نصوص ومقالات مختارة

  • كيف عرف الإمام علي (ع) نفسه ق (2)

  • بسم الله الرحمن الرحيم

    مطارحات في العقيدة

    كيف عرف الإمام علي (ع) نفسه

    القسم الثاني

    المقدم: السلام عليكم وتحية لسماحة آية الله لسيد كمال الحيدري.

    سماحة السيّد هل من كلمة قبل أن ندخل في مباحث هذه الليلة؟

    سماحة السيد:

    أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    لعله للمرة الخامسة أو السابعة أو العاشرة أكدت على هذه الحقيقة إن هذا البرنامج وهذا العنوان الذي وقفنا عنده في السابق وهو من إسلام الحديث إلى إسلام القرآن ليس الغرض منه إقصاء ورفض السنة أو الموروث الروائي سواء في بعده الوارد عند أهل السنة أو في بعده الوارد عند الشيعة، ليس هذا هو الغرض منه وهذا ما أكدته مرارا وتكرارا وأؤكده للمرة العاشرة والعشرين والمائة، أن هذا البرنامج ليس لذلك الغرض وإنما انعقد هذا البرنامج لتنقية التراث، وعندما أقول التراث يعني المورث الروائي في أي دائرة معرفية كانت، سواء كانت في دائرة المعرفة التفسيرية و الفقهية أو القصص أو المعاجز أو الأدعية أو روايات الأخلاق أو أي دائرة من المعرفة الدينية هناك تراث وموروث روائي أموي إسرائيلي، نعم هذه القضية قلت اتفقت عليها كلمة علماء المسلمين من سنة وشيعة، لا يوجد اختلاف في هذه المسألة، الجميع متفق أن هذا الموروث الروائي ليس باق على نصاعته وطهارته ونقاوته، بل لوث بالإسرائيليات والكذب و… نحن في هذا البرنامج نريد أن نعرف كيف ننقي هذا المورث الروائي، سواء في بعد عند أهل السنة أو في بعده عند الشيعة ولذا هذا الخطاب ليس موجه إلى مدرسة أهل البيت فقط وإنما هو موجه إلى مدرسة أهل السنة قبل الشيعة، لأن المدرسة الرسمية في ذلك الزمان كانت مدرسة أهل السنة، والمصنفات والموروث والوضع والكذب والإسرائيليات كانت كلها بمرأى من السلطات الحاكمة سواء كان على مستوى الخلفاء الأوّل والثاني والثالث أو في عهد بني أمية أو في عهد العباسيين. أذكر لكم نموذجا واحدا من التراث السني ونموذج أو نموذجين من تراث الشيعة، ضعوا العواطف والضجيج والمرض والجهل، كونوا منصفين معي أنا أتكلم معكم بمنطق علمي، انظروا إلى هذا الكتاب، هذا الكتاب على صغره لا يتجاوز حجم الكتاب 150 ص، أنا بودي أن الأعزة في هذا اليوم يدخلون على الموقع ويأخذوا هذا الكتاب ويطالعوه، انظروا إلى عنوان الكتاب، يقول: « جناية البخاري إنقاذ الدين من إمام المحدثين <، يعني ماذا فعل البخاري؟ الكلام لا يتكلم مع شخص البخاري، هو من أهل السنة، ليس شيعيا، ولكن يقول أن المنهج الذي اعتمده البخاري لأخذ الحديث انتهى إلى تدمير الدين، يقول: « إنقاذ الدين من إمام المحدثين<، أنا أريد أن أنقد المورث الروائي في بعده عند أهل السنة بعده عند الشيعة من ما لحقه ومما لصق به من الوضع ومن الدس ومن التزوير ومن الإسرائيليات و… . لو أنقل لكم بعض الأرقام واقعا الإنسان لا يمكن أن يتحمل وواقعا لعلي أعذر بعض أولئك الذي فقدوا توازنهم في الرد علي، لأن الصدمة جد قوية، أنه كيف يمكن أن يكون في تراثنا هذا، واللطيف أنه العناوين التي يستعملها يقول: « البخاري والقرآن الكريم< يجمع التي الروايات التي تكلم فيها عن القرآن واقعا فضيحة في البخاري، يقول: « البخاري والرسول الأكرم < يعني الإنسان عندما يقرأ مجموعة الروايات الواردة في البخاري بعد بعبارة أخرى من حيث السند لا يوجد إشكال على مباني السنة، وهو أصح كتاب بعد كتاب الله، هذا هو المعيار والمنهج السندي هو طامة على الرواية، واقعا المنهج السندي أدى إلى جناية في الدين، لأن الذين وضعوا الروايات لم يكتفوا بوضع المضامين وإنما وضعوا الأسانيد أيضا.

