رقم المحاضرة ﴿324﴾
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللّهم صلي علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم
كان بودنا أن ندخل في الحديث الآخر وهو حديث أن المؤمن الفقيه هو من حصون الإسلام ولكنه بطلب جملة من الأعزة قالوا أنّه سيدنا الحديث المتقدّم وهو حديث اللهم ارحم خلفائي مررتم عليه مروراً سريعاً مع أنّه اللفظ الموجود فيه لعله يعدّ من أفضل الألفاظ التي يمكن الاستدلال بها لإثبات مقامات العلماء في عصر الغيبة الكبرى باعتبار أن عنوان الخليفة كما أشرنا في البحث السابق خصوصاً في زمان صدور هذه الألفاظ يعني من الرسول الأعظم لأنّ هذا الحديث صادر عنه الرسول (صلى الله عليه وآله) واحدة من إشكالات أهل السنة علينا أنّه لو كان الإمام أمير المؤمنين هو الإمام أو هو المنصوب لعبر عنه بالخلافة مع أنّه عُبّر عنه بالمولوية قال من كنت مولاه فهذا علي مولاه إذن عنوان الخلافة في ذلك الزمان كان له معنى واضح الدلالة على أشياء كثيرة فإذا ورد هذا في علماء عصر الغيبة إذن دلالته تكون جيدة وواضحة وصريحة أفضل من كلمة الفقهاء، أفضل من كلمة العلماء ونحو ذلك خصوصاً وأن عنوان الفقيه فيه ما فيه في ثقافتنا أو عنوان العالم فيه رواية نحن العلماء أمّا لا توجد عندنا رواية نحن الخلفاء حتى يقال بذلك، على أي الأحوال، من هنا نحن سوف نستدرك على هذا الحديث ونقف عنده جيداً سنداً ودلالةً أمّا السند إذا يتذكر الأعزة نحن أصّلنا لأصلٍ قلنا ورود الحديث عند أهل السنة وعند أهل الشيعة يعطي قيمة إضافية للحديث بغض النظر عن سند الحديث حتى لو لم يكن السند صحيحاً ولكن نفس وروده عندهم وعندنا يعطي قرينة إضافيّة على صدور هذا الحديث هذا أولاً وثانياً أن هذا الحديث الوارد عندنا وعندهم إذا كان بألفاظٍ واحدة هذه نقطة مهمة بحساب الاحتمال نظريّة حساب الاحتمالات وحدة اللفظ له قيمة إضافية ولذا كان التواتر اللفظي أقوى من التواتر المعنوي، لأنّه باعتبار أنّه أن يتفق عدد على نقل ألفاظ بعينها هذه له قيمة تختلف عما لو نُقل المحتوى، هذا الحديث ورد بطرقٍ متعددةٍ في كتب السنة، وأنا الآن لست بصدد تصحيح هذه الطرق ولكنه هذا الحديث إذا الأعزة يريدون… طبعاً نحن الآن في المقام الأوّل وهو سند الحديث، الألفاظ واحدة، قال هذه في سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني الجزء الثاني صفحة 247 رقم الحديث 854: اللهم ارحم خلفائي الذين يأتون بعدي يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها الناس، واضح أن الألفاظ أيضاً واضحة، هو يقول أن الحديث ورد بطرقٍ متعددة يشير إلى عدة طرق: الطريق الأوّل رواه الهرمزي في الفاصل وأبو نعيم في أخبار أصفهان والخطيب في شرف أصحاب الحديث والهروي في ذم الكلام والقاضي عياض في الإلماع وبعد الغني المقدسي في كتاب العلم والضياء في المنتقى من مسموعاته بمرو ومحمد بن طولون في الأربعين، كلهم من طريق أحمد بن عيسى هذا هو السند الأوّل، ويضعّف، الآن لست بصدد التضعيف وإنّما بصدد تعداد الطرق، ثانياً وأخرجه الضياء في المنتقى وعفيف الدين في فضل العلم عن عبد الله ابن أحمد بن عامر الطائي، هذا السند الثاني، الثالث وأخرجه السلفي في الطيوريّات وآفت هذا الطريق فلان، السند الرابع وأخرجه ابن بطّة في الإبانة وابن عساكر عن عبيد ابن هاشم الحلبي، السند الخامس: وأخرجه أبو نعيم إلى آخره، إذن لا أقل يذكر طرق خمسة لسند هذا الحديث، الآن هذه الأسانيد صحيحة أم ضعيفة؟ هو يضعفها جميعاً ولكنه القدر المتيقن أن لهذا الحديث أصل في كتبهم الآن قد واحد يوافق على صحته وقد لا يوافق، هذا فيما يتعلق بكتب السنة أمّا في ما يتعلق بمصادرنا، هذا الحديث ورد عن الشيخ الصدوق: قد يقول قائل سيدنا أن الرواية واردة في مرسلات ومن لم يقبل المرسل إذن لا قيمة لهذا الحديث باعتبار أنّه مرسل والمرسل لا قيمة له، التفتوا لي أعزائي إلى أصل في كتب الشيخ الصدوق، الشيخ الصدوق نقل هذه الرواية بطرقٍ خمسةٍ مسندةٍ في كتبه، التفتوا حتى تعرفوا أنّه بمجرد صار في مورد مرسل لا تقول إذن سقطت عن الاعتبار، أين نقل الرواية؟ المورد الأوّل الذي نقل فيه الرواية في عيون أخبار الرضا المجلد الثاني صفحة 28 يقول حدّثنا أبو الحسن محمد بن علي ابن الشاه الفقيه المروزي عن عن عن سليمان الطائي قال حدثنا علي ابن موسى الرضا هذا السند الأوّل والسند الثاني وقال وحدّثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم عن فلان عن إبراهيم بن هارون قال حدثنا جعفر ابن محمد ابن زياد الفقيه قال حدثنا عن عبد الله الهروي الشيباني عن الرضا، هذا السند الثاني، وحدثنا فلان قال حدثنا فلان عن داوود ابن سليمان الفراء عن علي ابن موسى الرضا، هذه ثلاثة أسانيد، هذا الباب 31 في ما جاء عن الرضا من الأخبار المجموعة، بعد أن يذكر هذه الأسانيد الثلاثة يقول وبهذا الإسناد وبهذا الإسناد وبهذا الإسناد يعني بهذه الطرق الثلاثة التي أشار إليها إلى أن يصل في صفحة 40 رقم الحديث في هذا الباب 94 يقول وبهذا الإسناد قال رسول الله: اللهم ارحم خلفائي ثلاثاً، قيل له ومن خلفائك؟ قال الذين يأتون من بعدي ويروون أحاديثي وسنتي فيعلمونها الناس من بعدي، إذن ينقل هذا الحديث بطرقٍ ثلاثة في عيون أخبار الرضا الآن بغضّ النظر أنّه أنت توافق على هذه الأسانيد تصححها أو تضعفها، ولكنه توجد أسانيد ثلاثة لهذا الحديث، وهذه الأسانيد الثلاثة التي أشرنا إليه نجد بأن صاحب الوسائل، هذه مفاتيح التحقيق في الروايات فلتفتوا، صاحب الوسائل المجلد السابع والعشرين صفحة 92 يقول: وبأسانيد تقدّمت في إسباغ الوضوء (رقم الحديث 3298 الباب الثامن من أبواب صفات القاضي الحديث 53) يقول وبأسانيد تقدمت في إسباغ الوضوء عن الرضا عن آبائه قال: قال رسول الله اللهم ارحم خلفائي، سؤال: هذه أسانيد أين موجودة؟ هنا لم يشر إلى الأسانيد قال وبأسانيد تقدمت، الجواب: تعالوا معنا إلى الجزء الأوّل من وسائل الشيعة الذي في باب إسباغ الوضوء، الجزء الأوّل صفحة 488 كتاب الطهارة الباب 54 رقم الحديث 1291 يقول وفي عيون الأخبار عن محمد بن علي الشاه المروزي عن فلان عن فلان عن فلان عن الرضا وعن أحمد ابن إبراهيم بن فلان الهروي عن الرضا وعن فلان عن الرضا نفس الأسانيد الثلاثة يشير إليها، هذا تأكيد ما أشرنا إليه من أنّ الصدوق ينقل الرواية بأسانيد ثلاثة، ويؤكد هذا صاحب الوسائل أن هذه الرواية منقولة بأسانيد ثلاثة، جيد جدا، تعالوا معنا إلى السند الرابع الطريق الرابع الذي أشار إليه هو في أمالي الصدوق الذي بالأمس قرأناه للأعزة في أمالي الصدوق يعني أمالي