أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
في المقدمة لابد أن أشير إلى أن هذه الأبحاث التي نعرض لها تدخل في صميم مباحث تعارض الأدلة الذي نحن بصدده؛ لأنه وجدت أن بعض الأعزة يتساءل أنه ما هي علاقة أبحاث العقل ببحثنا؟ الجواب: نحن عندما نقول تعارض الأدلة مع الأسف الشديد أن الأعلام في أبحاث تعارض الأدلة ولأن المنهج عندهم كان منهجاً روائياً فتصوروا أن التعارض عموماً هو التعارض بين الروايات، ولذا تجدون الآن أبحاث التعارض في علم الأصول تسعين في المئة مرتبطة بتعارض الروايات، وهو إمّا تعارض مستقل وإمّا تعارض غير مستقل كيف الجمع عموم وخصوص إطلاق تقييد حكومة ورود تخصيص تخصص كل هذه الأبحاث، وعندما يكون التعارض مستقلاً الترجيح بالكتاب الترجيح بمخالفة الترجيح بكذ؛ا لان العقلية التي كانت تحكم الواقع الحوزوي عندنا في القرون الأخرى عقلية روائية، وكل المعارف الدينية يتصورون لابد أن تأخذ من الرواية فالتعارض أيضاً أصبح فقط في الروايات مع أن الأمر ليس كذلك، مع أن التعارض ليس مختصاً فقط بالروايات، يعني الآيات القرآنية لا يوجد فيها تعارض بدوي بين بعض الآيات والآيات الأخرى يوجد أو لا يوجد؟ ما هي القواعد؟ نفس القواعد الرواية أم لها قواعد أخرى؟ هذا لا تجده في بحث التعارض عندنا، التعارض بين الظواهر القرآنية وبين الروايات ماذا نفعل؟ إذا كان التعارض بنحو التباين، إذا كان التعارض بنحو العموم والخصوص من وجه، إذا كان التعارض بنحو العام والخاص، إذا كان التعارض بنحو الإطلاق والتقييد، إلى ما شاء الله، ما هي القواعد لحلها؟ أيضا يحتاج قواعد في باب التعارض وليس شيئاً آخر لأننا عندما نقول تعارض الأدلة القرآن من الأدلة أو ليس من الأدلة؟ من المصادر أو ليس من المصادر؟ نعم من المصادر، الروايات والسنة من المصادر أو ليست من المصادر؟ نعم من المصادر، من المصادر العقل، انتم تقولون الكتاب والسنة والإجماع والعقل، إذن العقل أيضاً من المصادر، فإذا وقع التعارض بين العقل وبين الروايات أيهما يقدم؟ فإذا وقع التعارض بين العقل وبين الظواهر القرآنية أيهما يقدم؟ قلنا بأنه نحن التعارض الذي سنبحثه غير التعارض المصطلح عليه في حوزاتنا العلمية لأن الدائرة عندنا أوسع بكثير ولكن مقدمةً لهذا البحث لابد أن نعرف ما هو الكتاب؟ ما هي السنة؟ ما هو العقل؟ ما هو الإجماع؟
في السنة الماضية في بحث الفقه مراراً ذكرنا أن هذه أبحاثنا العلمية والأفصولية باعتبار أن عموم الطلبة مشتركين لا نكرره، إن البحث الذي ذكرناه في الفقه لا نعرضه في الأصول الذي نعرضه في الأصول لا نعرضه في الفقه حتى لا يحدث التكرار، في هذا السنة بدأنا ما هو المراد من العقل؟ أي مقدار حجية العقل حتى نعرف إذا تعارض مع نص الروائي التقديم لمن يكون؟ إذا تعارض مع الظهور القرآني التقديم لمن يكون؟ فهذا بحثوها علماءنا في بحث الأصول ولذا عندما تأتي إلى الأصوليين بحثوها، إلى الإخباريين أيضاً بحثوها، إذن البحث الذي وقفنا عنده لا يتبادر إلى ذهن احد انه ما هي علاقة هذه الأبحاث بأبحاث تعارض الأدلة لا في صميم أبحاث تعارض الأدلة، من هنا تجدون الاختلاف بين الأصوليين وبين الإخباريين، الإخباريين يقولون أساساً العقل له قيمة أو ليست له قيمة؟ وسنبيّن أيّ مقدار يقبلون العقل وأي مقدار لا يقبلون العقل، ولكن من باب جملة معترضة وقفنا عند الشيخ الطوسي قدس الله نفسه، لماذا وقفت عند شيخ الطوسي؟ من القضايا الأساسية أن البعض لا يعرف من أين نؤكَل، أو من أين نؤتَى، الآخر الآن دخل إلى تراثنا ويريد أن يستعمل نفس المنهج الذي استعملته معهم أنا منذ أربعة خمس سنوات، الأعزاء يعلمون أن في المطارحات والأطروحة نحن دخلنا في عمق موروث أهل السنة ووقفنا أمامهم لبيان تناقضاتهم لبيان اشكالياتهم تهافتاتهم ضعفهم من خلال موروثهم، نفس هذا المنهج الآن الطرف الآخر بدأ يُحلل ويراجع موروثنا التفسير،ي موروثنا الكلامي، موروثنا الحديثي، موروثنا الروائي بكل أبعاده، موروثنا التاريخي، موروثنا الفقهي، ثم بدأ بمجرد أن نقول له لماذا تقولون كذا، يقول هذا في كتبكم أيضاً يقول كذا، فأنت لابد أن ترجع مرة أخرى إلى موروثك وإلى تراثك لتعيد من صياغته ومن قراءته، لتحكم أسسه وقواعده حتى تستطيع أن تهزه العواصف أو لا تستطيع؟ لا تستطيع. ومن أهم هذه الأسس هو شيخ الطوسي هذا الرجل واقعاً الحق والإنصاف نادرة من نوادر مدرسة أهل البيت، الشيخ الطوسي استطاع بما أوتي من عوامل متعددة أن ينسخ كل القراءة التي كانت قبله يعني أن مدرسة أهل البيت كانت ذات قواعد وأسس وقراءة ومنهج، استطاع الشيخ الطوسي أن يقدم فيها قراءة جديدة، بغض النظر أن الحق مع الشيخ الطوسي أو الحق ليس معه؟ ولكنه كان رجل على هذا المستوى من البحث العلمي، ولذا تجدون انه في مقابس الأنوار للعلامة المحقق الشيخ أسد الله الدزفولي الكاظمي المتوفى 1237 من الهجرة هذا الكتاب طبعة حجرية ما ادري مطبوع أو لو لا، في مقدمة هذه الطبعة الحجرية هناك في صفحة بيان أحوال بعض الأصحاب هذه عبارته يقول: الشيخ الطوسي البغدادي الغروي باعتبار انه عاش في هذه المناطق طوس يعني الآن خراسان وبعد ذلك عاش في بغداد وبعد ذلك ذهب إلى النجف فصار الطوسي البغدادي الغروي، يقول: له مصنفات كثيرة فاخرة سنية ومؤلفات غزيرة باهرة بهية في جميع الفنون الدينية والعلوم الشرعية ـ وهذا هو المرجعية التي أنا أقولها أقول أن المختص بالحلال والحرام ليس مرجعاً دينياً ولا عالماً دينياً من أمثال الشيخ الطوسي هو المرجع ولذا الذي يعرف الفقه هذا ليس عالم ديني هذا عالم بالحلال والحرام وأنا لا أرى أي دليل يدل على جواز الرجوع للذي يعرف الحلال والحرام أبداً الأدلة دلت على الرجوع الى الذين يتفقهوا في الدين وينذروا