نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (325)

  • رقم المحاضرة ﴿325﴾

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللّهم صلي علي محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنه في المقام الثالث من البحث وهو أن نبحث ما هي دائرة الخلافة، أشرنا بأنه توجد احتمالات ثلاثة الاحتمال الأوّل أن دائرة الخلافة تشمل جميع ما للمستخلِف إلّا ما أخرجه الدليل، جميع المقامات حتى مقام الأولوية، النبي أولى بالمؤمنين أنفسهم، وهذا ما صرّح به الميرزا النائيني قال مقام الأولوية أيضاً ثابتة للفقهاء في عصر الغيبة إلّا إذا ثبت بدليلٍ قطعي بأنه خارج فذاك بحثٌ في المستثنى، الاحتمال الثاني وهو أنّه يختص بالزعامة السياسية وأن المراد من الخلافة (اللهم ارحم خلفائي) يراد من الخلفاء أو من الخلافة الخلافة السياسية وهذا ما أشرنا إليه في كلمات السيد الإمام (قدس الله نفسه) وقلنا بأنّه يرى ذلك يقول: وإن لم يكن مستظهراً في القيادة السياسية فلا أقل هو القدر المتيقن من الخلافة، هذا هو الاحتمال الثاني الاحتمال الثالث في المقام وهو أنّه تُجعل هذه الرواية بقرينة يروون حديثي وسنتي أن الخلافة في المرجعية الدينية يعني بيان المعارف وتبليغ الدين لا أكثر من ذلك، بأي قرينة؟ يقول بقرينة أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال يروون حديثي وسنتي، إذن ليس لهم دورٌ آخر بعبارةٍ أخرى أُخذ في الخلافة هذا المعنى وهو أن يكونوا رواة الحديث ويحيون السنة ويعلّمون المعارف الدينية لا أوسع من ذلك ومن هنا لا يمكن إجراء الإطلاق ومقدمات الحكمة في الخلافة لوجود قرينةٍ داخلية في نفس الرواية، وهذا هو الذي اختاره جملة من الأعلام الذين وقفوا عند هذه الرواية منهم الشيخ الأعظم (قدس الله نفسه) الشيخ الأنصاري في كتاب المكاسب في هذه الطبعة التي هي لجنة تحقيقات تراث الشيخ الأعظم المجلد الثالث يقول: وقوله ثلاثاً اللهم ارحم خلفائي، قيل ومن خلفائك يا رسول الله؟ قال الذين يأتون بعدي ويروون حديثي وسنتي، يقول إلى غير ذلك ممّا يظفر به المتتّبع، هل أن هذه الروايات دالة على ولاية الفقيه العامة أم لا؟ يقول: لكن الإنصاف بعد ملاحظة سياقها أو صدرها أو ذيلها يقتضي الجزم بأنها في مقام بيان وظيفتهم من حيث الأحكام الشرعية لا من حيث باقي المقامات لا كونهم كالنبي والأئمة في كونهم أولى بالناس فلو… إذن يخصّص بأي قرينة؟ بقرينة أنّه يروون حديثي وسنتي لا يجعلها كالآخرين كالسيد الإمام (قدس الله نفسه) أن هذا عنوانٌ مشير ومعرّف للخليفة، يقول لا أصلاً هذا قيد الخلافة في هذا المجال، هذا من قبيل ما ذكر في آية الخلافة في آية الخلافة يوجد بحثٌ بين الأعلام هذه الآية في سورة البقرة الآية: ﴿وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة﴾ هذا الخليفة المجعول إني جاعل في الأرض خليفة هذه دائرة خلافته في الأرض لا تشمل مكان آخر أم أنّها معرف لخليفته في كل العالم؟ التفتوا إلى الآية قالت إني جاعلٌ في الأرض خليفة، إذن يوجد لله خليفة فما هي دائرة خلافته هل فقط الأرض أم السماوات له خليفة أو هو خليفة أو ليس بخليفة؟ يعني على الملائكة هو خليفة أم لا؟ هل استخلَفه الله فقط في الأرض؟ هنا يوجد اتجاهان اتجاه يقول هذا الموجود هو خليفة الله في العالمين، إذن لماذا قال في الأرض؟ قال لأنّه له بعدٌ أرضي فهو معرّف له لا أنّه تحديد دائرة خلافته، وبناء على هذا الاتجاه ميّزوها عن آية داوود: ﴿يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض﴾ يوجد فرق، هنا في الأرض تقدمت وهناك تأخرت، إنا جعلناك خليفةً في الأرض، يعني دائرة استخلافك فقط في الأرض لا أكثر من ذلك، ولكن جملة من المفسرين يشتبه أو يختلط عليهم الأمر فيخلطون بين التقدّم في الأرض وبين التأخر في الأرض هنا الآية قالت إني جاعل في الأرض خليفة يعني أنا لي خليفةٌ عام في كل السماوات والأرضين ولكن هذا الخليفة لابدّ أن يكون له بعدٌ أرضي بناءً على هذا الاتجاه إذن لابدّ أن يكون الآن له خليفة، وخليفة أرضيّ لا يمكن أن يكون رسول الله ولا باقي الأئمة وهو الحجة (عليه أفضل الصلاة والسلام) إذن بناء على هذا الاتجاه لابدّ أن يكون له خليفة في العالمين ولكن له بعدٌ أرضي والنبي والأئمة الآن إلى الإمام الحادي عشر أليس لهم بعد أرضي؟ الآن هم عالم البرزخ، إذن لابدّ أن يكون له حياة، اتجاه آخر يقول: لا، أبداً، إني جاعل في الأرض خليفة من قبيل جعلناك خليفة في الأرض يعني فقط دائرة خلافته في الأرض لا تريد أن تشير أنّه له بعد أرضي، في هذا البحث اللهم ارحم خلفائي، قال من هم خلفائك؟ قال يروون حديثي وسنتي هذا يروون حديثي وسنتي لبيان دائرة الخلافة فقط هذا المقدار كما الشيخ الأعظم الآن أمامكم أو للعنوان المشير أن من يخلفني ما هي صفاته؟ أن يكون راوٍ لحديثي وسنتي، لا يخلفني في حديثي وسنتي وإنّما يخلفني في جميع مقاماتي، يا رسول الله كيف أتعرّف عليهم؟ قال إذا كان يروي حديثي وسنتي، هذا ما قاله الشيخ الأعظم (قدس الله نفسه) وكذلك جملة من الاعلام الآخرين منهم ما ورد في المحقق الايرواني في حاشيته على المكاسب ومراراً أوصينا قلنا هذه الحواشي التي أنا أستند إليها اعلموا أنّه جزافاً لا أستند إليها هؤلاء أعلام المحققين في حواشي شيخ الأعظم وإلّا حواشي كثير موجودة هذه الحواشي من الحواشي الدقيقة والعميقة التي لعلها في بعض الأحيان أعمق من نفس المكاسب في بعض الموارد، حاشية المكاسب لميرزا علي الايرواني الغروي التي هذه تحقيقات منشورات دار ذوي القربي المجلد الثاني صفحة 374 في الحاشية رقم 722 في ذيل قوله اللهم ارحم خلفائي، قال والرواة… فلعل خلافتهم مختصة لنشر الأحكام وإبلاغها، هذه دائرة الخلافة كما يناسبه لفظ يروون حديثي إذن هذه قرينة على أنّ دائرة الخلافة حدّدت في هذا المجال لا أكثر من ذلك هذا المورد الثاني والمورد الثالث العلامة المحقق الأصفهاني الكمپاني في حاشيته على المكاسب قال هناك في الحاشية رقم 338 بعبارة أخرى الجزء الثاني صفحة 385 والمراد من الخليفة أيضاً هو من يقوم مقامهم في تبليغ الأحكام هذه فقط دائرة الاستخلاف لا أكثر من ذلك، نعم، يبقى عندنا بحث رابع أشير إلىه إجمالاً وأنتقل إنشاء الله إلى الرواية اللاحقة، وهو أنّه ما هو المراد أنهم يروون حديثي وسنتي يعني ينقلون الأحاديث؟ يعني كواحدٍ يكتب كتاب في نقل الأحاديث وجمع الروايات هذا مقصود يروون حديثي وسنتي؟ الجواب: كلا المراد من يروون حديثي لا رواة الحديث وإن لم يعلموا فقه الحديث، بأي قرينة؟ بقرينة ما ورد في بعض مقاطع هذا النص ويعلّمونها الناس وهذا النص إذا يتذكر الأعزة ورد في كتب أهل السنة وأيضاً ورد في مصادرنا الشيعية، تعليم الناس غير الرواية يحتاج إلى دراية والرواية غير الدراية، إذن مرةً نقول بأنه… طبعاً إذا قلنا فقط رواة الحديث إذن أنت خذ وسائل الشيعة وصير… لا ليس بهذا الشكل، بعبارةٍ أخرى تحتاج إلى اجتهاد في الحديث هذا الذي نعبر عنه بدراية الحديث، دراية الحديث غير رواية الحديث، فبقرينة يعلمونها الناس إذن المرجعية الدينية للراوي أم للفقيه للعالم للمجتهد؟ من الواضح أنّه ليس للراوي بما هو راوي، الآن أعزائي بغض النظر عن أنّه يشمل كل المناصب فتكون الرواية من أدلة ولاية الفقيه العامة، ولا أقل تثبت المرجعية للعالم بسنّة النبي لا للعالم بالحلال والحرام لأنّ الرسول قال يروون سنتي وسنته (صلى الله عليه وآله) مختصة بالحلال والحرام أم اعم من ذلك؟ إذن هذه المرجعية التي أعطيت له إنّما هو للعالم بجميع معارف السنة لا بخصوص الحلال والحرام أتصور يكفي هذا القدر في هذه الرواية، الرواية الثالثة: وهي الرواية التي قرأناها للأعزة فيما سبق هذه الرواية كما ذكرنا واردة في أصول الكافي المجلد الأوّل صفحة 91 و 92 الرواية كما قلت أنّه باب فقد العلماء كتاب فضل العلم الرواية الثالثة قال سمعت أبا الحسن موسى ابن جعفر يقول: إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وأبواب السماء التي كان يصعد فيها بأعماله وثَلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء لأنّ المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور المدينة لها، محلّ الشاهد كما قلنا هو هذا المقطع الأخير: لأنّ المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام، فما هو المراد من الحصن أن الفقيه المؤمن هو حصنٌ من حصون الإسلام، هذه الرواية قلنا أيضاً لابدّ أن يقع الكلام فيها في مقامين: المقام الأوّل في سند الرواية والمقام الثاني في مضمون الرواية، أمّا سند الرواية بنحو الإجمال كما قال العلامة المجلسي في مرآة العقول المجلد الأوّل صفحة 125 في ذيل هذه الرواية قال ضعيفٌ على المشهور، التفتوا إلى عبارات المجلسي ضعيف على المشهور، منشأ هذا الضعف علي ابن ابي حمزة البطائني باعتبار أن المشهور بين الرجاليين أنّه ضعيف ولهذا قال ضعيف على المشهور وربما يعد موثقا، لماذا؟ يعني من وثق البطائني فالرواية لا يوجد فيها خلل إلّا من البطائني فإذا وثقت البطائني فالرواية تكون موثقة، ليست صحيحة، لأنّه بعد ذلك سيتضح أن البطائني من الواقفة واقفيٌ فإذا قُبلت روايته فتكون موثقة ولا تكون صحيحة على الاصطلاح الذي وضعه الأعلام، هذا أولاً ولكن هذه الرواية وردت أيضاً في الكافي المجلد الخامس التي هي قسم إحياء التراث مركز بحوث دار الحديث المجلد الخامس أعزائي صفحة 625 رقم الحديث 4752 وفي كتاب الجنائز باب النوادر رقم الحديث 13 من هذا الباب باب النوادر الرواية هذه: سهل ابن زياد وعلي ابن إبراهيم عن أبيه جميعاً عن ابن