نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (450)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    اتضح لنا في البحث السابق ما هو أهم منشأ للتكفير لمدرسة أهل البيت تبين لنا أهم منشأ لذلك هو اعتقاد أن الامامة هي أصل من اصول الدين طبعاً الامامة بالمصطلح الشيعي لها كما بينا في البحث السابق بل حتى لو قلنا أن الامامة تعد ضرورية من الضرورات الدينية أيضاً الكلام هو الكلام لأنه في النتيجة انكار أصل من اصول الدين يؤدي إلى التكفير وكذلك انكار ضروري يؤدي إلى التكفير على بعض المباني وعلى بعض اقوال في المسألة نعم وجدنا أن بعض علماء الامامية ذهبوا إلى أن الامامة ليست أصل من اصول الدين وإنما هي من اصول المذهب ومن هنا بحسب الظاهر قالوا نحكم باسلام من لم يؤمن بالامامة وإلا في الواقع ونفس الأمر فإنهم محكومون بالكفر.

    هذا ما تبين من خلال كلمات علماء الامامية من صدر عصر الغيبة الصغرى والى يومنا هذا نحن لم نجد أحداً يخالف هذه المسألة، وإذا انتم بحسب التتبع وجدتم من يخالف هذه المسألة استفيد من ذلك؛ لأنه بحسب التتبع أنا لم أجد احد يخالف مسألة من أنكر الامامة وهو كافرٌ إمّا ظاهراً وباطناً دنيا وآخرة فقهاً وعقيدتاً وإمّا لا اقل عقيدة واخرة وباطنا وان كان بحسب الظاهر محكومٌ بالإسلام والمنشأ الاصلي هذه القضية هي مسألة الامامة من هنا انتقال إلى التراث تراث مدرسة أهل السنة لنرى انه ما هو منشأ التكفير عندهم.

    طبعاً أنا لا أريد أن أقول أن هذا هو العامل الوحيد ولا توجد مناشئ أخرى وعوامل أخرى للتكفير، لكن أتكلم عن أهم عاملٍ للتكفير في مدرسة السنة، ذكرنا بالأمس انه يمكن الاشارة إلى أمرين أديا إلى التكفير أهل السنة عند علماءهم، المنشأ الأول أو الأمر الأول هو الاعتقاد بأن خلافة الأول والثاني خلافة شرعية ثابتة بالضرورة الدينية فمن أنكر خلافة أو شرعية خلافة الأول والثاني فقد أنكر ضروري من ضرورات الدينية وانكار الضروري يؤدي إلى الكفر.

    المورد الثاني الذي على أساسه حكموا بالتكفير قالوا من حكم بتكفير وارتداد الصحابة بعد رسول الله فهو كافرٌ لأنهم يقولون أيضاً أن عدالة الصحابة وعدم تكفير الصحابة وعدم ارتداد الصحابة أيضاً من الضرورات الدينية، فمن أنكر هذه الضرورة أيضاً فهو محكومٌ بالكفر.

    إذن من هذا البيان يتضح لكم أن منشأ التكفير في تراث الشيعة وتراث أهل السنة شيءٌ واحد وهو انكار الضروري وهو إنكار أصل من الاصول الثابتة في المعارف الدينية، ولكن مع الاختلاف في المورد، نحن نقول أن الإمامة بالمعنى الشيعي هي من الضروريات، وهم يقولون أن شرعية خلافة الأول والثاني وعدالة الصحابة أو عدم تكفير الصحابة هي من الضروريات، وإلا المنشأ ما هو؟ يعني من الناحية النظرية كيف يمكن أن نقضي على مسألة التكفير في الامة الإسلامية، وفي المباني الإسلامية تجدون بأنه لا فرق بين علماء الشيعة وبين علماء أهل السنة، في مبنى التكفير كلاهما يقول انه من أنكر ضروري من الضرورات الدينية فهو خارجٌ عن الدين وكافرٌ، ولكن نحن عطفنا ذلك في مسألة الإمامة قلنا أن المصداق هو الإمامة، وهم يقولون شرعية خلافة الأول والثاني أو عدالة الصحابة ونحو ذلك، هذه أمامكم فيما ورد في سب الصحابة، الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية، طبعة دار المعالي المجلد الثالث صفحة 1110 يقول وأمّا من جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله الا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم قالوا الأصل في صحابة رسول الله عدم العدالة إلا من ثبتت عدالته فهذا لا ريب أيضاً في كفره، لا إشكال انه كافرٌ فإنه مكذبٌ لما نصه القرآن في غير موضعٍ من الرضا عنهم والثناء عليهم، نفس البيان الذي نحن عندنا نقول بأنه من لم يعتقد بإمامة الأئمة فهو خارجٌ عن الدين إمّا ظاهراً وباطنا إمّا باطناً لماذا؟ لأنه خالف الله ورسوله؛ لأن الله نص على إمامة الأئمة وان الرسول نص على إمامة الائمة ومن خالف نص الله ورسوله فهو كافر، نفس البيان.

