نصوص ومقالات مختارة

  • مشروعية التوسل بالنبي(ص) في حياته وبعد موته الحلقة الرابعة عشرة

  • مختارات من مقامات المصطفى(ص)

    الحلقة (18)

    المقدم: السلام عليكم ورحمة الله بركاته.

    أرحب بسماحة آية السيد كمال الحيدري.

    قبل أن نبدأ الحديث الليلة، ما هي كلمتكم في مجال ليلة المبعث؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل ومحمد وعجل فرجهم

    في الواقع أن الحديث عن البعثة له أبعاد متعددة، أنا لا أريد أن أدخل في هذه الأبحاث في هذه الليلة، وأنه هذه هي الحلقة الأخيرة من هذه البرامج في هذه المرحلة وإن شاء الله تعالى سنكون بخدمة الأعزة في شهر رمضان.

    البعثة من الأبحاث التي تستحق وتستوقفنا كثيرا أن نقف عندها كثيرا، وذلك لأن عموم الأبحاث التي عرض لها علماء الكلام وعلماء التفسير وعلماء التأريخ وعلماء السيرة هي البعثة الظاهرية والبعثة الملكية والبعثة التي نزلت على قلب الخاتم أو نزل عليه الوحي في مثل هذه الليلة، ولكنه عموما لا يوجد هناك حديث كثير بين المتكلمين والمفسرين وأهل السيرة والتأريخ عن البعثة الملكوتية للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)، لأنه صريح الروايات الصحيحة والصريحة والمجمع عليها بين علماء المسلمين تثبت للنبي بعثة أخرى غير هذه البعثة التي نحن بصددها في مثل هذه الليلة، وهي البعثة التي عبرت عنه الروايات الصريحة والواضحة « كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد <، لابد أن نتعرف على حقيقة تلك البعثة وما هي حقيقتها ولمن بعث ومن هم أمته؟ وبماذا إليهم؟ وأساسا ما هو ذلك العالم الذي بعث فيه النبي وهو قبل أن يوجد كما هو المفروض؟ هذه حقيقة لابد أن نقف عليها أدعو الله سبحانه وتعالى أن أوفق للوقوف على هذه الحقيقة في ليالي شهر رمضان. وهو بيان الفرق بين البعثة الظاهرية البعثة الملكية، والبعثة الباطنية والبعثة الملكوتية، باعتبار أن الملك والملكوت اصطلاحان قرآنيان والظاهر والباطن اصطلاحان أيضاً قرآنيان، لابد أن نتعرف على هذين النوعين من بعثة النبي الخاتم (صلى الله عليه وآله). ولكنه لا بأس أن أشير إلى فارق أساسي بين هذين النوعين من البعثة، وهو أن البعثة في عالم الملك والظاهر ليست مختصة بالنبي الأكرم بعث أنبياء قبله كثيرون، 124000 نبي بعث قبل ذلك، ولكن هناك في البعثة الملكوتية فإنه لم يتشرف أحد بالنبوة إلا خاتم الأنبياء والمرسلين، وهذه من خصائص الخاتم (صلى الله عليه وآله)، أنه خص بهذه الشرف الإلهي وبهذه المنزلة التي لم يشاركه فيها أحد على الإطلاق، الآن ما هي حقيقتها إذن؟ مع كل العظم والقدر والمنزلة الموجودة للنبوة وللأنبياء في عالمنا ولكن يظهر أن تلك المنزلة منزلة لا يستحقها إلا خاتم الأنبياء والمرسلين، هذه حقيقة لابد أن نقف عليها، وهكذا عندما نأتي إلى عالمنا هذا، عندما نقول البعثة يعني أن النبي (صلى الله عليه وآله) عندما بلغ الأربعين عاما خوطب بالوحي، هل أنه لم يكن نبيا قبل هذه النبوة أو كان نبيا أيضاً؟ يعني بعبارة أخرى عندما كان يتعبد رسول الله بالعبادة قبل بعثته العامة على أي شريعة كان يتعبد؟ هل كان يتعبد على شرائع من سبق أو هو كان يتعبد بشريعته؟ ولكنه كان نبيا ولم يكن رسولا، وإنما في البعثة هذه إنما تحققت أمر بالرسالة العامة لا بالنبوة، وهذا بحث يجب أن نتوقف عنده طويلا ومع الأسف الشديد أيضاً هذا البحث مغفول في مقامات الخاتم، هذه القضية الثانية.

    القضية الثالثة وأنا أتصور أنها أيضاً تستحق أن نقف عندها لعل الموجود في أذهان كثير من الناس بل لعله من الشائع المتسالم عليه أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، هل أن هذه المقولة صحيحة أو أنها لا أصل لها؟

    البعض يتصوّر أنه عندما عبر عنه القرآن أنه النبي الأمي، فهموا من الأمي يعني لا يقرأ ولا يكتب، ولا أقل أستطيع أن أقول كل ما راجعته من النصوص المتقدمة والمتأخرة من أهل اللغة ومن غيرهم، لم أجد في كلمة أمي يعني لا يقرأ ولا يكتب، من أين استفادها هؤلاء؟ له بحث آخر وفي شهر رمضان سوف نشير بأنه ما معنى النبي الأمي؟ ما معناه أنه أمة أمية؟ المعنى أنه لم يقرئوا ولم يكتبوا وما معنى لا تخطه بيمينك؟ هذا معناه أنه لم يكن يكتب؟

    المقدم: سماحة السيد انتهينا إلى نتائج في الحلقة السابقة، ما هي أهم النتائج التي انتهينا إليها لكي نبدأ بحديثنا هذه الليلة؟

    سماحة السيد: في الواقع نحن في الحلقة السابقة وقفنا عند هذا الحديث الأساسي وهو اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك، وقلنا بأن هذا البحث يقع في مقامين، في أمرين:

    المقام الأول في سند هذا الحديث.

    المقام الثاني: في مضمون هذا الحديث.

    ومن الواضح بأنه سوف لن ندخل في المقام الثاني وسوف يكون ما بعد شهر رمضان، نرجع إلى بحث ما هو المراد بحق؟ ما معنى لأن يكون لأحد حقا على الله سبحانه وتعالى ؟ هل يمكن لأحد أن يكون له حق على الله سبحانه وتعالى؟ حتى لو كان أشرف الأنبياء والمرسلين، حتى لو كان أفضل ما خلق الله وهو خاتم الأنبياء والمرسلين، هل له حق على الله؟ حتى نقسم بحقه وبمنزلته وبمقامه وبجاهه على الله؟ ما هو المراد من الحق الذي يوجد لأحد على الله سبحانه وتعالى؟ هذا هو البحث المرتبط بالمقام الثاني.