محبوب عن علي ابن رئاب قال سمعت أبا الحسن الأوّل ونقل الرواية: إذا مات المؤمن بكت إلى أن قال لأنّ المؤمنين حصون الإسلام، هذه الرواية بعدُ علي ابن ابراهيم علي ابن محبوب عن علي ابن رئاب سمعت إذن البطائني ليس موجوداً في سند الرواية ولكن في سند الرواية موجود سهل ابن زياد هذا أولاً وقد يقول قائل لا، لأنّه ينقلها بسندين، سهل ابن زياد وعلي ابن إبراهيم، يبقى عندنا إبراهيم ابن هاشم أيضاً الكلام ولذا العلامة المجلسي عندما جاء إلى الرواية في المجلد الرابع عشر صفحة 248 قال: الرواية حسنٌ كالصحيح، لهذه الاعتبارات التي أشرنا إليها، طبعاً نحن بالنسبة إليها ليست لدينا مشكلة في سهل ابن زياد فهو موثق عندنا، فالرواية لا يوجد فيه إشكال كذلك إبراهيم ابن هاشم لا يوجد فيه مشكلة في محله إن شاء الله، إذن لو أردنا أن نختصر البحث مباشرةً نقول أن الرواية إمّا معتبرة بالطريق الأوّل وإمّا معتبرة بالطريق الثاني وندخل في مضمون الرواية، ولكنه سوف أقف قليلاً عند الرواية بسبب من باب أنّه جاء ذكر علي ابن أبي حمزة البطائني وهو الحق والإنصاف يستحق الإنسان أن يقف عنده لأنّه توجد دروس وعبر كثيرة في هذا الشخص ومن هنا أعلام الإمامية كتبوا رسائل في البطائني، أمّا على مستوى كتب السنة هذه الرواية أيضاً واردة ولكن بتغييراتٍ في كتبهم هذه واردة في مسند الدارمي المعروف بسنن الدرامي المتوفى 255 من الهجرة، 181 إلى 255 من الهجرة، يعني معاصر لمجموعة من الإمام الرضا إلى الإمام العسكري (عليهم أفضل الصلاة والسلام) الرواية هذه: رقم الرواية 333 الجزء الأوّل ودار المغني الرياض رقم الرواية 333 الرواية قال: موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدّها شيءٌ ما اختلف الليل والنهار إذن إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شيء هذه مجمع عليها بين الشيعة والسنة، هذه نقطة مهمة، نعم هذا المقطع الأخير لأنّ الفقهاء أو المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام هذه ليست واردة ولكن إذا مات العالم ثلم في الإسلام هذه واردة عندهم يقول والرواية إسنادها صحيح أخرجه فلان وأخرجه فلان والإخوة فليراجعوا هذا المكان، وكذلك الرواية واردة في كتاب جامع بيان العلم وفضله تأليف ابن عبد البرّ المتوفى 463 من الهجرة تحقيق أبي الأشبال الزهيري دار ابن الجوزي الجزء الأوّل أعزائي هناك أيضاً الرواية قال موت العالم ثلمةٌ في الإسلام لا يسدها شيء ما طرد الليل والنهار، يعني ما اطرد الليل والنهار كما هناك ما اختلف الليل والنهار، يقول أيضاً رقم الرواية 1021 صحيحٌ ويذكر مجموعة من الشواهد لصحة هذه الرواية، جيد الآن القوم على طريقتهم أيضاً طبّقوا هذه الرواية على بعض المصاديق ابن تيمية لم يجد لها مصداقاً إلّا الخليفة الثاني، قال بأنه عندما على قوله كذا صار بالخليفة الثاني واقعاً ثلم في الإسلام والفتن بدأت من زمن عثمان وأمير المؤمنين وتوقّفت الفتن أم لا؟ إذن الذي كان قد سد باب الفتن هو الخليفة الثاني، ويذكر في بحث مفصل في منهاج السنة بأنه هذا وإلّا… يوجد فد مقارنة طويلة عريضة يقول وإلّا أنتم انظروا عهد علي ابن ابي طالب وانظروا عهد عمر، سوف ترون في عهد الخليفة الثاني الفتوحات والاستقرار والتوسع و… أما تعالوا إلى عهد أمير المؤمنين، فعهده حروب يقول ولكن حروب وضع السيف علي ابن أبي طالب في رقاب المسلمين بدل أن يضعه في رقاب الكفار هذا الرجل تحمّل من الدماء ما لم يتحمله أي خليفة لابد أن يجيب هناك على هذه وإلا لماذا وضع السيف في رقاب المسلمين وإلا لا فتح بلداً ولا أعطى استقراراً ولا… الآن قل له لماذا؟ لأجل عدة أيام يحكم ليس إلا، وإلا معاوية طالبه بالصلح هو لم يتنزل له وهو بدأ المعركة مع معاوية، معاوية كان مدافع عن نفسه والذي بدأ الهجوم هو علي ابن أبي طالب ومن هنا هذه كلها بشكل تصريح أعزائي لو كان بحثي ذاك لأتيت لكم من منهاج السنة، ومن هنا اجتهد البعض ورأى أن في قتله قربة إلى الله فانبرى لذلك عبد الرحمن ابن ملجم فقربة إلى الله خلص المسلمين من علي ابن أبي طالب، نعم نحن نعتقد أنه أخطأ… فقط باقي يقول بأنه جزاه الله خير، نعتقد ولكنه عبد الرحمن ابن ملجم كان إنساناً مصلياً صائماً قارئاً للقرآن ولكن نعم تصور أن هذا به يتقرب به إلى الله ولكن في نفسه حتى مباشرة لا يذهب ذهنك… ولكن قاتل عمر كافر جزماً أما هذا قاتله اجتهد فأخطأ وكان قارئاً للقرآن مصلياً صائماً يرى أن هذا يقرّبه إلى الله، انتهت القضية، جيد ولهذا عندما يأتي إلى بحث الخلفاء، الخلفاء من بعدي اثنا عشر يقول ليس معلوماً أنه علي ابن أبي طالب يدخل في هؤلاء الاثنا عشر دخول الأول والثاني والثالث جزمي ودخول معاوية ويزيد وعبد الملك ابن مروان وأولاده وعمر ابن عبد العزيز أيضاً جزمي ولكن المشكوك من؟ علي ابن أبي طالب، أولئك جزماً حسن وهؤلاء خارجين، أولئك ليسوا في الحساب، ولهذا هذه عبارته في منهاج السنة يقول سواء قلنا أنه دخل فيهم أو قلنا أنه لا يدخل أما يقول ولا إشكال في دخول معاوية ويزيد في ذلك، وهؤلاء هم الذين بشّر بهم إسماعيل، باعتبار أنه بشّر بالإثني من بعده توجد روايات عندهم وعندنا روايات بأنه سيولد منهم اثنا عشر عظيماً يقول هؤلاء اثنا عشر عظيماً يزيد منهم، عبد الملك ابن مروان والوليد وسليمان هؤلاء، هذه الثقافة العامة الموجودة بين المسلمين لا تتصور بأنه بيني وبين الله أنت تستغرب كثيراً والبعض يقول أستغفر الله لا هذه هي ثقافة المسلمين الآن موجودة، هذه الثقافة التي إذا حصل عندهم القطع بها ولم يحتملوا الخلاف ناجية لهم فيدخلون الجنة، بناء على مباني أن القطع ماذا؟ أنتم لم تقولوا في الأصول القطع الحجة ولو حصل من اصطكاك حجرين فضلاً عن أن يحصل من كذا… ولا يحتمل واحد من الألف أنه أنت على الحق، تقول يعني واقعاً معذور؟ أقول نعم بينك وبين الله هذه عوامل شيعتنا عندما يقطعون بأنهم على الحق هل يحتملون أن الآخر على الحق أم لا؟ لا يحتملون هذا قطعهم قائم على دليل أم على الوراثة والبيئة والأجواء؟ عوام شيعتنا قطعهم على أي أساس؟ على أساس علمي أم ماذا؟ بيئة ووراثة وتعليم وقنوات ومنابر وصل إلى القطع بنحوٍ لا يحتمل واحد من المليون أن الآخر على الحق، هذا مجزي أم غير مجزي؟ إذن لماذا ذاك القطع ليس مجزياً؟ ذاك أيضاً مجزي، ولذا السيد الإمام صريحاً يصرّح وإن شاء الله آتي لكم العبارة، يقول لا إشكال أنه أساساً لا فقط المسلمين لو حصل القطع من غير المسلمين حتى من علمائهم ولم يحتملوا الحق في مكانٍ آخر لكان معذراً لهم، لأن القطع حجة، على أي الأحوال هذه الأبحاث أنا إنما أشير إليها ولو إجمالاً حتى يفتح أفق الأعزة ولا يتصورون بأنه الآن فقط الله سبحانه وتعالى والنبي والأئمة يوم المحشر منتظرين ويبحثون عن شيعتهم ويدخلونهم للجنة والباقي… لا ليس بهذا الشكل هذا منطق عوامي أشبه بمنطق العوام لا منطق العلماء، ليس الأمر كذلك له ضوابط وهذه الضوابط لابد أن نعرفها في محلها، إذن تعالوا معنا إلى البطائني: البطائني وما أدراك ما البطائني، قلنا فيما سبق تأتي أهمية هذا الرجل لاعتباراتٍ: الاعتبار الأول أنه لا أقل وردت عنه لا يقل عن 500 رواية كما ينقل سيدنا الأستاذ السيد الخوئي وأنا أعتقد أنه أكثر من ذلك لأنه هذه الحالة التي موجودة عندنا في الجرد الكمبيوتري في ذلك الزمان لم تكن موجودة أنا عندي يقين الآن لو نجري ما ورد في كتبنا وكتب أهل السنة لأنه واردة أيضاً، لا الروايات كثيراً تتجاوز العدد أكثر من هذا بكثير إذن القضية تستحق أن نقف عند البطائني لأنه مجموعة من 500 رواية على أقل التقادير إما أن تكون في سلّة المهملات أو في سلة الاعتبار تستحق أم لا؟ تسحق، وفي مختلف مجالات المعرفة الدينية لا فقط في الأحكام بل في التفسير ما شاء الله إن شاء الله سنقرأ للأعزة في تفسير القمي لا رواية أو روايتين في سندها موجود البطائني، أنت الذي تقول بأنه تفسير القمي وما أدراك ما تفسير القمي في كثير من أسانيد روايات تفسير القمي موجود البطائني، هذا واحد وثانياً يوجد عظة في نفس الشخص والواقع أنها عظة وعبرة ودرس كبير لابد أن تلتفتوا إليه أعزائي وأنا إنما أريد أن أدخل في بحث أو ثلاثة ليس أكثر لأنه البحث طويل الذيل ولكن بقدر ما يمكننا أن نقف عنده، هنا يوجد عدة أبحاث البحث الأول أو الجهة الأولى التي لابد من الوقوف عندها في مذهب الرجل، ما هو مذهبه؟ الجواب: اتفقت كلمة الأعلام على أن مذهب الرجل هو أنه صار واقفيّاً بعد الإمام الكاظم (عليه أفضل الصلاة والسلام) بل صرّح الشيخ الطوسي بأنه هو الذي أسّس مذهب الواقفية، لا فقط أحد أعمدة الواقفية بل هو المؤسّس لذلك أنا فقط أشير إلى المصدر وبحثه يأتي إن شاء الله، في كتاب الغيبة للشيخ الطوسي هذه الطبعة التي عندي وهو أن الكلام في الواقفة صفحة 61 يقول: فروى الثقات أن أول من أظهر هذا الاعتقاد علي ابن أبي حمزة البطائني وزياد ابن مروان القندي هؤلاء اثنين اتفقوا فيما بينهم وبعد ذلك سوف أبين بأنه لماذا اتفقت كلمتهم، هؤلاء علمان أنه… وهما من أعمدة مؤسسة الوكالة عند الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) يعني من الناس الذين وثقوا في الواقع الشيعي لهم احترام لهم تقدير لهم قدسيّة لهم توثيق من الأئمة لأنه سنين كانوا في الدائرة الخاصة والبطانة الخاصة للأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) ولذا الشيخ الطوسي في رجاله تارة يجعله من رجال الصادق وأخرى يجعله من رجال الكاظم يعني دورته طويلة، وإلا إذا لم يكونوا من الدائرة الخاصة ما استطاعوا أن يؤسسوا لمذهبٍ جديد لو لم يكن لهم توثيق خاص بين الشيعة ويُقبل قولهم من يحترم قولهم؟ الآن يعني في واقعنا الشيعة الذي قائم على مؤسسة الوكالة يعني ارتباط المراجع أو ارتباط المؤسسة الدينية بالناس يقوم على أي أساس؟ على هذه الوسائط الوكالات فإذا وكلاء كبار وثّقوا لعشرات السنين في الواقع الشيعي فيدّعون شيئاً يصدقون أم لا يصدقون؟ نعم يستطيعون أن يؤثروا، هذا ما قام به هذان الوكيلان أما لماذا فعلا ذلك؟ يعني الإنسان قلت أنه لابد أن ندرس الحالة إن شاء الله تفصيله سيأتي، أما البطائني فلأجل ثلاثين ألف دينار والثاني لأجل سبعين ألف دينار فما بالك بعدُ الوكيل يصير في بيده ثلاثين مليون، فما بالك إذا صار بيده ثلاثمائة مليون من حقه أن يصنع مذهب أم لا؟ انتهت القضية ولهذا قلت بأنه أريد أن أقف عند البطائني للعبرة الموجودة ومؤسسة المرجعيّة أيّ مخاطرٍ تعيش مؤسسة الإمامة من الله كانت تعيش هذه المخاطر إذن أنت تتصور بأنه مؤسسة المرجعية لا تعيش هذه المخاطر؟ الإمام الرضا رُفض لأجل ماذا؟ لأنه لا أدري هؤلاء كانوا خائفين أن الإمام الرضا لا يوكّلهم أو يأخذ الأموال منهم، وإلا لو كان يريد أن يبقّيهم لحالهم إذن على ماذا؟ إذن هذه القضية التي أريد أن أقف عندها ليست فقط لبحث وثاقة البطائني لا أبداً مع أنه هو في نفسه يستحق ولكن هذه النقطة أريد أن أفتحها حتى تعرفون خطورة المؤسسة الدينية في عصر الغيبة وأن الوكلاء الذين بأيديهم الأموال… وهذا ما حدث أين؟ دع أقرأ لك العبارة يقول وقد روي السبب أن الذي دعا قوماً إلى القوم بالوقف فروى الثقات أن أول من أظهر هذا الاعتقاد علي ابن أبي حمزة البطائني وزياد ابن مروان القندي وعثمان ابن عيسى الرواسي طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها واستمالوا قوماً فبذلوا لهم شيئاً مما اختانوه من الأموال لأن يكونوا في صفهم، فلهذا ذهبوا إلى يونس ابن عبد الرحمن ليشتروه بعشرة آلاف دينار، ولهذا نصيحتي لكم أن تقرأوا دورة عن مؤسسة الوكالة في عصر الأئمة، تابعوا هذه حتى أنه عندما يقال لكم بأنه مؤسسة الوكالة ومؤسسة الأموال التي الآن موجودة هذه تشكل واحدة من أهم منافذ الخطورة على مؤسساتنا الدينية، إن لم تنضبط اطمئنوا… كما حدث في صدر الإسلام، في صدر الإسلام التجاه الأموي بأمواله بني أمية استطاعوا أن يحرفوها في السقيفة من علي وأعطوه لفلان وفلان وفلان إلى أن انتهت بعدُ لا يتجاوز من ثمانية وعشرين عاماً تسلّم الحكم معاوية، كم الفترة أقل من ثلاثة عقود، هذا التخطيط كان كله بتخطيط أموي والأموال كانت أموية، إذن المال وما أدراك ما المال في المؤسسة الدينية، واقعاً أهم منفذٍ لاختراق المؤسسة الدينية لا أتكلم عن أشخاص المراجع بكرة لا بخبصونا في المواقع أنه يتهم المراجع لا أبداً، مراراً قلت وأقول أن الكلام ليس في الأشخاص فالأشخاص واقعاً أتقى وأعظم وأشرف من أن يمسهم، الكلام في المنظومة والمؤسسة هذا إن شاء الله تعالى في يوم الاثنين لأنه يوم الأحد تعطيل ويوم السبت أدري بأن الأعزة لا يأتون فيوم الاثنين إن شاء الله الدرس والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/07/31
    • مرات التنزيل : 2127

  • جديد المرئيات