بسم الله الرحمن الرحيم
مطارحات في العقيدة
من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن
القسم الخامس
المقدم: السلام عليكم وتحية لسماحة آية الله السيد كمال الحيدري.
سماحة السيد عودا على بدء من هو محور ظاهرة الوضع عصر ما قبل التدوين، تحدثنا في الحلقة السابقة عن عصر والوضع باعتباره أهم ظاهرة في عصر ما قبل التدوين، من هو محور هذه الظاهرة؟
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في الواقع بلا أي مقدمات سوف أدخل في صلب البحث.
قلنا بالأمس أنه من أهم الشخصيات التي وقعت تحت المجهر وسلط الضوء عليها وتبين أنها كان لها دور أساسي في عملية وضع الحديث هو أبو هريرة، من هنا لابد أن نقف قليلا عند هذه الشخصية المضطربة، الشخصية غير المستقرة، الشخصية التي واقعا إلى الآن لعله كتبت عشرات الكتب في بيان دورها في هذا العصر بالخصوص لأنه إنما أسلم في أخريات حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يستطع أن يفعل وأن يقول ما يريد في خلافة الأول والثاني والثالث، وإنما بدأ له دور أساسي بعد الفتنة، يعني بعد خلافة أمير المؤمنين وبالخصوص في عهد بني أمية، بالأمس أشرنا بأنه اختلف رواة وأهل التاريخ بأنه ما هي المدة التي عاصر فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فالبعض عاصره لا أقل سنتين والبعض قال ثلاث سنوات والبعض قال أكثر بكثير، فالمدة لا تتجاوز بين السنتين إلى ثلاث سنوات، طبعا هذه الفترة إذا قيست إلى باقي أصحاب رسول الله من أمثال علي بن أبي طالب وأبي بكر وعمر وعثمان وشخصيات أخرى من الصحابة، لا إشكال أنها فترة قصيرة جدا، إذا قيست إلى الفترة التي هي قد تتجاوز أكثر من عشرين عاما، يعني بعبارة أخرى أن الفترة التي عاشها مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا تعادل إلا واحد من ثمانية إلا واحد من سبعة من عشرة من باقي أصحاب رسول الله، خصوصا إذا قسناه إلى بعض نسائه كعائشة فإنها أيضا نقلت الحديث عن رسول الله ويقينا الفترة التي عاشتها مع رسول الله أكثر بكثير من الفترة التي عاشها أهو هريرة مع رسول الله، إذن على هذا الأساس تعالوا نستقرأ ونتكلم بلغة الأرقام، من هو أبو هريرة حتى يتضح لنا أنه دور هذه الشخصية في الموروث الروائي عند أهل السنة وفي المصنفات التي صنفت بعد ذلك.
أبدأ البحث مباشرة انظروا ماذا يقول ابن حزم في كتابه أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد، كتاب مفيد، لأنه يستعرض أولئك الذين رووا الحديث عن رسول الله من الرواة فلا يتجاوز عددهم إلا 1018، فلا يتبادر إلى الذهن عندما نقول الصحابة، 12000 ألف أو 18000 أو 30000 أو 120000 أي عدد شئت ضع، الذين تبنوا نقل الرواية عن رسول الله إلى الأجيال اللاحقة من التابعين لم يتجاوز عددهم إلا ألف شخص أعزّائي إذن القضية واضحة.
أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد، الإمام والمحقق والعالم المدقق ابن حزم الظاهري الأندلسي، أرجوا الله أن أوفق في بحث مستقل أقف عند هذه الشخصية لأنها شخصية لها مدرسة مستقلة تختلف عن باقي المدارس، يعني لا هي المدرسة الحنبلية ولا الشافعية وإلا المالكية ولا الزيدية ولا الخوارج ولا… إذن من هو هذا الرجل؟ هذا الرجل هو صاحب المدرسة التي نظرت للعهد الأموي في الأندلس، منظر الدولة الأموية في الأندلس وهذه مسألة مهمة جدا لابد أن يسلط الضوء على هذه الشخصية ومع الأسف الشديد الآن في تراثنا الإسلامي عموما لا يلتفت إلى هذه الشخصية، الآن تقول أين تكمن أهميتها، تكمن أهمية هذه الشخصية لأن الشيخ ابن تيمية أراد أن يحيي المدرسة الظاهرية في المشرق الإسلامي، لأنه هو كان في المغرب ولكن هو أراد أن ينقل تلك المدرسة ولكنه بلباس مشرقي، الآن تقول ما فهمنا ما هي المدرسة المغربية وما هي المشرقية؟ سأبينه في الوقت المناسب.
