أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
انتهينا إلى الوقوف على هذه النقطة المحورية في هذه الآية المباركة وهي في سورة النجم قلنا بأنه هذه الآية المباركة من سورة النجم وهي قوله تعالى {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} قلنا أن هذا الضمير ضمير هو هل يرجع إلى كل ما ينطق به رسول الله سواءٌ كان قرآنا أو غير قرآنٍ وهي السنة بالمعنى الأصولي يعني قوله من غير القرآن أو أن هو (هذا الضمير) مآله ومرجعه إلى ما نطق به من القرآن أن هو يعني ما نطق به من القرآن وحيٌ يوحى من هنا نحن بصدد بيان القرائن لترجيح احد الاحتمالين على الآخر لأنه يوجد احتمالان في المراد من هو هل المراد به ما نطق به قرآنا كان أو غير القرآن الاحتمال الأول أو ما نطق به وكان قرآنا هذا هو الاحتمال الثاني هل توجد قرائن ترجع الاحتمال الأول على الثاني فتثبت حجية السنة بالمعنى الأصولي وإذا يترجح الاحتمال الأول فتثبت الحجية السنة وإذا ترجح الاحتمال الثاني فلا تثبت حجية السنة إذن لابد من الوقوف عند هذه القرائن.
القرينة الأولى: أن السورة مكية لا مدنية في المقدمة لابد أن تعرفوا هذا اصطلاح السور المكية أو المدنية ليس لها أصل نقلي يعني لم يرد عندنا في القرآن ولا في الرواية تقسيم الآيات إلى المكية والمدنية من قبيل ما ورد في تقسيم آيات القرآن إلى محكمة والى متشابهة نحن إذا قسمنا الآيات إلى محكمة والى متشابهة أصلها موجودٌ في الآية من سورة آل عمران أمّا عندما نقسمها إلى مكية ومدنية هل له أصل نقلي أو ليس له أصل نقلي؟ الجواب: ليس له أصل نقلي إذن من أين جاءنا تقسيم الآيات والسور إلى مكية ومدنية؟ جاءنا من اجتهاد علماء القرآن علماء علوم القرآن لأنهم نظروا إلى الآيات والسور ووجدوا أن خصائص السور التي نزلت في مكة غير خصائص السور التي نزلت في مدينة من هنا قسموا السور والآيات إلى مكية ومدنية والأمر الثاني أنهم وقع اختلاف بينهم انه ما هو المراد من المكي والمدني؟ بعض قال أن المراد من المكي والمدني النظرية الأولى مرتبط بالمكان فالسورة والآية التي نزلت في مكة فهي مكية والتي نزلت في المدينة فهي مدنية وهذا معناه أن النبي لو كان في المدينة وسافر إلى مكة في حجة الوداع ونزلت إليه آيات في مكة أيضاً سوف تكون بناءاً على هذا الاتجاه تكون مدنية أو مكية؟ مكية لأنه التقسيم بلحاظ المكان من هنا أصحاب هذه النظرية وقعوا في حيرة في الآيات التي نزلت لا في مكة ولا في مدينة أين يصنفوها لان اللحاظ هو لحاظ مكان إذن ما هي هذه الآيات والسور؟ هذا اتجاه ونظيرة الأولى.
الاتجاه والنظيرة الثانية: أن اللحاظ بلحاظ عمود الزمان لا بلحاظ المكان يعني الفترة التي كان النبي فيها في مكة فكلما نزل إليه فهو مكيٌ والفترة التي هاجر فيها من المكة إلى مدينة فهو مدنيٌ فبلحاظ الزمان لا بلحاظ المكان هذه النظيرة الثانية وهي عموماً المعول على هذا لان مدخلية الزمان يؤدي إلى تغير الآيات وعموماً المحققين ذهبوا وهذا يكشف لنا أن الزمان والمكان له دورٌ في تغير الخطاب القرآني فإنه في مكة كانت مجموعة من الظروف المكانية والزمانية والاجتماعية والثقافية والفكرية وفي المدينة كانت ماذا؟ يعني في مكة ما كانت دولة إذن لا معنى لان تنزل الآيات المرتبطة بفقه الدولة لان الأحكام والقواعد المرتبطة بفقه الدولة لها موضوع في مكة أو ليس لها موضوع في مكة؟ ليس لها موضوع في مكة لأنه النبي صلى الله عليه وآله لم يكن في مكة بصدد اقامة دولة وحكومة أبداً نعم عندما جاء إلى مدينة بدأت خطواته سريعة لتأسيس دولته وهي الدولة المدنية وهكذا هذه النظرية الثانية.