    أريد أن ابين نكتة واحدة لا نكتتان من الناحية الفنية من الناحية الاستدلالية النكتة واحدة يترقى ابن تيمية يقول بل من يشك في كفر مثل هذا فإن كفره متعين ليس فقط من فسق الصحابة فهو كافر، يعني جملة من علماء أهل السنة الذين قالوا بأنه من فسق الصحابة فليس بكافر وإنما فاسق ونحو ذلك أيضاً يحكم بكفرهم، هذا الأمر الثاني بعد من مباني واجتهادات ابن تيمية لا هي المتفق عليه بين علماء أو المشهور بين علماء أهل السنة فإن مضمون هذه المقالة (يعني مقالة من كفر الصحابة) أن نقلت الكتاب والسنة كفار أو فساق وان هذه الامة التي خير امة اخرجت للناس وخيرها هو كان عامتهم كفاراً أو فساقاً، ولهذا إلى آخره، الآن انظروا من جهة يقولون بأن هذه من الضروريات، ومن جهة تجدون بأنه يعتبرونها نظرية ويستدلون عليها، المشكلة الأصلية أين؟ في هذه النقطة وهي إذا كانت من الضروريات بيني وبين الله الضروري يحتاج إلى دليل أو لا يحتاج إلى دليل؟ لا من الواضحات والمسلمات، نحن الآن نحتاج إلى دليل لوجوب الصلاة في الإسلام؟ أبداً، لوجوب الحج في الإسلام؟ أبداً من الواضحات، لأنه من مسلمات الدين وجوب الصلاة ومن الواضحات الإسلام أن خاتم الأنبياء هو النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم لا يحتاج إلى أن نقيم الأدلة نعم لمن لا يعتقد نقيم له الأدلة يعني لمن هو خارج عن الدين هذا هو المورد الأول.

    المورد الثاني الذي لابد أن يشار إليه وهو ما ورد في الكتاب النصب والنواصب لبدر بن ناصر بن محمد بن العواد دراسة تاريخية عقدية من الكتب المهمة في هذا المجال واساسا أن ظاهرة النصب متى بدأت؟ من هم النواصب؟ ما هو ضابط النصب، نحن مسألة النصب والنواصب عندنا مفهوم غائم، ولهذا البعض يطبقه على فلان، يقول من النواصب وبعض يقول لا، هؤلاء ليسوا من النواصب وبحث مفصل موجود، في هذا الكتاب في صفحة 182 يقول النواصب في المغرب انصح انه يوجد في الاندلس نصبٌ فلا ريب انه ليس نصباً بالمعنى الحقيقي للكلمة، من المسائل المعروفة تاريخيا أن الأندلس كانت معروفة بالنصب، ولهذا ابن حزم الظاهري أيضاً معروف بالنصب؛ لأنه كان في تلك البلدان وابن عربي أيضاً كان في تلك البلدان، ولهذا البعض يتهمه يقول انه تربى في تلك الاجواء الفكرية والعقدية، يقول فلا ريب انه ليس نصباً بالمعنى الحقيقي للكلمة بقدر ما هو ضربٌ من الاجتهاد وافق فيه بعض الاندولسيين النواصب، يعني واقعاً يحتاج إلى دقة عالية أن نميز بأنه هذا اجتهاد أو انه نصبٌ ذلك انه حكي عن كثيرٍ من امويي الأندلس وخطبائها أنهم لم يكونوا يثبتون خلافة علي ابن ابي طالب وإنما يربعون بمعاوية سؤال: هؤلاء الذين لم يوافقوا على خلافة أمير المؤمنين طبعاً بعنوان خليفة الرابع مقبول أو لا؟ ليس مقبول عندهم يعني أهل السنة جميعاً اجمعوا على شرعية خلافة الأول والثاني ولكن لا يوجد عندهم مثل هذا الإجماع على خلافة أمير المؤمنين أفضل الصلاة والسلام عليه ومن هنا يقولون هو انه إذا كانت مسألة خلافة أمير المؤمنين من الأمور المجمع عليها والضروري فإنكارها يؤدي إلى ماذا؟ يؤدي إلى الكفر على القاعدة أمّا إذا كانت مسألة خلافة أمير المؤمنين بعنوان خليفة رابع مختلفٌ فيها إذن انكارها يؤدي إلى الكفر أو لا يؤدي إلى الكفر؟ ليس ضروري لا يؤدي إلى الكفر.

