أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قلنا بأن البحث في الطائفة الثالثة من الروايات التي عبر عنها في المجاميع الروائية بأنها من دعائم الإسلام والإيمان وبيّنا بأن العناوين المأخوذة في هذه النصوص عناوين مهمة جداً كما قلنا بني الإسلام على خمس دعائم، دعائم الإسلام، أثافي الإسلام، حدود الإيمان، مفتاح ما بني عليه الإسلام، دين الله ودين آبائي، قد يقال بأن هذه العناوين كافية لإثبات المسألتين المتقدمتين وهو أن إثبات الإمامة بالمعنى المصطلح في مدرسة أهل البيت أوّلاً أنها من المسائل الايمانة وثانياً أنها من أصول الإيمان لأننا ذكرنا أن المسائل الإيمانية أيضاً تنقسم إلى أصول وإلى فروع هذه الروايات وهذه العناوين قد يقال أنها تثبت المسألتين معاً أنها من المسائل الإيمانية وإنها من دعائم واصول الإيمان ومن هنا على القاعدة فإن أعلام مدرسة أهل البيت عندما جعلوا الإمامة من أصول المذهب استندوا إلى مثل هذه الألسنة ومثل هذه الصيغ ومثل هذه العبارات التي وردت عن أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام من هنا لابد من استعراض هذه الروايات التي قلنا أننا سوف نقف عند مهم هذه الروايات التي عموماً وردت في أصول الكافي ونستعرضها رواية رواية لنرى بأنه يمكن استخراج هذا المعنى منها أو لا يمكن.
بالأمس قلنا أن هذه الروايات واردة في أصول من الكافي المجلد السادس صفحة 51 كتاب الإيمان والكفر باب دعائم الإسلام الباب الثالث عشر وتوجد فيها كما ذكرنا 15 رواية نحن سنبدأ بالرواية السادسة التي هي أوضح الروايات في هذا المجال من حيث السند ومن حيث الدلالة وعلى أساس مثل هذه الرواية سوف نتوجه إلى الروايات الأخرى لأنها صحيحة من حيث السند بل لها سندان صحيحان كما اشرنا هذا أوّلاً وثانياً أنها أيضاً فيها اخبرني بدعائم الإسلام هذا أوّلاً ولكن مع أننا لا نغفل ما اشرنا إليه بالأمس من أن الولاية الواردة إذا كانت بالفتح فلا تفيد إلّا المحبة والنصرة نعم إذا كانت بالكسر فإنها تفيد أولوية التصرف يعني الإمامة السياسية التي هي محل النزاع إذن لكي نقول أن هذه الروايات دالة لابد من إحراز أنها بالكسر وليست بالفتح ومن الواضح انه لا طريق لنا لإحراز ذلك إلّا من خلال قرائن المحيطة بالرواية يعني القرائن التي قبلها وبعدها التي تتكلم عن المسائل الإيمانية عن المسائل الفرعية ونحو ذلك، الرواية هذه: قلت لأبي عبد الله الصادق اخبرني بدعائم الإسلام التي (هذه فيها عقد إثبات وعقد نفي) لا يسع أحداً التقصير عن معرفة شيء منها يعني هذا هو الحد الأدنى إذا قصر في واحد منها بعد خرج من ذلك التي من قصر عن معرفة شيء منها فسد دينه ولم يقبل منه عمله أمّا ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله يعني هذا القدر إذا عرفت هذه الأصول وهذه الفروع أنت مقبول الدين أنت دينك صحيح وعملك مقبول ولم يضق (قلنا بأنه نسخ متعددة موجودة بتعبير صاحب الحدائق ما من كلمة ما من جملة ما من رواية إلّا في الكافي فيها اختلاف نسخة) به مما هو فيه لجهل شيء من الأمور جهله يعني إذا عرف هذه وجهل غيرها بعد لا يضره شيء بعبارة أخرى هذه هي الأصول والفروع ومن عاداها بعد هي من الهوامش ومن الأمور الثانوية فقال شهادة أن لا اله إلّا الله والإيمان بأن محمداً صلى الله عليه وآله رسول الله والإقرار بما جاء به من عند الله، الآن الرواية التي فيها عقد إثبات ونفي بيّنت موردين مما جاء به أشارت إلى موردين الأوّل: وحقٌ في الأموال الزكاة هذا مما جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله، الأمر الثاني: والولاية التي أمر الله عزّ وجل بها ولاية آل محمد صلى الله عليه وآله وعليهم أفضل الصلاة والسلام قال: فقلت له هل في الولاية أو الوَلاية شيء دون شيء فضلٌ يعرف لمن اخذ به هنا اختلفوا في تفسير هذه الجملة السائل يسأل يأبن رسول الله كيف نميز أصحاب هذه الولاية عن غيرهم حتى نأخذ بحجزتهم ولا نأخذ بحجزت غيرهم حتى نطيعهم ولا نطيع غيرهم حتى نؤمن بهم ولا نؤمن بغيرهم حتى نحبهم ولا نحب غيرهم هذا بعد على معنى كذا قال: نعم، هذه جملة في الولاية شيء دون شيء فضلٌ بعضٌ قرأها أيضاً فصلٌ يعني يفصل، يعرف لمن اخذ بها يعني لمن يريد أن يأخذ بالولاية التي جاءت من عند الله ما هو الفصل المميز؟ ما هو الذي يميزها عن غيرها؟ قال: فقلت له قال نعم يوجد، سؤال: من الذي قاله الإمام الصادق في هذه الرواية الصحيحة السند المعتبرة بطريقين قال: أن تعرفوهم في هذه الآية المباركة، أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم يعني من المميز لهم؟ أن تعتقد بعصمتهم؟ يوجد في الرواية؟ أنت تعتقد بأنهم وسائط الفيض الإلهي يوجد في الرواية؟ أبداً لا يوجد، كل أراد أن يقوله الإمام أن تطيعوا هؤلاء ولا تطيعوا غيرهم قال الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} ومن هنا الإمام يفسر روايات من مات ولم يعرف إمامه، قال: قال رسول الله ومن مات ولم يعرف إمامه مات ميتةً جاهلية ثم الإمام سلام الله عليه يبدأ يذكر مصاديق لوجوب الطاعة وإنهم مفترضوا الطاعة يقول وكان رسول الله (يعني مفترض الطاعة) وكان علياً أمّا وقال الآخرون كان معاوية من الواضح انه وكان الآخرون يقولون معاوية يعني تجب طاعة من؟ ولكنه القرآن ورسول الله تقول تجب طاعة من؟ تجب طاعة رسوله وطاعة عليٍ من بعده، ثم كان الحسن ثم كان الحسين وقال الآخرون يزيد ابن المعاوية ومن الواضح ولا سواء ولا سواء أين هذه الإمامة من تلك الإمامة إذن من هذا الخلاصة الإجمالية من البيان الصحيحة السند الإمام ماذا يريد أن يقول؟ بماذا تكونوا ممن تولوا أهل البيت وأهل الولاية بماذا تكونون؟ إذا أطعتم الإمامة يعني إذا أخذتم دينكم من عليٍ وأولاد عليٍ عليهم أفضل الصلاة والسلام، أنت إذا تعتقد بأنهم وسائط الفيض أنهم معصومون هذا طوبى لك وهذا من كمال الإيمان ولكن هذا ليس داخلاً في الفصل المقوم للإيمان قال: ثم سكت ثم قال أزيد؟ فقال له حكم الأعور نعم جعلت فداك قال: ثم كان علي ابن الحسين ثم كان محمد ابن علي أبا جعفر يقول وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر يعني الإمام الباقر قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم إذن انتم تحتاجون إلى ولاة الأمر منكم لتأخذون دينكم يعني بعبارة أخرى الإمام يضع يده على الإمامة الدينية والمرجعية الدينية وديننا لابد أن نأخذها من عليٍ وأولاد العلي إذا أخذت دينك من عليٍ وأولاد عليٍ فأنت ممن دخل في دائرة ولايتهم لأنه الإمام يفسر هذا يقول حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبيّن لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى الناس دينهم كانوا يأخذونه من عمرو وبكر ولكن بحمد الله تعالى توفرت الظروف إلى الإمام الباقر أن يبين دين الناس وهكذا يكون الأمر والأرض لا تكون إلّا بإمام ومن مات ولا يعرف إمامه مات ميتةً جاهلية وأحوج إلى ما أن تكون عليه إذا بلغة نفسك هذا وأهوى يده بحلقه وانقطعت عنك الدنيا تقول لقد كنت على أمرٍ حسنٍ بحمد الله تعالى يعني عاقبتك على خير بمجرد هذا الإيمان.
