أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم
قبل أن أشير إلى الروايات الواردة في ذيل هذه الآية المباركة من سورة النساء، بودي أن أشير إلى ما أعتقده هي خارطة بحث الإمامة بعد رسول الله في القرآن الكريم، ويا ليت أن الأعلام عندما بحثوا مسألة الإمامة بحثوها بهذه الطريقة، لا بالطريقة التي هي متعارفة، وهي أن الإمام أمير المؤمنين هل أنّه نصب للخلافة أو لم ينصب؟ وهل هو الأول أو هو الرابع؟ هذه المسألة السجالية الكلامية التي إلى الآن لم تنتهي إلى نتيجة، النتيجة أنه هم يقولون كذا، ونحن نقول كذا، ولكنه لو كان البحث بحثاً قرآنياً وبحثاً يستند إلى الآيات القرآنية لعله كان أجلى.
الخارطة القرآنية تستند إلى آيات خمس في القرآن الكريم، الآية الأولى الآية (67) من سورة المائدة، قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله: {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}، الوقوف عند هذه الآية قرآنياً لنرى ما هو الأمر الذي اقتضى من الله سبحانه وتعالى أن يعادل بين رسالته وبين هذا الأمر الذي يجب تبليغه، من الواضح نحن لا يوجد عندنا شيء في فروع الدين يمكن أن يكون معادلاً للرسالة؛ لأن الرسالة فيها النبوة، فيها التوحيد؛ لأن الرسالة فيها القرآن؛ لأن الرسالة فيها جميع المعارف، ما هو هذا الأمر الذي اقتضى من الله أن يتكلم مع رسوله بهذه اللغة، أن يعادل بين الرسالة وبين هذا الأمر، بغض النظر عن الروايات أنها صحيحة ضعيفة قرآنياً لابد أن نفهم ما هو هذا الأمر، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، كأنه إن لم تقم بهذا العمل كأنك قمت بعملك أصلاً أو لم تقم؟ لم تقم، من قبيل أنه قلنا الصلاة عمود الدين إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت، هناك الآية تشير هذا هو الأصل في كل شيء، الآن البحث القرآني في محله في عقيدة أن القرآن الكريم ننتقل إلى الآية (55) من سورة المائدة الذي أمر بابلاغه بعده صلى الله عليه وآله أن يجعل مرجعية من بعده، كما كان هو المرجعية في حياته في كل المسائل الدينية سياسية عقائدية أخلاقية، كيف أن الرسول كان هو المرجع لتبين للناس ما نزل إليهم، من هو المرجع بعد رسول الله، الآية المباركة من سورة المائدة بينت من هو المرجع، قالت: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون)، وإن كان المأمور به أو بابلاغه هو الولاية بكل معناها الواسع الذي اشرنا ويشار إليه في محلها، هذا الذي أنا اصطلح عليه بالمرجعية التي كانت لرسول الله، نحتاج إلى مرجعية بعد رسول الله، هذه الآية الثانية، فلابد أن نقف عندها أنّه ماذا تدل هذه الآية المباركة، ولكن بهذا التسلسل المنطقي.
بعد ذلك ننتقل إلى الآية إذا الله جعل الولاية لله ولرسوله وللذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة، عند ذلك تأتي سورة النساء الآية (59)، إذا كانوا هؤلاء هم الأولياء إذاً: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، الذين جعلوا أولياء عليكم في سورة المائدة، إذاً من هم أولي الأمر، هؤلاء الذين (إنما وليكم الله) أشارت إليه الآية المباركة، فإذا استجابت الأمة وأطاعت الحق سبحانه وتعالى والرسول والأولي الأمر منهم، عند ذلك تعالوا إلى أول سورة المائدة، عند ذلك قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، واقعاً النجاة تكون بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر منكم، هذا هو الإسلام المرضي في القرآن الكريم بمقتضى هذه الآيات الثلاث التي أشرنا إليها من تم عنده هذه الأبحاث في محلها عند ذلك إن لم يقبل هذا المعنى الإسلام الذي أشارت إليه في الآية (85) من سورة آل عمران قالت: (ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
هذه هي منظومة آيات الإمامة في القرآن، يعني كيف نبيّن المرجعية بعد رسول الله، الآن المعركة والنزاع بين المسلمين سواء السنة أنفسهم أو الشيعة، إنما النزاع أن المرجعية بعد رسول الله من تجب طاعته في الأمة، أولئك قالوا تجب طاعة مجموع الصحابة والصحابة اجتمعوا عينوا فلان وفلان إلى آخره، ونحن نقول أنّ القرآن عين من تجب طاعته في الأمة بالإشارة إلى هذه الآيات الخمسة، هذه هي خارطة بحث الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في القرآن الكريم.