    هذا على مستوى أهم كتاب، إذن لا يتبادر إلى ذهن أحد أنه خطابنا موجه إلى كتاب سليم أو إلى كتاب تفسير القمي أو الكافي، أنا خطابي موجه بشكل عام إلى المورث الروائي، الآن تقد تقل الدرجة هناك عشرة وقد تزداد هناك عشرة، ولكن أصل القضية لا يوجد فيها خلاف بين أحد من علماء المسلمين. وهذا الكتاب الذي ذكرته لزكريا أوزون، جناية البخاري، إنقاذ الدين من إمام المحدثين، الطبعة الأولى سنة 2004 من الهجرة، يقول: « البخاري والقرآن الكريم، البخاري والرسول الأكرم، البخاري والديانات الأخرى، البخاري والحكم والصحابة، البخاري والمرأة والبخاري ومجموعة متناقضات < أنا بودي هذه الليلة سني أو شيعي يطالع، حتى يعرف أنه حاول أن ينتخب هذه الروايات أصح الروايات سندا ولكن لأنه الميزان وهو القرآن لم يكن في الاعتبار وقع في هذه الجناية.

    تعالوا معنا إلى التراث الشيعي، أنا لا أنقل رواية من نفسي أو رواية ليس فيها سند أو من كتاب مشكوك وإنما أنقل روايات معتبرة سندا وفي أهم المصادر الشيعية، تعالوا إلى عيون أخبار الرضا للشيخ الأقدم المحدث الأكبر أبي جعفر الصدوق، ابن بابويه القمي المتوفى 381 هـ، يعني بعد الغيبة الصغرى بحدود50 أو 60 عام، يقول في الجزء الأول، رقم الرواية 63 باب ما جاء عن الرضا من الأخبار النادرة في فنون شتى، باب 26، رقم الرواية 63، « حدثنا أبي قال حدثنا الحسين بن أحمد المالكي عن أبيه عن إبراهيم ابن محمود عن علي بن موسى الرضا عن ابيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبي الحسين قال قال رسول الله < إذن الرواية من الإمام الرضا، الصدوق في مشيقة الفقية يقول: «لي ثلاثة طرق وما كان فيه عن إبراهيم بن أبي محمود، يذكر أسانيد ثلاثة بعض تلك الأسانيد صحيحة < ولذا يأتي في صفحة 737من الكتاب يقول: « طريقه إلى إبراهيم بن أبي محمود صحيح <، هذا يقولهالعلامة المولى محمد تقي المجلسي والد العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي في روضة المتقين شرح من لا يحضره الفقيه، فإذن الرواية من حيث السند تامة، والكتاب معتبر، الرواية هذه قال الرضا: « يبن أبي محمود إن رسول الله قال من أصغى إلى ناطق فقد عبده < الذي يجلس أمام الفضائية يأخذ دينه من المتكلم، الذي يجلس أمام المنبر و الخطيب أو المذياع ويأخذ دينه يقول: « فإن كان الناطق عن الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس < يعني إذا كان المتكلم يقرأ روايات إسرائيلية فأنت تأخذ دينه من كعب الأحبار، إذا كان المتكلم يتكلم رواية عن رسول الله واقعا أنت أيضا تأخذ دينك من رسول الله، إذن عليكم فلينظر الإنسان إلى طعامه، يعني إلى علمه ممن يأخذه، ثم قال: « يبن أبي محمود إن مخالفينا < الآن هؤلاء من السلطة أو المخالف الفكري العقائدي السياسي أيا كان، « إن مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا < والله غريب، أنا عندما أقف أمام الروايات أقول افتحوا عيونكم توجد هناك دس وغلو وكذب وافتراء في روايات أهل البيت، هذه الرواية صحيحة السند عن الإمام الرضا « وجعلوها على ثلاثة أقسام <، أصلا تصنيف ممنهج، « أحدها الغلو فينا وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعداءنا <. إذن هذه فكاتورات ثلاثة، روايات الغلو في المورث الروائي الشيعي، روايات التقصير في المورث الروائي الشيعي وروايات السب والشتم واللعن وثلب المخالفين في المورث الروائي الشيعي، الإمام الرضا يقول هذه من وضع الأعداء.

