أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
بالأمس بينا أنّ هذه المسألة من المسائل التي وقع الاختلاف فيها من صدر الإسلام، طبعاً عندما أقول من صدر الإسلام يعني ما هو مكتوب عندنا، وإلّا المسألة مطروحة ما قبل صدر الإسلام، ولكن البحث في الإسلام ماذا نقول هذه المسألة مطروحة من صدر الإسلام وهو أنّه من هو فاعل الأفعال التي تصدر من الإنسان؟ هل هو الله سبحانه وتعالى محضاً؟ أو أن الفاعل هو الإنسان محضاً؟ أو لا هذا ولا ذاك، ولكنه أمرٌ آخر ولذا نجد بأنّه الفخر الرازي في القضاء والقدر في صفحة 217 يقول: إعلم أن حال هذه المسألة حالٌ عجيبة وذلك لأن الخلق أبداً كانوا مختلفين فيها لأن المسألة ليست فقط مسألة صدر الإسلام، وإنما مذ كتبت هذه المسائل يوجد اختلاف وتقرير ذلك أن نقول الجبرية قالوا كذا فالحاصل أن عمدة الجبرية كذا وأما الدلائل العقلية كذا وأمّا الدلائل السمعية كذا وأمّا الأنام فكذلك جميع الملل والنحل بعضهم مجبرة وبعضهم قدرية ولا ترى امة من الامم خالية عن هاتين الطائفتين واقعاً هذه المسألة وإلى الآن هم ما حلة المسألة يعني لم نصل فيها إلى نتيجة إذن بحمد الله تعالى انقطع دابر الجبرية انقطع دابر المفوضة لا انقطع دابر هؤلاء ولا انقطع دابر أولئك ولكنه المهم الذي كان عندنا بعد أن بيّنا ذلك تتذكرون في الأمس أن العلامة المجلسي جعل الإمامية والقدرية أو المعتزلة جعلهم في دائرة واحدة في المجلد الرابع صفحة 148 قال وذهبت الإمامية والمعتزلة إلى أن أفعال الله عبادي وحركاتهم واقعة بقدرتهم واختيارهم فهم خالقون لها بالأمس نحن بيّنا بأن المعتزلة تقول شيء والأمامية يقولون شيء آخر فإن المعتزلة يقولون صحيحٌ أنّه أن الفاعل لهذه الأفعال هو الإنسان على نحو الاستقلال فإّن محتاج إلى الله أو ليس محتاجاً في فعله؟ غير محتاجاً وهذا بخلافه ما يقوله الإمامية فإنهم يقولون لا فإنه في عين أن هذا الفعل فعل العبد ولكنه غير مستقلٍ عن الله سبحانه وتعالى فهذا محتاجٌ أي أن الفاعل في فعله محتاجٌ إليه حدوثاً وبقاءاً ولهذا تجدون أن السيد الطباطبائي رحمة الله تعالى عليه في ذيل هذا المطلب الذي قاله يقول أمّا المعتزلة فلا يبالون بأمثال هذا الشرك الظاهر لأنهم جعلوا الله خالق واحد لو خالقين متعددين؟ قالوا هو الإنسان خالقٌ على نحو الاستقلال ويصير شريكٌ مع الله، لا يبالون بأمثال هذه الشرك وأمّا الإمامية فهم تبعة أئمة أهل البيت وحاشاهم عن القول بذلك وانك لا تجد في خبرٍ واحدٍ صحيحٍ منهم القول بأن مع الله الخالق لكل شيء خالقاً آخر لا لذاتٍ ولا لفعلٍ يقول بل المعنى المتنازع فيه وهو الإيجاد بل الأخبار المتكاثرة يصرح بخلافه يعني بخلاف أن يكون مع الله خالقٌ مع الله سبحانه وتعالى ولهذا إنشاء في روايات سنقرأها عن أمير المؤمنين أفضل الصلاة والسلام قال أنت خالقٌ مع الله لو خالقٌ من دون الله؟ وجد بأنه إذا يقول مع الله شريكٌ مع الله يكون من دون الله هذا معناه الحاد فلهذا سكت عباية قال ماذا أقول؟ قال تكون فاعلاً بالله لا مع الله ولا من دون الله، والرواية من الروايات القيمة في هذا المجال التي وردت في كتب متعددة انه مع الله وهي موجودة في البحار، وهذا المعنى الذي اشرنا إليه وهو الفارق بين المعتزلة وبين الإمامة أشار إليه السيد الخوئي أيضاً في المحاضرات الجزء الثاني صفحة 77 أشار إلى هذه النكتة قال ذهبت المعتزلة إلى أن الله سبحانه قد فوض العباد في أفعالهم وحركاتهم إلى سلطنتهم المطلقة على نحو الأصالة والاستقلال بلا دخل وسلطنت أخرى فيها وهم يفعلون وبهذه النقطة تمتاز عن نظرية الأمر بين الأمرين فإن العبد على ضوء تلك النظرية يعني نظرية الإمامية وان كان له أن يفعل ما يشاء ويعمل ما يريد إلّا أنّه في عين ذلك بحاجة إلى استعانة الغير فلا يكون مستقلاً فيه إذن فرق كبير بين فاعلية الإنسان على نظرية الأمر بين الأمرين وفاعلية الإنسان على نظرية المعتزلة فلا معنى لأن نجعلهما معاً في عرضٍ واحد قالت المعتزلة والأمامية لا المعتزلة يقولون شيء والأمامية يقولون شيئاً آخر.
اشرنا في الأبحاث السابقة من الذي دعى الأشاعرة أو الجبرية ومن الذي دعى المفوضة أو القدرية إلى هذا القول أو ذاك؟ الجواب: قلنا أن كل واحدٍ من الاتجاهين يعني الاتجاه الجبري والاتجاه التفويضي حكم اسماً من أسماء الله تعالى على باقي الأسماء الأخرى لأن الله سبحانه وتعالى مالكٌ أو ليس بمالك؟ نعم مالكٌ، هل يوجد مالكٌ غير الله أو لا يوجد؟ لا يوجد، الله له سلطنة على ملكه أو ليست له سلطنة؟ نعم، هل لأحد سلطنة على ملكه غيره سبحانه أو لا توجد؟ وهذه حكموها وغلبوا وقدموها على كل الأسماء الأخرى، هذه صارت نظرية الأشاعرة ولهذا إذا صار مالكاً وكان مالكاً حقيقياً لا مالكاً عرفياً عقلائياً، نحن الآن عندنا مالك في علم الفقه، أنت مالك لهذا الكتاب أو غير مالك؟ نعم مالك، مالك لبيتك أو غير مالك؟ نعم مالك، مالك لأموالك أو غير مالك؟ نعم مالك، مالك لكل شيء مرتبط بملكه ملكية اعتبارية أو لا؟ نعم، لكن هل تستطيع أن تتصرف فيها كما تشاء أو هناك حدودٌ للتصرف؟ حدود، يعني إذا تصرفت فيها تصرفاً سفهياً الحاكم الشرعي ماذا يفعل بك؟ يحجر عليك، يقول لك أنت مالك في حدود معينة وإلّا لست مالكاً كما تشاء ومن هنا تأتي الأحكام الفقهية القواعد العرفية القواعد العقلائية تقيد حريتك في تصرفك في ملكك سؤال: الله هم مالكٌ لكل شيء أو ليس مالكاً؟ ملكيته مقيدة لو مطلقة؟ مطلقة! يعني بيني وبين الله يدخل رسول الله في النار اله حق أو ما اله حق؟ مالكٌ هنا ملكيته مطلقة أو ملكيته مقيدة؟ فإن قلتم ملكيةٌ مطلقة فهكذا يفعل فلو أثاب الله المجرم أو عاقب المثيب أو فعل أي فعلٍ أراد لم يكن عليه ضير ولا منعه مانعٌ من عقلٍ أو خارجٍ هذا إذا كانت ملكيته مطلقة وهذا هو الذي اعتقده الأشاعرة قالوا ملكيته مقيدة مطلقة إذا لا تسألني بيني وبين الله هذا ظلمٌ هذه كلها أحكامك العرفية والعقلائية لماذا تريد أن تطبق هذا الفاكتور على ليس كمثله شيء هذا الكلام السيد الطباطبائي في الميزان ولهذا اتهموا الطباطبائي صاير اشعري من هذه الجمل فلو أثاب الله المجرم أو عاقب المثيب أو فعل أي فعلٍ أراد لم يكن عليه ضيرٌ ولا منعه مانعٌ من عقلٍ أو خارجٍ ولهذا تجدونه في مكانٍ آخر أيضاً في الميزان الجزء الأوّل صفحة 94 يقول أنت إذا كنت تملك حماراً ليحق لك أن تركبه أن تستفيد منه أن تبيعه أن تؤجره أن تعيره أما يحق لك أن تحرقه أو لا يحق لك؟ العرف والعقلاء يسمحون أو لا يسمحون؟ يحق لك أن تمنعه أكله وشربه وماءه حتى يموت عطشاً أو لا يحق؟ يحق لك أن تضربه فوق ما لا يستحق أو لا يحق لك؟ لا يحق، إنما يتصرف فيه بالحمل والركوب وأمّا أن يقتله عطشاً أو جوعاً أو يحرقه بالنار من غير سببٍ موجبٍ فلا يرون له ذلك أمّا تعالوا إلى الله يقول فملك هذا المتصرف محدودٌ مصروفٌ أمّا هو تعالى فكل تصرفٍ تصرف به فهو تصرفٍ من مالكٍ وتصرف في مملوكٍ فلا قبح ولا ذم ولا غير ذلك هذا الذي مشى عليه الأشاعرة فإذن حكموا يا اسم؟ كونه مالكاً ولا ملك غيره والقرآن أيضاً من أوله إلى آخره مملوك، له ملك السماوات أو ملك السماوات، مالك يوم الدين وكل مخلوق له فهو مخلوق له أي ملكية؟ ليست ملكية عرفية، ليست ملكية عقلائية، ليست ملكية فقهية، ليست ملكية اعتبارية، وإنما ملكية تكوينية وجودية حقيقية، مقيدة أو مطلقة؟ مطلقة، أمّا في الطرف الآخر جاء وجد أسماء الله ليس فقط مالكٌ من أسماءه، وما كان ربك بظلام للعبيد، قالوا الله سبحانه وتعالى ما كان عنده حاجة أن يقول وما كان ربك بظلام لأنه الله يظلم حتى لا يكون ظلام لأنه نفي الأعم يعلم منه نفي الأخص لأن الآية قالت ليست ظلام صيغة مبالغة ينفي أن يكون ظالم أو لا ينفي؟ لا ينفي، قالوا لا ليس المراد من ذلك فإن الظلم من قبله يكون ظلاماً لأن الظلم من الكبير ولو كان صغيراً يكون كبيراً الله اكبر من أن يوصف فإذا صدر منه مثقال ذرة ظلم لا يكون ظالماً بل يكون ظلاما ولهذا كان قالت الآية المباركة وما كان وكان تفيد الشأنية ومو فقد لا يظلم بل ليس من شأنه أن يظلم المعتزلة أتوا إلى هذا الطرف وقالوا بيني وبين الله اسم الحاكم والاسم الأصلي يا اسم من أسماء الله؟ هذا الاسم ونحن إذا جعلنا لله نصيباً في أفعال العبد ولو كان النصيب واحد من المليار جداً ضئيل والعبد يحكم بالكفر والظلم والمعاصي القبائح إذن هذا القدر نسبنا القبح والظلم فإذن حتى نجرد وننزه مقام الربوبية عن كل قبحٍ ومعصية وذنبٍ نقول أساساً العبد مستقلٌ إلى فعله الله اله مدخلية أو ما اله مدخلية؟ هذا كله لتنزيه من؟ لتنزيه رب العالمين، بينك وبين الله بتعبير استاذنا السيد الصدر لو كان المعتزلة في مجلسنا لسروا بهذا البيان ولهذا جملة من المعتزلة من المعروفين في تركية وغير تركية سامعين دروسنا في العدل الإلهي وغيرها، يقول نحن نعدك على المعتزلة تقول أنا إمامي ليس مهم نعدك على المعتزلة، وكتبوا لي مقالات وبعثوها لي، وعندهم تحقيقات لأني أتصور عندما اتصلوا بي قالوا هذا صار شيعياً ولكن والحمد لله وجدنا في الإمامية من يناصر المعتزلة، لأننا نقرب المطالب بهذه الطريقة، إذن الأشاعرة بينهم وبين الله أرادوا أن يحكموا سلطان الله في خلقه قالوا أبداً لا يحق لأحد أن يتجاوز على ذرة من مالكية الحق فإذا أنت قلت إلك حق أن تتجاوز بالاستقلال أو بربع الاستقلال فلقد أجيز لك بالتصرف في مالكية رب العالمين ولا يحق لأحدٍ أن