أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
من المصادر الأساسية للوقوف على هذا البحث، وهو الخلاف والاختلاف بين الاتجاه الأخباري والاتجاه الأصولي، بإمكان الأعزة أن يرجعوا إلى دائرة المعارف الإسلامية الكبرى، بالطبعة الفارسية ومترجمة أيضاً إلى اللغة العربية، أنا أنقل من اللغة العربية، بإمكان الأعزة الذين يتابعون الترجمة الفارسية موجودة في مادة الأخباريون.
في هذا الكتاب بشكل واضح وصريح في صفحة 205 هناك يقول: ويلاحظ استخدام مصطلح الأخباري بحق أتباع نصوص الروايات والأخبار إلى آخره، فيحاول أن يقول بأن الأخبارية أيضاً لها جذور قديمة في تاريخ مدرسة أهل البيت، والمهم أشير إلى بعض النكات المربوط هنا وجودها ومصادرها وهنا موجودة بشكل دقيق لأن الكتاب من الكتب العلمية المستندة، دائرة المعارف أنا أنصح الأعزة خصوصاً الذين يطالعون اللغة العربية، لأنه عشرات بل مئات من المحققين اشتغلوا على هذا الكتاب علمياً، فلا يوجد فيه بحث بلا استناد بلا مصدر بلا مرج،ع كما قيل أو يقال أو ينقل، لا، كلها مشار إلى المصادر وبمختلف اللغات العربية الفارسية الإنجليزية الفرنسية، كلها مصادرها موجودة، ولكن فقط من باب الإشارة أنه في بعض مقاطع تأريخ الإمامية، وأنا بودي أن الأعزة يطالعوا هذا التأريخ المبارك لمدرسة أهل البيت، أنّه بلغ الصدام والاصطدام والمعركة بين الأخباريين والأصوليين إلى حد الافتاء بعدم جواز الصلاة خلف الأخباري، هذه مرحلة بلغتها في كربلاء على يد الوحيد البهبهاني وصاحب الحدائق، يقول: وخلال ذلك لم يكن الوحيد البهبهاني يتورع عن معارضة الشيخ يوسف البحراني، وكان ينهى النار على الصلاة خلفه، بينما كان صاحب الحلائق قد أفتى بصحة الصلاة خلف الوحيد البهبهاني، ولمّا ابلغ الشيخ يوسف بما يقوله الوحيد بشأنه، (هذا يبين بيني وبين الله عظمة هذا الرجل أخلاقياً وعملياً) كان يقول: إنّ تكليفه الشرعي ذاك، وتكليفي الشرعي هذا، هو وجد تكليفه الشرعي أن يحرّم الصلاة خلفي، وأنا أجد أن التكليف الشرعي أن أجوّز الصلاة خلفه، فكل منا يعمل بما كلفه الله تعالى به، هذا المنطق العلمي هذا المنطق الديني هذا منطق أهل البيت (عليهم أفضل الصلاة والسلام)، أمّا بمجرد أنه كذا وكذا، هذا أنا أعبر عنه منطق جاهلي وليس منطقاً علمياً، المنطق الجاهلي يقوم على هذا الأساس، بالأمس رسول الله هو الصادق الأمين، بمجرد أن خرج على بعض عادات قومه وعشيرته، صار كذّاب وساحر ومجنون، هذا المنطق منطق جاهلي، ولذا يعبّر عنه القرآن جاهلي؛ لأنه منطق جاهلي هذه جاهلية على أي الأحوال، المنطق الديني هذا المنطق الأخلاقي، بل أخطر من ذلك بلغ التصادم بين المدرستين أو الاتجاهين أن أجاز وأفتى بعض أكابر علماء الأصوليين والمدرسة الأصولية بقتل أكابر المدرسة الأخبارية، وهذه جداً خطيرة، أنّه في مدرسة كلهم يؤمنوا بإله وبنبي وبإمام أيضاً، كلهم يعتقد يعني في مدرسة أهل البيت، يقول: ومن بقية أئمة الأخباريين المتطرّفين كان محمد بن عبد النبي المحدّث النيسابوري الاسترآبادي، المتوفى 1223 من الهجرة، حدود مئتين سنة، المعروف بالميرزا محمد الأخباري، الذي كان يشنّع على المجتهدين الأصوليين، مثل من؟ كان يشنع على الميرزا القميّ، وعلى الشيخ جعفر كاشف الغطاء، وعلى مير سيد على الطباطبائي، وعلى السيد محمد باقر حجة الإسلام الاصفهاني، ومحمد إبراهيم الكلباسي، وكان يظهر لهم العداء بشكل سافر، يعني ما عنده تقية مع الأصوليين، لم يكن الميرزا محمد ليتورّع إطلاقاً عن اظهار معارضته بشكل علني لعلماء الأصول، سواء في القول أو في الكتابة، وهذا ما أدّى إلى أن يؤيّد أمر قتله من قبل مشاهير العلماء المجتهدين، استجازوهم بأنّ هذا الإنسان مهدور الدم؟ قالوا بلي مهدور الدم فقتلوه شرّ قتله، قال: انذاك مثل سيد محمد مجاهد وأعلام نجم ميرزا علي سيد الطباطبائي الشيخ موسى نجل الشيخ جعفر كاشف الغطاء والسيد عبد الله شبر وكذلك الشيخ أسد الله الكاظمي، صاحب كشف القناع ابوالمقابس إلى آخره.
إذن القضية قضية في تاريخ الإمامية لم تقف فقط عند حدود …. ولذا أنا بعض الأحيان أجد بعض المخالفات لما طرحناه في الاونة الأخيرة، أجد لا الفاصلة بيني وبين ما حصل في تاريخ الإمامية الفاصلة كثيرة بعد كبيرة إلى الآن لم يفتي أحد بقتلنا.
طبعاً هذه المدرسة لها تاريخ عريق، لا أقل من المحدث الاسترابادي، بعد ذلك مرّت بمراحل، من الذين نسب إليهم هذه المدرسة أو كانوا من الاخباريين الشيخ يوسف البحراني ومنهم السيد نعمة الله الجزائري، صاحب أنوار النعمانية، ومنهم أيضاً الملا محسن الفيض الكاشاني، ومنهم أيضاً الشيخ محمد تقي المجلسي، ومنهم أيضاً الشيخ محمد باقر المجلسي، ومنهم جملة…، فعندما تضع يدك على تاريخ الإمامية خصوصاً في أربعة خمسة قرون الماضية تجد أن المدرسة الاخبارية مو هكذا بيني وبين الله يمكن أن يمر عليه مرور الكرام، لا، اعلام كبار من الطائفة مرتبطين، مع اختلاف في درجات تعصبهم وتطرفهم واعتدالهم، سواء كانوا في أقصى اليمين أو كانوا في اليمين، أو كانوا في الوسط في النتيجة هؤلاء كلهم من كبار ماذا؟ وأنت عندما ترجع إلى تراثنا المكتوب تجد عموماً مكتوب بأيدي الاخباريين، يعني عندما تأتي إلى البحار، وإلى الوسائل، إلى مستدرك الوسائل، إلى الوافي، إلى شروح الوافي كلها بأيدي من؟ فالفكر الأساسي في مدرسة أهل البيت في الأربعة قرون الأخيرة فكر المدرسة الاخبارية، وليست المدرسة الأصولية، نعم الأصولية استطاعوا قدر ما يستطيعون أن يخلصوا الفقه الأصغر من أيدي الاخبارية، وإلّا منظومة المعارف بقيت بيد الاخبارية، وإلى يومك هذا، وسأثبت لكم بالأدلة والارقام إلى يومنا هذا نحن محكومون، نقول لسنا اخباريين باللفظ، ولكن فكراً عملاً سلوكاً اخلاقاً تاريخاً نحن نعيش في فضاء المدرسة الاخبارية.
