نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (162)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأننا نريد أن نقف قليلاً عند المدرسة والمنهج والرؤية الأخبارية، وما هي مصادر ومنابع الاستنباط عند الأخباريين، هذه المسألة وأنتم تعيشون فضاء وأجواء الحوزات العلمية سواء كان في قم أو في النجف أو في مشهد، أو في أي حاضرة علمية أخرى، إنّما وقفت وأريد أن أقف قليلاً عند هذه المدرسة؛ لنتعرّف من خلال مباني ومنهج ورؤية هذه المدرسة، لنرى أننا واقعاً في حواضرنا وحوزاتنا العلمية استطعنا أن نخرج من الأطر العامة التي وضعتها لنا المدرسة الأخبارية أو لم نستطع؟ وإلى الآن نتفس في أجواء المدرسة الأخبارية، ولكن بإسم المدرسة الأصولية أي منهما؟ الآن كثير منا لو تسأله أنت أخباري يقول لا، يعتبره هذه سبه لا يمكن أن يقبله يقول أنا من المدرسة الأصولية ولست من المدرسة الأخبارية، هنا لابد أن نتعرف ما هي مباني المدرسة الأخبارية، لنرى بأننا نحن نعيش في فضائها في أجوائها في هوائها في مبانيها، أو أننا لا استطعنا أن نتخلص منها كانت مدرسة تاريخية وانتهى كما يحاول البعض أن يقول هذا الكلام يقول أن المدرسة الأخبارية بدأت في قرن الحادي عشر واستمرت إلى قرنين وبعد ذلك قضى عليها الوحيد البهبهاني والشيخ الأنصاري وتلامذة الشيخ الأنصاري، والآن نحن نعيش أجواء المدرسة الأخباري أو لا نعيشها؟ لا نعيشها وإنما نحن من الأصوليين، لنرى مقدار دقّة هذه المقولة؛ لنتعرف إذن نحن نقبل هذا المنهج أو لا نقبل، إذن المسالة مهمّة وخطيرة؛ لأنه أنت لابد أن تعرف ما هي منابع الاستنباط؟ ما هي مصادر الاستنباط؟ الآن عندما تأتي يقال لك القرآن السنة، العقل، الإجماع، واقعاً هذا موجود الآن في حوزاتنا العلمية أو غير موجود.

    بعد ذلك سأقف عند عَلَمٍ من أعلام هذه المدرسة التطبيقية لا المنهجية؛ لأنه بعد ذلك سيتبين أن المحدث الاسترابادي أسس ولكنه لم يطبق، الذي طبق النظرية على أوسع أبوابها هو العلامة المجلسي، بعد ذلك سيتضح بأننا نحن استطعنا أن نخرج من شباك وآراء ونظريات ومناهج صاحب البحار أو إلى الآن محكومون بنظرية صاحب البحار؟ وصاحب البحار من هو؟ واقعاً هو أخباري، هو أصولي، هو نصف أخبار نصف اصولي، هو معتدل من الأخبارية هو متطرف من الأخبارية، ما هو صاحب البحار؟ إلذي الآن يحكم العقل الشيعي عموماً هو كتاب بحار الأنوار، عندما أقول يحكم لا يروح ذهنك إلى البحث الفقهي، لا، يحكم العقل الشيعي في العقائد، في التفسير، في الأخلاق، في السيرة، في التعامل مع المذاهب الأخرى، هذه مجموعة المنظومة لا البحث الفقهي، البحث الفقهي له مجاله الخاص، لنرى ما هي آثار المنهج الأخباري، ونظريات الأخباريين، في التفسير، في العقائد، في التاريخ، في السيرة، في الأخلاق، في المعاملات، في التعامل مع الآخر هل هو المنهج الأصولي أو المنهج الأخباري.

