أهل المعرفة لا بعالم الظاهر بعالم الدنيا بعالم الملك بعالم الشهادة. أما ما هو الفرق بين هذين النحوين من الولادة وبين هذين القسمين من الولادة؟ وهل أن الولادة هناك إذا تقدمت أيضاً كالولادة هنا إذا تقدمت؟ أنا أضرب مثال نسأل بأنه ذيك الولادة كيف ومن أي شيء يتولد ومن أي حقيقة تتولد مثل هذه الوجودات؟ انظروا في نشأة الدنيا ليس بالضرورة إذا كانت الولادة متقدمة زمانا فهو أشرف وأكمل ممن يأتي بعده زمانا. آدم متقدم من حيث الزمان على الخاتم، ولكن لا إشكال ولا شبهة أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) أفضل من آدم بما لا يعد ولا يحصى، مع أنه من حيث الزمان متأخر، إذن هنا التقدم والتأخر الزماني لا يكشف عن التقدم والتأخر الشرفي والرتبي والمقام عند الله سبحانه وتعالى قد يكون المتأخر أفضل من المتقدم وقد يكون المتقدم أقل شأنا من المتأخر. هل هذا الأمر ينطبق على الولادة الملكوتية أم أن المتقدم هناك هو أفضل وأشرف وأعلى شأنا ومقاما ممن يأتي من بعده؟ بل سوف يكون المتقدم هناك هو الواسطة لإيصال كل فيض وبركة لمن يأتي بعده، وهذه حقيقة مهمة إذا استطعنا أن نثبتها لخاتم الأنبياء والمرسلين أو نثبتها لعلي أمير المؤمنين عليه السلام أنه المتقدم وجودا ورتبة ومقاما وشرفا على باقي المخلوقات لا فقط على باقي الأنبياء والمرسلين بل على جميع المخلوقات، نعم الذي تقدم عليه هو حقيقة الخاتم، إذن نحن إذا أردنا أن نتكلم بلغة مراتب الوجود، المرتبة الأولى لخاتم الأنبياء والمرسلين الذي بدء به الوجود، وافتتح به نظام عالم الإمكان، هو حقيقة الخاتم (صلى الله عليه وآله) والمرتبة الثانية بعده مباشرة تأتي لعلي أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، هذه أبحاث طبعا من الواضح المشاهد الآن يتساءل ما هو دليل ذالك قرآنيا وروائيا؟ وهل دليل ذلك الروائي موجود في كتب أهل السنة أو أنه مختص بمدرسة أهل البيت؟ هذه إن شاء الله جميعا نوكل الحديث عنها إلى شهر رمضان.

    المقدمة الثانية هو أنه صحيح أنه الحديث الآن عن مشروعية التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله) ولكن وجدتم نحن في الحديث الثاني الذي قرأناه وجدنا أن دائرة التوسل بدأت تتسع كثيرا، اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، فما بالك بمن هو من أهل بيت النبوة والطهارة، علي سيد الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام، يعسوب المؤمنين، واقعا هذه الحقائق لابد أن نعرف، إذن البحث وإن كان منصب على التوسل بالنبي الأكرم ولكن كل هذه المقدمات سوف توصلنا إلى نتائج أساسية وهو جواز ومشروعية التوسل بالأنبياء الآخرين ومشروعية التوسل بباقي الأولياء، بباقي الأوصياء وهكذا وهكذا تتسع الدائرة، إذن لا يتبادر إلى ذهن أحد أن القضية منحصرة بوجود الخاتم (صلى الله عليه وآله)، نعم حديثي أنا وضعته في هذه الدائرة ولكن كما يقال بأن الدليل الذي نقيمه بعد ذلك سنجد أنه يوسع الدائرة ليشمل غير النبي.

    أما جواب السؤال ما أهم النتائج؟ أهم النتائج التي انتهينا إليها أن هذا الحديث، اللهم إني أسألك بحق السائلين  وهو الحديث المرفوع الوارد عن النبي لا الموقوف، يعني رسول الله علم من يخرج إلى الصلاة أن يقول أو يدعو بهذا الدعاء الله إني أسألك بحق السائلين عليك قلنا أنه ورد هذا الحديث في مصنفات حديثية التزم أصحابها أن لا يوردون في مصنفاتهم إلا ما هو الصحيح والمعتبر، الحسن إذا نقول ذهن المشاهد قد يذهب إلى أنه درجة أقل، لا لا، يعني ما هو حجة بين الكاتب والمؤلف وبين الله يعني يستطيع أن يجعله حجة بينه وبين الله، له حجية، بغض النظر أنه عن درجة هذه الحجية، ولهذا ذكرنا مجموعة من هؤلاء منهم الإمام أحمد بن حنبل ومنهم الإمام ابن خزيمة وغير ذلك وأشرنا إليهم.

     النتيجة الثانية: أن جملة من أعلام المسلمين صرحوا بأن هذا الحديث بهذا السند حديث صحيح ومعتبر، فقط أنا للتذكار المصنف لبن أبي شيبة تحقيق محمد عوامة المجلد الخامس عشر صفحة 107 يقول: «وبهذا يحكم بترجيح رفع الحديث على وقفه، إذن هو حديث مرفوع وليس بموقوف وقد حسن الحديث جماعة من الأئمة الحافظ عبد الغني المقدسي وكذلك أبو الحسن المقدسي، شيخ المنذري والدمياطي في المتجر الرابح وكذلك العراقي في تخريج الإحياء وكذلك ابن حجر في نتائج الأفكار و من المعاصرين أشرنا أحمد الزين أيضاً في تعليقاته على مسند الإمام أحمد.

