نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة(112)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    اتضح لنا بأنه في مرحلة من مراحل عملية الاستنباط الفقهي نحن نحتاج إلى مرجعية القرآن طبعاً على مبنانا نحن نحتاج إلى مرجعية القرآنِ من أو مرحلةٍ في جميع المعارف الدينية سواءً كانت العقائد أو الأخلاق أو الفقه الأصل، ولكن حتى لو تنزلنا وبنينا على مباني جملة من الأعلام المعاصرين فإنه في مرحلة من المراحل وهو تعارض الأدلة لابدّ من عرض الرواية على ماذا؟ على القرآن الكريم، ولكن لكي يمكن العرض على القرآن لابدّ من فهم القرآن. هنا لا بأس بالإشارة إلى ملاحظة وهي: أنّه لابدّ من التمييز جيداً بين تفسير القرآن وبين فهم القرآن. عندما يطلق التفسير كاصطلاح يراد من التفسير يعني الألفاظ والمفاهيم والظواهر الموجودة أمامنا. هذا القرآن نزل بلسان عربي مبين {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الزخرف: 3) هذا القرآن العربي إذا أردنا أن نستوضح منه مراد المتكلم هذا يسمى تفسير. التفتوا جيد التفسير يختص بهذه المرتبة من القرآن {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، ولكن هذا فقط له هذه المرتبة من الوجود أو له مراتب وجودية أخرى صريح القرآن يقول: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} (الزخرف: 4) أقل ما يقال في القرآن أنّه له مرتبة بعنوان أنّه عربيٌ مبين وله مرتبة بأنّه عليٌ حكيم تلك المرتبة ليست منفكة عن هذه المرتبة وهذه المرتبة ليست مباينة لتلك المرتبة فإذا أراد الإنسان الباحث أن يقف على المراد الحقيق للقرآن بكل مراتبه هذا بعد لا يسمى تفسير وإنما يحتاج إلى التأويل أيضاً. إذن مجموع التفسير والتأويل هو فهم القرآن.

    إذن أعزائي ليس كل تفسيرٍ فهم للقرآن لا… لا… أبداً ولكن كل فهم للقرآن هو تفسير. ولذا نحن عندما كتبنا الكتاب كتبنا أصول التفسير والتأويل، هذا كتابنا الذي قديماً الذي هو بقلمي أيضاً وليس تقرير، أصول التفسير والتأويل الذي ينتج فهم القرآن.

    إذن أعزائي لكي يأخذ علم التفسير (خلو ذهنكم جيد يمي) هذا إن شئت أن نقتصر على اصطلاح القول، أو يأخذ علمُ فهم القرآن. بعد اتضح الفرق بين التفسير وبين الفهم لكي يأخذَ علمُ التفسير أو لكي يأخذ علمُ فهم القرآن موقعه الطبيعي كمرجعيةٍ أساسية في جميع المعارف نحتاج إلى علمِ أصول التفسير أو نحتاج إلى علمِ أصولِ فهم القرآن. ما أدري هل قدرت على توصيل المطلب إلى أعزائي، كيف؟ فإنّه كما أن علم الفقه (الفقه الأصغر) عندما أقول الفقه متبادر إلى الأذهان ماذا أريد كما أن علم الفقه لم يأخذ رشده ونضجه وتكامله إلا بعد أن أسس له علم أصول الفقه كذلك أعزائي فإنّ التفسير وفهم القرآن لا يبلغ رشده ونضجه وكماله في حوزاتنا العلمية إلا أن يؤسس له ماذا؟ علم أصول التفسير وعلم أصول فهم القرآن الذي اصطلحت عليه بمنطق ماذا؟ بمنطق فهم القرآن. لست أدري إلى هنا واضح المطلب.