    الخطوة الأولى: يعتقد المنظّر الأصلي والمؤسس الأصلي لنظرية الأخباريين وللاتجاه الأخباري وهو الاسترابادي في الفوائد المدنية، أنّ الأخبارية كانت هي المنهج الذي بنا عليه علماء مدرسة أهل البيت معارفهم، والذي شذّ منها وخرج منها، وكان عاقاً في مدرسة أهل البيت، هو سيد المرتضى والشيخ المفيد والشيخ الطوسي، هؤلاء الذين شذّوا عن المدرسة الأصلية، أمّا في الاعتقاد فتأثراً بالمعتزلة، وأمّا في الأصول فتأثراً بأهل السنة، وأمّا في الحديث فتأثراً بالآخر، وإلّا هو يصرّح بأنّ علماءناً إلى ما قبل الشيخ الطوسي والمفيد والمرتضى كانوا من الأخباريين، عموم علماءنا، وهذا يكشف لك الحملة الشديدة والحملة الشنيعة التي حمل بها العلامة التستري على الشيخ الطوسي؛ لأنه يعتقد العلامة التستري في قاموس الرجال في المجلد الثاني عشر جملة من كلماته كان شديد الطعن على من؟ لأه منهجه منهج أخباري؛ ولهذا طعن طعوناً كثير منها وبعضها أساساً غير واردة، ولكنه طعن طعوناً شديدة، يقول الذي شذّ وخرج عن المدرسة هو السيد المرتضى الشيخ المفيد وبالخصوص الشيخ الطوسي، ولذا كلّ سهامه وجهها إلى مدرسة الشيخ الطوسي، ولذا تجدون في الفوائد المدنية طبعة مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين، صفحة 91 هذه عبارته، يقول: فائدة: عند قدماء أصحابنا الأخباريين كالشيخين الأعلمين الصدوقين (الأب والابن) والإمام ثقة الإسلام الكليني، وكما نطق فإنّها صريحة ـ إلى أن يقول ـ وشيخه علي بن إبراهيم بن هاشم وهؤلاء كلهم كانوا ممن؟ يعني إلى زمن انتهاء الغيبة الصغرى علماء الإمامية كلهم كانوا على المنهج الأخباري، وبعد ذلك يحمل حملات شنيعة، بل حملات اتهام، تظليل، تفسيق لعلماء الإمامية الذين خرجوا عن طريقة علماءنا الأقدمين، وعبارات العلامة التستري واضحة عندما يقول: وافسد منه، يعني كلامه فاسد، يعني كلام الشيخ الطوسي.

    إذن على هذا الأساس هذا الكلام معناه أن الأخبارية تنقسم إلى أخبارية قديمة، ثم خروج عنها، ثم رجوع إليها، وهي الأخبارية الحديثة التي بدأت على يد المحدث الاسترابادي المتوفى سنة 1033 من الهجرة.

    سؤال: هل أن علماء الإمامية وافقوا على هذا الأمر، وهو أنّ المدرسة الأخبارية لها جزور قديمة ثم أحياها المحدث الاسترابادي؟ أو لا، أساساً مدرسة حديثة استحدثها الأمين الاسترابادي وليس لها أي عمق وجذر تاريخي، أي منهما؟

    يوجد خلاف شديد بين المؤرخين لعصور الفكر الإمامي من السنة والشيعة، في كشف القناع عن وجوه حجية الإجماع للعلامة المحقق الشيخ أسد الله التستري المعروف بالمحقق الكاظمي، صفحة 207 الطبعة القديمة لمؤسسة آل البيت، هناك أن النزاع بين الاتجاهين إلى أي مستوى؟ يقول: وادعاء المحدث الاسترابادي وأتباعه على بعضهم أنهم على الأخباريين، وإنّهم على الطريقة التي أبدعها وروّجها ولبّس أمرها على الجهّال باسم الأخباريين، النظرية الأخبارية نظرية علمية لو نظرية جهلية؟ نظرية جهلية، وليست نظرية علمية، كما مع الأسف الشديد في بعض أوساطنا في الحوزات العلمية بدل أن تتحول إلى قضية علمية تتحول إلى حوزة جهلية شتائم، إسقاط، اصدار فتاوى واتهامات ونوايا كفار وضالين إلى آخره، وهذا منطق لم يوافق عليه لا القرآن ولا الروايات ولا العقل السليم، شنو لبس جهلها على الجهال، نظرية اقترحها عندك إشكال المهم يبدأ من صفحة 207 إلى 210 يقول: ما قاله عن الشيخين الصدوقين، وما قاله عن الكليني، كلام لا أصل له، لم يكونوا هؤلاء الأعلام من الأخباريين أبداً، هذه دعوى باطلة لا أساس لها.