قومهم، وهؤلاء ليسوا من المتفقهين في الدين بل هؤلاء متفقهين بالطهارة والنجاسة والحلال والحرام هذا نموذجه شيخ الطوسي ـ يقول: وقد تلمذ على كثير من المشايخ واستفاد منهم، إلى أن يقول: وباني مبان كل علم وعمل صاحب مبنى صاحب نظريات في هذه المجالات التي اشرنا ومكرمة ومأدبة وفضيلة ومنقبة، إلى أن يقول في صفحة 5: ولعل الحكمة الإلهية فيما اتفق للشيخ تجرده للاشتغال بما تفرد به من تأسيس العلوم الشرعية، هذه الفرصة متى حصلت له؟ في 12 سنة الأخيرة التي جاء بها إلى النجف؛ لأن انشغالاته في بغداد كانت كثيرة فتفرغ للعلم والدرس والتدريس في النجف والمبسوط أيضاً كتبه في النجف ولهذا يقول كنت مشغول وما عندي وقت وانه الفراغ حصل عندما جاء إلى النجف، وسيما المسائل الفقهية فإن كتبه فيها هي المرجع من بعد غالباً وهو كذلك، صار هو المرجع لفكر الطائفة، هو الذي شكّل عمود الفقري لفكر الطائفة، سواء في التفسير سواء في العقائد سواء في الحديث سواء في الرجال سواء في الفقه، الآن في الرجال عندما تأتي توثيقات الشيخ، ثلاث كتب الأصول الرجالية للشيخ في الفقه ما شاء الله في الكلام ما شاء الله في التفسير ما شاء الله في كتب الحديث ما شاء الله، وإلى الآن الإطار العام الذي يحكم عقل الطائفة وتكوين الطائفة ومدرسة أهل البيت هو الذي بناه شيخ الطائفة، ولذا المحقق التستري الذي جداً شديد اللحن مع شيخ الطوسي، يقول في كتابه قاموس الرجال المجلد الثاني عشر صفحة 412: وبالجملة الشيخ له في كتبه اشتباهات ـ طبعاً هذه الاشتباهات بغض النظر أنها صحيحة أو غير صحيحة المهم أشرنا إلى بعضها في الكلام في العقائد في التفسير في الحديث في الفقه في الرجال بيّنا إجمالاً هم في الفقه هم في الأصول ـ اشتباهات واختلافات وتبديلات أثّر كلّ منها آثاراً في من جاء بعده، وهو كذلك حتى آل الأمر إلى حصول الانقلابات، يقول حصل انقلاب في فكر الإمامية حصلت ثورة أصلا من وجه ومن طرف إلى طرف آخر وسبب ذلك انقطاع المتأخرين عن المتقدمين عن كتبهم وتأليفاتهم يقول واحدة من الأمور التي وقتة من زمن الشيخ أن ما بعد الشيخ انقطعوا عما قبل الشيخ مع انه ما قبل الشيخ أربعة قرون خمسة قرون من علماء الطائفة أين هم لا يوجد اثر منهم في الطائفة وإذا موجودة، موجودةإأن صح التعبير من قناة الشيخ الطوسي يعني افترضوا أن الكشي موجود ولكن موجود من خلال قناة الشيخ الطوسي الأصول الأربعمائة موجودة لكن من خلال الطوسي في الاستبصار والتهذيب والنهاية هو اختار ما يريد وترك ما يريد فأنت تقرأ ما يريده هو لا ما أنت تريد ولهذا يقول: وعن طريقتهم وسيرتهم يقول كل يعلم مناهج السابقين على الشيخ مبانيهم ما هي كتبهم ما هي منهجهم ما هو كلامهم ما هو حديثهم ما هو رجالهم ما هو فقههم ما هو كله ما هو؟ الآن نقرأه في بعض بطون الكتب وإلّا في فكر الشيعي الحاضر فكر الشيخ الطوسي .