    إذن أعزائي: هذه القضية لابدّ أن تتضح أمامنا كاملاً وهو أنّه إذا أردنا لعلم التفسير أو لعلم فهم القرآن أن يتطور ويتكامل ويأخذ موقعه الطبيعي فلا طريق لنا إلا إلى علم أصول التفسير وعلم أصول فهم القرآن وإلّا يبقى هذا العلم ساذجاً، يعني يعيش الحالات الأولى التي كان يعيشها الفقه الإمامي قبل أن تنضج النظريات الأصولية. أنتم الآن لو ترجعون إلى فقه المتقدمين وقيسوهُ إلى فقه المتأخرين بل المعاصرين تجد الفاصلة العلمية كبيرة جداً، ما هو السبب؟ السبب أنّه في ذلك الزمان علم أصول الفقه لم يتطور بعد، أما في هذا الزمان أخذ علم أصول الفقه موضعه وواقعه الطبيعي. ولهذا أعزائي إذا أردنا لهذا العلم أن يأخذ موقعه الطبيعي فلا طريق لنا إلّا إلى علم الأصول، يعني كما أنّه جنابك الآن تضع من عمرك المبارك والشريف ثلاثين عام عشرين عام خمسة عشر عام لا أعلم الله يعلم على الأقل في المقدمات وفي السطوح العالية على الأقل تحتاج سبعة إلى عشر سنوات وبعد ذلك تنتقل إلى بحث الخارج على الأقل خمسة إلى عشر سنوات هذا إذا لم تحضر بعض أعلامنا الذي يقول لابدّ أن تحضر خمسة وثلاثين سنة أصول. لا أخذت دورة ذات ست أو سبع سنوات على الأقل خمسة عشر عام إلى عشرين عام تدرس ماذا؟ ما تدرس الفقه وإنما تدرس علم أصول الفقه بعد ذلك تكون مهيئاً للاجتهاد في العملية الفقهية كذلك في التفسير، ولذا أنا عندما أأخذ أي تفسير من التفاسير، وهذه تنفعكم كثيراً أي تفسير من التفاسير انظر إليه بأنّه يوجد له علم أصول أو لا يوجد، إن لم يكن اعلم أن هذا مفسر أو غير مفسر كما أنّه الآن في الفقه كذلك إذا لا توجد لديه مباني أصولية تعتمد على مبانيه الفقهية أو لا تعتمد. تقول لا هذا لا يدري ما هي القضية. من هنا أريد أن أقف عند مفردتين أساسيتين من مفردات علم أصول التفسير أو من مفردات علم أصول فهم القرآن يعني منطق القرآن:

    المفردة الأولى: هي مفردة المنهج المتبع في فهم القرآن، هذا الذي الآن يصطلح عليه بمناهج تفسير القرآن، ما هو المنهج؟ كما أنت جنابك في الفقه عندك منهج. ما هو منهجك؟ تقول: بأنّه الرواية أوّلاً لابدّ أن انظر إلى سندها، أما الأخباري ينظر إلى السند أو لا ينظر إلى السند، إذن أنت يختلف منهجك عن منج الأخباري هذه قاعدة تستند إليها أنت من منهجك أن ظواهر القرآن حجّة هو من منهجه أن ظواهر القرآن حجّة أو ليس بحجّة؟ ليس بحجّة هذا اختلاف منهجي. إذن المفردة الأولى هي المنهج المتبع في فهم القرآن في تفسير القرآن، ما هو المراد من المنهج (فقط إجمالا والأعزة يراجعون) في منطق فهم القرآن الجزء الأوّل صفحة 41: ما هو المنهج؟ أقول: المنهج طريقة الاستدلال المعتمدة في الاستدلالي على أو للوصولي إلى المطلوب. عندك مجهول تريد أن تصل إلى أن تجعله معلوم كما في المنطق ما هو المنهج الذي تستند إليه؟ تستند إلى الرواية تستند إلى البرهان… إلى ماذا تستند إلى العقل يعني المعطيات العقلية تستند إلى التجربة إلى ماذا تستند إذن ما هو المنهج؟ الطريقة والكيفية المعتمدة في الاستدلال على إثبات المطلوب، طبعاً في أي دائرة معرفية أنت تحتاج إلى منهج. في الفقه تحتاج في الأخلاق تحتاج في التأريخ تحتاج في علوم الاجتماع تحتاج في العلوم الإنسانية تحتاج في العلوم التجريبية تحتاج في العلوم الطبيعية تحتاج، نحن كلّ واحد له منهجه الخاصّ لا يمكن أن تتنقل من منهج إلى منهج مع أن الموضوعات ما هي مختلفة أو واحدة في كلّ دائرة معرفية أنت في الرتبة السابقة لابدّ أن تعين ما هو منهجك، الأعزة يتذكرون الآن نحن علم الرجال في بحث الفقه في الرجال السيد الخوئي أنّه بنى في القبول ما هو السند نحن وافقنا على هذا المنهج أم لم نوافق لم نوافق على هذا المنهج هذا المنهج يختلف عن هذا المنهج, ومن هنا جاءت هذه المناهج المعروفة التي هي كثيرة ولكن أنا أشرت إليها إجمالاً (لمن يريد أن يراجع) في ص48 من ج1 منهج تفسير القرآن وهو الذي يحاول السيد الطباطبائي أن يعتمده في جميع تفسيره. منهج التفسير الروائي وهو الذي كتب على أساسه البرهان وكتب على أساسه الثقلين وكتب على أساسه تفسير القرآن لابن أبي حاتم للسنّة وكتب على أساسه الدر المنثور للسيوطي وهكذا… طبعاً إذا تريدون تفسير الروائي للسنّة فخذوا تفسير ابن أبي حاتم وليس الدر المنثور لأنّه ابن أبي حاتم ناقل في تفسيره الذي يتكون من عشرة مجلدات سبعة وثلاثين ألف رواية السيوطي لخص ذلك الكتاب أخذ منه 17 أو 19 ألف رواية ووضعها في هذا الكتاب وخالط خلطاً كثير بين الضعيف الصحيح والمعقول والموضوع وووو إلى غير ذلك. ذاك التفسير الأساسي تفسير المتوفى 310 من الهجرة مهم كثيراً، يعني كان معاصر لزمن الأئمة بخلاف السيوطي في القرن العاشر، على أي نحو ….