ما هو رأينا في المسألة التي طرحناها بالأمس؟ انه في النتيجة هذه المدرسة الاخبارية واقعاً مدرسة مبتدعة، محدثة أحدثها الامين الاسترابادي؟ أو مدرسة ضاربة في عمق فكر مدرسة أهل البيت في العمق ضارب لها جذور هناك، وإنما الذي فعله محمد امين الاسترابادي هو نظّر لهذه المدرسة، أعطى لها اطرها لا أنها أوجدها من لا شيء لا ليس الأمر كذلك، في النتيجة أي منهما، فإذا ثبت انه هذه هي المدرسة الأصلية في مدرسة أهل البيت خصوصاً في القرن الثاني والثالث والرابع، القرون الثلاثة التي بعدها جاء الطوسي والمفيد والمرتضى في القرن الرابع والخامس، هؤلاء يدعون أن المدرسة كان علماء مدرسة أهل البيت كانوا من الاخباريين، إذن علماء مدرسة أهل البيت في عصر الأئمة وفي عصر الغيبة الصغرى كانوا أصوليين لو كانوا أخباريين؟ إذا صحت الدعوى التي يقولها الاسترابادي، هذا معناه ان المدرسة الاخبارية كانت قائمة في عصر الأئمة، وفي عصر الغيبة الصغرى، والذي خرج عنها هؤلاء الأعلام ومن تبعهم، ثم رجعت إلى وضعها الطبيعي، خرجت قليلا عن الصراط المستقيم ثم رجعت على يد الأمين الاسترابادي وتلامذة أمين الاسترابادي.
الجواب على هذا يحتاج منّا أن نقف عند مباني المدرسة التي أسس لها الأمين الاسترابادي، إذا عرفنا مباني الأمين الاسترابادي، عند ذلك نرجع إلى الوراء، هو يقول أن الكليني منّا من الاخباريين، نرى انه واقعاً مبانيه موجودة أو غير موجودة؟ فإذا كانت موجودة إذن الحق مع الاسترابادي، هو يقول الشيخ الصدوق الأب منّا، نرجع لنرى تراثه، هو يقول أن الشيخ الصدوق الابن (طبعاً الشيخ الصدوق الابن الآن عدنه 16 من كتبه الواصلة إلينا، وكتبه كما هو يقول تتجاوز 180 كتاب لم تصل إلينا، فقط مدينة العلم يقال بأنه كانت 100 مجلد، ويقولون أنها لعله موجودة في بعض الكتب الكبيرة في روسية أو بعض البلدان الأخرى، أن المخطوطة موجودة ولكنه لم تبين إلى الآن) هذا معناه أنه نطبق على الكتب الموجودة بيدنا، ننظر إلى ما قاله المفيد عن الشيخ الصدوق، لنرى انه ينطبق عليه مدرسة الاسترابادي، أو لا تنطبق؟ فإذا وجدنا مباني وقواعد وأسس النهج الاسترابادي موجودة عند الصدوق، فالحق مع الاسترابادي؛ لأنه قال منا وهو منهم.