هذه نقطة قوة في مدرسة أهل البيت أم نقطة ضعف؟ الجواب بشكل واضح وصريح أقول هذه نقطة قوة للمدرسة، أساساً أنا معتقد أن قوة مدرسة أهل البيت إنما هو في تعدد الاجتهاد عندها ولهذا ما استطاعت كل العواصف وكل الهزاهز على مر التاريخ أن تكسر عود مدرسة أهل البيت؛ لأنه في كل زمان كان ينبري أمثال الشيخ الطوسي الشيخ المفيد السيد المرتضى والمجلسي وأعلام كبار كانوا يتصدون عندما يجدون أن القراءة السابقة والاجتهادات السابقة ما عادت تستجيب لحاجات الناس يدخلون اجتهادات يدخلون دماء جديدة إلى المذهب وهذه قوة المذهب، ولذا أنا معتقد أن المذهب ما دام منهج الطوسي موجود فيها يصاب بالضعف أو لا يصاب؟ أبداً، إلّا إذا تحوّل الطوسي إلى مقدّس لا يمكن المساس به، طبعاً ليس مقصودي الشيخ الطوسي، مقصودي أن الأشخاص تحولوا إلى مقدس لا يمكن المساس بهم عند ذلك يبدأ المذهب والمدرسة بالضعف بل بالموت البطيء هذا الذي أنتم تجدون أنا في شهر رمضان في برنامج مطارحات في العقيدة ذكرت السيد الخوئي الله يعلم ما كنت بصدد لا سامح الله أن اضعّف السيد الخوئي أبداً بل أنا معتقد أن السيد الخوئي واقعاً من الأعلام من الأساطين، ولذا ما قبل آراء السابقين عليه ناقشهم، ولكن نحن بمجرد ناقشناه قامت الدنيا ولم تقعد لماذا تناقش السيد الخوئي، الخطورة هنا وهو أن تجعل من الرأي القابل للصحيح والخطأ أن تجعله مقدساً لا يمكن المساس به، إذا أردنا لفكر أن يبقى لابد أن يكون خاضعاً للنقد، لابد أن يكون خاضعاً للقبول والرد، أمّا إذا أردته أن يموت اجعله مقدساً حنطه فإذا تحنّط سوف يموت، ولذا أنا معتقد بأنه لابد من دماء جديدة ومن اجتهادات جديدة في المذهب حتى يستطيع المذهب في عصر العولمة وفي عصر الإعلام والاتصالات وفي هذه العصور وبعد ذلك، أن يبقى حياً قادراً على الاستجابة.
الخطورة أين في الشيخ الطوسي ارجع وأقول الطوسي ليس الشخص مقصودي التعامل مع فكر الشيخ الطوسي تعالوا معنى ارجعوا إلى الوراء حتى تعرفون أنا عندما أحاول أن هذا التقديس الزائف نعم التقديس العلمي محفوظ أمّا تقديس الغير العلمي تقديس العوام لابد يكسر ولو بدفع الثمن، في الرسائل في دراية الحديث في مجلدين، إعداد ابوالفضل حافظيان البابلي هذا الرجل جمع كل الرسائل المهمة في دراية الحديث التي هي مصنفات الشيعة في الدراية البداية في علم الدراية الأخيار الرعاية وغيرهم هناك في رسالة للشهيد الثاني الرعاية في البداية لعلم الدراية الجزء الأوّل صفحة 175 يقول: إن الشهرة واحدة من أسباب أو من عوامل الترجيح، أليس كذلك خذ بما اشتهر بين أصحابك، يطرح سؤال الشهيد الثاني يقول: الشهرة الحاصلة بعد الشيخ الطوسي معتبرة أو غير معتبرة؟ يقول ليست معتبرة، ما قبل الطوسي معتبرة، ما بعد الطوسي غير معتبرة، يقول لماذا؟ لأنه ما بعد الطوسي صاروا مقلدين للشيخ الطوسي فشهرته معتبرة أو غير معتبرة؟ غير معتبرة علماءنا هكذا كانوا يفكرون يقول: ولما عمل الشيخ بمضمونه في كتبه الفقهية جاء مَن بعده من الفقهاء واتبعه منهم عليها الأكثر تقليداً له إلّا من شذّ منهم ولم يكن فيهم من يسبر الأحاديث وينقب على الأدلة بنفسه سوى الشيخ المحقق ابن إدريس، بعد مئة عام استطاع ابن إدريس أن يكسر ماذا؟ وأنا بودي أن تذهب إلى الشيخ ابن إدريس، ماذا فعلو به، أسقطوه من الاعتبار لماذا يناقش من؟ لا يناقش رب العالمين لا يناقش رسول الله لا يناقش الأئمة يناقش من؟ لأنه صارت آراء الطوسي مقدسة تقدسياً عوامياً لا تقديساً علمياً يقول: فجاء المتأخرون بعد ذلك ووجدوا الشيخ ومن تبعوه بمضمون ذلك الخبر الضعيف لأمر ما رأوه لعل الله يعذرهم فيه يعني اساؤوا إلى الروايات لأنه حصلت شهرات، فحسبوا العمل به مشهوراً وجعلو هذه الشهرة جابرةً لضعفه ولو تأمل المنصف وحرر المنقب لوجد مرجع ذلك كله إلى الشيخ لا توجد شهرة وإنما هو عمل الشيخ، وعمل الشيخ شهرة؟ يقول لا ولكن كان عنده قدسية كبيرة، إمكانات ضخمة، عالم كبير تلامذة كثار مؤلفات كثيرة كما الآن موجود في زماننا، حصلت لهم هذه الشهرة إذن يتصورون المذهب هذا هو، ومثل هذه الشهرة لا تكفي في جبر الخبر الضعيف، انظروا للدقة ولذا تجدون في كتاب كشف المحجة لثمرة المهجة، تأليف ابن طاووس المتوفى 664 تحقيق شيخ محمد الحسون هناك في صفحة 185 يقول: واعلم أن جدّك ورّام كان يقول وأنا صبي ما معناه يا ولدي مهما دخلت فيه من الأعمال المتعلقةـ إلى أن يقول ـ وذكر يعني جده أن الحمصي حدّثه (الحمصي علامة زمانه في الأصوليين ورع ثقة له تآليف من كبار علماء الامامية) أنّه لم يبقى للامامية مفتٍ على التحقيق بعد الشيخ الطوسي، كلهم كانوا، اكو مجتهد أو لم يكن مجتهد؟ ولهذا عُرّف العصر بعصر المقلدة علماء كبار مئة سنة، إلى أن جاء ابن إدريس طبعاً ابن إدريس هم لا تتصورون ببساطة لو تقرؤون تاريخه وما شتم في هذا الرجل وما اسقط إلى الآن ابن إدريس هم غائب في عقولنا الحوزوية من الآن يراجع أفكار ابن إدريس أبداً ولهذا هو المسكين في مواضع متعددة من السرائر منها الجزء الأوّل صفحة 144 يقول: عندما أقول أي رأي من الآراء هكذا يجيبوني يقول: قال محمد ابن إدريس وكأني بمن يسمع هذا الكلام ينفر منه ويستبعده، هذا الذي الآن تجدوه بمجرد أن نقول كلام في الفضائية أو على كذا قامت الدنيا وصدرت البيانيات والمذهب راح ينتهي وهكذا وواقعاً بيني وبين الله لم أجد منهم إلّا عدم دراية وفهم بكيفية كتابة تراثنا وإلّا بحث علمي أجيبوا عن هذه الأبحاث العلمية ويقول من قال هذا ومن سطرّه في كتابه ومن أشار من أهل الفن الذين هم القدوة في هذا إليه، مَن مِن اكابرنا قال هذا الكلام افترضوا لم يقولوا كما الشيخ الطوسي لم يحاسبه أحد انه من أين جئت بهذا الكلام وليس يجب إنكاره يعلق يقول: وليس يجب إنكار شيء وإثباته إلّا بحجة تعضده ودليل يعتمده، المنطق لابد أن يقول هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين.
