نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (347)

  • دروس خارج، فقه {347}

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنه تعد مسألة تأثير الظروف المحيطة بصدور النص من أهم مفاتيح عملية الاجتهاد الديني لا فقط عملية الاجتهاد الفقهي، تعلمون بأن المعارف الدينية لا تتلخص في الفقه الأصغر والأحكام وإنما المعارف الدينية بالإضافة إلى الفقه تشتمل على العقائد وعلى الأخلاق وعلى السلوك وعلى السيرة، وعلى التاريخ، وعلى الطب وعلي الفيزياء كل هذه واردة في الروايات، سواء كانت من الرسول الأعظم أو الأئمة، إذن نحن نتكلم عن هذه المجموعة الكبيرة، نحاول أن يكون بحثنا إذا دخلنا فيه أن يرتبط بالفقه الأصغر ولكن المسألة العنوان أعم من الفقه الأصغر، يعني المسألة إن صح التعبير عنها تعد من مسائل أو من مفاتيح علم أصول المعارف الدينية، لا علم أصول الفقه الأصغر، طبعا في علم الأصول عندنا مسائل من هذا القبيل من قبيل حجية الظهور، عندما تقول أن الظهور القرآني حجة أو أن الظهور في الرواية حجة مقصودك الظهور فقط في الرواية المرتبطة بالأحكام الفقهية أو أوسع من ذلك؟ مقصودك الظهور المرتبط بالفقه الأصغر والأكبر والأخلاق والسلوك والسيرة والمعارف الطبية و… أنت عندما تبحث بأنه خبر الواحد حجة ليس فقط مقصودك أن خبر الواحد حجة في الفقه الأصغر جملة من الأعلام يقولون أوسع خبر الثقة أيضاً حجة في المسائل الفرعية في العقائد، إذن أعزّائي على هذا الأساس لابد أن يلتفت أن هذه المسألة التي اصطلحنا أو هم اصطلحوا عليه في العصر الحديث بتاريخية السنة لا يذهب ذهنكم إلى فقط تاريخية المباحث المرتبطة بالأحكام الفقهية من الوجوب والحرمة والاستحباب والكراهة ونحو ذلك، وإنما هي أوسع من ذلك، هذا أولا.