    فلهذا الأبحاث النظرية بغض النظر ان هذه صحيحة بني امية ماذا فعلوا وبني عباس ماذا فعلوا بقرون ماذا فعلوا حتى صارت خلافة أمير المؤمنين بعنوان خليفة رابع أيضاً موضع شكٍ فضلاً عن انه خليفة هو الخليفة الأول يعني المسملون حتى كانوا يشكون في خلافته وشرعية خلافته بعنوان انه خليفة رابعة وقد اثار هذا الصنيع القاضي فلان إلى أن يقول وعلى كلٍ فإنكار خلافة عليٍ من اقوال النواصب المشهورة، النواصب في خلافته لا يقبلون خلافته فمن وافقهم يكون ناصبي لو يكون مجتهد فأخطأ أي منهما؟ الا أن الإمام ابن تيمية يرى أن ترك التربيع بعلي من قبل بعض أهل الأندلس لم يكن من باب الطعن في خلافته أو إنكار فضائله ولكن لان هؤلاء اتفق المسلمون على إمامتهم دون عليٍ لم يقبلوا خلافته لا للطعن في عليٍ بل لأنه مورد خلاف أمّا معاوية مورد إجماع، الاعلام ماذا يفعل السلطة ماذا تفعل؟ لا أنهم فقط سلبوا حق الخلافة من عليٍ لا الاعلام استطاع أن يشكك حتى في خلافته بعنوان انه خليفة رابعة هذا هو دور الاعلام دائماً في كل زمان لا يتبادر فقط في ذلك الزمان لا في الازماننا اضعاف ذلك الزمان يستطيعون غير الشرعي في الاعلام يجعلونه شرعي والشرعي يجعلونه غير شرعي كما الآن تسعمون وتجدون في موارد متعددة سواء في وسط الدين أو وسط غير الديني لا فرق الاعلام هو الاعلام ولهذا تجدون ابن تيمية في منهاج السنة المجلد الرابع صفحة 155 والمجلد السابع 153 يقول ولهذا كان الذي قتل عمر كان كافرا والذي قتل علي كان يصوم ويصلي ويقرأ القرآن لماذا؟ باعتبار أن ذاك شرعيته مسلمة ما فيها خلاف أن الكلام في شرعية خلافة أمير المؤمنين مورد الخلاف اجتهد أن الله يحب قتل علي فقتله قربة إلى الله، الآن لو تسأل اصولي إذا كان قاطعاً بجواز قتل عليٍ هذه حجة أو ليست بحجة؟ اسئلوا عن الصغرى لو أن شخصاً قطع قطعاً مئة في المئة أن قتل فلان الذي هو ولي من أولياء الله ليس فقط جائز، بل مقربٌ إلى الله وقتله بهذا الاعتقاد هذا مأثوم أو ليس بمأثوم؟ يقول وقتله معتقداً أن الله ورسوله يحب قتل علي، بيني وبين الله ليس لي علم بأنه من أين ابن تيمية عنده هذا العلم انه ابن ملجم كان معتقد هذا الاعتقاد، الآن لا أدري وهذا ينبأ عن خبث هذا الكلام الذي هو يقوله وإلا من أين علمت انه كان معتقداً بهذا الكلام من أين تقول هذا، وفعل ذلك محبةً لله ورسوله وان كان في ذلك ظالٍ مبتدع لا كافر، نعم اشتبه اخطأ ظال بدعة ولكنه كافر أو ليس بكافر؟ يحشر يوم القيامة كافر أو لا يحشر؟ لا يحشر، أمّا قاتل عمر يحشر كافر بعد هذه حتى تعرفون المباني النظرية لهذا الكلام من أين تظهر فإذا اردنا أن ندخل بحثٍ مع الآخر لابد نسقط هذه المباني النظرية لا نبدأ بالشتم واللعن والسب هذه ما يحل المشكلة الذي يحل المشكلة أن نرجع ونبحث انه ما هي المباني النظرية التي أدت بهؤلاء إلى أن يقول مثل هذا الكلام، كان مغرض وليس بمغرض هذه مباني عقدية بنوا عليه والى الآن العالم الاسلامي عموماً يسير على هذه المباني العقائدية هذه هم المورد الثاني.