    النتيجة الثالثة أن جملة من الأعلام نقلوا هذا الحديث، نعم لم يصححوه ولكنه أيضاً لم يضعفوه كما نقلنا عن ابن قيم الجوزية في زاد المعاد.

    وممن ذكر هذا الحديث مستندا إليه وهو العلامة الكبير ابن بطال الذي له شرح مهم وأساسي على صحيح البخاري، المتوفى 449، فهو متقدم على ابن حجر في مراتب متعددة، على أي الأحوال على صحيح البخاري المجلد الثاني دار الكتب العليمة ص 340 و 341، يقول: « فطلبنا في الآثار والقرآن ما جانس هذه الدرجات < يعني الدرجات الذي يخرج إلى الصلاة « منها لزوم الخشوع في السير إلى المسجد، ومنها لزوم الذكر في سيره إلى المسجد وقد روي وكيع عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن سعيد الخدري قال من قال إذا خرج إلى الصلاة اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، فيجعله من الأذكار في هذا المجال، ثم يقول ومثل هذا لا يدرك بالرأي، إذن لا يقول قائل لنا لعله هذا رأي أبي سعيد، يقول هذا المسائل تحتاج إلى الوحي لأنها أمور توقيفية، ومثل هذا لا يدرك بالرأي ولا يكون إلا عن الرسول يعني يؤكد على أن الحديث مرفوع وليس بموقوف، إذن النتائج التي انتهينا إليها واضحة وهو أن هذا الحديث أولا له أصل، ثانيا معتبر، ثالثا استند إليه واحتج به أعلام كبار، إذن فما ذكره الشيخ ابن تيمية من أن هذا الحديث ضعيف وما ذكره الألباني من أن هذا الحديث ضعيف جدا أو كأنه لا أصل له كلام لا يستند إلى أصل علمي صحيح.

    المقدم: نعود إلى من ضعفه، الذين ضعفوا هذا الحديث هل ضعفوه من حيث السند أو من حيث المتن؟

    سماحة السيد: هذه قضية أساسية، إذا تتذكرون نحن عندما وقفنا عند حديث الأعمى، قالوا أن السند تام ولكن المضمون غير تام، يعني ناقشوا في مضمون الحديث، في فقه الحديث، في متن الحديث، قالوا بأنه وإن كان ظاهر الحديث هو التوسل بذاته المقدسة إلا أنه لابد من التأويل، هنا في هذا الحديث وهو حديث اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك هل أنهم ناقشوا في متن الحديث، مضمن الحديث وقالوا أنه لا دلالة للحديث على ذلك أو أقروا وصرحوا أن الحديث دال على التوسل بذات السائلين وبحق السائلين على الله، ولكنهم قالوا أن الحديث ضعيف من حيث السند، ولذا نجد العلامة الألباني عندما يأتي في كتاب التوسل أنواعه وأحكامه تحقيق محمد عيد العباسي، صفحة 92، هذه عبارته يقول بأنه الأحاديث الواردة في التوسل على نوعين: « الأول ثابت النسبة إلى رسول الله ولكنه لا يدل على مرادهم < وهو حديث الأعمى، النوع الثاني « والنوع الثاني غير ثابت النسبة وبعضه يدل على مرادهم ومنه حديث أبو سعيد الخدري مرفوعا < إذن هو يقر أن الحديث من حيث المضمون دال على مراد الذين أجازوا وقالوا بمشروعية التوسل بذات النبي وبحق السائلين على الله، وهذه نقطة أساسية ومهمة، ولذا تجد أن العلامة الألباني يتوجه بكل إمكاناته لتضعيف سند الحديث، يقول الرواية عن أبي سعيد الخدري، « من خرج من بيته إلى الصلاة، رواه فلان وفلان إلى آخره < لم يجد مجالا للتضعيف المتني للحديث وإنما حاول أن يضعفه سندا، الآن من هنا أتصور بأنه نحن لا نحتاج أن نتكلم كثيرا في متن الحديث لأنه حتى الألباني مقر على  أنه إذا تم سند الحديث لا مجال للمناقشة في المتن، طبعا بعض الأعزة بدأ يقول أن الحديث بدأ يأخذ منحى علميا، نعم اعتقد ذلك ولكنه بعض الأحيان نحتاج إلى هذا المنحى العلمي لأنه يترتب عليه آثار مهمة.

