رقم المحاضرة ﴿312﴾
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلي علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم
فيما يتعلق ببيان كلمات القوم اتضح الكلام فيما سبق، بقيت فقط كلام الشيخ المفيد في هذا المقام، أشرنا إلى كلمات الشيخ الطوسي والسيد المرتضى أمّا الشيخ المفيد فقد ذكر في تصحيح الاعتقاد في صفحة 440، هذه الطبعة التي مرتبطة بهذه المجموعة موسوعة الشيخ المفيد المجلد الخامس صفحة 44 أو الرسالة المعروفة بتصحيح الاعتقاد، يقول: فصلٌ وكتاب الله تعالى مقدم على الأحاديث، هذه قضية أساسية اعزائي كانت في الرعيل الأوّل وكبار وأساطين مدرسة أهل البيت كانوا يجعلون المرجعية للكتاب أولاً طبعاً وهذه فيه لوازم، من أهم لوازم ذلك هو الوقوف على علم التفسير، طبعاً عندما أقول على علم التفسير هذا معناه أنّه المفسر يعني الفقيه الجامع للشرائط يعني العالم، العلماء ورثة الأنبياء، لابدّ أن يكون عالماً لا بالتفسير وإنّما عالماً بعلم التفسير، تقول يعني ما هو المقصود؟ المقصود كما أن الأصول علمٌ له تعريف وله موضوع وله محمول وله منهج وله… هذه الرئوس الثمانية التي قرأتموها في حاشية ملا عبد الله، علم التفسير أيضاً كذلك لابدّ أنّه هذا العالم الذي يريد أن يرجع إلى القرآن له منهجه له تعريفه له أدواته و… أنا لا أقول بأنه بيني وبين الله يعرف التفسير يعني قارئ تفسيراً أو اثنان، هذا لا يسمى عالم أصول، أو إذا قرأ دورة أو دورتين أصول هل نسميه عالم أصولي؟ لا، متى يسمى عالم أصولي؟ إذا كان محققاً وعالماً بعلم الأصول، يعني الموضوع والمحمول والمنهج، هذه الأبواب أو المسائل الثلاثة الأساسية، كذلك في التفسير لابدّ أن يكون عالماً بعلم التفسير، عند ذلك يستطيع أن يفهم القرآن، لأننا مراراً ذكرنا أن التفسير شيء وأن الفهم شيء آخر، فإن التفسير هو مقدمةٌ لفهم كلام الله سبحانه وتعالى وإلّا ليس كل من فسر كلاماً فقد فهم ذلك الكلام، يعني فهم مراد المتكلم، ولذا نحن في كتابنا منطق فهم القرآن قلنا بأن التفسير والأدوات التفسيرية والمناهج التفسيرية هذه كلها مقدمات لفهم كلام الله سبحانه وتعالى، إذن أعزائي، قال وكتاب الله تعالى مقدم على الأحاديث والروايات وإلىه يُتقاضى في صحيح الأخبار وسقيمها، هو الميزان القرآن هو الميزان والمرجعية في كل شيء وفي جميع المعارف، لم يقل مقدم على الأحاديث والروايات في باب الحلال الحرام، في باب الفقه الأصغر، لا بل في كل ما وردنا من السنة فالقرآن هو الميزان لأنّه هو الثقل الأكبر، لأنّه هو المطمئَن بل المقطوع الصدور ولا توجد فيه أيّ آفةٍ من الآفات التي ابتلي فيها علم الحديث، لا التقية ولا التقطيع ولا النقل بالمعنى ولا الوضع ولا فهم الراوي ولا أيّ مشكلة من المشاكل، هذه كلها مبرّءٌ عنها القرآن الكريم ولذا أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) بشكل واضح وصريح أكّدوا: اعرضوا حديثنا على كتاب ربنا، لماذا يابن رسول الله؟ يقول باعتبار ذاك هو الأصل والمصدر الذي لا يستطيع أحدٌ أن يتلاعب به، ﴿إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون﴾، لا يمكن لأحدٍ أن يتلاعب بهذ الذكر والكتاب الإلهي، وإليه يتقاضى في صحيح الأخبار وسقيمها فما قضى به فهو الحق، خلاص انتهت القضية، فما قضى به فهو الحق دون ما سواه، حصر، الآن بينكم وبين الله أنظروا إلى هذا المنهج الذي هو من كبار بل أهم عمود من أعمدة الفكر الإمامية، الشيخ المفيد، أنظروا إلى هذا المنهج وأنظروا إلى منهج السيد الخوئي الذي يقول يكفي علم الأصول وعلم الرجال أن يكون عالماً به، الفاصلة كبيرة جداً بين المنهجين، فما قضى به فهو الحق، انتهت القضية، تقول سيدنا: الأبحاث الفقهية كلها لم ترد في القرآن؟ أقول الجواب: كلها وردت ولكن وردت بأطرها العامة وبتأسيس قواعدها العامة من قبيل ما ذكرنا للأعزة مراراً الدستور في أيّ بلدٍ، أي دستور في البلد يشتمل على كل ما يحتاجه ذلك البلد، نعم وضع الدستور كمادة قانونية، كمادة دستورية وأوكل تفصيل الأمر فيها إلى مجلس النواب، إلى المجالس الشورى، إلى مجالس الشعب، قالوا هذا وتفصيله كذا، تبصرته وتفصيله وتوضيحه للمقنّن، للجهة التشريعية، وهذا هو دور الفقيه وهذا هو دور النبي والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الأصل أين موجود؟ بعبارةٍ أخرى الإطار العام والأصول الكلّية أين موجودة؟ في القرآن الكريم، ومن هنا لابدّ أن يُعرف أولاً ما هي الأصول، ولهذا نحن مراراً ذكرنا، قلنا إذا أردنا أن نعرف أحكام التجارة أولاً أن نأتي إلى القرآن لنعرف ما هي الأحكام العامة للتجارة في القرآن، هذا إنشاء الله قريباً، إنشاء الله سياتي وهو الآن في حال التهيئة للطبع، كتاب كليات فقه المكاسب المحرمة، القرآن عرض لذلك أم لم يعرض؟ نعم لا أقل في أربع آيات بشكل مباشر، التجارة البيوع وغيرها… عرض لأبحاث التجارة، هذه لابدّ أن نؤسس القواعد ثم ندخل على الروايات فما وافق كان ضمن هذا الاتجاه نقبل وإلّا يضرب به عرض الجدار، كليات فقه المكاسب المحرمة، أمّا المنهج الموجود، أنت ارجع الآن كما ذكرنا مراراً إلى الشيخ الأنصاري يقول نبدأ تيمناً، نبدأً تيمناً بماذا في كتاب فقه المكاسب؟ رواية تحف العقول، إذن البداية واضحة مختلفة، المنهج واضح المنهج يبدأ من رواية تحف العقول، أمّا هذا المنهج يبدأ من القرآن، من باب الشيء بالشيء يذكر افتح لي حاشية: أنت تريد أن تفهم المنهج الآخر ومنهجنا، كتاب الأصول في الكافي يبدأ بأيّ كتاب: كتاب العقل، اذهب إلى البخاري أنظر في أي كتاب يبدأ؟ يبدأ بكتاب الرؤية، أنظروا المنهج واضح، المنهج من أوله واضح وعلى أي أسس قائم. هنا يبدأ من العقل، هو الأساس، وهناك يبدأ من الرؤية وأن النبوة جزء من كذا رؤية أو الرؤية جزء كذا من النبوة، أعزائي الكتاب يعرف من عنوانه أنت عندما تقرأ العنوان تعرف بأنه ماذا يريد أن يقول، أنت عندما تقرأ عنوان إسكات الكلاب العاوية بذكر فضائل خال المؤمنين معاوية، أنت واضح بعد هذا منهجه ما هو؟ أنّه يتعامل مع المخالف بعنوان أنّه ماذا؟ كلاب، المنهج واضح فلا يحتاج…، إذن أعزائي هذا هو المنهج الذي بنى عليه أساطين مدرسة أهل البيت، الشيخ المفيد، الشيخ الطوسي، السيد المرتضى ونحو ذلك من هؤلاء الأعلام، أنّه أساساً المعيار هو القرآن الكريم، يعني التفسير يعني فهم كتاب الله، المعيار هو العقل يعني المباني العقلية، هذا هو المعيار ولا علم الرجال ولا علم الأصول، قد لا يتفق معك أحد ويقول أنا لا أوافق على علم الرجال ولا على علم الأصول، على كل حال، هذا تمام الكلام على مستوى بيان الفتوى، الآن اتضح بأنه يوجد عندنا اتجاهان، الاتجاه الذي قلنا يمثله في عصرنا هو السيد الخوئي (قدس الله نفسه) وأنه كل ما عدا الرجال والأصول فهو فضلٌ لا حاجة إليه، والاتجاه الآخر هو الذي يرى أن الأصل هو معارف الكتاب، معارف العقل، معارف السنة المقطوع بها، ونحو ذلك، جيد، ما هو الدليل، نعم هذه ادعاءات، بتعبيرنا هذا تحرير محل النزاع، ما هو الدليل؟ أيضاً على القاعدة ومع الأسف الشديد أنّه تجد أن القرآن غائبٌ، كل شيءٍ حاضر إلّا القرآن، أنتم تتذكرون في حجية خبر الواحد عندما أرادوا أن يستدلوا على حجية خبر الواحد وجاءوا إلى آية النبأ لعله ستة أشهر إلى سنة الاعلام وقفوا عند آية النبأ، آخر المطاف أيضاً قالوا لا تدل على حجية خبر الواحد، ولكنهم بحثوها، فيا ليت أنهم عندما جائوا لبيان الشروط المرجع الديني العلمية أيضاً رجعوا إلى القرآن ليرون ماذا يقول القرآن في ذلك؟ هل بيّن أم لا؟ مرةً يقول لنا لم يبين القرآن، جيد عند ذلك نرجع إلى الروايات، ومرّة القرآن عرض لذلك، من أهم الآيات التي عرضت لهذا، وبودي أن ننظر إليها نظرة تختلف عن النظرة التفسيرية، وهي الآية 122 من سورة التوبة، قال تعالى: ﴿وما كان المؤمنون لينفروا كافة﴾، الآن جاء الإسلام وأراد أن ينشر معارفه في كل المسلمين، ما هي الوظيفة؟ الوظيفة أنّه لا ينبغي أن الجميع يأتي إلى مركز الحوزة العلمية في المدينة المنورة، لا أبدا، هذا غير ممكن وغير عملي، وما كان المؤمنون لينفروا كافة، إذن ما هو المطلوب؟ ﴿فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة﴾ وهذا هو المتعارف الآن بحمد الله تعالى أنتم تجدون أنّه كل بلد وكل مدينة وكل دولة تبعث من مجموعة من فلذات أكبادها المستعدين والذين لهم القابلية تبعثهم إلى مراكز تحصيل العلم وهي الحوزات العلمية، واقعاً هذه سنة قرآنية هذا الذي هندس لها هو القرآن الكريم، فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة، جيد، ماذا يفعل؟ لام العاقبة أو لام النتيجة أو عبروا ما تشاءون، ماذا؟ ليتفقهوا في الدين، هذا أولاً، يتعلمون ويجلسون هنا ويصنعون طرشي بتعبيرنا العراقي؟ يبقى عشرون وثلاثون ومائة سنة في الحوزة؟ يقول لا أعزائي يأخذوا ليرجعوا ولينذروا قومهم، يرجعوا إلى بلدانهم، إذن الأصل الأوّل وهو أنّه أن تأتي مجموعة إلى الحوزات أصل قرآني، أن يتفقهوا في الدين أصل قرآني، ولكن نسينا ماذا؟ وهو أنّه… بحمد الله تعالى الآن في حوزات قم هذه الحالة موجودة وأنتم تجدون في المواسم خمسة آلاف عشرة آلاف طالب يذهبون إلى التبليغ في مناطق متعددة، ولكنه هذا لا يكفي لابدّ أن تكون هناك مؤسسات عملها هذا لا فقط هنا، أنا بالأمس اتصلوا بي ثلاثة عشر ألف من المغارب الشيعة في منطقة معينة هؤلاء لهم لغة خاصّة يقولون والله لا نعرف كيفية الوضوء أليس واحد منكم يعرف لغتنا حتى يأتي إلينا؟ ثلاثة عشر ألف من شيعة المغرب، هو يقول لي أيعقل أنّه حوزة عمرها ألف أو أكثر من ألف سنة ولا يوجد فيها جهة تعلم اللغات الشيعة أو لغات أبناء الشيعة حتى يرجعوا إليهم ليبلغوا لهم؟ هو لا يدري أنّه في العربية عندنا مشكلة لا أنّه في اللغة الصربية مثلاً، هذه مسئولية من؟ القرآن يقول هذه مسئولية الحوزات العلمية، هذا مسئوليتي ومسئوليتك كل بحسبه وبحسب إمكاناته وموقعه، هذه هي مسئولية المرجعية، هذه مسئولية المرجعية الدينية، لا يريد أن يتصدى فليجلس في بيته، أمّا يجلس في بيته ويقول أيضاً أنا مرجع هذان لا يجتمعان، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لابدّ من الرجوع إليهم، واجب هذا، هذه الآية المباركة أعزائي أريد أن أقف عندها قليلاً، البحث الأوّل الذي لابدّ أن أقف عنده وأنا أتصور أنّه واضح للأعزة وهي أن الآية المباركة ما أريد أن أقف عند التفقه، ما هو المراد من التفقه والتفهم هو التعمق، هذا بحث بإمكان الأعزة أن يراجعونه، ليس مهم، المهم عندي متعلق التفقه ما هو؟ يتفقهوا في ماذا؟ هذا لابدّ أن نفهمه، سؤال: الآن في الحوزات العلمية كل جهدك أين ينصب وتتفقه في ماذا؟ أن تقرأ المقدمات لتصل إلى بحث الخارج لتقرأ كتاب الطاهرة أو الصلاة أو المكاسب وتصير مجتهد، هل يوجد شيء آخر؟ ولكن القرآن لا يقول ليتفقهوا في هذه الأبواب التي قلت بل يتفقهوا في الدين، الآن تعالوا معنا… وهذا هو الذي أشرنا إليه قلنا أن اصطلاح القرآن لا بالضرورة هو الاصطلاح المتعارف في حوزاتنا أو الاصطلاح اللغوي، ولهذا أنا عبرت عنه إنشاء الله عندنا رسالة ستخرج أخيراً وهي لغة القرآن، ما هي لغة القرآن؟ هنا أنا لا يمكنني أن أقول بأن الدين أرجع إلى لسان العرب و… لا لابدّ أن أرجع إلى نفس القرآن لأرى عندما يقول دين ما هو مراده من الدين؟ كما عندما قال العرش، كما قال الكرسي، كما قال القلم، هذا لا يمكن أنّه أنت جنابك ترجع إلى اللغة فقط وتقول المراد من العرش هذا، المراد من الكرسي هذا، وإلّا تقصير مجسم جزماً، لأنّه القرآن يقول يد الله فوق أيديهم، هل ترجع للغة، اللغة ماذا تقول؟ تقول المعنى هذه اليد الجارحة، إذن لا يمكن حمل الاصطلاح القرآن على الاصطلاح اللغوي، هذا ليس ممكناً، ولا على الاصطلاح المتعارف الذي أنت أحدثته في حوزاتك العلمية، الآن أنت ارجع إلى الإمام (سلام الله عليه): قف عند الشبهة فإن الوقوف عند الشبهات خيرٌ من الاقتحام فيها، ما هو المراد من الشبهة؟ الآن أتوا البعض وقالوا إمّا مفهوميّة وإمّا مصداقية، لا عزيزي هذه اصطلاحات… علم الأصول ما هو علاقاته باصطلاح الرواية، أنت اذهب إلى الرواية وانظر عندما يقول شبهة ما هو مراده من الشبهة، كذلك أعزائي في الدين إذا أردت أن تعرف الدين فعليك أن ترجع إلى القرآن وإلى ما ورد من الروايات المعتبرة المجمع عليها بين المسلمين في بيان المراد من الدين، هذا نور الثقلين أعزائي، من باب الإجمال وإلّا إذا أردنا أن نقف طويلاً واقعاً الآية تستحق أن نقف أيام عندها، نور الثقلين في ذيل هذه الآية المباركة الجزء الثاني صفحة 282، الروايات متعددة، الرواية الأولى المنقولة من الكافي قالت سمعت أبا عبد الله يقول: تفقهوا في الدين فإنّه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي، مع الأسف الشديد أنّه في اللغة الفارسية عندما يسمعون أعرابي ذهنهم يذهب للعرب، وهذه من الأخطاء الشائعة في هذه الثقافة الفارسية، أعراب يقولون كذا ومقصودهم العرب، لا عزيزي الأعراب كل من كان بعيداً عن المدنية والفكر والثقافة، هذه لا علاقته له بالعرب أو العجم، لعله في إيران من الأعراب أكثر مما في العرب، ما هو علاقته هذا؟ الأعراب أشد كفراً ليس مراده العرب وإنّما يعني أولئك الذين هم بعيدون عن مركز العلم عن مركز الثقافة والمدنية وإلى غير ذلك، فهو أعرابيٌّ، إن الله يقول في كتابه ليتفقهوا في الدين، جيد جداً، ضرورة هذا البحث، الرواية الثانية: سألت أبا عبد الله عن قول العامة أن رسول الله قال من مات وليس له إمام مات ميتةً جاهلية، قال الحق والله، قلت فإن إماماً هلك ورجلٌ بخراسان لا يعلم من وصيه لم يسعه ذلك، قال لا يسعه إن الإمام إذا هلك وقعت حجة وصيه على من هو عليه في البلد وحق النثر على من ليس بحضرته إذا بلغهم إن الله عزوجل يقول فلولا نفر من كل فرقة… الإمام يطبق الآية على الحرام والحرام أم على الإمامة؟ من مات وليس عليه إمام مات ميتةً جاهلية، يقول لابدّ أن يتعرف على وصيه وينفر إليه ليتعلم منه، هذه مرتبطة بالحلال والحرام أم الإمامة؟ إذن من مصاديق الدين الإمامة، رواية ثالثة: قلت لأبي عبد الله أصلحك الله بلغنا شكواك وأشفقنا فلو أعلمتنا من؟ فقال إن علياً كان عالماً والعلم يتوارث فلا يهلك عالمٌ إلّا بقي مِن بعده من يعلم مثل علمه أو ما شاء الله، قلت أفيسع الناس إذا مات العالم أن لا يعرفوا الذي بعده؟ فقال أمّا أهل هذه البلدة فلا، وأمّا غيرها من البلدان فبقدر مسيرهم إن الله عزوجل يقول وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة، إذن الرواية أيضاً مرتبطة بالإمامة، لابدّ أن يتعرف على إمامه وإلّا مات ميتةً جاهلية الذي الإمام يطبق عليها أي آية؟ آية ليتفقهوا في الدين، رواية ثالثة: قلت لأبي عبد الله الصادق إنّ قوما يرون أن رسول الله قال اختلاف أمتي رحمة، فقال صدقوا، فقلت إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب، قال: ليس حيث تذهب وذهبوا إنّما أراد قول الله عزوجل فلولا نفر… فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله ويختلفوا إليه فيتعلّموا ثم يرجعوا، سؤال: ما الذي يجب أن يتعلموا من رسول الله؟ هل فقط حلال وحرام؟ هؤلاء الذين يجب عليهم أن ينفروا إلى رسول الله هل كان رسول الله يعلهم فقط الحلال والحرام؟ رواية أخيرة عن العياشي عن أبي عبد الله الصادق قال: إذا حدث للإمام حدثٌ كيف يصنع الناس؟ قال يكونون كما قال الله: فلولا نفر من كل فرقة طائفة… لابدّ أن ينفروا حتى يعرفوا من الوصي ومن الإمام، ويطبّق فلولا نفر من كل فرقة… أمّا تقرأ رواية أخرى في قومٍ هلك ورواية أخرى أيضاً عليكم بالتفقه في دين الله إلى آخره، إرجعوا إلى الروايات الواردة في هذا فهي كثيرة، طبعاً لا ينسى الأعزة هذه الروايات التي قرأناها أمثالها موجودة في كتب القوم، هذه على الطريقة التي نحن منهجنا وهو جمع القرائن وخصوصاً إذا كان هناك إجماع من المسلمين، منها هذه الرواية الواردة في تفسير القرآن العظيم، مسنداً عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) والصحابة والتابعين، للإمام الحافظ ابن أبي حاتِم (لا حاتَم، من الأخطاء الشائعة هذه، فهو ليس ابن أبي حاتَم وإنّما ابن أبي حاتِم) وهذا التفسير أقدم دورةٍ تفسيريةٍ بالمأثور في كتب السنّة، لا الدر المنثور لأنّ الدر المنثور حدوداً سبعة عشر رواية أخذها من هذا الكتاب وهو يقول في المقدمة من أين أخذتها، مأخوذة من كتاب تفسير القرآن العظيم لابن أبي حاتِم، والأخوة فليأخذوا هذه: المكتب العصرية تحقيق محمد الطيب الذي يقع في عشر مجلدات، الجزء السادس صفحة 1912، الروايات تحت ذيل قوله ليتفقهوا في الدين: قال لتنفر طائفة لينذروا قومهم وروايةٍ أخرى قال يعني السرايا فإذا رجعنا وليتعلموا ما أنزله الله على نبيّه، إذن ليتفقهوا في الدين ليس أنّه ليتعلّموا كتاب الطهارة والصلاة وإنّما هذا جزء منهم فهو مرتبط بأحكام الناس وحلال وحرام الناس فلا إشكال بأنه مشمول ولكن ليس مختص كما يحاول البعض يقولون هذا هو الأصل وما زاد فضلٌ لا حاجة إليه، ليتعلموا ويُعلّموا، هذا مورد أعزائي، موردٌ آخر الذي أشرنا إليه سابقاً وهو ما ورد في التفسير الصحيح، موسوعة التفسير المسبور من التفسير بالمأثور الذي قلنا أنّه هذا الرجل حاول أن يجمع الروايات الصحيحة السند، هذا ورد في الجزء الثالث صفحة 226 قال: بأنه ما كان المؤمنون لينفروا جميعاً ويتركوا النبي وحدة فلولا نفر من كل فرقةٍ طائفة أي عصبة ولا يأتوا إلا بإذنه وقد نزل بعدهم القرآن تعلمه القاعدون من النبي قالوا إنه كذا إذن فيمكثوا وسيتعلمون ما أنزل الله على نبيٍ بعده ويبعث سرايا أخر إلى آخرين، ومن الروايات الواردة في هذا والتي من أوضح كلمات أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) وهو ما ورد في نهج البلاغة، طبعاً لا يقول لي قائل سيدنا نهج البلاغة سنداً كذا… أعزائي أولا أسناده وشواهده كثيرة، ثانياً بيني وبين الله مورد القبول نهج البلاغة، الرواية هذه والكل يعرفها وسمعها ومراراً نكررها، ولكن نكررها فقط على المنبر، قال أمير المؤمنين: أوّل الدين معرفته، يعني رأس وسنام الدين وأصل الدين وركن الدين وما عندك من العبارة هو معرفته، إذن بينكم وبين الله أنظروا إلى واقعكم العلمي، ماذا يوجد من معرفة الله في حوزاتنا العلمية، أصلاً كم من عندكم طالع دورةً في معرفة الله، دورة واحدة من التوحيد إلى الآن من الأوّل إلى الآخر قرأتم بشكل علمي كما قرأتم كتاب الطهارة والنجاسة والاجتهاد والتقليد؟ ثم الإمام (سلام الله عليه) لا يريد فقط معرفة الإجمالية والبعرة تدل على البعير وعليكم بدين العجائز، هذه لغة العجائز إلّا إذا تعتبر نفسك من العجائز فطوبى لك، أنا أقول أنت تدّعي انك عالم ماذا؟ عالم دين، وإذا سميتك عالم فقه تقول لماذا السيد الحيدري يميز بين عالم الفقه وعالم الدين، أنت تريد لنفسك أن لا تكون إلّا عالم فقه، المراد من الفقه الفقه الاصطلاحي في الحوزات العلمية، أنظروا إلى الإمام (سلام الله عليه) ماذا يعرف هذه المعرفة: يقول وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كلٍّ صفةٍ أنّها غير الموصوف، أقسم بالله العظيم كل مقطع من هذه يحتاج إلى جلسات، كيف كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه، إذن هذا القرآن من أوله إلى آخره إثبات الصفات إذن كيف يوجه هذا مع أن الإمام أمير المؤمنين يقول نفي الصفات، لشهادة كلٍّ صفةٍ أنّها غير الموصوف وشهادة كلِ موصوفٍ أنّه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثنّاه ومن ثنّاه فقد جزّئه ومن جزّئه فقد جهله ومن جهله فقد أشار إليه ومن أشار إليه فقد حدّه ومن حدّه فقد عدّه وفي خطبةٍ أخرى ومن عدّه فقد أبطل أزله، الآن بيني وبين الله أنت رجل تعال اجلس لي الآن أنتم الطلبة هذه الحدود الوسطى يعني الإمام كل مقطع سابق يجعله حد أوسط لإبطال اللاحق، كيف أنّه من لم يعرف الله يبطل ماذا؟ لأن الإمام بدأ من المعرفة وانتهى إلى إبطال ماذا؟ إلى إبطال الأزل، قال: ومن قال فيمَ فقد ضمّنه، ومن قال علامَ فقد أخلى منه، كائنٌ لا عن حدث، موجودٌ لا عن عدم، مع كلّ شيء لا بمقارنة، يعني معك، تقول الآن يعني مكان، أقول لا أدري الإمام يقول مع كلّ شيء لا بمقارنة، معنا، وهو معكم أين ما كنتم، ولذا اضطر المفسرون أن يقولوا هذه المعية معية علمية، لا، من قال علمية؟ أين مكتوب معية علمية؟ مع كلِّ شيءٍ لا بمقارنة وغير كلِّ شيءٍ لا بمزايلة، أتى إلى فعله، فاعلٌ لا بمعنى الحركات والآلة بصيرٌ إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحّدٌ إذ لا سكن يستأنس به ويستوحش لفقده أنشأ إلى آخره، هذا كله أوّل الدين، بينك وبين الله أنت الآن في الحوزة العلمية عايش في أوّل الدين أو بآخر الدين؟ عايش في أصل الدين أم في هامش الدين؟ وهذه المجلس وهذه القطعة من الأرض ستكون شاهدة عليكم أني بلغتكم، لا تقدرون أن تقولوا سيدنا عيشتنا…. فهذا له بحثٌ آخر، بالحوزة سيقولون لنا كذا… ولا أقل أنظروا إلى الكلمات، ولا أقل أن الإمام أمير المؤمنين في نهج البلاغة تكلم عن التوحيد بشكلٍ تفصيلي لا إجمالي، بشكلٍ تفصيلي في خمسين خطبةٍ مفصّلة، أين نحن من أمير المؤمنين، تتمة الكلام تأتي والحمد لله رب العالمين.