نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (387)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا أنه توجد مجموعة من النتائج والخلاصات التي انتهينا اليها في هذا التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم القمي، نحاول أن نقف عليها إجمالاً حتى يتضح الموقف من هذا الكتاب.

    النتيجة الأولى: أن هذا التفسير النسخة القديمة منه وجدت في القرن الخامس أي تقريباً قرن بعد علي بن إبراهيم، وهذه النسخة المتداولة بالأيدي وصلت إلينا في القرن الحادي عشر، من هنا لابد من الوقوف على تلك النسخ، النسخة التي في قرن الخامس والنسخ التي في القرن الحادي عشر، طبعاً كما ذكرنا النسخة المتداولة الآن بالأيدي والمسمات بتفسير علي بن إبراهيم القمي، هي النسخة التي ترتبط بالقرن الحادي عشر.

    النتيجة الثانية: التي هي النتيجة الأساسية في اعتقادي هي أنّه هذا التفسير من الواضح والمقطوع به الذي لا مجال للشك فيه، أنه ليس هو التفسير الذي كتبه علي بن إبراهيم القمي، هذا مما لا إشكال فيه عند جميع المحققين الذين حققوا في هذا الكتاب، نعم علي بن إبراهيم القمي كان له تفسير، ولكن على الجزم واليقين ليس هو هذا الذي بأيدينا، أمّا يبقى من هو مؤلف هذا الكتاب الذي يسمى الآن بتفسير علي بن إبراهيم القمي، هناك اختلاف في وجهات النظر، ولكن الجميع متفق على أنّه إمّا مجهول، ولو كان معلوماً أيضاً لا يُعلم حاله، يعني لم ترد ترجمته في كتب علم الرجال، إذن عند ذلك لا يهم كثيراً أن تعرف من هو الذي كتب هذا التفسير، كتبه فلان أو فلان، إمّا مجهول، وإمّا معلومٌ من حيث الإسم ولكنه مجهول من حيث الترجمة.

    النقطة الثالثة: أنّ هذا التفسير ليس هو تفسير روائي وأثري خالص؛ لأن التفاسير الموجودة بأيدينا بعضها أثرية خالصة، يعني هو لا يتدخل لا يقول رأياً في المسألة، كما في نور الثقلين، أنتم لا تجدون هناك رأياً يذكره صاحب التفسير، وإنما يأتي بالآية وينقل الروايات الواردة في ذيلها، أمّا عندما تأتون مثلاً إلى تفسير الصافي ليس الأمر كذلك، فإنه بعد أن ينقل الروايات يقول أقول، هذا التفسير وهو المنسوب إلى علي بن إبراهيم القمي أيضاً من هذا القبيل، هناك كثير من الآراء والاجتهادات الموجودة في تفسير علي بن إبراهيم، ومن هنا لا ينبغي الخلط بين الروايات وبين الآراء الاجتهادية التي وردت في هذا التفسير، في جملة من الأحيان الإنسان عندما يراجع يجد أنّ الذين نقلوا عن هذا التفسير تصوروا أنّ الآراء المذكورة في التفسير من العلماء والمشايخ والأعلام، هي روايات، فنقلوها بعنوان الرواية، مع أنها ليست رواية وإنما هو رأي اجتهادي ذكره إمّا علي بن إبراهيم أو أنّ المؤلف أو الذي جمع هذا الروايات يذكر آراء المشايخ، إذن لابد أن يعلم أنّه ليس تفسيراً روائياً خالصاً محضاً، بل هو مشوب أو خليط ومختلط بين الروايات وبين الآراء الاجتهادية، ولابد لمن يراجع أن يشخّص أنّ هذه رواية أو رأي اجتهادي.