    وممن أيده على هذه الدعوى هو الشيخ محمد تقي الأصفهاني في هداية المسترشدين في شرح أصول معالم الدين، بتحقيق مؤسسة النشر الإسلامي، المجلد الثالث صفحة 687 يقول: فالظاهر أنّه مذهب جديد لم يذهب إليه أحد من علماءنا المتقدمين، قد أحدثه مولانا محمد امين الاسترابادي؛ لزعمه أنّه مذهب قدماءنا أخذاً بما يوهمه بعض إطلاقاتهم من غير امعان النظر فيما حاولوا من ذلك، ويدخل في بحث تفصيلي، إذن ما الفرق بين علماءنا السابقين؟ يقول: نحن نفرق بين منهج الشيخ الصدوق، وبين منهج الشيخ المفيد، كانا منهجين، ولكن لا كما يقوله المحدث الاسترابادي، أنّ المتقدمين كالصدوقين والكليني كانوا على منهجه هو، وهو أنّه أحيا تلك المدرسة.

    ووافقهم على ذلك السيد الصدر في المعالم الجديدة، يقول: الجذور المزعومة للحركة الأخبارية ـ في صفحة 102 من هذه الموسوعة الإمام الشهيد هناك يقول ـ بالرغم من أن المحدث الاسترابادي كان هو رائد الحركة فقد حاول أن يرجع بتاريخ هذه الحركة إلى عصر الأئمة، ويثبت لها جذوراً عميقة في تاريخ الفقه الامامي، لا مع احترامنا الكلام ليس كلام في فقه الإمامي، هذه النظرية متكاملة في كل منظومة المعارف الدينية، قال: لكي تكتسب طابعاً من الشرعية والاحترام، فهو يقول أنّ الاتجاه الأخباري كان هو الاتجاه السائد بين الفقهاء الإمامية إلى العصر الكليني، (الكليني لم يكن فقط فقيهاً، الكليني كان عالم في كل المنظومة، كتابه الكافي مختص في الفروع؟ لا، فيه أصول الكافي وفيه فروع الكافي وفيه روضة الكافي، الكليني لم يكن فقيهاً بالمعنى المصطلح عندنا اليوم، كان فقيها بالمعنى القرآني، يعني منظومة المعارف الدينية وهذه آرائه، وكثيراً من آرائه الكلامية والمعارف الدينية والعقائدية والتفسيرية مذيل بها الروايات التي أورد بها) ولم يتزعزع هذا الاتجاه إلّا في أواخره، ويذكر المحدث الاسترابادي إلى كذا وهذا إلى كذا، ولهذا يذكر هنا ويقول: هذا ما أكده المحقق الجليل محمد تقي الاصفهاني الذي قرأنا صاحب هداية المسترشد.

    إذن إلى هنا يوجد اتجاه في الإمامية يعتقد أنّ المحدث الاسترابادي هو صاحب النظرية، لا محيي لنظرية علماء الإمامية السابقين، يعني بعبارة أخرى: هو صاحب البدعة، مو انه محيي كلمات السابقين، ولهذا تعبيرهم مزعوم وتعبيرهم احدث (احدث إشارة إلى ماذا؟ وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) إذن هو صاحب هذه البدعة هو صاحب هذه المدرسة، طبعاً على منهجي أنا لم أوافق على هذه الطريقة، أنّه بمجرد اختلف وتختلف معي في الرأي أنت تصير على الحق المبين، وأنا أصير صاحب البدعة أو بالعكس، أنا أصير الحق المبين وأنت شنو؟ لا اجتهاد بشري في مقابل اجتهاد بشري آخر.

    في مقابل هذا الاتجاه يوجد اتجاه آخر يقول: لا أبداً كلمات علماءنا السابقين واللاحقين تؤيد ما قاله المحدث الاسترابادي، والحق معه؛ لأنه هناك كلمات كثيرة تشير إلى هذا من الذين أشاروا إلى هذه القضية، هناك كتاب قيّم تحت عنوان (نقض) هذا الكتاب من أهم الكتب في حوار السني والشيعي، أو بحث السجال السني والشيعي، لنصير الدين أبو الرشيد عبد الجليل الرازي القزويني، الذي كان حياً في القرن السابع، إذن الفاصلة بينه وبين المحدث الاسترابادي 3-4 قرون، في هذا الكتاب الذي هو باللغة الفارسية في صفحة 3 من المقدمة هذه عبارته يقول: ودر اثناي آن مؤلف حوالاتي وإشاراتي به متقدمين أمامية اصولية كرده كه پري از آن مذهب غلاة واخبارية وحشويه است، إذن في القرن السادس والسابع يعبّر عن علماء الإمامية بعضهم أصولية وبعضهم أخبارية، إلّا أن يقال أن هذا اشتراك لفظي، مراد من الأخبارية ليس الأخبارية، ذلك بحث آخر، لابد أن نتعرف انه واقعاً ما هو الحال هل المراد منه الأخبارية كنظرية كما أسس له المحدث الاسترابادي، أو لا، مراد اخبارية يعني يعتمدون أخبار كالشيخ الصدوق مثلاً هذا مورد.

