نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (465)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الحديث في نظرية المحقق القمي في مسألة حجية الظواهر، قلنا أنّ هذه المسألة وهذا التفصيل الذي ذكره القمي في كتاب القوانين، الحق والإنصاف أنّه لم يُعتنى به كما ينبغي، ولم يُدرَس دراسة علمية لمعرفة ما هو مقصود هذا المحقق.

    لُبّ كلام المحقق القمي ينتهي إلى هذه النتيجة وهي أنّ كل لفظٍ أو كل جملة أو كل خطابٍ صدر من الشارع فإنه يُقصد به إفهام مخاطبيه وإفهام من هو مقصودٌ بهذا الكلام، نحن لا نشك أنّ الشارع أن النبي أن الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام كان قصدهم إفهام من يعيش في زمان خطاباتهم الشرعية، نحن لا نشك أنّ مقصود الشارع (هو النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام بناءاً على مدرسة أهل البيت) أنّهم عندما كانوا يتكلمون، كانوا يقصدون إفهام من هو مخاطبٌ لهم، كما أنني الآن عندما أتكلم إني قاصدٌ إفهام هؤلاء الذين يسمعون خطابي، ومن هو على شاكلتهم، يعني قد يقول قائل سيدنا هذا خطابك لنا نحن الجالسين في هذا المجلس، أولئك الذين يستمعون من خلال الكاسيت أو الموقع ليسوا مخاطبين؟

    الجواب: نعم أيضاً هم مخاطبون بهذا الخطاب وبهذا الكلام، ولكن هم على شاكلتكم أيضاً، من انتم؟ بيني وبين الله مجموعة من الفضلاء ومن الطلبة الذين يحضرون بحث الخارج، وقد قضوا خمس سنوات أو عشر سنوات عشرين سنة مقدمات الأبحاث بأيديهم إلى آخر الخصوصيات، هذه مجموعة الخصوصيات عندما أنا أتكلم لا يأتي شخصٌ في وسط الجماعة يقول سيدنا انتم تقولون مقدمات الحكمة يعني ماذا مقدمات الحكمة؟ أنا ماذا أقول له؟ أقول له خطابي موجه إليك أو غير موجه إليك؟ غير موجه إليك لأني افترضك أنك تعرف مقدمات الحكمة، فإذا تريد أن تفهم مقدمات الحكمة لابد أن تذهب في مكانٍ آخر يدرسون أصول المظفر أو كتابٍ آخر، أمّا هنا أنت تعرف ما معنى مقدمات الحكمة والإطلاق، فأنا أتكلم معكم وقد أخذت بعين الاعتبار خصوصيات المخاطب، هذا أولاً، وثانياً أنا أتكلم معكم وقد أخذت خصوصيات الحوزة العلمية أيضاً، ولهذا تتذكرون نحن في بحثٍ سابق قلنا أبحاث الإمامة لا نستطيع اتمامها لأنه قد نصل إلى نتائج تنسجم مع الذوق العام والأسس العامة القائمة في الحوزة أو لا تنسجم؟ لا تنسجم إذن قد تكون هناك بعض المشاكل والخطوطٍ الحمراء، إذن أنا عندما أتكلم آخذ الجو العام والقرائن اللفظية الجواب؟ كلا هذه مجموعة الظروف الفكرية التي تحكم واقعنا العلمي وواقعنا الحوزوي، إنشاء الله تعالى في بحث الأصول سنأتي، كثير من الروايات في زمن العباسيين وُضعت على لسان ابن عباس، لا أصل لها، ولكن ما كان احد يجرأ يقول هذه الروايات موضوعة، لأن الحكم للعباسيين، فإذا احد قال هذه الرواية ما قالها ابن عباس يقطع رأسه فيسكت الجميع، إن المحقق القمي ماذا كان في ذهنه، وهذا بينه الشيخ الأنصاري، قال ليست جميع القرائن قرائن لفظية حتى يمكن نفيها بأصالة عدم القرينة، هذه قرائن حالية، هذه قرائن بين المتكلم والمخاطب المستمع، هذه لا يمكن معرفتها أو نقلها حتى نقول لماذا لم ينقلها إلينا الراوي، أنا بالأمس قلت الآن خطابات السيد الإمام قدس الله نفسه فيما تتعلق بامريكا وانه الشيطان الأكبر وانه كل مشاكلنا من امريكا، افترضوا أن هذه الخطابات في صحيفة النور بعد خمسمائة سنة نأتي ونقرأها، وذاك الوقت لا توجد دولة باسم الولايات المتحدة الأمريكية، أصلاً منقسمة وصارت خمسين دولة، كما الآن أمامكم الاتحاد السوفيتي ليس له وجود وانتهى، يوماً ما كانت خمسة عشر دولة مجتمعة تحت الاتحاد السوفيتي الآن غير موجودة وصارت 15-20 دولة وانتهت، فإذا جئنا مائتين سنة أو ثلاثمائة سنة أو اربعمائة سنة قرأنا هذه الخطابات نقول لماذا هذا الاصرار وهذا الذم للولايات المتحدة، ما هي مشكلة الولايات المتحدة وهو ينظر إلى زمنه، أمريكا تشكل مشكلة أو لا تشكل مشكلة؟ لا تشكل مشكلة ولهذا يقول لماذا هذا الذم فلابد لكي يفهم هذه الخطابات يرجع إلى الظروف العالمية والإقليمية والعلاقات الدولية والى غير ذلك، حتى يفهم هذا الكلام إنّما صدر ضمن هذه الشروط الدولية والسياسية والاجتماعية، الآن عندنا بحث أنت تجد ما من قائد ما من مسؤول ما من شخصٌ يحترق قلبه إلا ويتكلم أنه لا يوجد اصطفاف طائفي لابد من حفظ المقدسات إلى آخره، هذا الحديث لماذا لا يوجد في عهد المجلسي؟ باعتبار الآن توجد مشكلة يعيشها العالم الإسلامي والعالم كله، وهي مسألة التكفير والتطرف والاصطفاف الطائفي، ولهذا كل الأحاديث تنصبّ عليه، المؤتمرات والقنوات والبيانيات والمراجع كلهم يتكلمون، لماذا عندما ترجع إلى زمن المجلسي تجد أن الأمر معكوس كاملاً؛ لأنه كانت تلك الظروف وهذه ظروف أخرى، ولكن بعض الجهلة في القنوات وبعض من يدعي المرجعية يعيش ظروف تلك العصور التي كانت موجودة فلهذا يقول نفس الخطاب لابد أن يكون قائماً، خطاب التسقيط وخطاب اللعن وخطاب السب إلى آخره، المحقق القمي يقول إذن أي خطابٍ لكي نفهم ذلك الخطاب لكي نفهم ذلك الدليل لابد أن ننظر إلى مجموعة ما أحاط بذلك الخطاب، ولهذا انتم تجدون الشيخ الأنصاري عندما يأتي إلى كلام المحقق القمي الحق والإنصاف يشرحها شرحاً دقيقاً وعميقاً، في فرائد الأصول تقسيم لجنة تحقيق تراث الشيخ الأعظم الجزء الأول، يبدأ من صفحة 160 إلى 163 ثلاثة صفحات يقول هذا غاية ما يمكن من التوجيه لهذا التفصيل، نعم يناقش، أنا لا أريد أن أقول كلام المحقق القمي من البديهيات، ولكن لابد أولاً أن نفهم، ثبت العرش ثم ناقش وثم رد، أمّا أنه لا هذا لم يقل به متفقهٌ فضلاً عن فقيه هذا مخالف للمسلمات والسيرة العقلائية قائمة على كذا هذه العمومات العامة هذا ليس كلام علمي أولاً افهم نظريته، يقول فهو الذي يظهر من صاحب القوانين ويمكن توجيه هذا التفصيل بأنّ الظهور اللفظي ليس حجة إلى من …. إلى أن يقول: وبالجملة فظواهر الألفاظ حجةٌ إذا كان منشأ ذلك الاحتمال غفلة المتكلم أو المخاطب في كيفية الاستفادة، في كل موردٍ شككنا في الظهور، وكان منشأ الشك إمّا غفلة المتكلم عن نصب القرائن، أو عدم التفات المقصود بالإفهام من القرائن التي نصبها المتكلم، هنا نقول الأصل العقلائي لا غفلة المتكلم ولا عدم التفات السامع، في هذين الموردين، أمّا المتكلم المفروض انه معصومٌ لا معنى أن يغفل عن نصب القرينة، يقول وبالجملة فظواهر الألفاظ حجة إذا كان منشأ ذلك الاحتمال غفلة المتكلم في كيفية الإفادة، يعني كان يريد ألف ولكن لم ينصب قرينة على إرادة ألف، أو المخاطب في كيفية الاستفادة يعني المتلقي؛ لأن احتمال الغفلة مما هو مرجوح في نفسه ومتفقٌ على عدم الاعتناء به في جميع الأمور، لا يمكن أن نقول أن المتكلم الذي قاصد الافهام غفل عن نصب القرينة، دون ما إذا كان الاحتمال مسبباً ومن هنا ذكرنا أن العمل بظواهر الكلام في الدعاوى والأقارير والشهادات، لا ينفع في ردّ هذا التفصيل، ودعوى أنّ الغالب اتصال القرائن فاحتمال اعتماد المتكلم على القرينة المنفصلة مرجوح لندرته، يقول في الأعم الأغلب أن المتكلم يتكلم وهو يعتمد القرائن المتصلة، فإذا شككنا في وجود قرينة منفصلة فننفيها، إلى أن يقول اعتماد القرائن العقلية والنقلية مقالية كانت أو غير مقالية، لا فرق، فكثير من القرائن ليست مقالية حتى نقول لماذا لم ينقلها لنا المستمع الراوي، يعني زرارة لم ينقل لماذا لم ينقل؟ الجواب: لأنها الظروف المحيطة بالنص كيف ينقلها هي قرائن حالية يعني لفظ أو ليس لفظاً والراوي متعهدٌ بأن ينقل اللفظ، أمّا القرائن الحالية أنّه الإمام سلام الله عليه كان يتكلم وفي وجهه عُبوسٌ، لا علاقة للراوي بأن يقول هكذا، أو إنه كانت مشكلة في ذلك الزمان مطروحة الإمام يجيب على تلك الشبهة، ولهذا انتم تجدون كثير من علماء الامامية حملوا روايات قف عند الشبهة ليس مرادنا من الشبهة الشبهة الحكمية أو الموضوعية أو المصداقية أو المفهومية، وإنما الشبهة التي قال عنها أمير المؤمنين إنما الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق أصلاً لا علاقة له بالبحث ولكنه أنت ذهنك مصبوب بصب اصولي فبمجرد أن تسمع الشبهة ذهنك يذهب إلى الشبهة الاصولية هذا فهمك هذا اطارك الذهني عندما تسمع قف عند الشبهة يعني الشبهات في علم الأصول، تفسير القرآن بالرأي كم عندنا روايات سنة وشيعة حرمت أو نهت عن التفسير بالرأي، ونحن أخذنا الرأي بمعناه اللغوي، مع أن الرأي كان اصطلاح في ذلك الزمان، يشار إلى مدرسة الرأي هي مدرسة القياس لابو حنيفة ما هي علاقته بالرأي الللغوي؟ وعندما ترجعون إلى هناك تجدون أن الجو كان مدرسة حاكمة كانت مدرسة الحديث ومدرسة الرأي، ما هي مقومات مدرسة الرأي؟ واحدة من أهم مقوماتها القياس، الاستحسان، وهكذا عشرات القواعد التي أسسوها، الأئمة نهوا على التفسير والقول بالرأي، أي رأي؟ أنت قلت أي اجتهاد فهو ماذا؟ مع ان الإمام سلام الله عليه يتكلم في ذلك الجو، مثل ما وجدتم أن هناك مجموعة من الاصطلاحات أسس لها السيد الإمام قدس الله نفسه من قبيل الاستكبار العالمي، من قبيل المستضعفين، هذه الاصطلاحات السياسية قبل هذا كانت موجودة للإمام أو غير موجودة؟ غير موجودة لا يوجد عندنا في الاصطلاح والعلاقات الدولية دولة تسمى دولة استكبار ودولة تسمى مستضعف، ما عندنا هذا فإذا عندما جئنا بعد مائة سنة عندما نشرح لا نذهب إلى اللغة لمعرفة ما هو الاستكبار، نبحث عن هذه العلاقات الدولية الحاكمة وبتعبير السيد القائد نظام السلطة، الذي هناك متسلط وهناك مسلطٌ عليه، هذه لابد أن تفهمها ضمن ظروفها السياسية والاجتماعية وإلا إذا تؤخذ مجردة عنها لا تفهم، حزب الله الآن كثير توجد حركات شيعية اسمها حزب الله يعني نطبق عليها آيات قرآنية، نقول المراد من حزب الله يعني حزب الله القرآني مثلاً، ما هي علاقتها، انها حركة سياسية هذه وحزب الله القرآني لها مواصفات وهذه تريد أن تسمي نفسها حزب الله، حركة سياسية اسمها حزب الله، إذن أي اصطلاح أي مفردة أي جملة هذه لابد أن تفهم ضمن ظروفها الاجتماعية والسياسية والثقافية، وضمن ظروفها المحيطة به، ولهذا عبارته يقول هذا فيما يتعلق بالشروط هذا مضافاً إلى انه ماذا نفعل لكن عرض لها الانفصال بعد ذلك لعروض التقطيع للأخبار، حتى من القرائن اللفظية ماذا؟ سنقف عند قوله تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ننظر سياق الآيات ماذا يقول؟ سياق الآيات يشمل السنة أو لا يشمل السنة؟ هذا بحثه هناك في المصاديق، مراراً ذكرت بأن البحث الأصولي والفقهي أرتبه بالشكل الذي أحدهما يكمل الآخر.

    قال: لعروض التقطيع للأخبار أو حصول التفاوت، وهذه هي المشكلة العويصة التي لا حل لها في الخطاب الديني، أو حصول التفاوت من جهة النقل بالمعنى، لو وصل إلي لفظ الإمام نعم أنا بلفظ الإمام أيضاً مخاطبٌ، قد يقول قائلٌ يعني الإمام فقط يتكلم لأولئك؟ لا يتكلم إلي؟ الجواب نعم ألفاظه أنا مقصود بها، ولكن هذه التي منقولة إلي ألفاظ الإمام أم فهم الراوي زرارة؟ 99 بالمائة هذا منقول إلي ماذا؟ والراوي فهم ضمن ظروفه الموضوعية المحيطة به، فإذا ترجع إلى الإمام سلام الله عليه تقول له يابن رسول الله وهذا مملوء في التاريخ، يأتي شخصٌ يقول سيدي فلان نقل عنك فلان، قال لا أنا ما قلت هكذا، أنا قلت هكذا ولكن هو فهم شيئاً آخر، والذي نُقل إلينا لفظ الإمام أم فهم الراوي؟ فإذا كان الراوي طحاناً بقالاً جمالاً، جملة من هؤلاء الرواة لم يكونوا من المتفقهين والفقهاء والعلماء، حتى يراعوا، كل ما يفهمه، مثلاً أنا شخصٌ يدخل في المجلس ويجلس ثم بعده يخرج يقول أنا سمعت في المجلس بهذا الشكل يقول، أنت الجالس في المجلس تقول بأنه والله مقصود السيد ليس هكذا ومقصوده هذا، إذن هذه كل النكات ملتفت إليها علماءنا هسا إذا تقول لي إذا لم يكونوا ملتفتين لماذا لم يقبلوا، أقول ذاك بحث آخر.