    التفسير العقلي، ما معنى التفسير العقلي؟ ليس بقوة العقل تفهم القرآن، الجميع يفهمون القرآن بقوة العقل وإنما ماذا؟ يعني تحاكم الآيات في ضوء المعطيات العقلية، ابن سينا عنده مجموعة من القواعد العقلية، هذه القواعد العقلية إذا جاء إلى القرآن الكريم وجد أن ظاهر الآية لا مع القاعدة العقلية يرفع اليد عن القاعدة أو يرفع اليد عن الظهور القرآني؟ عن الظهور القرآني يقول لأنّ هذا ظنيٌ وذاك قطعيٌ وكلما تقاطع ظنّيٌ مع قطعيٌ يقدّم القطعي وهكذا، وهذا هو الذي يسمّى التفسير الفلسفي، ما معنى الفلسفة؟ الفلسفة هي التي تتعامل مع معطيات العقل منتوجات عقلي، التفسير العلمي التجريبي الذي تفسير الجواهر للطنطاوي مكتوبٌ على المعطيات العلمية، التفسير الاشاري الرمزي الذي عموم العرفاء يذهبون بذلك الاتّجاه هذه مجموعة طبعاً قد وعدت الأخوة إن شاء الله سوف يصدر لي كتاب مناهج تفسير القرآن هذه المناهج الخمسة أو الستة كاملتاً مبينة بالشكل الذي يحتاج إليها الطلاب (الأعزاء) التفتوا جيداً، ما هو منهجنا فتوى هذه فتاوى هذه وإلّا التفاصيل تراجعونها فتاوى ما هو تفسير منهجنا المنهج الذي نختاره أشرنا إليه في ص65 من الكتاب عبرنا عنه المنهج الجامع يعني ماذا يعني بيننا وبين الله نحن نجد أنّ الآية إذا أمكن تفسيرها قرآنياً فنتبع منهج تفسير القرآني بالقرآن أما إذا لم يمكن ذلك كما أنّه لو فرضنا أنّ الآية لم ترد في القرآن إلّا مرة واحدة الموضوع لم يتعرّض له القرآن في مواضع متعددة حتى استطيع أن استشرف هذه الآية من خلال آيات هو مرة واحدة {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} (البقرة: 255)، سؤال: أين ورد لفظة (الكرسي) في القرآن؟ لم يرد إلّا في هذه الآية كيف استشرف استعين بآيات أخرى لتوضيح القرآن يفسر بعضه بعضا إذا تعرض القرآن له في مواضع متعددة أما إذا لم يتعرض كيف يمكن تطبيق ذلك ولذا نحن في كلّ موضوعةٍ قرآنية نجد المنهج الأنسب لها فقد نختار منهج تفسير القرآن بالقرآن وقد نختار منهج تفسير القرآن بالعقل وقد نختار منهج تفسير القرآني بالتجربة تقول علي أي أساس ما هو الضابط. نقول الموضوعة ما هي إذا كانت الموضوعة عقلية {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (الأنبياء: 22) هذه قضية عقلية إذن لابدّ أن تحاكم في العقل لا بالنقل، لو كانت القضية تجريبية قضية طبيعية قضية تنالها التجربة نعم أذهب إلى التجربة لفهم الآية ولهذا أنتم الآن نحن ضد نظرية الأُحادية في المنهج إذا صار هذا منهجك بعد خلص لا عزيزي، ولذا، وهو المنهج الجامع لجميع المناهج المعتبرة فإذا ما أمكن تفسير الآية بآية أخرى كان منهج تفسير القرآن بالقرآن وإذا ما أمكن تفسيرها بكذا كان كذا وكذا وهكذا…