    إذن من ينقل هذه النقطة يخدم أعداء أهل البيت بمنطق الإمام الرضا، الذي ينقل روايات الغلو سواء كان على الفضائيات على القناة على المنبر على الحسينية على أي كان، طبعا سنة وشيعة، روايات الغلو أو روايات التقصير مثلا أنه كان يخطأ أنه كان يسهو أنه كان يفعل أعمال عبس وتولى، عبس وتولى يعني ماذا؟ بين وبين الله يمكن القرآن يقول عن شخص إنك لعلى خلق عظيم ثم يقول للناس أن يقتدوا به { لقد لكان لكم في رسول الله أسوة حسنة} ثم يقول { عبس وتولى، أن جاءه الأعمى }، هذا تناقض في القرآن، إذن من أين جاءت الروايات في المورث الروائي عند أهل السنة والشيعة. قال: « فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا < هذا الذي الآن يحصل، الآن بينك وبين الله يوميا عشرين مفخخة أو ثلاثين مفخخة وقتل الشيعة في الجملة في العراق وغيره يقتلونهم بعنوان أنهم غلاة كفار، الإمام سلام الله عليه تنبأ بهذا قبل 1250 سنة. قال: « فإذا سمع الناس الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا < الآن تسمعون على الفضائيات يقولون أن الشيعة يقولون بنبوة أئمتهم، يقولون بربوبية أئمتهم، منشأها روايات الغلو التي دخلت في تراثنا، هذه الأعداء مع أسانيد معتبرة صحيحة وضعوها في الكافي والصدوق إلى آخره، تقول سيدنا هذا معناه أن هذه الكتب مشكوكة؟ أقول لا، هذه الكتب فيها دس ينبغي أن تعرض على القرآن كما أنه يوجد في البخاري دس لابد أن يعرض على القرآن، قال: « وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا< أمامكم الآن عموم السنة يعتقدون أن النبي يسهو، يخطأ بل وجدنا أن ذلك تسرب إلى الشيعة، الشيخ الصدوق قال أن أول درجات الغلو نفي السهو عن النبي، وكذلك قرأنا عن العلامة التستري، هذه كلها جاءت من روايات التقصير، « وإذا سمعوا مثالب أعداءنا بأسمائهم < يعني بشكل كلي تريد أن تتكلم تقول لعنة الله على الظالمين، لعنة الله على الكافرين، هذا يجوز وهو منطق قرآني، أما عندما نصل إلى الأسماء قال: « ثلبونا في أسماءنا < إلى أن يقول: « يبن أبي محمود إذا أخذ الناس يمينا وشمالا < إفراطا وتفريطا، « فالزمنا، فإنه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه < إلى أن يقول: « يبن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقط جمعت لك خير الدنيا والآخرة < خير الدنيا والآخرة، هذا مورد.

    مورد آخر: روضة الكافي، المجلد الخامس عشر، مركز بحوث دار الحديث، رقم الرواية 362، « علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد الله: إن ممن ينتحل هذا الأمر < يعني من الشيعة، لا أعداءنا بل القضية وصلت إلى الداخل، يعني طابور فكري وروائي، « إن ممن ينتحل هذا الأمر ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه < أنتم تعلمون ماذا يوجد في تراث أهل البيت؟ أنا أريد أخلص أهل البيت وتراثهم الذي هو عدل القرآن بمقتضى حديث الثقلين، تراث أئمتنا عليهم السلام فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، ولكن حقيقة رواياتهم لا المكذوب عليهم حتى يرد علي الحوض، إذن كيف نميز المكذوب المختلق الموضوع المدسوس الإسرائيلي، بالنسبة إلى الرسول والأئمة، قال: « ليكذب حتى إن الشيطان ليحتاج إلى كذبه <، يقول العلامة المجلسي صاحب البحار، في مرآة العقول، المجلد 26، يعني شرح روضة الكافي، بعد أن ينقل الرواية، يقول: « الحديث حسن، وقوله ممن ينتحل هذا الأمر أي التشيع < إذن من الشيعة من يكذب على أئمتنا، تقول سيدنا هذا ليس شيعي؟ نعم أعلم الإمام أيضا يقول ينتحل التشيع، أنا أعلم ولكن عنوانه شيعي، أن يدعيه من غير أن يتصف به واقعا، « ليحتاج إلى كذبه أي هم أعوان الشيطان بل هم اشد إضلالا منه < هؤلاء شياطين الإنس، القرآن أيضا قال شياطين الإنس والجن، شيعة أو يتسمون باسم الشيعة أو ينتحلون التشيع، تقول سيدنا متعمدين؟ أقول لا بل بعضهم لعله جاهل يصعد المنبر ويقرأ الرواية وهي رواية إسرائيلية، إذن خلاصة الكلام في جملة واحدة، هذا البرنامج ليس لإقصاء التراث أو الموروث سواء كان من السنة أو الشيعة وإنما لإنقاذه وبتعبير زكريا أوزون إنقاذ الدين من إمام المحدثين. أنا أقول إنقاذ الدين من الأحاديث المدسوسة.