    ثانيا في ما سبق قلنا أنه الآن لا نريد أن نتحدث عن تاريخية مجموعة المعارف الدينية لأن مجموعة المعارف ليست فقط واردة في السنة وإنما واردة أولا في القرآن وبعد ذلك واردة في السنة خصوصا إذا قلنا أن المرجعية الأولى هي القرآن الكريم وليست السنة الصادرة عن النبي والأئمة عليهم السلام، إذن هذا القانون، قانون التأثير وقانون التأثير المتبادل ليس مختصا بالسنة وإنما يشمل الثقل الأكبر، ولكن الآن نحن لخطورة مرجعية أو تاريخية بعض المعارف القرآنية، هذه المسألة جدا خطيرة، تحتاج إلى أدوات أخرى الآن نحن لا ندخل فيها وإنما نقف فقط عند الأبحاث المرتبطة بتاريخية السنة، يعني في جملة واحدة هل أن الظروف التي صدر فيها النص طبعا الظروف أعم من اجتماعية سياسية فكرية ثقافية كلها هل أنها تؤثر ولها مدخلية في فهم النص الديني أو ليست لها أثر، منعزلة وكأنها جاءت في الهواء الذي لا علاقة له، هذه هي نظرية الإطلاق، الآن عندما تقول إطلاق إطلاق ما مقصودك الإطلاق، الإطلاق من حيث الزمان، من حيث المكان، من حيث الأفراد، عندما تقول هذا الحكم مطلق يعني سواء كان الزمان قبل 14 قرن، أو بعد عشرين قرن، هذا من حيث الزمان، من حيث المكان سواء كان المكان ظروف صحراوية كمكة أو ظروف تختلف، من حيث الأفراد سواء كان هذا الفرد أو ذاك الفرد، هذا الذي يعبر عنه بالإطلاق الزماني المكاني والأفرادي ونحو ذلك، فيما يتعلق بتاريخية المعارف القرآنية طبعا هنا نكتة يوجد لا نريد أن ندعي أن المعارف الدينية تاريخية بنحو الموجبة الكلية، نريد أن ننفي دعوى الذي يقول أن التاريخ لا أثر له يعني ننفي السالبة بانتفاء الكلية، لأن الفقه القائم عندنا، والاستنباط قائم على أساس أن التاريخ غير مؤثر يعني سالبة كلية بإزاء التاريخ، نحن بصدد نفي السالبة الكلية، وأنتم تعلمون نقيض السالبة الكلية ليس هو الموجبة الكلية وإنما هو الموجبة الجزئية، نريد أن نقول أنه لا يمكن ادعاء أن التأريخ لا تأثير له في فهم النصوص الدينية، بل للتاريخ تأثير أيضا، الآن أي قدر له تأثير، خسمة بالمائة، عشرة بالمائة، ثلاثين بالمائة، ذاك بحث آخر لابد بالاستقراء يتضح لنا أن مقدار التأثير هذا القدر لا أكثر من ذلك، بعد اتضح لا نتكلم بالموجبة الكلية بل بالموجبة الجزئية، الآن هذه ما هي حدودها لها بحث آخر، لا يقول قائل إذا كان الأمر كذلك إذن ما بقي من الدين؟ إذا كانت السنة تاريخية يعني وردت في ذلك الزمان، والقرآن الثقل الأكبر أيضا تاريخي، إذن بعبارة أخرى تاريخ مصرف الدين انتهى وهذه الدعوى موجودة ولكن نحن هذه ليس اعتقادنا، جزما دعوى باطلة، نعم نحن نريد أن نقف أمام دعوى عدم تأثير التاريخ مطلقا يعني السالبة الكلية، فيما يتعلق بتأثير التاريخ على المعارف الدينية، في الآونة الأخيرة كثيرا كتبوا، شيعة وسنة، والآن أنا لا أريد الآن أن آتي بالأسماء ولكن أشير إلى بعض الأعزة بالكتب:

    من أهم الذي اشتغلوا وعملوا وفكروا وكتبوا في هذا المجال من المفكرين العرب، المفكر الجزائري محمد آراگون، وعنده كتب متعددة، ولكنه بالفرنسية ومترجمة إلى العربية، أنا الآن بيدي كتب ثلاثة من كتبه، الذي أتصور أنه من الكتب الأساسية عنده في هذا المجال، الكتاب الأول: الفكر الإسلامي قراءة علمية، هناك أعزّائي في صفحة 62 يقول أنت عندما تراجع كل من كتب عن الإسلام فكرا عقيدة تأريخا سياسية اجتماعا كله تجد بصدد بيان مقدار ما أثر الفكر الديني على الناس وعلى التاريخ وعلى مسار التاريخ، وعلى الأمم، ولكنه قليل من الدراسات أنت تجد بأنه وأي مقدار أثر التاريخ على الدين؟ هذه النقطة التي محل الشاهد، يقول كل الدراسات منصبة على أنه عندما جاء الدين الإسلامي ماذا فعل بالجزيرة العربية وماذا فعل بالعالم والأمم و… سؤال: بأي مقدار انفعل؟ هل يمكن أن يدعي أنه لم ينفعل، لم يتاثر؟، أو كان هناك تأثير متبادل بين الفكري وبين التاريخ؟، هذه عبارته: أريد في ذات الوقت أن أتجاوز الرؤية الافتخارية والتمجيدية للإسلام والمسلمين، دائما نجد الإسلام هكذا فعل هكذا فعل هكذا، هكذا أثر، ولكن هذه الرؤية التي تخضع الكلي التاريخية للوحي وتدخل الله في التاريخ، الله كيف تدخل في التاريخ وعندما نقول تاريخ ليس مقصودنا التاريخ المصطلح بل مرادنا يعني مجموعة المنظومة من الفكر والثقافة والحضارة والاجتماع والسياسية والعادات والأخلاق والتقاليد، أي تخضعه للقانون الديني أو الشريعة التي أنجزت وهذا هو معنى الآية، أنا أريد أن أبحث في ذات الوقت أن أتجاوز هذه وأبحث عن تأثير التاريخ في الإسلام أيضا، كيف أن الإسلام لا إشكال ولا شبهة أنه اثر في البشرية، الآن مليار وسبعمائة مسلم تابعين للعقدية الإسلامية وللدين، ولكن أي مقدار تأثر هو الإسلام بهذه؟، هذه القضية التي لابد أن تدرس، إذن القضية يوجد تفاعل، تأثير وتأثر، هذا في كتاب واحد.