    المورد الثالث: وهو الذي أشار إليه الإمام القرطبي في كتابه ليس القرطبي المفسر، القرطبي الشارح لكتاب مسلم المفهم لما اشكل من تلخيص كتاب مسلم الجزء السادس دار ابن كثير صفحة 250 هناك يبين هذه الحقيقة بشكل واضح وصريح ويقول وانعقاده له ضرورية شرعية، يعني انعاقد خلافة لابي بكر انعاقد شرعية والقادح في خلافته مقطوع بخطأه وتفسيقه وهل يكفر أم لا مختلفٌ فيه والأظهر تكفيره إذن ابن تيمية ذكروا ما بعدالة الصحابة وتفسيق الصحابة، القرطبي يذكر ما بشرعية خلافة الأول والثاني هذا المورد الأول، المورد الثاني بإمكانكم أن تراجعونه وهو مفصل هناك هو في الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة (ومقصوده الشيعة) الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة ويجعل الروافض في عرض الزنادقة واستغرب البعض أنه الصواعق هذه قال الصواعق يقول هذا المعنى يفهمه بمعنى غير المعنى الذي أنت تفهمه من قال يفهمه كما تفهم وإلا إذا كان يفهمه كما تفهم لماذا يقول أهل الرفض ويجعلهم مع الزنادقة لا يقبل النظرية التي يقول بها الشيعة هو يفهم حديث الثقلين بمعنى آخر لا بمعنى الذي أنت تفهمه فلهذا لا تستدلون بكلمات هؤلاء وكونوا على ثقة هذه علينا وليست لنا لأنه هؤلاء جاؤوا بحديث الثقلين وحديث الغدير وقالوا يقيناً لا تدل على مدعى الروافض أنت تنقلنا من كتبهم حتى علمائهم يقولون وعلماءهم ما قالوها وإلا إذا قالوها لكانوا روافض مثلنا لكانوا شيعة مثلنا نعم هذه الروايات واردة في كتبهم ولكن يقرؤونها يفسرونها ويشرحونها بنحو لا ينسجم معنا إذن لا تقول علماء السنة هم قالوا أين قالوا هذا ولذا بمجرد أن تقول حتى علماء السنة هم يقولون يقول هؤلاء أهل التدليس أهل الكذب أين علماء السنة قالوا هذا الكلام لأنه أنت عندما تقول علماء السنة قالوا فرق بين أن يقول علماء السنة وبين أنهم وردت الروايات في كتبهم الحديثية فرقٌ مثل ما الآن لو أن أحداً نسب إلى علماء الشيعة يقولون بسهو النبي أنت تقول مَن من علماء الشيعة قال نعم روايات وردت في كتبهم يقبلونها أو لا يقبلونها؟ لا يقبلونها وردت في مصادر الحديث عند الشيعة، لا أنه من اقوال علماء الشيعة هذه ميزوا بين المسألة العلمية إلي علماء يقولونها وبين الروايات الواردة في كتبهم الحديثية وإلا إذا علماء السنة يقولون كما نقول لماذا أهل سنة هو يكون شيعياً بعد لا يكون سنياً على أي الاحوال.

