نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (179)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنّ واحدة من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور المدرسة الاخبارية، هو هاجس الخوف على المذه،ب هذا الهاجس وهذا الخوف جاء من الانفتاح الذي حصل من الشيخ المفيد والمرتضى والطوسي واستمر إلى زمان الشهيد الأوّل والثاني، ثم حاول جملة من هؤلاء الأعلام، يعني المرتضى والمفيد والطوسي وابن إدريس والمحقق والعلامة والشهيدين، أن يأخذوا جملة من مباني المدرسة السنية، سواءً في الفقه، في الأصول، في التفسير، في الكلام، في التاريخ وغيرها، وبدؤوا يدخلونها إلى مدرسة أهل البيت، هؤلاء إذن خافوا من هذا على هوية الشيعة، وعلى هوية مدرسة أهل البيت، فأرادوا أن ينتفضوا للوقوف أمام انمحاء المدرسة، وذهاب المدرسة، وتخفيف هوية المدرسة، فأسسوا المنهج جديد وهو المنهج الاخباري.

    في هذا الدرس نحن وقفنا عند كلمات العلامة المحقق التستري فيما قاله في الشيخ الطوسي، يمكن للأعزة أن يراجعوا قاموس الرجال المجلد الثاني عشر صفحة 404، في علم الأصول، في علم الفقه صفحة 406، في علم الحديث صفحة 407، أما في التفسير ذكرنا تأثر الشيخ الطوسي من الطبري ومن المعتزلة في الروايات وفي العقائد، قالوا انظروا كيف بدأت الأفكار المرتبطة بأهل السنة تتسرب إلى فكر الشيعة، إذن لابد أن نقف أمام هذا الهجوم أو هذا التسرب أو هذا الاختراق لمذهب أهل البيت، ولذا تجدون أن الاخباريين عندما يعارضون الاتجاه الأصولي، أهم نقطة يقولونها، هي أن هؤلاء تأثروا بأهل السنة، إذن الدافع الأوّل الذي كان لإنشاء المدرسة الاخبارية هو خوف تسرب واختراق الفكر السني للموروث الشيعي، رجائي من الإخوة أن تذهبوا وتطالعوا كتاب الرسالة للشافعي، المتوفى حدود 170-171، يعني في زمن الإمام الكاظم عليه أفضل الصلاة والسلام، ثم راجعوا بعد ذلك المستصفى للغزالي، عند ذلك ستجدون أنّ عمدة المباني الأصولية التي الآن تُعرف عند الشيعة جذورها موجودة عند الشافعي وعند الغزالي، طبعاً قد يقول قائل سيدنا ما الخطورة؟ أقول الاخباريين أحسوا بالخطورة، ولهذا إشكالهم كان أن هذا الأصول جاءنا من السنة، أن هذا علم الحديث جاءنا من أهل السنة، أن هذا العقائد جاءتنا من المعتزلة، وهكذا، وهنا بودي أن أشير كقاعدة عامة: كيف أنّ العقل الشيعي الآن يعيش في أفق الاخبارية أو الشيخ المفيد والطوسي ونحو ذلك، العقل السني والفكر السني يعيش في إطار أعلام ثلاثة، فإذا أردت أن تفهم الفكر السني إقرأ هؤلاء الأعلام الثلاثة، طبعاً بشكل عام أتكلم وإلّا المعارضين موجودين.