الصدوق المجلس 34 الحديث الرابع قال حدثنا الحسين ابن احمد ابن إدريس قال حدثنا أبي عن محمد ابن أحمد ابن يحيى عن عمران الأشعري عن محمد ابن حسان الرازي عن محمد ابن علي عن عيسى ابن عبد الله العلوي العمري عن أبيه عن آبائه عن علي قال: قال رسول الله، وهذا هو السند الرابع السند الخامس لهذه الرواية ما ورد في معاني الأخبار للشيخ الصدوق، معاني الأخبار باب معنى قول النبي اللهم ارحم خلفائي قال حدثنا أبي قال حدثنا علي ابن إبراهيم ابن هاشم عن أبيه عن الحسين ابن يزيد النوفلي عن علي ابن داوود اليعقوبي عن عيسى ابن عبد الله ابن محمد بن عمر ابن علي ابن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي ابن أبي طالب قال رسول الله، هذه طرقٌ خمسة، من هنا يتضح لك لماذا عندما يأتي في من لا يحضره الفقيه يقول قال أمير المؤمنين لأنّه عنده كم طريق إلى الحديث؟ عنده 15، فإذا جنابك ليس أهل تحقيق تأتي وتقرأ الرواية مِن من لا يحضره الفقيه وتقول الرواية واردة في النوادر قال قال أمير المؤمنين قال رسول الله وهي مرسلةٌ فهل لها قيمة أم لا؟ ليست لها قيمة، إذن قاعدة الآن اعرفوها عن الشيخ الصدوق لا أريد أن أقول كل مرسلاته من هذا القبيل ولكنه أنت لابدّ أن تتأكد عندما يجزم بالصدور ولهذا تفهم لماذا في مقدّمة كتابه يقول لم أقصد قصد المصنفين بإيراد كل ما رووا وإنّما ما هو حجةٌ علَي وحجة بيني وبين الله أنقله من الكتب المشهورة، إذن له سندٌ طبعاً تقول لي سيدنا كل ما قاله صحيح؟ أقول لا، ولكن أريد أن أقول بأنه لا تتعاملوا مع الشيخ بهذه السهولة وبهذه البساطة والسذاجة وإنّما الشيخ الصدوق له طرق خمسة لهذه الرواية، إذن الأصل الأوّل في سند… ولذا تجد أن جملة من الأعلام وقرأنا بعض كلماتهم جملة من الأعلام قالوا أن الرواية لها أسانيد متعددة يقوّي بعضها بعضا، تقول لي في غير الصدوق أيضاً واردة؟ أقول نعم واردة عن غير الصدوق في مستدرك وسائل الشيعة للطبرسي للنوري الطبرسي القضاء والشهادات المجلد السابع عشر صفحة 287 رقم الرواية 21365 صحيفة الرضا بإسناده عن آبائه قال: قال رسول الله: اللهم ارحم خلفائي، هذه الرواية الأولى وكذلك في صفحة 300 ينقلها رقم الحديث 21403 القطب الراوندي في كتاب لبّ اللباب عن النبي قال رحمة الله على خلفائي قالوا وما خلفائك قال الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله، ثم يذكر جملة من الشواهد لهذا الحديث المتقدّم منها هذه الرواية 21407 يقول عن النبي قال: أدلكم على الخفاء من أمتي؟ التفتوا جيداً هذا الذي قلنا فيما سبق أن عنوان الخلافة عنوان لا لبيان دائرة الخلافة بل المعرّف من هو الخليفة، أدلكم على الخلفاء من أمتي ومن أصحابي؟ مَن من أصحابي يخلفني ومن الأنبياء قبلي؟ هم حملة القرآن والأحاديث عني وعنهم في الله ولله ومن خرج يوماً في طلب العلم فله أجر سبعين نبياً، طبعاً هذه الرواية أيضاً واردة عند السنة الرواية أعزائي إذا قدرت أن أستخرجها موجودة في سلسلة الأحاديث الضعيفة المجلد الثاني صفحة 249 رقم الرواية 855: ألا أدلكم على الخلفاء مني ومن أصحابي ومن الأنبياء قبلي، هم حفظة القرآن والأحاديث، طبعاً هو يقول إسناده موضوع إلى آخره، إلى هنا هذا الحديث من الأحاديث التي أسانيده معتبرة ولا أقل يعضد بعضها بعضا