النظرية الثالثة وهي من النظريات الشاذة وهي انه إذا كان الخطاب موجه لأهل المكة فالآية مكية وإذا كان الخطاب موجه لأهل المدينة فالآية مدنية وهذه واضحة البطلان لان الآيات القرآنية لا موجهة لأهل المكة ولا موجهة لأهل المدينة بل هي للناس أجمعين ما اله معنى لان نقول لهذه الجماعة أو لتلك الجماعة هذه نظريات ثلاث في هذا المجال من هنا بناءاً على النظرية الثانية وهي أن المكي والمدني بلحاظ عمود الزمان وقع البحث بين أعلام علوم القرآن لبيان ما هي خصائص السور والآيات التي نزلت في الظرف والزمان المكي وما هي خصائص وآيات التي نزلت في زمان الظرف المدني فد بحث جيد ومختصر موجود في هذا المجال وعرض له السيد الشهيد قدس الله نفسه في كتابه المدرسة القرآنية تحت عنوان المكي والمدني يبدأ هذا البحث من صفحة 248 وينتهي عند صفحة 272 تقريباً 25 صفحة فيها تصور كامل لأنه هذه الآيات المكية والآيات المدنية اختلف خطابها، بيانها، القواعد التي تتكلم بها إلى غير ذلك مثلاً على سبيل المثال يأتي في صفحة 253 من مدرسة القرآنية سيدنا الشهيد يقول من أهم خصائص الأسلوبية والموضوعية للقسم المكي من القرآن أولاً قصر الآيات والسور وإيجازها وتجانسها السوطي انظروا الآن مثلاً سورة النجم التي تقريباً متفق عليها هي مكية تجد عموم الآيات فيها كلمتين أو ثلاث أمّا ما تجد بيني وبين الله آيات نصف صفحة أو أكثر ما موجود على الإطلاق الحالة العامة والظاهرة مثل {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} لم يقول ما ينطق عن الهوى أن هو وحي يوحى لو يجعل في آية واحدة فيه إشكال؟ لا ما فيه إشكال ولكن هكذا قالها رسول الله ونزلت على قلبه المبارك، (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى فاستوى) ممكن أو ما ممكن؟ بلي ممكن ولكن هي آيتين لا آية واحدة.
الخصوصية الثانية: الدعوة إلى اصول الإيمان وبالله واليوم الآخر أساساً الفترة فترة كانت تريد أن تخلص الناس والمجتمع من الشرك هؤلاء كانوا لا يؤمنون بالتوحيد الحقيقي لا يؤمنون باليوم الآخر بذاك المعنى الصحيح يؤمنون بأمور مخالفة للحقائق الإيمان هذا كلها موجود هذه التي أشار إليه القرآن الكريم في آخر سورة البقرة التي يعبر بأنها اصول الإيمان هذه الآية {وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ} يعتبروه هذه من اصول الإيمان وأركان الإيمان عندهم هذه الأمور كانت واضحة في المجتمع المكي والدعوة الأصلي هي كانت اصول الدين واقعاً أولاً الأصول ثم الفروع، ثبت العرش ثم انقش قبل الأصول لا معنى هذه الخصوصية الثانية.
الخصوصية الثالثة: مجادلة المشركين فيما يعتقدون الاعتقادات الباطلة وتسفيه احلامهم.