في ذيل هذه الرواية العلامة المجلسي عندما يصل إلى هذه الرواية في مرآة العقول المجلد السابع صفحة 109-110 يبدأ بشرح هذه الرواية من صفحة 108 اخبرني بدعائم الإسلام يقول في صفحة 109 وقيل أراد بالولاية المأمور بها من الله بالكسر الإمارة وأولوية التصرف، قيل انه هذه الولاية بالكسر فتفيد اولولية التصرف، العلامة المجلسي قال: أقول بل الوَلاية بالفتح بمعنى المحبة والنصرة هنا انسب كما لا يخفى نعم يضيف كلمتين يقول أقول بل الوَلاية بالفتح بمعنى المحبة والنصرة والطاعة واعتقاد الإمامة في انه في كتب اللغة قالوا الوَلاية بمعنى المحبة والنصرة والوِلاية بمعنى أولوية التصرف أمّا الاعتقاد لا الوِلاية بالكسر فيها ولا الوَلاية بالفتح فيها أصلاً ما موجودة! والطاعة إنما هي للوِلاية بالكسر لا الوَلاية بالفتح، أنا كل من افهم من هذه الرواية بأن الإمام سلام الله عليه يقول بأنه انتووا إذا أردتم أن تكونوا في دائرة ولايتنا لابد أن تأخذوا دينكم منا طبعاً هذا أتكلم بنحو الكبرى وإلّا الصغرى ما هو دينهم ذاك بحثٌ آخر لكن قد تقول هذا دين عليٍ أقول لا هذا ليس دينُ عليٍ أنت تقرأ الرواية من تفسير القمي تقول هذا دين عليٍ من يقول هذا الذي قاله أمير المؤمنين ذاك بحث آخر ولذا بإمكانكم تراجعون نفس هذا الكلام قاله المازندراني الجزء الثامن صفحة 64 أيضاً نفس هذا الكلام قال بأنه وجوب الطاعة قال: فأجاب على انه الدال عليها انه والعلم الوافي في بيان الشرائع والأحكام من مأخذها وهذا من أعظم فضائل الوَلاية وصفاتها والله اعلم، الرواية ما فيه دلالة إلّا انه لابد أن تأخذ دينكم من هذا المعنى ونفس هذا المعنى أشار إليه المحدث الاسترابادي في حاشيته على أصول الكافي قلنا هناك حاشية للمولى محمد أمين الاسترابادي الذي جمعها ورتبها المولى خليل القزويني وتحقيق علي الفاضلي هناك في صفحة 199 يقول قد بيّن أمير المؤمنين كثيراً من الأحكام وكذلك الحسنان ولكن بعد شهادة الحسين اسند بأمر الله تعالى باب التعليم ثم انفتح في زمن محمد بن علي الباقر، وتوضيح ذلك أنّه كان يشد الرحال إلى آخره، إذن انفتح لهم المجال حتى يعرّفوا الدين للناس، هذه كانت الرواية السادسة في الباب وبينت لنا أساساً الإمامة ما هو دورها.
