نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (95)

  •  أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قبل أن انتهي انتقل إلى بيان أهمّ النتائج المترتبة على نظرية العرض على كتاب الله هذا الذي قاله الشيخ المفيد بأنّه المقياس والمرجع هو القرآن في معرفة صحيح الحديث وتمييزه عن سقيمه فقط من باب الإشارة أشير إلى مورد واحد من الموارد التي وردت في كتاب (روح المعاني) للآلوسي، الآلوسي في ذيل هذه الآية المباركة وهي الآية 42 من سورة آل عمران وهي قوله: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ…} إلى آخر الآية يقول: >والذي أميل إليه أن فاطمة البتول عليها أفضل الصلاة والسلام أفضل النساء المتقدمات والمتأخرات من حيث إنها بضعة رسول الله ’ فاطمة بضعة مني، بل ومن حيثيات أخرى أيضاً ولا يعكر على ذلك قد يقول قائل بأنه هذه الدعوى يوجد لها مانع يقول لا ولا يعكر على ذلك الأخبار السابقة، يعني: الأخبار السابقة الدالة على مقام مريم، لجواز أن يراد بها أفضلية غيرها عليها من بعض الجهات من قبيل أن الله سبحانه وتعالى أعطى مريم من غير زواج ونحو ذلك بعض الجهات وبحيثية من الحيثيات وهذا يعني الذي أميل إليه أن فاطمة أفضل التفت إلى هذه العبارة مهمة كثيراً وأحفظها وهذا سائغٌ حتى على القول بنبوة مريم أيضاً لأنه هناك قول قوي يقول أن مريم نبي من الأنبياء يقول حتى لو سلمنا الروايات الدالة على نبوتها ففاطمة ماذا؟ لا يعترض علينا معترض كيف تفضلون من ليس بنبي على ماذا على نبي، هذا رجلٌ من كبار علماء السنّة بلا إشكال يعني على المباني المتعارفة الرجل ماذا عالم سني انظروا في ذيل آية أكملت لكم ماذا يفعل بالشيعة لا يرحموهم واقعاً انظروا في ذيل هذه الآية من سورة المائدة مفصل عشرات الصفحات يناقش بأن الشيعة استدلوا بهذه على إمامة وخلافة عليّ بن أبي طالب ويرد عليهم أولاً ثانياً إلى آخره، مقصودي بأنه كتابه يقول أنّه ماذا على المباني العامة هو رجلٌ سنّي ولكن مع ذلك يقول: أن فاطمة أفضل من مريم حتى لو كانت مريم ماذا قد وصلت إلى مقام النبوّة، بأي دليل يقول: إذ البضعية من روح الوجود وسيد كل موجود لا أراها تقابل بشيء، يعني ماذا رسول الله روح الوجود نسبة روحك إلى بدنك ماذا؟ يعني لولا الروح توجد حياة في البدن أو لا؟ يقول: الوجود كله بدنٌ وروحه من وحياته هو ’ وفاطمة بضعة من روح الوجود وليست بضعة من بدن وجسد رسول الله، الآن أذهب ابحث عن الذين كتبوا عن الزهراء شيعة وسنّة انظر من الذي عبر هكذا تعبير عن سيدة نساء العالمين طبعاً إذا نظرت إلى هذا بعد هذه البضعية ليست بضعية مادية وإنما بضعية معنوية وإذا صارت معنوية أيضاً لها دورٌ في نظام هذا الوجود سيدة نساء العالمين بعد ليس فقط دورها دور أن ولدت الحسن والحسن وكانت زوجة أمير، أو كانت… لا… لا… القضية عميقة جدّاً، قال: إذ البضعية من روح الوجود وسيد كل موجود لا أراها تقابل بشيء وأين الثريا من يد المتناول، أصلاً الزهراء سلام الله عليها هو يقول: أنا وأمثالي أين حتى نستطيع أن ننال هذا المقام. الآن أنت هذا يصير ناصبي وذاك الذي يقول مولانا لطمت على وجهها إذا ما لوطمت تصبح … ما هذه عزيزي. هذه المعارف الأساسية، وتلك المعارف إن ثبتت فنقبلها ولكنه لا ثبوتها يرفع من مقامها ولا عدم ثبوتها ينقص من ماذا؟ من مقامها. ولكن مع الأسف الشديد ثقافتنا الشيعية جعلت كل المقام أين ينحصر، ينحصر في الكسر والإسقاط والضرب فإذا جاء شخص وقال: إن هذا غير ثابت، أو محلّ كذا. كأنه انتهك ماذا؟ لأنّه ملخص الزهراء أين في هذه الأمور الثلاثة. طبعاً أنا لست لدي شك بهذا بل لعله أكثر من هذا حصل. ليس لدي شك في هذا، لكن أريد أن أقول المعيار لا يجعل تلك القضايا المعيار هذا. ثم هو يقول: ومن هنا يعلم أفضليتها على عائشة الذاهب إلى خلافها الكثير، الكثير من علماء السنّة إلى أن عائشة ماذا؟ أفضل من سيدة النساء محتجين بقوله: خذوا ثلثي دينكم من الحميراء، قلنا بالأمس خصوصية هذه النسخة في الحاشية يقول: هذا حديثٌ باطلٌ كما ذكر ابن القيم في المنال المنيف وقال الملا علي القاري في المصنوع لا يعرف له أصل، وقال ابن حجر لا أعرف اسناداً ولا رأيته في شيء من كتب الحديث إلا في النهاية لابن الأثير ينظر كشف الخفاء لابن عجم. أصلاً فد تحقيق أنت تحتاج لعدة أيام حتى تصل إلى هذه النتيجة هو مباشرة أغناك الطريق وإذا وجدت أحد يستدل بهذا بعد ماذا؟ تقول له حديثٌ لا أصل له، ماذا خذوا دينك من عائشة من أين هذا لا أصل له، على أي حال. وقوله على الصلاة والسلام: >فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام<. هذه رواية من رواياتهم المعروفة وبأن عائشة يوم القيامة في الجنة مع زوجها رسول الله ’ وفاطمة يومئذٍ مع زوجها عليٍّ وفرقٌ عظيم بين مقام النبي ومقام عليٍّ إذن عائشة فوق فاطمة سيدة نساء العالمين، هذه استدلالات القوم. يقول وأنت تعلموا ما في هذا الاستدلال، لماذا يقول؟ أما:

    أوّلاً: فلأنّ قصارى ما في الحديث الأوّل (حديث ثلثي دينكم) على تقدير ثبوته (إذن ملتفت) إثبات إنها عالمةٌ إلى حيث يأخذ منها ثلثا الدين، وهذا لا يدل نفي العلم المماثل لعلمها عن بضعته عليها الصلاة، لأنّ إثبات شيءٍ لا ينفي ما عداه. أما لماذا لا يقول هذا في حق الزهراء، قال: ولعلمه أنها لا تبقى بعده زمناً معتداً به يمكن أخذ الدين منها فيه لم يقل فيها ذلك، ولو علم لربما قال خذوا كلّ دينكم عن الزهراء، إذا تردون طريق النجاة فلابد أن يمر على صراط سيدة النساء وعدم هذا القول (أي: هذا الذي لم يصدر في حق الزهراء) في حق من دل العقلُ والنقل على علمه لا يدل على مفضوليته، يقول العقل والنقل دال على أن الزهراء سلام الله عليها لها هذا المقام، الآن أنا لست أدري ماذا كان في ذهن العلامة الآلوسي عندما يقول العقل والنقل دال على ذلك. بعد إشكال آخر وإلا كانت عائشة أفضل من أبيها، هذا بيانكم يلزم أن ثلثي دينكم، لكن أبو بكر لم يروى عنه هذا القدر من الأحاديث فإذا كان على كثرة الأحاديث إذن يلزم أن تكون عائشة افضل من أبيها لأنّه لم يروى عنه في الدين إلا قليل، طبعاً في جامع السنن لابن كثير نقل عن عائشة ما يتجاوز 3000 رواية ونقل عن عليٍّ 900 رواية، ليكن في علمكم عندما يقول هذا لكثرة لبثه وقلة غائله على أن قوله عليه الصلاة إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله تعالى وعترتي ولا يفترقان حتى يردا عليه الحوض يقوم مقام ذلك الخبر وزيادة، إذا صار البناء على المقامات فحديث الثقلين ليس فقط يوازي ذاك بل يوازيه وزيادة كما لا يخفى كيف لا وفاطمة سيدة تلك العترة وفي العترة من ليس فقط حسن وحسين عليٌّ في العترة، بعد…