تعالوا معنا الآن إذاً نحن عندما نبحث آية (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) بحسب تلك الخارطة تعدّ المرحلة الثالثة؛ لأن الآية الأولى مرتبطة ببلغ، الآية الثانية مرتبطة (إنما وليكم الله)، الآية الثالثة (أطيعوا) كأنه من وسط البحث نريد أن ندخل هذا البحث، كأننا انتهينا من المرحلة الأولى والمرحلة الثانية، بلغ أمر المرجعية من بعدك، ورسول الله بلغ ذلك بيّن ذلك، والآن وظيفة من؟ وظيفة الأمة أن تطيع من أمر الله بطاعته، الأمة بالخيار واقعاً أن تطيع وأن لا تطيع، أن تقبل وأن ترفض، كما في أي أمر إلهي هي بالخيار بأن يفعل وأن لا يفعل، إن فعلوا فازوا فوزاً، (ومن يطع الله والرسول فاز فوزاً عظيماً)، إن لم يفعلوا: (ومن يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، إذاً القضية الآن في المرحلة الثالثة بحسب هذه المنظومة.
تعالوا معنا إلى الآية المباركة، هذه الآية بالأمس قلنا يوجد فيها اتجاهان آية (95) من سورة النساء (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، الاتجاه الأول قال تجب الطاعة لجميع الصحابة، للفاسق، عدول، فجار، شراب خمر، إلى ما شاء الله، أشرنا إلى هذا القول بالأمس، أما الاتجاه الثاني الذي مشى عليه أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام ابتداءاً من الإمام أمير المؤمنين ومروراً بالإمام الحسن والإمام الحسين الإمام السجاد والباقر والصادق والرضا والكاظم والجواد، تجدون بأنهم جميعاً وضعوا أيدهم على هذه الآية المباركة، أننا المقصود من قوله تعالى: (وأولي الأمر منكم)، الروايات الواردة في ذيل هذه الآية المباركة بودّي أن الأعزة يراجعوا المصادر التالية: المصدر الأول تفسير نور الثقلين للمحدث الجليل العلامة الشيخ عبد علي بن جمعة العروس الحويزي، وهو من الكتب المهمة، في الجزء الأول بحسب هذه الطبعة الموجودة عندي صفحة (497ـ507) قال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله) تبدأ الرواية من رقم (328ـ360)، ينقل 32 رواية في هذا المجال، بعضها مرتبط بالآية، وبعضها غير مرتبط، ولكن في الأعمّ الأغلب مرتبط بالآية المباركة.
المصدر الثاني وهو البرهان في تفسير القرآن، للعلامة المحدث السيد هاشم البحراني، بتحقيقات منشورات مؤسسة الأعلمي، الجزء الثاني، صفحة (252ـ265) هناك ينقل حدود واحد وثلاثين رواية في هذا المجال، طبعاً عموم منقولة، يعني منقولة هنا بعضها منقوله هناك وبعضها مشتركة أيضاً، يراجعون أيضاً على القاعدة لا يوجد في الكتاب أي تعليق أي جمع بين الروايات، إذا كان هناك تعارض أبداً لا يوجد أي شيء في هذا الكتاب هذا الكتاب الثاني.
الكتاب الثالث وهو ما ورد في البحار، المجلد الثالث والعشرين من صفحة (285ـ304) ينقل حدود (65)، رواية ولكن هذه الروايات التي ينقلها فقط ليست مرتبطة بالآية (59) من سورة النساء، وإنما أيضاً مرتبطة بالآية (58) من سورة النساء، التي هي قبلها (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)، يقول من الأمانة أن تطيع الله ورسوله وأولي الأمر منكم.