    الكتاب الثاني : تاريخية الفكر العربي الإسلامي، طبعا أنا ليس عندي علم أنها مترجمة إلى الفارسية أو لا، يذكر في ص 8 نقطة مهمة جدا، انظروا عنده دائرة، رسم دائرة، يقول الفكر وتأثيره على التاريخ والتاريخ وتأثيره على اللغة، يقول هذه دائرة واحدة تؤثر في الأخرى، عندما يأتي الفكر بطبيعة الحال يؤثر في التاريخ وعندما يتأثر التاريخ يؤثر على لغة الناس، ومن هنا أنتم تجدون نحن بحثنا هذا في أول أبحاث الأصول، قلنا أن اللغة ظاهرة متغيرة، ولذا علماءنا اضطروا أن يسوون أصالة عدم النقل، لأنهم يعلمون أن اللغة في تغير وتطور دائم، إذا كانت اللغة في تطور دائم إذن الآن الذي أنا أعيش بعد 1400 سنة كيف أستطيع أن أفهم تلك اللغة، ولذا جملة من المفكرين المعاصرين يقول أنت إذا تريد أن تفهم لغة القرآن والسنة لابد أن تعود وتعيش تلك الحقبة التاريخية، حتى تفهم ماذا يقول، ولذا الآن جملة من المفكرين السياسيين حتى من الشيعة يقولون مسألة ظاهر ونص ومجمل وكذا كلها باطلة، لأنه مرتبطة بنا لا مرتبطة بعصر صدور النص، أصلا علم الأصول عندنا كله يأخذ صورة أخرى، شكل آخر، فلهذا في ص 10 يقول أنا أريد أن أبين للأعزة هذه القضية، يقول أرجوا كل الرجاء إلى أن يقول وقد قصدنا إحياء الاجتهاد في الفكر الإسلامي المعاصر لأن لكل مرحلة من المراحل التاريخية الاجتهاد الخاص بتلك المرحلة، لها قواعدها لها أدواتها ونحو ذلك، هذا الكتاب الثاني.

    والثالث من الكتب الأساسية ومجموعة من المقالات له وهي قضايا في نقد العقل الديني، كيف نفهم الإسلام اليوم؟ فهم الإسلام، لا نريد أن نتكلم أن الإسلام في الواقع ما هو في صدر المعصوم صلوات الله عليه، نحن الآن نتكلم عن فهمنا عن الإسلام، هذه الكتب تتكلم بشكل عام وبالخصوص أيضا بما يرتبط بتاريخية بعض المعارف القرآنية، هذا خارج، نرجع إلى بحثنا أعزّائي، أنا أريد هنا أن أبين هذه الحقيقة حتى لا يتبادر إلى الذهن نحن نريد أن نقول شيئا لم يقله أحد من علماءنا، ليس الأمر كذلك، بشكل واضح وصريح أقول من عصر التدوين عندنا في عصر الغيبة الصغرى وإلى يومنا هذا لا يوجد عالم إمامي إلا وتجد في بعض مفردات كلماته تأثير التاريخ في استنباطه، الآن لعله مورد أو موردين أو ثلاث أو أربع أو خمسة، ولكنه لا تجده ينفك في أنه يشير إلى بعض الموارد، ولكن لم تكن هذه كنظرية حاكمة على عملية الاجتهاد، فرق يوجد، الآن لو تأتون إلى أصولنا المعاصر يعني علم الأصول عندنا تجدون بأنه مبني على أنه لا إشكال ولا شبهة أن الظهور حجة، لا أحد يناقش في هذا وأن باب العلم مفتوح، زمان كان يقولون مغلق، انسداديين، الآن انفتاحيين. ما صارت نظرية متعارفة في كلمات علماءنا وإنما هي هنا يقول شيئا وهنا يقول شيئا فلو تجمعها تجد العشرات إن لم أقل المئات من الموارد في كلمات علماءنا مبثوثة، وبالأمس قلنا في باب الطب الشيخ الصدوق والشيخ المفيد ذهبوا إلى التاريخية لا إلى نفي التاريخية، قالوا من قال لكم بأنه كل ما ورد في الوصفات الطبية التي كتبها النبي والأئمة هذه مطلقة لكل زمان ومكان ولكل فرد، ولذا الآن جملة من المعاصرين، يقول أساساً الملح الذي قاله الأئمة والنبي ابتداء بالملح وانتهاء بالملح والتأكيد لأنه الناس في زمانهم كانوا يعيشون المناطق الحارة والمناطق الحارة عادة تتعرق وتفقد المياه والأملاح من جسمك، إذن القضية مرتبطة بالمناطق الحارة أما المناطق الباردة ماذا؟ أنا لا أقول لا ولكنه احتمال قائم أن هذه القضية مرتبط بالمناطق الحارة، إذن لابد أن نبحث، لا أقل نعرضها للتجربة، يعني نذهب إلى التجارب العلمية وإن كان يكون في علمكم أن الشيخ المفيد أنه قضية الطب لا تجريبية ولا علمية وإنما قضية سمعية، ذاك بحث آخر، أنا أريد أن أقول أنه من القديم من الشيخ الصدوق وقبل ذلك وإلى يومنا هذا أنت لا تجد أحد من علماء الإمامية إلا وفي بعض مفرداته واستنباطاته توجد هناك آثار للتاريخية، يعني تأثير للتاريخ في فهم النص الديني، حتى أنه لا نبتعد كثيرا أضرب مثال:

    المثال الأول: في الروايات، تعالوا معنا إلى رواية معتبرة، الرواية المعروفة بمعتبرة أبي خديجة، في وسائل الشيعة، جزء 27، ص 139، رقم الرواية 33421، الباب 11 من أبواب صفات القاضي، قال بعثني أبو عبد الله إلى أصحابنا قال قل لهم إياكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تداري، يقول التداري يعني تدافع وخصومة، في شيء من الأخذ والعطاء أن تحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق، هذا ليس محل شاهدنا، إذن ماذا نفعل يبن رسول الله؟ قال: اجعلوا بينكم رجلا قد عرف حلالنا وحرامنا، سؤال: رجلا بناء على المنهج المتعارف في الحوزات يقولون أن الرجل مأخوذ على نحو الموضوعية، يعني بعد لا يمكن للمرأة أن تتصدى للقضاء، من هنا جاءت الفتاوى أنه لا يجوز أن تتصدى للقضاء، قالوا لأن الرواية أخذت عنوان الرجل، ولا نعرف لغة أن عنوان الرجل يصدق على المرأة، إذن يجوز للمرأة أو لا؟ لا، وهذه واحدة من أهم مشاكل المنهج غير التاريخي، أن العناوين دائما يحملها على الموضوعية، يعني عندما يقول صم للرؤية، يقول إذن لابد أن نرى، لأنه ظاهره في الموضوعية، تقول ربما هذا طريق لأنه الرؤية تفيد اليقين؟ يقول لا هذا حمله على الطريقية يحتاج إلى قرينة ولا قرينة، وهكذا وهكذا، ولهذا واحدة من أهم معيقات المنهج التاريخي لفهم النص الديني هو حمل العناوين على الموضوعية، الآن ذاك بحث آخر، تعالوا معنا إلى السيد الخوئي، السيد خوئي منهجه ينفي التاريخية، يعني العناوين محمولة على الموضوعية ولا علاقة له بالتاريخ، طبعا الرواية رواية معتبرة كما قال في السيد الخوئي رحمة الله تعالى عليه في مباني تكملة المنهاج الجزء الأول ص 8، قال: وقد يستدل على ذلك بمعتبرة أبي خديجة قال فانظروا إلى رجل منكم، تعالوا معنا إلى السيد الخوئي في الاجتهاد والتقليد في ص 225، يقول: هل الذكورية شرط في مرجع التقليد أو لا؟ أنتم تقرءون واحدة من شروط المرجع التقليد من شروط الإفتاء أن يكون رجلا، ما هو دليلهم؟ واحدة من أهم دلائلهم معتبرة أبي سالم، قالوا إن لم يكن الإفتاء أهم من القضاء فليس أقل أهمية من القضاء، فإذا كان في القضاء يشترط أن يكون رجلا فبالأولوية القطعية يشترط في الإفتاء أن يكون رجلا، يقول ومن المعلوم أن منصب الإفتاء لو لم يكن بأرقى من القضاء فلا أقل من أنهما متساويان، الآن هنا الذين ينفون القياس كيف هذا؟ هذا نحو من القياس، الآن تقول لي هذا تنقيح المناط، إذن من أين لنا أن نعلم بالمناطات؟ أنتم تقولون أن المناطات بأيدينا أو الملاكات غيبية؟ لعله أصلا حتى لو كان الإفتاء أهم، الشارع يريد أن يشترط الرجولة هنا ولا يشترط هناك، المهم الآن كم أتى القياس في فكرنا وسميناه بأسماء مختلفة ذاك بحث آخر. يقول: بأرقى من القضاء فلا أقل من أنهما متساويان، إذ القضاء أيضا حكم وإن كان شخصيا بين اثنتين والفتوى حكم كلي يبتلي به عامة المسلمين، فإذا كانت الرجولية معتبرة في باب القضاء كانت معتبرة في باب الإفتاء بالأولوية، هذا الاستدلال يقول ليس تام، بأي دليل؟ إذا عندك مناقشة بالأولوية يقول ليس عندي مناقشة بالأولوية، عندك مناقشة في الحمل على الموضوعية؟ يقول لا، إذن على أي أساس البيان غير تام؟ يقول ويرد على هذا الوجه أن أخذ عنوان الرجل في الرواية في موضوع الحكم بالرجوع، إنما هو لأن الغالب المتعارف في ذلك الزمان كان الذي يقضي بين الناس هو رجل، لم نعهد في التاريخ أن امرأة كانت في ذلك الزمان، فالإمام ليس عبر الرجل لأنه يشترط الرجولية وإنما عبر لأن المتعارف في ذلك الزمان، فإذا تعارف في زمان آخر المرأة أيضا تقضي، بعد لا يجري الحكم، هذا معناه أن عنوان الرجولية أثر فيه التاريخ أو الظروف المحيطة أو لم يؤثر؟ واضح لأن الغالب المتعارف في القضاء هو الرجولية ولا نستعهد قضاوة النساء ولو في مورد واحد، فأخذ عنوان الرجولية من باب الغلبة، لا من جهة التعبد حتى نقول مطلق في كل زمان ومكان، هذا أين تجعله؟ هذا الفهم فهم السيد الخوئي للرواية أين تجعله؟ في التاريخية أو في نفي التاريخية؟ واضح لأنه يريد أن يقول نحن عندما نذهب، الإمام لا يريد أن يقول بالضرورة لابد أن يكون رجل، حتى لو صارت هناك جامعات، والنساء والمرأة قرأت القضاء كما يقرأ الرجل بل صارت أعلم في القضاء و… بعد لماذا لا يجوز؟ إلا إذا عندك نقطة أنه هذه عاطفية، أبدا ليس له علاقة لأنه هذه إذا كانت تفتي بالإحساس، أما إذا يوجد قانون لابد أن تعمل بالقانون، الرجل لا يعمل بعقله بل بالقانون، ولذا الآن نظرية يوجد يقولون بأن المرأة لماذا لا تستطيع أن تتصدى حتى لرئاسية الجمهورية؟، بل حتى للولاية؟، يقولون لأنها عاطفية نقول هذا الكلام يصح في زمان القبائل والعشائر الذي هو الآمر بالله المطلق، أما الآن يوجد مؤسسات، رئيس الجمهورية لا يستطيع أن يعمل بنفسه بل يوجد دستور ومستشارين و… القضية ليست قضية فردية، نعم عندما تفكر بشكل قبلي الحاشية تؤثر، الحاشية بعد لا تؤثر الآن لأنه يوجد قانون ونظام دستوري.

