نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية موقعها، حجيتها، أقسامها 14

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    تتمة لبحث الأمس فيما يتعلق للبيان والتبيين في القرآن الكريم أساساً كاملاً الآية 159 من سورة البقرة إشارة إلى هذه النقطة قالت: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} وبينوا يعني ولم يكتموا، لا أن شرحوا وفصلوا، لأن الآية قالت أن الذين يكتمون، يعني مثلاً الآن واحد يكتم الحق يكفي أن يتوب إلى الله؟ لا، يقول أولئك الذين كتموا الحق لابد أن يبينوه، ما معنى يبينوه؟ يعني أن يظهروه بعد أن كتموه {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} وهذه القضية مهمة في باب التوبة، مرة أن الإنسان يقوم بذنب شخصي بينه وبين ربه، فكيف يتوب عنه؟ بيني وبين الله ندم على عمله وتاب توبة نصوحا الله يقبل أو لا؟ ومرة يصعد على المنبر أو يخرج على الفضائية ويتهم أحداً، ثم يرجع إلى البيت يعرف أن التهمة غير صحيحة، يقول أتوب إلى الله، يقبل منه أو لا يقبل؟ لا، لا يقبل هذا، لأنه لابد أن يذهب إلى نفس الفضائية أو إلى نفس المنبر أو إلى نفس الموقع الإعلامي الذي اتهمه لابد أن يبين، لأن الآية قالت تابوا وأصلحوا وبينوا، هذا أيضاً ما يتعلق بالآية الأولى أو هذه الطائفة من الآيات التي قالت لتبين للناس ما نزل إليهم، وقلنا بأن هذه لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تفيد لنا حجية السنة بالمعنى الأصولي.

    الطائفة الثانية من الآيات والبحث ليس بحثاً تكرارياً على المناهج التقليدية كما هو واضح، الطائفة الثانية من الآيات وهي الآية الثالثة والرابعة من سورة النجم قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} هذه إن لم اقل أهم آية استُدل بها على حجية السنة النبوية بالمعنى الأصولي، لعلها من أقوى الآيات التي استدل بها على ذلك، لأن الآية واضحة تقول إن هو وهذا ضمير هو على من يعود؟ قالوا يعود على قوله وما ينطق {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} أو كل نطق نطقه فهو وحيٌ، ومن الواضح أن النطق الذي كان ينطقه أعم من القرآن ومن أقواله التي هي غير القرآن، هذا نطقه أو ليس نطقه؟ نطقه أيضاً وبيانه، إذن استدل جملة من القائلين بحجية السنة بالمعنى الأصولي استدلوا بهذه الآية وقالوا أن كل ما نطق به رسول الله فليس عن الهوى، بل هو وحيٌ، ومن هنا جاء جملة من المفسرين وجملة من المحدّثين وجملة من الأصوليين قالوا أنّ الوحي على نحوين: وحيٌ قرآني ووحيٌ سنتي، يعني وحيٌ يُتلى وهو القرآن، ووحيٌ لا يتلى وهو قول النبي، الآن لم ندخل إلى فعله وتقريره، له بحثٌ آخر، الآن القدر المتيقن هذه الآية تشمل القول، ولهذا بعضٌ حاول أن يوسّع قال فإن قلت هذا يختص بأن قول النبي حجة من أين تقولون أن فعله وتقريره، يقولون هذا محمولٌ على الغالب، كيف أن الآية قالت (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) يعني هل المراد فقط الأكل الغصب جائز من غير أكل؟ يقول لا باعتبار أن الفرد الغالب هو …. (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً) يعني يغصبون أموال اليتامى ماذا؟ إنما نقول يأكلون المراد المعنى العام وإمّا يأكلون الفرد الغالب، هنا أيضاً نقول نفس الكلام قالوا إنما قال النطق باعتبار انه في الأعم الأغلب هو قوله أمّا ما يرتبط بفعله أو تقريره هذا ليس غالباً ونحو ذلك.