الخصوصية الرابعة: التمسك بالأخلاق الكريمة ولهذا تجدون جملة بل أكثر المحققين يقولون مسائل الصلاة وتفاصيل أحكام الصلاة والصوم والحج ومسائل حرمة الخمر هذه كلها مدنية بعد أن آمن عند ذلك تقول هذا واجبك وإلا ليس أول الأمر هذه خصائص الآيات والسور المكية في المقابل خصائص السور المدنية طول السورة والآية واطنابها تفصيل البراهين التحدث عن المنافقين ومشاكلهم ولذا يقولون في السور المكية والآيات المكية عموماً بعد الإسلام لم يكن دولة ضاربة ومتنفذة حتى تأتي ظاهرة النفاق حتى الناس يخافون منها وإلا المسلمون والمؤمنون كانوا يخافون حتى يظهروا الإيمان كذباً، التفصيل لإحكام الحدود والفرائض والحقوق والقوانين السياسية والاجتماعية والدولية والسنة مدارها الأصلي، السنة بالمعنى الأصولي قوله الحجة في أي شيء؟ لا نريد أن نقول في التوحيد لا لان التوحيد بحمد الله تعالى بشكل واضح ورد في القرآن المعاد بشكل واضح ورد في القرآن ما عندنا مشكلة في هذني كانت السنة في الأحكام والفرائض والحدود والى التشريعات الأخرى من هنا تجدون نفس هذا الكلام الذي اشرنا إليه هنا تفصيلاً تجدونه في التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم في الجزء السابع صفحة 486 يقول وتتناول السورة موضوع سورة النجم هو موضوع السور المكية المرتكز على العقيدة ببيان موضوعاتها الرئيسية الوحي الوحدانية الآخرة وتتناول هذه السورة هذه الموضوع من زاوية إلى ثم تقول كذا مقدمة السورة استهدفت بيان حقيقة الوحي حديث السورة عن آلهة المشركين المدعى ما ورد في السورة من آيات تلقن الرسول خاتمة السورة تستعرض اصول العقيدة الإسلامية منذ أقدم الرسالات وكلما تقدم يعطي دلالة واضحة أن هذا التشابك والتناغم بين آيات السورة ومقاطعها يفيد شيئاً واحداً ومحورها إثبات الوحي والرسالة لأنه كان يكذبونه والقرآن يريد أن يقول ماذا؟ لا، لا يكذب فيما يوحى إليه فإنه رسول من قبل الله إذن موضوع هذه السورة ما هو؟ إثبات حقيقة واحدة وهو أنما يدعيه انه رسولٌ من قبل الله حقٌ أو باطل؟ حقٌ هذا يريد أن يثبته يقول ليس إلا لا من قاله من الأمور لأنه من قاله من الأمور له أدلتها يعني نحن نعتقد أن الله واحد لان رسول الله قال واحد لو البرهان العقلي قال الله واحد أي منهن؟ أنت تعتقد الله وحده لا شريك له لان الدليل أن رسول الله تعبداً قال الله وحده لا شريك له أو برهان قام على أن الله واحدٌ ولهذا نحن لا نحتاج الدليل النقلي في الأمور العقلية لإثبات صحة هذه المدعيات إنما نحتاج إثبات أن رسول الله عندما يقول أنا رسولٌ أنا يوحى إلي صادقٌ ليس بكاهن ليس بكذا ليس بشاعر ليس بمجنون ليس إلى آخره إذن دعوى الرسالة نريد أن نصحهها هذا عندما يقول أنا رسول صادقٌ في ادعاء رسالته من هنا تجد أن الأعلام بشكل واضح وصريح في المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للقاضي ابن عطية الأندلسي المتوفى سنة 546 يعني أعلام الأندلس لهم كتب كثيرة في التفسير وفي الأعم الأغلب مبانيهم لم تصل إلى المشرق يعني نحن لا علاقة لنا.