    المقدم: هل يمكن أن تقدموا خلاصة لما تقدم في الحلقة السابقة وإن كانت هناك إضافة فتفضلوا.

    سماحة السيد: بالأمس قلنا نحن نريد أن نتعرف على مقامات أمير المؤمنين وأفضل طريق للوقوف على مقاماته قلنا أن نرجع إلى نفسه عليه السلام ليعرفنا نفسه، قال في ترتيب الأمالي الجزء الأول، « إني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول صدقته وآدم بين الروح والجسد إذن إذا أردنا أن نعرف مقام أمير المؤمنين فلنذهب إلى وآدم بين الروح والجسد، نتعرف على مقام ذاك الموجود وهو خاتم الأنبياء، أينما كان فعلي كان هناك وصدقه، فلهذا قال: « نحن الأولون ونحن الآخرون < بسحب الظهور في هذه النشأة، وقفنا عند بعض الأبحاث، من أهم الأبحاث التي وقفنا عندها قلنا أن خاتم الأنبياء والمرسلين كان بحسب حقيقته وهو في تلك النشأة كان هو واسطة الفيض بالنسبة لمن دونه من الأنبياء والأولياء جميعا، بعبارة أخرى أنهم جميعا كانوا نواب له ما دام هو في الباطن، فإذا جاء إلى الظاهر نسخ كل شيء، هذا المعنى أشار إليه وحققه بشكل واضح ودقيق وعميق الشيخ ابن عربي، المتوفى 638من الهجرة، في الفتوحات المكية، ضبطه وصححه ووضع فهارسه أحمد شمس الدين، منشورات محمد علي بيضون، المجلد الأول، ص 220، الباب الثاني عشر في معرفة دورة فلك سيدنا محمد وهي دورة السيادة، يقول: « وانتهى الزمان بالاسم الباطن في حق محمد إلى وجود اسمه وارتباط الروح به انتقل حكم الزمان في جريانه إلى الاسم الظاهر <، كان في الباطن ثم صار في الظاهر، قال فظهر محمد (صلى الله عليه وآله) بذاته جسما وروحا فكان الحكم له باطنا<، كل شيء كان له عندما كان في حكمه الاسم الباطن، يعني كان مظهر الاسم الباطن، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، هذه أسماء إلهية في سورة الحديد، كان مظهر الاسم الباطن، « فكان الحكم له باطنا أولا في جميع ما ظهر من الشرائع على أيد الأنبياء والرسل سلام الله عليهم ثم صار الحكم له ظاهرا فنسخ كل شرع أبرزه الاسم الباطن بحكم الاسم الظاهر < هذه الحقيقة التي أشار إليها العلامة الآلوسي في روح المعاني.

    إذن هذه من أهم الحقائق التي ترتبط بوجود الخالق وعندما نقول أن الخاتم (صلى الله عليه وآله) هو واسطة الفيض، يعني أنه هو أول مخلوق يعني أنه لا يوجد بينه وبين الله واسطة، يعني كل شيء يأخذه من الله بلا واسطة، فقط هو وإلا باقي الموجودات جميعا تأخذ منه، يعني تأخذ مع الواسطة، الجواب قرآنيا، قال تعالى: { وعلم آدم الأسماء كلها } ومراد من الآدم ليس آدم هذا العالم، كيف أن هذا العالم له أول مخلوق اسمه آدم، آدم الملك، آدم الدنيا، آدم عالم الناسوت، ذاك العالم أيضا له آدم يعني أول مخلوق هو حقيقة الخاتم، { وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، قال يا آدم أنبئهم } إذن الله علم الملائكة بالواسطة، إن قلت المراد من الواسطة آدم أبو البشر يلزم أن آدم أبا البشر أفضل حتى من خاتم الأنبياء، ولا يقول به عاقل، لأنه آدم لم يثبت فلم نجد له عزما، ليس من أنبياء أولو العزم فكيف يمكن أن يكون هو أول صادر؟ فكيف يمكن أن يكون هو الذي يأخذ العلم من الله بلا واسطة ويعطي لخاتم الأنبياء، يكون رسول الله مع الواسطة؟ هذا البحث القرآني الذي أقول لابد من عرض الرواية على القرآن الكريم.