    من هنا تجدون في كلماتهم بشكل واضح وصريح أشاروا إلى هذه القضية بل بعضٌ نقل روايات أن الوحي على نوعين، يعني أن أمين الوحي تارةً كان يوحي له القرآن، وأخرى يوحي له السنة، في مسند الدارمي إلي معروف بسنن الدارمي تحقيق حسين سليم أسد الداراني دار المغني الرياض الجزء الأول صفحة 474 الحديث 608 قال كان جبريل ينزل على النبي بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن فإن الوحي وحي واحد أو وحيان؟ ووحيٌ قرآني ووحي غير قرآني إلي نعبر عنه بالسنة والروايات تقول إسناده ضعيف وان كان بعد ذلك يقول الأعلام قالوا هذا اسناد صحيح للرواية من هنا بدأت كلماتهم في هذا المجال والاستدلال بهذه الآية لإثبات حجية السنة بالمعنى الأصولي وكثير كلمات في هذا المجال أنا اذكر بعضها يكون في علمكم أنه أول من بدأ لإثبات حجية السنة بالمعنى الأصولي واستدل عليها نظرياً قرآنياً روائياً وضرورة دينية هو الشافعي كما اشرنا سابقاً ومنه جاءت الاستدلالات التي بعدها مراراً ذكرت أن من أسس لحجية السنة بالمعنى الأصولي لها يعني أقوال النبي أفعاله وتقريراته أصلها من الشافعي هذه الرسالة الشافعي إلي هي بتحقيق الدكتور عبد اللطيف الهميم والدكتور ماهر ياسين الفحل دار الكتب العلمية يقول بيان فرض الله في كتابه أتباع سنة نبيه ثم يبدأ بمجموعة من الاستدلالات وهذه بدأها في أواخر القرن الثاني واستمرت القضية إلى يومنا هذا يعني أصل الاستدلال النظري المدون، قد تقول لا علماء الشيعة سبقوهم كذا أقول فد شيء مدون ثابت يوجد أو لا يوجد؟

    لعله والله العالم علماء الشيعة قبل الشافعي قالوه ولكنه أنا أقول شيء مستند ونستطيع الاطمئنان إليه لا يوجد بأيدينا إلا هذا الكتاب، في كتاب الإحكام في اصول الأحكام لابن حزم الظاهري الأندلسي يكون في علمكم أصل النصب واصل النواصب واصل نظرية النواصب التي نظر لها ابن تيمية أصلها عند ابن حزم واصلها من؟ لان ابن حزم كان يعيش في الأندلس والاندلس كانت دولة اموية هناك وهو كان منظر الأصلي للدولة الاموية في الأندلس وهو متوفى في سنة 457 يعني في أواسط القرن الخامس عندما نأتي بعد مائة أو مائة وخمسين سنة ابن تيمية يأتي وينظر على أساس ما قاله ابن حزم الظاهري، الجزء الأول صفحة 96 الباب الرابع عشر في الكلام في الأخبار وهي السنن المنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وآله لما بيّنا أن القرآن هو الأصل المرجوع إليه في الشرائع يقول نظرنا فيه فوجدنا فيه إيجاب طاعة ما أمرنا به رسول الله وعندما ترجع إلى ارسالة تجد بأنه نفس عبارات الشافعي، قال الشافعي: وضع الله من دينه وفرضه وكتابه الموضع الذي أبان جل ثنائه انه جعله علماً لدينه بما افترض علينا من طاعته نفس الكلام فإذن الأصل التأسيس بادي من الشافعي في كتاب الرسالة، قال فوجدنا فيه إيجاب طاعة ما أمرنا به رسول الله ووجدناه عزّ وجل يقول فيه واصفاً لرسوله وما ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى فصح لنا بذلك أن الوحي ينقسم من الله عزّ وجل إلى رسوله على قسمين احدهما وحيٌ متلوء مؤلفٌ تأليفاً معجز النظام وهو القرآن والثاني وحيٌ مرويٌ منقولٌ غير مؤلف ولا معجز النظام ولا متلو لكنه مقروء وهو الخبر الوارد عن رسول الله وهو المبين عن الله عزّ وجل مراده قال الله تعالى لتبين للناس ما نزّل إليهم ووجدناه تعالى قد اوجب طاعة هذا القسم الثاني كما اوجب طاعة القسم الأول الذي هو القرآن ولا فرق فقال تعالى وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول فكانت الأخبار التي ذكرناه احد الأصول الثلاثة التي الزمنا الله طاعتها أو الزمنا طاعتها في الآية الجامعة لجميع الشرائع أولها عن آخرها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ ) فهذا أصلٌ وهو القرآن ثم قال تعالى ( وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ) فهذا ثانٍ والخبر ثم قال تعالى ( وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) وطبعاً وأولي الأمر أيضاً شارب الخمر أيضاً مشمول كما قرأنا عن العلامة العثمين فيما ذكر فهذا ثالثٌ وهو الإجماع المنقول وصح لنا إلى آخره هذا الأصل الاستدلال بالآية المباركة ولهذا تجد إصرار هؤلاء الأعلام أن يجعلوا السنة بالمعنى الأصولي أيضاً وحيٌ لان الآية قالت أن هو إلا وحيٌ يوحى اعم من أن يكون قرآنا أو يكون سنة غير قرآنٍ وهكذا عندما تأتون إلى المستصفى في علم الأصول للغزالي، فإذن ذاك الإناء التي يشربون منه علماء الأصول من أين من إناء أهل البيت أو أعداء أهل البيت؟ شرقى وغربا لن تجدا علماً إلا عند أهل البيت وهذا ما موجود عند أهل البيت وعندما تقرأ الفوائد المدنية تجد هذا موجود.