يتصرف في ملكه وسلطانه هذا الطرف قالوا لا هذا يؤدين أن ننسب كل القبائح والمعاصي والشرور ننسبها إلى الله لكي ننزه أذيال الربوبية عن كل خطأ وخطيئة وقبح ومعصية وشرٍ نقول أساساً لا مدخلية له في فعل الإنسان فحكمنا اسم عدله واسم حكمته على باقي الأسماء إذن تبين المعركة بين الأشاعرة والمعتزلة في أسماء الله هؤلاء تمسكوا بذيل بعض الأسماء وأولئك تمسكوا بذيل أسماء أخرى ومن هنا تجد أن الأئمة سلام الله عليهم عندما جاؤوا إلى مسألة الأمر بين الأمرين كاملاً كان نظرهم المبارك إلى كيفية التوفيق بينها بين الاسمين من أسماء الإلهية ولكن مع الأسف الشديد لا الأصوليين التفتوا ولا المتكلمين التفتوا ولا الاخباريين التفتوا ولا جملة من الفلاسفة التفتوا ودوا المعركة إلى مكان آخر، في أصول الكافي الجزء الأوّل صفحة 377 باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين الذي قلنا انه لم يصحح البهبودي كثير منها ولكن ليس مهماً لأن هذه الروايات واردة في أصول الكافي على المبنى الرواية عن سهل ابن زياد عن إسحاق ابن محمد وغيرهما رفعوه باعتبار أن السند غير معلوم كان أمير المؤمنين جالساً بالكوفة بعد منصرفه من صفين إذ اقبل شيخٌ فجثا بين يديه هذا الذي قلت من صدر الإسلام مطروحة مقالة له يا أمير المؤمنين اخبرنا في مسيرنا إلى أهل الشام في صفين ابقضاء من الله وقدر؟ فقال له أمير المؤمنين اجل يا شيخ ما علوتم تلعتاً ولا حبطتم بطن وادٍ إلّا بقضاء من الله وقدر فقال له الشيخ: عند الله احتسب عنائي فقال له مه يا شيخ فوالله لقد عظم الله لكم الأجر في مسيركم وانتم سائرون وفي مقامكم وانتم مقيمون وفي منصرفكم وانتم منصرفون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين فقال له الشيخ فكيف لم نكن من شيء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟ الإمام سلام الله والرواية طويلة الذيل إلى أن يصل إلى هذا المعنى يقول: ولم يعص مغلوباً ولم يطع مكهراً ولم يملك مفوضاً، إذن القضية أرجعها إلى الملك الإلهي وانه وقع في ملكه بلا إذنه أو مع إذنه؟ إذن تبين أن القضية والمعركة أين الأصلية؟ المعركة في انه إذا قلت بالاستقلال هذا خروجٌ من سلطانه وملكه وإذا قلت بالاجبر هذا لزوم خلاف عدله قال ولم يعص مغلوباً إذا كان بالاستقلال الله يستطيع أن يفعل شيء أو لا يستطيع أن يفعل شيء؟ العبد أراد أن يغلبه مثل ما عبد عندك آبقٌ وعصاك أنت عصيت غالب لو مغلوب؟ أنت مغلوب، يقول الله عندما يعصى مغلوب؟ يقول لا ليس خارجاً عن ملكه وسلطانه وإرادته ومشيئته ولم يطع مكهراً، الأولى رد معتزلة والثانية رد الأشاعرة، إذا أطاعه احد لم يطعه بالإكراه حتى يقول جبرية وإذا عصاه احد لم يعصه بأنه مغلوب، ماذا افعل بعد لا يعطيني وما يملك إذا كنت مالكاً مفوضا، ولم يخلوا السماوات والأرض وما بينهما باطلا ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا ذلك ظن الذين كفروا فأنشا شيخ يقول أنت الإمام الذي نرجوا بطاعته يوم النجاة من الرحمن غفرانا أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا جزاك ربك بالإحسان إحسانا.