    المورد الثاني: ما ذكره المظفّر (صاحب أصول الفقه) في مقدمته على جامع السعادات عنده مقدمة قيمة على جامع السعادات للمولى النراقي وهناك يقول في صفحة 8 من المقدمة: والعقل أبداً لا يجوز الركون إليه في كل شيء، وهكذا نشأت فكرت الأخبارية الحديثة، هذا تقييد الحديثة يعني توجد عندنا أخبارية قديمة التي بناها فلان، يقول ثم يظهر إلى آخره، ومن هنا قسّموا الأخبارية إلى حديثة وإلى قديمة.

    المورد الثالث: ما ورد عند علماء أهل السنة في كتاب شرح المواقف للقاضي عضد الدين عبد الرحمن الايجي، والشرح للمحقق الشريف الجرجاني المتوفى 812 من الهجرة، يعني في القرن التاسع، والمحدث الاسترابادي في القرن الحادي عشر، هناك في المجلد الثامن في صفحة 392 يقول: فاختلفوا وتشعّب متأخّروهم إلى معتزلة وأخبارية، يعتقدون ظاهر ما ورد به الأخبار، يعني الشيعة انقسموا إلى معتزلة الذي يُتّهم به سيد المرتضى والشيخ المفيد والشيخ الطوسي، وإلى أخبارية، وهم الشيخ الصدوق وإلى غير ذلك، في كتاب الفكر السلفي عند الشيعة الاثنا عشرية هناك يوجد عنده بحث تفصيلي، يبدأ من صفحة 200 إلى صفحة 220، الفكر السلفي عند الشيعة حتى القرن الرابع الهجري، يشير إلى أنّ المنهج الذي كان هناك منهج أخباري، منهج سلفي، لماذا يسمى سلف؟ باعتبار أن هذا المنهج السلفي لم تكن اصوله عند مدرسة أهل البيت، أصوله عند الحنابلة، عند احمد بن حنبل، عند الحشوية، في القرن الثاني، وفي قبالهم كان يوجد المعتزلة، الذين استطاعوا أن يحكموا بعد المأمون جاء المتوكل كان جاءت حضوة احمد ابن حنبل فقضى المعتزلة قضاءاً مبرماً وأحيا نظرية الحديث، وأنّ المستند هو الحديث، ولا مجال لغير الحديث، لا العقل، ولا القرآن، وسيأتي بحثه إن شاء الله.

    البحث تراجعوه في كتاب الفكر السلفي عند الشيعة الاثنا عشرية الاستاد الدكتور علي حسين الجابري.

    سؤال: في النتيجة سيدنا أنت ماذا تعتقد؟ في النتيجة هذه لها أصول لها جذور المدرسة الأخبارية أو ليس لها؟ قبل أن أشير إلى اعتقادي في المسألة، بودّي أن أشير إلى نكتة هذه النكتة التي أشرت إليها تلميحاً أريد أن اؤكدها، النزاع كان قائماً في عهد رسول الله بين الصحابة واستمر، سواء كان نزاع عن غرضٍ أو عن غير غرضٍ المهم أن الاختلاف كان موجوداً في عهد رسول الله أو لم يكن؟ نعم، وبدأ واشتد هذا الاختلاف بعد رسول الله، واوّلوا، آثار هذا الاختلاف ظهر في السقفية المشؤومة، تتصورون أن هذه السقفية الأولى التي اصطلح عليها السقفية الأولى بأن السقفية الثانية كانت الشورى السداسية، إلي أسسها الخلفية الثانية واقعاً كانت أهواي أدق وأعمق، حتى أن أمير المؤمنين سلام الله عليه وجد نفسه واقعاً يحضر أو لا يحضر؟ أن لم يحضر يقولوا بأنّه عرضناه له وقلنا له تعال صير خليفة هو ما أراد، ماذا يفعل أصحاب رسول الله؟ هو تنازل عن حقه، ماذا نفعل؟ إن حضر نُظمت هذه السداسية بشكل تنتهي إلى انتخابه أو لا تنتهي؟ لا تنتهي أبداً، هو قالها في الخطبة الشقشقية قالها كاملة، كانت دقيقة ومنظمة من قبل الخليفة الثانية، كان يعرف ماذا يفعل، وجداً خطيرة كانت، وهي التي هيئت للمدرسة والاتجاه الاموي، طبعاً بدايات الاتجاه الاموي أين بدأت؟ في السقفية الأولى ولكنه على رأس الخلافة بعد رسول الله يأتي شخص من بني أمية فيفتح لكم كل أبواب السلطة، هذه حدثت في عهد عثمان، وعثمان الحق والإنصاف لم يقصّر في حق بني أمية، هيأ لهم كل الأرضية الكاملة، كل الولايات والأقاليم وبيت المال وكلها، سلم مفاتيحها بيد بني أمية، وعند ذلك وجد بنو أمية بعد عدهم حاجة إلى عثمان أو لا عدهم حاجة إلى عثمان؟ انتهى دور عثما،ن فقاموا بتلك المؤامرة وهي المؤامرة لإسقاط عثمان، واتهام علي وأتباع علي بأنه هو الذي هيّأ لإسقاط عثما،ن ولهذا تجدون مباشرةً بعد إسقاط عثمان مباشرةً معاوية رفع قميص عثمان، المهم هذا الاختلاف استمر ثم بني أمية جاؤوا ثم بني عباس جاؤوا ثم إلى آخره ثم…. الاختلاف هي سنة العلم، من اللوازم الضرورية التي لا ينفك عنها العلم، العلم الإنساني والعلم البشري، لا يتبادر إلى الذهن أن نصل إلى يوم لا يوجد فيه اختلاف أبداً، ولكن تعالوا جميعاً نحفظ آداب الاختلاف، فنجعل الاختلاف قائم على أسس علمية، فتكون حواراتنا علمية لا حوارات جهلية.