    إذن القضية إلى هنا بشكل واضح قرآنيا وروائيا وعند العرفاء أن النبي (صلى الله عليه وآله) هو واسطة، يعني أخذ الفيض والعلم وكل شيء من الله مباشرة ومن دونه وما دونه لم يقل أحد بلا واسطة، وإنما الجميع أخذوا بواسطته عليه السلام.

    المقدم: هذا فيما يتعلق برسول الله (صلى الله عليه وآله) من هو الأقرب إلى الله في ذلك العلم الذي كان فيه نبيا وآدم بين الروح والجسد؟

    سماحة السيد: الأقربية في عالمنا أقربية جسمانية لا تدل على شيء، قد واحد يكون قريب من جسم رسول الله ملتصقا به ولكن بعيدا عن عقيدته كما كان في أبي لهب، عم النبي، ولكنه تبت يدا أبي لهب، إذن هذا القرب ليس القرب النسبي وليس القرب المكاني، القرب الذي نتكلم عنه في عالم الغيب وفي عالم الباطن ذاك القرب المعنوي يعني القرب الصفاتي، يعني من أقرب إليه خلقا وعلماء وأدبا وتربية من الناحية الوجودية، إذن الذي نقول أقرب إليه في ذلك العالم لا نسأل عن القرب المكاني عن القرب النسبي عن القرب السببي عن القرب الاعتباري، لأنه هذه كلها مرتبطة بهذا العالم لا ذاك العالم، ولذا تجدون أن آدم هنا أبو البشر قبل الرسول ولكن الرسول أفضل منه، إذن الأقدمية الزمانية هل تثبت الأشرفية؟ لا، أما هناك الأقدمية تثبت الأشرفية الوجودية، إذا كان الأمر كذلك تعالوا معنا جميعا لنعرف ماذا يقول العرفاء قبل غيرهم، وهؤلاء العرفاء متهمون أيضا من السنة وليس شيعة، تعالوا معنا إلى الفتوحات المكية لمحيي الدين ابن عربي، هذه طبعة محققة وهي تحقيق وتقديم دكتور عثمان يحيى وكذلك تصدير ومراجعة دكتور إبراهيم مدگور، طبعا هذه الآن المطبوع منها 14 مجلد وهي كانت قد تقع في 50 مجلد لأن الكتاب تحقيق واسع، ولكنه الآن انقطع باعتبار أن هؤلاء ليسوا على قيد الحياة، طبعة القاهرة 1972، المصرية العامة وهي المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون والعلوم الاجتماعية بالتعاون مع معهد الدراسات العليا في السوربون، جمهورية مصر العربية وزارة الثقافة والإعلام، هناك أعزّائي في الجزء الثاني من هذا الكتاب، أو السفر الثاني، الباب السادس في معرفة الخلق الروحاني، يقول: « وصل بدء العالم ومثاله الهباء والحقيقة المحمدية… فلم يكن أقرب إليه تعالى قبولا < إذن هذه الأقربية أقربية الوجودية الشرفية الوجودية أنه يأخذ بلا واسطة، « إلا حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم < إذن هو الذي أخذ منه مباشرة، « المسماة بالعقل، فكان ( رسول الله ) سيدا العالم بأسره، < حقيقة رسول الله سيد العالم كله لا سيد الأنبياء فقط بل سيد كل ما خلق الله كل ما سوا الله، « فكان سيد العالم بأسره وأول ظاهر في الوجود < قبله لا يوجد موجود آخر، فإذن أول مخلوق هو حقيقة خاتم الأنبياء، « فكان وجوده من ذلك النور ومن الحقيقة وفي الهباء < سؤال: يا ابن عربي، يا شيخ العرفاء، يا إمام الصوفية من كان أقرب الناس إليه في ذلك العالم؟ قال: « وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب وأسرار الأنبياء < إذن بعد علي بن أبي طالب يأتي نوح وإبراهيم وعيسى وموسى وباقي الأنبياء والأصفياء، يا صوفية يا مئات الملايين في العالم أيها المسلمون أيها السنة أيها الشيعة اعرفوا هذا مقام إمامنا وسيدنا ومولانا إمام المتقين علي بن أبي طالب، هذا ما نعتقده في أئمتنا، هذا ما نعتقده في إمامة علي بن أبي طالب، ولذا هذه الجملة أكررها لا مرة وعشرة ومائة، أقول الذي هذه الإمامة التي نحن نعتقدها لا هي التي نصبت في الغدير ولا هي التي غصبت في السقيفة، تلك التي نصبت في الغدير كانت الإمامة السياسية إمامة الإمام فوق هذا، ذاك شأن من أصغر شؤونها، ولكن مع الأسف الشديد أن الفكر الإمامي الشيعي أنزل مقام إمامة أمير المؤمنين إلى أن صارت أوّل أو رابع، صرنا نناقش في ابسط شؤون الإمامة التي نعتقده لإمام الموحدين وإمام المتقين أمير المؤمنين، هذه النسخة التي هم يصححوها، ولكنّه على الطريقة توجد نسخة أخرى للفتوحات المكية، ينقلوها في الحاشية، لأنّه مؤدلجين، لا يستطيعون أن يقبلوها، تلك النسخة الثانية يتهمها بأنّها نسخة شيعية، أنا لا أعلم لماذا تسمّى هذا؟ لماذا إذا كانت مدحا لعلي صارت تسمّى نسخة شيعية، يقول فيها: > علي بن أبي طالب إمام العالم وسر الأنبياء جميعا <، إذن هنا يوجد جملة محذوفة، علي بن ابي طالب إمام العالم حذف، علي بن أبي طالب هو باطن الأنبياء جميعا، وسرهم باطنهم، ما معنى باطنهم؟ يعني ممدهم يعني رسول الله يأخذ الفيض من الله فيعطى لعلي وعلي هو الواسطة للفيض لباقي الأنبياء، هذه النسخة الثانية يقول فيها: > ذات النزعة الشيعية الواضحة< لأن فيها مدح لعلي، الآن لا اريد أن أدخل سجال مع علمين من أعلام التحقيق عثمان يحيى وإبراهيم مدگور، واقعا علمان من علماء التحقيق في المعارف العرفانيّة، ولكنّه أذكر للأعزة شاهدين واضحين أن النسخة الأصليّة كانت هي هذه الذي ذكروها في الحاشية، لا النسخة التي جعلوها في المتن، أين؟ أمامكم كتاب مفتاح الغيب لأبي المعالي صدر الدين محمّد بن اسحاق القونوي، بالأمس قلنا أن القونوي هو ربيب محيي الدين ابن عربي وهو ناشر أفكاره ونظرياته، وشارح هذا الكتاب يعني مفتاح الغيب هو محمّد ابن حمزة الفناري مصباح الأنس، فليكن في علم الأعزة، محمّد بن حمزة الفناري العثماني، تقول لماذا عثماني؟ لأنّه كان شيخ الإسلام في العهد العثماني، في المقدّمة بشكل واضح وصريح يقول أنّه بلغ هذا الإنسان مقام أنّه صار شيخ الإسلام يقول: > كان حسن السمت كبير الفضل كثير الإفضال وفي الأواخر افتخر من جانب السلطان بمنصب شيخ الإسلامي < إذن هو عثماني وشيخ الإسلام للسنة في العهد العثماني، انظروا ماذا يقول في شرحه لكلمات صدر الدين القونوي، قال في الفتوحات، يعني ينقل عبارة الفتوحات، يقول: > وأول ظاهر في الوجود وأقرب الناس إليه علي بن أبي طالب ثمّ سائر الأنبياء < هذه ثمّ محذوفة هنا، إذن سائر الأنبياء مقامهم بعد علي بن أبي طالب في ذلك العالم، الذي هو عالم الحقائق لا عالم الاعتباريّات الذي يتقدّم المفضول بتعبير ابن أبي الحديد يتقدّم المفضول على الفاضل. هذا كلام شيخ الإسلام العثماني أنّه في ذلك العالم أقرب الناس إليه علي بن ابي طالب ثمّ سائر الأنبياء.