إذن شخصية مهمة وهو ابن حزم الظاهري الأندلسي وهو منظر العهد الأموي أو الدولة الأموية في الأندلس، في ص 37، يقول: « أول شخصية قال أصحاب الألوف < الذين نقلوا الروايات بالألوف، « أبو هريرة 5374 حديثا < نقلها في سبعة أشهر أخذها من رسول الله، بعد ذلك يقول أنا الذي قلته لكم هذا نصف ما عندي، كان عندي جربان هذا أحد الجرابين نقلت والجراب الآخر لم أنقل منه شيء، أنا لا أعلم ذاك الوعاء الثاني كم حديث كان موجود، هذا الوعاء الأول كان فيه 5374 حديث ويدعي أن هذه هي الأسرار التي سر بها رسول الله أبا هريرة، إذن أسرار رسول الله لم تلك عند باب مدينة علم الرسول، من هو باب مدينة علم الرسول؟ ولذا تجدون أيضا كاملا شعيب الأرنئوط قال هو معجزة رسول الله. ولهذا هو أيضا كان يصرح بهذا المعنى، هذا كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لبن حجر العسقلاني تحقيق التركي، الجزء الثالث عشر ص 39، هذه عبارته، يقول: « وقد أجمع أهل الحديث على أنه أكثر الصحابة حديثا < بلا استثناء، لا يجاريه أحد في نقل الرواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قد تقول سيدنا ما المحذور في ذلك؟ فليكن هذا الرجل مصاحب لرسول الله في هذه المدة فما سمعه من رسول الله حفظه كان أحفظ الصحابة، فحفظ كل شيء، بيني وبين الله أنا أريد أن أوجد وأقايس لكم بين أبي هريرة وبين باقي الصحابة الذي أنتم تعتقدون يا أهل السنة ونحن نعتقد الشيعة أنهم أيضا كانوا أقرب الناس إلى رسول الله، يعني لا في سفر ولا في حضر ولا في مسجد ولا في سوق و… إلا وهم كانوا ملازمين لرسول الله، أنتم تقولون أن رسول الله ما دخل مكان إلا ومعه أبو بكر وعمر، الشيعة يقولون أن رسول الله في ليل أو نهار إلا وكان معه علي بن أبي طالب، إذن هؤلاء أيضاً كانوا من الملازمين، أما عائشة فملازمة له ليلا ونهار وسحرا وصبحا وكل وقت، سنين طويلة، إذن بناء على هذه، ولا يستطيع أحد منكم أن يقول أبا هريرة كان أحرص على حديث رسول الله من هؤلاء الصحابة، يعني من علي وأبي بكر والعشرة المبشرة أو من بعض أزواجه الذين كانوا يقولون أنه كانت أكبر الفقيهات في عصرها، إذن نريد أن نوجد مقايسة داخلية بين عدد الروايات التي نقلها هؤلاء الصحابة وبين عدد الروايات التي نقلها أبو هريرة، تعالوا معنا إلى كتاب أبو هريرة، شيخ المضيرة أبو هريرة، تأليف محمود أبو رية دار المعارف مصر، ص 127، يقول: « ما رواه أبو بكر < فهو أبو بكر أول الرجال إسلاما بعد علي كما يقولون أهل السنة، يعني تقريبا عاصر رسول الله أكثير من عقدين من السنة، 23 سنة، « وشيخ الصحابة جميعا < بتعبير أبو رية باعتبار أنه من علماء السنة، « وقضى مع النبي مدة البعثة كلها، ترى كم من حديث روى؟ < ولا يستطيع أحد أن يقول بأن أبا هريرة كان أحرص من أبي بكر على لا سنة ولا شيعة، « قال النووي في تهذيبه: روى الصديق عن النبي 142 رواية <، يعني إذا أردنا أن نحسب المدة ثلاث سنوات خمس آلاف حديث، فإذا 23 سنة ثمانية أضعاف، لابد أبا بكر ينقل عن النبي خمسين ألف رواية ولكن نقل 142.
المقدم: أنا حللت النسبة، أبو هريرة 570 يوم عاش مع رسول الله، في اليوم عشر أحاديث. هذا الذي نقلها أما إذا أضفنا في الجراب الآخر فباليوم 20 حديث.