    في سند هذا الحديث يوجد شخصان، الذي وقع فيه الكلام بين علماء الجرح والتعديل الشخص الأول هو فضيل بن مرزوق، تعالوا معنا لنرى من هو فضيل بن مرزوق؟، هذا كتاب تقريب التذهيب لبن حجر العسقلاني، الصفحة 786، رقم الترجمة 5472،  «فضيل بن مرزوق الأغر الكوفي صدوق يهم ورمي بالتشيع <، إذن الآن ذكر وصفين، صدوق، هذا ليس لدينا مشكلة به، أما يهم ورمي بالتشيع، إذن يقر ابن حجر على أن فضيل ابن مرزوق، صدوق، السؤال المطروح هو أنه هذه كلمة يهم ما معناها؟ رمي بالتشيع سيأتي أن التشيع هل يقدح في الراوي أو لا، وماذا يقول كبار علماء أهل السنة في أن التشيع الراوي هل يقدح في سند الرواية أو لا؟، بعد ذلك سأقرأ لكم عبارات لعله لم تسمعوها من قبل وهو أن كبار علماء أهل السنة وأعلام علماء أهل السنة يقولون لو حذفنا أسماء أو الرواة الشيعة من روايات أهل السنة لما بقي عندنا حديث صحيح، هذا أصل، لا أقل العمود الفقري من رواياتكم تسقط، تقول واقعا أن هذه الرواة في المسانيد والسنن والصحاح عندهم أكثرها أو كثير منها من الشيعة، نعم نعم نعم لأن أعلام أهل السنة صرحوا أن عموم التابعين بل أكثر التابعين كانوا من الشيعة، وأنتم تعلمون أن الذين نقلوا الروايات من الصحابة إلى تابع التابعين هم من التابعين، هذه الحلقة حلقة التابعين أغلبهم من الشيعة، هذه كأصل احتفظوا بها، البعض قد يقول لماذا تدخل الأبحاث العلمية؟، أعزّائي أنا أريد أن يعلم المسلمون جميعا كونوا على ثقة هذه القطيعة التي الآن موجودة بين السنة والشيعة هذه القطيعة لم تكن موجودة في ذلك الزمان، نعم كانوا يختلفون، هذه فتن بني أمية، هذه فتن الوهابية، هذه فتن النهج الأموي، هذه فتن الألباني وخط شعيب الأرنئوط، فتن السلفية، ليس مطلق السلفية، أنا لا أعتقد أن مطلق السلفية يقولون هذا الذي نسمعه في الفضائيات لأن العلامة الآلوسي من السلفية ولكن لا يقول هذا الكلام، إذن هذه النقطة التفتوا إليها وهو أنه ما هو دور الرواة الشيعة التابعين والمعتقدين بإمامة أئمة أهل البيت في تراث أهل السنة؟ وهذه قضية أنا أتصور أن هذا باب ينفتح منه ألف باب لإيجاد التواصل العلمي، أنا لا أدخل في مسألة التقريب والوحدة، هذه المفاهيم مع الأسف الشديد لا تدل على المراد منها، لأنها أخذت أبعاد سياسية وأنا لا أتكلم في البعد السياسي بل أتكلم في البعد العلمي، من أفضل الطرق لإيجاد هذه الوصلة وهذا الانسجام بين هذين التيارين الأساسيين الموجودين في الأمة الإسلامية وهم الشيعة والسنة، من أفضل طرق التواصل هو الرجوع إلى تراث أهل السنة لنرى ما يوجد من الشيعة في تراثهم، وما يوجد من رواة السنة في تراث الشيعة.

    تعالوا معنا إلى فضيل بن مرزوق الذي عبر عنه يهم، هنا لا أحتاج أن أنقد الإمام والحافظ ابن حجر العسقلاني وإنما أترك النقد لعلمين معاصرين من أهل التحقيق وهما الدكتور بشار عواد معروف والشيخ العلامة شعيب الأرنئوط، أنظروا ماذا يعلقان على كلام ابن حجر العسقلاني عندما يصف رجلا أو راويا بأنه يهم، عندما يقول صدوق يهم، ماذا يعني هذا؟ هل تضعيف له؟ هل توثيق له؟ هل طعن فيه؟ هل هذا تجريح فيه؟ هل بعد يمكن الاستناد إلى حديثه؟ في هذا المجال، في كتاب تحرير تقريب التذهيب، يعني هؤلاء حاولوا أن يهذبوا ابن حجر العسقلاني، من؟ بشار عواد معروف وشعيب الأرنئوط، في الجزء الأول ص 17 يقول: أما المختلف فيهم من الصحافة، يقول هناك مجموعة من الرواة اتفقوا على توثيقهم وهناك مجموعة من الرواة اتفقوا على تضعيفهم وهناك مجموعة من الرواة وقع الاختلاف فيهم، وهنا نحن نضع يدنا على المختلف فيهم، يقول وأما المختلف فيهم فقد استعمل لهم يعني ابن حجر العسقلاني تعابير غير محددة، يعني مبهمة لا تعني شيئا، فقال فيهم صدوق يهم، يعني هذا عبارة يهم لها معنى محدد أو لا؟ يقول: فقال فيهم صدوق يهم أو صدوق يخطئ من غير دراسة عميقة لأحوالهم، إذن لماذا يقول هذا الكلام؟ كأنه يريد هكذا يقول، يقول أنا ما كان عندي وقت أن أبحث عنه أنه يعتمد عليه أو لا؟ فعلي القارئ أن يذهب ويحقق في أمره، يعني ليس بصدد تضعيفه، قال فكأنه يطالب القارئ بدراسة كل حديث من حديث هؤلاء على حدة ليتبين للدارس إن كان وهم فيه أو لا، لأن الصدوق الذي يهم أو الذي يخطئ أو الذي عنده مناكير وإنما هو في الحقيقة حسن الحديث، عندما أنت تقول يعني حديثه محسن، ولكن لماذا يقول صدوق يهم؟، يقول هو حسن الحديث ولكن في بعض الأحيان حديثه لقراءة خارجية لا يمكن الاعتماد على حديثه، يضع علامة استفهام ، يقول إنما هو في حقيقة الأمر حسن الحديث في مواضع ضعيف الحديث في مواضع فيعتبر حديثه، وعلى هذا الأساس عندما جاء هذان العلمان إلى فضيل ابن مروزق قالوا له، عندما قال صدوق يهم، هكذا عبروا في رقم الترجمة 5437 المجلد الثامن من تحرير تقريب التذهيب ص 163 قال: « فضيل ابن مرزوق الأغر بعد أن قال صدوق يهم ورمي بالتشيع من السابعة قال قوله يهم لا معنى لها، بعد أن أنزله إلى مرتبة الصدوق الحسن الحديث، فقد وثقه سفيان الثوري وابن معين في أصح الروايات والعجلي ويعقوب ابن سفيان وابن خراش وقال البخاري مقارب الحديث وقال ابن عدي أرجوا أنه لا باس به، نعم ضعفه النسائي، إذن القضية ليس هكذا أنه إذن مجمع على تضعيفه، هؤلاء رفعوا علامة الاستفهام، إلى أن قال أبو حاتم وقال أحمد لا أعلم إلا خيرا، وقال أبو حاتم صدوق صالح الحديث، إلى آخره… . إذن فيما يتعلق بفضيل ابن مرزوق تجدون بشكل واضح وصريح ابن حبان في كتاب الثقات يجعله من الثقات، في المجلد الرابع فضيل ابن مرزوق الرئاسي صفحة 195 قم الترجمة 3778. إذن لا توجد مشكلة عندنا من طرف فضيل بن مرزوق.

