رقم المحاضرة ﴿302﴾
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلي علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا بأنه أشرنا إلى جملة من الأعلام الذين قالوا بولاية الفقيه العامة وأؤكد مرةً ثالثة ورابعة وخامسة ليس بحثي الآن في البعد السياسي وإقامة الحكم، ذاك بحثٌ آخر وإنّما الصلاحيات التي كانت موجودة عند الأئمة وليسوا حكاماً وليسوا أمراء وليسوا ولاة أمر، لا يشك أحدٌ أن الأئمة كانت لهم ولاية على شيعتهم لا أقل إلي غيبة الإمام الثاني عشر (عليه أفضل الصلاة والسلام) تلك الولاية نتكلم عنها سواءً سميتموها ولاية اجتماعية سميتموها ولاية ادارية سميتموها ولاية مالية، أيّ نوع من أنواع الولاية التي وجدت للأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) من زمن الإمام السجاد إلى آخر الغيبة الصغرى التي هي تتجاوز أكثر من قرنين ونصف هذه الولاية هل نصبوا لها أحداً من بعدهم أم أنّها ليست كذلك، ذكرنا بأنه مجموعة من أعلام مدرسة النجف في القرنين الأخيرين كصاحب الجواهر والنائيني والسبزواري وأمثال هؤلاء الأعلام ذهبوا إلى أنّ كلما ثبت للأئمة من الولاية فهو ثابتٌ للفقيه للعالم الديني بشرطها وشروطها التي سنشسير إليها إنشاء الله تعالى لاحقاً؛ أمّا المدرسة القمية ومرادي من مدرسة قم يعني الأعلام الذين في هذه المائة سنة أخيرة الذين كانوا في قم وأقف عند علمٍ من أعلامها وهو السيد البروجردي (قدس الله نفسه) في المقدمة لابد أن أشير أن مباني السيد البروجردي مع الأسف الشديد ليست معلومة ومعروفة كثيراً عند طلبة النجف ومدرسة النجف سيد البروجردي (رحمة الله تعالى عليه وقدس الله نفسه) علمٌ من أعلام الطائفة العلمية له منهجه له مدرسته له تلامذته له قراءته للفقه الآن ما أتكلم على مستوى البحث التفسيري والبحث العقدي له بحث آخر ومقامٌ آخر؛ أتكلم على المدرسة الفقهية الحق والإنصاف أنها مدرسةٌ تختلف في كثير من أبعاده عن المدرسة الموجودة في النجف في المائة سنة الأخيرة ولذا واقعاً طلبي من الأعزة الذين يريدون أن يقفون ويقارنون حتى ينتخبوا هذا المنهج أو ذاك المنهج أو يزاوجوا بين المنهجين واقعاً أن يقرءوا بعض تراث السيد البروجردي (قدس الله نفسه) خصوصاً من خلال تقارير تلامذته في الفقه والأصول؛ في هذا اليوم أنا أشير إلى مبنيين من مباني السيد البروجردي المبنى الأول وهو مبنىً عام لا يختص بمسألتنا هذه ولكنه أريد أن أبين لكم الرؤية التي كان ينطلق منها هذا الرجل الكبير؛ السيد البروجري (قدس الله نفسه) له تقرير اسمه البدر الزاهر في صلاة الجمعة والمسافر التي هي تقرير لما أفاده السيد البروجري الطباطبائي وبتقرير تلميذه الشيخ المنتظري (رحمة الله تعالى عليهما) هناك الشيخ المنتظري يعني السيد البروجردي بتقرير الشيخ المنتظري هكذا يقول في صفحة 176 طبعاً هذه الطبعة التي موجودة عندي طبعة قديمة جداً ولا أعلم أنه هل هذا مطبوع طبعات جديدة أم لا التي هي مركز انتشارات دفتر تبليغات (في ذلك الوقت كانوا ينشرون للشيخ المنتظري، أما الآن بعد لا أعلم أنه ينشرون أو لا ينشرون) ومطبوعة هذه في سنة 