نصوص ومقالات مختارة

  • تعارض الأدلة (217)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا في الأمس إلى انه لابد من طرح مسألة الجبر والتفويض من خلال مسألتين، أو من خلال حيثيتين، الحيثية الأولى وهي أنّه فيما يتعلق بفاعل الفعل الإنساني، من الواضح، وهذا أمرٌ وجداني لا يمكن تكذيبه بأي نحو من الأنحاء، وهو أن لكل إنسان مجموعة من الأفعال التي يقوم بها، من قبيل الإيمان، سواء كانت هذه الأفعال أفعال جوارح أو كانت أفعال جوانح، كانت إيماناً، كانت سلوكاً، كانت خلقاً، كانت أكلاً، شرباً، ضرباً إلى آخره، هذه أفعال، الآن أنت جالس هنا وجلوسك فعل من الأفعال، نظرك الذي فعل من الأفعال، استماعتك فعل من الأفعال، كتابتك فعل من الأفعال، تفكيرك فعل من الأفعال، هذه كلها أفعال، ولا تعد هذا طبعاً الأفعال المنظورة، وإلّا الأفعال غير المنظورة تلك الملايين بل مئات الملايين، بل المليارات من الأفعال التي يقوم بها خلايا الإنسان، كل خلية تقوم بفعلها هذه كلها أفعال تصدر من الإنسان، من هو فاعل هذه الأفعال؟

    هنا بنحو عام توجد اتجاهات ثلاثة، الاتجاه الأوّل وهو الاتجاه الذي أراد أن يحفظ سلطان الله في خلقه وفي ملكه ومُلكه، قال الله سبحانه وتعالى هو الفاعل لكل شيء، هذا يدل عليه الدليل العقلي، أوّلاً لأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق، وأنّه هو المالك بناءاً على وحدة واجب الوجود لا وحدة الوجود، بناءاً على وحدة واجب الوجود سبحانه وتعالى من الواضح بأنه يتعدد الخالق أو لا يتعدد الخالق؟ لا يتعدد الخالق، يتعدد المالك أو لا يتعدد المالك؟ لا يمكن أن يتعدد المالك، ومن هنا فكل ما يقع في عالم الوجود ولم يكن واجباً، فهو ممكنٌ، وكل ممكنٍ فاعله وموجده واجب الوجود.

    سؤال: أفعالي مثلاً الآن ارفع السبحة، هذا الفعل واجبٌ أو ممكن؟ ممكنٌ، وإلّا لو كان واجباً لما كان له حالة قدم قبل ذلك، إذا صار ممكناً يحتاج إلى علة أو لا يحتاج إلى علة؟ يحتاج إلى علة، وعلته لا يمكن أن تكون واجباً لأن الممكن مثله محتاج إلى علة وحكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحدٌ لا نحتاج تسلسل ولا دور أساساً نسبة الشيء إلى ما غير ما هو له باطلٌ لا تستطيع أن تقول فاعل هذا الفعل تقول لي باء أقول لك الباء شنو؟ تقول الباء فقير هذا عنده الآن فقير محتاج إلى من يغنيه تدله إلى فقير آخر يستطيع أن يغني أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، لابد من أن يقف على غني لا على مستغنٍ ولا غني إلى هو وهذا هو الذي أثبته القرآن قال الله خالق كل شيء والله خلقكم وما تعملون ثم الله سبحانه وتعالى في مكانٍ آخر يستغرب يقول تنسبون الخلق لغيري هل من خالقٍ غير الله؟ في البحار المجلد الرابع صفحة 148 إلى أن أفعال العباد وحركات العباد واقعة بقدرتهم واختيارهم فهم خالقون لها، القرآن يقول الله خالق كل شيء القرآن يقول هل خالقٍ من غير الله؟ القرآن يقول كذا في الطرف الآخر ماذا يقول؟ يقول فتبارك الله أحسن الخالقين وإذ اخلق لكم من الطين كهيئة الطير أيضاً نسب الخلق إلى عيسى هذا القرآن هذا هم من هنا يقول لا يوجد خالقٌ إلّا الله هم من هنا يقول فتبارك الله أحسن الخالقين هم من هنا يقول لا حكم أن الحكم إلّا لله هم من هناك يقول احكم الحاكمين هم من هنا يقول لا غني إلّا الله انتم الفقراء إلى الله والله هو الغني هم في مكانٍ آخر يقول إلّا أغناهم الله ورسوله من فضله وهكذا هؤلاء بالنسبة إليهم رجحوا الأشاعرة والمجبرة رجحوا جانب سلطة وسلطنت وملك وخلق الله على كل شيء قالوا إذن لا فاعل إلى الله إذن العبد مؤثر أو غير مؤثر أنا وأنت لنا اثر أو ليس لنا اثر؟ ليس لنا اثر، تقول ما هو عملك؟ تقول عملك أنك محل الفعل مورد الفعل لا فاعل الفعل ومصدر الفعل أنت جنابك الآن اجلس مع نفسك وتصور مشهداً طوله كذا عرضه كذا وجباله كذا وانهاره كذا، هذا المشهد أخذته من الخارج أم أولدته في ذهنك؟ أنت مصدر هذا المشهد في ذهنك، ولكن أنا عندما انظر إليك وتنتقل لي صور منك التي تنتقل مصدرها أم أنا مستقبلها؟ أنا مستقبلها هؤلاء يقولون أن الأفعال الإنسانية ليس الإنسان فاعلاً ومصدراً لها بل الإنسان قابلاً ومحلاً ومنفعلاً بها، كتاب القضاء والقدر للفخر الرازي ضبطه وصححه نص محمد معتصم بالله بغدادي في صفحة 31 من الكتاب هناك يقول القول الأوّل أن المؤثر في حصول هذا الفعل هو قدرت الله تعالى وليس لقدرة العبد في وجوده اثرٌ، الآن من حقك أن تسأل إذا هو الفاعل لمن يعذبه؟ بحث آخر الآن بحثنا من هو فاعل الفعل، الآن من يجيب هو في محله، وهذا قول أبي الحسن الأشعري وأكثر أتباعه كالقاضي أبي بكر الباقلاني وابن فورك إلى آخره ويكون في علمكم 90% من أعلام المسلمين من فقهاء والمتكلمين ومفسرين هم من الأشاعرة والموتوريدية، نعم فقهياً قد يختلفون بعضهم حنابلة بعضهم حنفية بعضهم كذا ولكن عموماً من حيث العقيدة أشاعرة أمّا المعتزلة فلا وجود لهم أساساً نظرية المعتزلة نظرية النخبة وإلّا عموم الناس عقيدتهم اشعرية ولهذا بحسب الاصطلاح هم يقال أهل السنة والجماعة فيراد بهم الأشاعرة والماتوريدية والماتوريدية هم أيضاً هم أشاعرة مع نسخة معدلة يعني جناح من أجنحة الأشاعرة يقول: ثم حصل ها هنا بين الأشعر وبين القاضي هذا العقل الحاكم على الواقع السني مدين إلى ثلاث شخصيات وإلى الآن ما استطاعوا أن يخرجوا من الإطار العام الذي رسمها هؤلاء الثلاثة في رأسهم الشافعي بالفقه وأبو الحسن الأشعري بالعقائد والغزالي بالمنظومة الأخلاقية كما أن العقل الشيعي محكومٌ بما يقوله المجلسي واقعاً من عليا عرشيه في عالم البرزخ العلامة المجلسي يحكم عالم العقل الشيعي وشواهد هم واضحة نعم وقع اختلاف وهو انه إذا الله خلق هذا الإنسان وخلق فعله وخلق أفعاله لما يعاقبه عليها؟ إذا فعل المعصية هذه المعصية فعل من؟ فعله أو فعل الله؟ فعل الله لما يعاقبه عليها؟ الأشاعرة الاصلاء قالوا أصلا منو قال لك أن تسأل لما يعاقبه الله واحد يقدر أن يسأله بأنه يقول له لمه؟ لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، القرآن قال لا يسأل عما يفعل والله يسأل لم أو لا يسأل لم؟ لا يسأل، بعض الآخرين منهم مثل الباقلاني قال لا يكون بهذا الشكل، ولا يمكن قبولها، اثر مثلاً 5% نجعل للعبد حتى عندما يعاقبه عليها يكون له مدخلية قال حصل له الخلاف بين الأشعري والقاضي فقال الأشعري قدرت العبد لم تؤثر في وجود الفعل لم تؤثر في شيء من صفات ذلك الفعل وقال القاضي قدرة العبد وان لم تؤثر في وجود الفعل إلّا أنها أثرت في صفة وهي المسمات بنظرية الكسب هذه نظرية الكسب هي منشأ معاقبة العبد على أعماله التي لم يفعلها هذه النظرية الأولى.