    يقول: وعلى هذا الأساس ولا نستعهد قضاوة النساء ولو في مورد واحد، فأخذ عنوان الرجولية من باب الغلبة لا من جهة التعبد، وحصر القضاوة بالرجال، فلا دلالة للحسنة على أن الرجولية معتبرة في باب القضاء، هذا الذي إلى الآن حتى الجمهورية الإسلامية بعد 33 سنة عندها مشكلة في هذا، مع أنه كل الأدلة الموجودة عندنا إذا قرأ تاريخيا تجد بأنها واضحة، والعجيب أنه ليس فقط السيد الخوئي أنا تصورت بأنه السيد الخوئي فهم هذا المعنى وجدت بأنه هذا المطلب أتى من الشيخ الأنصاري، شيخ الأنصاري أول من أشار إلى هذه النكتة، القضاء والشهادات الجزء 22، طبعة لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم، ص 229، يقول: وأما طهارة المولد والذكورة فقد ادعى غير واحد عدم الخلاف في اعتبارهما ولولاه قوي المصير إلى عدم اعتبار الأول، طهارة المولد من قال أنه شرط؟ ليس شرط، المشكلة أنه ادعي عدم الخلاف، فإذا استطعت أن تناقش الإجماع بعد خلاص، لا يوجد دليل، هذا واحد، بل إلى عدم اعتبار الثاني، يعني الذكورة، فلولا ادعاء عدم الخلاف لكان المصير إلى عدم اعتبار طهارة المولد ويترقى بل إلى عدم اعتبار الثاني يعني الذكورة، لماذا؟ يقول: وإن اشتمل بعض الروايات على ذكر الرجل، الذي قرأناها الآن لكم، لإمكان حمله على الورود مورد الغالب، لا أنه بعد تعبدي، لأنه الغالب الرجال يقومون، فالإمام أيضاً قال اذهبوا إلى رجل منكم، لا أنه يريد أن ينفي مشروعية غير الرجال، الغالب هذا، وهذا متعارف حتى في زماننا، الآن إذا تذهب إلى جملة من المناطق في مناطقنا الشرقية عندما تقول له عندي فلان قضية يقول ليأتي رجل منكم ويحل المشكلة هذا ليس معناه المرأة لا تستطيع ولكنه المتعارف المرأة تقوم بهذا العمل أو لا؟ لا تقوم، يقول لإمكان حمله على الورود مورد الغالب، فلا يخصص به العمومات، العمومات الواردة بأن القضاء يستطيع أن يقضي به الرجل أو المرأة، يبقى على حالها وهذا لا يمكن أن يكون مخصصا، هذا نموذج.

    نموذج ثاني وهو من النماذج المهمة والذي تتربت عليه آثار كثير جدا. وهو عنوان الناصب و الناصبي والنواصب، أنتم تعلمون أن النصوص الموجودة بأيدينا ذكرت مجموعة من الآثار والأحكام المترتبة على عنوان الناصبي والنواصب، أنه نجس، أنه خبيث، أنه كافر و… عندنا روايات صحيحة وصريحة، سؤال: من هو الناصب؟ الآن مع الأسف الشديد بعض الجهلة الذي يخرجون على الفضائيات والقنوات تصوروا أن الناصبي كل من خالف عليا فهو ناصبي، ولهذا كل من اعترض يعتبرونه ماذا؟ ويطبقون عليه الأحكام من الكفر والنفاق، نضرب أمثلة: عندك أوضح من معاوية وعائشة في الجمل وصفين، واحدة من تطبيقاتها يقولون إذا لم يكونوا الذين خرجوا على علي وحاربوه وقاتلوه وقتلوا من النواصب، إذن لا يبقى عندنا ناصبي، فهل أن عنوان النواصب عنوان لغوي؟ طبعا يكون في علمك صاحب الحدائق إلى هذا ذهب قال كل من خالف هو ناصبي، ولهذا حكم بنجاسة كل المسلمين، قال لأنه هؤلاء واقعا خالفوا ونصبوا العداء.

    والحمد الله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2013/07/31
    • مرات التنزيل : 959

  • جديد المرئيات