نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (422)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    طبعاً كما تعلمون أن البحث نحن فيه وان كان فيه بعدٌ كلامي وعقدي إلّا أننا نحاول أن نعرض للأبعاد الفقهية لهذه المسألة ولكنه حيث أن البعد العقائدي والكلامي أيضاً لابد أن لا يغفل عنه في الأبحاث الفقهية هذه المسألة التي وقفنا عندنا وهي مسألة أن الإمامة بالمصطلح والمعنى الشيعي لها هل هي ضرورة دينية أم ضرورة مذهبية بيّنا بعض الأمور في هذه المسألة ولكنه بودي أن أشير أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله اتخذ إجراءات كثيرة وتدابير كثيرة بتعبيرنا المعاصر لانتقال السلطة من بعده إلى علي عليه أفضل الصلاة والسلام وأخبرت الأعزة بأنه يوجد لي كتاب لعله إلى شهر رمضان سيخرج التدابير النبوية لحفظ الرسالة من الانحراف ولكنه كل هذه التدابير في نهاية المطاف لم تؤتي أوكلها لماذا؟ واقعاً له بحث آخر الآن لست بصدد الإشارة إلى أسباب عدم نجاح تلك التدابير وتلك الإجراءات النبوية الإلهية الوحيانية لانتقال السلطة من بعده إلى علي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام، من تلك الإجراءات التي أشار إليها النبي أشير إليها إجمالاً وأتجاوز البحث من تلك الإشارات المهمة التي اتخذها النبي صلى الله عليه وآله من بعده هو انه اخبر امته (وهذه قضية جدّ خطيرة) لا يؤمرون علياً من بعده، اخبرهم إنكم ستخالفون أمري، ولا تؤمّرون علياً، ولا تجعلوه خليفةً من بعدي عليكم، وإن كان هادياً مهدياً، أيضاً ابلغهم بهذه الحقيقة إنكم لو تولون علياً لحملكم على الصراط المستقيم، ووجدتموه هادياً مهدياً، ولكن ولن تفعلوا، أنا لا أتصور بأنه نبي بل خاتم الأنبياء والمرسلين يخبروا امته أن هذا هو الذي يوصلكم إلى شاطئ الهداية، ويوصلكم إلى الكمال الذي لأجله خلقتم، وإنكم لا تفعلوا ولكن مع ذلك لا يلتفتون إلى ما يقول رسول الله صلى الله عليه وآله، هذه الرواية وردت في مصادر متعددة من كتب القوم، أنا أشير إليها إجمالاً وأتجاوز، الرواية وردت في مسند الإمام احمد بن حنبل، بحسب تحقيق العلامة شعيب الأرنؤوط، الرواية عن علي قيل: يا رسول الله من نؤمّر بعدك؟ الرواية هكذا قال رسول الله: قال أن تؤمروا ابا بكر تجدوه أمينا زاهداً في الدنيا راغباً في الآخرة، وان تؤمّروا عمر تجدوه قوياً أميناً، لا يخاف في الله لومة لائم، وإن تؤمّروا علياً ولا أراكم فاعلين (عجيب أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يخبرهم إنكم لن تفعلوا ذلك) تجدوه هادياً مهدياً، يأخذ بكم الطريق المستقيم، بينكم وبين الله خاتم الأنبياء والمرسلين يقول لأمته إن أمّرتم فلاناً هداكم للصراط المستقيم؛ لأنه الهادي المهدي، وانه على الصراط المستقيم، ومع ذلك يفعلون أو لا يفعلون؟ ولا أراكم فاعلين.