    المقدم: انتهينا من فضيل بن مرزوق، نأتي إلى عطية العوفي من حيث الجرح والتعديل.

    سماحة السيد: قلنا هناك شخصيتان وقع فيهما الكلام، الأولي هي فضيل بن مرزوق واتضح بأنه موثق عند جملة من الأعلام وإن حاول البعض أن يضعفه وإلا أنه نادرا يوجد شخص مجمع على توثيقه من الجميع، لا قد يقع الاختلاف في الكثير، الشخصية الثانية وهي عطية العوفي، لا إشكال ولا شبهة أن عطية العوفي من كبار الشيعة، لأنه هو أول من زار الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام بعد استشهاده مع جابر، عطية العوفي مع جابر هو كان عطية وبحثه سيأتي بأنه أساسا من هو عطية، أين تكمن أهمية البحث في عدالة ووثاقة والاطمئنان إلى رواية عطية العوفي؟ الجواب لأنه إذا ثبت أن عطية العوفي ثقة يحتج بحديثه هذا معناه أننا نحيي مئات الروايات في كتب أهل السنة وإذا ثبت أنه ضعيف لا يمكن الاحتجاج به، هذا معناه سقوط مئات الروايات في كتب أهل السنة، أنا أريد أن الأعزة يتلفتوا، عندما أقف ليس همي أن أقف عند عطية كشخص، لا أريد أن أرتب عليه نتائج مهمة، إذن الشخص له تراث كبير، جدا، هذا التراث موزع على التفسير والحديث في العقائد وفي الفقه وفي التأريخ وفي كتب التأريخ وفي كتب الفقه والعقائد والتفسير و… وبعد ذلك سيتضح واحدة من أهم مصادر ومن أهم الروايات التي استند إليها الطبري هي روايات عطية العوفي، فإذا صار البناء أن نسقط عطية العوفي عن الاعتبار لابد أن نسقط الروايات كلها في تفسير الطبري وتفسير ابن أبي حاتم وتفسير ابن كثير و… إذن القضية خطيرة جدا.

    عطية العوفي على الاحتمال الأقوى أن ولادته في سنة 37 من الهجرة، وأن وفاته في 127 من الهجرة، الآن البعض يقول في سنة 111 من الهجرة ولكنه لعل التحقيق الذي قام به المحقق لكتاب تفسير القرآن الكريم للمفسر المحدث الفقيه عطية العوفي المتوفى 127 من الهجرة، والأعزة إذا أرادوا أن يرجعوا إلى هذا البحث يرجعوا في المقدمة  ص 23، يقول «لم تثبت المصادر من كتب الرجال والترجمة على وجه التحديد تأريخ ولادة ووفاة عطية العوفي وقد ظهر لنا بعد التتبع والنظر أن عطية العوفي ولد عام 37 من الهجرة وتوفي عام 127 هـ <. إذن تسعين عام ومن هنا واقعا يقع في طبقة وسيطة بين الصحابة والتابعين من الطبقة الأولى وبين تابع التابعين والطبقات اللاحقة لهم، إذن له دور أساسي مفصلي في نقل الروايات، مفصلي لأنه في هذه المدة لم يكن حديثه بعد مدونا وإنما كان في صدور الرجال، يعني إذا أسقطنا هذا الراوي هذا الراوي سوف تسقط عندنا المصادر الحديثية، لأن المصادر الحديثية عموما بدأت في أواسط القرن الثاني ثم القرن الثالث وانتهينا، إذن تأتي أهمية أمثال العطية العوفي، ما سأقفه عنده محاور ثلاث:

    المحور الأول: ما هي أقوال أعلام الجرح والتعديل في عطية؟

    المحور الثاني: ما هي أقوال أعلام المحدثين وأصحاب المسانيد والسنن والصحاح في عطية العوفي؟ هؤلاء الذين كتبوا الصحاح كتبوا المسانيد كتبوا السنن، ابن ماجه، الترمذي، أبو داود، مسند أحمد، كيف نظروا إليه؟ واقعا نظروا إليه كشخص يمكن الاعتماد عليه أو لا يمكن الاعتماد عليه؟

    المحور الثالث: أقوال أعلام المفسرين في عطية العوفي، وهذا يكشف لك أنه كان له دور كبير، ولذا تجد أن أهل الجرح والتعديل اعتنوا بأمره،المحدثين اعتنوا به، المفسرين اعتنوا به.

    أما المحور الأول: نبدأ بابن تيمية، مجموع فتاوى ابن تيمية، المجلد الأول، ص 288، بعد أن نقل رواية اللهم إني أسألك بحق السائلين، قال: « وهذا الحديث هو من رواية عطية العوفي عن أبي سعيد عن الخدري وهو ضعيف بإجماع أهل العلم <. سابقا كانوا محدثين الآن نريد أن نرى أهل الجرح والتعديل ماذا قالوا في حقه؟ من الواضح ابن تيمية في القرن السابع والثامن والجرح والتعديل لابد أن نرجع إلى المتقدمين، لابد أن نرى ماذا قالوا أصحاب الاختصاص في عطية العوفي، أصحاب من تكون شهادتهم معتبرة شهادتهم حسية لا أصحاب هؤلاء المتأخرين عنه، يعني أنا أريد أبين قضية مهمة، لو أردنا أن نتكلم عن صحابي من الصحابة، إذا نريد أن نعرف أنه ثقة أو غير ثقة لابد أن نذهب إلى من يشهد بوثاقته ممن كان معاصرا، أما بعد ذلك يأتي بثمانية قرون شخص يكون عادل أو يقول ليس بعادل؟ هذه لا قيمة لمثل هذه الشهادة، لأن الشهادة لابد أن تكون قريبة من الحس لابد أن تكون قريبة من المشهود له، إذن ادعى الإجماع على هذا، وعلى هذا الأساس تلامذته أيضاً مشوا هذا الممشى، ولذا تجد المغني في الضعفاء للإمام الذهبي المتوفى 748 في الجزء الثاني أعزّائي، يقول: « عطية بن سعد العوفي تابعي مشهور مجمع على ضعفه <، هذا المورد الثاني وتبعا لهما نجد العلامة الألباني أيضاً استند إلى الذهبي وإلى ابن تيمية لإثبات أنه مجمع على ضعفه، يقول: « مجمع على ضعفه كما قال في الضعفاء وقال الذهبي وقال ابن تيمية <. الآن تعالوا معنا جميعا واقعا لنقف عند أعلام الجرح والتعديل لنرى ماذا قالوا في هذا الرجل؟ واقعا يوجد إجماع؟ أنا لا أريد أن أدعي أنه يوجد إجماع على توثيقه ولكن هل يوجد إجماع على تضعيفه وتجريحه وإسقاطه عن الاعتبار؟ الشخص الأول الذي أقف عنده هو يحيي بن معين، ماذا قال يحيى بن معين في حق عطية العوفي؟ قبل أن أشير ماذا قال يحيي بن معين في عطية بودي أن يعلم المشاهد من هو يحيي بن معين؟ في كلمتين في تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي المتوفى 742 من الهجرة، تحقيق بشار شعيب الأرنئوط المجلد 31 هذه عبارته يقول: رقم الترجمة 6926 يقول: يحيي بن معين إلى أن يأتي ويقول « إمام أهل الحديث في زمانه والمشار إليه من بين أقرانه < ثم يأتي في صفحة 535 يقول: « ولا أعلم بالإسناد من يحيي < لا يوجد شخص أعلم بالأسانيد من يحيي بن معين، وقال أبوبكر الإسماعيلي عن يحيي بن معين، قال « ويحيي أعلمهم بالرجال وقال فلان وفلان، قلت لبن الرومي سمعت أبا سعيد الحداد يقول الناس كلهم عيال على يحيي بن معين < كلهم تلامذته، « فقال صدق ما في الدنيا أحد مثله، سبق الناس إلى هذا الباب الذي هو فيه لم يسبقه إليه أحد وأما من يجيء بعده لا ندري… <، هذا كلام جملة من الأعلام في يحيي وقال ابن حجر في تقريب التهذيب : « يحيي بن معين ثقة حافظ مشهور إمام الجرح والتعديل، إذا كان هذا إمام الجرح والتعديل لنرى ماذا يقول، ميزان الاعتدال للذهبي ينقل عن يحيي بن معين ماذا يقول في عطية العوفي، ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي، تحقيق محمد بركات، الجزء الثالث ينقل عنه، رقم الترجمة 5379،  « عطية بن سعد العوفي وقال ابن معين صالح <، وقال ابن شاهين ينقل عن يحيي بن معين، تاريخ أسماء الثقات، صفحة 233، رقم الترجمة 1052، « عطية العوفي ليس به بأس قاله يحيي <، وكذلك في تاريخ أسماء الثقات، يعني إلى الآن صار يحيي بن معين يعتبره صالح ولا بأس به وابن شاهين المتوفى 385، ليس ابن تيمية المتوفى في أواسط القرن الثامن، فرق كبير، تعالوا معنا إلى ابن سعد في الطبقات الكبرى، الطبقات الكبرى لبن سعد أعزّائي في الجزء السادس  ص304، قال: « عطية بن سعد وكان ثقة إن شاء الله <، إذن إلى الآن صارت العبارات صالح لا باس به ثقه، « وله أحاديث صالحة ومن الناس لا يحتج به <، ابن سعد يقول نعم وهناك من لا يحتج بسعد، ومن حقه لأنه الرجل بيني وبين الله وقع فيه الاختلاف، وعلى هذا الأساس عندما نأتي إلى سبط ابن العجمي، عندما ينقل عبارة مجمع على تضعيفه لأن الذهبي قال مجمع على تضعيفه، انظروا سبط ابن العجمي في حواشيه على الكاشف، في معرفة من له رواية في الكتب الستة، للحافظ الذهبي ومعه ذيل الكاشف للحافظ أبي زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي وحاشية الكاشف لسبط ابن العجمي الحلبي، لنرى سبط ابن العجمي الحلبي ماذا يقول، بعد أن ينقل الرواية يقول مجمع على ضعفه، « وقد حسن له الترمذي في جامعه ، حديث لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ، قال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وقال العجلي تابعي ثقة <، إلى هنا اتضح لنا على مستوى علماء الجرح والتعديل هل يوجد إجماع على تضعيفه أو الإجماع في الطرف الآخر؟، الآن لا يوجد الإجماع لا أقل تسعين بالمائة من الذين تكلموا عن عطية العوفي قالوا صالح لا بأس به ثقة يعمل بحديثه يحتج به، طبعا في معرفة الثقات للعجل كما نقلنا وكذلك ابن الجوزي في تذكرة الخواص وغير ذلك وغير ذلك، هذا تمام الكلام في المحور الأول وهو ما يقول عنه أهل الجرح والتعديل طبعا بنحو الإجمال وإلا البحث مفصل.

