نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (319)

  • رقم المحاضرة ﴿319﴾

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صلي علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في هذا المقطع من الرواية الصحيحة والصريحة والمجمع عليها وعلى صحتها بين العلماء ونحن عندما نقول إجماع مراد هذا الإجماع بين علماء السنة والشيعة من حيث الحديث وإلّا الإجماع الفقهي ليس له قيمة كبيرة عندنا في المنهج الفقهي التي نعتمده وإنّما المراد من الإجماع هنا إذا تكرر فالمراد من الإجماع يعني أنّه ورد من طرق أو من مصادر السنة والشيعة، هذا المقطع من الحديث وهو العلماء ورثة الأنبياء، هذا المقطع من المقاطع التي توفّرت فيه كل شرائط الاحتجاج والاعتماد والصحة، أولاً: أنّه صحيح السند عندنا وعندهم، ثانياً: أنّه موافقٌ للكتاب، عند العرض على الكتاب لأنّه نحن من أهم القواعد التي نستند إليها أن الرواية لا أقل ينبغي أن لا تكون مخالفة للقرآن فإن كانت موافقة فنور على نور وأمّا إذا لم تكن موافقة فلا أقل لابدّ أن لا تكون مخالفة لنص القرآن وقد اتضح من خلال آية سورة المائدة: ﴿بما استفحظوا من كتاب الله﴾ أن هذا المضمون موافقٌ للقرآن، نعم دخلنا إلى المقام الثاني من البحث وهو ما هو المراد من الوراثة وأن العلم يورَث أم لا؟ هنا ذكر سيدنا الأستاذ السيد الخوئي بأن الإرث إنّما يختص في الأمور القابلة للنقل والانتقال، ومن الواضح أن العلم ليس من مصاديق ذلك فأشكل على هذا المقطع بإشكالٍ مضموني ولم يتعرض للإشكال السندي، من هنا نحن قلنا بأنه لابدّ من الرجوع أولاً إلى اللغة وثانياً إلى الاستعمالات القرآنية وثالثاً إلى الاستعمالات الروائية لنرى أن الإرث والوراثة هل هي مختصةٌ بالأمور المنقولة بعبارةٍ أخرى بالإرث الفقهي بحسب الاصطلاح في باب الإرث أو أنّه ليس مختصاً بذلك وهنا بودي أن الأعزة يفتحوا أصل ويفتحوا حاشية ويذكروا حاشية، قوس: وهو أنّه الإنسان إذا تأطّر فكره بإطارٍ معين لا يفهم الألفاظ والمفاهيم إلّا في ذلك الإطار وحيث أنّه إطار الفقهاء هو الإرث الفقهي فمن هنا نجد أن السيد الخوئي أشكل على مضمون الرواية، إذن تعالوا جميعاً لندخل إلى البحث اللغوي والقرآني والروائي لنرى ما هو؟ قلنا أن الأعزة بإمكانهم أن يرجعوا إلى هذه المفردة إلى كتاب التحقيق في كلمات القرآن الكريم للعلّامة المصطفوي المجلد الثالث عشر صفحة 84 وما بعد لأنّه هذه المادة (ورث) تبدأ من صفحة 84 وتستمر بمشتقاتها إلى صفحة 89 وبودي أن الأعزة يراجعون البحث، أنا آخذ منهم محل الحاجة، قال بعد أن ينقل كلمات أعلام اللغويين يقول والتحقيق في استعمال هذه المفردة: والتحقيق أن الأصل الواحد في المادة، في مادة ورث واو راء ثاء، أن الأصل الواحد في المادة هو انتقال شيءٍ جزءاً كان أو كلاً من شخصٍ أو موضوعٍ إلى آخر، هذا هو معنى الوراثة لغةً، انتقال شيءٍ ـ جزءاً كان ذلك الشيء أو كلاً ـ من شخصٍ أو من غيره، لم يقل شخصاً لأنه بعد ذلك سيتضح بأنه هؤلاء ورثوا الكتاب والكتاب ليس شخص وإنّما شيءٌ من الأشياء، موضوعٌ من الموضوعات، جزءاً أو كلاً من شخصٍ أو موضوعٍ… الآن هو يأخذ قيد وهذا القيد لا أعلم من أين جاء به، انقضى حياته، إذا كان انقضى حياته يلزم أنه أورث الكتاب أنه ينقضي حياة الكتاب مع أن الأمر ليس كذلك، بل نجد بأنه كان يرث الإمام أمير المؤمنين يرث علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أم لا يرث؟ نعم يرث علمه، يعني يتوقف على أن يذهب رسول الله من هذه الحياة حتى يرث أو في حياته أيضاً وارثٌ لعلمه، لا إشكال أنه أيضاً وارثٌ يعني الإمام الحسين وارث رسول الله وارثٌ بعد ذهابه أو في حياته أيضاً، فلهذا هذا القيد لم أجد له أيّ وجهٍ لا لغةً ولا استعمالاً ولا غير ذلك، ولذا التعريف تعريفٌ كامل ولكنه هذا القيد في غير محله، انتقال شيءٍ جزءاً أو كلاً من شخصٍ أو موضوعٍ إلى آخر (التفتوا جيداً) مادياً أو معنوياً، ولكنه نحن عندما ندخل إلى البحث الفقهي نجد ينحصر بالأمور المادية فالوارث من انتقل إليه وصار صاحب ميراثٍ والموروث من انتقل منه بعد انقضاء أجله، أيضاً لا نعرف… بحسب الاستعمالات وسوف نقرأ الآيات والروايات، والميراث ما ينتقل، هذا بحسب البحث اللغوي، إذن بحسب البحث اللغوي لا يوجد أيّ دليلٍ على الانحصار في الأمور الإرث الفقهي والأمور المادي، تعالوا معنا إلى الاستعمال القرآني، الآيات في ذلك كثيرةٌ جداً، الآية الأولى في سورة الأعراف، الآية 169: قال: ﴿فخلف من بعدهم خلْفٌ﴾، تعلمون بأنه الخلْف يختلف عن الخلَف، الخلْف يعني الذي لم يقم بالواجب كما ينبغي والخلَف يعني الصالح والسيئ، فخلَف من بعدهم خلْفٌ ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا، إذن حتى في البعد السلبي أيضاً يطلق ماذا؟ لا فقط في البعد الإيجابي، العلماء ورثة الأنبياء قد يرثونه بنحوٍ إيجابي وقد يرثونه بنحوٍ سلبي، كما استعملت الآية، قال: فخلَف من بعدهم خلْفٌ ورثوا الكتاب، وهذا شاهدٌ على أنه لا يشترط أولاً أن يكون الذي يورّث أن يكون شخصاً لأنه هنا الذي ورث هو الكتاب، هذا أولاً وثانياً لا يشترط أن ينقضي أجله، الكتاب انقضى أجله حتى أنهم ورثوه؟ من الواضح لا معنى لذلك، هذه الآية الأولى والآية الثانية واردة في سورة النمل الآية 16: قال: ﴿وورث سليمان داود﴾ التفتوا جيداً هذا أيّ إرث؟ بيني وبين الله الإرث الأعم وليس الإرث الخاص، تقول سيدتنا فاطمة استدلت بها على الإرث الخاص؟ نعم لأنه الآية شاملة للإرث المادي وللإرث المعنوي، هذا ليس دليلاً على الاختصاص، بأيّ قرينةٍ تقولون على العموم؟ يقول ﴿وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علّمنا منطق الطير﴾، هذه علّمنا منطق الطير هذا أمرٌ مادي أم معنوي؟ هذا من العلوم أم من الأمور المادية؟ علّمنا منطق الطير، إذن الآية المباركة ذكرت مصداقاً من مصاديق الإرث الذي ورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيءٍ، سلام الله على أئمة أهل البيت يقولون هذا هو الفرق بيننا وبين داوود وسليمان لأن داوود وسليمان أعطي من كل شيء ونحن أعطينا كل شيء، تبياناً لكل شيء، سلام الله عليهم وإلا اطمئنوا لولا هذه النكات من أئمة أهل البيت لما استطعنا أن نقف على مقاماتهم واستدل بها أئمة أهل البيت، وهكذا في قوله تعالى في الآية المباركة: قال: ﴿قال الذي عنده علمٌ من الكتاب، أما في آخر سورة الرعد علم الكتاب، لا علمٌ من الكتاب، على أيّ الأحوال، إن هذا لهو الفضل المبين، واقعاً تعلّم منطق الطير هو الفضل وإلا بينك وبين الله أربعة دراهم دريهمات وأربعة دنانير هذا هو الفضل المبين؟ أيّ قيمةٍ لتلك الأموال التي هي هلك خزان الأموال وهم أحياء، فما بالك بعد موتهم، والعلماء باقون ما بقي الدهر، هذه بعدُ من المقاطع أو من الخطب المشهورة التي قال عنها الأعلام مثل عبد البر وابن قيم وغيره قال وشهرتها تغني عن الإسناد أصلاً لا تحتاج إلى إسناد مثل هذه النصوص، ويا ليت أن هذا المنهج كان يطبّق في كثير من معارفنا أصلاً النص هو يحكي عن نفسه ولا يحتاج إلى أن نبحث أن له سند أم ليس له سند، هذا أيضاً النص الثاني ولا أريد أن أقف طويلاً فالبحث مفصل، النص الثالث في سورة فاطر الآية 32: قال: ﴿ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا﴾ أيّ كتاب؟ القرآن هنا من الواضح أن الآية المباركة ماذا؟ لأنه قالت والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق، أيّ كتاب هذا؟ القرآن، بأيّ قرينة؟ بقرينة مصدقاً لما بين يديه، مصدقاً بالكتب التي سبقته، ثم بعد: ﴿إن الله بعباده لخبيرٌ بصير ثم أورثنا الكتاب﴾ أيّ كتاب؟ هذا الكتاب الذي صدّق لما بين يديه وهو القرآن، ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، إذن صَدُق الإرث على الكتاب وهو من الأمور المادية المنقولة أم غير المنقولة؟ إلا إذا مقصود البعض من الكتاب هو بأنه ورث يعني الكتاب هذا القرآن كان ملك لزيد وانتقل ملكه، من الواضح أن هذا هو المراد، نعم هذه الآية من سورة الفاطر من أهم الآيات التي استدل بها أئمة أهل البيت لبيان مقامهم أنهم أورثوا الكتاب ولكنه في ذيل الآية أو النصف الثاني من الآية يوجد مشكلة وهذه المشكلة لابد أن تحل، لأنه قالت من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه يعني يوجد في أئمة أهل البيت من هو ظالمٌ لنفسه وخصوصاً أنه جاء بعنوان التفريع (فاء) فمنهم، ولذا بالكم وإياكم من يريد أن يستدل بهذه الآية المباركة وأن المراد بها أئمة أهل البيت أو مصداقها أئمة أهل البيت لابد قد حضّر الجواب لأنه مباشرةً الطرف الآخر يقول فماذا تقول فمنهم ظالمٌ لنفسه أيوجد من هؤلاء الذين اصطفاهم ظالمٌ لنفسه أم لا؟ فلابد أن يوجد أحدٌ من الأئمة ظالمٌ لنفسه، لأن الآية قالت من عبادنا فمنهم ظالمٌ لنفسه، على أيّ الأحوال، هذه الآية الثالث والآية الرابعة وهي 53 من سورة غافر: (طبعاً الآيات كثيرة ولكن أنا أكتفي ببعضها) ﴿ولقد آتينا موسى الكتاب (التفت جيداً) وأورثنا بني إسرائيل الكتاب﴾ إذن بنو إسرائيل أورثوا الكتاب، طبعاً هذه من الآيات التي ذكر العموم ويراد به الخصوص، يعني من الواضح أنه ليس كل بني إسرائيل ورثوا الكتاب وإنّما علماء بني إسرائيل، بعض بني إسرائيل ورثوا الكتاب، هذه من الآيات التي يستدل بها الأعلام على أنه أُطلق العام وأريد منه جزءٌ منه أطلق الكل وأريد من الجزء، لأنه نحن في جملة من الآيات يوجد لدينا إطلاق الكل وعندما نريد أن نحملها على الجزء يشكل علينا، كنتم أمةً وسطا، تقول لا المراد من الأمة يعني الأئمة كما وردت الروايات، تقول الأمة عامة إذن لماذا تحملوها على جزءٍ من الأمة، الجواب هذا: وأورثنا بني إسرائيل الكتاب، الذين ورثوا الكتاب عموم بني إسرائيل حتى عوامهم أم علمائهم؟ علماء بني إسرائيل، هذه الآية الرابعة، الآية الأخيرة وهي الواردة في سورة الشورى الآية 14 من سورة الشورى: ﴿وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم﴾ أيّ تفرقٍ بين تمامية الحجة لا يكون إلا بغياً، هذه الآيات تبيّن، يوجد اختلافين اختلاف ممدوح واختلافٌ مذموم، هذا من الاختلاف المذموم لأنه بعد ما جاء العلم وتبينت الحجة واختلفوه إذن الاختلاف إما عن هوى، إما عن عصيبة وإما… ﴿وما تفرقوا إلى من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضي بينهم وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شكٍ منه مريب﴾ إذن أعزائي عشرات الآيات القرآنية تكلمت عن وراثة العلم وهذا كاملاً ينسجم والعلماء ورثة الأنبياء، في أيّ شيءٍ؟ لا في الدرهم والدينار لأن القرينة موجودة في الرواية، لم يورثوا درهماً أو دينارا وإنّما ورثوا علما، فمن أخذ منه فقد أخذ بحظٍ وافر، الرواية قرأناها مراراً قال: وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما ولكن ورثوا العلم، إذن إشكال السيد الخوئي أن العلم لا يورّث واقعاً لم أجد له أيّ وجهٍ مع أنه صريح الرواية وصريح الآيات القرآنية، أما على مستوى الروايات، على مستوى الروايات ولا أبالغ ولا أجازف إذا قلت أنها فوق حد الإحصاء، الروايات الواردة في وراثة العلم، يكفي الأعزة وهي روايات صحيحة السند معتبرة ولها عناوين، أبواب في الكافي وغير الكافي، أنا بودي أن الأعزة يلقون نظرة واحدة على أصول الكافي، نظرة واحدة على بصائر الدرجات، بصائر الدرجات باب أن الأئمة ورثة العلم يرث بعضهم بعضاً العلم، يعني يورثوا بعضهم بعضاً العلم، الباب 32 كتاب الحجة باب أن الأئمة… ثم الرواية: قال: إن علياً كان عالماً والعلم يُتوارث ولن يهلك عالمٌ إلا بقي من بعده من يعلم علمه أو ما شاء الله، رواية وروايتين وثلاثة وأربعة وخمسة وستة وسبعة روايات في هذا الباب، بابٌ آخر: باب 33 في باب الحجة: قال: باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم وهذا هنا الذي قلنا بأنه أخذ انقضاء الأجل في محله أم لا؟ في غير محله، لأن أمير المؤمنين ورث علم رسول الله، متى ورثه هل بعد ما مات رسول الله (صلى الله عليه وآله) الحسن والحسين كانا يرثان من أبيهم ومن جدهم، يعني بعد موتهم وفي حياتهم أساساً لا يصدق عليهم يا وارث علم رسول الله؟ عندما رحل رسول الله عن هذا العالم أمير المؤمنين أيضاً رحل، نقول للحسين السلام عليك يا وارث آدم، السلام عليك يا وارث رسول الله، يعني قبل ذلك ما كنت وارثاً؟ لا، بل كنت وارثاً، ولذا رأيتم في الروايات أنّه كل الأئمة يعلمون ولكنه إذا تعدد الإمام في زمانٍ أحدهما ناطق والآخر صامت، لا أحدهما عالم والآخر جاهل، ناطق وصامت، والصامت ما معناه؟ يعني يعلم ولكن لا يتكلم، ولذا قيل أن أكثر كلمات أمير المؤمنين بل كل كلمات وخطب أمير المؤمنين كلها كانت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) تأدباً أمام الأستاذ، ويلك أنا عبدٌ من عبيد محمد، أمير المؤمنين (سلام الله عليه وآله) أمير المؤمنين يعرف من هو الخاتم، واقعاً أقولها صريحةً أن الخاتم ومقامات الخاتم جدّ باهتة في الواقع الشيعي وخصوصاً في الواقع الإسلامي عموماً، نحن الآن كل أبحاثنا وكل منابرنا وكل فضائياتنا فقط مقامات أمير المؤمنين والأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) مقامات أصحاب الأئمة، مقامات أصحاب الحسين، شهرين محرم وصفر أين نتكلم؟ بيني وبين الله أنظروا إلى كلمات الخطباء وحقك لا تجد خمس دقائق عن مقامات رسول الله، عن الكل يتحدثون إلى عن رسول الله، وأيّ ظلامةٍ أكبر من هذه الظلامة، مع أن كل هؤلاء هم شعاع تلك الشمس الساطعة، شجرتهم رسول الله، أصل الشجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل هذه المقامات من تلك الشجرة المباركة، لأنّه الصادر الأوّل لأنّه واسطة الفيض، ولذا وردت في رواياتنا ما من شيءٍ يعطى إلّا بدأ بجدنا محمد (صلي الله عليه وآله) ثم وصل إلينا ولذا اذهبوا واقعاً، لا تذهبون إلى يوم القيامة وأنتم لا تعرفون شيئاً عن مقامات المصطفى، هذا البحث الذي أنا أوصيت الأعزة بأن يتابعوني في الكوثر، واقعاً هذه دروس ولكنها دروسٌ فيها بعدٌ خاصّ مطعّمة ببعدٍ عام، وإلّا هي واقعاًَ دروس حوزوية بالمعنى الأخص، كما إنشاء الله ستتابعون ونحن بيّنا في الأسبوع الماضي قلنا هذه المقاطع الخمسة لابدّ أن نقف عندها، الرسول قبل الدنيا، الرسول في الدنيا، الرسول في البرزخ، الرسول في الحشر الأكبر، الرسول في الجنة، هذه المقاطع الخمسة وله حضورٌ واضح في كل هذه المقامات، ولعل حضوره في بعض هذه المقاطع كثير أوضح من حضوره في الدنيا، يعني حضوره في عالم ما قبل الدنيا رسول الله واقعاً من أهم اختصاصاته أنّه نبيٌّ ولا يشاركه في نبوته أحد في ذلك العالم، كنت نبياً وآدم… هذا النص من النصوص الموضوعة عند القوم، نحن ليس لدينا نص بين الماء والطين، ولذا الوهابية وابن تيمية بالخصوص يقول أنا أستغرب من هؤلاء يقولون بين الماء والطين والطين جزء منه ماء وجزء منه تراب، كيف يصير بين الماء والطين؟ وهو على الألسن، هذه الرواية من الموضوعات، والغريب أن العلامة الأميني في الغدير ادّعى تواترها، وهي ليس لها أصل، نعم الذي لها أصل هو: كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد، لا بين الطين والماء، ذاك النص متواتر، لا يوجد شك في صحته، وهذه نبوة أعزائي لا نبوة لها مشاركٌ ولا نبوةٌ لها انتهاءٌ لأنّه لا موت هناك، أيّ نبوةٍ هذه؟ هل هي نبوة التكليف؟ لا معنى لها في ذلك العالم، هل نبوة التشريع؟ لا معنى، من أمته في تلك النبوة؟ مع الأسف الشديد الآن لا يوجد لدينا أيّ تصوّر، مع أن الروايات متواترة وقطعية بيننا وبينهم، كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد، على أيّ الأحوال أرجع إلى البحث، تعالوا أيضاً إلى هذا الباب: رواية وروايتين وثلاثة وأربعة التي من أهم هذه الروايات التي في مرآة العقول الجزء الثالث صفحة 20 يقول: صحيحة السند عن أبي عبد الله قال قال لي يا أبا محمد إن الله عزوجل لم يعطي الأنبياء شيئاً إلّا وقد أعطاه محمداً (صلي الله عليه وآله) لم يعطي الأنبياء شيئاً إلّا وقد أعطاه من؟ محمداً (صلي الله عليه وآله) سؤال: متى صار رسول الله نبياً؟ ما في أذهانكم؟ في الأربعين أليس كذلك، إذن قبل الأربعين هل كان نبي أم لا؟ قل لي الآن الذي في ذهن عموم المسلمين ما هو؟ بعد الأربعين، إذن لابدّ أن يكون عيسى أفضل منه لأنّه آتاني الكتاب وهو في المهد صبيا، إذن من الأفضل؟ ثم ماذا تفعل بهذه الروايات الصحيحة السند المعتبرة في كل مكان؟ هل يمكن أن يكون عيسى نبياً وهو في المهد صبيا ورسول الله (صلي الله عليه وآله) ليس بنبي؟ هل يمكن هذا؟ بل تقول كان نبياً لنفسه وفي الأربعين أمر بالإبلاغ لا أنّه لم يكن نبياً، كثير يوجد فرق بين المقامين، قال وقد أعطاه محمداً، قال وقد أعطى محمداً جميع ذلك ما اعطاه وعندنا ثم قال… انتقلت ممن؟ منه إلى أوصياءه وهكذا، إذن أعزائي على مستوى الآيات وعلى مستوى الروايات لا مجال ـ فضلاً على البحث اللغوي ـ لاختصاص الإرث بالمنقولات والأمور المادية وهذا أمرٌ غريبٌ جداً أن يدّعى أن الوراثة مختصةٌ بالأمور المادية ولكنه يُعذر الإنسان، الغريب أن بعض هؤلاء الأعلام يشكلون على من يقرأ التفسير والعقائد والفلسفة يقولون نحن لا نريد أن نتأثر بتلك العلوم حتى عندما نقرأ الفقه لا تؤثر تلك العلوم، أليس هذا إشكالهم والغريب أنهم تأثروا في الفقه حتى أغمطت عيناهم عن كل شيءٍ من الروايات، هم ابتلوا بنفس الإشكالية، وإلّا لماذا مثل السيد الخوئي يقول بأنه أساساً الإرث مختصٌ بالأمور المنقولة، هذا من أين جاءه هذا الاختصاص، لغةً لا يوجد، قرآناً لا يوجد، روايةً لا يوجد، من أين جاء؟ جاء من هذا الإطار الذهني الذي يعيشه، صار حبيس هذه الأطر والمفاهيم الفقهية فتصور ذلك، إذن الوراثة أعم، من هنا لابد أن ننتقل إلى بحثٍ آخر وهو من الأبحاث الأساسية والمهمة وهو أنه ما هو المراد من الوراثة؟ قلنا نحن نبحث المصطلحات، الرواية كم مفردة فيها؟ العلماء، وراثة، الأنبياء، الأنبياء قلنا بأنه ليس محل بحثنا، إذن لابدّ أن نقف عند مفردتين، المفردة الأولى العلماء وقد اتضح بأنه لا اختصاص لها بأئمة أهل البيت للقرائن التي أشرنا إليها، إذن المراد من العلماء لا خصوص الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذا العنوان من قبيل عناوين أهل الذكر، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم… تقول روايات موجودة أن المراد من أهل الذكر هم الأئمة؟ الجواب: بيانه أوضح المصاديق، لا إشكال أنّها ليست منحصرة، بلا ريب أنّها غير منحصرة، وعلى مدّعي الاختصاص أن يبيّن، بيان المصداق، وكذلك ﴿إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت عنوان أهل البيت﴾ ليس مختصاً بعليٍ وفاطمة والحسن والحسين، صريحةً أقولها، أبداً، لا لغةً ولا استعمالاً ولا قرآنياً ولا روائياً ولا… ولذا أنتم بمجرد أن تستدلون تجدون يستدلون عليكم بهذه الآية في سورة الهود الذي لعله الآية 72 وما بعد ذلك، ﴿وامرأته قائمةٌ فضحكت فبشرناها﴾ ومن وراءه إسحاق يعقوب، إذن الحديث عن من؟ عن الزوج، ولغة الرديئة الزوجة، ﴿قالت يا ويلتاه أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيءٌ عجيب، قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميدٌ مجيد﴾ إذن المراد من أهل البيت في الآية ما هي في سورة هود؟ إذن كيف تُخرج أزواج النبي منه؟ بأيّ أساس؟ إذا استعمال قرآني فهذا أيضاً استعمال قرآني، إذا السياق فالسياق مرتبط بأزواج النبي، لا تتصورون أن القضية بهذه البساطة، إن هي إلا فتنتك واقعاً موضع الافتتان، إذن ما الدليل؟ الدليل هو الانحصار، الروايات، ومن هنا آخر إشكال وجدت عندهم لمحققيهم يقولون نحن نسلّم صحة الروايات ولكن لا دليل فيها على الانحصار، بيان المصداق هذا، واضح أم لا؟ يقولون نعم الآية عامة ولكنه احتمال أن لا تشمل علياً، فالنبي جمعهم حتى يقولون هؤلاء أيضاً مشمولون للآية، لا للاختصاص بل لبيان دفع توهمٍ، هذه إشكالات لابد أن تجاوبوها، اليوم إذا لم يسمعوه شبابنا على الانترنيت وعلى القنوات، فبكرة يسمعوه، فإذا سمعوه من لابد أن يقف أمامهم؟ أنت لابد أن تقف أنت صاحب المؤسسة الدينية أنت المسئول ويوم القيامة تؤاخَذ وحقكم نؤاخَذ، قفوهم، لا تريد لا تتصدى للموقع، إذن أعزائي التفتوا لي جيداً إذن العلماء ليست مختصة، ما هو المراد من الوراثة، إلى هنا وقفنا عند نقطة وهي أن الوراثة لا تختص بالأمور المادية وإنّما تشمل الأمور المعنوية، ما معنى الوراثة، ما معنى أني أرث العلم أو أرث الكتاب أو الأئمة ورثوا الكتاب، هذا يحتاج إلى توضيح إلى غد والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/07/29
    • مرات التنزيل : 1170

  • جديد المرئيات