    إذن عندما تأتي إلى عالم دين ويريد أن يفسر آية أولاً لابدّ أن يُسأل عن منهجه أما إذا سألته ما هو المنهج؟ يقول منهج ماذا. إذن هذا بين وبين الله يستحق أن تسمع منه أو لا يستحق؟ لا يستحق علمياً هذا من قبيل يدخل إلى وسائل الشيعة تقول له هذه الروايات بها الصحيحة والضعيفة والمتعارضة، أنت ما هو منهجك عندما تتعارض الروايات أو صحيحها، ماذا تفعل؟ يقول: منهج ماذا نفعل به، شيء واحد نفعل بوسائل الشيعة، هذا عالم أم ليس بعالم؟ هذا ليس بعالم لا يعلم ماذا يقول. ولهذا تجد علمائنا وواقعاً هذه من مفاخر حوزاتنا العلمية أنهم قالوا: إذا أردت أن تدخل إلى وسائل الشيعة لابدّ ماذا تدخل قبله؟ تأخذ بيدك مصباح علم الأصول حتى تستطيع أن تعرف وسائل الشيعة وإلّا لا تستطيع أن تميز، كذلك في القرآن تحتاج إلى منهج. سؤال: (فمن لم يكن له منهجٌ في تفسير القرآن فهو تفسيرٌ بالرأي الذي أكبه الله على منخريه في نار جهنم) قاعدة هذا الذي أنا استنبطه من روايات ذم التفسير لأنّ الأخباريين أنما منعوا التفسير قالوا لأنّه كلّ من قال برأيه شيء ( من قال في القرآن برأيه) فهو كذا وكذا. روايات ذم التفسير بالرأي مجمع عليها بين السنّة والشيعة موجودة. إذن التفسير بالرأي ما هو؟ بعد هو ليس منهج في عرض هذه المناهج بل يقع في قبال هذه المناهج ومن هنا تجد: (من تكلم بالقرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ) عجيب عندما أصبت لماذا أخطأتُ أن هذه الروايات فسرتها يعني أنت فسرتها بلا منهج من باب الصدفة أصبت ماذا؟ من قبيل أحدٌ يذهب إلى وسائل الشيعة يقول: أنا أقول بطهارة أهل الكتاب، تقول له: على أي أساس؟ يقول: هذه رواية. تقول له: لها معارض. يقول: أترك تلك المعارضة. حسناً من باب الاتفاق نفترض أنّه بعد التعارض والجمع أن الصحيح ما هو؟ تقول: ما هو الفرق بيني وبينكم, هذا يستحق الخصومة أو لا يستحق. ذاك قال طهارة عن علمٍ وعن استدلالٍ وعن حجةٍ. وأنت قلت بالطهارة عن حجّة أو عن اتفاقٍ وصدفة. ولذا تجدون ورد في القضاة أربعة: من قضا بالحقِ وهو لا يعلم أنّه الحق فهو في النار. عجيب لقد قضا بالحق؟ يقول: لا هذا من باب الصدفة، ولعله أصاب واحدة ويخطئ بمئة. ولذا العذر يوم القيامة الحجّة وليس العذر يوم القيامة الإصابة للواقع وعدم الإصابة أبداً هذه أحفظوا هذا الأصل يوم القيامة ليس العذر أني أصبت الواقع إذن أني قبلت الأئمة، ولكن قبلتهم بالحجّة أم بلا حجّة؟ فإن كان قبلتهم بالحجّة فهو كذا وكذا، وأما إذا قبلتهم بلا حجّة فلا قيمة له، إذا أعطوك شيئاً يعطوك من باب التفضل وإلّا لا تستحق، لا فرق بينك وبين من أخطأ هذا الاعتقاد ولم يصب الحقّ. أبداً لا فرق. وهكذا في المقابل، في المقابل من أنكر الإمامة عن حجّةٍ فهو معذور بعد أن بحث وذهب وتكلم وجلس مع العلماء يميناً يساراً كذا بين وبين الله لم ينتهي إلى العصمة المطلقة ماذا يفعل لم ينتهي ماذا يفعل، هذا معذور ولكن من أخطأ من غير حجّة هذا هو المقصر لا القاصر. على أي الأحوال هذا ليس بحثي.

    إذن (أعزائي) التفسير بالرأي ما هو؟ هو الذي يفسر القرآن أو يريد أن يفهم القرآن بلا منهجٍ معتمدٍ مستدلٍ مبرهن عليه. أنت عندما تريد أن تستند إلى خبر الواحد لإثبات الحلال والحرام قد أن خبر الواحد ليس بحجّة صحيح يوم القيام تقول: أني بحسب أدلّتي ثبت لي خبر الواحد، الآن تبين الخطأ تعاقب أو لا تعاقب لا فله أجر. نعم، ومن أصاب فله أجران. أي نعم، لا إشكال، ولهذا جاءت المقولة: >اجتهد فأخطأ اجتهد فأخطأ< من هنا جاءت، تعالوا: إذن أعزائي من يريد أن يدخل كما أنّه تحاكم أي واحد يريد أن يدخل إلى الفقه الأصغر أوّل تسأله عن علم الأصول يعني تسألوه عن المنهج عندما يريد أن يكتب في التفسير لابدّ أن تسأله عن المنهج فمن لا منهج له فهو مفسرٌ بالرأي ومن مصاديق التفسيري في الرأي هذه المفردة الأولى. لا أريد أن أطيل لأننا نريد إن شاء الله أن ننتهي من هذا البحث ليس تفسير القرآن ولا مناهج تفسير القرآن ولكن من باب تنبيه أذهان الأعزة حتى إن شاء الله يراجعوا هذه الأبحاث.

