أعوذ بالله السميع العليم من شر شيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
انتهينا إلى بحث أساسي وجداً مهم للغاية وهو منشأ النزاع بين القائلين بالجبر والقائلين بالتفويض أن مآل هذا النزاع أن هؤلاء حكموا بعض الأسماء وقدموها على الأسماء الآخر يعني المجبرة والقائلون بالجبر قالوا أننا لابد أن نعطي لاسم المالكية والسلطنة لله ما لا يزاحمه غيره ولو قلنا أن لغير الله دوراً في إيجاد الفعل هذا نقصٌ في مالكية الله وفي سلطانه سبحانه وتعالى في المقابل وجدنا أن المفوضة قالوا أننا لابد أن نعزل أفعال الإنسان عن الله عزلاً تاماً فيكون العبد مستقلاً في أفعاله أن الله عادلٌ لأن الله حكيمٌ لأن الله رؤوف رحيم إلى غير ذلك إذن هؤلاء قدموا هذه الطبقة من الأسماء وأولئك قدموا تلك الطبقة من الأسماء فإذن النزاع الحقيقي بين القائلين بالجبر والقائلين بالتفويض مآله إلى المعرفة الحقيقية إلى معرفة الله بأسمائه وصفاته بعبارة أخرى إذا أردنا أن نتكلم بلغة علم الأصول الله تسمى بأسماء من أسمائه المالك من أسمائه العزيز والله تسمى بأسماء أخرى من أسمائه الحكيم من أسمائه العادل من أسمائه الرؤوف الرحيم ارحم من أن يجبرهم ثم يعاقبهم أليس كذلك؟ فلو وقع التزاحم بين الطبقة أو الطائفة الأولى من الأسماء مع الطائفة الثانية من الأسماء ماذا نقدم؟ نقدم الأولى أو الثانية؟ في بحث التعارض بالأدلة عندما يحصل لكم تعارض ماذا تفعلون؟ هنا ليست لكم قدرة، نقول تساقط، وهنا لا يوجد مجال للتساقط، ولا يوجد مجال للعرض على الكتاب؛ لأن هذه أمور تكوينية وليست اعتبارية، ولا مجال الفلسفة العامة إذن ماذا نفعل عندما تتزاحم أو عندما تتعارض الأسماء الإلهية؟ الأشاعرة بحسب فهمهم قالوا التقديم لابد أن يكون لأسماء أن الله مالكٌ عزيزٌ ولا نلتفت إلى الأسماء الأخرى تلك لابد أن نفهمها في ضل هذه الأسماء وبعبارة أخرى الحكومة والسيادة لأي اسم؟ لاسمه المالك العزيز في الطرف الآخر ماذا قالوا المفوضة؟ قالوا لا الحكومة والسيادة لأسماء الحكيم الرؤوف العادل غير الظالم ونحو ذلك طبعاً وهذه المسألة لا تتصورون فقط هنا عشرات المسائل العقائديّة والمسائل الأصولية وغيرها هذا التعارض بين الأسماء الإلهية والتزاحم قائم ومن هنا واقعاً لابد أن نفهم هذا الأصل مثال: أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وعلم أن كماله في أن يأمره وان ينهاه وقد أمره ونهاه وهذا الإنسان إمّا عناداً إمّا جحوداً إمّا تساهلاً إمّا اشتباهاً أي كان عصى ربه هذا من صار عصى ربه ووعد الذين يأتون ويطيعونه بالثواب وأوعد الذين يعصونه بالعقاب هذه أصول قرآنية كل واحدة منها عشرات الآيات القرآنية تثبتها هذا العبد الإنسان خلط عملاً صالحاً وآخر سيئاً وعصى ربه وذهب إلى ربه عاصياً من غير توبة الله سبحانه وتعالى عنده نحوان من الأسماء اسمٌ يقول له أنت ارئف من الام بأولادها وأنت ارحم الراحمين وأنت هذين الأسماء تقول له هذا عاقبه واجعله في نار جهنم أو اعفو عنه؟ يعني اقتضاء هذه الأسماء طلبها من الله تقول اعفوا عن زيد أو عاقب زيد؟ ولكنه نحوٌ آخر من الأسماء موجود مثل مالك خازن النار يقول اعفوا عنه يعني اسم القهار وشديد العقاب وجبّار السماوات والأرض لا يعذبه عذاب احد يقول اعفوا عنه أو يقول إلي؟ فهذا المسكين يتزاحم عليه اسم الرؤوف الرحيم واسم الجبّار المنتقم جبار السماوات والأرض هذا المسكين ماذا يفعل منو يغلب منهم؟ في النتيجة هذا العبد الذي تزاحمت به الأسماء الإلهية طبعاً الأسماء الإلهية كل اسم اقتضائه الخاص به يعني أنت جنابك عندما تطلب من الله الشفاء ترفع يدك وتلزم السبحة تقول له يا مشافي أو تقول يا مميت لماذا لا تقول له يا منتقم؟ المنتقم والشافي اثنين أو واحد؟ واحد، فإن الاسم المشافي له اثرٌ واسم المنتقم له اثرٌ آخر هذه أمور واقعية نفس أمرية تكوينية ليست قضايا اعتبارية ولهذا أنت عندما تذهب إلى مسؤول ورئيس تقول نطلب رحمتك ورأفتك لا تقول نطلب انتقامك وسجنك مع أن الرئيس واحد هو الذي يرحم وهو الذي يسجن ويعدم ما الفرق بينهما؟ الجواب: لأنه هذا بعدٌ وهذا بعدٌ آخر ولكن هذه حيثيات اعتبارية أو حيثيات واقعية نفس أمرية؟ يعني القرآن الكريم عندما يتكلم عن الرأفة والرحمة وفي آخر المطاف يقول أن الله منتقم جبار لو يقول أن الله غفور رحيم لأنه هذه الأمور تصدر من اسمه الغفور الرحيم، لا تصدر من اسمه المنتقم الجبار الآية 38 من سورة المائدة {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ولهذا أعرابي قرأ له هذه الآية وختمها بغفورٌ رحيم قال أخطأت قال لماذا أخطأت؟ قال له لأنه هذه مقدمات ما تنسجم مع غفور رحيم ولهذا الآية قالت والله عزيزٌ حكيم لحكمته فعل هذا، ليس لغفرانه ورحمته أمّا فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه أن الله منتقم قهار يصير أو ما يصير؟ ما اله معنى أن الله غفورٌ رحيم ولهذا قاعدة واصلٌ قرآني ذكرناه في منطق فهم القرآن قلنا فهم الآيات المذيلة بالأسماء اعلم انك لابد أن تفهمها بنحو من خلال الأسماء المذيلة بها الآية يعني ذيل الآيات هي الحد الأوسط وبرهان مضمون الآيات القرآنية هذه واحدة من أهم مفاتيح فهم قرآن الكريم ولذا في باب الشفاعة ما معنى الشفاعة؟ نحن نعرفها بالمعنى العرفي والعقلائي خطأ لأنه هذه مرتبطة بالحكومة الاسمائية وهو أن يخرجه من تحت اسم إلى اسم آخر، كتاب الشفاعة صفحة 96 الشفاعة من مصاديق الحكومة ولكن ليست الحكومة في علم الأصول الحكومة في علم الأسماء الإلهية ومن هنا تفهم قوله تعالى وهذه عندما يقع في الأسماء الإلهية تزاحم أو يقول فلانٌ من حقي لابد أن يروح لنار جهنم وغفور رحيم يقول فلان من حقي لابد أن يروح للجنة هذه عندما يقع التزاحم من القاضي والحكم في هذه التزاحم؟ يحتاج إلى قاضي أو لا يحتاج؟ في النتيجة كل واحد يقول من حقي يعني نزاع بين مقتضيات أسماء الإلهية من الذي يرفع نزاع وتنازع الأسماء الإلهية؟ القرآن الكريم بشكل واضح وصريح أشار قال: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا}هذا الصادر الأوّل قال له الأسماء ما هي حقيقتها ما هي مقتضياتها فإذا وقع التنازع بينها من الذي يحكم في هذا التنازع هو الصادر الأوّل هو الذي علم له الأسماء كلها ولذا في كتاب التوحيد قلنا المراد من الأسماء ليس أسماء الأشياء مراد من الأسماء هنا يعني الأسماء الإلهية وعَلَم آدم الأسماء يعني الأسماء الإلهية ولله الأسماء الحسنى ولذا عنده قاعدة أصلية أشار إليها كل أهل المعرفة ومنهم السيد الطباطبائي في الجزء السادس صفحة 254 هناك يقول السيد الطباطبائي انه من استطاع أن يتعرف على الأسماء الإلهية أوّلاً وان يتعرف على النسب والعلاقات القائمة بين الأسماء الإلهية ثانياً وان يتعرف على أن أي الأسماء مقدمة على أيها عند التزاحم والتنازع ثالثاً استطاع أن يقف على كل نظام العالم باعتبار أن كلما وجد في العالم فإنما وجد من خلال الأسماء الإلهية إذا وجدنا هناك مخلوقٌ فأساسه من اسم الخالق إذا وجدنا هناك إتقان فأساسه الحكمة إذا وجدنا هناك علمٌ فأساسه العالم وهكذا، قال ويتضح به معنى الحديث مع الاتضاح هو يقول أن لا شك أن أسماء الحسنى وسائط لظهور الكون بأعيانه وحدوث حوادثه التي لا تحصى فإنا لا نشك في أن الله سبحانه خلق خلقه لأنه خالقٌ لم يخلق خلقه لأنه عالمٌ فإذن الحد الأوسط للمخلوقات العالم لو الخالق؟ الخالق، لأنه خالقٌ جوادٌ مبدأٌ لا لأنه منتقمٌ شديد البطش مثلاً وانه إنما يرزق من يَرزق لأنه رازقٌ معط مثلاً لا لأنه قابضٌ مانعٌ قال لأنه يفيض الحياة للأحياء لأنه حيٌ المحيي لا لأنه المميت المعيد والآيات القرآنية الأصدق شاهدٍ على هذه الحقيقة فإنا نرى المعارف المبينة في متون الآيات معللة بالأسماء المناسبة لمعانيها في ذيلها ومن هنا أن الواحد منا لو رزق علم الأسماء وعلم الروابط التي بين الأسماء أيهما أصل وأيهما فرع؟ أيها من الأسماء الذاتية بعضها صفات فعلية ما هي الأسماء التي هي أمهات الأسماء وما هي الأسماء التي ليست من أمهات الأسماء وعلم الروابط التي بينها وبين الأشياء وما تقتضيه أسماءه تعالى مفردة ومؤلفة، مفردة يعني العالم الرازق، المعطي، الحي، القدير، السماء المركبة يعني الحيٌ القيوم هذا الذي يسمونه تقول الحي فيه اثر والقيوم فيه اثر، ولكن صار حي قيوم يعطيك أثراً ثالثاً مثل التركيب فإن اسم الغفور شيء واسم الرحيم شيء ولكن الغفور الرحيم يعطي أثراً، الآن العرفاء سموها تناكح الأسماء الإلهية بعض الجهلة لا يعرفون قالوا انظروا الله ينكح! انظروا الجهلة كيفما هؤلاء مقصودهم من تناكح الأسماء يعني تركيب الأسماء بعضها مع البعض أنا رأيت احداً عنده 100 مجلد ولكن هو من أهل الجهل وليس من أهل العلم يقول هل رأيت العرفاء يقولون الله ينكح، أين يقولون الله ينكح؟ قلت له أين يقولون الله ينكح؟ قال ألا تقرأ بأن يقولون تناكح الأسماء؟! الذي كان يقول مع ان مقصودهم من تناكح الأسماء، كيف انه من نكاح الذكر والانثى يخرج شيء ثالث الذكر وحده يصير؟ لا، الانثى وحده يصير؟ لا، إلّا بنظرية الاستنساخ، وهذا ليس محل بحثنا، الآن إذا وصل بأن علم الحديث بأنه يشافي الأبرص افترض بأنه عيسى من أين تحصل لا ادري من أين حصل عيسى، كان قد تحصل بأنه كان يشفي الأكمه والأبرص بعد تبقى معجزة أو لا تكون معجزة؟ نعم في ذلك الزمان لا يعلمون كانوا يتصورون معجزة لابد أن نجيب عن هذه الأسئلة وإلّا لا هؤلاء كفار ملحدين هذا كلام الجهلة.