من هنا السيد الشهيد الصدر قدس الله نفسه في كتابه المعالم الجديدة تحت عنوان الوقوف النسبي للعلم يقول: بعد شيخ الطوسي العلم توقف في حوزاتنا العلمية ما هو سببه؟ هذه القدسية العوامية التي اُعطيت من قبل البعض وإلّا المحققين كانوا ولكن يخشون أن يتكلموا يقول ما هي الأسباب، هناك ثلاثة أسباب: السبب الثالث وقد اسند جماعة من العلماء ذلك الركود الغريب، لماذا الغريب؟ يقول لان مدرسة أهل البيت كانت قائمة على النقد على الاجتهاد على تعدد الرأي على تعدد الآراء والاجتهادات، واقعاً كان غريباً لماذا توقف العلم بعد الشيخ الطوسي يقول: إلى ما حضي به الشيخ الطوسي من تقدير عظيم في نفوس تلامذته، إلى هنا ما في مشكلة لابد أن يقدر الإنسان العالم، رفعه في أنظارهم عن مستوى النقد، والمشكلة هنا وانه يجوز نقده أو لا يجوز نقده؟ لا يجوز، ولهذا انتم تجدون أي نظرية إذا شئتم أن تبقى لابد أن تضعوا لها من ينقدها ما أريد أن ادخل في تاريخ فلسفة الغرب، كثير من فلاسفة الغرب لو تراجع تاريخهم تجد انه هو كان يكتب كتاب ويذكر آراءه ثم يكتب نقداً لكتابه حتى يصير نقداً ؟ مع ان النقد لا يكتبه الآخرين لأنه هو النقد يُبقي النظرية حية ولذا انتم تجدون النظريات التي قُدّست ماتت والنظريات التي نقدت بقية حية في الأوساط العلمية يقول: رفعه في أنظارهم عن مستوى النقد وجعل من آرائه ونظرياته شيئاً مقدساً لا يمكن أن ينال باعتراض أو أن يخضع لتمحيص، شيخ الطائفة إذا راح المذهب خلص مع انه الشيخ الطائفة هو المذهب أو مجتهد في المذهب؟ الإمام الصادق هو المذهب علي ابن أبي طالب هو الحق يدور معه حيث ما دار، هل لنا غير المعصومين يدور الحق معهم؟ أذكر لكم قصة ويقرأها صاحب المستدرك وبهذا العظمة نفس القصص الموجودة في كتب الآخرين، موجودة في خاتمة مستدرك الوسائل مؤسسة آل البيت المجلد الثالث صفحة 171 الفائدة الثالثة قال الشيخ الفقيه نجيب الدين أبو طالب الاسترابادي وجدت على كتاب النهاية بخزانة مدرسة الري قال حدثنا جماعة من أصحابنا الثقات المشايخ الفقهاء الحسين ابن المظفر الحمداني القزويني وعبد الجبار ابن علي الرازي والحسن ابن الحسين ابن بابويه المدعو بحسكا المتوطن بالري كانوا يتحادثون ببغداد ويتذاكرون كتاب النهاية، كتاب شيخ الطائفة، فكان كل واحد منهم يعارض الشيخ الفقيه أبا جعفر محمد ابن حسن الطوسي في مسائل ويذكر انه لا يخلو من خلل ثم أنهم خرجوا لزيارة المشهد المقدس بالغري على صاحبه السلام كان ذلك على عهد الشيخ الفقيه أبي جعفر الطوسي، الظاهر كان الكتاب مطبوعاً ويتباحثون فيما بينهم في حياة شيخ الطوسي فيناقشون ويقولون هذا صحيح أو غير صحيح. وكان يتخالج في صدورهم من ذلك ما يتخالج قبل ذلك فأجمع رأيهم على أنّ يصوموا ثلاث ويغتسلوا ليلة الجمة (والله نصوص هاي الروايات موجودة في البخاري مسلم ومسند احمد نفس هذه الطريقة وهو أن رسول الله وأمير المؤمنين) ويصلوا ويدعوا بحضرة مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على جوابه فلعله يتضح لهم ما اختلفوا فيه بأنه أناقش شيخ الطائفة من حقنا أو ليس من حقنا؟ يقول فسنح لهم أمير المؤمنين في النوم (جاهم بالطيف طبعاً كل مكان الروئيا حجة أم غيرحجة؟ ليست بحجة.