    أما المقام الأول قلنا بأنه حاول البعض خصوصا ابن تيمية ومن تبعه كالألباني أن يقولوا أن هذا الحديث لا يمكن الاحتجاج به وذلك لوجود عطية العوفي في سند هذا الحديث وأن عطية العوفي هو ضعيف بإجماع أهل العلم في مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد الأول ص 288، قال: « من رواية عطية العوفي وهو ضعيف بإجماع أهل العلم < هذه الدعوى الأولى.

    وتبعه على ذلك أيضاً العلامة الألباني، في كتاب معجم أسامي الرواة الذين ترجم لهم العلامة محمد ناصر الدين الألباني، إعداد أحمد إسماعيل وصالح عثمان، المجلد الثالث، دار ابن حزم، هناك في عطية العوفي، يقول: « بل قال في الضعفاء مجمع على ضعفه <، إذن أيضاً يدعي الإجماع في ص 144، وكذلك في صفحة 147، يقول: « تضعيف الجمهور له من المتقدمين والمتأخرين بل وإجماع المتأخرين منهم على ذلك <. إذن القضية مسلمة، السؤال المطروح أن هذه الدعوى صحيحة أو غير صحيحة؟ أنا فقط أشير لمحاور البحث التي انتهينا إليها في الأبحاث: يتذكر الأعزة نحن وقفنا في المحور الأول عند كلمات جملة من أعلام الجرح والتعديل منهم يحيى بن معين، الذي عبر عنه صالح ولا باس به، ومنهم ابن شاهين في أسماء الثقات، ومنهم ابن سعد في الطبقات الكبرى، ومنهم سبط ابن عجمي في الكاشف، ومنهم …. إذا دعوة الإجماع دعوة باطلة لا أساس لها.

    المحور الثاني أقوال أعلام المحدثين وأصحاب السنن والمسانيد في عطية العوفي، وأشرنا إلى كلمات احمد بن حنبل في المسند وكذلك ابن خزيمة في صحيحه وفي توحيده وكذلك النيسابوري في المستدرك وكذلك ابن عبد البر في التمهيد وكذلك الطحاوي في شرح مشكل الآثار وكذلك الدارمي في السنن وابن ماجه في سننه وأبو داوود في سننه والترمذي في سننه أبو يعلى الموصلي والدار قطني وعشرات من الأعلام الذين التزم في كتبهم أنهم لا ينقلون إلا الروايات الصحيحة ونقلوا عشرات بل مئات الروايات عن عطية العوفي. إذن هذه الدعوى لا أساس لها وهو الإجماع كما له نظائر كثيرة ومن هنا قال المحققون العلماء قالوا أن الموجب الكلية تنقضها السالبة الجزئية يعني إذا قال شخص الإجماع إذا وجدنا واحد أو اثنان خالفوا إذن لا يوجد إجماع فكيف ونحن وجدنا أعلام كبار من هؤلاء، الآن بيني وبين الله إن لم نقل بأنه المشهور على الاحتجاج بالعطية العوفي لا نكون مجانبين للواقع.

    المقدم: سماحة السيد هل هناك شواهد دالة على أن حديث عطية العوفي كان معتبرا ويحتج به عند كبار علماء أهل السنة؟

    سماحة السيد: طبعا هذا تقدم الآن ولكن الآن أريد أن أضع يدي على أعلام المفسرين فقط. نحن تكلمنا في أعلام المحدثين وتكلمنا في كبار أهل الجرح والتعديل، ألآن نريد أن نقف عند أعلام أهل التفسير، من أعلام أهل التفسير أعزّائي بإقرار شيخ الإسلام بين قوسين ابن تيمية، هو الإمام الطبري، انظروا ماذا يقول ابن تيمية، الشيخ ابن تيمية في مجموع فتاواه المجلد الثالث عشر، ص 361، يقول: « وتفسير ابن عطية وأمثاله أتبع للسنة والجماعة وأسلم من البدعة من تفسير الزمخشري، يريد يطعن في تفسير الزمخشري باعتباره معتزلي، فيطعن فيه، ولو ذكر كلام السلف، الموجود في التفاسير، المأثورة عنهم على وجهه لكان أحسن وأجمل فإنه كثيرا ما ينقل من تفسير محمد ابن جليل الطبري وهو من أجل التفاسير وأعظمها قدرا <، هذا يقوله ابن تيمية عن تفسير الطبري، يقول تفسير الطبري من أجل التفاسير وأعظمها قدرا، ثم يقول في صفحة 361 من مجموع الفتاوى، جزء 13، ثم يأتي إلى صفحة 385 يقول « وأما التفاسير التي في أيد الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة فإنه يذكر مقالات السلف بالأسانيد الثابتة أولا <، إذن الأسانيد ثابتة، « وليس فيه بدعة ثانيا <، إذن كل ما في تفسير الطبري لا يوجد فيه بدعة، « ولا ينقل عن المتهمين < ، إذن كل من جاء اسمه فيه غير متهم أعزّائي، هذا إقرار وتصريح وقبول من الشيخ ابن تيمية، لما ورد في تفسير الطبري.

    تعالوا إلى هذا تفسير الطبري محقق تفسير الطبري، تحقيقه الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار عالم الكتب، المحقق في المقدمة الجزء الأول يشير إلى هذا يقول: « ولم يتعرض لتفسير غير موثوق به <، إذن كل التفاسير التي أشار إليها فهي موثوقة، وهذا تبعا للشيخ ابن تيمية، « فإن لم يدخل في كتابه شيئا عن كتاب محمد بن السائب الكلبي ولا مقاتل بن سلميان ولا محمد بن عمر الوادقي، لأنه عندهم أظناء <، يعني تلك لا تفيد الاطمئنان بل تفيد الظن ولا قيمة له.