    النقطة الرابعة: أنّ هذا الكتاب الذي بأيدينا من الواضح أنّه لم يعتمد مصدراً واحداً، هل هو مجموعة ثلاثة كتب؟ أربعة كتب؟ أو مجموعة من مصادر قد تصل إلى ما يتجاوز العشرين، وهذا ما أشرنا إليه تفصيلاً فيما سبق، بأنّ المنابع والمصادر التي استند إليها المؤلف، ليس هو تفسير علي بن إبراهيم، تفسير علي بن إبراهيم لا يمثل على أحسن التقادير إلّا ثلث الروايات الواردة في هذا الكتاب، وإلّا باقي الروايات التي تتجاوز حدود 700 رواية 650 رواية، هذه ليس مصدرها علي بن إبراهيم، وإنما مصادر أخرى في هذا المجال.

    النقطة الخامسة: أنّ الكتاب يمكن تقسيم رواياته إلى قسمين من حيث المحتوى والمضمون، القسم الأوّل: بيان أسباب النزول، يعني أنّ هذه الآية ما هو شأن نزولها، ما هي القصة، ما هي الحادثة التي أدّت إلى نزول هذه الآية أو تلك الآية.

    القسم الثاني: وهو في الأعمّ الأغلب، هو بيان بطون الآيات، بيان تأويل الآيات وفي الأعم الأغلب أيضاً تأويلها بأئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، ولذا تجدون أنّ الذي اعتمدوا هذا التفسير، واحدة من أهم الركائز التي استندوا إليها وقالوا أنّ هذا التفسير يُعدّ من مهمات كتبنا؛ لأنه فيها روايات كثيرة مرتبطة بمقامات أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

    النقطة السادسة: الملفت في هذين القسمين أنّ الروايات المرتبطة بأسباب النزول من القصص والحوادث، في الأعم الأغلب مصادرها سنية، بشهادة أنّه لا نجد أيّ أثر لهذه الروايات في كتبنا الأخرى، فقط موجودة في تفسير علي بن إبراهيم القمي، القصص التي اعتمد عليها في الأعم الأغلب مأخوذة من الإسرائيليات ومن الروايات الموضوعة، التي لا أساس لها في كتب مدرسة أهل البيت، من هنا عندما نأتي إلى روايات شأن النزول، لابد أن تلتفتوا جيداً لا تستندوا مباشرةً لأنه ورد في تفسير علي بن إبراهيم، لا أبداً لأنه لابد أن تعرفوا مصادر هذه الروايات، عندما تراجعون تجدون أنها موجودة في مصادر أهل السنة، وعندما تراجعون مصادر أهل السنة، تجدون في الأعم الأغلب، أو في كثير من الأحيان حتى لا نوسع الدائرة، تجدون أنها روايات أمّا إسرائيلية، وإمّا من الموضوعات والمختلقات والأكاذيب، وهذا بخلاف الروايات التأويلية أو في النصوص التأويلية، فإنها في الأعم الأغلب مسندة ولها نصوص، صحيحة أو غير صحيحة، موجودة لها نظائر في كتبنا أو لا، له بحث آخر، إذن لابد أن تلتفتوا إلى مضامين الروايات الواردة في شأن النزول والقصص في الأعم الأغلب أصلا قصص لا سند لها، وإنما مأخوذة من مصادر أهل السنة، وعندما نراجع هناك أيضاً لا نجد لها أي أصل في الكتب المعتبرة.

    النقطة السابعة: من الواضح مما تقدم أنّ المؤلف الذي جمع هذه الروايات، كانت بيده مصادر أهل السنة، ليس أنّه فقط اعتمد على مصادر الشيعة وعلماء مدرسة أهل البيت كما اتضح في النقطة السابقة.

    النقطة الأخرى: والتي تبين أنّ هذا التفسير ليس تفسير علي بن إبراهيم، وليس هو الكاتب لهذا التفسير الذي بأيدينا، أنّه في موارد كثيرة ومتعددة يقايس بينما قاله علي بن إبراهيم، وما قاله مشايخ وأعلام آخرون، فيقدم كلمات الآخرين على علي بن إبراهيم من الواضح بعد لا يمكن أن يكون الكاتب لهذا التفسير هو علي بن إبراهيم، طبعاً في كل هذه الموارد توجد شواهد في هذا التفسير، ولكن نحن إذا أردنا أن نقف عندها يأخذ وقتاً طويلاً بإمكان الاعزة المراجعة.