الرواية الثانية من هذا الباب وهي في صفحة 52 الرواية: قلت لأبي عبد الله: أوقفني على حدود الإيمان (قد يقول قائل الحمد لله رب العالمين بدأت الرواية تتكلم عن حدود الإيمان، إذن لا أقل قالت الولاية سوف تثبت أن الولاية من الأمور الإيمانية) فقال شهادة أن لا اله إلّا الله وان محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله، والإقرار بما جاء به من عند الله، والصلاة والخمس، وأداء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، ووَلاية ولينا، وعداوة عدونا، وقرأتم التولي والتبري من الأصول أو لا؟ وهذا خير شاهد بأنه هذه ماذا؟ إذن ليست قضية الإيمان بقرينة أن الصلوات الخمس ليست من حدود الإيمان، بقرينة أن أداء الزكاة ليس من حدود الإيمان يعني أن تكون مسألة إيمانية لا ليست مسألة إيمانية نعم الإيمان بما جاء من عند الله نعم مسألة إيمانية بهذا القدر، الآن هذه الولاية بمعنى حدود الإيمان سلمنا، نريد أن نتنزل أنها داخلة لا في الفروع وإنما في المسائل الإيمانية إنما حد الذي هو مطلوبٌ إيمانياً الإيمان بالمعنى الشيعي لو محبتهم ونصرتهم ونحو ذلك أي منهما؟ يعني الذي أشارت إليه الرواية الوَلاية لو أشارت إليه الرواية الوِلاية؟ الفيض الكاشاني في كتاب الكافي المجلد الرابع صفحة 88 يقول بعد أن ينقل الرواية في رقم 1693 باب حدود الإيمان والإسلام ودعائم الإسلام والإيمان يقول بأنه والوَلاية بالفتح بمعنى محبة والمودة وهي المراد بها في الحديث إنما المراد بها المحبة وهذه يوجد عليها خلاف أو لا يوجد عليها خلاف؟ لا خلاف فيها وليست محل النزاع وإنما محل النزاع الإمامة بالمعنى المصطلح عليها في مدرسة أهل البيت هذا القدر بيني وبين الله اذهب إلى أي مسلمٍ عنده مشكلة في الإمامة بهذا المعنى وفي الولاية بهذا المعنى يعني هو يتولى أهل البيت يتولى علياً وأهل بيته بهذا المعنى أو لا؟ يقول نعم نحبهم لأنه قال الله تعالى {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ليس عندنا شك فيها لقولهم في حديث الثقلين على صيغة مسلم لا على الصيغ الأخرى أذكركم الله في أهل بيتي هذه الرواية هم يقبلونها ويقولون نحن نقبل حديث الثقلين ولكن نقبل الحديث الثقلين بهذا القدر لا أكثر من ذلك لأن صيغة مسلم وردت بهذه ما وردت بأنه ما أن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا وإنهما لن يفترقا، الوارد في صحيح مسلم ليس محل النزاع بيننا وبينهم والذي وارد في صحيح مسلم أذكركم الله في أهل بيتي النزاع في هذه الجمل الثلاثة: وإنهما لن يفترقا، ما أن تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي أبدا وإنهما لن يفترقا، الخلاف على هذه، وليس الاختلاف في أن أهل البيت يجب محبتهم واحترامهم وإكرامهم وإلى غير ذلك هنا الفيض الكاشاني يشير إلى نكتة يقول ما القرينة على انه هنا الرواية الثانية التي قرأناها من أصول الكافي هي بالمعنى الوَلاية لا بمعنى الوِلاية يقول وهي المراد بها في الحديث ولذا لم يكتفي بها حتى أردفه بقوله والدخول مع الصادقين يعني ينبغي أن تكون مع الصادقين وان تكون مع الصادقين يعني أن تكون منهم وولاية ولينا وعداوة عدونا والدخول مع الصادقين هذه هماتينه الرواية الثانية، إذن الرواية الأولى مقدار فائدتها هذا القدر الرواية الثانية مقدارها بقدر ما افادته الآية المباركة {قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}.