وقال لم يصنف في فقه آل محمد عليهم السلام كتاب أولى بأن يعتمد عليه ويتخذ قدوة يرجع إليه أولى من كتاب النهاية الذي تنازعتم فيه يا أمير المؤمنين كان هذا الكتاب خليته للشيعه إلى قيام الساعة إلى أن يظهر الحجة ونخلص على شنو، وإنما كان ذلك لان مصنفه اعتمد في تصنيفه على خلوص نيته لله، ولكن الإمام فقد خصص كتاب النهاية والتقرب والزلفي لديه ولا ترتاب في صحة ما تضمنه مصنفه واعملوا به واقيموا مسائله فقد تُعنى في ترتيبه وتهذيبه والتحري بالمسائل الصحيحة بين أطرافه، المحقق التستري يقول: كما أنّ نهايته أكثره مستند إلى أخبار الآحاد، وهو الذي أسقط فقه الامامية هذا منو يقول؟ ومصنفات القدماء كانت مشتملة على فتاوى مستندة إلى الأخبار المشتهرة الشيخ الطوسي استند إلى الأخبار الآحاد فخرب عندنا المنظومة الحديثية كلها، فلما قاموا من مضاعجهم اقبل كل واحد منهم على صاحبه فقال رأيت الليل رؤيا تدل على صحة النهاية واعتماد على مصنفها فأجمعوا على أن يكتب كل واحد منهم رؤياه على بياض قبل التلفظ حتى يتأكدوا من صحة الروايات فتعارضة الرؤيا لفظاً ومعناً فقاموا متفرعين مغتبطين بذلك فدخلوا على شيخهم أبي جعفر الطوسي، فحين وقعت عينه عليهم قال لهم لم تسكنوا لما كنت اوقفتكم عليه في كتاب النهاية تبين الشيخ هم عنده علم غيب وانه قال ألم أقل لكم لا تشككون في كتاب النهاية، فسألوه عما استقبلهم من ذلك فقال سنح لي أمير المؤمنين فأورد علي ما قال لكم فحكى رؤياه على وجهها وعندنا بحمد الله نسخة منها عتيقة المحدث النوري كأنه آية منزلة لا تعليق لا كلام أبداً.
هذا المنطق عندما يحكم العقل الشيعي والآن كم قضية من هذه القضايا الآن نسمع على المنابر ومن الكتب؟ هذا كتاب اسمه الكتب الستة وما لحقها من الأعمال يعني البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنَسائي وابن ماجد في هذا الكتاب كل الأعمال التي قاموا في هذا الكتاب أن الكتاب اشلون كتب ما هي الشروح ما هي التعليقات ما هي وماذا رأوا في حق هذا الكتب أن رسول الله ماذا قال في البخاري ماذا قال في مسلم، نفس المنطق الموجود في هذني موجودة أين؟ وهذا هو الذي يتحمله العقل ولذا أنا عندما وقفت عند الشيخ الطوسي كان همي الأصل هو أن تعرفوا يبقى الشيخ الطوسي علم من أعلام الطائفة ولكن رأي واجتهاد قابل للقبول والرد قابل للصحة والخطأ، لا فقط الشيخ الطوسي ولا المفيد ولا الصدوق ولا المجلسي بل أعلامنا المعاصرين من الخوئي ومن اكبر منه ومن اصغر منه لا فرق بينهما أبداً يبقوا على جلالة قدرهم وعظمتهم وما قدّموه من جهود علمية مشكورة ولكن رأي لا قدسية عوامية له، وإنما قدسية علمية، رأي إمّا نوافق عليه وإمّا نختلف معه، إذا أردنا أن نوافق، نوافق مع الدليل وإذا نريد نختلف، نختلف مع الدليل، وهذا ما طرحته أعزائي في شهر رمضان، أنا ما قلت شيء آخر عندما ذكرت والطوسي والمفيد والصدوق والسيد الخوئي طبعاً أتكلم على مستوى مدرسة النجف سيد محمد باقر الصدر له آراءه وفي محله أيضاً لي مخالفته وموافقاته آراء لابد أن تطرح وتناقش بمناقشات علمية من يستطيع أن يتفق معي فبها ومن لا يستطيع أيضاً فبها.
والحمد لله رب العالمين