    لا يتبادر إلى ذهنكم بأن الذين قالوا بالجبر ببساطة يمكن مناقشتهم لا أبداً واحدة من أهم أدلتهم لإثبات نظرية الجبر يقولون أن الله عالمٌ بكل شيء أو ليس بعالم؟ عالمٌ، الله عالمٌ بأفعال الإنسان أو ليس بعالم؟ عالم، هذا العلم قبل وجود الإنسان لو بعد وجوده؟ قبل وجوده يعلم الممتنع لو كان كيف يكون، الله من الأزل يدري أنا وأنت يوم الأحد ساعة 11:30 هناك قاعدين أو ما يدري؟ يدري، فإذا أنت جنابك في علمه أنت جالس بعد عندك قدرت انه هو يعلم انك جالس وأنت تقوم يصير أو ما يصير؟ هو يعلمك في هذا الوقت أنت جالس أنت تقدر تقوم أو ما تقدر تقوم؟ الجواب: إذا في وقت علمه أنت جالس عندك اختيار أن تقف انقلب علمه جهله لأنه هو كان يتصوّر أنت قاعد وتبين بأن تختار واقف فماذا نقدم علم الله أو إرادتك؟ نقدم علم الله إذن علم الله يقتضي أن لا يقع إلّا ما علم به وما علم به أزلي لا يتغير هذه من أقوى شبه الجبري على إثبات الجبر الأشعري لأنه احنه عندنا جبر اشعري وعندنا جبر فيزياء وعندنا جبر فلسلفي وعندنا جبر عرفاني وعندنا جبر آخوندي، وكل واحد منها باتجاه، وهنا توجد مشكلة والوجدان على خلافه هذا لغة العاجز كم من وجدان أنت مخالف الواقع وهذه من الوجدانيات التي مخالفة للواقع، بإمكانكم تراجعون مصادر متعددة في الكتب الفلسفية، في الكتب الكلامية، في الكتب الروائية، موجودة ولكن كل بحسبه ومثلاً في المفصلات سيدنا الأستاذ سيد الخوئي بمحاضراته وبإمكانكم تراجعون محاضرات شيخ إسحاق فياض في الجزء الثاني صفحة 44 نظرية الأشاعرة مسألة الجبر ونقدها استدلوا على الجبر بوجوه، وهذه الوجوه كثيرة جداً يبدأ من صفحة 44 إلى صفحة 77 كذلك كتابٌ آخر منهجه منهج أخباري تفكيكي وهي محاضرات الأستاذ الشيخ محمد باقر علم الهدى سد المفر على القائل بالقدر دراسة تحليلية حول البحث الأمر إرادة والطلب مقالة الجبر والتفويض واثبات الأمر والأمرين تقريرات فلان والبحث فيه كثير ويقع في حدود 600 صفحة، كذلك كتاب هداية الأمة إلى معارف الأئمة أيضاً منهجه منهج تفكيكي أخباري كما اشرنا إليه مراراً هناك أيضاً أبحاث مفصلة لأنه واقعاً هذه كانت شاغلة الفكر الكلامي من صدر الإسلام إلى ماذا؟ ولهذا في صفين هم روايات موجودة عندما جاء ذاك الشخص قال هذا مسيرنا إليهم ابقضاء الله وقدره؟ مسالة مطروحة في صدر الإسلام في عهد رسول الله في عهد أمير المؤمنين وإلى يومنا هذا مستمرة وما متوقفة هذه هي نظرية الجبرية.