    الآن تعالوا معنا إلى تفسير الطبري، طبعا لم أستقرأ كل ما ورد في تفسير الطبري، فقط انظروا إلى موردين ثلاث وانظروا ماذا يفعل عندما ينقل رواية عن عطية العوفي، يعني عندما ينقل الأقوال هل ينقله كقول أو يجعل العمدة قول عطية، أي منهما؟ لأنه فرق كبير بين أن ينقل الأقوال ويجعله قول من الأقوال ولا يختاره، يقول قول ولكن ليس بصحيح عندي وبين أن ينقل الأقوال ويقول أصحها قول عطية العوفي وهو أصح التفاسير كما قال الشيخ، الأسانيد الثابتة غير المتهمة، وأجلها قدرا، عناوين كثيرة، المورد الأول في تفسير الطبري تحقيق الدكتور عبد المحسن التركي الجزء 14، صفحة 192، في ذيل الآية 15 وستة عشر من سورة النحل يقول: « حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي قال عن أبيه عن ابن عباس < ، الآن من حقك أن تقول هذه أين يوجد عطية العوفي؟ « قال حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس < { وعلامات وبالنجم هم يهتدون} انظروا إلى هذا السند من هو؟ من المراد بهؤلاء؟ هذا أمامكم المعجم الكبير للطبراني المتوفى 360، حققه وخرج أحاديثه حمدي عبد المجيد السلفي الجزء السادس عشر، ص 5404، رقم الحديث 223، قال: « حدثنا محمد بن سعد العوفي < إذن عندما يقول محمد بن سعد يعني العفوي عائلة العوفي، « حدثنا أبو سعد بن محمد العوفي حدثنا عمه الحسين بن حسن بن عطية العوفي، حدثني أبي يعني عطية عن جدي عطية العوفي عن ابن عباس < إذن أخيرا ينتهي إلى عطية العوفي عن ابن عباس، إذن الآن عندما نقول محمد بن سعد العوفي، حدثنا أبي محمد يعني سعد يعني أبي، حدثني عمي يعني الحسين بن حسن بن عطية، حدثني أبي يعني عن جدي عن عطية العوفي عن ابن عباس. إذن الطبري ينقل عن عطية العوفي.

    المورد الثاني: في صفحة 242 في ذيل حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي عن أبيه عن ابن عباس، إذن السند نفس السند السابق.

    تعالوا إلى المجلد السادس عشر من الطبري، تفسير الطبري، تحقيق الدكتور التركي، نفس السند في ذيل الآية 107 من سورة طه، « حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس : { لا ترى فيها عوجا ولا أمتا } يقول لا ترى فيها ميلا والأمت والأثر مثل الشراء <، ثم يذكر أقوال أخرى؟ أيها الطبري أيها الأقوال أصح عندك؟ قال: « وأولى الأقوال في ذلك بالصواب قول من قال عنى بالعوج الميل <، يعني كلام العوفي عن ابن عباس، « وأولى الأقوال في ذلك بالصواب < لا ينقل القول ويضعفه بل ينقل القول الذي قال ابن تيمية عنه أصح التفاسير ولا يعتمد إلا الروايات الثابتة، ليس في بدعة، ولا ينقل عن غير الموثوقين، وهو يصحح الحديث.

    مورد أخير وأنهي هذا البحث في المجلد الحادي عشر تفسير الطبري، صفحة 210، قال: « حدثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني ابي عن أبيه عن ابن عباس في قوله تعالى ولكن الله سلم ، يقول: سلم الله لهم أمرهم حتى أظهرهم على عدوهم وقال آخرون….. وأولى القولين في ذلك بالصواب عندي < ما قاله ابن عباس وهو أن الله سلم القوم … . إذن بهذا يتضح أن الإمام الطبري يعتمد على عطية وعشرات الموارد ليس مورد وموردين وأقر عندما جاءت القضية عطية العوفي في سند اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك صار مجمع على ضعفه. هذا المورد الأول.

    المورد الثاني: المفسر الثاني وهو من أعلام المفسرين وهو ابن أبي حاتم، المتوفى 337، الطبري متوفى 310، إذن بعده بعشرين ثلاثين عاما، تفسير القرآن العظيم مسندا عن الصحابة والتابعين المتوفى 327، تحقيق أسعد محمد الطيب في المجلد الأول، انظروا ماذا يقول ابن أبي حاتم في المقدمة، يقول: « سألني جماعة من إخواني إخراج تفسير القرآن مختصرا بأصح الأسانيد < ، الآن تعالوا معنا لنرى بأنه ما هي أصح الأسانيد عنده؟ أنظروا في الجزء الأول صفحة 116، قال: « حدثنا عمر بن عطية العوفي، عن أبيه عن ابن عباس< الذي عبر عنه أصح الأسانيد ، ثم جاء في صفحة 131، حدثنا « أبو سعيد عن حجاج عن عطية عن ابن عباس <. إذن أيضاً ابن أبي حاتم يعبر عن الروايات التي فيها عطية بأنها أصح الأسانيد.

    قد تقول نحن لا نقبل ابن أبي حاتم ماذا تقولون في ابن كثير؟ ابن كثير من أعلام الذين هم على مدرسة ابن تيمية، تعالوا معنا إلى ابن كثير، تفسير ابن كثير المتوفى 774، تحقيق شعيب الأرنئوط الرسالة العالمية الجزء السادس صفحة 240، في ذيل الآية 81 و82 من سورة القصص، بعد أن ينقل الرواية يقول: «عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله بينا رجل في من كان قبلكم خرج في بردين أخضرين يختال فيهما أمر الله الأرض فأخذته فإنه لتجلجل فيها إلى يوم القيامة، تفرد به أحمد < بن حنبل فقط نقل الرواية « وإسناده حسن <، مع أنه يوجد فيه عطية عن أبي سعيد الخدري.

    أنا لا أعلم بعد العلامة الألباني كيف يمكن له أن يدعي وإجماع المتأخرين، إذن المشكلة ليس إذن في عطية العوفي أو إذا كانت في عطية العوفي لجهة أخرى لا لهذه القضية.

    إذن اتضح لنا بأنه دعوى أنه يوجد إجماع على تضعيف عطية العوفي كلام لا أساس له من الصحة.

    المقدم: فقط للتذكير أن رفض الرواية استند على سندها وعلى عطية العوفي بوجه التحديد فإذا ثبت أن عطية العوفي ثقة وأنه يأخذ برأيه إذن الرواية معتبرة.

    سماحة السيد: فيبقى متن الرواية الذي العلامة الألباني قبل أنها دالة على التوسل بالذات، وهم لم يستطيعوا أن يناقشوا في المتن فلجئوا إلى السند.