    النقطة الأخرى التي لابد أن يشار إليها، وهو أنّه في هذا التفسير توجد مقدمة مفصلة جداً، تكلمت عن النسخ وعن التحريف وعن روايات، وعن العموم والخصوص عن كثير من علوم القران جاءت في المقدمة، والغريب أن كلما جاء في المقدمة أو اغلب ما جاء في المقدمة توجد في الكتاب روايات مخالفة ومناقضة ومتهافته معه، يعني لا انسجام بين المقدمة وبين الروايات الواردة في متن هذا الكتاب، هذا يدل على ماذا؟ هل أن الكتاب كتبه شخص والمقدمة كتبها شخصٌ آخر؟ أو أن الذي كتبه لم يكن من أهل العلم بذاك المعنى حتى وقع في مثل هذا التناقض والتهافت له بحث آخر.

    النقطة الأخرى التي لابد أن نشير إليها، هي أن هناك تفاوتاً ليس قليلاً بين هذه النسخة الموجودة بأيدينا من التفسير، وبين ما نُقل علي بن إبراهيم من القرن الخامس إلى القرن الحادي عشر، قلنا علي بن إبراهيم كان له تفسير، وعلماء الطائفة كانوا ينقولوا عن علي بن إبراهيم، ولكن التفاوت كبير بينما ينقل عنه وبينما هو موجود في هذه النسخة التي بأيدينا.

    النقطة الأخرى: من الواضح أن هذا التفسير واضح أنّ صاحبه ومؤلفه يؤمن بتحريف القرآن، وهذه هي الطامة الكبرى، التي الآن ينسبون إلى الشيعة أن علماءهم يقولون بتحريف القرآن، واحدة من أهم مستمسكات القائلين والذين ينسبون إلى مدرسة أهل البيت أنهم يقولون بالتحريف، يستندون إلى تفسير علي بن إبراهيم القمي، ولعله والله العالم هل يوجد قائل بتحريف القرآن قبل هذا التفسير أو لا يوجد؟ لأنّ جملة ممن قال من علماء الإمامية أو من مدرسة أهل البيت أو من الأخبارية بتحريف القرآن، قالوا أوّل من قال بتحريف القرآن هو علي بن إبراهيم القمي، والواقع علي بن إبراهيم القمي براء من مثل هذه الدعوى؛ لأن هذا التفسير ليس تفسيره، وإنما نُسب إليه، إمّا عمداً وغرضاً، وإمّا جهلاً واشتباهاً، وجملة من الأعلام حتى المعاصرين الذين مالوا إلى مسألة تحريف القرآن استندوا إلى كلمات علي بن إبراهيم القمي، قالوا بأنّ هذا الرجل هو من الأوائل ومن المقاربين لعصر الغيبة الصغرى، ومن الثقاة ومن الأجلاء لابد اطلع على أدلة قوية لتحريف القرآن حتى آمن بهذه القضية.