    ثانياً: فلأن الحديث الثاني معارضٌ (أي: هذا الثريد) بما يدل على أفضلية غيرها عليها فقد أخرج فلان وأخرج فلان وأخرج فلان يقول بل هذا الحديث أفضل وأظهر في الأفضلية وأكمل في المدح عند من انجاب عن عين بصيرته غين التعصب والتعسف. يقول الذي غير متعصب وغير متعسف يعرف أنه مثل هذه الأحاديث لا يمكن أن أمام فضائل الزهراء سلام الله عليها بل آخر المطاف سوف ترون ماذا يقول. يقول وبعد هذا كله الذي يدور في خلدي أن أفضل النساء فاطمة ثم أمها ثم عائشة بل لو قال قائلٌ إن سائر بنات النبي أفضل من عائشة ما أرى عليه بأس، ليس فقط فاطمة، فاطمة غير قابلة للمقايسة ولكن باقي بنات النبي إن ثبت أنه له بنات أخرى فلا يمكن أن تفضل عليها عائشة، ولذا ابن كثير في البداية والنهاية المجلد 4 تحقيق الدكتور عبد الله بن عبد المحسن تركي، دار عالم الكتب الطباعة والنشر ج4 ص321 هناك عنده بحث مهم في هذا المجال ومفصل، يقول: وهذه مسألة (يعني التفاضل بين عائشة وبين سيدة النساء) وهذه مسألة وقع النزاع فيها بين العلماء قديماً وحديثاً وتجاذبها طرفا النقيض أهل التشيع وأهل التسنن. فأهل التشيع لا يعدلون بخديجة أحداً من النساء لسلام الرب عليها وكونها… وكونها… وأما أهل السنّة المقايسة ليست بين فاطمة وبين عائشة بين خديجة وبين زوجات النبي وأما أهل السنة فمنهم من يغلو أيضاً ويثبت لكل واحدةٍ منهن من الفضائل ما هو معروفٌ ولكن عبارته كثيراً ألطف من عبارة الآلوسي، يقول: ولكنهم تحملهم قوة التسنن على تفضيلِ عائشة، يعني قوة التعصب وإلا قوة التسنن ما هي ليس لها معنى. ملتفت أن أهل السنّة يفضلون بدليل أم لا؟ بالنسبة إلى خديجة فما بالك بسيدة نساء العالمين.

    جيد، ولذا كانت نصيحتي بالأمس هذا روح المعاني من الكتب الأساسية التي تكون في مكتبة الطلبة، ويراجعوا الآية بودي أن عندما يراجعون نفترض الميزان أو عندما يراجعون أي تفسير آخر من تفاسير الشيعة نتصور العمل في أغلب الأعزة يراجعون تفسير الميزان للشيعة. في الضمن أيضاً يراجعون روح المعاني للعلامة الآلوسي. جيد، نرجع إلى أصل البحث…

    إلى هنا ثبت لنا أن أحاديث العرض على الكتاب، طبعاً إلى الآن ما تكلمنا في المضمون، وإنما نتكلم: أولاً في صدور هذه الروايات والموانع الموجودة لها. الآن نريد في المقام الثاني إن صح التعبير الفصل الأول كان في صدورها صادرة أو ليست صادرة الفصل الثاني أنه هل هناك موانع تمنع من العمل بها أو لا الذي وقفنا عند المانع الأول المانع الثاني المانع الثالث إلى آخره…

    الفصل الثالث: ما هي أهم النتائج المترتبة على أحاديث العرض.