    المفردة الثانية: بعد أن عينت منهجك أن المنهج (أ) أو (ب) أو (ج) أو (د) أو ما قلناه المنهج الجامع الذي أشرنا إليه بعد هذا ننتقل إلى الأسلوب إذن التفتوا جيداً كثير يخلط بين المنهج وبين الأسلوب سوف أُبيّن ما هو المراد من الأسلوب.

    بعد أن اتضح منهجك أنّه (أ) أو (ب) أو (ج) ما هو الأسلوب الذي ينبغي إتباعه لاستنباط أو للكشف عن المعارف الدينية أيضاً أرجع للفقه مرة أخرى باعتبار أن الأعزة كما يقولون أن واحدة من أهم الطرق للتعريف هو التمثيل ألستم قرأتم في علم المنطق التعريف كم طريق له، واحدة من طرق التعريف ما هو التمثيل، نحن نضرب مثال الفقه باعتبار الأعزة كلهم مأنوسون بالفقه. تعالوا معنا إلى الفقه الأصغر ما هو الأسلوب الأمثل لاستنباط الأحكام الفقهية؟ الجواب: يوجد هناك أسلوبان:

    الأسلوب الأوّل: الأسلوب التجزيئي.

    الأسلوب الثاني: الأسلوب الموضوعي.

    هذا هو المعروف بالتفسير التجزيئي والتفسير الموضوعي.

    ما معنى الأسلوب التجزيئي، وما معنى الأسلوب الموضوعي. واضحٌ من خلال الأمثلة، أنت إذا جئت إلى روضة المتقين لوالد العلامة الشيخ محمد تقي المجلسي عندما يشرح من لا يحضره الفقيه، أو عندما تأتي إلى شرح التهذيب لابنه العلامة المجلسي أو عندما تأتي إلى شرح فروع الكافي في مرآة العقول ماذا يفعل العلامة المجلسي أو ماذا يفعل الابن أو الأب أو غيرهم… يأخذ رواية رواية من الكتاب سواء كانت تهذيب أو من لا يحضر أو الوسائل يبحثها أوّلاً سنداً، ثانياً دلالتاً، ثالثاً مفردات، رابعاً خامساً يقول هذه الروايات دالةٌ على طاهرة أهل الكتاب يستطيع أن يقول أنا أفتي بطاهرة أهل الكتاب أو لا يستطيع؟ رواية واحد فقط يقرأ يستطيع أو لا يستطيع؟ لا لا يستطيع إلّا إذا كان يقول بأنّه طبعاً هذا علمي حتى لو قال أحد أمي هذا الكلام هذا علمي أو غير علمي؟ يعني لأنّه فقط هذه الرواية واردة عن الإمام الصادق بالطهارة أو هذه الرواية واردة عن الإمام الصادق بالنجاسة. يعني إذا قال يعني هذا (رعن). ولذا أنت تجد لا العلامة المجلسي الأب ولا العلامة المجلسي الابن ولا شراح الكافي أيًّ منهم عندما يقرأ الرواية تجزيئياً لا يفتي على أساسها لا عقائدياً ولا أخلاقياً ولا فقهياً.