    والقضية الثانية التي هي الآن أيضاً المستمسك لكثير ممن أنكر هذه المسألة، وهي توقيفية تسلسل الآيات في السورة الواحدة، الآن اتركونا من مسألة تحريف القرآن الكريم، إنّ هذه الآيات الموجودة في السورة الواحدة هل هي توقيفية  أو ليست توقيفية؟ تعلمون أن المسألة محل الخلاف، من أمثال السيد الطباطبائي يقول لم يثبت أن هذا التسلسل توقيفي، إلّا ما دل الدليل عليه، وإلّا الآيات لم يثبت أنها توقيفية، هذا التسلسل الموجود بأيدينا لا تثبت أنها توقيفيٌ، أيضاً مصدره الأصلي علي بن إبراهيم القمي، أو التفسير المنسوب إليه، وتعلمون أنّ هذه القضية لو تمت، معنى ذلك السياق في الآيات القرآنية هل بعد يمكن الاعتماد على السياق أو لا يمكن؟ لا يمكن، إلّا بعد إحراز تسلسل الآيات، وأنّ هذا التسلسل توقيفي من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، إذن هاتان مسألتان أساسيتان (مسألة التحريف ومسألة عدم توقيفية تسلسل الآيات) مصدرهما الأصلي عند القدماء  التفسير المنسوب إلى علي بن إبراهيم القمي، فإن ثبت أن هذا الكتاب لعلي بن إبراهيم، فواقعاً يشكل خطراً كبيراً على المذهب وعلى مدرسة أهل البيت، وإن لم يثبت كما هو الحق وكما بينا إذن لا نعلم أن القائل من هو أساساً هل هو من أتباع مدرسة أهل البيت، من المغالين من الأعداء من الوضاعين، لا نعلم ذلك، ولا يتبادر إلى ذهنكم إنما أقول أن المؤلف من الوضاعين يعني بالضرورة أن كل الروايات الواردة فيها موضوعة، لا، الوضاعون أيضاً يعرفون ماذا يفعلون، لابد أن يجعلوا عشرة روايات صحيحة ومعتبرة ومقبولة حتى تصدق بالباقي، هذه المسألة من المسائل المهمة، وهو فيما يتعلق بترتيب وتوقيفية الآيات، والصحيح كما اعتقد ذلك وكما توجد شواهد كثيرة تثبت هذه الحقيقة، أنّ هذا القرآن الذي بأيدينا هو كما جمعه رسول الله صلى الله عليه وآله، لا فقط (طبعاً الادعاء الموجود من جملة من محققي علماء أهل السنة، لا يتبادر إلى ذهنكم أن هذه موجود عند الشيعة، لا، أصلها موجود عن أهل السنة) أن ترتيب الآيات في كل سورة ترتيب نبوي وتوقيفي هو الذي كان يقول اجعلوا الآية في كذا واجعلوا الآية في كذا، وأنّ السور أيضاً كانت منظّمة في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، كاملاً هذه الآية كم سورة فيها، وهنا شواهد كثيرة منها، أنّ القرآن إذا لم يكن الآيات مجموعة في سور، لا معنى لأن يحاجج وأن يتحدى بأن يأتوا بسورة من مثله، أساساً لا توجد سورة في زمن رسول الله حتى يحاجج، كيف يحاجج؟ أن يأتو بعشر سور مفتريات، كيف يحاجج؟ أن يقرؤوا في السورة الكذائية فيها ثواب كذا، كيف يقول أن السورة مع أنه جمع أو لا يجمع؟ لم يجمع، طبعاً البعض واقعاً تطرف جداً، وأيضاً أقام شواهد، أن ترتيب السور كان على عهد رسول الله، يعني الابتداء بسورة الحمد، والانتهاء بسورة الناس أيضاً هذا توقيفي، بقرينة أن النبي صلى الله عليه وآله وردت روايات كثيرة كان يقول: من يختم القرآن، ما معنى أن يختم القرآن؟ إذا لم يكن مجموعاً بين الدفتين كيف يختمه؟ طبعاً مقدار من هذا البحث موجود في كلمات السيد الخوئي، بإمكانكم أن ترجعوا إلى البيان، أمّا تفصيل هذا البحث، لعله مِن أفضل مَنْ كتب في هذا المجال في جمع القرآن وتدوين القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله هو في التفسير الحديث لمحمد عزت دروزه، هذا الكتاب يقع في عشرة مجلدات، وعنوانه التفسير الحديث، وفي المقدمة هناك يبين حدود 80 صفحة يتكلم في جمع القرآن وتدوينه في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله، يبقى كلام إذن ماذا فعله الخليفة الأوّل؟ ماذا فعله الخليفة الثاني؟ ماذا فعله الخليفة الثالث في جمع القرآن؟ له بحث آخر، هؤلاء ماذا فعلوا، هل جمعوا القرآن؟ أو وحدوا النسخ الموجودة؟ هل جمعوا القرآن؟ أو حذفوا النصوص والروايات الموجودة في ذيل هذه النسخة؟ ذاك بحث آخر.