سماحة السيد: جيد، لكن يوجد أخطر، يقول : « روى الصديق عن النبي 142 حديثا أوردها منها السيوطي في تاريخ الحلفاء 104، وله في البخاري 22 حديثا، وفي مسلم حديث، وستة في الترمذي وحديث في أبو داوود < هذا كل شخصية أبو بكر، تعالوا معنا إلى عمر، عمر روى عن رسول الله قال: « أسندوا له 537 ولكن لم يصح منها إلا 50 حديثا كما أثبت ذلك ابن حزم < ابن حزم يقول لم يروى عن عمر إلا 50 حديثا، يعني واحد إلى مائة، لأنه 5000 وخمسين فواحد إلى مائة، يعني مائة حديث نقل أبو هريرة وحديث واحد نقل عمر، أي قسمة هذه؟ وكم كان لا يهتم عمر بحديث رسول الله، وعلى مدى 23 سنة، ما رواه علي 586 رواية، يعني معدل عشرة بالمائة، ما رواه عثمان 146 رواية، ما رواه الزبير بن عوام 9 في البخاري ورواية واحدة في المسند، وما رواه عبد الرحمن بن عوف في البخاري 9 أحاديث < الآن عدوا معي أبو بكر وعمر وعلي وعثمان والزبير وعبد الرحمن وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وسلمان الفارسي وطلحة بن عبيد الله ومعاذ بن جبل وأصحاب كبار لم يرووا عن النبي ولا حديثا واحدا، هذا معناه أن الحديث كان كثير أو لا؟ لم يكن كثيرا، تعالوا إلى النسبة، هنا يوجد كتاب قيم عن أبي هريرة كتبه العلامة الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين، في موسوعته كتاب أبو هريرة الجزء الثالث دار المؤرخ العربي، ص 1255، بعد أنقل ينقل هذه الروايات يقول: « فلينظر ناظر بعقله لأبي هريرة < واقعا معادلة قيمة « وتأخره في إسلامه وخموله في حسبه وأميته < كان أمي لا يكتب، ضيفوها على المعادلة، « وما إلى ذلك مما يوجب إقلاله < هذا كله يوجب أن يكون قليل الرواية، لم يكن من البطانة الخاصة، لا كاتب ولا من البطانة الخاصة ولا عاش مع رسول الله كثيرا، « ثم لينظر إلى الخلفاء الأربعة وسبقهم واختصاصهم وحضورهم تشريع الأحكام وحسن بلائهم في 52 سنة < باعتبار 23 كانوا مع النبي و30 كانوا بعد النبي، « 52 سنة، 23 كانت بخدمة رسول الله و29 من بعد رسول الله، ساسوا فيها الأمة < يعني كان ما يعرفوه عن رسول الله لابد أن يقولوه للأمة، لأنه توجد حاجة إليها، وسادوا الأمم وفتح الله لهم ملك كسرى وقصير، فمدنوا المدن ومصروا الأمصار ونشروا دعوة الإسلام، وصدعوا بأحكامه وأذاعوا السنن ينحدر عنهم السيل ولا يرقى إلى فلان < إلى أن يقول: « وإذا حسبنا كل هذا المجموع، فوجدنا أن النسبة بني أبي هريرة وباقي الصحابة أن كل الصحابة ما نقلوا إلا نسبة 27 بالمائة مما نقله أبو هريرة < أقل من النصف، هؤلاء كل هؤلاء الذين أشرنا إليهم، قال: « وقد نظرنا في مجموع ما وري في الحديث عن الخلفاء الأربعة فوجدناه بالنسبة إلى حديث أبي هريرة وحده أقل من السبعة والعشرين في المائة، لأن جميع ما روي عن أبي بكر نقلنا العدد، وأنا أترك هنا واقعا الحكم للمشاهد أنه بيني وبين الله بين أمرين لا ثالث لهمان إما أن تقولوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) خص أبا هريرة بأحاديث وبخل وظن بها عن كبار صحابته، في النتيجة نحن نعتقد في علي أنه باب مدينة علم، وأنتم تعتقدون بان الأول والثاني والثالث هم أقرب الصحابة إلى رسول الله إذن ظن رسول الله بأحاديثه على هؤلاء وأعطاها لأبي هريرة، إما أن تقولوا هذا وأما أن تقبلوا الشق الآخر وهو أن هذه الأحاديث مختلفة وموضوعة على رسول الله، والأمر إليك بيني وبين الله، إذا تريد أن تقول لا نحن نعتقد أن رسول الله خص أبا هريرة بما لم يخص أحدا من الصحابة، إذن لماذا تقولون بأن أفضل الصحابة وأبا بكر وعمر وعثمان، لأنه من يحمل العلم أفضل أو الجاهل بعلم رسول الله أفضل؟ لا يستطيع أحد أن يدعي أن من يحمل علم رسول الله حديث رسول الله، باب مدينة علم رسول الله، باب سر وأسرار حديث رسول الله، هذا أفضل أو الذي لم ينقل إلا خمسين رواية عن رسول الله أفضل؟ لأنه المدار على العلم، على المعرفة، ولهذا أنتم جئتم إلى أم المؤمنين عائشة قلتم بأنه أفضل أزواج النبي لأنها حملت من الحديث عن رسول الله ما لم تحملها باقي النساء، طبعا يكون في علمكم الآن لا أريد أن أدخل، وإلا العلامة شرف الدين سوف يدخل في مقايسة بين أبي هريرة وبين عائشة، ويتبين أنه كل ما نقلته عائشة لا يعادل نصف ما نقله أبي هريرة، مع أنه النسبة بينهما من حيث الزمان كبيرة جدا.