من هو المحدث الاسترابادي؟ الخطورة في المحدث الاسترابادي أن هذا الرجل كان أصوليا ومجتهداً من الطراز الأوّل، ثم انقلب على الأصوليين، وهذا معناه أن كل نقاط الضعف عند الأصوليين يعرفها، مرة يأتي أحد من خارج المدرسة وينقد، هذا لا يعرف مباني المدرسة، افترض ملاصدرا ينقلب على الفلسفة يبقى من الفلسفة شيء أو لا يبقي؟ لا؛ لأنه يعرف كل مباني الفلسفة، لا تستطيع أن تتهمه، تستطيع أن تتهم ملاصدرا أنّه لا يعرف؟ لا يمكن، افترض أن السيد الخوئي ينقلب على علم الرجال، هل يستطيع أحد ان يقول للسيد الخوئي أن المباني الرجالية ليست بيدك؟ أبداً ما يمكن، ولهذا في صفحة 205 يقول: كان الاسترابادي في البدء ضمن المجتهدين، وقد أخذ الإجازة من صاحب المدارك، وصاحب المعالم، لم يكن إنساناً عادياً، وظلّ لفترة يتبع طريقتهما، لكن لم ينضد طويل وقت حتى أعرض عن اسلوب استاذيه، وهبّ لمعارضة فريق المجتهدين، ويعتقد البعض أن جميع الخطوات التي خطاها كانت نتيجة تأثير أفكار أستاذه الميرزا محمد الاسترابادي.
إذا أراد أحد أن ينقد اتجاهاً، مدرسة، نظرية، قولاً، عليه أن يتقن مباني تلك المدرسة، أمّا إذا أنا كنت في مجلس وجدتُ أن بعض الجالسين بدؤوا يتكلمون بكلام اربؤوا بنفسي بفلسفة ويشيرون إليّ، ونريد أن ندخل معك في بحث، أنا قلت للجالسين، وكانوا من أهل الفضل أن فلان الذي يريد أن يناقش أنا لا اطلب منه شيء إلّا أن يعّد لي خمسة كتب من كتب الفلاسفة، أريد أن اعرف يعرف أسماء كتب الفلاسفة أو لا يعرف، فإذا ثبت انه يعرف بيني وبين الله ادخل معه في بحث، وما استطاع، وطبيعي لا يستطيع، لأنه هو يرى أن هذا العلم حرام واحد يقرأه إذا كان حرام هو يقرأه أو لا يقرأه؟ الذي يحرّم علماً يقضي مدة من عمره لدراسة ذاك العلم؟ إذن كيف يريد أن يناقشك، أمّا محمد أمين الاسترابادي هم احد يستطيع أن يقول له أنت من أين تعرف مباني المجتهدين؟ أو لا يستطيع أحد أن يقول له لا يستطيع، لأنه هو كان مجتهد ومجاز من هؤلاء.
مباني المحدث الاسترابادي: تقوم نظرية الاسترابادي على هذا الأصل الأصيل الوحيد المنحصر، وهو أنّ كل منظومة المعارف الدينية، من الأصول والفروع، والأخلاق والسيرة، والتأريخ، والتفسير، كل هذه المنظومة، يعني أصول الكافي، فروع الكافي، روضة الكافي، يعني دورة البحار، والبحار فقط تكلم في الفروع؟ لا، تكلم في التفسير في العقائد، في التاريخ، في السيرة، في الأخلاق، في المواعظ، في كل شيء تكلم، في المقامات، في الأنبياء، في المرسلين، في الأئمة، في الاوصياء، لا يمكن الاعتماد على شيء غير الرواية الواردة عن أئمة أهل البيت حصراً، لا القرآن ولا أحاديث رسول الله، ولا العقل، فقط أحاديث أهل البيت، حتى أحاديث رسول الله؟ يقول نعم، حتى أحاديث رسول الله، أن جاءتنا من طرق أئمة أهل البيت نقبل، أمّا أن لم تصل إلينا من طرق أئمة أهل البيت، حتى سنة رسول الله لا نقبلها.
في الفوائد المدنية، طبعة مؤسسة النشر الإسلامي، صفحة 59، يقول: ومن المعلوم أن حال الكتاب ـ يعني القرآن الكريم ـ والحديث النبوي ـ يعني السنة النبوية ـ لا يُعلم إلّا من جهتهم عليهم أفضل الصلاة والسلام، فتعيّن الإنحصار في أحاديثهم، لا عقلٌ (مو عقل يعني أداة الإدراك يعني الإنتاج الذي ينتجه العقل)، ولا ظواهر القرآن، ولا روايات رسول الله، كلها في خانة الإقصاء والإهمال، إلّا حديث أئمة أهل البيت.