    المقدم: سماحة السيد نأتي إلى عطية العوفي، ما هي المشكلة حتى يتحدث ابن تيمية والألباني ويدعون الإجماع على تضعيفه؟

    سماحة السيد: واقعا أين مشكلته، وهذه مع الأسف الشديد مما ابتلى به ابن تيمية والألباني وأمثالهم وفي زماننا أيضاً، وغيره الآن ممن يتبع الألباني وأنتم تجدون الآن على الفضائيات بأنه بعض من يدعي منهم العلم كيف يخرج ويتهم طائفة بأكملها، هم وعلماءها بأنهم كذبة، أنتم الآن أمامكم، بعد أنا لا أحتاج أن أذكر أسماؤهم، لأنهم لا يستحقون أن تذكر أسماؤهم، لأنهم يتهمون مدرسة على مستوى مئات الملايين في العالم بعلمائها وفلاسفتها ومفكريها وفقهاءها ومتكلميها وخدماتهم للإسلام يعبر عنهم أنهم كذبة، بينكم وبين الله هذا هو منهج ابن تيمية، نحن قلنا بأنه منهج ابن تيمية المنهج الأموي وهو إقصاء علي وأهل بيته هو هذا المنهج، نراه بعيننا.

    ما هي مشكلة عطية العوفي؟ مشكلة عطية العفوي قضية واحدة وهذه لست أنا أقولها يقولها الذهبي في تأريخ الإسلام، لا أنا أقولها يقول مشكلة عطية العوفي هذه القضية، حلوا لنا هذه القضية لسنا عندنا مشكلة معه. هذا كتاب تأريخ الإسلام للذهبي، حققه دكتور بشار عواد معروف، المجلد الثالث في صفحة 281، رقم الترجمة 189، « عطية بن سعد بن جنادة العوفي، ويروى أن الحجاج ضربه أربعة مائة سوط على أن يلعن عليا <، المشكلة هنا، المشكلة في علي بن أبي طالب، إذن المشكلة ليس في عطية، المشكلة «ولا يبغضك إلا منافق< المشكلة هنا، « على أن يلعن عليا، فلم يفعل <. هذا تشيعه، ليس تشيع أيضاً مبني على التقية والخوف وتقديم المصالح، أبدا، تشيع وتصلب في التشيع وعلوي بكل معنى الكلمة، علوي، وإلا قد يقول قائل لماذا فعل هذا؟ قل له كلمة وأنت في قلبك تقية، أبدا، هؤلاء هم العلويون حقا، قال: « ضربه 400 سوط على أن يلعن عليا فلم يفعل، وكان شيعيا رحمه الله ولا رحم الحجاج <. بعد ذهبي أيضاً لا يتحمل مع أنه من نفس المدرسة، من نفس مدرسة ابن تيمية ولكنه معه ذلك لا يتحمل، يا أخي يضرب على أن يلعن فلان وإذا لم يلعن، لماذا؟ لماذا؟ ألم يأتي فيه من أحبك فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، يعني أين ذهبت هذه الأحاديث ومع ذلك نأتي ونتبجح بالحكم الأموي وبامتدادات الأمويين والتكفيريين في زماننا، وتجدونهم الآن منتشرون في العراق وسورية ولبنان وشمال أفريقيا وبدئوا يتبجحون بذلك وإلا لماذا نبش قبر حجر بن عدي؟ أيضا القضية قضية يا لثارات الأمويين، يخرج بعض أنصاف متعلميهم وأهل العلم عندهم يقولون لماذا ترفعون يا لثارات الحسين، أنتم عملا الآن رفعتم يا لثارات بني أمية، إذن أعزّائي هذه القضية الأولى، المورد الأول.

    المورد الثاني: في كتاب تهذيب التهذيب، في رجال الحديث ابن حجر العسقلاني، الجزء الرابع ص 511، أعزّائي، رقم الترجمة 5421، « عطية بن سعد العوفي القيسي الكوفي العوفي < إلى … يقول: « وقال الجوزجاني مائل < سنبين من هو الجوزجاني. « وعن غير أبي سعيد وهو فلان وكان يعد مع شيعة أهل الكوفة < إذن القضية في ولائه لعلي، « وقال أبو بكر البزار كان يغلو في التشيع <، الآن أبين معنى الغلو عند القوم، « روى عنه جلة الناس <، كل الناس رووا عنه. إذن الجوزجاني قال مائل، « وقال الساچي ليس بحجة < ما هي المشكلة؟ « وكان يقدم عليا على الكل < المشكلة هذه، هذه الخطوط الحمراء في الخط الأموي، كيف يمكن أن يقدم عليا على ذلك، إذن ليس بحجة، الإشكالية يقدم عليا على باقي الصحابة، يا عزيزي لأنه رسول الله قال أنا مدينة العلم وعلي بابها، القرآن جعله من أهل البيت الذين طهرهم الله تطهيرا، القرآن قال لنا بأن حديث الثقلين قال «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا، رسول الله قال أنت مني بمنزلة هارون من موسى، رسول الله أمرنا بذلك، قال « ليس بحجة وكان يقدم عليا على الكل <، كان يفضل عليا على باقي الصحابة.

    المقدم: ولماذا الذي يفضل غير علي يكون حجة؟

    سماحة السيد: يكون حجة ويكون معتبرا ويقدم ويصبح إمام وخليفة وغير ذلك. إذا كان الأمر كذلك يأتي هذا التساؤل إذن لابد أن نقف عند الجوزجاني وعند الساچي الذين ضعفوا عطية العوفي، لماذا ضعفوه؟ أريد في المقدمة أن أشير إلى أصل أنه هذا الجوزجاني هو إبراهيم ابن يعقوب الجوزجاني، المتوفى 59 من الهجرة، والثاني هو زكريا ابن يحيى الساچي البصري المتوفى 307 من الهجرة.

    الآن تعالوا معنا إلى الجوزجاني، هذا الجوزجاني من هو الجوزجاني؟ في كتاب الثقات للإمام ابن حبان التميمي البستي المتوفى 354 من الهجرة، في المجلد الخامس يقول: « إبراهيم يعقوب ابن إسحاق الجوزجاني، روى عنه أهل العراق والشام وكان حريزي المذهب <، كان من أتباع حريز، الآن أنا أعتذر من هو حريز الذي هذا العالم الكبير الجوزجاني تبع له وعلى مذهبه؟ « هو حريز بن عثمان< وسبحان الله واقعا، هذه صدف؟ « حريز بن عثمان الحمصي <، من الشام، من ديار بني أمية، طبعا ليس الجميع، ونرى الآن ماذا يفعله؟، حريز بن عثمان الحمصي، من هو حريز؟ حتى نتعرف على الجوزجاني، الذي يضعف عطية العوفي.