سؤال: قد يكون احتمال هذا العلم خاص أخذه من رسول الله، تعالوا معنا إلى التراث، لنرى بأنه ما هي مصادر علم أبي هريرة؟ ماذا قالت المصادر أن علمه أخذه من النبي؟ من أين أخذ علمه واقعا؟ فلنعرف واقعا، لعله والله العالم نحن نظلم الرجل ، لماذا نتهم الرجل ما الدليل على ظلم الرجل، تعالوا معنا نقف على علمه.
رواية واحدة صحيحة على شرط الشيخين من المستدرك على الصحيحين، المستدرك على الصحيحين، للحاكم النيسابوري، الجزء الأول دار المعرفة بيروت لبنان، رقم الحديث 319، الرواية « حدثنا فلان عن فلان عن فلان جاء أبو هريرة إلى كعب الأحبار اليهودي < الذي هو ليس صحابي وإنما هو تابعي، طبعا كان في اليمن ولكنه لم يسلم في عهد رسول الله، وإنما في عهد عمر أسلم، وخلق له قصة، لأنه سئل لماذا لم تسلم قبل ذلك و رسول الله حي؟ اختلق قصة، الآن يأتي بحثه. قال: « جاء أبو هريرة إلى كعب يسأل عنه، وكعب في القوم، مجموعة جالسين قال من منكم كعب، قال كعب ما تريد منه؟، فقال: أما إني لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكون أحفظ لحديثه مني، فقال كعب: أما إنك لم تجد أحدا يطلب شيئا لا يشبع منه يوما من الدهر إلا احد اثنين إلا طالب علم وطالب الدنيا، فقال أبو هريرة: أنت كعب، فإني لمثل هذا جئت < أنا جئت لأتتلمذ على يدك، الآن باعتبار نبي من أنبياء بني إسرائيل هذا ومعصوم، فيأخذ من كعب، قال: « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين < إذن الآن اتضح مصدر من مصادر حديث أبي هريرة، كعب الأحبار من مصادر حديث أبي هريرة، أبو هريرة يذهب إليه حتى يتتلمذ علي يديه.
تعالوا معنا إلى كعب الأحبار ومن هو على شاكلة كعب الأحبار، يعني الذين أسلموا من اليهود، الذين أسلموا من النصارى، الذي اسلموا من المجوس، باعتبار هؤلاء بعد الفتوحات، لأنه تعلمون أنه في عهد الخليفة الثاني، فتوحات فارس، فتوحات دول أخرى والروم وغيرها، إذن كثير من علمائهم دخلوا الإسلام. كتاب أضواء على السنة المحمدية أو دفاع عن الحديث، تأليف محمود أبو رية، هذا الكتاب طبعة الثالثة مزيدة ومحققة، دار المعارف بمصر، ص 145، عنوانه يقول: « الإسرائيليات في الحديث < يبدأ بمقدمة يقول: « لما قوي شوكة الدعوة المحمدية واشتد ساعدها وتحطمت أمامها كل قوة تنازعها لم يرى من كانوا يقفون أمامها ويصدون عن سبيلها إلا أن يكيدوا لها من داخلها < يعني الاختراق الداخلي، وهذا هو الذي قام به بنو أمية، وهذا هو المتعارف في عصرنا، الآن أي دولة كبيرة تريد أن تضعف دولة أخرى، إما أن تقوم بحرب خارجية وإما داخلية، يعني الحرب الناعمة، يعني من الداخل تحاول أن تفرغها من محتواها الأصلي، وهذا أخطر ما يكون أعزّائي، قال: « كعب الأحبار، هو كعب بن ماتع الحميري من آل ذي رعين وقيل من ذي كلع ويكنى فلان، وكان من كبار أحبار اليهود < يعني من كبار علمائهم الذين أسلموا بعد رسول الله، « وعرف بكعب الأحبار وأسلم في عهد عمر على التحقيق، وسكن المدينة، وكان ملازما لعمر لا يفارقه، وكان معه في فتح القدس ثم تحول إلى الشام < هنا عنده كلمة محمود أبو رية في الحاشية، يقول: « كان الأستاذ سعيد الأفغاني قد نشر بمجلة الرسالة مقالا ذكر فيها أن الصهيوني الأول هو عبد الله بن سبأ اليهودي < الذي ينسب إليه كثير من القضايا، « فرددنا عليه بمقال مفصل أثبتنا فيه أن الصهيوني الأول هو كعب الأحبار < ويبين الأدلة.