    يقول أو حصول التفاوت من جهة النقل بالمعنى، فجميع ذلك مما لا يحصل الظن بأنها لو كانت لوصلت إلينا، من قال بأنه إذا لم يكن القرائن لوصلت إلينا هذه القرائن قابلة للنقل أو غير قابلة للنقل؟ غير قابلة للنقل، مع إمكان أن يقال لو حصل ظن لم يكن على اعتباره نعم الظن الحاصل من كذا إلى كذا.

    مع أنا لو سلمنا حصول الظن بانتفاء القرائن المتصلة، وسلمنا معكم إذا كانت هناك قرائن متصلة ننفيها بأصالة عدم القرينة، ولكن افترض مسألة التقطيع أيضاً نضعها على جانب يقول ماذا نفعل بهذه المشاكل، لكن القرائن الحالية وما اعتمد عليها المتكلم من الأمور العقلية أو النقلية الكلية أو الجزئية، المعلومة عند المخاطب والمشافه هذه معلومة له اما غير معلومة لنا، لا نستطيع أن نعرفها، ليست مما يحصل الظن بانتفائها بعد البحث والفحص، لا يمكن نحن بحثنا في الروايات ولم نجد قرينة، طبيعي هذه القرينة غير موجودة في الكتب، كيف تريد بالبحث أن تنفيها، نعم يوجد طريق وهو انه ترجع وتقرأ كل رواية صادرة تعلمون بأنه تكون مشكلة وهو من الألف يخرج مجتهدين اثنين، والمجتهد لابد أن يعرف أن هذه الرواية صادرة في زمان الإمام أمير المؤمنين وهذه الرواية صادرة في زمان الإمام الهادي أو العسكري يعني بعد قرنين، بعد يوجد بينهما تعارض أو لا يوجد؟ على الاتجاه الأول يقول تعارضت الرواية، أمّا على الاتجاه الثاني لا الإمام عندما قال يجب، كان موضوعاً، وعندما قال لا يجوز كان موضوعاً آخر، تعارض لا يوجد، ولكن نحن ماذا نفعل في باب التعارض والاستنباط؟ أساساً نجرد الروايات جميعاً عن أزمنتها وظروفها، ثم ننظر النسبة بينهم، هذا المنهج أين وذاك المنهج أين، ولهذا بناءاً على الاتجاه الثاني الذي أشرنا إليه لا الاتجاه الأول، قانون التعارض يأخذ وجهة أخرى، نعم روايات الإمام أمير المؤمنين لابد أن ينسب بعضها إلى بعضٍ، فإذا كان تعارض لابد أن نحل التعارض، أمّا رواية عن أمير المؤمنين ورواية عن الإمام الجواد والفاصلة بينهم 150 سنة، لا يمكن أن نوجد بينهما التعارض، إلا إذا اتحدت الظروف المحيطة بأمير المؤمنين والظروف المحيطة بالإمام الجواد، ولهذا ذكرنا مراراً هذا المعنى قلنا الظروف المحيطة بالإمام الحسن والظروف المحيطة بالإمام الحسين واحدة أم متعددة؟ إذا كانت واحدة لماذا اختلف التكليف، أيجتهدون؟ حتى واحد يصيب وواحد يخطأ؟ لماذا الإمام الحسن يهادن، ونفس الإمام الحسين من سنة 50-60 لم يرفع الراية، لماذا في سنة ستين يرفع الراية، وهو نفسه الإمام الحسين؟ الجواب: يقول لأن الظروف السياسية والاجتماعية كانت في زمن معاوية شيء، وعندما تصدى يزيد فالظروف صارت شيئاً آخر، ولكل موضوعٍ حكمه الخاص به، وإلا الآن الإمام السجاد سلام الله عليه لماذا لم يشهر السيف، تقولون يخاف أن يقتل، الإمام الحسين لماذا لم يخف أن يقتل؟ لا تقولون الارض تخلو من الحجة لأن الإمام الباقر كان موجود، لا تقولون عمره كان 5-7 سنوات الإمام الجواد هم كان عمره ستة سنوات إذن لماذا سكت الإمام السجاد؟ الجواب: لان الظرف كان شيئاً آخر.