    تعالوا معنا إلى تهذيب التهذيب، في رجال الحديث لبن حجر العسقلاني المجلد الأول ص 700، يقول: « حريز بن عثمان الحمصي الرحبي <، يقول: « وقال غنجر: قيل ليحيى ابن صالح لم تكتب عن حريز الحمصي؟ فقال كيف أكتب عن رجل صليت معه الفجر سبع سنين، فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن عليا سبعين مرة!!< أموي إلى النخاع، « كيف أكتب عن رجل صليت مع الفجر سبع سنين فكان لا يخرج من المسجد حتى يعلن علي سبعين مرة، وقال ابن حبان كان يلعن علىا بالغداة سبعين وبالعشي سبعين مرة، فقيل له في ذلك، فقال هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي من الخوارج < هذه يا لثارات، « وكان داعية إلى مذهب <، الآن حريز من هو؟ بيني وبين الله للتاريخ وللمعرفة هو أحد الذين ينقل عنهم البخاري، الآن واضح الهوى البخاري أين؟ يقول: « وإنما أخرج له البخاري لقوله أبي اليمان أنه رجع عن الناس <، فقط لقول فقط يريد ينقل عنه، إذن أعزّائي تبين لنا حريز من هو؟ الآن إذا كان الأمر كذلك بعد اتضح الجوزجاني على مذهب حريز، بيني وبين الله عندما يأتي إسم عطية العوفي بعد هل يمكن أن يحتج به أو يضعفه؟ هذه مأساتنا التاريخية، هذا مأساة علم الجرح والتعديل، وتسوق إلى الناس بأن هؤلاء أهل المنهج العلمي والتحقيقي وأنهم يبحثون عن الثقات، لا أخي عزيزي هذا منهجهم، انظر إليه، تعالوا معنا إلى الجوزجاني، تأريخ مدينة دمشق، لبن العساكر، المتوفى 571، تحقيق مصطفى عبد القادر عطى، المجلد الرابع، صفحة 385، رقم الترجمة 544، إبراهيم ابن يعقوب ابن إسحاق أبو إسحاق السعدي الجوزجاني، يقول: « وكان من الحفاظ المنصفين <، واقعا جدا منصف «و المخرجين الثقاة < يعني واقعا عندما يخرج الروايات فهو ثقة، « لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب <.

    المقدم: هو أيضاً لطف القضية.

    سماحة السيد: لا طريق عنده ابن عساكر، « لكن كان فيه انحراف عن علي، اجتمع على بابه أصحاب الحديث،< هؤلاء الذين كان يحدثون الناس، هؤلاء الذي كانوا يثقفون الناس حديث رسول الله، يعني أتباع حريز، أتباع من يلعن أصحاب رسول الله، اتركونا، لا إمام ولا ولي، اتركونا ولكنه الخليفة الرابع، عندكم شك في هذا؟ عندك شك بأنه ابن عم وصهر رسول الله؟ والله عجيب؟ ومع ذلك يعتمدون على روايات البخاري ويقولون عن البخاري أصح كتاب بعد كتاب الله. يقول: « فخرج إليهم فأخرجت جارية له فروجة لتذبح < إلى الجوزجاني، فلم تجد أحد يذبحه، أرادت أن تذبح فقالت للواقفين هل يوجد أحد من يذبح؟ فلم تجد، « فقال سبحان الله <، يقول لهؤلاء المجتمعين الذين يأخذون الحديث عنه، « قال سبحان الله لا يوجد من يذبحها وقد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة نيف وعشرين ألفا< طعن في علي، هو يريد أن يطعن في علي.

    المقدم: لماذا لم يقل لهم وقد ذبح يزيد ابن رسول الله.

    سماحة السيد: هذا هو منطق الجوزجاني.

    وأما الثاني هو الساچي البصري، إذن اتضح بأنه من يضعف العوفي؟ يضعفه من اختلف معه عقائديا وبعد ذلك سيتضح عند المشاهد الكريم وخصوصا عند أهل العلم أنه إذا أتى الجرح من شخص يختلف مع المجروح عقائديا فلا قيمة لجرحه، وهذا صرح به أكابر أهل الجرح والتعديل، تعالوا معنا إلى الساچي، من هو الساچي؟

    في تهذيب التهذيب المجلد الرابع، ص 679، رقم الترجمة 5678، في ترجمة عمارة بن ثوبان، الساچي، انظروا ماذا يقول عنهم أهل البصرة؟ يقول: « وقال ابن عبد البر: أجمعوا على فلان، وقد تحامل بعضهم فنسبه إلى الكذب <، وأين المشكلة؟ « وكان فيه تشيع < لمجرد أنه شيعي فإذن هو كذاب، والآن تفهم لماذا أمثال هؤلاء الذين يتلبسون باسم العلم يعبرون عن الشيعة أنهم كذبة، إذ هم على آثار آبائهم وأجدادهم الأمويين، نفس المنهج، ولكن نعم هؤلاء يتهموننا بالتقية ولكن هم يستعملون التقية، هم حالوا أن يأتوا إلى إيران وإلى الجمهورية الإسلامية ويتكلموا بالتقريب وكذا ولكن الآن من جد الجد اتضحت حقيقتهم أن هؤلاء لا يعتقدون بالشيعة أنهم من المسلمين بل هم من المنافقين والكذابين، بل أشد من اليهود، قال: « وكان فيه تشيع، وأهل البصرة زكريا بن يحيى الساچي البصري، وأهل البصرة يفرطون في من يتشيع بين أظهرهم < يفرطون يعني ينتقصونه يتهمونه، لأنهم عثمانيون، في ذلك الزمان وليس أهل البصرة في زماننا، الحمد لله أهل البصرة الآن من شيعة علي ومن العلويين، ومن هنا تعرف لماذا أنه ينتخبونها لحرب الجمل، ليست جزافية، وهذه أيضاً تحتاج وقفة، لماذا حرب الجمل لابد أن يتوجه فيها إلى البصرة، حاضنة للأمويين.