    المحور الثاني: ماذا يقول أعلام المحدثين وأصحاب السنن والمسانيد في حقه؟ الأعزة يتذكرون أنا لا أريد أن أطيل على الأعزة، الأعزة يتذكرون فيما سبق قلنا هذا المعنى بأن العلامة الألباني في الذب الأحمد عن مسند الإمام أحمد نقل مجموعة الكلمات في بيان قيمة هذا الكتاب، كتاب مسند الإمام أحمد، قال أبو موسى المديني في خصائص المسند المتوفى 581 وهذا الكتاب أصل كبير ومرجع وثيق لأصحاب الحديث انتقى من حديث كثير فجعله إماما ومعتمدا وعند التنازع ملجأ ومستندا.

    مورد آخر: وقال الهيثمي « مسند أحمد أصح صحيحا من غيره وقال الحافظ بن حجر هذا المصنف العظيم الذي تلقته الأمة بالقبول والتكريم وجعله إمامهم حجة يرجع إليه ويعول عند الاختلاف عليه, وقال السيوطي: كل ما في مسند أحمد فهو مقبول فإن الضعيف الذي فيه يقرب من الحسن <، وقال العلامة الصنعاني في سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام الجزء الأول صفحة 86 « وألف المسند الكبير أعظم المسانيد وأحسنها وضعا وانتقادا فإنه لم يدخل فيه إلا ما يحتج به <، إذن كل الروايات الموجودة فيه مورد الاحتجاج والقبول وقال الإمام الشوكاني في نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار الجزء الأول صفحة 125، قال « وأنه أحسن انتقاءا وتحريرا من الكتب التي لم يلتزم مصنفوها الصح في جميعها < وهو التزم الصحة في جميعها.

    ماذا فعل بالروايات التي في سندها عطية العوفي؟ هل جاء بها في مسند أحمد أو لا؟ لأنه إذا جاء بها يعني صحيحة، لأنه لا يأتي إلا بما يحتج به، وإذا جاءت في مسند أحمد واقعا رواية واحدة أو روايتين أو أكثر؟ هذا مسند الإمام أحمد بن حنبل تحقيق شعيب الأرنئوط المجلد 50، يعني في الفهارس، قال عطية بن سعد العوفي، رقم الرواية: 3008، 4998، 5227، 5521، 5634،  وإلى أن نصل إلى 19346، ينقل 69 رواية من عطية العوفي. بيني وبين الله إذن الإمام أحمد ابن حنبل احتج بالروايات التي يوجد فيها عطية العوفي أو لم يحتج؟ قال حجة، إذا تتذكرون عبارة الألباني قرأناها قال في صفحة12: « إن هذا الكتاب قد جمعته وانتقيته من أكثر من 750000 فما اختلف المسلمون فيه من حديث رسول الله فارجعوا إليه، فإن كان فيه وإلا فليس بحجة <، يعني إن كان فيه فهو حجة وإن لم يكن فيه فليس بحجة، يعني 69 رواية احتج بها الإمام أحمد بن حنبل في مسنده فيها عطية العوفي. هذا المورد الأول.