    المستصفى الغزالي المتوفى 505 من الهجرة ويكون في علمكم أن الفكر السني قائم على أعمدة ثلاثة الشافعي وابو الحسن الأشعري والغزالي واقعاً هؤلاء الأعلام الثلاثة أيضاً الذين بنوا المنظومة السنية في كل أبعادها فقهاء أصولاً وعقائداً ونحو ذلك وسأشرح لكم حتى تعرفون هؤلاء كانوا كبار وعمر غزالي كان 55 سنة وتوفي إلي يضع لك آثار إلي يومنا هذا إلي هو محور وأمثال الفيض الكاشاني عندما يريد أن يكتب في الأخلاق لا يجد شيء حتى يستطيع أن يزيد على الغزالي فقط يجعل محجة البيضاء في تهيب الإحياء مع قلة الامكانات في ذلك الزمان وكثرة الامكانات في زماننا.

    يقول في الجزء الأول صفحة 146 تحقيق وتدقيق محمد سليمان الاشقر مؤسسة الرسالة العالمية وقول رسول الله صلى الله عليه وآله حجة لدلالة المعجزة على صدقه ولأمر الله تعالى إيانا باتباعه ولانه لا ينطق عن الهوى (ولأمر الله تعالى باتباعه كلام الشافعي أمرنا الله باطاعته أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) أن هو إلا وحي يوحى لكن بعض الوحي يتلى فيسمى كتاباً وبعضه لا يتلى وهو السنة وإلا كله هو من ماذا؟