    النتيجة الأولى ولكن قبل بيان النتيجة الأولى لابد أن نعرف هذه المقدمة التأصيلية وهي هل أن روايات العرض على الكتاب مختصة بوجود معارضٍ للرواية حتى نعرض الرواية على الكتاب أو لا أعم أي رواية لابد من عرضها على الكتاب. أيٌّ منهم، أعيد الآن روايات العرض وردت، هل أن روايات العرض تقول إذا جاءت رواية وكان لها معارضٌ فاعرضوهما على كتاب الله يعني يكون القرآن مرجحاً ومن الواضح موضوع الترجيح إنما يكون في فرض التعارض ومع عدم التعارض فلا موضوع للترجيح. هل هي مختصة بفرض التعارض بين الروايات أو لا أعم، أعم من أن يكون معارض أو لا يكون، أيُّ روايةٍ دقة باب فهمنا فعلينا أولاً قبل العمل أن نعرضها على كتاب الله وهذا الذي قرأناه من كلمات الشيخ المفيد قال أساساً روايات كذا الآن لا أريد أن أنقل كلمات الأعلام، ما هو قول الأعلام الجواب يوجد اتجاهان:

    الاتجاه الأول: وهو الاتجاه السندي وهو الذي بنى عليه السيد الخوئي ومن تبعه من تلامذته، هؤلاء قالوا: أساساً لا معنى لعرض الرواية على الكتاب بعد صحة سندها وعدم وجود المعارضة أن نعرضها على كتاب الله لأن المدار على القبول وعدم القبول هو صحة السند ومع فرض صحة السند وعدم وجود المعارض يعني تمامية المقتضي وارتفاع المانع إذن نعمل بالرواية ولا نحتاج إلى العرض على الكتاب، أبداً من هنا صرحوا أن روايات العرض إنما هي أين في المرجحات، ولذا تجدون قلنا أن باب التعارض عندنا يبدأ من منهجٍ والتعارض عند المنهج السندي يبدأ بمنهج آخر، ولذا وجدتم أنهم جعلوا آلاف الخطوة الرابعة الخامسة بعد ذلك. قالوا أوّلاً نثبت صحة الرواية فإذا ثبت نبحث لها معارض أو ليس لها معارض هذا التسلسل الذي سرى عليه التعارض المعاصر عندنا، أوّلاً نبحث عن السند إن كان صحيحاً عملنا به وإن كان له معارض ننتقل إلى المرحلة الثانية نقول يمكن الجمع العرفي أو لا يمكن الجمع العرفي يعني إذا كان بينهما عموم وخصوص اطلاق وتقييد حاكم ومحكوم وارد ومورود وغيرها وغيرها… ماذا نفعل نجمع بين روايتين فإذا تعارضوا واستقر التعارض عند ذلك ننتقل إلى ماذا إلى المرجحات فمن المرجحات العرض على الكتاب، أما نحن أو المنهج المضموني ماذا يقول؟ بمجرد أن تقرأ الرواية أول خطوة ماذا تفعل تعرضها على كتاب الله، إذن الفارق جوهري بيني وبين القوم يعني بيني وبين هذا المنهج المتعارض في مدرسة النجف وتلامذة مدرسة النجف ولذا تجدهم صرحوا بشكل واضح وصريح، السيد الخوئي قدس الله نفسه في مصباح الأصول التي هي تحقيق نشر الفقاهة المجلد 3 ص447 باب بيان المرجحات المنصوصة وترتبيها، واضح. إذن الترجيح بالكتاب أو مخالفة العامة أول خطوة أو ثالث أو رابع خطوة أوّل مرحلة أو ثالث ورابع مرحلة فإذا سألوك والكثير يسأل: ما هو منهج السيد الحيدري في باب التعارض، بيني وبين الله منهج القوم المعاصرين أن العرض على الكتاب المرحلة الثالث أو الرابعة أما منهجنا أوّل مرحلة ولذا يأتي في ص447 يقول: وأما موافقة الكتاب ومخالفة العامة فلا ينبغي الإشكال في أن كلاً منهما مرجحٌ مستقل. ما معنى مرجح مستقل؟ يعني في فرضي، وإلا مع عدم التعارض هل يوجد مرجح أصلاً لا يوجد تعارض سالبة بانتفاء الموضوع لا يوجد معارض حتى نحتاج إلى مرجح ثم يأتي يقول: فالذي تحصل ممّا ذكرناه أن المرجح المنصوص منحصر في موافقة الكتاب ومخالفة العامة وأنه لابد في مقام الترجيح من ملاحظة موافقة الكتاب أولاً ومع عدمها يعتبر الترجيح بمخالفة العامة ولو لم يكن في أحد المتعارضين شيء من المرجحين إذن البحث أين؟ في المتعارضات وليس مطلقة يؤخذ بأحدهما تخييراً لو دلة دلالة الأخبار وهكذا جملة من تلامذته السيد الشهيد محمد صادق هناك بشكل واضح في بحوث في علم الأصول المجلد 7 تقريرات السيد الهاشمي ص314 هذه عبارته، يقول: المسألة الثانية حكم التعارض المستقر من زاوية الأخبار الخاصة، يعني المسألة الأولى حكم التعارض المستقر بين الروايات بلحاظ القواعد العامة ماذا يقتضي التساقط التخيير أيٌّ، الآن المسألة الثانية حكم التعارض بلحاظ الأخبار الخاصة، ما هي الأخبار الخاصة؟ القسم الأوّل أخبار الطرح، ما خالف كتاب الله فهو زخرف لم يقل، إذن موضوع البحث أين؟ بعد أنت أعرف. بعد أن اتضح فيما سبق مقتضيات بدليل الحجية العام في موارد التعارض بين الأدلة تنتهي النوبة إلى دراسة حالات التعارض من زاوية الأخبار الخاصة، إذن موضوع الروايات الدالة على العرض موضوعها ما هو؟ هذا المعنى. طبعاً من الأعلام الذين ذكروا ذلك كصاحب الحدائق وغيره… والأخوة إذا أرادوا أن يراجعوا هذا البحث في مقدمات الحدائق وأنا الأعزة مراراً ذكرت هذه القضية: أن يطالعوا كتاب الحدائق، وهو من الكتب المهم لأنه فيه منهجٌ غير المنهج الأصولي المتعارف عندنا، يعني هو منهج لا أريد أن أقول الأخباري المحض ولكنه هو المنهج الأخباري ذات الصبغة الأصولية ولذا هو اضطر في مقدمة كتاب الحدائق ماذا؟ لأن الإخباريين لا يعترفوا بعلم الأصول فماذا بحثوا، هذه 170 صفحة مقدمات، أنت عندما تقرأ المقدمات ترى المسائل الأصولية لكنه لا يريد أن يسميها علم الأصول، غير مهم، نحن مشكلتنا ليست في الاصطلاح، ما هي الأبحاث، كثيراً عندما ترجع إليهم في مقدمة ومفيدة أيضاً، المقدمة مثلاً احتجاج في حجية الاستصحاب ودفعه، تقسيم الدلالة إلى منطقية ومفهومية، الملازمة بالنسبة إلى مقدمة الواجب قياس الأولوية، منصوص العلم، هذه مسائل ماذا؟ مسائل أصول لكن سماها ماذا؟ سماها المقدمات، ليس مهم الآن. هروب من الاسم ووقوعاً في المسمى. جيد.