المورد الرابع الذي هو أدقها وهو تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، للعلامة المفسر المحدث الأديب الشيخ محمد بن محمد القمي المشهدي، هذا الذي يقع في 14 مجلد، في المجلد الثالث هناك نظم الروايات بشكل أدق، كثيراً من الكتب السابقة، يعني من نور الثقلين إلى غير ذلك، هذا الرجل متوفى في حدود 1125 من الهجرة، ويظهر أن هذا الكتاب أيضاً كان مشتهراً؛ لأنه وجدت أنّ العلامة الآلوسي في روح المعاني عندما يريد أن ينقل الآراء ينقلها عن المشهدي، يقول: قال الروافض كما أشار المشهدي، إشارة إلى كنز الدقائق، الروايات التي أشار إليها هنا أحصيت الروايات وجدت أنه أيضاً في حدود عشرين رواية منقولة، ولكن ارتب من هذه الكتب الأخرى، الجزء الثالث في ذيل هذه الآية المباركة صفحة (437ـ452). إلى هنا أتصور القضية واضحة.
الآن تعالوا إلى تصنيف الروايات من الواضح أنه لا نستطيع أن نستوعب كل الروايات يعني نقرأها رواية رواية خصوصاً وأن كثير منها مكرره ولكنه أنا سأصنفها تصنيف وبعد ذلك أقرأ بعد الروايات، هذه الروايات الواردة في ذيل الآية المباركة يمكن تصنيفها إلى صنفين الصنف الأول من الروايات هي الروايات الواردة في ذيل الآية المباركة يعني أن الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام عندما ينقل الرواية يقول أنه إيانا عنا خاصة وأولي الأمر منكم قال يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قال إيانا عنا خاصة أمر جميع المؤمنين إلى يوم القيامة بطاعتنا، إذاً هذه الرواية فيها خصوصية ما تقول نحن من مصاديق هذه الآية التي يمكن أن تكون لها مصاديق أخرى ليس من قبيل فسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون قال نحن من أهل الذكر هذه ما فيها حصر ولكن نحن من مصاديق أهل الذكر يمكن أن تدل أدلة أخرى أن تشمل غيرها هذه حصر أما هذه الرواية تقول إيانا عنا، سيكون من قبيل قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً لأنه هناك خاصة بهؤلاء الخمسة الذين تحت الكساء وليست هذه الآية تكون من قبيل (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) من مصاديق الصادقين أئمة أهل البيت لا يوجد فيها حصر، هذه نكتة تفسيرية احفظوها أن الروايات الواردة في ذيل الآيات بعضها تفيد الحصر، وبعضها تكون لا تفيد الحصر، لا يمكن الاستدلال بها؛ لأنها تكون من مصاديق الأمر، لا محذور كما أنه ورد في بعض الروايات (يا أيها الذين آمنوا) ورد عليها أنه على رأس كل هذه الآيات هو أمير المؤمنين، يعني مختصة بأمير المؤمنين، لا ليست مختصة، ولكن من أوضح مصاديقها، قال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، قال: الأئمة من ولد علي وفاطمة إلى أن تقوم الساعة.
سؤال يوجد فيها حصر أو لا يوجد فيها حصر؟ لا يوجد أي حصر، أولي الأمر من؟ الأئمة من ولد فاطمة، ينفي ما عداها أو لا ينفي ما عداها؟ لا ينفي، واحدة من إشكالات أهل السنة على آية التطهير يقولون أن رسول الله جمع تحت الكساء، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي، جيد نقبل أن علي وفاطمة والحسن والحسين من أهل البيت، ولكن وغيرهم ليسوا من أهل بيتي، إثبات شيء ينفي ما عدا؟ه عندنا روايات أنه عبر عن بعض نسائه أنهن أهلي، هذا الصنف الوارد في ذيل الآية.