    هذه الرواية وردت في كتب متعددة أنا الآن لست بصدد استقصاء تلك الرواية في كتب القوم، ولكن أشير إجمالاً فقط إلى سند الرواية، طبعاً في المقدمة لابد أن أشير إلى أن هذه الرواية على مبنانا في تفقير النص الفقرة الأولى والفقرة الثانية المرتبطة بالخليفة الأول والخليفة الثاني لا قيمة لها عندنا، لماذا؟ باعتبار أننا ذكرنا أن الرواية إنما نقبلها إذا كانت مجمع عليها، والفقرة الأولى والثانية مجمع عليها أو هي حجة على من يقبلها؟ حجة عليهم، وليست حجة علينا، أمّا الفقرة الثالثة فهي حجة علينا وحجة عليهم؛ لأن أمتي لا تجتمع على ضلالة، لا فقط فيها إجماع بل هي موافقة لنص القرآن الكريم؛ لأن القرآن الكريم لا خلاف أنّ أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس واحد منهم علي بن أبي طالب، هذا باتفاق المسلمين، نعم وقع الخلاف أن أزواج النبي داخلة في أهل البيت، أو لم يدخلن في أهل البيت؟ أيضاً ذلك موقع الخلاف أمّا عليٌ فمورد الإجماع انه من أهل البيت، أيضاً الإجماع قائمٌ أنّه من العترة الذين لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن في حديث الثقلين، أيضاً عليٌ مع الحق والحق مع علي، أيضاً أنا مدينة العلم وعليٌ بابها، هذه كلها مجمع عليها بين المسلمين، إذن الفقرة الأولى الفقرة الثانية، وهذه هنا تظهر نظرية أو قاعدة تفقير النص، لا يقول لنا قائل لأن بعض الأعزة أشكلوا عليه قالوا كيف لرواية تقبل فقرة وتترك فقرتين، الجواب على قاعدة تفقير النص لا محذور في ذلك؛ لأن كل فقرة لها حكمها الخاص، الفقرة الأولى المرتبطة بأبي بكر والفقرة الثانية المرتبطة بعمر هذه مختلف فيه،ا فحجة على من يقبلها، وأمّا المجمع عليها فهي وإن تؤمّروا علياً ولا أراكم فاعلين، وإن تؤمّروا علياً تجدوه هادياً مهدياً، يأخذ بكم الطريق المستقيم. هذا فيما يتعلق بمتن الرواية.

    أمّا سند الرواية فاليكن في علمكم مسند احمد يعني مسند امام احمد ابن حنبل تعلمون عنده كتاب فضائل الصحابة وعنده كتاب مسند احمد بن حنبل، فضائل الصحابة في مجلدين كتاب لا يمكن الاعتماد عليه كثيراً وهم أيضاً لم يعتمدون على الكتاب كثيراً لأنه فيه الضعاف وفيه المراسيل وفيه وفيه، وأمّا مسند ابن احمد هذا تعبير الشيخ ابن تيمية في منهاج السنة، الشيخ ابن تيمية في منهاج السنة المجلد الرابع صفحة 303 هذه عبارته في تقييم كتاب المسند لأحمد ابن حنبل والذي هو لمحمد رشاد سالم هذا الكتاب مطبوع في طبعتين طبعة ثمانية مجلدات وطبعة أربع مجلدات الطبعة 8 مجلدات أيضاً لمحمد رشاد سالم والطبعة أربع مجلدات أيضاً مع بعض الاختلاف هذه أنا اذكرها من الطبعة أربع مجلدات المجلد الرابع صفحة 304 والطبعة التي هي في ثمانية مجلدات صفحة 199 يقول: وأمّا قوله رواه احمد يشكل على العلامة الحلي يقول بأنه تستند أنت إلى رواية احمد ولكنه حفظت شيئاً وغابت عنك أشياء هذا كلام ابن تيمية على العلامة الحلي يقول أوّلاً احمد له المسند المشهور وهو المسند احمد بن حنبل وهو الكتاب المعروف الذي يشتمل حدود 30000 أو 350000 رواية وله كتاب مشهور في فضائل الصحابة روى فيه أحاديث لا يرويها في المسند لماذا؟ روى في الفضائل أحاديث لا يرويها في المسند لما فيه من الضعف إذن روايات فضائل الصحابة بعضها ضعيفة بعضها مرسلة بعضها غير معتبرة لكونها لا تصلح أن تروى في المسند لكونها مراسيل أو ضعافاً بغير الإرسال، إذن المسند فيها ضعاف أو مراسيل أو لا توجد فيه ضعاف ومراسيل بعد؟ لا توجد فيه لماذا؟ يقول لأنه إذا كانت ضعاف أو مراسيل موجودة في فضائل الصحابة أمّا في كتابه المسند لا توجد فيها لا ضعاف ولا مراسيل نعم بشرط أن تكون الرواية من احمد بن حنبل لا أن تكون الرواية من زيادات ابنه عبد الله بن احمد بن حنبل؛ لأنه مسند احمد بن حنبل فيه زيادات، هذه الزيادات الآن معلمة تعليماً فيها علامات ونقطة كبيرة يعني الرواية ليست له أمّا الروايات التي ما فيها علامة ماذا؟ هذه في المقدمة كاملاً موجودة وبالكم تنقل رواية عن مسند احمد تقول مسند وهي لعبد الله بن احمد بن حنبل وهي ليست حجة عندهم كما هو مسند احمد ابن حنبل إذن على هذا الأساس يتضح أن هذه الرواية من الروايات المسند يعني من روايات احمد بن حنبل وابن تيمية يعتبر لا فيها ضعاف ولا فيها مراسيل هذا المورد الأوّل من السند.