لأننا ذكرنا أن السند قد يقوّي بعضه بعضا هذا الذي اصطلح عليه الطرف الآخر الحسن لغيره وإن كان هو ضعيف في نفسه ولكن إذا تعددت طرق سنةً وشيعة قد يرفعه إلى درجة الاعتبار ولذا بعض تلامذة السيد الخوئي (قدس الله نفسه) أعلام تلامذته واقعاً وهو السيد محمد مهدي الموسوي الخلخالي في كتابه الحاكمية في الإسلام هناك أعزائي في صفحة 554 يقول ورواية هذه الأحاديث في مجموع هذه الكتب تُكسبها اعتبارا لأنّه لو كان السند واحد قد نقول أنّه سند ضعيف ولكنه أسانيد متعددة، هذا ما يتعلق بسند هذه الرواية، المقام الثاني من هم الخلفاء؟ من هم الخلفاء في الرواية؟ اللهم ارحم خلفائي، أعزائي يوجد احتمالان الاحتمال الأوّل أن يراد من الخلفاء الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) اللهم ارحم خلفائي يعني اللهم ارحم الأئمة نفس هذا الكلام الذي قيل في العلماء عندما قال العلماء ورثة الأنبياء، هذا الاحتمال تعرّض له جملة من الأعلام وأجابوا عنه قالوا لا يمكن أن يراد من الخلفاء في الرواية خصوص الأئمة لأنّه هناك قرائن في هذه الروايات تبيّن أنّه لا يمكن أن يراد منه خصوص الأئمة وخصوصاً التعبير عنهم بأنهم رواة الحديث هذا التعبير رواة الحديث غير معهودٍ عن أن النبي يعبر عن الأئمة بأنهم رواة الحديث، نعم ورد رواة الحديث في غير الأئمة كما في التوقيع الصادر فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا، هذا التعبير لا يعبر عن الأئمة، مضافاً إلى قرائن أخرى ولكن الشهيدي حاشية الشهيدي التي هذه الطبعة المطبوعة الطبعة الحديثة يعني يوجد طبعة حجرية ويوجد طبعة حديثة هذه الطبعة التي هي مطبوعة في خمسة مجلدات، المطبعة كوثر، انتشارات سماء قلم، هناك يرد هذا الاحتمال، الإخوة الذي عندهم هذا وإذا ليس عندهم فليراجعوا البحث في بحث ولاية الفقيه الطبعة الحجرية لعله الطبعة الحجرية صفحة 328، الذين لديهم هذه الطبعة الجلد الثالث صفحة 192 بعد أن ينقل الرواية وهي قوله قال اللهم ارحم خلفائي هو ذاكر أعداد الحواشي رقم الحاشية 2738 الجزء الثالث صفحة 191 و 192 يقول وفي الاستدلال به أيضاً نظرٌ لأنّه وإن كان لا يحتمل فيه اختصاص المراد من الخلفاء بالأئمة، أصلاً هذا لا يحتمل أن يكون المراد من الخلفاء يعني الأئمة، كما يحتمل ذلك في العلماء في لفظ العلماء قد يحتمل هذا الاحتمال ولكن في لفظ الخلفاء لا يحتمل، لماذا؟ يقول لوجود قرينةٍ في الروايات، التفتوا حتى تعرفوا أنّه كثير من الاشتباهات من أين تأتي، يقول: كما يحتمل ذلك في العلماء لاستلزامه خروج المورد، من القواعد التي ذُكرت في محلها قالوا أنت إذا تريد أن تعمل بالراوية لابدّ أن لا يكون فهمك من الرواية بنحوٍ يلزم منه خروج المورد لأنّ كل روايةٍ نصٌّ في المورد وظاهر في غير المورد أمّا في المورد فهو نص فإذا لزم من تفسير نصٍّ خروج المورد لابدّ أن تعرف أن هذا التفسير صحيح أم باطل؟ باطل. التفتوا إلى هذا الأصل المهم في فهم النص الديني، لابدّ أن لا يكون التفسير بنحو يلزم منه خروج المورد وإلّا لو لزم هذا التفسير الباطل، هذا منبه على أن تفسيرك باطل يقول لو فسرنا الخلفاء بالأئمة للزم خروج المورد، لماذا؟ يقول لأنّه عليه السلام (الإمام) قد ذكر هذا الكلام (يعني اللهم ارحم خلفائي) للاستشهاد على أن أبان ابن تغلب من خلفائه، الإمام استدلّ بهذه الرواية وبيّن مصداق من مصاديق الخلفاء، من؟ أبان ابن تغلب فلو قلنا أن الراوية مختصة بالأئمة يلزم خروج المورد لأن الإمام هو طبقها على ابان ابن تغلب، قال: لأن للاستشهاد على أن أبان ابن تغلب من خلفائه، الآن نحن واقعاً راجعنا الروايات لنرى بأنه أين طبّق الإمام (سلام الله عليه) هذه على أبان وإلا لو طبق واقعاً يكون نصاً في المورد وجدنا توجد رواية في الوسائل والأخوة أيضاً فليبحثوا لأن هذا البحث هو بحث الأمس الآن إذا وجدوا روايات أخرى فهذا جيد، في الوسائل مجلد 27 صفحة 91 الباب الثامن من أبواب صفات القاضي رواية 49 الرواية هذه، عن أبان ابن عثمان أن أبا عبد الله الصادق قال له (لأبان ابن عثمان) إن أبان ابن تغلب روى عني روايةً كثيرة فما رواها لك عني فاروه عني، هذه الرواية في أبان ابن تغلب، الرواية التي بعدها مباشرةً قال قال أمير المؤمنين يعني تلك رواية 49 من الباب هذه رواية خمسين من الباب قال وقال أمير المؤمنين قال رسول الله اللهم ارحم خلفائي، فالشهيدي تصور أن هذه الرواية هي رواية واحدة مع أنهما روايتان بسندين ولذا تعالوا إلى عبارته في صفحة 191، قال رواه في قضاء الوسائل (رواية اللهم ارحم خلفائي) عن الصدوق بإسناده عن أبان ابن عثمان، مع أنه الصدوق ما روى الرواية عن أبان ابن عثمان، قال له إنّ أبان ابن تغلب روى عني رواية كثيرة فما رواه عني فاروه عني قال وقال أمير المؤمنين قال رسول الله اللهم ارحم خلفائي، فتصورها رواية واحدة أن الإمام يقول ويقول فجعل أبان ابن تغلب من مصاديق الخلفاء مع أن هذه رواية 49 محمد ابن علي ابن الحسين بإسناده عن أبان ابن عثمان والشيخ الصدوق لم يروي رواية الخلفاء عن أبان ابن عثمان، إذن يعني الشهيدي لم يلتفت؟ لا عزيزي ربما غيره نقله وهو أيضاً اعتمد عليه ونقلها ولذا اصلٌ لا استهانةً بتحقيق الآخرين إذا تريد أن تكون محقق حاول أنت أن تحقق تقول سيدنا عمر كم؟ أقول: هذا هو التحقيق، أقول تقول بأنه في هذه المسألة أنا رجعت فيها إلى فلان، خلّص نفسك وقل هذا التحقيق واكتب في الحاشية أنا أخذته من فلان والعهدة علىه، وإلا يلزم مثل هذا الاستدلال يقول لاستلزامه خروج المورد يقول بأنه لو قلنا اختصاصه بالأئمة للزم خروج أبان ابن تغلب مع أن الرواية نصٌّ في المورد، إذن أعزائي الصحيح ليس ما ذكره الشهيدي التبريزي في حواشيه على المكاسب من أنه لا يختص بالأئمة لاستلزامه خروج المورد بل لأنه لا يعبر عن الأئمة بأنهم رواة الحديث هذا الاحتمال الأول وأما الاحتمال الثاني وهو الاحتمال الذي ذكره جملة من الأعلام وهو أن المراد من الخلفاء يعني الأعم من هذا ومن هذا، إلا أن يقال أن قوله رواة الحديث أساساً لا يشمل الأئمة، لأنه لا يصطلح عليهم برواة الحديث فتكون الرواية مختصة بالعلماء بغير أئمة أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام) هذا هو المقام الثاني من البحث، المقام الثالث من البحث: ما هي دائرة الخلافة؟ يعني عندما قال اللهم ارحم خلفائي في ماذا يخلفونك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ هنا توجد احتمالات ثلاثة، أنا اعطيك خارطة البحث والتحقيق إليك لأنه إذا أردنا أن نقف عند كل واحدة منها تفصيلاً يأخذ وقتاً طويل، الاحتمال الأول: أن دائرة الخلافة تشمل جميع المناصب الثابتة للرسول إلا ما أخرجه الدليل، كل المناصب كل ما ثبت لرسول الله من قبيل أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إذا لم يأتي هذا الاستثناء إلا أنه لا نبي بعدي أو لا نبوة بعدي هذه المنزلة كانت ثابتة لأمير المؤمنين لأنه ينزله كاملاً إلا أن توجد قرينة وإلا مقتضى الإطلاق أنه كل المنازل الثابتة ثابتة لمن هو بمنزلته، كل المراتب وهذا المعنى هو الذي وافق عليه وصرح به النراقي في عوائد الأيام، كما أشرنا مراراً قال أن كلّ ما للنبي والإمام فيه الولاية وكان لهم فللفقيه أيضاً ذلك إلّا ما أخرجه الدليل من إجماعٍ أو نصٍّ أو غيره، ما الدليل على هذه الدعوى؟ يقول الدليل على ذلك إذا قال أحدٌ لأحدٍ فلانٌ خليفتي وبمنزلتي ومثلي وأميني والحاكم من جانبي وحجتي عليكم والمرجع في جميع الحوادث وعلى يده مجاري أموركم وأحكامكم يعني نازلٌ منزلته في كل المراتب إلا أن النبي أو الأئمة يصطلحون اصطلاحات جديدة ماذا يقولون حتى يقولون كل شيء ثبت لنا فهو ثابت لرواة حديثنا لخلفائنا؟ هذه العناوين التي أخذت في الروايات وجملة منها صحيحة السند كما قرأنا وارث خليفة و… هذا الاحتمال الأول وعلى هذا الأساس فالرواية تكون من أدلة ولاية الفقيه بعدُ هذا أنت واستظهارك أنا الآن لست بصدد… لأنه الحمد لله رب العالمين الأعزة يمكنهم أن يحقّقوا يجمعوا القرائن فيصير هذا مبناه أو ذاك مبناه، الاحتمال الثاني هو أن المراد من الخلافة… هذا بعدُ جداً حزب اللهي، أن المراد من الخلافة يعني الإمامة السياسية لا المراد رواية الحديث، لأن اصطلاح الخليفة في ذلك الزمان منصرفٌ إلى ماذا؟ هذا هو القدر المتيقن، شموله لغيره يحتاج إلى القرينة، وإلا القدر المتيقن من خلفائي يعني الأئمة عليكم من بعدي، الولاة عليكم من بعدي، من أشار إلى هذا المعنى؟ اشار إلى هذا المعنى… هناك يقول فهي رواية (بعد أن ينقل رواية خلفائي) يقول فهي رواية معتمدة لكثرة طرقها بل لو كانت مرسلة لكانت من مراسيل الصدوق التي لا تقصر عن مراسيل مثل ابن أبي عمير فإن مرسلات الصدوق على قسمين وكيف كان معنى الخلافة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر معهود من أول الإسلام ليس فيه إبهام والخلافة لو لم تكن ظاهرةٌ في الولاية والحكومة فلا أقلّ من أنها القدر المتيقن منه، فإن قلت إذن ما الذي تفعله الذين يأتون من بعدي يعرّفون…؟ قال هذا ليس لتحديد دائرة الخلافة بل هو معرّف للخلفاء لا محدد لمعناها، هذا يريد أن يعرّف يقول كيف أتعرف على هؤلاء الخلفاء؟ هذا نفس الكلام نقوله في العلماء ورثة الأنبياء، كيف نتعرف أنه هذا العالم عالمٌ نرجع إليه؟ قال إذا أخذ منا لا أخذ من غيرنا، فمن أخذ منه فقد أخذ بحظٍ وافر، هذا معرفٌ له، ولهذا قال وقوله صلى الله عليه وآله: الذين يأتون من بعدي، معرفٌ للخلفاء لا محددٌ لمعناها وهو واضح، هذا رأي السيد الإمام (قدس الله نفسه) في كتابه السيد الإمام يعتقد بأنه هذه الرواية أساساً من أوضح الأدلة على ولاية الفقيه العامة، هذا الاحتمال الثاني يبقى الاحتمال الثالث وهو أن يراد من الخلافة يعني دائرة الخلافة يعني المستخلَف فيه هو تعليم وتبليغ الناس، المرجعية العلمية للناس، هذا الاحتمال الثالث سنشير إليه والحمد لله رب العالمين.