    إذن إلى هنا اتضح لنا أن الذي قال عنه ليس بحجة وقال عنه مائل وقال عنه ضعيف وقال …. هؤلاء هم الذين اختلفوا معه في العقيدة، تعالوا معنا إلى الأصل في علم الرجال لنرى أن الأصل والقاعدة إذا جاء الجرح، أبين لكم قاعدة بين علماء الجرح والتعديل يقولون إذا عدل من جماعة وجرح من جماعة فيقدم الجرح على التعديل، يعني إذا تعارض الجرح والتعديل في شخص يقدم الجرح على التعديل، ولكن كبار علماء أهل الجرح والتعديل يقولون يقدم الجرح على التعديل بشرط أن لا يكون الجرح قد أتى ممن اختلف مع المجروح عقائديا وإلا فيرمى به عرض الجدار. قال هذا الأصل ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان للإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني المجلد الأول ص 212، قال: « فصل وممن ينبغي أن يتوقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه وبين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في اعتقاد <، هذا نتوقف في جرحه، لا قيمة لجرحه، « فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني < يقول لو تنظر إلى ما قاله الجوزجاني في كثير من الناس ترى العجب العجاب، هو يقول، تصوروا بأنه الجوزجاني يقع في أقصى يمين ابن الحجر، في السياسية يقولون بأنه يمين ويسار ويمين اليمين ويسار اليسار ووسط اليمين وما شاء الله، تبين أن الجوزجاني يقع في نهاية يمين اليمين، قال: « فإن الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة و( وعطية من كوفة ) رأي العجب، وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع <. إذن ما جاء اسم فيه كوفي إلا والجوزجاني ضعفه، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم، من الكوفيين، بلسان ذلق وعبارة طلقة، حتى أنه أخذ يلين مثل الأعمش، هؤلاء بعد لا إشكال أنهم من أهل السنة والمعتبرين ولكنه لأنه كانوا في الكوفة بمجرد أنه لا ينصبون العداء لعلي بدأ يضعفون، « حتى أنه أخذ يلين مثل الأعمش وأبي نعين وعبيد الله ابن موسى وأساطين الحديث وأركان الرواية، فهذا إذا عارضه مثله أو اكبر منه فوثق رجلا ضعفه قبل التوثيق ورد الجوزجاني <، لا قيمة له لأن منشأه هو الاختلاف في العقيدة.

    المورد الثاني ما قاله الإمام الحافظ ابن جرير الطبري، بعد أنتم تعلمون من هو؟ هو الذي ابن تيمية لا يستطيع أن يتجاوزه، يقول وقال ابن جرير، أنقل هذا المطلب من هدي الساري مقدمة فتح الباري، تحقيق عبد الرحمن بن ناصر البراك، الجزء الثاني صفحة 1141، قال « وقال ابن جرير: لو كان كل من ادعي عليه مذهب من المذاهب الرديئة، ثبت عليه ما ادعي به وسقطت عدالته، وبطلت شهادته بذلك، للزم ترك أكثر محدثي الأنصار <، لا يبقى أحد، إذا صار البناء بمجرد أن نختلف مع أحد عقائديا وفكريا، نسقطه من الاعتبار، هو يقول الرديئة، بعد لا يبقى عندنا شيء، يقول سقط أكثر محدثي الأنصار، « لأنه ما منهم إلا وقد نسبه قوم إلى ما يرغب به عنه <، قضية واضحة وأوضح من ذلك ما قاله الإمام السبكي، في قاعدة في الجرح والتعديل في كتاب أربع رسائل في علوم الحديث الرسالة الأولى قاعدة في الجرح والتعديل اعتنى بها وحققها عبد الفتاح أبو غده، الناشر مكتب المطبوعات الإسلامية ص 19، يقول الإمام السبكي: «قاعدة في الجرح والتعديل، ضرورية نافعة لا تراها في شيء من كتب الأصول فإنك إذا سمعت أن الجرح مقدم على التعديل ورأيت الجرح والتعديل وكنت غر بالأمور أو فدما مقتصرا على منقول الأصول< يعني الإنسان القليل الفهم البسيط الساذج « حسبت أن العمل على جرحه <، كلما وقع التعارض بين الجرح والتعديل لا يتبادر إلى ذهنك يقدم الجرح على التعديل، فإياك ثم إياك والحذر كل الحذر من هذا الحسبان بل الصواب عندنا أن من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه و مزكوه<، كما قرأنا عن عطية العوفي «وندر جارحوه< كما وجدت ابن تيمية وأمثاله « وكانت هناك قرنية دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي فإنا لا نلتفت إلى الجرح فيه < لا قيمة لمثل هذا الجرح « ونعمل فيه بالعدالة وإلا فلو فتحنا هذا الباب وأخذنا بتقديم الجرح على إطلاقه على كل تعديل لما سلم لنا أحد من الأئمة <، لأنه كثير من أئمة القوم كانوا من الشيعة من التابعين وهم من الشيعة أو محبون، هذه كلمة أحد كبار علماء الجرح والتعديل، وهو الإمام السبكي صاحب طبقات الشافعية، قال: « وإلا فلو فتحنا هذا الباب وأخذنا بتقديم الجرح على إطلاقه لما سلم لنا أحد من الأئمة إذ ما من إمام إلا و قد طعن فيه طاعنون وهلك فيه هالكون <.

    إذن أعزّائي اتضح لنا بشكل لا مجال فيه للريب أن عطية العوفي أولا وثقه كبار علماء الجرح والتعديل ونقل عنه أهم علماء المسانيد والسنن وكذلك أهم وأدق علماء التفسير، وثانيا أن الذين ضعفوا كانوا هم الذين اختلفوا معه في المسألة العقائديّة في مسألة التشيع وتصلبه في مسألة الدفاع عن علي وحق علي.

    المقدم: سماحة السيد يعني جرى قبل أيام حديث عن مشاهدة الإمام الحجة في عصر الغيبة، يظهر أنه لكم رأيا في هذا المجال.