    هناك في ص109 من المقدمات أرجع وأقول طالعوا كتاب الحدائق من أوله إلى آخره وبالدقة. قال: الذي ظهر لي من الأخبار وعليه اعتمد وبه اعمل أنه متى تعارض الخبران فالواجب أولاً العرض على الكتاب العزيز. إذن موضوع العرض على الكتاب متى يعرض الحديث على الكتاب عند التعارض بينهما هذا هو الذي اختاره الآن جملة من هؤلاء الأعلام. في قبال هذا الاتجاه الاتجاه الآخر، وهذا هو من مميزات أو من الفوارق بين الاتجاه السندي في قبول الرواية والاتجاه المضموني والمتني في قبول الرواية أما على الاتجاه الآخر يقول: لا، الخطوة الأولى عرض الرواية على الكتاب؛ لمعرفة أن هذا المضمون موافق أو مخالف؟ هذا على مقتضى القاعدة. لماذا؟ لأن المنهج ليس منهجاً سندياً بل المنهج منهجٌ مضموني وأنا أريد أن أبحث أنه صدر أم لم يصدر وكيف أميّز ذلك، أنظروا هذه العبارة مرةً أخرى للشيخ المفيد قدس الله نفسه التي قرأناها في درس الفقه، قال: وكتاب الله مقدمٌ على الأحاديث والروايات وإليه يتقاضى في صحيح الأخبار وسقيمها وليس فيما عارضها لترجيحها على غيرها أبداً ولذا أنا ادعائي قلت: أن هذا هو المنهج الذي أسير عليه هو منهج أساطين الطائفة هذا هو المنهج الذي طرح أخيراً ليس منهج أساطين الطائفة فهو الحق دون ما سواه. سؤال: ما هو الدليل؟ الآن أنت ذكرت الاتجاهين الاتجاه السندي والاتجاه المضموني مقتضى القاعدة هو هذا يعني لو كنا لو لم يوجد عندنا أيضاً دليلٌ مقتضى القاعدة على الاتجاه السندي أن يكون العرض بعد التعارض. ومقتضى القاعدة على الاتجاه المضموني أن يكون العرض أوّل خطوة أوّل مرحلة لا المرحلة الثالثة أو الرابعة. ومع ذلك كله ما هو مقتضى الأدلة الخاصة؟ تعالوا معنى إلى الأدلة الخاصة هذا هو الوسائل تعالوا إلى روايات العرض في روايات العرض على الكتاب هناك مجموعة من الروايات أقرأها:

    الرواية الأولى: وهي الرواية العاشرة من أبواب صفات القاضي من كتاب القضاء الباب التاسع وجوه الجمع بين الأحاديث رقم الرواية 33343، قال قال رسول الله: >إن على كل حقٍّ حقيقة وعلى كل صوابٍ نورا فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه<، ما موصولة ابهامية تعارض لا أعم سواء وجد تعارض أو لم يوجد فما وافق كتاب الله فخذوه كان له معارض أو لم يكن، كان له مخالف أو لم يكن.

    الرواية الثاني: وهي الرواية 12 وهي رواية صحيحة السند من نفس الباب، الباب التاسع وجوه الجمع من أبواب صفات القاضي، عن أبي عبد الله الصادق، قال: > ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرفٌ< لا أتصور عبارة أوضح وأصرح في ذلك.

    الرواية الرابعة عشر وهي أيضاً رواية معتبرة سنداً (طبعاً أن كل هذه الروايات بالنسبة إلينا باعتبارها نحن نتكلم بالمنهج المضموني كلها معتبرة وليس مبنانا المنهج السندي ولكن حتى فرضنا المنهج السندي فالرواية ما هي؟ يعني الرواية 12 معتبرة صحيحة السند، الرواية رقم 14 أيضاً معتبرة) الرواية سمعت أبى عبد الله الصادق يقول: >كلُّ شيءٍ مردودٌ إلى الكتاب< هم كل وهم شيء، بعد عندك أنت تعبير أكثر دال في العموم والشمول من كل شيءٍ {…اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ…} (الرعد: 16)، بعد لا يمكن استثناء شيء، يعني هذه واقعاً من العمومات والاطلاقات التي تأبى ماذا، لا يقول سيدنا توجد رواية. نقول نعم، أولاً هذه مثبتات والمثبتات لا تنافي بينها وثانياً واقعاً من العمومات التي تأبى التقييد والتخصيص.

    الرواية الثالثة: وهي الرواية 15خطب النبي ’ بمنى، فقال: أيها الناس ما جاءكم عني، كل ما جاءكم عني، سيدي يا رسول الله له موافق معارض لا لا أبداً معارض ليس له… الخطوة الأولى عندما يطرق سمعك حديث أذهب إلى كتاب الله ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله.

    الرواية الثامنة عشر، عن الإمام الباقر: إذا جاءكم عنا حديث، كلها عبارات واضحة بلا ريب، فوجدتم عليه شاهداً أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به وإلا فقفوا عنده ثم ردوه إلينا حتى يستبين لنا.

    الرواية الأخيرة وهي الرواية 37 من هذا الباب وعموم الروايات بهذا المضمون، عن الباقر: انظروا أمرنا وما جاءكم عنى فإن وجدتموه للقرآن موافقاً فخذوا به وإن لم تجدوه موافقاً فردوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وروده إلينا.

    هذا على مستوى روايات مدرسة أهل البيت.

    على مستوى روايات السنّة أيضاً سنقرأ بعض الروايات التي صححنا سندها إن شاء الله ثم ندخل إلى النتيجة الثانية. والحمد لله رب العالمين.

    • تاريخ النشر : 2013/08/25
    • مرات التنزيل : 1354

  • جديد المرئيات