    المورد الثاني: من الأئمة الكبار الذين استندوا إليهوصححوه هو الإمام الحجة ابن خزيمة، في كتاب التوحيد المتوفى 311، قال في كتابه التوحيد المجلد الثاني صفحة 760، انظروا إلى عنوان الباب، باب ذكر أخبار ثابتة السند، صحيحة القوام من حيث السند والمتن ثابتة، قد يحسب كثير من أهل الجهل أنها خلاف الأخبار التي قدمنا ذكرها، قد يتصوّر البعض أنها ضعيفة ويعبر البعض عنهم بأنهم من أهل الجهل، تعالوا معنا في صفحة 765 قال « حدثنا بشر بن معاد، قال حدثنا عبد الله عن زكريا بن أبي عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة <، يعبر عنها أخبار ثابتة السند صحيحة القوى، إذن الإمام يعتبر عطية سنده معتبر، وكذلك في كتابه صحيح بن خزيمة، إذن كل من جاء فيه صحيح، الجزء الثاني صفحة 879 قال: «عن فراس عن عطية عن أبي سعيد عن نبي الله قال إذا تطهر الرجل فأحسن الطهور <، هذا مورد ثاني.

    المورد الثالث: الذي يصرون على أنه هذا من الثقات ومن أعلام الثقات، الإمام الحافظ الحاكم النيسابوري في كتابه المستدرك على الصحيحين، في مقدمة كتابه يقول الروايات التي أخرجتها هنا وأنا أستعين الله على إخراج أحاديث رواتها ثقات، قد احتج بمثلها الشيخان أو أحدهما، وهذا شرط الصحيح عند كافة فقهاء أهل الإسلام، وينقل عشرة أحاديث عن عطية العوفي، فيجعل عطية العوفي على مستوى رجال صحيح البخاري ومسلم.

    التمهيد للإمام بن عبد البر وهؤلاء كلهم أنقل أسمائهم قبل ابن تيمية وكلهم قالوا بوثاقته، التمهيد لما في الموطئ من المعاني والمسانيد، المجلد الأول صفحة 15، ينقل عدّة روايات عن عطية العوفي، يقول: « واعتمدت في ذلك على نقل الأئمة وما رواه ثقات هذه الأمة <، ثم ينقل عن عطية العوفي،

    وأخيرا في شرح مشكل الآثار لأبي جعفر الطحاوي المتوفى 321 من الهجرة، الجزء الأول صفحة 6، يقول: وقال أبو جعفر وإني نظرت في الآثار المروية عنه (صلى الله عليه وآله) بالأسانيد المقبولة التي نقلها ذوو التثبت فيها والأمانة عليها وحسن الأداء لها وينقل عن عطية العوفي.

    ثم في سنن الدارمي ثم في سنن ابن ماجه 25 حديثا، ثم في سنن أبي داوود 9، ثم في سنن الترمذي 27 حديثا، ثم في صحيح أبو يحيي المصولى 46 حديثا، ثم في دار قطني وهكذا مئات الأحاديث وكلهم قال في مقدمة الكتاب أني لا أنقل إلا عن الثقات ونقل عن عطية العوفي.

    إذن اتضح لنا بشكل واضح وصريح أن هذا الرجل أهل الجرح والتعديل عدلوه واطمئنوا إليه، وأعلام المحدثين احتجوا به. والآن نأتي إلى فتاوى ابن تيمية المجلد الأول، قال عن عطية العوفي : « ضعيف بإجماع أهل العلم <، تعالوا معنا إلى مجموع فتاوى ابن تميمية المجلد الخامس عشر صفحة201، بعد أن ينقل أئمة السلف يقول: « وذكر ابن أبي حاتم من تفسير العوفي عن ابن عباس في قوله …. وهو يقول القول الصواب هو قول أئمة السلف < ثم ينقل فيهم كلام العوفي عن ابن عباس، لا أدري المشكلة في عطية أم المشكلة في التوسل؟ لأنه يظهر أنه ليس عنده مشكلة مع عطية، هذه أمامك « وذكر ابن ابي حاتم من تفسير العوفي، يقول قلت القول الصواب هو قول أئمة السلف، قول مجاهد ونحوه فإنهم فهذه الأقوال قول مشاهد، وذكر ابن أبي حاتم من تفسير العوفي <، المورد الثاني هذا كتاب الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح تحقيق وتعليق الدكتور علي بن ناصر المجلد الخامس،   «وفي تفسير العوفي عن ابن عباس قلت والأمر على ما ذكره السلف، وفي تفسير العوفي عن ابن عباس «الذي آتيتك من العلم والسنة والكتاب أفضل من شأن أصحاب الكهف  قلت والأمر على ما ذكره السلف <، ومواضع أخرى وأخرى وأخرى نجده أنه لا توجد عنده مشكلة مع عطية العوفي ولكن هنا يدعي إجماع أهل العلم على تضعيفه.