    ولهذا جملة من كبار علماء أهل السنة الذين قالوا أن رسول الله لا يجتهد استندوا إلى هذه قالوا انه يوحى إليه سواءاً كانت قرآناً أو كان سنة ولا يحتاج إلى الاجتهاد وأجابوهم القائلون بأن رسول الله يجتهد قالوا لا، لا منافات بأن رسول الله يوحى ويجتهد ولان اجتهد إلا انه مسدد يخطأ أو لا يخطأ؟ لا يخطأ إذن الاجتهاد ليس ملازمٌ للخطأ حتى تقولون انه ينافي مقام العصمة لا قد يجتهد ولكنه مؤيد ومسددٌ لا يخطأ أبداً هذا ايضاً كلام الغزالي في هذا المجال وهكذا ما أشار إليه القرطبي في جامع الأحكام القرآن وهذه النسخ التي أقولها هذه النسخ المحققة الحديثة لا أي كتاب تأخذون لأنه فيها تحقيقات ما موجودة في الطبعات القديمة، الجامع لإحكام القرآن والمضمن لما تبينه من السنة وآية القرآن للإمام القرطبي المتوفى 671 تحقيق الدكتور عبد الله بن محسن التركي الجزء العشرون مؤسسة الرسالة وإذا تريدون أن تستندون إلى الكتب الوهابية لابد أن تستندون إلى الكتب التي طبعة في مؤسساتهم المعتبرة ومن مؤسساتهم المعتبرة مؤسسة الرسالة وإلا إذا تأتي إلى طبعات أخرى يقول نحن لا نعلم أن هذه الطبعة صحيحة أو غير صحيحة، في الصفحة 10 الجزء 20 في ذيل هذه الآية المباركة يقول وفيها أيضاً دلالة على أن سنة كالوحي المنزل للعمل السنة يعني السنة بالمعنى الأصولي يعني قوله، فعله وتقريره هذا أيضاً مورد، ثم أيضاً هو في الجزء الأول يشير إلى هذه المسألة مفصلاً هو القرطبي في مقدمة الكتاب يعني الجزء الأول هناك يقول روى أبو داوود فينقل الرواية وبعد أن ينقل الرواية يقول أن معناه انه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أعطي من الظاهر المتلو إذن الوحي وحيان وحيٌ ظاهر وهو القرآن ووحي باطني وهو السنة هذا أيضاً كلامه في الجزء الأول صفحة 65 من المقدمة وكذلك نفس هذا الكلام تجده في فتاوى ابن تيمية وأيضاً هي في 37 مجلد ولذا تجدون في الطبعات أخرى يوجد في الحاشية جزء وصفحة إلي يرجع إلى هذه يعني الأصل هذه النسخة وباقي الطبعات ترجع إلى هذه إلي هي مطبوعة بعنوان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبد العزيز آل سعود مجموع الفتاوى المجلد الخامس عشر صفحة 72 قال لكن الرسول له وحيان وحيٌ تكلم الله به يتلى ووحيٌ لا يتلى التي هي السنة ونفس هذا الكلام أشار إليه ابن كثير في ذيل هذه الآية المباركة هذه الطبعة وطبعاً تفسير ابن كثير مطبوعة طبعات جداً كثيرة بعضها أربع مجلدات بعضها سبع مجلدات وبعضها خمسة عشر مجلد هذا معناه يعني التحقيقات الموجودات في الحواشي كثيرة ولذا نصيحتي أن تأخذون إلي هي 15 مجلد وهي تحقيق مصطفى السيد محمد ومحمد السيد رشاد ومحمد فضل العجماوي وعلي احمد عبد الباقي وحسن عباس قطب دار عالم الكتب في ذيل هذه الآية المباركة يقول بأنه وما ينطق عن الهوى أي ما يقول ثم أن هو إلا وحي يوحى ثم ينقل مجموعة من الروايات يقول مراد الآية هذا المعنى وما هي الروايات؟ هذه الروايات منها كنت عند عبد الله بن عمر قال كنت اكتب كل شيءٍ اسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله أريد حفظه فنهتني قريش فقالت انك تكتب كل شيءٍ تسمعه من رسول الله ورسول الله بشرٌ يتكلم في الغضب فأمسكت عن الكتاب في النتيجة أنا بشرٌ مثلكم فذكرت ذلك لرسول الله فقال اكتب فو الله نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق يعني أي قول صدر مني فهو حقٌ سواء كان قرآنا أو كان غير قرآن، هذه في المصادر أهل السنة.

    مصادرنا: مجمع البيان للطبرسي في ذيل هذه الآية المباركة هناك يقول أن هو إلا وحي يوحى أي من القرآن وما ينطق به من الأحكام إلا وحيٌ من الله يوحى إليه أن يأتيه به جبرئيل هذه إشارة إلى الرواية التي قرأناها من سنن الدارمي، الآن أنا لا اعلم توجد عندنا روايات أيضاً من أئمة أهل البيت هذا المعنى أو لا المهم انه رواية في مصادرهم موجودة في هذا المعنى الذي اشرنا إليه هذا مورد.