    هناك يقول في صفحة 138 الجزء الأول طبعة مؤسسة الرسالة المنقول عن العلماء فمذهب ابي حنيفة إنما أنكر خلافة الصديق أو عمر فهو كافرٌ ثم يأتي وفي الفتاوى ويذكر هذه الجملة قلت لان بيعة الصحابة له ثبتة بالتواتر المنتهي إلى حد الضرورة فصارت كالمجمع عليه المعلوم من الدين بالضرورة وهذا لا شك فيه فإذا صار معلوم بالضرورة منكر الضروري يصير كافر طبعاً هو بعد ذلك يذكر يقول له رأي آخر ولكن رأي القائلين بالتكفير ما هو؟ قائم على أساس الضرورة هذه هم مورد من الموارد وإذا تريدون أن تراجعون البحث ومن منهم قال بالتكفير ومن منهم لم يقل بالتفكير بإمكانكم أن ترجعوا إلى كتاب الصحابة في الميزان تأليف عباس محمد من الكتب المفصلة في هذا المجال هذه كل الأدلة الدالة على عدالة الصحابة مستقرأها آيات روايات كلمة وبحسب نظره ناقشهن هناك يقول في صفحة 541 وأمّا حكم من سب احد الصحابة القول الأول (طبعاً هذه سب غير التكفير مسألة تكفير الصحابة عندهم مسلم يؤدي إلى التكفير الآن سب الصحابة لعن الصحابة ما هو يعني تعتقد بأنه مسلم وليس بكافر ولكن تعلنه ما هو حكمه) قال ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة ويذكر اسماءهم فلان وفلان مع المصادر الموجودة إذن من هذا الكلام ماذا يتضح؟ يتضح أن محور التكفير عند أهل السنة يدور على مسألة شرعية خلافة الأول والثاني ومسألة الصحابة سواء فيما يتعلق بتكفيرهم فيما يتعلق بسبهم ولعنهم نعم كما ذكرنا في البحث السابق أو السنة الماضية ابن تيمية في هذا الضارب المسلول، مكان متفضل في صفحة 1110 يقول ولكن من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصفهم في البخل والجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد فهذا يستحق التأديب والتعذير ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك، أنت تقولون فلان كان بخيل، فلان لم يكن عالم، ليس كل الصحابة كانوا علماء ابن كثير يقول أن العلماء منهم لم يتجاوز سبعة عشر الصحابة الفقهاء والعلماء عددهم قليل جداً لو قلت انه علمه قليل ما قلت جاهل قلت علمه قليل يقول عذروه، لماذا يقول ليس اعلم فإذن تنظرون هذا كل تأكيدي على هذا المحور.