بعد ذلك يقول سبب إسلامه، وبعد ذلك يأتي إلى وهب بن منبه النصراني يقول: ذكر المؤرخون أنه فارسي الأصل، جاء جده إلى اليمن في جملة من بعثهم كسرى لنجدة اليمن على الحبشة، فأقاموا هناك وتناسلوا وصاروا يعرفون بين العرب وكان فلان وكان آباء وهب على دين الفرس المجوسي أو الزردشتية < يأتي إلى عبد الله بن سلام بعد ذلك، « أبو الحارث الإسرائيلي أسلم بعد أن قدم النبي وهو من أحبار اليهود < ثم يدخل في بحث : « كيف استحوذوا على عقول المسلمين <، ويبين أرقام رهيبة ثم يبين العلاقة الخاصة بين كعب الأحبار وعمر الخليفة الثاني، ثم يبين: « قتل عمر ويد كعب فيه < وأبحاث قيمة من 145 إلى 155. فقط أقول كلمة مختصرة عما قاله المفكر أو الكاتب المعروف طه حسين، في كتابه مجموعة الكاملة، لمؤلفات الدكتور طه حسين المجلد الرابع، الخلفاء الراشدون، دار الكتاب اللبناني، بيروت أعزّائي في ص 189، يقول: « ورجل رابع كان يقيم بالمدينة ولكنه كان غريب الأطوار، عرف كيف يخدع كثيرا من المسلمين ومنهم عمر < هذا ليس كلامي وليس الكتاب شيعي بل كاتب مصري وهو طه حسين يتكلم عن كيف خدع كعب الخليفة الثاني وهو كعب الأحبار وكان كعب يهوديا من أهل اليمن زعم أنه سأل عليا رحمه الله عن النبي حين ذهب علي إلى اليمن مرسلا من رسول الله فلما أنبأه علي بصفة النبي عرف هذه الصفة مما كان يجد بزعمه في التوراة < قال هذا أجده في التوراة « ولم يأتي المدينة أيام النبي وإنما قام على يهوديته في اليمن وزعم هو بعد ذلك للمسلمين أنه أسلم ودعا إلى الإسلام في اليمن وقد أقبل إلى المدينة أيام عمر، فأقام فيها مولى للعباس، وكان في الكذب على المسلمين يزعم أنه يجد صفاتهم في التوراة، وربما زعم لهم أنه يجد صفاتهم في الكتب الإلهية <. إذن بعد ذلك ستأتي الإسرائيليات، أنه فلان كان كذا في التوراة، هذه كلها من دعوات كعب الأحبار ومدخولاته، بعبيرنا يخدع السنة ويخدع الشيعة، روايات بهذا الطرف وروايات بذاك الطرف، « وكان المسلمون يعجبون بذلك ويعجبون له، ولم يلبث أن كذب على عمر نفسه < ولهذا عمر صدقه أولا، « فزعم له أنه يجد صفته في التوراة، فعجب عمر وقال تجد اسم عمر في التوراة، قال كعب: لا أجد اسمك، وإنما أجد صفتك < والآن تعالوا إلى الفضائيات التي هي من أهل السنة يقرءون هذه الروايات التي وضع أسسها كعب الأحبار، يقول: « ودخل عمر يوما على زوجه أم كلثوم بنت علي، فوجدها تبكي، فلما سألها عن بكاءها قالت هذا اليهودي كعب الأحبار < هو أسلم، إذن كانوا يعرفون إسلامه نفاق، يعني زوجة الخليفة تعلم أنه يهودي ويدعي الإسلام، « قالت هذا اليهودي كعب الأحبار يقول إنك في النار < فما خرج عمر ورأى كعبا هم أن يسأله فبشره كعب بالجنة <، هذا الموروث الروائي، هذا الذي بعد ذلك سنقرأه في البخاري ومسند أحمد و… سيأتي. في الموروث الشيعي أيضا يوجد من هذا القبيل أنه كان هناك من القصاصين والغلاة والكذابين باعتقادهم لتقوية عقيدة الشيعة كانوا يكذبوه على الأئمة أو على رسول الله فيضعون أحاديث حتى يقوى عقيدة الشيعة كما الآن نجد على بعض المنابر الشيعية تقول لهم من أين هذا يقول جيد هذا يقوي عقيدة الشيعة، والله هذه الغارة تبررة الوسيلة أول من ابتدأها في عصر ما قبل التدوين. « يقول فبشره كعب بالجنة، فقال عمر: ما شاء الله، مرة في الجنة ومرة في النار < ما هذا؟ قال كعب: لا تعجل علي يا أمير المؤمنين، والله إني لأراك في التوراة أو قال في الكتب، قائما على باب جهنم تمنع المسلمين أن يتهافتوا فيه < قسيم النار والجنة، يعني أنا قلت في النار يعني أنت واقف على باب النار وإلا أنت من زعماء أهل الجنة، هذه نموذج من أحاديث كعب الأحبار. حتى وصل كعب الأحبار مقامه إلى حال صارت دكة معروفة في مسجد رسول الله، هو يحدث ولا يحق لأحد أن يحدث، أبوذر وغيره ينفون ولا يسمح لهم بالتحدث أبدا، ولكن يسمح لكعب، الآن ما هي الأيادي ولماذا؟ الآن أنا لست بصدد أن أحلل هذه الفترة التاريخية، هذه أمامكم الطبقات الكبرى لبن سعد، الجزء لسابع ص 110، رجل يقول: « فدخلت بعد ذلك المسجد فإذا هو جالس إلى كعب < رأيت الشخص الذي أريده جالس يتتلمذ عند كعب، يسمع الحديث إلى كعب، « وبينهما سفر من أسفار التوراة وكعب يقرأ < لا القرآن، لا حديث رسول الله في مسجد رسول الله، لا القرآن يدرس، لا حديث رسول الله يدرس وإنما يدرس سفر من أسفار التوراة، تقول سيدنا الآن هذا مثال، هذا استقراء، أقول لا، كل التاريخ مليء بهذا، تقول سيدنا اضرب لنا مثال واحد، مثال تطبيقي لنعرف، واقعا أريد أقف عند نموذج تطبيقي من روايات كعب الأحبار، وكيف تسلسلت وأين انتهت هذه الرواية، طبعا الرواية سوف أنقلها من المباحث التفسيرية يعني من الروايات التي فسر بها القرآن الكريم، تعالوا إلى ضحى الإسلام تأليف أحمد أمين، دار الكتاب العربي، الجزء الثاني، ص 139، يقول: « وهكذا ظل التفسير يتضخم طبقة بعد طبقة، وتروي الطبقة التالية ما كان من الطبقات قبلها، وتزيد عليه ما عرض لها وفي كل طبقة يتصل أفرادها < كل طبقة لاحقة، كلما ازدادت الفتوحات « يتصل أفرادها بكثير من مسلمة اليهود والنصارى والمجوس < هؤلاء الذين دخلوا الإسلام بالفتوحات، « فاتصل بعض الصحابة بوهب ابن منبه وكعب الأحبار وعبد الله بن سلام واتصل التابعون بابن جريح وهؤلاء كانت لهم معلومات يروونها عن التوراة والإنجيل وشروحها وحواشيها فلم ير المسلمون بأسا من أن يقصوها بجانب آيات القرآن، فكان منبعا من منابع التضخم كما أسلفنا الكلام عن ذلك في فجر الإسلام <. فبدأت روايات التفسير تتضخم، خطوة أولى وثانية إلى أن وصلنا إلى عصر التدوين، « وكانت الخطوة الثالثة انفصال التفسير من الحديث <، يعني بدؤوا نجد الكتب التفسيرية الأثرية، يعني تضع الآيات وتفسرها برواية، « وعده علما قائما بنفسه ووضع التفسير لكل آية من القرآن أو جزء من آية مرتبة، حسب ترتيب المصحف، كما فعل ابن جرير الطبري في تفسيره < الآن ابن جرير الطبري من الواضح أنه لم يأخذ مباشرة من الصحابة، لأنه هو متأخر جدا، ابن جرير الطبري 224 إلى 310، يعني هو في أوساط القرن الثالث إلى أوائل الرابع، إذن لا يمكن أن أخذ، إذن ممن أخذ؟ من مصنفات الحديثية التي صنفت ما بعد سنة 143، يعني من مسند أحمد وصحيح البخاري ومسلم، وسنن الترمذي، وابن ماجه وابن أبي شيبة و… ثم بدأت الروايات، تقول سيدنا إلى الآن ما فهمنا الارتباط؟ بعد ذلك سأبين أن من هذه الخمسة آلاف رواية أكثرها مصدرها من كعب الأحبار والآخرين، جاءت إلى البخاري، إلى البخاري، ونقل البخاري لا أقل 446 رواية من أبو هريرة، هذه كلها دخلت في تراثنا، في تراثنا الإسلام، يعني إسلام أهل السنة، ودخلت آلاف الروايات في مسند أحمد، جيد بيني وبين الله عندما يأتي أبو جعفر الطبري يريد يفسر آية ويجد أن الآية مفسرة برواية من أبي هريرة صحابي رسول الله وموجودة في كتاب أصح كتاب بعد كتاب الله ينقلها، طبيعي جدا، ينقل ويستند إليها في تفسر الآيات، إذن المعادلة اتضحت، كثير من روايات التفسير في تفسير الطبري منشأها ليس رسول الله بل كعب الأحبار، الآن قد تقول لماذا تتهم الرجل؟ الجواب لأنها هذا الرجل كل ما كان يسمعه كان ينسبه إلى رسول الله كذبا. يقول اتهام الصحابة لأبي هريرة، أكذبه عمر وعثمان وعلي عائشة وغيرهم، كلهم كانوا يقولون أنه كذاب، هذا كتاب تأويل مختلف الحديث لبن أبي قتيبة، ص 114، يقول: « وما طعنه على أبي هريرة بتكذيب عمر وعثمان علي وعائشة له < فإن أبا هريرة صحب رسول الله نحو من ثلاث سنين وأكثر الرواية عنه وعمر بعده نحوا من خمسين سنة ….. ولم يصحب رسول الله إلا هذه المدة، فأكذبه الصحابة < بل عائشة أكذبته بشده، ولذا تجدون أن الروايات التي أكذبه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعائشة روايات بالبخاري ومسلم وكثيرة، تقول إلى الآن فهمنا أن هذه الروايات الإسرائيلية أو روايات الآخر التي هي لتدمير الإسلام دخلت التراث والموروث السني، من هنا تبدأ الخطوة الثالثة والرابعة، ماذا يعني؟ تعالوا معنا إلى التبيان لشيخ الطائفة، الشيخ الطوسي، التبيان في تفسير القرآن لشيخ الطائفة، الذي وفاته 460 من الهجرة، يعني حدود 150 سنة بعد الطبري، كثيرا من الآراء التي استند إليها في تفسير الآيات القرآنية، استند إلى ما يقوله أبو جعفر الطبري، يقول: « ذكر الواقدي وأبو جعفر، < من هو أبو جعفر؟ هذه طريقة أبو جعفر وهو عندما ينقل الروايات بعد ذلك يقول قال أبو جعفر، قال أبو جعفر يذكر رأيه، هنا الشيخ الطوسي ينقل الرأي من أبي جعفر أن سبب نزول هذه الآية ما قال أسامة بن زيد عن أبيه كان تميم الداري وأخوه … < وهي رواية من الإسرائيليات بالنص، ينقلها الشيخ الطوسي، نحن الآن في القرن الخامس عند الشيخ الطوسي، ثم ننتقل إلى مجمع البيان في تفسير القرآن، تأليف أمين الإسلام الطبرسي، بعد هذا في القرون المتأخرة من بعد الطوسي، جاء الطبرسي المفسر الشيعي المعروف وقرأ في تفسير التبيان للطوسي، قال أبو جعفر، تصور أن المراد به أبو جعفر الباقر، فنقل الرواية عن الإمام الباقر، ولهذا نفس الرواية التي هناك يقول قال أبو جعفر هنا صارت وهي مروية عن أبي جعفر عليه السلام الذي قاله هنا أبو جعفر الطبري، نفس الرواية بحدها ينقلها عن التبيان، ليس من عنده، يقول قال شيخنا في فلان وينقلها ويقول وهو المروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، الآن لا أعلم أن عليه السلام وضعها هو يعني صاحب مجمع البيان أو هؤلاء المحققين الغير العلميين الذين حققوا هذه الكتب، لأنه هؤلاء لا يراجعون أن هذه المقولة من أين، يعني عندما يقول عن الإمام الباقر أين موجودة عن الإمام الباقر، لا يراجعون، اللطيف عندما طبع التبيان في تفسير القرآن أخيرا طبع ذكر الواقدي وأبو جعفر، جعلوا بجنبه عليه السلام مع أن النسخ القديمة غير موجودة فيه عليه السلام، ولكن الذي طبع الكتاب تصور أنه الإمام الباقر.
النتيجة: يصعد أهل المنبر عند الشيعة والخطيب عند الشيعة والمفسر عند الشيعة وغيرهم ويقول قال الإمام الباقر كما جاء في مجمع البيان، والناس يقولون هذا الطوسي والطبرسي لا يحققون وفقط السيد كمال الحيدري يحقق، وقد راجعت عشرات الموارد التي هي آراء أبي جعفر الطبري المأخوذة من روايات البخاري المنقولة عن أبي هريرة المنقولة عن كعب الأحبار وإذا هي في ثقافة العقل الشيعي عن الإمام الباقر. كلها لعدم التحقيق أو لعدم المراجعة. سآتي بشواهد لأنه هناك بالحرف يقول قال رسول الله وهي نص الأحاديث التي نقلها كعب الأحبار، ولكن هو إذا كان يريد أن يقول قال كعب الأحبار لا يصدقه أحد، فنسبها إلى رسول الله.
المقدم: نستمع إلى المداخلات:
السيد خادم من باكستان: سلام عليكم … ذكرتم في الحلقة السابقة بأن أول من تغير في الدين كان معاوية ولكن قد يوجد في الميراث الإسلامي وكتب أهل السنة والشيعة ونهج البلاغة بأن أول من غير السنة عائشة قالت بأنه عثمان يعني من تصدى قالت بأنه غير السنة، رسول الله لم يبلي وغيرتم السنة.
سماحة السيد: أنا قلت بالأمس إذا تدقق في كلامي أنا ما نفيت أنه حصل هناك تحريف للسنة قبل العهد الأموي، قلت أنه اتفاق العلماء المسلمين أن التحريف والوضع بشكل رسمي حصل في عهد معاوية، ما نفيت ما قبل ذلك، قبل ذلك نعم لأنه أساساً عندنا روايات في نهج البلاغة تقول أن رسول الله صعد المنبر قال قد كثرت الكذابة، إذن تبين الاختلاق كان في عهده، ولكن الطرف الآخر يقول هذه الرواية في نهج البلاغة وليست حجة علينا، أنا أحاول ما هو المجمع عليه أضعه بأيديكم وإلا إثبات شيء لا ينفي ما عداه.