    المورد الثاني من السند: وهو ما ورد المسند لأحمد ابن حنبل عندنا مسند الإمام احمد بن حنبل تحقيق الأرنؤوط، وعندنا المسند الذي هو تحقيق احمد محمد شاكر الأوّل يقع في 52 مجلد والثاني يقع في 20 مجلد، احمد محمد شاكر من هو؟ هذا كتاب دفاع عن حديث النبوي والسيرة في الرد على الجهالات الدكتور البوطي للعلامة الألباني، الدكتور البوطي الذي اغتالته الوهابية في سوريا هذا الألباني يرد على الشيخ البوطي لأن الشيخ البوطي عنده كتاب بإسم الفقه السيرة ما ينسجم معهم لأنه أساساً البوطي اشعري وهؤلاء ليسوا باشاعرة المهم له بحث آخر، هناك في الرد عليه في صفحة 14 هكذا يقول: يقول وقد كشف عن ذلك كشفاً عملياً دقيقاً احمد محمد شاكر فيما علقه على المسند الجديد في طبعته رحمه تعالى وجزاه خيراً إذن يمدح العلامة احمد محمد شاكر في تعليقته على المسند، الآن تعالوا معنا إلى احمد محمد شاكر لنرى انه ماذا يقول عن الرواية، الرواية في رقم 859 يقول اسناده صحيح فالرواية من حيث السند لا يوجد فيه أي إشكال على ما يقوله احمد محمد شاكر هذا المورد الثاني إذن ابن تيمية يقول لا توجد مراسيل وضعاف في مسند ابن احمد، احمد محمد شاكر يقول الرواية صحيحة وكذلك ما قاله الحاكم النيسابوري عندما نقل هذه الرواية في رقم الرواية 4491 سؤال الناس عن الخلافة وجوابه قال رسول الله أن تولوا هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه وان حاول الذهبي أنه يتلكئ يقبل أو لا يقبل إذن الآن واضح ابن تيمية يصحح بهذا الشكل الذي بيّنا، الحاكم النيسابوري يصحح واحمد محمد شاكر من المعاصرين يصحح ولكنه من باب الأمانة العلمية أيضاً ولكن شعيب الأرنئوط في تعليقته في تحقيقه الجزء الثاني صفحة 214 يقول اسناده ضعيف وكذلك العلامة الألباني في مشكات المصابيح للتبريزي المجلد الثالث صفحة 1730 أيضاً يقول اسناده ضعيف إذن والأمر إليكم، الآن تريدون تعتمدون على احمد محمد شاكر والنيسابوري وابن تيمية في تصحيح السند أو على تضعيف شعيب الأرنئوط والالباني وهذه الرواية موجود هناك.