وكذلك في صفحة 92 من الكتاب، يقول: فإنّها صريحةٌ في حرمة الاجتهاد والتقليد، وفي وجوب التمسّك بروايات العترة الطاهرة، المسطورة في تلك الكتب المؤلفة بأمرهم، (يعني الأصول الأربعمة وما جُمع منها) إلى أن يقول: لا مدرك للأحكام الشرعية (المراد من الأحكام هنا يفسر النظرية فرعية كانت أو أصلية، يعني أصول الدين أو فروع الدين أو اخلاق أو سيرة أو تفسير) إلّا أحاديث العترة الطاهرة، وتلك الروايات الشريفة متضمنة لقواعد قطعية، تسدّ مسدّ الخيالات العقلية المذكورة في الكتب الأصولية، والاعتبارات المذكورة في كتب فنّ دراية الحديث، (إذن إسقاط علم الرجال وعلم الحديث) والقواعد الظنيّة العربية المذكورة في فنّ المعاني والبيان، كله لابد من إسقاطه قليلة، الجدوى عند الاخباريين؛ لأنهم لم يعتمدوا إلّا على دلالات واضحة، صارت قطعية، وتلك القرائن وافرة في كلام أهل البيت، لا في كتاب الله، ولا في كلام رسول الله، فقط رواية أهل البيت، ولذا إذا عندك روايات متواترة من كتب السنة عن رسول الله لها قيمة أو ليست لها قيمة؟ لا قيمة لها.
وكذلك في صفحة 241 من الكتاب يقول: واعلم أنّ إنحصار طريق العلم بنظريات الدين في الرواية عنهم، وعدم جواز التمسّك في العقائد، فضلاً عن الفروع، التي يجوز الخطأ فيها عادةً بالمقدّمات العقلية، إسقاط حجية العقل، وفي الأعمال بالاستنباطات، في الأصول المقدمات، وفي العمليات يعني في الفقهيات بالاستنباطات الظنية، من كتاب الله أو من سنة رسوله، أبداً لا يجوز الاجتهاد في كتاب الله أو في سنة رسوله، أو من الاستصحاب، أو من البراءة الأصلية، أو من القياس، أو من إجماع المجتهدين، كان هذا من شعار متقدمي أصحابنا، أنّه هذا هو الأصل في كل شيء، وعشرات العبارات من هذا القبيل.
إذن الأصل الأصيل في منظومة المعارف الدينية هو حديث الأئمة فقط، وأخرج منه حتى حديث رسول الله، فإذن كل كتب الآخرين، افترض روايات قيمة دقيقة علمية متواترة وردت عن عليّ في البخاري ومسلم ومسند احمد، لها قيمة أو لا قيمة لها؟ كلها لا قيمة لها، هذه القطعية العلمية وإقصاء الآخر وطرد الآخر.
سؤال: عندما انتهى محمد أمين الاسترابادي إلى هذه النظرية، بدأ يؤسّس، قام بعملين، بعبارة أخرى الفوائد المدنية هو علم أصول الاتجاه الأخباري، يعني نظريتهم الأصولية هنا، قام بعملين أساسيين: العمل الأوّل أقام أدلة يميناً ويساراً لإسقاط حجية ظواهر الكتاب الكريم، ولإسقاط حجية الاستدلالات العقلية، العقل بالمعنى الثاني، يعني الذي أنتج من مقدمات عقلية نتيجة عقلية توليد عقلي، وأسقط عملية إعمال الاجتهاد والنظر في الفهم، قال: لا يحق لأحد أن يجتهد، ومن هنا سُمّي هؤلاء في الطرف المقابل المجتهدين، واؤلئك سموا بالأخباريين يعني ليسوا بمجتهدين.