    إذن هذه النظرية تحتاج الدراسة وعندي بلا إشكال هذه النظرية صحيحة، قد يقول قائل سيدنا أنت تحمل المحقق القمي أكثر ما يحتمل النص، أقول جيد أذا كان المقصود هذا أنا أوافقه، وبإمكانكم أن تراجعون إلى مباني الاستنباط للسيد الخوئي نفس هذا البيان ورد هناك، كما اشرنا بالأمس السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه في تقريرات السيد الهاشمي ايضا في المجلد الرابع في صفحة 296 قال يقرب بإبراز نكتة فرقٍ بين المقصود بالإفهام وغيره ، وذلك لأن المقصود بالإفهام لا منشأ لاحتمال إرادة خلاف الظاهر من غير ناحية الاختفاء وذلك لأنه يحتمل أن يكون هناك تواطئ خاص أو اصطلاح أو إشارة ببين المتكلم وبين من قصد إفهامه يكون قرينة عنده لا يفهمهاغيره، لعدم كونه مقصوداً بالإفهام، ولعل هذا واحد من الأجوبة أنّ النبي، ونحن بالأمس قلنا النبي صلى الله عليه وآله لم يشكل لجنة لكتابة حديثه والأئمة أيضاً لم يفعلوا ذلك، واقعاً هذا سؤال أساسي قالوا ما هو الجواب؟

    الجواب: لعل واحدة من الأجوبة هذه وهو أن كثير من هذه الروايات تصلح لغير عصرهم أو لا تصلح؟ لا تصلح لغير عصرهم، لأنها مختصة بعصرهم بخلاف القرآن فإنه لعصر معين أو لكل عصرٍ؟ لكل عصرٍ، ولهذا كان هناك اهتمام بحفظ القرآن الكريم، أمّا الروايات لا لم يهتم به الأئمة ذاك الاهتمام، تقول هكذا عدد روايات اكو بلي هذني الروايات هم فيها كلام لحفظ الروايات الواردة لأنه أنا اعتقد أن منشأ الاختلاف الأساسي بين المسلمين ليس هو القرآن وإنما هي الروايات انتم في القرآن ما تستطيعون أن تجدوا تقولون هذا سني وهذا شيعي؟ أمّا في الروايات ماذا؟ ما شاء الله سيل مئات الآلاف من الروايات تصنف سنية وتصنف شيعية وأنا أتصور أن الذين أرادوا تدمير الإسلام وجدوا بأنه يستطيعون أن يتلاعبوا بالقرآن أو لا يستطيعون؟ لا يستطيعون، ولهذا كل همتهم انصبت على الرواية ووضع الرواية ولهذا جلسوا بني أمية ويضحكون على الأمة الإسلامية وضعوا روايات في السنة في ذم الشيعة ووضعوا روايات في الشيعة في ذم السنة والامة صارت يمينا ويساراً يلطم بعضها بعضاً ويكفر بعضها بعضاً والي لا يؤمن بالإسلام يجلس ويضحك عليهم جميعاً يقول الحمد لله هذا الذي نريده كما الآن كل يعلمون الطالبان من اوجدوه؟ المخابرات العالمية هذه داعش والقاعدة من أوجدها؟ المخابرات العالمية والكل تعلمون وكل التقارير تقول أن الطالبان والقاعدة أوجدته المخابرات الأمريكية لصد الاحتلال السوفيتي أو الروسي في ذلك الزمان في أفغانستان والآن أتت نسخة معدلة من الطالبان وهي تنظيم الدولة الإسلامية أو ما تسمى داعش من أوجدها؟ هم أوجدوها اليوم اكو تقرير بأنه اكو طائرات تنزل في المطارات التي تكون فيها تنظيم الدولة مملوءة بالسلاح أنا ما ادري بيني وبين الله من الذي يرسل هذه الأسلحة إلى داعش؟