    بل أكثر من ذلك تعالوا معنا إلى الشيخ داود القيصري، شرح فصوص الحكم بتحقيق شيخنا الأستاذ شيخ حسن زاده آملي، الجزء الأوّل، في صفحة 94، يقول: > كما قال أمير المؤمنين سر الأنبياء والمرسلين < من هو علي بن أبي طالب؟ لا الخليفة الأوّل، ولهذا هو قال عفطة عنز، بيّن قيمة الخلافة، قال: > هي عفظة عنز < هذا الذي أنا أريد أن أصححه في حركتي التصحيحية، هذا الذي أريد أن أعطيه لأئمتنا، هذه القراءة التي أقدمها، أين أنتم؟ أنا أتكلم بشيء لا سمح الله، يضرّ أو يكون ليس في نفع أئمة أهل البيت؟ بئس لمن يفكر هذا التفكير البائس، أنا أعقتد أن أئمة أهل البيت ظلموا حتّى عندما بحثنا أنّه هو الخليفة الأوّل أو الرابع؟ لقائل من أهل السنّة يقول أليس هو يقول بأنّه هي عندي عفطة عنز، إذن لماذا أنتم شغلتم التاريخ 1400 سنة هو أوّل أو رابع، هو يقول لا قيمة لها والواقع أنّها لا قيمة لها > إلّا أن أقيم حقّاً وأبطل باطلا < أئمتنا فوق هذا. طريقة البحث منهجية البحث مباني البحث مختلف وهذا هو القرآن الكريم، وأرجع وأقول الحركة التصحيحة موجّهة إلى هذه القراءة مع كلّ احترامنا للقراءة التي يقدمها المفيد والطوسي والتي يقدمها الصدوق والمجلسي وأعلامنا المعاصرين، وأنا من حقي أيضاً أقدم قراءتي واجتهادي ، أنتم انظروا إلى هذه القضيّة البسيطة الواضحة، الآن نحن كلّما ننقل في العقائد أو الفقه نقول قال الشيخ المفيد، قال الشيخ الطوسي، وأنتم تعلمون أن الشيخ الطوسي وفاته 460 من الهجرة والشيخ المفيد وفاته 413 من الهجرة، أين علماء مدرسة أهل البيت في القرون الأربعة الأولى؟ لا نذكر أسمائهم لأنّه بيني وبين الله هذان العلمان جاءا وأعطوا قراءتهم وطغت على تلك القراءات، لماذا يسمح للشيخ الطوسي أن يقدّم قراءته ولا يسمح لي ولأمثالي أن نقدّم قراءتنا ضمن الموازين العمليّة والقرآنية وهذه هي ميزة مدرسة أهل البيت أنّها قائمة على الحرية في الفكر على التجديد على تقديم القراءة الجديدة على تنوّع الاجتهادات وتقديمها، وهذه هي قوّة مدرسة أهل البيت. إذن أمير المؤمنين كما قال سر الأنبياء والمرسلين.

    وفي مورد ثاني يقول داود القيصري السني: > يؤيد ما نقوله أمير المؤمنين < من هو أمير المؤمنين؟ عرفه لنا، يقول: > ولي الله في الأرضين < أي قراءة هذه، الآن الخلافة تريد أن تجعلوني فيه أوّل رابع لا يهمني، لعلّه يعتقد بخلافة الأوّل وهو يعتقد، ولكنّه من حيث المقامات الوجوديّة وهنا كلمتي أقول إذا كان الأمر كذلك فممن ينبغي أن نأخذ الدين؟ ممّن هو أقرب الناس إلى الحقيقة المحمدية في ذلك العالم، الدين لابدّ أن يؤخذ من اولئك، قال: > ولي الله في الأرضين، قطب الموحدين علي بن أبي طالب في خطبة كان يخطبها أنا جنب الله الذي فرطتم فيه < داود القيصري يقول هذا الذي نحن الآن نقول لطلابنا في الحوزات العلميّة لا تقرأون عرفانه، هذا العرفان، > أنا جنب الله الذي فرطتم فيه وأنا القلم وأنا اللوح المحفوظ إلى آخره < هذا مقام أمير المؤمنين عند العرفاء.