    سماحة السيد: في المقدمة لابد أن أشير بأني في أيام قليلة قبل في دروس بحث الخارج ذكرت قضية مرتبطة بقضية مشاهدة الإمامة الحجة المنتظَر، هذا هو المتعارف، وإن شاء الله سنبحث هل هو الإمام الحجة المنتظَر يعني الذي ننتظره نحن أو هو الإمام المنتظِر يعني ينتظرنا نحن حتى نصل إليه لنقدم له فروض الطاعة لقبول قيادته، هذا بحث وهو أنه لابد أن يأتي إلينا أو لابد أن ترتفع البشرية بوعيها لتصل إلى قبول قيادته، فنحن المنتظرون أو هو المنتظر لنا؟ أنا النظرية التي أعتقدها في تأخير ظهور الحجة لا لأنه لا يريد أن يخرج بل لأننا بعد لم نتهيأ لقبول قيادته ولظهوره وقبول إمامته وعدله إلى غير ذلك، فهو المنتظِر لنا لا نحن المنتظِرون له، وكان بودي وأوجد بعض الكلام من بعض الناس الذين واقعا أستغرب من بعضهم أنهم عندما يريدون أن يناقشوا الفكر الذي طرحتها أن لا يراجعوا الحديث، من الناحية المنهجية يجب أن يراجعوا كامل الحديث وبعد ذلك يعلقوا على كلامي أما أن يقتطعوا مقدارا من الدرس ويأتي في الموبايلات وعلى أساسه يناقش أتصور هذا المنهج إما منهج العاجز علميا وإما منهج الجاهل علميا وإما منهج في قلبه مرض، وإلا البحث له مجاله الخاص به وينبغي أن يسمع كاملا، القضية المطروحة هي أنه أساساً نحن نعتقد أن الإمام الحجة عليه أفضل الصلاة والسلام، عجل الله فرجه الشريف وجعلنا من المستشهدين بين يديه ومن المنتظرين له على معنى المنتظر و… كل هذا في محله كانت له غيبة صغرى وكان يتواصل مع شيعته من خلال نوابه الأربعة المعروفين وبعد ذلك انتقل في عام 329 من الهجرة إلى الغيبة الكبرى، وأنا هنا أريد مباشرة أن أقول ما هو آخر توقيع خرج من الإمام الحجة من خلال نائبه الرابع، من خلال نائبة الرابع كما ينقل الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق المتوفى 381 من الهجرة تحقيق الأستاذ علي أكبر الغفاري مؤسسة النشر الإسلامي الجزء الثاني في عنوان ذكر التوقيعات الواردة عنه عليه أفضل الصلاة والسلام رقم 44، الرواية هذه قال كنت حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد بغض النظر عن السند له بحث آخر لا أريد أن أدخل فيه ولكن الناقل الشيخ الصدوق وبعد ذلك الناقل هو الشيخ الطوسي وهم من أعلام الطائفة، قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا، ما معنى التوقيع؟ يعني رسالة من الإمام موقعة بتوقيع خاصة من الإمام، نسخته هذه:

    «بسم الله الرحمن الرحيم

    يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توصي إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية، <لأنه كانت الغيبة الأولى الغيبة الصغرى التي كان التواصل فيها مع الشيعة من خلال النواب والسفراء ولكن في الغيبة الكبرى بعد أغلق الباب <،« فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور<، لام الجنس يعني بعد لا يظهر الإمام أبدا، لا خاصا ولا عاما، « فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل <، وهذا ينفي أي ظهور للإمام، لا على نحو السفارة والنيابة ولا على نحو المشاهدة واللقاء، قال «وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا <، وسيأتي محل الشاهد الآن يؤكد الإمام، يبن رسول الله لا ظهور يعني لا ظهور عامة فقط، يعني يكون لك ظهور خاص؟ تلتقي بالبعض تجلس مع البعض تجلس على دكة بعض الدكاكين؟ تتغدى مع البعض؟ تتعشى مع البعض؟ توجه البعض؟ تعلم البعض أدعية؟ وغير ذلك من القضايا التي صارت أقاصيص ولكن مع الأسف أقاصيص ثابتة في الذهنية الشيعية و سيتضح بأنها حكايات وقصص أقرب منها إلى الواقع، قال الإمام: « وسيأتي شيعتي < يعني بعد ذلك سيأتي أناس إلى شيعتي يعني سيأتي أناس إلى شيعتي «وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة < إذن الإمام يعبر عنهم، مدعون، تقول لا يعقل أن ابن طاووس يدعي، لا يعقل أن السيد بحر العلوم يدعي، أعزّائي الجواب أقسم لكم بالله هؤلاء لم يدعوا المشاهد بعد ذلك قالوا أنهم شاهدوا، وإلا هم لم يقولوا، وإلا أتحدى أحدا منكم أن يقول السيد بحر العلوم قال أنا فلان شاهدته، وهو كان الإمام، نعم أنت بعد ذلك نقل لك بعض الأمور أنت توقعت قراءتك استنتاجك أنه شاهد الحجة، قال: « وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفترى < إذن دعوات الوصاية والوصية الآن بعد بدأت تنتشر مع الأسف في الواقع الشيعي من يدعي أنه وصي الحجة، وهم كذابون مفترون أفاكون دجالون، صريحا أقولها لكل أولئك الذين يعرفون من يدعي أنه وصي الحجة وهم الآن بدئوا ينتشرون بإمكاناتهم المادية لا يُعلم من أين مناشئها، يدعون أنهم يلتقون بالحجة، يدعون … الإمام صريحا يقول: « ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفترى <، فهو كاذب مفترى. من جاءكم يدعي المشاهدة للحجة لا النيابة، واقعا أستغرب من البعض واقعا أشفق عليهم علميا، أنهم يدعون هم أهل العلم ويفسرون المشاهدة بأنه من ادعى النيابة، من ادعى السفارة، الإمام يقول مشاهدة، ما علاقتها بالنيابة والسفارة والبابية ونحو ذلك؟ أستغرب من البعض يقول بأنه الإمام الحجة يحضر في عرفه يراه الناس، نعم يرونه ولكن لا يعرفه أحد، يعرف الناس ولا يعرفونه، أين أنتم ما لكم كيف تحكمون؟ أين عقولكم؟ أين؟ تقول إذن ما هذه الدعوات التي نقلت عن الكذا عن العلماء؟ طبعا هذه الرواية موجودة عن الشيخ الصدوق ونقلها الشيخ الطوسي، أعلام الطائفة، الشيخ الطوسي في كتابه كتاب الغيبة للشيخ الطوسي، أيضاً نقل الرواية بنفس النسخة قال: «ألا من ادعى المشاهدة فهو كذاب مفترى <، هذه دعوات الرؤية بيني وبين الله هي مجموعة من الحكايات والقصص، كثير لها لا أصل لها، لم تثبت لا سندا ولا في كتاب حتى جمعها بعض أولئك الذين يغرمون بالقصص والأعاجيب، مثل المحدث النوري، جمعها تحت كتاب بحار الأنوار طبعا ليس صاحب بحار الأنوار وإنما المحدث النوري والغريب أنه هذا الكتاب جعل في ذيل هذا، جزء 53 مؤسسة الوفاء، جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة في الغيبة الكبرى، للعلامة ميرزا حسين النوري، لا تنقلوها عن المجلسي، هذا الكتاب لماذا ضم إلى هذا لا أعلم؟ واقعا فيها مغالطة، هناك هو يقول: « حكايات، الحكاية الأولى، الحكاية الثانية < وينقل لنا 95 حكاية، وأكثر هذه الحكايات لا سند لها ولا أصل لها ولا مستندة لها ولا ولا ولا… . لأنه حديث يأتي عن رسول الله حتى لو كان في صحيح البخاري حتى لو كان في أصول الكافي نبحث عن سنده، لماذا مجموع حكايات، خصوصا إذا أخذنا بعين الاعتبار رأي أعلام الأمة في المحدث النوري ومثل هذه الكتابات، أنقل لكم كلام السيد الإمام قدس الله نفسه، أنوار الهداية في التعليقة على الكفاية، الإمام الخميني، الجزء الأول عندما يأتي إلى كتابات المحدث النوري، يقول « ولا تسأل عن سائر كتبه < كتب المحدث النوري، يقول: « ولا تسأل عن سائر كتبه المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة، التي غالبها بالهزل أشبه منه بالجد وهو رحم الله شخص صالح متتبع إلا أن اشتياقه لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبلها العقل السليم والرأي المستقيم أكثر من الكلام النافع < هذا رأي إمام ومحقق وعلم من أعلام الأمة في كتب المحدث النوري، تقول سيدنا بعض هؤلاء الذين نقل أمثال السيد بحر العلوم ماذا؟ الجواب هو هذا الجواب إن شاء تعالى في شهر رمضان سأقف عند قضية الانتظار. لأنه في الآونة الأخير صار دكان يرتزق منه الكثير، ساعة نحن في عصر الظهور، ساعة نحن في ساعة الظهور، ساعة نحن في أوقات الظهور، ساعة نجلس معه، ساعة نتمشى معه على الكرنيش، ماذا أبقيتم من شأن الإمامة أنتم؟ حكمة الغيبة أن لا يلتقي بأحد، نعم تقول تركها بلا، لا، له توجيهاته ولكن بطرقه الخاصة لا باللقاء والمشاهدة والجلوس والطعام كذا، والآخرين الذين ادعوا، أولا هؤلاء لم يدعوا وثانيا إذا ادعوا، أنا عندي مشكلة في الشبهة المصداقية هم كيف عرفوا أنه هو الحجة، من أين عرفوا؟ هم لا يعرفونه حتى يقولون رأيناه، يعني الآن لو رأيت شخصا قال لي أنا رسول الله لابد أن أصدقه؟ ثم أنا لو كنت رأيت رسول الله فيما سبق والآن أراه أقول هو رسول الله. أما من لم يعرف الحجة كيف يقول أنا رأيته؟ ولذا قلت هذه الجملة وأقولها وهو أن الذين ادعوا فهم كذبة مفترون وأما الذي رأوا فلا يدعون، فمن رأى فلا يدعي، ومن ادعى فلم يرى. ومن هنا لم يثبت عندي بطريق معتبر موثوق صحيح أن الحجة شاهده أحد في عصر الغيبة الكبرى.