    بالأمس وقفنا عند الاتجاه الثاني ومن هو الاتجاه الثاني؟ قلنا الاتجاه الثاني يقوم على أو فيه رأيان، رأي يقول ضرورة دينية لجميع المسلمين ورأي يقول ضرورة دينية لطبقة المحيطة برسول الله صلى الله عليه وآله وقلنا أن السيد الإمام في كتاب الطهارة من القائلين بهذا الرأي الثاني في كتاب الطهارة صفحة 329 بعد أن يبين الإمامة يقول يمكن أن يقال فصل الإمامة كان في الصدر الأوّل من ضروريات الإسلام والطبقة الأولى المنكرين لإمامة المولى أمير المؤمنين ولنص رسول الله على خلافته ووزارته كانوا منكرين للضروري من غير شبهة مقبولة من نوعهم سيما أصحاب الحل والعقل، يا طبقة؟ هذه الحاشية المربوطة برسول الله أولئك الذين كانوا في غرفته كان في مرضه هؤلاء الطبقة أهل الحل والعقد وسيأتي الكلام فيهم إذن هذا هو الرأي الثاني.

    نحن في مقابل هذا ماذا قلنا؟ قلنا بأنه هذا المعنى حتى لو قبلنا الاتجاه الثاني ولكن ترد عدّة إشكالات: الإشكال الأوّل الذي أوردناه على سند هذه الروايات قلنا مثل هذه القضية الأصلية لا يمكن إثباتها من خلال بعض الروايات الضعيفة السند.