    النظرية الثانية: وهي نظرية القدرية، هذا غير القدر في قبال القضاء لأنه ذكرنا مراراً القدر في قبال القضاء له معناً وان القدر في قبال الجبر له معناً آخر القدر هنا في قبال الجبر يعني تفويض والقدر هناك يعني هندسة الشيء طوله ومقدار كل شيء هنا عندنا بمقدار وهنا في قبال القضاء، نظرية المعتزلة الأشاعرة استندوا إلى ماذا لإثبات نظريتهم استندوا إلى أن الله مالك كل شيء ولا يخرج شيءٌ عن ملكه وعن إرادته أمّا المعتزلة استندوا إلى اسمٍ آخر من أسمائه قالوا نعم أن الله ليس فقط مالكٌ وخالقٌ الله أيضاً حكيم، الله أيضاً عادلٌ فليس من العدل وليس من الحكمة أن يخلق فعلاً للعبد ثم يعاقبه عليها امن العدل أو الإنصاف أو الحكمة هذا؟ لا إذن حفظاً لاسم الحكمة ولاسم العدل لابد أن نقول أن هذه الأفعال فعل الله لو فعل العبد لقالوا فعل العبد حتى يصح أن يعاقبه عليها وإلّا إذا لم تكن فعل هذه الأفعال فعل العبد حقيقة لا مجازاً، يعني نسبة الشيء إلى ما هو له فعله حقيقة لما استحق العقاب عليه، ومن هنا بدأت نظرية العدلية هذه دخل العدل في أصول المعتزلة من هذا النزاع الكلامي مع الأشاعرة يعني لو نريد أن نبحث عن تاريخ مسألة دخول العدل إلى الفعل الكلامي الإسلامي منشأه رد فعلٍ على نظرية الجبرية والاشاعرة، طبعاً ما أقول أشاعرة لأنه متأخرين ولأنه نظرية الجبرية نظرية كانت موجودة في أواخر القرن الأوّل موجودة في عصر بني أمية وأقطابها موجودون ولهذا في أوائل القرن الثاني دخل جملة من العلماء وجملة من أكابر المعارضة السياسية لابني أمية وجدوا لا طريق لهم معارضة السلطة سياسياً فعارضوها فكرياً وعقائدياً وطبعاً باطنها كانت معارضة سياسية ولكن لا يستطيع التصريح لأنه يذبحوه فهمه عارضوه فكرياً وقالوا احنه لا علاقة لنا بالسياسة احنه مسألة عقائدية ولكن باطنها مسألة سياسية فتولدت عندنا نظرية العدل وهذه جزرها هذه احنه في المطارحات في شرح العقيدة في شهر رمضان قلنا بأنه هذا العدل الذي جاء لنا به المعتزلة تسرب إلينا خلسةً إلى مدرسة أهل البيت قامت الدنيا وصدرت البيانيات من العوام والجهلة اقرؤوا التاريخ وانظروا هذه نظرية المعتزلة من أين أتت العدل من أين دخل إلى تراث الإسلامي تقولون قرآنياً تعالوا تكلموا أي آية قرآنية تتكلم عن العدل، تقولون روايات أهل البيت أقول تعالوا نبحث أن روايات أهل البيت تكلمت عن العدل كأصل من أصول المذهب وإلّا هي ليست من أصول الدين نعم التوحيد وردت عندنا والإمامة دعائم الإسلام نقرأها في بحث الإمامة ولكن العدل من أين دخل إلينا؟ سيدنا تنكر العدل؟ أقول لا البحث ليس إنكار وعدم الإنكار أنت الذي تريد أن تجعلها أصل لابد أن تقيم الدليل عليها وهذه هي النظرية من الكتب المفيدة في هذا المجال كتاب أصل العدل عند المعتزلة هي رسالة ماجيستر في الفلسفة الإسلامية كاتبها هانم إبراهيم يوسف وتصديرها احد المتخصصين في الفلسفة الدكتور عاطف العراقي تصدير استاذ الفلسفة في كلية الآداب في جامعة القاهرة هنا بإمكانكم تراجعون في صفحة 67 يقول: هذه نظرية الإنسان الإرادية وان الإنسان حرٌ أهم نظريات العدل المعتزلي وتتضمن باقي النظريات التي تفسير صلة الله بالإنسان والمبادئ الخمسة الأساسية عند المعتزلة مآلها إلى العدل ومسألة أن الإنسان فاعل فعله مآلها إلى العدل أيضاً هذا الكتاب الذي الآن أشرت إليه القضاء والقدر للفخر الرازي في صفحة 34 يقول والقول الرابع أن المؤثر في حصول الفعل هو قدرت العبد (يعني الفاعل من هو؟ الله لو العبد؟) على سبيل الاستقلال (يعني محتاجٌ إلى غيره أو غير محتاج؟ لا فقط انه هو فاعلٌ 30%-40%-70%-90% لا 100% هو مستقلٌ في فعله) وهذا هو الذي نسبه إليه ملاصدرا في الأسفار المجلد السادس صفحة 369 يقول فذهب جماعة كالمعتزلة ومن يحذو حذوهم إلى أن الله تعالى اوجد العباد وأقدرهم على تلك الأفعال وفوض إليهم الاختيار ومن هنا سموا مفوضة وسموا أهل التفويض حتى أنت تعرف الاصطلاح عندما تقرأ لا جبر ولا تفويض لا تروح إلى اللغة العربية تروح إلى ظرف التاريخية لترى ما هو اصطلاح التفويض في ذلك الزمان، لا أن تذهب إلى اللغة، لا أن تذهب إلى الاستعمال، وإنما تذهب إلى الظرف الزماني الذي صدر فيه هذا الاصطلاح قال: فهم مستقلون بإيجاد تلك الأفعال، يوجد إصرار من المعتزلة أن العبد مستقلٌ في هذا، هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث: الذي أشار إليه الايجي أو الجرجاني في شرح المواقف هناك في المجلد الثامن صفحة 154 قال: وأمّا غيره يعني غير أبي الحسن الذي هو من الأشاعرة فيستدل عليه أي على أن العبد موجدٌ لأفعاله بوجوه كثيرة مرجعها إلى أمرٍ واحد وهو انه لولا استقلال العبد بالفعل لبطل التكليف بالأوامر والنواهي لأن العبد إذا لم يكن موجداً لفعله مستقلاً في إيجاده لم يصح عقلاً أن يعاقب بعد ذلك هنا الأشاعرة تقول ومن قال لكم أن العقل حجة؟ ومن قال أن العقل يستطيع أن يدرك الحسن والقبح في أفعال الله؟ نعم عقله قادرٌ أن يشخص الحسن والقبح في أفعاله أمّا فعل الله مثل فعلي لو فعله ليس كمثله شيء؟ إذن بماذا تريد أن تطابق قضايا الحسن والقبح ولذا احنه في كتاب سيخرج إنشاء الله كتاب العدل الإلهي عندما جئنا إلى الحسن والقبح قلنا الحسن والقبح في أفعال الله الحسن والقبح في أفعال العبد ولكن الآن أنت تجد في كتب المتكلمين الشيعة يجعلونها باباً واحداً تبعاً للمعتزلة، المعتزلة ما فرقوا بين أفعال الله وأفعال العبد مع أن القرآن صريحٌ يقول ليس كمثله شيء يعني فقط كمثل ذاته شيء؟ ليس كمثل ذاته شيء ليس كمثل صفاته شيء ليس كمثل أفعاله شيء ليس كمثل آثاره شيء من قال لكم ليس كمثله يعني فقط ذاته صفاته أفعاله يوجد لها مثل لا أبداً محال أن يوجد لها مثل إذن كيف تستطيع أن تطبق الفاكتور القائمة مال الحسن والقبح العقلي عندك تطبقه على أفعال الله، هذا القائمة الحسن والقبح هذه أفعال من؟ أفعالك نعم طبق عليه الحسن والقبح، ماذا مقصود هؤلاء من الاستقلال بأن يقولون قالوا بالاستقلال لأنه هذا هو سوف يكن منشأ للتميز بين المعتزلة وبين الإمامية الذي مع الأسف الشديد ما استطاع العلامة المجلسي أن يميز بينهما في البحار قال وذهبت الإمامية والمعتزلة يعني جعل الإمامية في عرض المعتزلة والمعتزلة في عرض الإمامية، الآن لابد أن نحقق، واقعاً الإمامية قالوا كما قاله المعتزلة أو قالوا شيء آخر، المعتزلة قالوا الله خلق الإنسان فإذن الإنسان حدوثاً محتاج إلى وجوده إلى الله أو ليس محتاج؟ نعم محتاج، زيد في بقائه محتاج إلى الله أو ما محتاج؟ نعم محتاج، يقولون إذن زيد حدوثاً بقاءاً محتاج إلى الله، أفعال زيد قيامه إيمانه جلوسه كل أفعاله هذه أفعاله محتاجٌ فيها إلى الله أو ما محتاج؟ قالوا فقط محتاج أن يوجد زيد أمّا في أفعاله فهو مستغنٍ عن الله فإذن في ذاته محتاج ولكن في فعله محتاج أو مستغني؟ مستغنٍ عن الله من قبيل مهندس ينشأ معملاً بناء يبني بيتاً ثم يموت المهندس والبناء والبيت والمعمل بعد ما يحتاج إلى المهندس ولكن الله أوجده وأعطاه القدرة ووضعه على نظام بعد هو يعمل بشكل مستقل له حاجة أو ليس له حاجة إلى الموجِد؟ ومن هنا قال بعض المعتزلة لو أمكن عدمه يعني عدم الله لما ضر وجود العالم شيئا، قالوا لا توجد أي مشكلة، لأن هذا العالم في حدوثه كان محتاجاً إلى الله، والله هو أوجده ووضعه في هذا النظام، هو أيضاً يمشي، أمّا في بقائه محتاج إليه أو غير محتاج؟ فلهذا لو فرضنا أن الله يموت على سبيل الفرض كما يقول المعتزلة، هذا يضر العالم أو لا يضر؟ قالوا لما ضر عدمه شيئا، وهذا هو الفكر الذي الآن يحكم الغرب، وهو انهم يعتقدون بوجود الله يوم الأحد يذهبون ولكن الحياة والدنيا والتقدم والتأخر وكذا مرتبط بالله لو مرتبط بالإنسان؟ مرتبط بالإنسان ولهذا يقول احنه لابد أن نتقدم الله ماذا؟ ولهذا عندما تقعد في الطائرة تقول إنشاء الله يوصل اطمئنوا واحد في الفكر الاعتزالي يقول لك إنشاء الله يعني ماذا؟ أنت لابد أن تنظر إلى طائرتك إذا سليمة توصلك، وإذا كانت غير سليمة لا توصلك لله، ما علاقته؟ هذا الذي يحكم الغرب، ولهذا تجد وضعوا محورية للإنسان وتقدم الإنسان عندهم وتقدمة العلوم عندهم، الذي يحكم الشرق شيعتاً وسنة العقل التواكلي العقل الأشعري كل شيء بيد الله والله أراد ذلك ماذا نفعل نحن الآن ثقافتنا فيما بينه ماذا نقول قسمته مثلاً في العراق يتفجر سيارة وكذا قتله وجريح نقول بعد قسمته، وهذا الذي يؤكدون استقلال لأنه في أفعاله محتاج إلى الله أو هو مستقلٌ في إيجاد فعله؟ مستقلٌ في إيجاد فعله هنا أئمة أهل البيت شافوا بيني وبين الله التوحيد يبقى منه شيء أو لا يبقى؟ دخلوا على الخط وهذا هو دور أئمة أهل البيت صاحوا لا جبر ولا تفويض لا يريدون أن يقعون في محذور الجبرية الاشعرية ولا أن يقعوا في محذور التفويض الاعتزالي لا أن يخرج الله من ملكه وسلطانه ولا أن يعزلوه عن عدله وحكمته إذن نحن نريد أن نفهم نظرية الأمر بين الأمرين لابد أن نفهم هؤلاء ماذا قالوا هؤلاء ماذا قالوا حتى نستطيع أن نفهم ماذا قال الأئمة بعبارة أخرى المتن لفهم هذه الحاشية والتعليقة لائمة أهل البيت الأمر بين الأمرين لكي تفهم هذا الشرح والتعليقة لابد أن تفهم المتن أوّلاً وماذا المتن؟ الجبر والتفويض وما لم نفهم الجبر والتفويض يمكن الفهم الأمر بين الأمرين.

    والحمد لله رب العالمين

    27 جمادى الثاني 1435

     

    • تاريخ النشر : 2014/04/27
    • مرات التنزيل : 1637

  • جديد المرئيات