ذكر ذلك في الفوائد المدنية، فيما يتعلق بإسقاط ظواهر القرآن وحجية القرآن الكريم، بحثنا مفصل في كتاب الظن، الموجودة بيد الإخوة كتاب الظن من مباحث خارج الأصول عندنا، وكتاب أصول التفسير أيضاً هنا بحثناه.
في الفوائد المدنية صفحة 104 يقول: الصواب عندي مذهب قدماءنا الأخباريين، أمّا مذهبهم فهو أنّ كلما تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة، عليه دلالة قطعية من قبله تعالى، حتى ارش الخدش، وأن كثيراً مما جاء به النبي من الأحكام، ومما يتعلّق بكتاب الله وسنّة نبيه، من نسخ، وتقييد، وتخصيص، وتأويل مخزون عند العترة الطاهرة، إذن من هنا لا نحتاج لا إلى الكتاب ولا إلى سنة رسول الله؛ لأنه كله مخزون عند العترة الطاهرة، وأنّ القرآن ورد في الأكثر على وجه التعمية، كلها معمّيات حتى يفهمها الناس أو لا يفهمونها؟ لا يفهمون، حتى يلجئ الناس إلى أن يأتوا باب عترة النبي فجعل القرآن مفهوماً أو ليس بمفهوم؟ فضحّى بالكتاب المعجز الإلهي؛ لأجل ربط الناس بأهل البيت، يقول: ورد في الأكثر على وجه (لماذا يقول في الأكثر باعتبار أن هذه لا تؤثر هذه من عرفها لا يمكنه أن يستغني بها عن عترة أهل البيت) التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعية، وكذلك كثير من السنن النبوية، وأنّه لا سبيل لنا فيما لا نعلمه من الأحكام الشرعية النظرية، أصلية أو فرعية، إلّا السماع من الصادقين عليهم أفضل الصلاة والسلام، وأنّه لا يجوز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر كتاب الله، ولا من ظواهر السنن النبوية، ما لم يُعلم أحوالهما من جهة أهل الذكر، فإن لم يكن، يجب الاحتياط، بل يجب التوقف والاحتياط فيهما.
هذا على مستوى إسقاط القرآن الكريم، إذن القرآن الكريم خرج من معادلة مرجعية المعارف الدينية، بعد من حقك أن ترجع أو ليس من حقك؟ الآن ما أريد استبق الأبحاث، وانتم تجدون في ثلاثة قرون الأخيرة أو القرنين الأخيرين أنّ علماء الإمامية كم اشتغلوا على القرآن الكريم، هذا يكشف أن الفضاء الحاكم الفضاء الاخباري، مئات الكتب كتبت في الرجال وفي الفقه، ولكنه لن تجد عُشر معشارها في القرآن وفي معارف القرآن؛ لأن الفضاء الحاكم فضاء أخباري، نعم الأصوليين لساناً لفضاً يقولون القرآن، ولكنهم عملاً ادخلوا القرآن في منظومة استنباط المعارف أو لم يدخلوه؟ لم يدخلوه، بدليل تراثهم، انظر إلى تراثهم، من القرن الثاني عشرة من الهجرة الثالث عشر وإلى يومنا هذا.
هذا فيما يتعلق بإسقاط القرآن من الاعتبار في النهج الأخباري، أمّا إسقاط العقل، وما أدراك أن هؤلاء ماذا قالوا عن إسقاط العقل؟ قالوا وشتموا وأسقطوا وكفّروا وقالوا ما قالوا في من استعمل العقل، هذا معناه أنّه العقل له قيمة أو ليست له قيمة؟ وإلّا إذا له قيمة لماذا إذا استندت إلى العقل أن أكون كافراً، والذي أسس لهذا المجلسي، وهو أوّل من اتّهم الفلاسفة.
والحمد لله رب العالمين