    الإشكال الثاني: الإشكال المضموني وما هو؟ قلنا بأنه أساساً من قال لكم انه على نحو التسمية لا التوصيف ومن قال لكم على انه المراد به الكفر والارتداد في قبال الإسلام وهذا ما يشير إليه أيضاً السيد الإمام هذا الإشكال الثاني في صفحة 329 يقول: ويحتمل أن يكون المراد من ارتداد الناس نكث عهد الولاية لا الارتداد عن الإسلام وهو اقرب هذا إشارة إلى الإشكال الثاني الذي اشرنا إليه من قال لكم كما وردت رواية قالت ارتدوا مراد من الارتداد يعني ما يقابل الإسلام كفروا يعني ما يقابل الإسلام صاروا أهل جاهلية يعني ما يقابل الإسلام هذا أوّل الكلام يحتاج إلى قرينة ولهذا السيد الإمام قدس الله نفسه يقول وهو اقرب يعني انه حتى لو سلّمنا على انه على نحو التسمية فلا دليل على أن المراد من الكفر والارتداد والجاهلية مراد ما يقابل الإسلام لا لعله ما يقابل الإيمان بالمعنى الأخص بالنحو الذي اشرنا إليه سابقاً هذا مضافاً وهذا ما بيّناه في البحث السابق هذا مضافاً إلى أن هذه الروايات معارضة بروايات أوضح أوّلاً متناً لأنها مفصلة بين من عاند وغير المعاند وهذه تكون مجملة لأنه قالت كفروا ولكنه كفروا مطلقاً هذه الرواية ماذا تفعل؟ تفصل تقول من عاند منهم ركب الأمر وهو يعلم عناداً له حساب ومن لم يعاند دخل ما دخل فيه الناس لا عن علم وعن عداوة فلا يكفر ولا يخرج عن الإسلام فهي أقوى سنداً وأوضح دلالة بأي دليل أوضح دلالة؟ لأنه مفصلة تقول إذا كانوا كذا فحكمهم كذا إذا كانوا كذا فحكمهم كذا ولذا تجدون بأنه عندما وصلنا إلى هذه القضية نجد انه في معجم الأحاديث المعتبرة المجلد الأوّل (الشيخ آصف محسني) صفحة 540 هذه عبارته: يقول تدل الرواية على إسلام المخالفين للولاية وكفر من أنكر قول الرسول ولكن بعد ما علم بذلك لا انه دخل بلا علم ولا عداوة هذه في صفحة 540 من الجزء الأوّل وهناك شواهد متعددة لإثبات هذه الحقيقة لهذا التفصيل الواردة في هذه الرواية الصحيحة من هذه الروايات ما ورد في علل الشرائع للشيخ الصدوق المجلد الأوّل صفحة 180 رواية الباب 122 العلة التي من اجلها ترك أمير المؤمنين مجاهدة أهل الخلاف واقعاً من المسائل المعقدة هي مسألة انه أمير المؤمنين لماذا لم يخالف ولم يعترض اعتراضاً بالقوة وبالسيف كالذي قام به الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام من الذي منع أمير المؤمنين لا يمكن فقط لأنه لعدم وجود الأنصار وهل أن الإمام الحسين أفضل الصلاة والسلام في كربلاء كان عنده من العدة والعدد ما يستطيع أن يقف في قبال السلطة الحاكمة لبني أمية؟ كان عنده أو لا يوجد عنده؟ لا يوجد عنده ولكن مع ذلك قام بهذا العمل لماذا لم يقم أمير المؤمنين بعمل كالذي قام به الإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام في كربلاء ويستشهد لإثبات ما يريده عليه أفضل الصلاة والسلام مسألة من المسائل المعقدة وواحدة من أهم إشكالات الطرف الآخر علينا أيضاً هذه القضية يقولون لا تستطيعون أن تقولون أن علياً لم يكن شجاعاً أن علياً انتم تقولون انه كان معتقد انه هو الإمام والخليفة بعد رسول الله أن علياً كما انتم تعتقدون كان يعتقد أن الخلافة انحرفت بعد رسول الله أن الرسالة انحرفت وأي انحراف اشد من انحراف الكفر والارتداد ألستم أن تقولون كفروا وارتدوا وهل يوجد انحراف اشد من انحراف الكفر والارتداد؟ وانتم تعتقدون أيها الشيعة أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى رأسهم الخلفاء ارتدوا وكفروا أي انحراف اشد من هذا الانحراف؟ تقولون كان يريد أن يحفظ الإسلام، أي إسلام هذا؟ انتم تقولون هذا إسلام النفاق، وليس الإسلام الحقيقي، يحفظوا لأجل من؟ ما هو قيمة هذا الإسلام حتى يحفظه؟ يقول: انتم تقولون إنما سكت لأجل أن يحفظ الإسلام، أي إسلام؟ الإسلام الواقعي كان على السلطة أو الإسلام المنحرف كان على السلطة؟ إذا قلتم الإسلام الواقعي على السلطة أو لا اقل فيه سماة الإسلام الواقعي إذن لماذا تتهمونه بالكفر والنفاق والارتداد وان كنتم تقولون لا إسلام الكفر والنفاق والارتداد إذن أي قيمة لهذا الإسلام بل ينبغي محاربة مثل هذا الإسلام لأن الناس سيخدعون بمثل هذه الإسلام وذلك مع ذلك الإمام أمير المؤمنين سكت أو لم يسكت؟ منظوري سكت عملياً نعم لم يسكت قولياً قال وبين المهم هذه قضية تحتاج إلى بحث في محلها ولذا جملة من أعلام الإمامية يقولون واقعاً هذه من اعقد المسائل أن الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه لماذا لم يقم بالسيف ولم يخالف السلطة بالنحو الذي يرجع الأمور إلى مجاريها تقول يستشهد يقول فاليكن كذلك هاي الروايات شواهدها قال: حدثنا فلان عن فلان عن بعض أصحابنا قلة لأبي عبد الله لما كف عليٌ عن القوم قال: مخافة أن يرجعوا كفاراً، روايات الارتداد يقولون ارتدوا كفاراً ارتد الناس إلّا ثلاثة أربع أو خمسة لماذا؟ أي إسلام هذا الذي يخاف عنه أن يضيع؟ هذه رواية.