    المقدم: أبو عقيل من إيران تفضل:

    أبو عقيل: سلام عليكم… أتمنى من علماء الوهابية وهم يرونك الآن، أرجوا أن يردوا عليك، ولا يكذبون على الناس.

    سماحة السيد: تعليقة عندي وهو أنه ليس فقط علماء الوهابية وأنا إنما أذكر رأيي هنا سواء كان من علماء الوهابية أو من الشيعة فيكونوا منطقيين ويكون منهجهم منهجا علمي في الجواب.

    المقدم: أبو عبد العزيز من السعودية تفضل

    أبو عبد العزيز: سلام عليكم… ذكرتم أن هناك التشيع كان في الكوفة هل يقصد به التشيع العقدي الآن وهو الاثنى عشري أم أنه هناك مقابل شيعة عثمان؟ هذا يظهر الذي يظهر من كتب التاريخ أنه كان تشيع سياسي وليس تشيع عقديا، السؤال الثاني في عطية العوفي أنه يوجد هناك من ضعفه وهم سفيان الثوري وابن عليلة ويحيى القطان واحمد بن حنبل وأبو حاتم الرازي وأبو زرعة الرازي وأبو داوود والمسائي والجوزجاني وابن خزيمة وابن جبان وابن عدي والدار قطني وابن حاتم والبيهقي وغيرهم من الذين ضعفوا عطية العوفي وإن كنت تريد أنقل لك أقوالهم.

    سماحة السيد: السؤال الأول الجواب لا ولكن تفصيله يأتي في الوقت المناسب حتى أبين التشيع الذي كان في الكوفة وأن التشيع هل كان عقديا أو كان بمعنى آخر، بحثه سيأتي.

    والسؤال الثاني أنت ما ذكرته نعم أنا أيضاً ذكرت هذا المعنى، قلت لماذا يدعي ابن تيمية إجماع أهل العلم، هؤلاء الذين ذكرتهم أنا من بقالي أهل العلم؟ لماذا عدم الأمانة العلمية في نقل الأقوال، فليقل ضعفه فلان وفلان وفلان ووثقه فلان وفلان وفلان، هذا أولا وثانيا مع أن أحمد بن حنبل ولكن ينقل عنه أكثر من سبعين رواية، مع علمه أن عطية العوفي ضعيف، لماذا ينقل عنه؟ مع علمهم أنه ضعيف، هذا معناه أن كثير من هذه الروايات التي نقلوها أنه مع علمهم بضعفه ولكن كانوا يعتقدون بصحة هذه الروايات وإلا لو كان يعتقدون بعدم صحتها لما جاءوا بها في مسانيدهم و سننهم التي اشترطوا على أنفسهم لا ينقلون إلا ما هو حجة، وجود عطية العوفي في الرواية لا يؤثر على صحة الرواية، ونكتة علمية أنه ليس من ضعف يعني روايته ساقطة عن الاعتبار.

    المقدم: انتهى وقت البرامج وفي أمان الله.

    • تاريخ النشر : 2013/06/10
    • مرات التنزيل : 2232

  • جديد المرئيات