مثال: ابن رشد من كبار فلاسفة المغرب الإسلامي لا المشرق الإسلامي الآن أنت اذهب إلى أولئك الذين يتصدون إلى البحث الفلسفي في حوزة قم وغير قم والآن قبل اربعمائة سنة انظروا بأنه لا يعرفون عن فلسفة ابن رشد أي شيء لا هم لا يعرفون ملا صدرا لم يذكر ابن رشد لا من قريب ولا من بعيد مع انه لم يطالع تراثه وذكر اقل من ابن رشد بمراتب وقد يكون معذوراً وكتب ابن رشد لم تصل إليه لا اعلم أساساً بعبارة واضحة لم يكن يعتني بابن رشد مع انه كل فلسفة الغرب قائمة على فلسفة ابن رشد لا على فلسفة ابن سينا اعتناء الغرب بابن سينا بكتابه القانون ليس بفلسفته أمّا من حيث مباني الفلسفية يعتمدون على ابن رشد أمّا ابن عربي إذا في زماننا السنة يجعلون مؤتمر لم يدعون ابن عربي لأنه يعتقد بإمامة الأئمة إلى كذا وآخره لأنه شيعي وإذا الشيعة يجعلون مؤتمر ما يدعونه كذلك لأنه يقولون هذا كافر وملحد إلى آخره المسلمين إذا يجعلون مؤتمر يدعونه أو لا يدعونه؟ لا، لا يدعونه لأنه إذا ما يقولون بأنه ابن عربي كافر فلا يوجد عندنا كافر، المسيحية إذا جعلوا مؤتمر يدعونه أو ما يدعونه؟ ما يدعونه لأنه يقولون هذا من أعلام المسلمين وعموم الشخصيات العلمية التي لها فكرٌ حر تجد بأنه لا يرضى عنهم هذا أمير المؤمنين سلام الله عليه بينك وبين الله اختلف فيه من ماذا إلى ماذا؟
اختلف في أمير المؤمنين من القول بأنه اله إلى القول بأنه لا يصلي صلاة الصبح الفاصلة أصلاً ما يمكن وهذه طبيعة الشخصيات التي فكر حر أمّا الشخصيات التي تمشي على خطٍ واحد للدنيا وللآخرة واقعاً لا اعلم هذه أيضاً يصفقون له وتأتيه الأموال أيضاً وكل شيء وبعد الإنسان هو ينتخب بأنه يكون بهذا الطريق أو بذاك الطريق هذا من أعلام الأندلس ابن عطية الأندلسي المتوفى 546 تفسيره أيضاً ما متداولة ولكن من التفاسير المهمة وليست موسعة 6-7 مجلدات يقول تفسير سورة النجم وهي مكيةٌ باجماع من المتأولين ماكو شك في أن السورة سورة مكية إذن تنطبق عليها خصائص السور المكية هذا المورد وهكذا ما ذكره الإمام القرطبي، الجامع لإحكام القرآن في أول هذه السورة قال مكيةٌ كلها في قول الحسن وعكرمة وعطاء وجابر والى غير ذلك إذن لابد أن نبحث في السورة عن الخصائص المكية للسورة والخصائص المكية للسورة تبحث عن السنة بالمعنى الأصولي أو عن اصول العقيدة أي منهما؟ إذن هذه قرينة تبعد أن يكون المراد منه الأعم من القرآن ومن غير القرآن لان السنة بالمعنى الأصولي دورها أين ظهر في مدينة أو في مكة؟ ظهر في مدينة هذه القرينة الأولى.
القرينة الثانية: اسم السورة المباركة، هناك بحثٌ انه أساساً هذا القرآن الذي بأيدينا الذي يبدأ من سورة الفاتحة وينتهي إلى سورة الناس هذا بهذا الشكل كان في عهد رسول الله أو لم يكن؟ تقريباً المحققين في علوم القرآن يقولون هي هذه النسخة التي كانت في عهد رسول الله ولا يناقش في ذلك إلا بحذ المتعلق وإلا ما وقع في عهد عثمان ما وقع في عهد أبي بكر ما وقع في عهد عمر كلها لم يكن لجمع القرآن بهذا الشكل هذا خطأ شائع وإلا عموم محققي أهل السنة وكبار أعلام الامامية يقولون هذا القرآن كان في عهد رسول الله حتى السيد الخوئي في كتابه البيان يقول أساساً لا معنى أن الحديث الثقلين يقول إني تاركٌ فيكم ما أن تمسكتم به لن تظلوا بعدي أبداً كتاب الله وهذا الكتاب يكون لا مجموع وإنما جزءٌ منه على الجلود وجزءٌ منه على كذا وجزء منه تأكله البهائم وما إله منطق تقول تركت فيكم كتاب الله وهذا الكتاب مجموع أو ليس بمجموع؟ إنسان له رسالة واهم محور رسالته ومعجزة رسالته هو هذا الكتاب ومع ذلك يتركه لمن بعده من صحابته الذي خالفوه وهو حيٌ أراد أن يكتب لهم كتاباً لن يظلوا بعده أبداً خالفوه كيف يأمنهم على كتاب الله هذا ممكن أو غير ممكن؟ بينك وبين الله أنت تريد أن تذهب عندك رسالة وعندك شريعة عندك دين إلى قيام الساعة واهم معجزة فيها قرآن وما ذكر من معاجزه العملية والفعلية في الأعم الأغلب موضوعة ومكذوبة ومعجزته الأصلية معجزة القرآن ثم هذا القرآن ماذا يفعل له؟ يترك بأيدي صحابته حتى يحرق من يحرق مصاحف حتى يبدل من يبدل حتى يزيد من يزيد وحتى من ينقل من ينقل بينك وبين الله المصاحف التي تجمع من خلال شهادة شخصين هذا مصحف يمكن الاعتماد عليه؟ ولهذا الرأي التحقيقي يقول عند كبار علماء الامامية وعند كبار وعموم علماء أهل السنة أن هذا القرآن الذي بأيدينا من حيث ترتيب كلمات الآية الواحدة فهو توقيفيٌ ومن حيث ترتيب آيات السورة الواحدة فهو توقيفيٌ ومن حيث ترتيب السور في القرآن فهو توقيفيٌ ومن حيث أسماء السور فهو توقيفيٌ كلها من رسول الله صلى الله عليه وآله وإلا لا معنى لان رسول الله يؤهيء القرآن من كتابٍ ولا يسمي سورها بأسماها لا معنى بذلك ولهذا ذكرنا لكم بأنه محمد عزت دروزة في تفسير الحديث الجزء الأول صفحة 117 هذه عبارة قال وليس من شأنه أن يمس لب الموضوع وهو كون القرآن المتداول بين المسلمين والذي هو في متناول الجميع سوره فصوله مجموعاته آياته كلماته نظمه متصلاً بالنبي وصادراً عنه مباشرتاً بوحيٍ رباني نزل على قلبه هذا اعتقاد هؤلاء وهذا نفس الكلام الذي قرأناه من كلام السيد الخوئي وبعض الأعزة أيضاً نقلوا وموجودة في مجمع البيان للطبرسي موجودة عن السيد المرتضى الذي أيضاً نص هذا المطلب يعتقده يقول أبداً هذا الذي بأيدينا نفسه الذي نزل على قلب الخاتم وكون هذا لم يكن وقت من الأوقات موقع اخذ ورد ومحل شكٍ وتوقف من قبل المسلمين على اختلاف نحلهم وفرقهم وأهوائهم ومن لدن مشاهد للعيان في حياة النبي إلى الآن ولهذا هناك مجموعة كبير من الشواهد الروائية تثبت هذه الحقيقة سواءً في مصادرنا أو في مصادر القوم بإمكانكم أن تراجعون إلى هذه المصادر في أول الجزء الثاني من كتاب الزيادة والاحسان في علوم القرآن لابن عقيل المكي المتوفى 1150 من الهجرة في أول الجزء الثاني يقول بأنه اخرج الإمام احمد باسناد حسن أن رسول الله أمر أن تقرأ الآيات من سورة كذا لا لم تكن محددة ما معنى من الآيات سورة كذا الحديث في خواتيم السورة البقرة والروايات من سنة وشيعة قال: واخرج احمد والطبراني والبيهقي عن حذيفة عن رسول الله قال: أعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز من تحت العرش لم يعطهما نبيٌ قبلي إذا لم تكن السور منفصلة معينة ما معنى أن يقول اقرؤوا كذا ولا تقرؤوا كذا ما رواه مسلم من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال وهكذا يبدأ ويقرأ الروايات الواردة الصحيحة والمعتبرة في هذا المجال وهذه الروايات أيضاً معتبرة ومنقولة من قبلنا بالإضافة إلى ذلك الدليل بناءاً على هذا الأصل سورة النجم قد يقول قائل ليست كل السور عندنا تقول إنها تسميتها من رسول الله سورة النجم من تلك السور التي في عهد رسول الله الصحابة كانوا يسمونها النجم وعندهم وعندنا روايات وهذه الروايات أشار إليها ابن طاهر بن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير المعروف بتفسير ابن عاشور هناك يقول سمية سورة النجم بغير واو في عهد أصحاب النبي ففي الصحيح عن ابن مسعود أن النبي قرأ سورة النجم فسجد بها إلى آخره وسموه كذا وكذا إلى آخره، الآن إمّا رسول الله سماه بسورة النجم وإمّا انه بعض الصحابة سماها واقرهم رسول الله على هذه التسمية لم يعترض عليها الآن ماذا نستفيد منها؟