    وأخيراً هذه من المصادر الأصلية عندهم وهو الموسوعة الفقهية الكويتية باعتبار أن هذه تحت ارشاد واصدرت اصدار وزارت الاوقاف والشرعية الكويت في مادة التكفير يعني المجلد الثالث عشر صفحة 231 يقول تكفير مكفر الصحابة اتفق الفقهاء على أن من كفّر جميع الصحابة فإن يكفر هذه كبرى القياس وصغرى القياس ماذا؟ ارتدوا إلا ثلاثة إلا خمسة وهنا ما يريد أن يأتي بيه والشيعة والروافض كفروا جميع الصحابة فكلهم ماذا؟ الشيعة كفروا جميع الصحابة هذه صغرى القياس وكبرى القياس من شكل الأول وكل من كفر جميع الصحابة فإنه يكفر فالشيعة ماذا؟ كفار على القاعدة على المباني الفقهية أنت همات ماذا تقول؟ يوم أمس قرأنا من العلامة المجلسي السنة جميعاً لا يؤمنون بإمامة علي واولاد علي هذه صغرى القياس وكل من لم يؤمن بإمامتهم وولايتهم اكبه الله على من خريه في نار جهنم خالدين فيها أبداً إذن جميع السنة في النار خالدين فيها أبداً على القاعدة هذه كبرى القياس فيهما واحدٌ يعني عند السنة وعند الشيعة كبرى القياس واحد أمّا عند السنة لأنه أنكر معلوماً من الديني بالضرورة كبرى القياس عند الشيعة لأنه أنكر ضروريا من ضروريات الدين وهو الإمامة، على أي أساس باؤكم تجر وباؤهم لا تجر ما اله معنى حكم الامثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحدٌ يقول اتفق الفقهاء على أن من كفر جميع الصحابة فإنه يكفر لأنه أنكر معلوماً من الدين بالضرورة وكذب الله ورسوله نقول لأنه الله ورسوله اثبتا إمامة الأئمة وأولاد الأئمة سلام الله عليهم أليس كذلك؟ بل واتفقوا على أن من قذف السيدة العائشة بم برأها الله منه أو أنكر صحبة صديقي كفر لأنه مكفر في نص الكتاب طبعاً هذا من باب ذكر الخاص بعد العام وإلا نفس الكلام إذن إلى هنا انتهينا إلى هذه النقطة المحورية وهو ما هو منشأ التكفير في تراث الشيعة والسنة ما هو المنشأ الأساسي للتكفير من الناحية الاستدلالية الدليل واحدٌ لا يتعدد إنكار الضرورة من الناحية المصداقية والموردية نحن قلنا أن الإمامة ضروري فإنكاره كفرٌ وهم قالوا أن خلافة الأول والثاني وعدالة الصحابة ضرورية فإنكار مؤد إلى الكفر هذا أنا الخصه يبقى عندنا سؤالان:

    السؤال الأول إلى هنا اتضح يوجد تكفير في مدرسة الشيعة كما هو موجودٌ عند أهل السنة ولكن هل يوجد فرقٌ بينهما أو لا يوجد فرقٌ بينهما؟ ما هو الفرق بين التكفير عند علماء الشيعة والتكفير عند علماء أهل السنة يوجد فرقٌ أو لا يوجد فرقٌ وإذا يوجد فرق فما هو؟ هذا سؤال مهم لأنه قد يتبادر إلى ذهنك لا فرق بيننا وبينهم قد يقول قائل واقعاً لا يوجد فرق أو يوجد فرقٌ هذه المسألة الأولى.

    المسألة الثانية والسؤال الثاني: ما هو حل هذه المعظلة أو هذا الداء، داء التكفير إلي الآن بدأ يعم العالم الاسلامي جميعاً انتوا الآن أمامكم ماذا يجري في العالم انتم من شرق الأرض إلى غرب الأرض من اوروپا إلى شرق الاوسط إلى آسيا الوسطى اينما تذهب إلى عقدة الامة الإسلامية ما هي؟ مسألة التكفير، ولهذا الآن تجدون المؤسسات والحوزات الإسلامية عقد المؤتمرات والفضائيات والقنوات وكلها تريد أن تعالج مسألة التكفير طبعاً هي الآن مسألة التكفير من أفضل الوسائل لتدخل الاجانب واعداء الامة في الامة الإسلامية انتم الآن أمامكم هذه قضية تنظيم الدولة وداعش وغيرها والقاعدة هي التي جاءت بالغرب والعالم الغربي إلى المنطقة والآن تأتي بعدها الآن يأتون على أساس داعش ومصير الامة يتمزق وواقع الامة تتمزق وخيرات الامة تذهب البلدان تدمر العراق دمر سورية دمرة اليمن دمر ليبيا دمرة مصر الآن على الطريق وهكذا بالتسلسل وكلها العقدة فيها ما هي؟ مسألة التكفير، طبعاً نحن هنا لسنا من أهل الحل والعقد، ولا عندنا طائرات، ولا عندنا دول، ولا عندنا سلطة، نحن نحل القضية من الناحية الفكرية والعقدية، أين العقدة من الناحية الفكرية، ما هو الحل الفكري والعقدي والايديولوجي والثقافي لهذه المشكلة.

    هذان سؤالان سنقف عليهم في يوم السبت؟

    والحمد لله رب العالمين.

    21 ذي القعدة 1435

    • تاريخ النشر : 2014/09/16
    • مرات التنزيل : 1788

  • جديد المرئيات