الرواية الخامسة في هذا الباب وهي صحيحة السند على مبنى أن يقوله العلامة المجلسي وإلّا الآخرين ما صححوا عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال بني الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والوَلاية أو الوِلاية، من البعض حاولوا أن يقيموا قرينة انه في الرواية ما يدل على أنها وِلاية لا أنها وَلاية ما هي؟ قال زرارة فقلت وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال الولاية أفضل لماذا يأبن رسول الله؟ لعله أفضل في عرض الأخريات قال لا لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن من هنا حاول البعض أن يقول بينك وبين الله إذا كانت الصلاة عمود الدين والوِلاية أفضل منها وهي مفتاح لها إذن تكون من الأمور الإيمانية بل تكون من دعائم وأصول وأركان الإيمان، هذا الاستدلال تامٌ أو ليس بتام؟ الجواب: ليس بتام لوجهين: الوجه الأوّل هو أن المفتاحية بينة في الرواية السادسة أنها تبيين الشرائع قال لأنها مفتاحهن ما معنى مفتاحهن؟ في نفس الرواية السادسة قال حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبيّن لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون، يعني الأحكام الدين كان يبين من قبل من كان غير متخصصاً الآن بحمد الله تعالى من بركة الإمام الباقر فتحت الباب حتى يبين الدين على ما هو صحيح على ما يريده الله ورسوله إذن أي دلالة ما موجودة على انه عندما عبر المفتاح يعني إيمانية يعني من أصول الإمام أبداً وهذا المعنى هو الذي أشار إليه العلامة صاحب البحار، صاحب البحار عندما وصل إلى هذه الرواية في المجلد 68 صفحة 334 هذه عبارته قال وأفضل من جميع الأعمال البدنية لأنها مفتاحهن أي بها تفتح أبواب معرفة تلك الأمور وحقائقها وشرائطها وآدابها إلى آخره هذا نفس الذي بينته الرواية السادسة وليس شيئاً جديداً، إذن الجواب الأوّل قوله مفتاحهن لا دلالة فيها على ذلك.
الأمر الثاني: لو سلمنا معكم وتنزلنا وقلنا معنى الأفضلية يعني أنها من أصول الإيمان كما صاحب البحار هذا قال: قال أن هذه مفتاحهن في صفحة 334 مجلد 68 الولاية أفضل لا ريب أن الولاية والاعتقاد بالإمامة أئمة والإذعان بها من جملة أصول الدين في ذيل هذه الرواية أنا لا اعلم من أين استفاد إلّا أن يقول من أدلة أخرى، لو سلمنا الحق مع من؟ مع العلامة صاحب البحار وهو الأفضلية تدل على أن الولاية من الأمور الإيمانية بل ومن أصول الإيمان السؤال: هل بقية على وضوحها أو اكتنفها الغموض والمنع بنحو صارت أمراً نظرياً خافت على الناس أي منهما؟ فإن بقيت على حالها من الوضوح كوضوح وجوب الصلاة كوضوح وجوب الحج، نقول أنها من أصول الدين، لا من أصول اعتقاد مدرسة أهل البيت، ولكن بقيت على هذه الحالة أو لم تبقى؟ إن كانت بقيت، عند ذلك تكون من الواضحات من الضروريات، من دعائم الإيمان، أمّا إذا اكتنفها عوامل الغموض إمّا فقط بقاءاً كما ذهب كل علماء الإمامية إلّا استثناءاً بل وحتى حدوثاً كما قاله السيد الصدر قال: حتى حدوثاً أن الرسول صلى الله عليه وآله لحكمٍ اضطر أن لا يبينها بشكل واضح وهذا الكلام وجدته بشكل واضح في كتاب الطهارة للشيخ الأنصاري في المجلد الخامس صفحة 126 يقول في ذيل هذه الروايات بني الإسلام على خمس يقول إذ لا يستفاد من تلك الأخبار الدالة على انه بني الإسلام على خمس ولا يلزم من أهميتها في نظر الشارع لأنها مفتاحهن صيرورتها ضرورية فربما يتحقق في الأهم من دواعي الاستتار ومنواع الانتشار ما لا يتحقق في غيره نعم افترضوا في الواقع هذه من الأمور الأساسية والإيمانية ولكنه في مقام الإثبات بلغة إلى هذا الحد أو لم تبلغ؟ لم تبلغ، لأنه حاربوها إذن إذا جاء شخصٌ الآن وقال لم تثبت عندي يكون محذور أو لا يكون؟ يكون معذوراً، لأن الدليل ليس واضحاً؛ لأن الدليل نظريٌ، هذه الرواية السادسة والرواية الثانية والرواية الخامسة.
والحمد لله رب العالمين.
28 جمادى الثاني 1435