1362 تقريباً قبل ثلاثين عاماً، (الذي هذه النسخة في ذلك الوقت يمكن كانت عشرين تومان أو خمسة عشر تومان الذي كنا نحن نأخذها) هناك في صفحة 176 من الكتاب، التفت إلى هذه القاعدة التي يؤسس لها السيد البروجردي وأنت هذا المعنى أساساً لا تجده في المدرسة يعني في المائة سنة الأخيرة هذا الكلام هناك لا تجده حتى تعرف أن مباني السيد الإمام (قدس الله نفسه) جذورها أين موجودة، يقول وبالجملة (احفظواها وتأملوا فيها لأنه هذا ليس بحثي ولكن فقط أريد أن أبين مبنى من مباني السيد البروجردي) وبالجملة في المفاهيم والتحديدات الواردة في هذا الباب (الذي يتكلم في صلاة المسافر) بل وفي جميع أبواب الفقه، إذن القضية ليست مرتبطة بصلاة المسافر بل كل الأبواب الفقهية، يجب إذا أردنا أن نفهم مفهوماً تحديداً عنواناً من العناوين يقول لا تفرض نفسك أنك تعيش في هذا الزمان ارجع وعش ذاك الزمان بشروطه وظروفه الثقافية والزمانية والمكانية حتى تفهم ماذا يريد الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) إذن بعد هل يمكن أن نقول إطلاق أزماني أو لا مجال لهذا، لا مجال للإطلاق الأزماني، الإطلاق الأزماني إنما يتم في فرض وحدة الشروط لا مع تعدد الشروط الزمانية، فإذا قال بأنه الربا حرام وأن الدرهم رباً يعادل كذا زنية في البيت الحرام تعال افهم الربا في زماننا أم في زمانهم أيٌ منهما؟ الآن نحن عندما نقول ربا، المدرسة المتعارفة في النجف ماذا تقول يقول الربا ماذا يقولون عنه أنظروا ماذا يقول بنك… لا لا، هذا الربا ليس الآن لابد أن نرجع إلى ذلك الزمان لنرى عندما كان يقال ربا ما هو الربا عندما كان يقال غناء ما هو الغناء عندما كان يقال مسافر ما هو المسافر هذه كلها لابد… (التفت للعبارة) يقول: يجب أن نفرض أنفسنا في محيط صدور الأخبار فما هو المتبادر بحسب وضع ذلك المحيط هو الذي يجيب أن نحمل عليه المفاهيم والتحديدات الواردة فيها فافهم. أنظروا هذا أصلٌ جداً خطير أعزائي في مدرسة الفقهية يعني أنت الآن عندما بينك وبين الله تريد أن تفهم أيّ مفهوم ورد خصوصاً أتكلم في المفاهيم التي مرتبطة بباب المعاملات المفاهيم المرتبطة بباب القضايا الاجتماعية هذه المفاهيم؛ يعني عندما جاءت كثير من الأحكام (الآن هذه محل ابتلاء) وميزت فقهياً بين الرجل والمرأة لابد أن تؤخذ مطلق المرأة في كل زمانٍ ومكان أو ينظر إلى وضع المرأة في ذلك الزمان أيٌّ منهما؟ المدرسة النجفية ماذا تقول؟ مطلق أبداً لا علاقة لنا بذلك الزمان فيه إطلاق، كما فيه إطلاقٌ أفرادي فيه إطلاق أزماني، يعني لكل زمانٍ ومكان، إلا إذا قامت قرينة على الخصوص، هذا المنهج يعكس القضية يقول لا. أيّ مفهوم ورد أن المرأة لا يحق لها الإفتاء أن المرأة لا يحق لها القضاء أن المرأة لا يحق لها… عشرات الأحكام. هذه واقعاً للمرأة في كل زمان أم للمرأة بحسب ظروف خاصة أيٍ منهما؟ لا أقل لابد أن تبحث أنا لا أقول بأنه الآن هذه النظرية صحيحة أو هذه النظرية صحيحة، ولكن أنت كفقيه كمحقق لابد أن تختار المنهج أولاً قبل الدخول إلى عملية الاستنباط، من أحيى أرضاً مواتاً فهي له، بينك وبين الله هل توجد الآن قرية لا دولة تسمح لأحد أن يحيي أرضاً مواتاً فهي له؟ أبداً لا يسمح. في أيّ دولة لا يسمح، لأنه توجد شركات عندها قدرة ليس في الأربعة وعشرين ساعة أن تحيي مائة ألف متر بل تحيي بلداً كاملاً، فتستملك بلد كامل، يسمح لهذا يعني هذه المناطق الفارغة الموات التي للدولة أنت الآن تذهب تحييها هل تصبح لك هذا؟ إذن لماذا الشارع قال؟ الجواب لأن الشارع عندما قال من أحيى أرضاً مواتاً، في ذلك الزمان كم يقدر الإنسان أن يحيي؟ مائة متر مائتين متر يقدر أن يزرعها ويبنيها وليس أكثر، ولهذا قال، قال من حاز ملك، بينك وبين الله هذه قاعدة قابلة للتطبيق في زماننا أبداً، والله لو تعطي لبعض هذه الشركات الأخشاب لعله في يومٍ وليلة نصف غابات البلد يسحقوها ويقضون على كل ثروة النباتية الموجودة وعلى كل الثروة البيئية، إذن لماذا الشارع قال… لا عزيزي الشارع قال هذا في تلك الأزمنة لابد أن ينظر إلى تلك الأزمنة ومن هنا جاءت النصوص العارف بزمانه، وهي روايات معتبرة صحيحة السند، هذا منهج عزيزي، إبدأ أنت أدخل إلى هذا، أختر ثم أدخل، لا أنه مغمض وتدخل في عملية استدلال، هذا الأصل الأول الذي بعد ذلك صارت نظرية متكاملة في كلمات سيد الإمام (قدس الله نفسه) التي هي مدخلية الزمان والمكان في عملية الاستنباط وهو إشارة إلى هذه الجملة. الآن تقول يعني سيدنا ماذا تريد أن ترتب عليها أقول بيني وبين الله يترتب عيها العشرات بل مئات الأحكام في كل الأبواب حتى في باب العبادات، كيف؟ المهم السفر في ذاك الزمان الذي كان يوجب القصر أيّ سفر كان ماذا كانت لوازمه؟ يعني الذي كان يريد أن يسافر ويقطع ثمانية فراسخ كم يريد له مقدمات؟ وكم يريد له تعب وكم يأخذ من وقته؟ واقعاً هل هي قيودٌ في عملية قصر الصلاة أم ليست قيود؟ طبعاً هو طرحها في هذا الموضع قال بأنه في ذلك الزمان (طبعاً لا يتبنى) يقول فإنّ مقدار المسافة الشرعية أعني الثمانية كانت في صدر الإسلام شاغلة لليوم وكان طيها مستلزماً لصرف زمانٍ طويل وموجباً لمشقة شديدة مع أن طيها بالوسائل الفعلية ربما يكون في نصف ساعة دون مشقةٍ أيهما نبني؟ نأخذ تلك الظروف بعين الاعتبار أم لا نأخذ؟ فإن قلنا أن تلك الظروف مأخوذة بعين الاعتبار إذن هذه أسفارنا التي هي عشرين دقيقة تذهب وترجع بها هذه يقتضي قصر الصلاة أم لا يقتضي؟ وهو أيضاً ليس عنده أي دليل على أنه نعمل… يقول فلو بني الأمر على مقتضيات الزمان الفعلي لزم التغيير الحدود المعينة في باب السفر وتعيين مسافةٍ بمقدار يشغل اليوم فعلاً كمائة فرسخ مثلاً، ما المحذور في ذلك؟ في ذهنكم ما المحذور الذي لابد أن يُلتزم بها؟ يقول ذاك الزمان ذاك حكمه في قصر الصلاة وزمانا هذا، يقول ولا يلتزم بذلك أحد لأنه يلزم منه تأسيس فقهٍ جديد، سؤال: (يتذكر الأعزة الذين حاضرين هذه الأبحاث منذ سنين)، ومن قال تأسيس فقهٍ جديد باطلٌ؟ هذه الكبرى من أين أتى بطلانه؟ أنتم ترون في كلمات الفقهاء عادةً ماذا يقولون؟ يقولون لو التزمنا بذلك للزم تأسيس فقهٍ جديد، وأنتم قرأتم مراراً وتكراراً أن الصغرى لابد أن تنظم إليها كبرى وكل ما لزم منه تأسيس فقهٍ جديدٍ فهو باطلٌ. إذن هذا الحكم باطلٌ، بيني وبين الله الآن أنا لا أريد أن أتحدى ولكن أتحداكم علمياً اذهبوا إلى حوزة قم وتكلموا مع من تشاؤون قولوا هذا المحذور لماذا تأسيس فقهٍ جديد باطلٌ ما هو الدليل على بطلانه؟ إذا استطاع أحد يقيم دليل بيني وبين الله بعد أنا لا أتكلم في هذه المسألة، أبداً لا يوجد أي استدلال فقط يلزم تأسيس، لماذا؟ يقولون في النتيجة الأوائل بهذا الشكل فهموا والفقهاء المتقدمين هكذا فهموا والذي وصل إلينا من السلف الصالح هكذا فهموا، إذن تبين أن هل نحن مجتهدين أم مقلدين لأولئك؟ مجموعة من المقلدين ولكنه لابسين ثوب الاجتهاد، وإلا الذي وضع لنا الأطر والقواعد والأسس والأنظمة و… والمفاتيح كلها من وضعها؟ أولئك. ونحن عندنا مجال أن نخالف أم لا؟ لا مجال لأنه بمجرد أن تريد أن تخالف يلزم ماذا؟ طبعاً يكون في علم الأعزة وليس المراد من تأسيس فقهٍ جديد يعني الإجماع وإلا لقالوا والاجماع على خلافه لا أبداً أبداً أبداً. أساساً أنا إلى الآن لم أفهم هذا تأسيس فقهٍ جديد أيّ محذورٍ هو؟ محذوره ما هو؟ أنتم ترون بأنه لابد أن يؤسس الفقه وأن الاجتهاد مفتوح الباب إلى آخره. المهم أعزائي هذا إنما طرحته لأنه لا أقل تتأملوا تفتح لكم نافذة على عملية الاستدلال. لا تكونوا رهناء أو مرهونين فقط لما قاله السلف، بيني وبين الله. طبعاً أنا عندما أقول لا ينبغي الالتزام بما قاله السلف ولكن لابد أن تكون علماء على مستوى السلف، لا أنه أي واحد يأتي يحضر يوم وثلاثة أشهر لا يحضر يدعي أنه من السلف لا هو ليس منهم، السلف كانوا ثلاثين سنة أربعين سنة خمسين سنة أعمارهم في التحقيق في المراجعة في حضور الأساتذة، هؤلاء كان السلف، أنتم أنظروا إلى تاريخ الأعاظم بيني وبين الله تأريخهم مليء بهذه الحالة. النراقي (قدس الله نفسه) كان يدرس في النجف ( الآن ليس في ذهني أنا من عندي لا أدري النراقي صاحب العوائل أم صاحب جامع السعادات، في ذهني صاحب جامع السعادات) كان يعيش في النجف وتأتيه الرسائل وعائلته في إيران فيبعثون له الرسائل ولكنه لما تأتيه الرسائل لا يقرأها لأنه يخاف يقرأها فيقولون له توجد مشكلة فيضطر أن يرجع، كلما كانت تأتيه من رسائل كان يضعها تحت الفراش، وبعد عدة سنوات صار بناءه أن يتصفحها فرأى (عجيب) أن قبل خمس ست سنوات والده ميت وبعثوا له رسالة وهو لا يدري. وهذا يكون من؟ النراقي. وكم لهم نظير ذكرت لكم. سيد الحكيم (رحمة الله تعالى عليه) يقول أنا كتبت المستمسك في تلك الأيام التي أنا الليل ما كنت أنامه وإلا بعد ذلك من كذا وكذا صار بعد ليس لي. وإلا لا يكتب المستمسك ولا تكتب هذه الأبحاث، نحتاج إلى جهد أعزائي. على أي الأحوال إذن أعزائي أفتح لكم نافذة للعمل وللفكر فإذا وجدتم فيكم القدرة والإنسان على نفسه بصيرا اعرضوا أنفسكم على الأعلام فإذا وجدتم عندكم القدرة بيني وبين الله لا تخافوا تكلموا كلامكم، لعله في زمانكم أربعة خمسة أيضاً يكتبون هذا يصدر فتوى وذاك يصدر فتوى؛ لا تهتموا لهذا، قولوا كلمتكم، إذا كان عندكم حق التأريخ سينصفكم التأريخ أطمئنوا أعزائي، صحيح في زمانك قد لا يرحمكم أحد ولكنه بعد ذلك بعد مائة سنة عندما تنتهي الأموال والإعلام وتنتهي العواطف عند ذلك تظهر الحقائق إلى السطح، وإلا سبعين عام ثمانين عام كان يلعن أمير المؤمنين على المنابر ولكن أنظر إلى عليٍ ماذا الآن؟ الآن تجد حتى الأمويون عندما تقول له أنت من أتباع الأموييين ماذا يقول؟ يقول نعم أم يقول لا؟ يقول لا. هو أموي المسلك ولكنه لا يقبل أن ينسب إلى الأمويين. هذه الحقيقة فلا تخافوا. وأما على مستوى الأعلام كثيرين، فهذا ملا صدرا وهذا السيد الطباطبائي الذي عاصرناه جميعاً، السيد الطباطبائي (رحمة الله تعالى عليه) تعملون أنه من هذا السيد الكبير، السيد البروجردي (قدس الله نفسه) لمصالح كان يعتقدها السيد البروجردي قال الفلسفة لابد أن تكون ماذا؟ وأنا كتبته في أول أصول الرسالة. وأيضاً رتبت لي ما رتبت لي أنه لماذا أنت تكتب عن السيد البروجردي، لا يعلم أنه بيني وبين الله أنا معتقد أن هذا الرجل كان كبير ولكنه هذه المفردة لا أوافقه عليه ولذا السيد الطباطبائي لم يوافق السيد البروجردي على ما قاله، ولهذا قال له أنت إعمل بتكليفك أنا أيضاً أعمل بتكليفي، إذا أغلقت عليّ الأبواب جميعاً (هذه الرسالة التي وجهها إليه) سأجلس في الشارع وأدرّس الفلسفة، (لا أنه في المدارس فإنها تغلقوها عليّ) ثم لماذا تحاربونني (أقرئوا رسالته التي وجهها)، ثم لماذا تحاربونني في رزق تلامذتي، لأنهم قطعوا رواتب التلامذة، قال هؤلاء ماذا ذنبهم الذين تحاربونهم لماذا؟ أنا حاربوني هؤلاء المساكين ماذا ذنبهم تحاربوهم، هذا ليس جديداً، الشيخ مصباح مراراً ذكرت لأعزائي الشيخ مصباح يقول كان يبحث في أزقة قم لأن يؤجر له أحد بيت بمجرد كان يذهب إليهم ويدرس الفلسفة كانوا يخافون البيت يتنجس فلا يؤجرون له بيت وعندي أرقام من الذي من الأعلام في قم لكن ليس محل ذكره هنا، أعطوه بيت وثم بعده عرف ذلك الذي أعطاه البيت أن هذا يدرس الفلسفة فأخرجه من البيت، إلى أن عاش في أخريات حياته في بيتٍ لا في بيت بل في غرفةٍ كل سعتها عشرين متر ووضع بينها پردة نصفها كانت العائلة ونصف الآخر كان هو ومحل درسه والذي يأتي من زواره، نعم ولكن الآن السيد الطباطبائي ماذا؟ أين أولئك الذين وقفوا أمامه وأين هو؟ يوجد بيتٌ الآن علمي ولا يوجد فيه تراث الطباطبائي؟ يوجد؟ بينكم وبين الله إذا تريد أن تفتخر أمام الآخرين وتخرج تفسير لنفسك أيّ تفسير تخرج عندك شيء غير الميزان حتى تخرجه لنفسك وسيبقى الطباطبائي شامخاً إلى الآن تسعمائة دراسة ومقالة كتبت عن الطباطبائي بعد وفاته إلى يومنا هذا وعشرات ممن وقف أمامه حتى لا يعرف قبرهم أين، ولكن بقي الطباطبائي شامخاً، إذاً أعزائي بودي أن الاعزة واقعاً هذا الدرس هذا المجلس كونوا على ثقة وأعرف ثمن هذا الكلام الذي أنا أقوله لا يتبادر إلى ذهنكم بأنه لا أعرف الثمن الذي لابد أن أدفعه لمثل هذه الكلمات وأنا ادفع الثمن قال لي في أحد الأعلام المعاصرين من المراجع قال لي اصبر قبل كم شهر بعث عليّ تكلم معي من المراجع المعروفين قال لي اصبر ولا تنظر لا إلى الخلف ولا إلى اليمين ولا إلى اليسار أنظر إلى الأمام وتحرك فإن الله إذا أنعم على عبدٍ بنعمةٍ لابد أن يبتلى خب