    الأسلوب الثاني: تأخذ كتاب الجواهر، كتاب الجواهر أيضاً تفسير الوسائل للشيعة أو غير ذلك؟ كتاب الجواهر على ماذا يعتمد؟ على كل روايات وسائل الشيعة. كتاب الحدائق على ماذا يعتمد؟ التنقيح على ماذا يعتمد؟ المستمسك على ماذا يعتمد؟ كله يعتمد الرواية ولكن هذا يحاول أن يجمع الروايات الواردة في موضوعٍ محددٍ ويعطيك النظر في ذلك يقول هذا حلال وهذا حرام. هذا الأسلوب تجزيئي أو موضوعي؟ هذا الأسلوب موضوعي. ولذا الجواهر هو تفسير وسائل الشيعة ولكن تفسير وسائل الشيعة تجزيئياً أو موضوعياً، ولذا تجده عندما يريد أن يقول طهارة يستند إلى مقطع في كتاب الطهارة وإلى رواية في كتاب الخمس وإلى ثالثة في كتاب المضاربة وإلى رابعة في كتاب الإرث وإلى غير ذلك… يجمع بين هذا المجموع ماذا يقول؟ يقول هذا طاهرٌ أو نجسٌ يقول هذا حلالٌ أو حرامٌ يقول هذا واجبٌ إلى آخره… أليس كذلك ومن هنا فالأسلوب على نحوين: أسلوب تجزئني وأسلوب موضوعي هذا أيضاً في القرآن واضح أمامكم، عموماً تفاسير المكتوبة من القرن الثالث والرابع إلى يومنا تفاسير أي أسلوب؟ تجريئي، يمكن في الضمن قد يدخل في موضوع ويشرحه ولكنه يأخذ الآية (6 آلاف آية توجد لديه) ويشرحها مفرداتها وقد يصل إلى نتيجة (اللهُ خالقُ كلِّ شيءٍ) فعلك شيء أو ليس بشيء إذن على هذا أنت خالق أو الله هو الخالق، فلابدّ تقول جبري، ولكن أنت ماذا تقول: لا، القرآن ليس فقد هذه الآية وردة، وردة آيات أخرى فلم تقتلوهم نسب القتل للإنسان ولكن الله قتلهم، نسب القتل إلينا أنت تقول: بحول الله أقوم. إذن عندنا تأتي إلى القرآن الكريم أيضاً يوجد أسلوبان بعد تحديد المنهج: الأسلوب الأوّل التجريئي، الأسلوب الثاني الموضوعي. سؤال أي الأسلوبين هو المتطور والمتكامل التجزيئي أو الموضوعي؟ لا إشكال ولا شبهة بدليل أنّه الآن لو أن شخصاً في الحوزة العلمية كتب خمسة مجلدات فقه استدلالي كبحوث العروة الوثقى للسيد الشهيد الصدر أربع مجلدات وليس أكثر من ذلك ولكن إن جاء شخص وكتب شرح وسائل الشيعة بـ(150) مجلد يمكن المقايسة بينهما علمياً أو لا؟ تقول: لا يمكن لأنّه ذاك لا يعطي اجتهاد كل ما يفعل هو يشرح الرواية وهذا ليس بدليل على الاجتهاد ويمكن نقل كلامته للآخرين، وكذا وكذا، أما في التفسير الموضوعي أو في الأسلوب الموضوعي لا دلالة على الاجتهاد على الاستنباط ولذا أنتم تجدون شرح الكتب الفقهية أو الحديثية لا يدل على شيء. نعم، الكتب الاستدلالية دالة. الآن لابدّ أن ننتقل إلى البحث التفسيري حوزاتنا العلمية إلى الآن انتقلت إلى التفسير الموضوعي أو إلى الآن تعيش التفسير ماذا؟ إذن نحن في على مستوى الفقه الأصغر بلغنا النضج والكمال لأنّ فقهنا موضوعي أو تجزئي؟ موضوعي أما على مستوى القرآن والفقه الأكبر ومعارفنا العقدية إلى الآن نعيش حالة المراهقة نعيش حالة عدم البلوغ لأنّه نأخذ الآيات من أولها إلى آخرها ماذا نفعل؟ نفسرها متى نبلغ الرشد والنضوج والكمال في التفسير إذا تحولت مصنفاتنا التفسيرية من الأسلوب التجزيئي إلى الأسلوب الموضوعي. الآن معطيات الأسلوب التجزيئي ما هو ومعطيات الأسلوب الموضوعي ما هو. سوف يأتي في غد.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2013/08/26
    • مرات التنزيل : 1534

  • جديد المرئيات