أبو أحمد من إيران: سلام عليكم… سيدنا قلتم أنه الحديث إذا كان يخالف القرآن حتى وإن كان صحيح السند نضرب به عرض الجدار لكن إذا كان الحديث يوافق القرآن وسنده ضعيف كيف نتعامل معه؟
نبيل من العراق: سلام عليكم… ذكرتم زواج أم كلثوم من عمر، هل هناك صحة لهذا الحديث؟
محمد من السعودية؟ سلام عليكم… لقب الوهابية منسوب إلى الله الوهاب ما رأيكم بهذا؟
سماحة السيد: الأخ حسن اقترح كتابة كتاب، أرجوا الله أن أوفق إن شاء الله أن اكتبه، لأن ليس عملا سهلا وكما قال بعض المتداخلين أنه ستبدأ الحرب وسيبدأ الكلام ومع الأسف الشديد بدأ بعض أهل المنبر والجهلة والعوام والمتلبسين بعمائم بيضاء أو سوداء ويا ليت أنه كانوا يتعلمون مني المنهج العلمي، هذا الذي يقوله السيد هذا رده، أما الإقصاء والإظلال والخروج عن المذهب هذه لغلة العاجزين والجاهلين والمغرضين والمرضى. ,وإلا قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين، افترضوا شخص الآن من خارج مدرسة أهل البيت عنده هذه التساؤلات لكم يا علماء الشيعة، يا خطباء الشيعة، يا منبر الشيعة يا مراجع النجف عنده هذه الأسئلة لكم، أنتم الآن تسمون أنفسكم من مراجع الدين بينكم وبين الله أنا عندي تساؤلات أجيبوني عن تساؤلاتي إن لم تستطيعوا أن تخرجوا وتتكلموا لأي سبب كان، ابعثوا بتلامذتكم الذين ربيتموهم لمدة 40 و70 و90 سنة في الحوزات حتى يجيبوا على تساؤلاتي، أنا أدعي أن الكثير من الموروث الروائي الشيعي هو مدسوس ومنقول إلينا من كعب الأخبار من اليهودية والنصرانية والمجوسية حتى تفسير القمي، تقول حتى تفسير القمي الذي هو من أصح الكتب التفسيرية؟ سأثبت لكم عدد الروايات التي نقلت من الطرف الآخر بعنوان أنها تفسير الشيعة، طبعا هذا تفسير القمي وما أدرئك ما تفسير القمي، هذا الكتاب الوحيد الذي صحح كل رواياته سيدنا الأستاذ السيد الخوئي، ولكن مع ذلك هذا الكتاب فيه من الدس والزور والغلو والكذب والاختلاق ما شاء الله، تقول سيدنا يعني ما التفت السيد الخوئي، أقول هذا بحث علمي، البحث العلمي شيء لا يوقف على شخص.
جواب أبو أحمد، كل رواية ثبت أنها موافقة للقرآن نقول مضمونها صحيح، نعم لو سألنا سائل هذه الرواية صدرت من الإمام أو لا؟ نقول لعلها صادرة ولعلها لا، لأن الرواية ضعيفة السند لعله هذا الوضاع وضعها وكانت منسجمة مع القرآن ولعله سمعها ولكن الراوي كان غير موثق، إذن لا ندعي الصدور من المعصوم أو النبي وإنما نقول أن الرواية مضمونها صحيح، وصحة المضمون شيء وصحة الصدور شيء آخر.
أما جواب نبيل من العراق الذي قال هل هناك أم كلثوم وزواج: بيني وبين الله أنا من أولئك الذين لا أريد أن أدخل في هذا البحث، أعتبر هذه من روايات التي اخترق بها الموروث الشيعي، سيدنا موجودة في البحار، موجودة عن المفيد وعند فلان وفلان، الآن ثبتت لكم بأنه روايات موجودة عند كعب الأحبار أتت إلينا، وضعوها أولئك الذين أرادوا أن يعطوا شرعية للصحابة، أرادوا أن يقولوا لا يوجد خلاف بينهما، زوج بنته 15 سنة صغير, كبيرة زوجها للخليفة.
المقدم: وهذا رد على المتطرفين في الرواية.
سماحة السيد: أحسنتم، هؤلاء الذي يقولون الروايات صحيحة فليقبلوا بها وقد وردت في الكتب المعتبرة، إذن أنا أعتقد أن هذه من الروايات التي اندست في تراثنا الشيعي.
جواب محمد من السعودية هو لا، بل الوهابية منسوبة بشكل رسمي إلى محمد عبد الوهاب، وليس منسوبين إلى اسم الوهاب الذي هو من أسماء الله.
أما شتم الصحابة فقلنا مرارا وتكرارا نحن لا نجوز ولا نقبل بل نفتي بحرمة الشتم واللعن والتسقيط وكل من يقول ذلك فهو عاجز لأن منطقنا منطق العلم والقرآن والبرهان والقرآن يقول { ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم }.
المقدم: شكرا لسماحة أية الله السيد كمال الحيدري.