    الأوّل: هو الشافعي، الثاني: هو أبو الحسن الأشعري، ولهذا الآن عموم المسلمين هم من الأشاعرة، يعني حتى الذين لا يعتقدون فقهياً بهم يعتقدون عقائدياً بالمسلم الاشعري، والثالث: هو الغزالي، هؤلاء الأعلام الثلاثة كونوا الفكر العام، الشافعي على مستوى علم الأصول، أبو الحسن الأشعري على مستوى علم العقائد، والغزالي على مستوى الأخلاق والفلسفة، خلاصة هذه النظرية في كتاب الإمام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية، نصر حامد أبو زيد، كتاب مختصر حدود مائتين صفحة، تفهم من خلاله ماذا حدث هناك، عند ذلك تفهم ماذا حدث عندنا، ما لم نطلع على تراث الآخر كونوا على ثقة لا نستطيع أن نطلع ماذا حدث عندنا؛ لأننا نتصور كل ما حدث عندنا كنا جزيرة مستقلة، لا تأثرنا بالسنة لا بالمعتزلة لا بالاشاعرة أبداً، كلها هذه من إبداعات علماءنا، لا والله العظيم ليس كذلك، لابد تقرأ هؤلاء حتى تعرف ما هو لنا وما هو مأخوذ من الغير، تقول لي سيدنا إذن الحق مع الاخبارية؟ أقول لا يا ليت الاخبارية هم ابدعوه، إنشاء الله في وقته سأشرح ذلك، وأنه أساساً من الذي جعل من الاخبارية مدرسة متسيدة على فكر الشيعي، هو نفس الاسلوب الذي إتخذه المتوكل العباسي، وسيّد المدرسة الحنبلية في قبال المعتزلة، هو الذي قام به ملوك الصفوية بالنسبة إلى الاخبارية وسيدوه على العقل الشيعي، هذا الانفتاح الذي أشرت إليه إجمالاً استمر، وكان قد بدأ قبل الطوسي وقبل المفيد وقبل المرتضى، يعني كان قد بدأ من ابن جنيد، كان قد بدأ من العماني، كان قد بدأ من الاسكافي الذي هذا التراث بذاك الشكل الواسع ما وصل إلينا، ولهذا اتهم ابن الجنيد قائل بالقياس هذا من أين أتت؟ لأنه جملة من تلك الأفكار بدأت تتسرب إلى الفكر الشيعي، واستمرت الحالة إلى الشهيد الأوّل والشهيد الثاني، الآن اقرؤوا هذا الكلام للمحدث البحراني في لؤلؤة البحرين صفحة مئتين وثلاثة وعشرين، يصل إلى العلامة يقول: وقد تلمذ في علم الكلام والفقه والأصول العربية وسائر العلوم الشرعية عند المحقق نجم الدين (العلامة الحلي تتلمذ عند المحقق الحلي) والمطالب العقلية والحكمة عند استاذ البشر نصير الملة والحق والدين الطوسي وعند علي بن عمر القزويني، الذي هو من علماء السنة، وغيرهما من علماء العامة، واقعاً الإنسان عندما يقرأ تاريخ حوزاتنا أنا واقعاً من الناس افتخر انه في القرن السادس والسابع والقرن الرابع كيف كان الانفتاح أن علماء كبار بل أساطين الطائفة كانوا يتلمذون عند علماء السنة، بينك وبين الله الآن واحد طلبة في الحوزة يتلمذ عند واحد سني ماذا يفعلون معه في الحوزة؟ هذا كله من آثار المنهج الإخباري، وهو انه حاول أن يغلق ويخلق سياجاً فكرياً؛ لأنه حكم عليه بالكفر، حكم عليه بالخروج من الدين، حكم عليه بالخلود في النار، كيف يذهب يتلمذ عنده، الشهيد الأوّل في أعيان الشيعة المجلد العاشر صفحة 59 يقول: وأمّا مصنفات العامة ومروياتهم فإني ارويها عن نحو من أربعين شيخاً من علماء العامة، أصلاً كانوا يأخذون الإجازات من علماء العامة مثل الشهيد الأوّل، الآن في حوزاتنا العلمية، النجف ما أتكلم عنها اتركها، قم وبحمد الله تعالى في الثورة إسلامية وإلى غير ذلك، ولكن بيني وبين الله هل الآن عالم شيعي يأخذ إجازة رواية من عالم سني يُعد افتخاراً أم يُعد نقصاً في الحوزة؟ ولكن كان في ذاك الزمان من افتخارات علماء الإمامية أن يروون من علماء السنة، هذا هو التلاقح الفكري والتفاعل الفكري، هذا الشهيد الأوّل، الشهيد الثاني في أعيان الشيعة المجلد السابع صفحة 153 عبارته أيضاً واضحة يقول: مشايخه من علماء من تسموا بأهل السنة، وهم تسعة عشر شخصاً: شمس الدين ابن طولون والشيخ فلان، ومن هنا اتهم الشهيد الأوّل والشهيد الثاني بأن علم الحديث الذي الآن موجود عند الشهيد الثاني هذا المصطلح عليه بعلم الحديث هذا جاء به من علماء السنة، الشهيد الأوّل متهم انه في كتابه القواعد الفقهية جاء بها من السنة، وخلاصة ما أريد أن أقوله في هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار إلي هو للكركي العاملي المتوفى سنة 1076 في صفحة 95 في المقدمة في الفصل الخامس في سبب دخول الشبهة على المتأخرين من أصحابنا حتى قسموا أخبارنا إلى الأقسام الأربعة أوّلاً يحمل على ابن إدريس الحلي، يقول كان شاب غير مطبوخ، وولم يكن عنده دقة، فلهذا أتى لنا هذا الكلام يقول: والذي أوقعه في ذلك عدم التأمل واعتماده على ما يظهر له من أوّل وهله كما هو شأن الشاب الذي لم تحنكه التجارب ولم يعظ على العلم بضرس قاط،ع ولم يمارس الأمور كما ينبغي؛ لأنه اختلف معه وصار يفهم أو لا يفهم؟ لا يفهم بمجرد تختلف معه، في صفحة 95 يقول: واختلفت آراءهم في العمل بالاخبار وخلطوا المعقول بالمنقول؛ لكثرة اختلاطهم بالعامة وقراءة كتبهم تتلمذوا على أيدي العامة ودراستها لان المدرسين المشهورين في ذلك الوقت كانوا منهم، والرئاسة لهم، ورئاسة المدرسة في أيديهم، والكتب المتداولة من تصانيفهم، بل ولغير التقية أيضاً نحو إرادة التبحر في العلوم وغير ذلك أرادوا أن يفهموا مو للتقية أرادوا أن يفهموا علماء السنة كما نشاهده الآن (هذه قبل مدرسة الاخبارية) في بلاد العجم التي هي مقر الشيعة يعني قبل المدرسة الاخبارية كان تلاقح الفكري بين السنة والشيعة قائماً قبل العهد الصفوي هاي المدرسة كانت قائمة التي هي مقر الشيعة معدن الإيمان لا يعدون من لا يقرء العضد أصولياً ولا من يقرأ تفسير البيضاوي والكشاف مفسراً ولا من لم يصرف عمره فيما ألفه الدواني وإضرابه من الكتب الحكمية والكلامية حكيماً ولا متكلماً حتى كاد الحق أن يخفى هنا بدأت هذا الهاجس إذن بدأت بوادر وبذور المدرسة الاخبارية وهو انه كيف نخلص المدرسة الحق من الباطل التي دخل إليها هذا الباطل من أين دخل إليها؟ من خلال اختلاط العلماء السنة بالشيعة وعلماء الشيعة بالسنة ومن إلى آخره إذن ماذا لابد أن نفعل؟ لابد أن نخلص كيف نخلص؟ قال لاختلاط أصول الحق بالباطلة هذا كله مع ارتفاع التقية ببركة الدولة الصفوية هنا الآن يأتي دور العهد الصفوي والملوك الصفوية أدام الله أيامها ونشرف في خافقين أعلامها فكيف ذاك الزمان مع شدت الخوف مع المخالفين والطباع تسرق والمعاشرة تؤثر، سؤال: لماذا تؤثر ولماذا لا تتأثر؟ هذا قانون إذا كان فكرك أقوى يؤثر، إذا كان فكرك اضعف تتأثر إذن المشكلة مو انك سني أو شيعي المشكلة ماذا؟ إذن المشكلة هي أن كيف نقوى مو أن نجد سياجاً بيننا وبين الآخرين، قال: واستمر الأمر على ذلك إلى أن وصلت النوبة على المحقق الحلي وكان طريقه أوّلاً يقرب من طريق المتأخرين إلى أن يقول ثم ولما وصلت النوبة على العلامة الحلي وكان واسع العلم ذكي الطبع محباً للتصنيف في أنواع العلوم على اختلافها وانتهت إليه رئاسة المذهب (إذن هو كان المرجع الأعلى مع انه هذا وضعه كان) وزالت التقية في زمانه فأكثر البحث مع العامة واشتغل بمطالعة كتهم ورأى فيما التدقيقات الشريفة والمباحث العجيبة المبنية على ما تولده الأفكار وترجحه الأنظار مما تستحنه العقول وتميل إليها الطباع فأعجبه ذلك الطريق وعندما العلامة عجبه ذلك الطريق ماذا فعل؟ فبدأ ينقل تراث الآخرين إلى تراث الشيعة وألف الكتب في الفروع والأصول على ذلك النمط، نمط البحث نمط العامة كما يشهد به كما النهاية في الأصول وقواعد في الفقه وغيرهما واشتبه عليه الأمر في العمل بالأخبار لألفت ذهنه بكتب العامة وعدم تأمله، وجهة نظر وأنت تقول كان قوياً كان عالما كان رئيس المذهب لا ما دام لا يوافقني هو ضعيف وما عنده تأمل متأثر بالعامة هذا الذي اشرنا إليها فيما سبق استراتيجية الرفض مباشرتاً اتهمه هذا متأثر بالسنة والناس عندهم ثقافة بأنه هذا سني كذا وكذا إذن مباشرتاً ماذا يفعل؟ قال: واشتبه عليه الأمر في العمل بالأخبار لؤلفت ذهنه بكتب العامة وعدم تأمليه في كلام من تقدمه من الخاصة كما تراه في زماننا هذا من العلماء المشهورين إلى آخره والذي اوجب للعلامة الشبهة إلى آخره فماذا فعلو وماذا الإجراءات التي اتخذوه للوقوف أمام تسرب فكر العامة إلى فكر الخاصة أوّلاً اسقطوا العقل عن الاعتبار لأنهم وجدوا انه العقل هو كان واحدة من المداخل التي أدخلت هذه الأفكار إلى فكر أهل البيت قالوا كلما أنتجه العقل حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة، الآن تفهم لماذا أن هؤلاء اسقطوا العقل عن الاعتبار، يعني منتوجات العقل، عندما قرأ كلام العامة وفلسفة العامة؛ لأنه في تدقيقات جيدة فنقلها إلى من؟ هذا الأصل الذي فعلوه.