    المورد الثاني: ما ورد في بحار الأنوار المجلد السادس عشر صفحة 309 قال يعني تاريخ نبينا باب فضلائه وخصائه وما امتن الله به على عباده قال وليس ينطق بالهوى وميل الطبع أن هو إلا وحي يوحى أي من القرآن وما ينطق به من الأحكام إلا وحيٌ من الله يوحى إليه أن يأتيه به جبرئيل نفس عبارات المجمع إلي قلنا رواية السنن الدارمي تؤيد هذا المعنى.

    وكذلك في المجلد السابع عشر صفحة 108 هناك يوسع الدائرة يقول هذا (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) لا يختص بالنبي بل يشمل الأئمة ومن هنا سنة الأئمة أيضاً تكون ماذا؟ ولهذا عندما نأتي إلى تعريف السنة ماذا نقول؟ قول المعصوم وحيث أننا الأئمة عندنا من المعصومين إذن يشمل قول الأئمة سلام الله عليهم ما هو دليلهم؟ واحدة من أدلتهم هذا يقول وعلى هذا جملة كونه سبباً والأخبار لاسيما في أقوالهم عليهم السلام يعني غير أفعالهم وغير تقاريرهم لقوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} نفس هذا المعنى أشار إليه صاحب الجواهر المجلد الخامس عشر صفحة 422 يقول والتحقيق فيها أن الأول أشبه باصول المذهب وقواعده مع النهي عن التفريق لعدم التمكن من نية القربة لان نهيه صلى الله عليه وآله نهي الله بأي دليل؟ من قال أن نهي رسول الله إذا لم يرد في القرآن نهيه نهي الله؟ قال لقوله فإنه لا ينطق عن الهوى أن هو إلا وحي يوحى لان نهيه نهي الله تعالى فإنه لا ينطق عن الهوى يعني أيضاً ما قاله فهو وحيٌ كما أن القرآن وحيٌ ما قاله من غير القرآن أيضاً هو وحيٌ هذا مورد.

    وكذلك ما ذكره في الجزء أربعين صفحة 65 هناك قال ولا ينطقون عن الهوى أن هو إلا وحيٌ يوحى إذن محل الاستدلال هو هذه الآية ووجدتم كلمات الأعلام في هذا المجال هذا الاستدلال تامٌ أو غير تام؟ وهذه القضية الآن من الثابتات في الفكر السني والفكر الشيعي أن هذه الآية المباركة دالة على حجية السنة باصطلاح الأصولي، تتذكرون قلنا أن محور الاستدلال في الآية إنما هو قوله أن هو هذا ضمير هو على من يعود؟ أن قلنا انه يعود على كلما نطق به وهو ظاهر قوله ما ينطق إذن لا إشكال ولا شبهة أن الاستدلال يكون تاماً أمّا إذا وجدنا قرائن تشير إلى أن المراد مما ينطبق يعني ما ينطقه من القرآن لا ما ينطقه مطلقا بعد يمكن التمسك به لإثبات حجية السنة أو لا يمكن؟ أن هذه ما ينطق مراد كلما نطق به يعني بعبارة أخرى إجراء مقدمات الحكمة على قوله ينطق لإثبات الإطلاق ولكن متى يمكن إجراء مقدمات الحكمة لإثبات الإطلاق؟ إذا لم تكن هناك قرينة مقيدة أمّا إذا وجدنا ما هي قرينة أو ما يحتمل القرينية بعد يمكن التمسك بالإطلاق أو لا يمكن؟ من هنا أنا بودي أن نقف عند شأن نزول هذه السورة وهذه السورة ما هي الشروط والظروف التي أحاطت بنزولها حتى نعرف انه هو أو نطق يشمل العام أو يختص بالخاص وهو القرآن، توجد عندنا اصطلاحان وأنا بودي أن تميزون بينهما: الاصطلاح الأول اصطلاح شأن نزول الآية أو شأن نزول مجموعة من الآيات من قبيل ما نقول في شأن نزول إنما يريد الله ما هو شأن نزولها أو من قبيل ما نقول في شأن نزول آية المباهلة في النتيجة ما يكون له شأن نزول أو ما يعبر عنه بسبب النزول، أريد أن اقف عن خارج البحث وهو انه تعرفون هناك يوجد كتابين أو ثلاث أساسيات في أسباب النزول والكتاب الأول للنزول هو للواحدي، وهو من أهم الكتب في هذا المجال والكتاب الثاني أسباب النزول للسيوطي ومن جاء بعدهم هو عيالٌ على هؤلاء وخصوصاً على القرطبي، وثانياً أسباب النزول أيضاً عموماً الروايات تنتهي إلى أربعة من الصحابة يعني لا تتصورون عموم الصحابة ونصف الروايات منشأها ابن عباس يعني منسوبة إليه، من هنا بودي أن نقف عند هذه الروايات أولاً أن القرآن جميعاً لآياته توجد أسباب نزول أو لا هذا البحث الأول.