    الرواية الثانية: وهي رواية عباس ابن معروف عن حماد ابن عيسى عن حريس عن بريد ابن معاوية وهي رواية معتبرة معجم أحاديث المعتبرة من آصف محسني جزء الثاني صفحة 141-142 يقول الرواية معتبرة وكذلك في مشرعة البحار الجزء الثاني صفحة 32 الرواية هذا قال أن علياً لم يمنعه من أن يدعوا الناس إلى نفسه إلّا أن يكونوا ضلالاً لا يرجعون إلى الإسلام أحب إليه أن يدعوهم فيأبوا عليه فيصيرون كفاراً كلهم أيضاً نفس التفصيل الذي ذكرناه في الرواية السابقة، إذن في مقابل روايات الارتداد توجد عندنا هذه الروايات وماذا فعلت؟ ميزت بشكل جيد بين المعاند وبين غير المعاند ولذا شيخ آصف محسني في ذيل هذه الرواية من علل الشرائع يقول فلابد من تأمل تام في مقصود الإمام ويمكن أن يقال أن الناس في عصر أمير المؤمنين كانوا مسلمين فأحب أمير المؤمنين بقاءهم وكره ارتدادهم هذه بعد واضح الرواية كان هكذا يقول كانوا مسلمين وخشي انه إذا حارب أن يرتدوا لا انهم كانوا مرتدين وأراد أن يرجعهم إلى الإسلام بل كانوا مسلمين وخشي أن إذا حاربهم، الآن واقعاً واحدة من التوجيهات لماذا إذا حاربهم يعدون مرتدين؟ باعتبار انه روايات صريحة وصحيحة ومعتبرة في كتب الفريقين أن المسلمين إذا حاربوه فحربه حرب رسول الله وحرب رسول الله يؤدي إلى الخروج عن الدين وإلى الكفر هذه واحدة من التوجيهات بأنه إذا لم يرفع السيف لهذه الجهة واحدة منها وهو انه خشي إذا رفع السيف أن المسلمين لم يكونوا بالمستوى المطلوب والشاهد على ذلك انه بعد مرور ربع قرن بل أكثر من ربع قرن عندما تسلم الخلافة أيضاً المسلمون وقفوا أمامه أم لم يوقفوا؟ نعم في الجمل وصفين والنهروان وقفوا أمامه فما بالك قبل ربع قرن كان يقفون أو لم يقفون؟ لماذا؟ لأن علياً يريدهم على الصراط المستقيم؛ لأن علياً يريد أن يأخذ بهم إلى الصراط المستقيم؛ لأن علياً يريد أن يحاربهم على التأويل، كما حاربهم رسول الله على التنزيل، الآن ما هو المراد إنشاء الله أيضاً سيأتي انه أي تأويل هذا.