الرواية الثانية: الرواية عن الإمام أبي الحسن الرضا (انظروا كيف الأئمة سلام الله عليهم وضعوا يدهم على جذر المشكلة وما هو جذر المشكلة؟ الأسماء الإلهية هذا الاسم يغلب أو هذا الاسم يغلب أيهما يتقدم؟ أو لا تقدم لها لا هذا على ذاك ولا ذاك على هذا) قال: سألته فقلت الله فوض الأمر إلى العباد؟ قال: الله اعز من ذلك، يعني عزت الله تمنع أن يتصرف احدٌ في ملكه بلا إذنه لأنه أنت إذا احد تصرفك في ملكك بلا إذنك أنت غالبٍ أو مغلوب؟ مغلوب يقول لا، لا تتصور احد يتصرف في ملك الله والله مغلوب على أمره الله اعز أن يفوض أحداً في ملكه قلت فجبرهم على المعاصي؟ قال الله اعدل واحكم من ذلك، إذن كاملاً الأئمة سلام الله عليهم من خلال الروايات ارجعوا جذر الخلافة بين الأشاعرة والمعتزلة أو بين الجبرية والقدرية إلى الأسماء الإلهية.
الرواية عن أبي عبد الله الصادق قال: قال رسول الله من زعم أن الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله ومن زعم أن الخير والشر بغير مشيئة الله فقد اخرج الله من سلطانه.
رواية أخرى: الرواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله الرواية التاسعة من الباب قال: أن الله ارحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها والله اعز من أن يريد أمراً فلا يكون أبداً الله سبحانه وتعالى رحيمٌ بخلقه ولكن خرج من ملكه وسلطانه أو لم يخرج كما تقوله المعتزلة؟ لا، فسئلا هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة قالا نعم أوسع مما بين السماء والأرض.
رواية أخرى: عن أبي عبد الله الصادق الرواية 14 قال: الله أكرم من أن يكلف الناس ما لا يطيقون والله اعز من أن يكون في سلطانه ما لا يريد، إذن الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام ارجعوا مسألة الجبر والتفويض أرجعوها إلى معرفة الله فإذا أنت أتقنت معرفة الله في الرتبة السابقة تقع فيما وقع هؤلاء أو ما تقع؟ أمّا إذا لم تتقن معرفة الله في الرتبة السابقة أين تذهب بك المذاهب؟ إما تكون جبر أو تكون تفويض، الآن تقول سيدنا أصير أمراً بين أمرين؟ لا، الأمر بين الأمرين أيضاً فيه ثلاثة قراءات، وفي الشيعة أيضاً اختلفت مذاهبهم وقراءاتهم وتفسيراتهم لأنه جذر المسألة في معرفة الله بقدر معرفته فسر هذه الجملة أمرٌ بين أمرين ومن هنا تفهم لماذا انه أئمة أهل البيت قالوا أوّل الدين معرفته لا طريق لأي معرفة لا طريق لمعرفة النبوة لا طريق لمعرفة الإمامة لا طريق لمعرفة فعل الإنسان لا طريق لمعرفة المعاد لا طريق لأي معرفة اللهم عرفني نفسك فإنك لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك اللهم عرفني رسولك فإنك أن لم تعرفني رسولك لم اعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك أن لم تعرفني حجتك ضللت عن الدين إذن الجذر في معرفة الله ولهذا ما لم تتقن المعرفة الإلهية بمسائها لا يمكن الوصول إلى أي معرفة صحيحة وهذا الذي هو مع الأسف الشديد الآن غائب في حوزاتنا العلمية الطالب كل شيء يقرأ إلّا معرفة الله طبعاً يكون في علمكم معرفة الله يعني توحيد لا هذه من الأخطاء الشائعة أيضاً مسألة من مسائل معرفة الله ولهذا نحن عندنا مجلدين