الصنف الثاني من الروايات لا يوجد أي ذكر للآية كل ما في الأمر، يقول إنّ الله افترض طاعتنا عليكم، هذه الروايات التي واردة في أصول الكافي وغير أصول الكافي باب فرض طاعة الأئمة، الجزء الأول صفحة (455) كتاب الحجة، هناك يذكر حدود 17 رواية التي هي من قبيل قال ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضى الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته، لا يوجد فيها أنها بيان لأولي الأمر، بالآية إن الله تبارك وتعالى يقول: (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله)، أشهد أني سمعت أبا عبد الله يقول: أشهد أن علياً إمام فرض الله طاعته، وأن الإمام الحسن إمام فرض الله طاعته، وأن الحسين إمام فرض الله طاعته، لا علاقة لها بالآية المباركة، هذه تقول فرض الطاعة للأئمة، من هنا سوف نقف عند هاتين الطائفتين أو الصنفين من الروايات.
أما الصنف الأول هنا أبين أصلاً في المباحث القرآنية هذه النكات مهمة وأساسية في عملية استنباط المعارف الدينية تارة نحن نستند إلى رواية أو روايتين أو ثلاثة أو خمسة لإثبات أصل من أصول الاعتقاد يكفي أو لا يكفي؟ لا يكفي، لأن الأصل الاعتقادي يحتاج أن تكون الرواية مورثة إما لليقين بالمعنى الأخص أو لا أقل باليقين بالمعنى الأعم، وروايتين وثلاثة وأربعة وخمسة تفيد اليقين أو لا تفيد؟ لا على أقصى ما يكون تفيد الاطمئنان وكيف نستطيع أن نستند إلى الاطمئنان لإثبات أصل عقدي ومرة نستند إلى الروايات لا لإثبات الأصل العقدي أو لإثبات الضرورة الدينية الضرورة الدينية ثابتة لكن نريد أن نتعرف على مصداق من تجد طاعته نحن هنا في المقام نريد أن نثبت أصل فرض الطاعة أو بيان مصداق من فرض الطاعة؟ في الصنف الأول نحن لسنا بصدد بيان أصل فرض الطاعة حتى يقال لنا أن هذه أخبار آحاد أو أخبار ضعيفة السند، أصل فرض الطاعة من أين ثبت؟ ثبت بالقرآن لا يمكن لأحد أن يناقش في هذا لأن الآية المباركة قالت أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم قرنت طاعة أولي الأمر بطاعة رسول الله صلى الله عليه وآله ولهذا لم يناقش السنة أيضاً أنه يوجد هناك من تجب طاعته في الأمة هذا معناه أن الكبرى مسلمة مفروغ عنها أن هناك في الأمة بعد رسول الله من تجب طاعته من هو مفروض الطاعة على حد طاعة رسول الله ولهذا تجدون نحن استندنا إلى أصل قرآني نعم الآن نستند إلى الروايات لإثبات أصل فرض الطاعة أو لبيان المصاديق؟ لبيان المصاديق، أصل فرض الطاعة أمر قرآني إنما الحديث في بيان المصداق من هم أولي الأمر، الذي قرن الله طاعتهم بطاعة رسوله وقرن طاعة رسوله بطاعته قال ومن يطع الرسول فقد أطاع الله.