    الجواب: حتى السنة يقتلون الشيعة والشيعة أيضاً يقولون دفاعاً عن النفس لابد أنه ماذا نفعل؟ ومن المستفيد الأمة الإسلامية؟ الصيهيونية العالمية ويجلسون ويقولون من يقتل منكم فهو ربحٌ لنا يقتل من السني أو الشيعي ربحٌ لنا، ودعوا أنه تبقون مشغولين في أنفسكم خمسين سنة، بني أمية أيضاً فعلوا كذلك وضعوا سيلاً من الروايات في ذم الصحابة وذم نساء النبي وذم ونحن أيضاً وجدنا تنسجم مع مزاجنا قلنا بلي كتبهم مملوءة وبالعكس وضعوا سيلاً من الروايات أن الشيعة من اليهود وسبأية والسنة أيضاً وجدوا هذه روايات جيدة، فتمسكوا بها ونحن صار لنا 1400 سنة نقرأ هذه ضد أولئك وهم يقرؤون ذلك ضدنا وأنت عندما نرجع إلى القرآن بيني وبين الله القرآن ما فيه فد مكان سني وشيعي تقول سيدنا هذه الروايات الواردة في تفسير الآيات؟ وهذه مشكلة الروايات ايضاً كذلك لأنه هؤلاء وجدوا أن القرآن له قدسية ففسروا القرآن بهذه الروايات التي وقع ما أوقت، سيدنا يعني تريد أن تقول ماكو سني وشيعة؟ أقول لا البحث ليس في هذا والبحث أنا أريد أقول هذه السيل من الروايات في ذم كتب الآخرين وفي كتبهم لذمنا إذن نحن لابد جيداً عندما نريد أن نفهم الروايات ننظر هذه الروايات ما هو مصدرها خصوصاً إذا علمنا أن هذه الروايات إنما دونت في عصر بني أمية وبني عباس يعني الذين اشرفوا على المؤسسات والاشخاص والعلماء الذين كتبوا هذه المدونات وهذه الصحاح وهذه المسانيد وهذه المجاميع الروائية بيني وبين الله كانوا ينصحون للإسلام لو كانوا ضد الإسلام؟ فما تتوقع ماذا يكتبون؟ عموماً هؤلاء أيضاً كانوا مرتبطين بشكل أو بآخر بالسلطة، يعني احمد ابن حنبل في عهد المأمون كان مغضوباً عليه، أمّا عندما جاء المتوكل وأمثاله تهيأت له والمتوكل من هو؟ تعرفون المتوكل وموقفه من الأئمة أهل البيت ماذا فعل بحرم الإمام الحسين.

    سؤال: تتصورون احمد ابن حنبل عندما يريد أن يكتب كتاب وتؤيده السلطة لابد أن ماذا يضع في الكتاب؟ يمدح الحسين أم يذم الحسين؟ طبيعي أن يذم، وإلا كتابه بعد ليس له سوق والسلطة لا تدافع عنه، وهكذا عندما نأتي إلى عهد المأمون نجد بأن الاتجاه المعتزلي كان حاكماً، فغضب عليه في عهد المتوكل وما بعده.

    سيدنا إذن على هذا الأساس أنت تقبل النتيجة التي انتهى عليها المحقق القمي وهو انه قال بانسداد باب العلم والعلمي تقبل هذه النتيجة؟ الجواب: كلا، نحن هذه المقدمات نقول صحيحة ولكن النتيجة التي أنتهى إليها المحقق القمي وهو انسداد باب العلم والعلمي هذا لا نوافق عليه وتقول إذن ماذا نفعل؟ الجواب: إن شاء الله يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    23 محرم 1436

    • تاريخ النشر : 2014/11/17
    • مرات التنزيل : 1301

  • جديد المرئيات