    أي عدد من الآيات القرآنية لها شأن النزول؟ نصف الآيات؟ ربع الآيات؟ عشر الآيات أم أساساً حتى خمسة بالمائة غير موجود أي منهما؟ الاثنين: أن هذه الروايات عموماً لها سندٌ صحيح أو في الأعم الأغلب ضعيفة أو موضوعة؟

    ثلاثة: أن هذه الروايات أثرت على عملية الاستدلال الفقهي والتفسيري أو لم تؤثر؟ يعني كثير من الأحيان نحن فسرنا الآية أم كنا نحن وظاهر الآية ما دلت على هذا ولكنه لو نظرنا إلى الروايات الواردة في ذيلها بأسباب النزول فهي أعطت لنا نظارة واهمنا الآية من خلال أسباب النزول وإلا الآية ليست دلالتها هذه، يعني نحن فهما ظاهر القرآن أو أسباب النزول عينت لنا هذه الظاهر يعني وضعنا على أعيننا نظرات الاسامي ولابد من البحث ما هو تأثير روايات أسباب النزول على المفسرين على المتكلمين وعلى الفقهاء وإلا إذا دخل مفسرٌ وهو لا يعرف شيئاً عن التفسير فهو هذا مفسر أو غير مفسر؟ لا هذا بقال وعطار ولكن يسمي نفسه مفسر لأنه هو يستند إلى هذه الروايات لفهم الآيات مع انه هذه الروايات ثابتة أو غير ثابتة؟ إذا قال ثابتة فنقول ( هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) إنشاء الله غد اقف قليلاً عند هذه المقاطع الثلاثة بنحو الإجمال ثم ننتقل ليس إلى أسباب نزول الآيات لا، السور أيضاً لها نزول وشأن نزول ولكنه يختلف عن أسباب نزول الآيات ولهذا بعض المفسرين عبروا عن القسم الأول بسبب النزول أو شأن النزول وعبروا عن القسم الثاني بفضاء النزول يعني الفضاء الذي في فضائه نزلت هذه السورة ما هي المشاكل التي كانت موجودة في ذلك العصر الذي نزلت هذه السورة حتى تحل هذه المشكلة منهم شيخنا الاستاذ شيخ جوادي في تفسيره تسنيم يقول لابد أن نميز بين فضاء النزول وبين سبب النزول وعنده اصطلاح ثالث الذي يعبر عنه بجو النزول ونقف عنده قليلاً حتى نعرف محل فضاء نزول هذه السورة ما هو لنرى من خلاله هل يمكن أن يكون النطق عاماً أو يكون خاصاً.

    والحمد لله رب العالمين.

    22 محرم 1436

     

    • تاريخ النشر : 2014/11/16
    • مرات التنزيل : 1500

  • جديد المرئيات