    هذا الذي حدث بين الأخبارية وبين الأصولية واقعاً على يد المحدث الاسترابادي أخذ لباساً خارج عن نطاق العلم والعلماء، أنا فقط أنقل لكم كلمات المحدث البحراني، كيف ينتقد المحدث الاسترابادي، حتى البحراني صاحب الحدائق احتمله أو لم يحتمله؟ لم يحتمل المحدث الاسترابادي، في صفحة 170 يقول: ولم يرتفع صيط هذا الخلاف يعني بين الأصوليين والأخباريين ولا وقوع هذا الاعتساف إلّا من زمن صاحب الفوائد المدنية سامحه الله تعالى برحمته المرضية، فإنّه قد جرّد لسان التشنيع على الأصحاب، واسهب في ذلك أي إسهاب، وأكثر من التعصبات التي لا تليق بمثله من العلماء الأطياب، وهو وإن أصاب الصواب في جملة من المسائل التي ذكرها في ذلك الكتاب، إلّا أنّها لا تخرج عن ما ذكرنا من سائر الاختلافات إلى آخره… وكان الأنسب بمثله حملهم على محامل السداد والرشاد (هذا هو المنطق العلمي يقول كان ينبغي أن يحمل الأصوليين اختلف معهم ولكن لماذا يشكك في نواياهم) إن لم يجد ما يدفع به عن كلامهم الفساد، فإنّهم رضوان الله عليهم (الاصوليون الذين اختلف معهم المحدث الاسترابادي) لم يألوا جهداً في إقامة الدين وإحياء سنة سيد المرسلين، كما أنت هذا هدفك هو هذا هم هدفه، طبعاً الكلام موجّه إلى الاتجاهين، الأصولي هم مو من حقه أن يتهم الأخباري، كما أن الأخباري مو من حقه أن يتهم الأصولي، ولا سيما آية الله العلامة الحلي؛ لأنه هو أكثر الطعن عليه، الذي قد أكثر من الطعن عليه والملامة، فإنه بما الزم به علماء الخصوم من الحجج القاطعة والبراهين، حتى آمن بسببه الجمّ الغفير، ودخل في هذا الدين الكبير والصغير، والشريف والحقير، وصنف من الكتب المشتملة على غوامض التحقيقات، ودقائق التدقيقات، حتى أنّ من تأخر عنه لم يلتقط إلّا من درر نثاره، ولم يغترف إلّا من زاخر بحاره، قد صار له من اليد العليا عليه وعلى غيره من علماء الفرقة الناجية ما يستحق به الثناء الجميل، ومزيد التعظيم والتبجيل، لا الذم والنسبة إلى تخريب الدين، كما اجترء به قلمه وعلى غيره من المجتهدين.

    هذا كلام علم من أعلام الأخبارية ولكن المعتدلين المنصفين.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2013/10/20
    • مرات التنزيل : 3495

  • جديد المرئيات