    المقدم: نستمع إلى المداخلات، كريم من هولندا

    كريم: سلام عليكم، سماحة السيد ألا تعتقدون أن الذين لا يتوسلون لهم أبعاد وأهداف أخرى؟ أي أنهم يتوسلون بأشخاص هم يعتقدون بها فلا يستجاب لهم فبهذه الطريقة يريدون أن ينقصوا من أهل البيت حتى يساووا بين الطرفين؟

    المقدم: أبو محمد من العراق تفضل

    أبو محمد من العراق: سيدنا بناء على ما بينت نستطيع أن نقول رأي علماء أهل السنة يختلف عن رأي ابن تيمية؟ وإذا كان رأي علماء أهل السنة مختلف مع ابن تيمية في حديث التوسل إذن هل اعتقادهم نفس اعتقاد مدرسة أهل البيت أم فيه اختلاف؟

    المقدم: أبو أحمد من العراق:

    أبو أحمد: سلام عليكم، سيدنا المشكلة ليست فقط في التوسل، بل حتى لا يجعلون أن أحدا يقبل بيت الله الحرام.

    المقدم: سماحة السيد رأي علماء أهل السنة هل يختلف عن ابن تيمية؟

    سماحة السيد: يعني أنا أتصور من يتابع هذه الأبحاث يتضح له بأن الاتجاه الذي يسير عليه ابن تيمية وأتباعه يختلف كاملا عن الاتجاه الذي يسير عليه عموم علماء المسلمين، وقد اتضح لنا في قضية التوسل أن هناك افتراق بين ابن تيمية وبين علماء السنة، وثانيا نعم أهل السنة يتفقون مع الشيعة في قضية التوسل بالنبي (صلى الله عليه وآله) وبالأولياء وهذا إن شاء الله يأتي بحثه.

    المقدم: كريم من هلندا

    سماحة السيد: لا أعلم واقعا ما هي نيتهم، أنا لست بصدد البحث عن النوايا، وإنما أتكلم في البحث العلمي.

    المقدم: سماحة السيد أنا أستغل هذه الفرصة، أريد دقيقة ودقيقتان في أمير المؤمنين عليه السلام.

    سماحة السيد: نعم في الواقع أنا الذي إن شاء الله أود أن أقف عنده لاحقا ولكن عنوان البحث أبينه للأعزة. نحن عندما نأتي إلى القرآن نجد أنه يشير إلى حقيقة في غاية الأهمية، قوله تعالي في سورة آل عمران: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } هذه الآية المباركة بينت أنه ليس بالضرورة من أحب الله أن الله يبادله الحب فيحبه، واضح { قال إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } هذا معناه أنه من أحب الله ولم يتبع رسول الله فلا يكون محبوبا من قبل الله، إذن لا ملازمة بين أن يكون الإنسان محبا لله وبين أن يكون الله محبا له، لأن القرآن يقول يحبهم ويحبونه، إذن يقول إشارة إلى الطرفين، يعني يحبون الله والله يحبهم، هذه أيضاً تبين من هو المحبوب الذي يحبه الله، هو الذي اتبع الرسول (صلى الله عليه وآله)، يأتي هذا السؤال: هل أن الروايات الصحيحة والصرحية والمجمع عليها وضعت يدها على شخص أحبه الله أم لم يبين لنا مثل هذا المصداق؟ فإذا وجدنا رواية أن فلان يحبه الله وكانت صرحية وصحيحة ومجمع عليها، هذا يثبت أنه كان متبعا لرسول الله لأنه إذا لم يكن متبعا لا يكون محبوبا، إذن لكي يكون محبوبا لابد أن يكون متبعا، فإذا ثبت أنه محبوب إذن يكون متبعا تمام المتابعة يعني لم يشذ عنه قيد أنملة، وهذا من هنا أقول كفتوى وهذا لم يتحقق في نصوص السنة والشيعة صحيحا وصريحا ومجمع عليه إلا لعلي بن أبي طالب في حادثة خيبر، أعطي الراية غدا لشخص يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فإذا كان هو المحبوب هذا معناه أنه كان هو التابع الأول والأخير مائة في المائة على حد كل الدرجات، وهذه هي العصمة، إلا أن تقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليس بمعصوم، لأنه اتباع الرسول إذا كان يخطئ ويعصي هذا معناه أن إتباعه في المعصية جائز، إذن رسول الله معصوم فمتبعه لابد أن يكون معصوم وهذا عنوان البحث في شهر رمضان عند ذلك سنقف إذا أحب الله عبدا فماذا يعطيه؟

    المقدم: قد يرد سؤال في هذا، هل الآخرين غير محبوبين؟

    سماحة السيد: الجواب المحبوبية الكاملة التامة لم تتحقق إلا في شخص علي بن أبي طالب، يا أيها الذين آمنوا، الكثير يصدق عليه الإيمان ولكن الذين يصدق عليهم الإيمان المحض ولم يلبسوا إيمانهم بظلم هؤلاء الأواحد والأوحدية من الناس، من قبيل صادق، قد يكون صادق في مورد ومرودين وقد يكون صادق مائة في المائة والقرآن يقول كونوا مع الصادقين، إذن إن شاء الله هذا البحث القرآني وبيان مصاديقه الصريحة الصحيحة المعتبرة إن شاء الله في شهر رمضان.

    المقدم: شكرا لسماحة السيد كمال الحيدري وفي أمان الله.

    • تاريخ النشر : 2013/05/27
    • مرات التنزيل : 2155

  • جديد المرئيات