في التوحيد وعندنا مجلدين معرفة الله ومعرفة الله فيه مسائل كثيرة من أهم مسائلها مسألة التوحيد لا انه التوحيد يعني معرفة الله وأئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وضعوا يدهم على المعرفة، الإمام الرضا: أصل الديانة معرفة الله أصلا دين بلا معرفة الله ليس بدين يقول لي احد الفضلا بأنه عندما كان الشيخ الاراكي ذهبت إليه قلت له أنا في شهر رمضان اذهب إلى التبليغ فأنت توصيني بأن أقول شيئاً في شهر رمضان في التبليغ؟ يقول وجدت بأنه الشيخ الاراكي كثير أتألم ولعله اجتمعت الدمع في عينه قال: از خدا بگو خدا خيلى مظلومة قل: عن الله والله كثير مظلوم في معارفنا الآن بينكم وبين الله على منابرنا في المناسبات شهر رمضان محرم صفر، كم يوجد حديث عن كل شيء؟ كم يوجد حديث عن معرفة الله؟! هل سمعتم شيئاً عن معرفة الله في شهر رمضان؟! في محرم وصفر شهرين، والله اصغر مسائل ما حدث في عاشوراء من الصدق والكذب موجود على المنابر ولكن معرفة الله موجود أو غير موجود؟ غير موجود على المنبر، يكون في علمكم هذه الثقافة بقيت وإلى يومنا هذا، ذهبنا إلى كل شيء، إلا المعرفة الإلهية، إذن أنا أتصور أن جذر المسألة وأساس المسألة فيما يتعلق بالجبر والتفويض مرتبط بمعرفة الله سبحانه وتعالى وعندما نقول معرفة الله يعني أن الله لا يمكن أن يعرف بما هو هو أصلا هذا الباب مغلق لا طريق لنا لمعرفة الله بما هو هو أصلا معرفة الكون معرفة الهوية معرفة الذات هذه كلها طرقها مغلقة وهذه مغلقة لا لأن الله بخل بها علينا بل لأننا نستطيع الوصول أو لا نستطيع؟ لا نستطيع، هذا لضعف في القابل، لا لبخل في الفاعل، لا أن الله يقول أخاف أن تعرفوني فلن تعبدوني، لا، ليس بهذا الشكل، يقول اعلم أنكم تستطيع أن تتعرفوا أو لا تستطيعون؟ ولذا جملة من الأعلام من المفسرين المحققين عندما يأتون إلى قوله تعالى: ويحذركم الله نفسه، ليس معناه يحذركم عقابه، لا، يقول ذاته يحذركم، يقول لا تأتون إلى ذاتي، لا تستطيعون معرفة ذاتي، ولهذا في جملة بعض هذه الآيات فيها رؤوف رحيم، يقول رأفة بكم رحمة بكم، لا تأتون إلى هذا، من قبيل أن أحداً يقول لك هذه المنطقة نورها عالٍ جداً، إذا فتحت عينك ماذا يحصل لعينك؟ تعمى عينك، أنت تستطيع أن تفتح عينك في عين الشمس؟ ولهذا شخصٌ جاء إلى الإمام سلام الله عليه، موجودة في أصول الكافي قال له يابن رسول الله أريد أن أراه، قال: إذا استطعت أن ترى الشمس بعينك عند ذلك أدلك على رؤيته، أنت هذه الشمس التي هي من مخلوقاته لا تستطيع أن تفتح عينك فيها، كيف تستطيع أن تفتح عينك أو عين بصيرتك على من هو نور السماوات والأرض؟ إذن لابد ما هو؟ ولهذا الله سبحانه وتعالى رأفة بخلقه تسمى بأسماء، فسمى نفسه، وإلّا لو لم يسم نفسه يوجد طريق للمعرفة أو لا يوجد؟ لا طريق وهذه الرواية موجودة عن الإمام الرضا(ع) قال: إنما تسمى لمعرفته وإلّا إذا ما يتسمى كان بأي اسم لا يمكن أن يعرف.
من هنا إنشاء الله غداً سندخل في بحث كيفية التوفيق بين هذين الاسمين يعني الاسم المالكية المطلقة والسلطان المطلق، واسم الرأفة والرحمة، والعدل والكرم، والجود والحكمة ونحو ذلك.
والحمد لله رب العالمين
28 جمادى الثاني 1435