    المقدّم: نستمع إلى المداخلات

    أبو محمّد من إيران: سلام عليكم… فيما يتعلّق بموضوع البحث أوّلاً أصله ممّا لا نقاش فيه مبدائيا أن الإسلام الأصيل لابدّ أن ينقّح لكن المشكلة في التطبيقات، هذا من جهة وأشرتم إلى الجرائم الإرهابية وأسندت هذه الجرائم إلى تلك الخلفية، اقول هذه الجرائم هي أجندات عدائية أمريكية صهيونية.

    المقدّم: نحن نتكلّم في البعد الديني لا السياسي.

    خضر من العراق: سلام عليكم… في هذا العالم عالم المادّة أو الناسوت الناس يسألون عن عقائدهم لا عن عالم الملكوت التي وصلت إليه عبقرية ابن عربي، وليس الناس مسئولين عن ذاك العالم، الناس ليسوا مكلفين أن نبحث عن تلك العوالم، لا أدري أي كانت عبقرية القيصري وابن العبقري يوم عينها الله ورسوله.لماذا نبحث عن تلك العوالم؟

    أبو محمّد من العراق: سلام عليكم… هل المطلوب منّا البسطاء أن نعتقد بما تعتقده أنت من برسول الله من إنسان كامل؟

    سماحة السيد: نعم عزيزي، يوجد هناك مجموعة من العقائد إن لم تعتقد بها لا تصل إلى الإيمان الحقيقي، كاعتقادك بعصمة الأئمة، تقول سيدنا أنا لا يوجد عندي دليل، نعم أنا مطلوب مني أن أعتقد بعصمة الائمة أو بهذه المقامات بالدليل وأنت يجب عليك أن تعقتد بها باتباع من له الدليل، ولذا نحن نقول لابدّ أن تكتب رسالة عقائدية أو فتاوى عقائدية الذي يستطيع أن يقيم الدليل، لابدّ أن يبحث مع الدليل والذي لا يستطيع يذهب إلى من بيده الدليل فيتابعه، أضرب مثال: الآن لو أسألك أهل الكتاب محكومون بالطهارة أو النجاسة؟ تقول والله مرجعي يقول طهارة أو نجاسة، أقول ما الدليل؟ تقول لا أعرف الدليل، ولكن مرجعك عندما يقول طاهر أو نجس يقول بالاجتهاد، في المحتوى الاعتقادي واحد كما انه لابدّ أعتقد بهذه أنت أيضاً لابدّ أن تعتقد بهذه ولكن أنا أعقتدها عن دليل واجتهاد وأنت تعتقدها عن رجوع واتباع لمن هو مجتهد.

    أمّا خضر أقول له أدعوه فليذهب إلى القرآن الكريم وكما قرأت الآية المباركة { وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها } هذه وقعت في الدنيا أو في ذلك العالم؟ الآن نقول الله ما عمله حتّى أتى بهذه وقصها علينا، أمور وقعت في ذلك العالم ونحن علينا برزقنا ومعاشنا وذهابنا وإيابنا. أمّا هذه الحقائق القرآنيّة وهو أنّه علم الآدم الأسماء كلّها، قال يا آدم أنبئهم باسمائهم، هذا لا بيان محيي الدين ولا بيان القيصري، هؤلاء لا أقول كلّ ما قالوا صحيح لا بل لهم أخطاء كأي عالم غير معصوم، ولكن فسّروا الآيات المباركة، فأنت إذا تريد أن تقول أنا أستغني عن القرآن، أنت وشأنكن كما تريد أن تستغني عن أمور كثيرة، أمّا أنا القرآن عندما يقول لي هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن، أريد أن أعرف ما هو الاسم الظاهر وما هو الاسم الباطن ومن يمثّل الاسم الظاهر ومن يمثّل الاسم الباطن.

    علي من الكويت: سلام عليكم… هل الرواية التي نزلت عندنا علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل هل هذه صحيح سندا؟ أو علماء أمتي أمناء الرسل.

    سماحة السيد: في جملة واحدة في مباحث الفقه في الحوزة العلميّة وقفت عند هذه الروايات سندا وتفصيلا ودلالة هذه أبحاث تخصصية موجودة هناك وليس هنا بحثها.

    المقدّم: شكرا لسماحة آية الله السيّد كمال حيدري.

    • تاريخ النشر : 2013/08/01
    • مرات التنزيل : 4631

  • جديد المرئيات