    الأصل الثاني: اسقطوا القرآن عن الاعتبار، لماذا اسقطوا القرآن عن الاعتبار؟ لأنه يغلب عليه الطابع المشترك على الأمة الإسلامية لو الطابع المختص ويميز الشيعة عن السنة ياهو منه وهو يبحث عن المشترك لو يبحث عن المختص؟ فلهذا لا ينفعه القرآن وإذا يريد يجعل المحورية للقرآن فيستطيع أن يوجد سياجاً فكرياً بينه وبين المسلمين أو لا يستطيع؟ لا يستطيع إذن لابد من إسقاط ماذا؟ لأنه القرآن يقول أن هذه امتكم امة واحدة وأنا ربكم فأعبدون فاتقون هذا المنطق وين ومنطق أن كل المسلمين كفار وكلهم مخلدين في النار وكلهم أنجاس أرذال إلى آخره؟ انظر إلى المحدث البحراني يقول أساساً الطاهر منو فقط؟ الشيعي، وما عداه كلهم؟ هو هم يا شيعي؟ الشيعي إلي هو يقوله وإلّا الشيعي إلي يقوله الآخرون أساساً هو أيضاً مو شيعي أيضاً داخل في النواصب، لماذا ولدت هذه الأفكار.

    الأمر الثالث: إذن إسقاط القرآن عن الاعتبار، إسقاط العقل عن الاعتبار طبعاً عندما اسقطوا العقل عن الاعتبار اسقطوا كل العلوم التي مرتبطة بالعقل مو فقط علم الكلام علم الأصول هم أسقطوه، الإجماع هم أسقطوه لأنه حجية الإجماع على أي أساس قائمة؟ قائمة على العقل أيضاً أسقطوه فإذن مو فقط هذه، المنظومة كيف أتحولت من منظومة داخلة على أسس إلى منظومة أخرى قائمة على أسس أخرى وجدوا بأنه أحاديث النبي أهواي فيها أمور مشتركة اسقطوا حديث النبي عن الاعتبار ولهذا قالوا أن السنة النبوية أيضاً ليست بحجة إلّا ما جاء عن الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ومن هنا اضطروا بعد ما عندهم طريق آخر إلّا أن يوجدوا الخصوصية المذهبية مو الخصوصية المذهبية بما هي لا الخصوصية المذهبية التي تجعلهم في قبال المذاهب الإسلامية الأخرى يعني بعبارة أخرى مو خصوصية مذهبية تميزهم فقط عن الآخرين لا تميزهم بشرط لا عن الآخرين ومن هنا بدأت مجموعة من المباني تخرج إلينا إلي لم نعهد لها فيما سبق أي إشارة في كلمات السابقين من قبيل تكفير جميع المسلمين من قبيل ارتداد جميع المسلمين من قبيل نجاسة المسلمين من قبيل خلود في النار هذه كلها بدأت تكتب رسائل متعددة في هذا العهد الأخباري، إذن عندما جاؤوا لتأسيس هذه المنظومة منظومة بناء المشتركات مع الآخر لو منظومة بناء بما نتميز عن الآخر؟ همه لا يريدون الأوّل يريدون ماذا؟ ولهذا فد كتاب كتب من الاخباريين في عصر الصفوي واقرؤوا نهج البلاغة تجدون الفاصلة بينهم 180 درجة لان السيد الرضي كتب كتاب نهج البلاغة واختار من كلمات أمير المؤمنين على منظومة الانسجام مع الآخر منظومة المشتركات، ولهذا أنت لا تجد في نهج البلاغة الموجود في أيدينا الآن، لا فيها لعن، ولا فيها تكفير، حتى في جيش معاوية يقول: إخواننا بغوا علينا، منظومتان فكريتان، الكتب التي ألفت في هذا العصر كلها كانت بإتجاه وصم الآخر بأنه نحن مسلمين تعالوا إلى كلمة سواء؟ أو تعالوا إلى الاختلاف؟ وحيث انه لم يجدوا كثيراً من هذه المدعيات التي يدعونها في الكتب الأربعة من المتقدمين فما صاروا بصدد تكثير كتب الحديث أنت أقرأ مستدرك الوسائل وأقرأ البحار تجد مملوءة من هذه الروايات التي لا خبر عنها أين في القرن الثالث والرابع أبداً، تقول لي سيدنا يعني وضعوا الروايات؟ أقول لا لم يضعوا الروايات وإنما تمسكوا بكل قشة حتى لو ما فيها سند حتى لو ما فيها مصدر قالوا هنه هذني وهذه غلبوها على تلك الروايات التي فيها بعد مشترك ولذا خلاصة العامل الأوّل هو الهاجس والخوف من تسرب فكر الآخر إلى منظومة أهل البيت، ومن هنا حاولوا أن يوجدوا بيننا وبين الآخر، عندما أقول الآخر، لا أقصد الآخر المسيحي، ولا الآخر اليهودي، ولا الآخر البوذي، وإنما الآخر الذي يشترك معك في الإيمان بالله وفي الإيمان بالنبوة وفي الإيمان بالقرآن وفي الإيمان بالمعاد، ولكن يختلف عنك في بعض الأمور، لابد من إيجاد فاصلة في كل هذه المسائل، ولهذا تجدون وضعوا يدهم لا فقط على اختلافنا في الإمامة، قالوا نحن لا نتفق معكم في التوحيد، لا نتفق معكم في النبوة، لا نتفق معكم في المعاد، لا نتفق معكم في كل شيء، انتم دين ونحن دين، هذا هو العامل الأوّل الذي أدى إلى بروز هذه المدرسة.

    العامل الثاني: العامل السياسي بلباس مذهبي، يعني أنّ العهد الصفوي والحكم الصفوي كان قد دخل في معركة مصيرية ووجودية مع العهد العثماني، العهد الصفوي أراد أن يستعين بعلماء الدين حتى يعينوه على تكفير من؟ وإلّا كيف يدخل معهم  في الحرب؟ ومن هنا هيؤوا كل الإمكان لنشر الاتجاه الأخباري، ومن هنا تجد أنّ هؤلاء بدؤوا يأخذون كل المفاصل الأصلية في الحوزات العلمية، هم عندهم غطاء سياسي، وهم عندهم إمكانات مالية ضخمة، وهم عندهم مشروعية من السلطة، فقضوا على كل الاتجاهات الأخرى، وهذا الوضع بقي لقرن أو لقرنين أو مستمر.

    والحمد لله رب العالمين.

    12 ربيع الأول 1435

    • تاريخ النشر : 2014/01/14
    • مرات التنزيل : 1581

  • جديد المرئيات