تعالوا إلى الصنف الأول كما قلت روايات متعددة، لا أقل هذه الروايات الواردة في المقام أربعة أو خمسة، منها معتبرة سنداً هي كالتالي: الرواية الأولى واردة في أصول الكافي المجلد الثالث صفحة (57) التي الروايات التي قرأناها أخبرني بدعائم الإسلام التي لا يسع أحداً التقصير عن معرفة شيء، التي قلنا بسندين، وكلا السندين صحيح ومعتبر، هناك الإمام قال: فقلت: هل في الولاية أو الولاية شيء دون شيء، فلاً يعرف لمن أخذ به، ما هو الضابط ما هو الفصل؟ قال نعم، قال الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)، الفصل المميز ما هو؟ وقال رسول الله: (من مات ولا يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية)، الآن روايات من مات ولم يعرف إمام زمانه ماذا يعرف عنه؟ تعرف إسمه، السنة أيضاً يعرفون اسمه، تعرفون ابن من؟ السنة يعرفون أيضاً، تعرفون أنه الثاني عشر؟ السنة أيضاً يعرفون هذا، إذاً ماذا نعرف حتى لا نموت جاهلياً؟ نعرف أنه هو واسطة الفيض بين الله وبين خلقه، يحتاج إلى دليل، نعرف أنه هو العالم بما كان وما يكون وما هو كائن، يحتاج إلى دليل، نعرف أنه هو معصوم مذ كان في بطن أمه؟ نحتاج إلى دليل، ولكن نعرف أنه إمام مفترض الطاعة، إذا عرفنا هذا، من مات يموت ميتة جاهلية؟ لا، الإمام أيضاً يطبق، يقول: وكان رسول الله، يعني رسول الله كان هو المفترض الطاعة في زمانه، هذا الذي اشرنا أنه بعد رسول الله من؟ كان علياً، يعني بعد رسول الله من هو المفترض الطاعة؟ الإمام أمير المؤمنين، ولكن هذا نحن نقول، وهم قالوا كان معاوية، معاوية لم يقل لهم أحد وجوب الاعتقاد معاوية وإنما قالوا فيه مفترض الطاعة الإمام سلام الله عليه الإمام الصادق ماذا يقول هنا يقول لا، بأنه علي مفترض الطاعة ثم كان الحسن، ثم كان الحسين، وقال الآخرون يزيد بن معاوية، الرواية واضحة تبين أن محل البحث أين؟ لم يدعي أحد وساطة الفيض ليزيد ومعاوية، ولا أحد ادعى العصمة ليزيد ومعاوية، بينما ادعوا أنهم أئمة مفترضوا الطاعة، هم من أولي الأمر، الإمام يقول لا، هؤلاء ليسوا من مصاديق أولي الأمر هذه الرواية الأولى.
الرواية الثانية التي هي نفس الرواية ولكن مختصرة التي قلنا الرواية التاسعة من باب دعائم الإسلام التي هي أيضاً صحيحة قال الولاية فإن رسول الله قال أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم الآن هذه إما روايتين وإما رواية واحدة لأنه السند عن صفوان بن يحيى قال هنا أيضاً عن حماد بن عثمان عن عيسى بن سري، قبل أن أنتقل إلى الرواية الثانية أو الثالثة أو الرابعة، وهو أنه هذا البحث الذي تقدم وهو أنه الولاية بالفتح بمعنى المحبة والنصرة والولاية بالكسر بمعنى الإمارة وأولوية التصرف الإمامة السياسية، بعد الأعزة نقل عن بعض نسخ المفردات للراغب الاصفهاني التي أخيراً ومدعى لها أنها حقيقة نقل العكس، يعني الولاية بالكسر بمعنى المحبة والوَلاية التصرف والأمر، وهذا خطأ قطعاً وإن كان يدعى أنها نسخة تحقيقة لا ليست نسخة تحقيقة لماذا؟ لأنه هذه النسخة الموجودة بيدي التي هي للراغب الأصفهاني في مادتي ولي يقول: الولاية النصرة، والوِلاية تولي الأمر، هذه النسخة الأولى، ثم ينقل كلاماً عن الفراء، يقول: وكسر الواو في الوِلاية أعجب إلي من فتحها؛ لأنها إنما تفتح أكثر من ذلك إذا كانت في معنى النصرة، إذاً الولاية بالفتح بمعنى النصرة، والوِلاية بمعنى أولوية التصرف، وكان الكسائي يفتحها، ويذهب بها إلى النصرة، هذا الشاهد الأول، إذاً الفراء والكسائي كلاهما يقول بالفتح بمعنى النصرة.
والشاهد الثاني على ذلك هو أنّ العلامة المجلسي في مرآة العقول، كما نقلنا العبارة عنه قال: والوِلاية بالكسر الإمارة وأولوية التصرف، وأما والوَلاية بالفتح بمعنى المحبة والنصرة، هذا يكشف أنه ما قرأه من المفردات هذا المعنى لا هذه النسخ المطبوعة أخيراً.
والحمد لله رب العالمين.
11 رجب المرجب 1435