    العلامة المجلسي عندما ذكر هذه الرواية في البحار المجلد 28 صفحة 255 وكذلك في مرآة العقول المجلد 26 صفحة 326 إلى 333 يقول بيان بعد از ذكر الرواية يقول: إسناد عن أبي جعفر أن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا ابابكر فإن ذلك لا يكفره ولا يخرجه من الإسلام، فالرواية ظاهرة في الإسلام وعدم كفرهم، ولكن المنهج منهج أخباري والعلامة المجلسي لا اقل حملها على القراءة الاخبارية بيان قوله من أن يرتدوا عن الإسلام أي عن ظاهره وإلّا في الواقع هم ارتدوا عن الإسلام وكفروا وخرجوا عن الدين بمجرد أن لم يقبلوا خلافة وإمامة أمير المؤمنين أنا لا اعلم ماذا لابد أن تحمل على ظاهرهم وان كان في الباطن كلهم كفارٌ، قد يقول قائل سيدنا بشهادة الروايات الأخرى؟ بيني وبين الله نبحث الروايات الأخرى هم نبحثها رواية تثبت أو لم تثبت وإذا كانت موافقة للقرآن أو مخالفة للقرآن، قال: عن ظاهره والتكلم بالشهادتين فإبقائهم على ظاهر الإسلام كان صلاحاً للأمة أي صلاح؟ هذا الإسلام الذي سوف يعرف للعالمين إلى يومنا هذا أي إسلام عرف؟ إسلام علي وأهل بيته أو إسلام الخلفاء؟ إسلام الخلفاء، الآن مئات الملائيين أكثر من مليار مسلم الآن على إسلام الخلفاء، بيني وبين الله أي صلاح هذا؟ قال: صلاح للأمة ولأولادهم طريق لقبول الحق وإلى الدخول في الإيمان في كرور الأزمان، وهذا لا ينافي ما مر، وسيأتي أنّ الناس ارتدوا إلّا ثلاثة، لا ذيك الروايات تبقى على حالها، وهذه الرواية نؤولها لأجل صالح تلك الروايات، لا ان نتصرف لتلك الروايات لصالح هذه الرواية، مع أن هذه الرواية أوضح وأقوى سنداً، فيها من التفصيل ما لا يوجد في تلك الروايا؛ت لأن المراد فيها ارتدادهم عن الدين واقعاً هؤلاء ارتدوا وخرجوا من الدين واقعاً وهذا محمولٌ على بقاءهم على صورة الإسلام وظاهره وان كانوا في أكثر الأحكام الواقعية في حكم الكفار إذاً المبنى واضح مبنى من؟ مبنى المحدث الأستر آبادي كما أشرنا إليه أنه مؤمن ومرتد هذه من الشواهد على أن منهجه في قبول هذه الروايات أخباري أو غير أخباري؟ أخباري، إلى هنا اتضح لنا في الاتجاه الأول والاتجاه الثاني فقد بطل ولم يتم بأي دليل واضح ويمكن الاطمئنان إليه أن الإمامة بالمعنى الشيعي لا هي ضرورة دينية حدوثاً وبقاءاً كما في الاتجاه الأول ولا هي ضرورة دينية حدوثاً لا بقاءاً كما في الاتجاه الثاني إذاً ننتهي إلى هذا هل أن الإمام بالمعنى الشيعي ضرورة دينية أم لا؟

    الجواب: كلا وألف كلا، لم يثبت لنا أنّ الإمامة بالمعنى الشيعي لها ضرورة دينية كضرورة النبوة أبداً، كضرورة الصلاة أبداً، لم تثبت، ومن هنا فإنكارها يخرج من الدين أو لا يخرج؟ لا يخرج من الدين، لا ظاهراً ولا واقعاً، خلافاً لما يقوله هؤلاء الأعلام، خلافاً لما يقوله صاحب الحدائق، لما يقوله المحدث الأستر آبادي، لما يقوله العلامة المجلسي، أبداً هؤلاء لا يخرجون من الإسلام، لا ظاهراً ولا واقعاً، ولذا عندي عبارة السيد الإمام في كتاب الطهارة المجلد الثالث، أحفظوا هذه الجملة إن شاء الله في الوقت المناسب سنقف عندها، قال: في صفحة (635) فإن المنساق من الروايات أن الشهادتين الشهادة بالتوحيد والشهادة بالرسالة، أن الشهادتين تمام حقيقة الإسلام، لا فقط أن الشهادتين تحفظ ظاهر الإسلام وباطنه ظاهراً مسلم وواقعاً كافر كما يقول الأخباري، لا أبداً، تمام حقيقة الإسلام في الشهادتين، من هنا يطرح هذا التساؤل: إذاً ما هو دور الإمام إذا كان تمام حقيقة الإسلام في الشهادتين، إذاً ماذا نفعل بهذه الآية المباركة في أول سورة المائدة؟ ماذا يقول الحق تعالى في أول سورة المائدة {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}؟ إذاً الإمامة من تمام الدين، فإذا كانت من تمام الدين كيف تكون الشهادتين تمام حقيقة الإسلام، هذا يحتاج إلى بحث إن شاء الله في الأيام القادمة نقف عنده.

    والحمد لله رب العالمين.

    7 جمادى الأولى 1435

    • تاريخ النشر : 2014/03/10
    • مرات التنزيل : 1835

  • جديد المرئيات