قال: فإذا علم ورزق علم الأسماء والروابط التي بينها وبين الأشياء وما تقتضي أسمائه مفردة ومؤلفة علم النظام الكوني بما جرى وبما يجري عليه من كليات ومن جزئيات يعني علم بما كان وما يكون ما هو كائن إلى يوم القيامة، يعني يعذب عن علمه شيء أو لا يعذب؟ والقرآن صريحٌ ماذا علم الصادر الأوّل؟ وعلم الآدم أسماء كلها يعني يوجد اسم من أسماء الإلهية ولا يعرفه الصادر الأوّل والحقيقة محمدية أو لا يوجد؟ لا يوجد، فإذن يعلم ما كان والأئمة أوصياء هذا الوجود المقدس ويعلمون ما كان وما يكون وما هو كائن، هذا كاملاً نحن في علم الإمام ذكرناه، الآن قد يأتي إلي يقول أنت تقول هذه لماذا في علم الفقه تقول بأنه لم يثبت كذا؟ أقول لا هذه أنا أتكلم عن اعتقاده في النبي والأئمة، ولكن لا استطيع أن أقول أنت ما اعتقدت تكون خارجاً عن الإسلام عن أهل البيت عن التشيع لا ليس خارج هذا اعتقادي؛ لأنه قد يناقشني يقول من قال لك أن الأسماء في الآية المباركة يعني الأسماء الإلهية، لا لعله الأسماء الأشياء ولذا هذا البحث الكلامي إذن بحث الشفاعة بحث مرتبط بحكومة الأسماء الإلهية مثال في الأصول سؤال: نظرية حق الطاعة صحيحة أو نظرية قبح العقاب بلا بيان؟ هذه نظريتين مشهور الأصوليين قالوا نظرية قبح العقاب بلا بيان سيد الصدر رحمة الله تعالى عليه قال لا أنا اعتقد بنظرية حق الطاعة، دخلت إلى بيت تحترمه كثيراً وتحبه كثيراً ولا تريد أن تخالفه وتعصيه ولو واحد من الألف، لا أنه إذا أمرك لا تريد أن تعصي لا أنه إذا ظننت بأمره لا تريد أن تعصيه، ليس إذا شككت انه أمرٌ لا تريد، إذا احتملت هذا أمره أيضاً تريد أن تعصي أو لا تريد؟ تقول حتى الاحتمال لا أريد أن أخالفه؛ لأنه كثير عزيز عليَ ولا أريد أن يتألم حتى على مستوى الاحتمال، حتى لا أريد ليس على مستوى اليقين؛ لأنه على مستوى اليقين تخالف المولى والمولى يتألم، بل على مستوى الاحتمال ودخلت وأجلسك المولى الذي تحبه في مكانٍ وكان بجنبك 3 كتب ووجد واحد من الكتب حاط فيه علامة هو خرج من الغرفة وما قال لك بأن لا تمس شيئاً في الغرفة ولكنه أنت تأخر المولى قلت بيني وبين الله ما المانع الآن، نحن نتصفح بعض الكتب أو بعض الرسائل الموجودة في أمامنا إلى أن يجي المولى هنا يجوز لك أن تتصفح أو لا يجوز؟ قاعدة قبح البيان بلا عقاب تقول يجوز لأنه المولى قال لا تتصفح أو لم يقل؟ إذن إذا أنا تصفحت وكان لا يرضى بين أو لم يبين؟ ويقبح العقاب من المولى الذي لم يبين وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا حتى نبين إذن إذا شئت الكتاب والصفحيت وإذا في الوسط توجد رسالة سرية للمولى لا يريد لأحد أن يطلع عليها ودخل المولى ووجدك أن تطالع الرسالة يتألم أو لا يتألم؟ يحق له أن يعاقبك أو لا يحق له؟ على مبنى قبح العقاب بلا بيان لا يحق له، أمّا السيد الصدر يقول لا أساساً أنت عندما دخلت في الغرفة المولى كل شيءٍ ملكه لا يجوز لك حتى ترفع يدك بلا إذنه لأنه قد يكون تصرف في ملكه وهو إذن لك بالتصرف أو لم يأذن؟ إذن تصرفك يحتاج إلى إذن، ليس عدم تصرفك يحتاج إلى بيان وحيث أن كلما في الكون ملك الله إذن لا يحق لأحد أن يتصرف في أي شيء حتى في نفسه إلّا بإذن المولى إلى إذا قال أنت مأذون أن تتصرف إذن نظرية القبح العقاب بلا بيان لو حق الطاعة؟ لا نظرية حق الطاعة ولذا السيد الشهيد يقول بأنه مقتضى مالكية الله لكل شيء هذه نفس كلام الأشاعرة انه لا يجوز التصرف في شيء إلّا بعد الإذن منه لا انه يجوز التصرف في كل شيء إلّا إذا منع لا الأصل جواز التصرف لو عدم التصرف؟ عقلاً يقول لا تتصرف لا يجوز لك أن تتصرف سؤال: أيهما نقدم؟ نقدم حق الطاعة لو نقدم قاعدة قبح العقاب بلا بيان؟ أنت الأصولي ماذا تقدم؟ الجواب هذا لفهمك إذا أنت تجد بأنه المالكية أهم تقدم حق الطاعة إذا تجد حق العبد أهم تقدم قبح العقاب بلا بيان ولهذا نحن قلنا مسلك حق الطاعة في ضوء الحكومة الاسمائية قلنا هذه المسالة مرتبطة أيضاً بحكومة الأسماء الإلهية، الآن لا يقول لي احد: سيدنا علم الأصول ماذا علاقته بعلم الأسماء؟ هذا أمامك عندما أنا أقول نحن نعد الفقيه والاصولي إذا يعرف علم العرفان تقول سيدنا لم نفهم ما هو ربط علم العرفان بعلم الأصول هذا الارتباط وعشرات المسائل في علم الأصول جذورها في علم العرفان النظري جذورها في علم الأسماء الإلهية ولهذا إذا قلنا الله فقط مالكٌ الحق يكون مع سيد الصدر لو مشهور الأصوليين؟ مع سيد الصدر ولكنه إذا قلنا بأن الله كما انه مالكٌ له أسماء أخرى فلابد أن نرى أن المالكية تتقدم لو الرأفة والرحمة والعفو والرأفة تتقدم فعند ذلك تصير قبح العقاب بلا بيان ولهذا قلنا في ضوء فيما حققناه في بحث الحكومة الاسمائية يمكن أن يثار التساؤول التالي هل توجد أسماء أخرى لله تبارك وتعالى يمكن أن تكون حاكمةً على اسم المالك هذا البحث في كتاب القطع صفحة 176 واختم حديثي برواية قيمة والرواية عن الرضا عن أبيه جاء رجلٌ إلى إمام الصادق فقال له انج بنفسك هذا فلان ابن فلان قد وشى بك إلى المنصور وذكر انك تأخذ البيعة لنفسك على الناس لتخرج عليهم فتبسم الإمام فجاؤوا وقالوا اجب يا أمير المؤمنين فخرج الصادق عليه السلام ودخل وقد امتلئ المنصور غيضا وغضباً فقال له أنت الذي تأخذ البيعة لنفسك على المسلمين تريد أن تفرق جماعتهم وتسعى في هلكتهم وتفسد ذات بينهم فقال الصادق عليه السلام: ما فعلت شيءً من هذا قال المنصور: فهذا فلان يذكر أنك فعلت فقال: انه كاذبٌ قال المنصور إني احلفه أن حلف كيفت نفسي مؤنتك يعني بيني وبين الله انتقم منك فقال الصادق انه إذا حلف كاذباً باء بإثم قال المنصور لحاجبه حلف هذا الرجل عن ما حكاه عن هذا فقال الحاجب قل والله الذي لا اله إلّا هو وجعل يغلض عليه اليمين فقال الصادق لا تحلفه هكذا بدأ يحلفه بالطريقة فإني سمعت أبي يذكر عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال أن من الناس من يحلف كاذباً فيعضم الله في يمينه ويصفه بصفاته الحسنى فيأتي تعظيمه لله على اثم كذبه ويمينه فيؤخر عنه البلاء، هذا الإنسان بدأ يحلف ولكن بدأ يعظم وهذا التعظيم له ثمن عند الله وان كان من كاذبٍ الله لا يضيع عمل عاملٍ منكم من ذكر أو انثى وعظم الله وان كان كاذباً عند ذلك يقسم كذباً الله يأخذه بالبلاء مباشرتاً أو لا يأخذه؟ لا، لا يأخذه، قال فيأتي تعظيمه لله على اثم كذبه ويمينه فيؤخر عنه البلاء المنصور قال لعد أنت حلفه قال الصادق لرجل: قل أن كنت كاذباً عليك فقد برأت من حول الله وقوته يعني أسماء الجمال والرأفة لو أسماء النقمة والجلال؟ هذا معناه الأسماء الإلهية لها اثر أو ليست لها اثر؟ ولذا عند ذلك تفهمون لماذا الله سبحانه وتعالى بعض الجبابرة بعض الطواغيت بعض المستبدين بعض الظلمة يحكمون في الأرض وقد ملئوا الدنيا فساداً وظلما والله لا يأخذهم بذنوبهم لماذا؟ لأنه عندهم أعمال أخرى حسنة، أنجز الطرقات للناس، أو ساعد لفقراء، أو أنجز المستشفيات، أو قضا حاجة المحتاجين ، هذا له ثمن أو ليس له ثمن؟ له ثمن، فتحصل إلى هنا أن مسألة الجبر والتفويض لا يمكن حلها إلّا من خلال معرفة الأسماء الإلهية أوّلاً ومعرفة قوانين ومقتضيات وعلاقات هذه الأسماء ثانياً .
والحمد لله رب العالمين
29 جمادى الثاني 1435