ابتلاء كل شيءٍ بحسبه أيضاً، الله سبحانه وتعالى معطيك هسه هذا الفكر أنا لا أدعي أنه كله صحيح والآخرين يقولون كله… ولكنه فكر عندي أريد أن أطرحه لماذا هذه الطريقة من التعامل. على أيّ الأحوال هذا الأصل الأول، الأصل الثاني الذي بنى عليه السيد البروجردي (قدس الله نفسه) أعزائي هذه الصيحة من القديم عندما أقول قديم أعزائي لا أقل هذه المائتين السنة الأخيرة أتكلم عنها أما قبل ذلك لا علاقة لي، نحن عندما نأتي إلى الشريعة إلى الدين إلى الفقه إلى أيّ مفردةٍ مرتبطة بالدين سواءً كانت تلك المفردة عقدية أو المفردة أخلاقية أو المفردة فقهية، من الطبيعي جداً أن كل هذه المفردات عقدية أخلاقية فقهية عندما أقول فقهية في قبال عقدية مقصودي الفقه الأصغر يعني ينبغي ولا ينبغي يعني الحلال والحرام يعني الأحكام التكليفية والأحكام الوضعية من الواضح أن لها ارتباط بسلوك الأفراد يعني بسلوكي وسلوكك وسلوك أي فردٍ، السؤال المطروح هنا: إذا (هذا الأصل احفظوه) الأصل الثاني أن الفرد يمكنه أن يعيش فرداً أم لابد أن يعيش في مجموعة؟ أثبتت النظريات الحديثة أن الإنسان أساساً مدنيٌ بالطبع، أصلاً لا يمكن للإنسان أن يلبّي كل حاجاته بمفرده أصلاً محال هذا خصوصاً مع تطور الحياة لعلنا قبل ألفي سنة ثلاثة آلاف سنة في بعض المغارات في بعض الغابات في بعض… إلى الآن أيضاً هناك أناس يعيشون بل أولئك الناس أيضاً لا يعيشون على انفراد وإنّما يعيشون كمجموعات عشرة عشرين خمسين مائة مائتين، ولكن الحالة العامة التي تحكم البشرية وفي ازدياد وفي تطور وفي تعقيد أن حاجات الإنسان تزداد وبازدياد احتياجاته يزداد ارتباطه بالآخر يعني إذا عنده حاجتين يحتاج إلى شخص ثاني أما إذا عنده عشرة يحتاج إلى خمسة أما إذا عنده مائة حاجة يحتاج إلى مجتمع إلى مدينة كاملة أما إذا عنده ألف حاجة يحتاج… ولهذا تجدون الآن بدأت نظرية العولمة ونظرية الاتصالات وصل قالوا العالم كله صار قرية العالمية، لماذا؟ لأن الترابط وصلت إلى مرحلة لا يمكن لأحدٍ أن يستغني عن الآخر، يتخذ بعضكم بعضاً سِخرياً، لا سُخريا، هذا من التسخير وليس من الاستهزاء، يعني بعضكم يسخّر بعضكم وهذه قاعدة عامة الجميع يسخّر الجميع، الطبيب يسخر هذا السكرتير الذي يعمل عنده والسكرتير يسخر الطبيب، لأنه يدفع له مال حتى يعالج المريض، والمريض أيضاً مسخر للطبيب ولكن مسخره بماذا بماله، الجميع يسخر الجميع، سؤال: (التفتوا إلى هذا الأصل أنا أعنونه وتطبيقه إنشاء الله إلى وقتٍ آخر) إذا تزاحم أيّ مصلحةٍ فرديّةٍ مع مصلحةٍ مرتبطةٍ بالمجتمع أو جمعية، الأصل ما هو؟ المصالح الفردية أم المصالح الاجتماعية؟ الآن أنتم أليس عندكم في باب التزاحم لا باب التعارض في الأصول في باب التزاحم إذا تزاحم الأهم مع غير الأهم أيهما يقدم؟ يقدم الأهم. سؤال؟ هذه الكبرى نريد أن نأتي بها إلى مصالح فردية ومصالح جمعية أيهما أهم، أيهما مهم؟ تطبيقه أين؟ تطبيقه الناس مسلطون على أموالهم؛ الناس مسلطون على أموالهم يعني أن يتصرف في ماله كما يشاء وكما يريد، يريد يبذر يريد يصرف يريد يحتكر يريد يبخل يريد ما يريد أن يفعل، فإذا تزاحمت سلطته على ماله مع مصالح المجموعة التي يعيش فيها، هنا هذه السلطة هل تتقيد أم تتقدم على المصالح المجتمع؟ إذا قلنا أن المصالح الجمعية هي المقدمة إذاً نقيد المصالح السلطة الفردية أما إذا قلنا أن الأصل هي المصالح الفردية فعندما تتزاحم تطغى عل المصالح الجمعية وعندما ترجع أنت إلى النظام الرأس مالي أعزائي كل همّه قائم على حفظ مصالح الفردي ولهذا أنتم الآن تجدون في السنة الأخيرة الآن هذه التظاهرات وإن كانت على استحياء في أمريكا في أروبا في كل الدول الرأس مالية رفع الشعار التضحية بتسعة وتسعين في مقابل واحد بالمائة، شايفين هذا الشعار يرفعوه! يعني ان الواحد بالمائة يملك كل إمكانات تسعة وتسعين بالمائة يعني بعبارةٍ أخرى اثنين نصف مليون إنسان من الأمريكيين يملكون تقريباً تسعين بالمائة من رأس مال كل الولايات المتحدة طبعاً يكون في علمك هذا ليس فقط هناك لو تأتي إلى مجتمعاتنا أيضاً بهذه الطرقة وإذا ليس اثنين بالمائة قد خمسة بالمائة كما الآن موجود حتى في إيران، مع كل ثلاثة وثلاثين عاماً ثلاثة عقود من النظام الإسلامي إلى الآن، عشرين، خمسة وعشرين بالمائة من الشعب الإيراني يملك سبعين إلى ثمانين بالمائة من الثروة الإيرانية السؤال أيهما الأصل هذا أم هذا؟ هذا من الذي لابد أن يعيّنه أنا اسألكم؟ وظيفة من أن يعيّن هذا؟ وظيفة المتكلم باسم الدين يعني أنا وأنت، لأنه نحن نقول أنه نحن نفسر الدين؟ نسمع نحن للأكاديميين في الجامعات يفسرون الدين أو نقول له ليس من اختصاصك أنت؟ نقول له هذا ليس من اختصاصك، من اختصاص أنا الذي أدرس في الحوزة، إذن تعال وابحث النظرية أنا لا أريد أن أقول لك إلا أن تقول أن نظرية الأصل والاجتماع على حساب المصالح الفردية لا أقول الأصل الفرد على حساب المصالح الاجتماعية ولكن أسّس لي ذلك؛ هذا الأصل الثاني اعزائي يعبر عنه في جملة واحدة عنوان وإنشاء الله قراءة الفقه قراءة فردية أم قراءة الفقه قراءة اجتماعية واطمئنوا أن النتائج تختلف لا أقلّ ثمانين إلى تسعين بالمائة النتائج تختلف، لا تتصورون فقط في باب المعاملات فقط بالمعنى العام بل حتى في باب العبادة ولذا سيد الإمام طرح هذا الشعار المعروف أنّ حفظ نظام الجمهورية الإسلامية أهم الواجبات لا من أهم بل أهم الواجبات الدينية فإذا تزاحم منها صلاة لا يوجد، حج لا يوجد، قال ذاك كله ليسقط، لابد أن نحفظ… لو فرضنا يلزم من حفظ نظام الجمهورية الإسلامية وعزتها وكرامتها يلزم أن نقف أمام الحج نقول حج فنقول الحج غير واجب، أربع سنوات الإيرانيين لا يذهبون إلى الحج، مولانا هذا إذا مات مات كافراً يقول نعم إذا مات مات كافراً بشرط أن لا يتزاحم مع ما هو أهم والأهم منه حفظ كرامة النظام الإسلامي الآن إذا جئنا إلى هذا إنشاء الله تعالى في الأبحاث القادمة سوف نقرأ ولاية الفقيه ضمن القراءة الاجتماعية، لأنه إلى هنا كنا نقرأ ولاية الفقيه قراءة روائية نصية عندنا نص أم لا يوجد عندنا نص السيد الخوئي قال لا يوجد عندنا وآخرين قالوا عندنا الآن نأتي لنقرأ الدين قراءة اجتماعية ثم لنقرأ ولاية الفقيه ضمن هذه الرؤية الاجتماعية والحمد لله رب العالمين.