    إذن في مسألة تحريف القرآن ومسألة التوقيفية بين الآيات مما لا ريب فيه أنّه نبوي من هنا تأتي هذه الإشكالية أو يأتي هذا التساؤل لماذا في الأعم الأغلب نجد آيات الإمامة والولاية في ضمن آيات بحسب الظاهر لا ترتبط بسياقها؟ مراراً ذكرت، أنت عندما ترجع إلى سورة الأحزاب تجد أن الآية المباركة من سورة الأحزاب {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} مسبوقة بآيات النساء، وملحوقة بآيات النساء، وهي صارت مستمسك للقوم بأنّ هذه الآية لا علاقة لها بهؤلاء الخمسة، قال تعالى قبلها: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء أن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة واطعن الله ورسوله إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} أساساً ليست فقط آية في ضمن آيات النساء، بل هي نصف آية، وصدر الآية مرتبط بالنساء، والآية التي بعدها {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ} أيضاً، ومن هنا الذين أنكروا التوقيفية، قالوا أنّ هذا المقطع من الآية لا علاقة له هنا، إذن لا نقبل أنّ الآيات وترتيب الآيات توقيفي، بأي شهادة؟ قالوا بشهادة أنا لو رفعنا هذا المقطع من الآية لا يؤثر على سياق الآية، أنا أتصور واحدة من أهم الأسباب التي دعت إلى من أنكر توقيفية تسلسل الآيات حتى يتخلص من هذا التساؤول ومن هذا الاستفهام، لماذا جاء هذا المقطع بين آيات نساء النبي؟ أو عندما تأتي إلى سورة المائدة، الآية 3 تجد أنّ هذه الآية (حرمت عليك الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلى ما ذكيتم وما ذُبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يأس الذين كفروا من دينكم) ثم قالت (فمن اضطر في مخمصة غير متجانف بإثم فإن الله غفور رحيم) تجدون أن هذا المقطع مرتبط بشكل الآية وبذيل الآية غير مرتبط بحسب الظاهر انه غير مرتبط، إذا قلنا بتوقيفية تسلسل الآيات، إذن ما هو الوجه في هذه المقاطع جاءت؟ طبعاً يكون في علمكم لا يتبادر في ذهنكم خصوصاً في الآية المرتبطة بسورة الأحزاب انه فقط السؤال موجه إلينا، إلى أتباع مدرسة أهل البيت، أنّه لماذا جاء هذا المقطع المرتبط بهؤلاء الخمسة جاء في الآيات المرتبطة بنساء النبي، لابد أن يجيبوا أن هذا المقطع إذا مرتبط بأزواج النبي، إذن لماذا تبدل الضمير؟ ألستم تقولون وحدة السياق؟ إذن كماأن  قبلها نون النسوة، بعدها نون النسوة، لماذا في الوسط صار جمع امذكر السالم؟ لابد أن يجيبوا على هذا السؤال، افترضوا أن هذا السؤال لابد أن نحن نجيب لماذا جاء هذا المقطع بين الآيات المرتبطة بنساء النبي، وقد نجيب بقوة أيضاً، مع القول بوحدة السياق، مع القول بأنّه التنظيم تنظيم نبوي والتسلسل توقيفياً، ولكنه عليهم أيضاً أن يجيبوا عندما يقولون بأنّ هذه ما مرتبطة بأهل البيت، ما مرتبطة بعلي وفاطمة والحسن والحسين، سؤال: إذن لماذا تبدل الضمير؟ ما هي النكتة في تبدل الضمير؟ هذا سؤال لابد أن يجيبوا عليه، ولم يجيبوا إلى الآن، السؤال الثاني: أن الآيات السابقة والآيات اللاحقة دائماً تجمع البيت، (واذكرن ما يتلى في بيوتكن) أمّا عندما يتكلم عن هذا البيت يجمعه أو يفرده؟ لماذا؟ إذا كان الحديث عن نساء النبي، هو بيت واحد أو بيوت؟ هذان السؤالان الذي واقعاً إلى الآن لم أجد أحد من علماء الشيعة أورده على علماء السنة، الآن احنه نستطيع أن نجيب أو لا نستطيع أن نجب هذا اتركوه، انتم أجيبوا، انتم تقولون أن هذا المقطع مرتبط بنساء النبي، أجيبونا لماذا ذكّر ولم يؤنث؟ ثانياً: لماذا أفرد البيت ولم يجمع؟ لا يوجد عندهم جواب، علماء السنة حتى أكثر علماءهم إنصافاً وعلماً وتحقيقاً ودقة لا يستطيعون أن يجيبوا على هذين السؤالين، أمّا نحن فنجيب بكل بساطة، تقول لماذا جاءت هنا؟ أقول لابد أن تأتي هنا، أساساً لو لم يضعها رسول الله في هذا الموضع، لكان خلاف الحق والحقيقة، كان ينبغي أن توضع هنا، حتى تعرفون أن السياق وان أولئك الذين من علماءنا وغيرهم يقولون لا أن الآية ما مرتبطة وإمّا وضعها الأعداء أو وضعها أهل البيت حتى يضعيوه لا أبداً، هي محلها هنا في جملة واحدة وهو أن القرآن هذه الآيات بدأت أن تتكلم مع النساء قال وان كنتن تردن قال: يا نساء النبي لستن قال: واذكرنا، هذا الخطاب مو خطاب المدح وإنما خطاب العتاب، خطاب أن كن يحتمل أن تكونوا من هذا الخط أو من هذا الخط، خطاب يستفاد منه المدح أو لا يستفاد؟ لا يستفاد منه المدح من هنا قد يأتي توهم أن هذا الذي يقوله القرآن شاملٌ لبيت علي وفاطمة أو ليس بشامل؟ إذا لم تأتي هذا المقطع في هذا الموقع كان يقولون أيضاً بيت من بيوت النبي إذن مشمولٌ لكل ما ورد في نساء النبي مع أن الله أراد مباشرةً بتعبيرنا دفع دخل مقد،ر فإن قلت هذا يشمل بيت علي وفاطمة قال لا فإن هذا بيت طهره الله تطهيرا لا علاقة له ببيوت نساء النبي وهذه هي النكتة في أفراد البيت وفي تفكير الآخرين وإلّا لم يأتي هذا المعنى بيني وبين الله لأنه أنت لا تستطيع أن تقول أن بيت علي وفاطمة ليس من بيوت النبي فإذا كان بيت من بيوت النبي إذن يكون مشمول لكل هذه الآيات الله مباشرتاً لعظمة هذا البيت ولطهارة هذا البيت ولقدسية هذا البيت مباشرتاً قال: أيها المسلمون أيها الذين تتلون القرآن أنا أتكلم عن بيوت نسائه لا عن بيت علي وفاطمة وإلّا بيت علي وفاطمة يطهركم تطهيرا، هذا البيت أين وذاك البيوت أين. إذن لماذا افرد البيت؟ لتمييزه عن باقي بيوت النبي، لماذا ذكّر الضمير؟ لأنكم تعلمون جمع المذكر السالم كما يشمل الرجال يشمل النساء من باب التغليب وليس الوجه كما ذكره عموم علماء الشيعة أن تذكير الضمير لإخراج النساء هذا الموجود في الكتب إنما عندما ذكر الضمير لإخراج النساء لا كلام خطأ هذا لأنه إذا اخرج النساء ويخرج فاطمة لأنها امرأة ومن النساء أيضاً وإنما ذكر الضمير ليشمل مو لإخراج فاطمة بل إدخال علي والحسن والحسين وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وآله إذن أساساً هذا هو البيان الدقيق لهذه المسألة إذن أنا معتقد بشكل واضح وصريح إذا ترجعون إلى المواقع الوهابية ومع الأسف بعض جهلة الشيعة تأثروا أنا عندما أشكلت على مسألة السياق قالوا أن السيد الحيدري ينكر دلالة الآية التطهير على ارتباطها بأهل البيت مع انه أنا ما أشكلت على دلالة الآيات وارتباطه بأهل البيت وإنما قلت أن البيان الذي يقوله الاتجاه الرسمي في مدرسة أهل البيت بيان وافي أو ناقص؟ بيان ناقص لا يمكن أن يجيب على تساؤلات القوم.

    والحمد لله رب العالمين

    • تاريخ النشر : 2013/11/30
    • مرات التنزيل : 1167

  • جديد المرئيات