توجد نكتة أنا وقفت عندنا لماذا سميت السورة بسورة النجم كانت تسمى باسم الهوى أو ما ينطق لماذا النجم؟ لا يقول لي قائل باعتبار انه أول الكلمة لا كثير من السور لم يسمى بأول كلمة منها لأنه يوجد نكتة وهذه النكتة لم أجدها إلا عند ابن عاشور وابن عاشور عنده نكتة في صفحة 99 من هذا الذي أنا اجعلها قرينة ومناسبة القسم أو تسمية السورة بهذا الاسم أن الكلام مسوق لإثبات أن القرآن وحيٌ من الله منزل من السماء إذن هو من القائلين {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} هذا يعود على القرآن وبعد ذلك سنشير إليه يقول لماذا سماه مع أن مضمون السورة هو هذا إثبات أن هذا القرآن نازلٌ من قبل الله وحيٌ يوحى يقول فشابه حال نزوله الاعتباري حال النجم في حالة هويه مشابهة تمثيلية حاصلةٌ من نزول شيء منير انارة معنوية نازل من محل رفعة معنوية كيف أن النجم ينزل وهو أمر محسوس أراد أن يقول أن هذا القرآن أيضاً نزل من عالٍ نزل به الروح الامين على قلبك فمن باب تقريب العقول بالمحسوس شبه بحالة نزول نجم من أعلى الافق إلى اسفله وهو من تمثيل المعقول بالمحسوس هذا إذا قبلنا أن هذه التسمية تسمية توقيفية إمّا بالمباشرة وإمّا كما قرأناها هذه القرينة الثانية.
القرينة الثالثة: المحتوى الداخلي للسورة والسورة تبدأ من الآية الأولى إلى سورة 61 وأنت عندما تقرأها واقعاً تجد خصائص السورة المكية كاملة الانطباق على ذلك فقط أرشدكم على المصدر فتراجعون إلى مصدر هناك في تفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم المجلد السابع هناك يقول المناسبة بين افتتاحية السورة وخاتمتها يقول أنت إذا نظرت إلى افتتاح السورة والى خاتمة السورة تجد أن الموضوع واحد وهذا من خصائص التفسير الموضوعي إذا تتذكرون في السنة الماضية ذكرنا ما هي الخصائص التفسيري للسورة أنا ابدأ من الآية الأخيرة حتى تتضح لكم الآية الأولى في الآية 59 تقول {َفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * َضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ} هذا ذيل أو خاتمة السورة يعرف انه {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} هو هذا الحديث الذي اشرنا إليه وهو منه تعجبون وعندما تأتي تقول أساساً وقد جاءهم من ربهم الهدى والى أن يقول أن الذين لا يؤمنون بالاخرة ليسمون الملائكة انثى وما لهم به من العلم أن يتبعون إلا الظن وان الظن لا يغني من الحق شيئا فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا ذلك مبلغهم من العلم إلى أن يقول وان ليس للإنسان إلا ما سعى، كله لو توحيد لو آخرة لو قرآن وهذه خصائص السور المكية هذه أيضاً القرينة الثالثة.
القرينة الرابعة: إذا تتذكرون على مبنى أن هذا الترتيب ترتيبٌ توقيفي لسور القرآن لا لآيات السورة الواحدة يعني أن سورة النجم ترتيبها توقيفي من رسول الله بعد سورة الطور إذا كان الأمر كذلك إذن لابد أن تكون هناك مناسبة كاملاً بين سورة الطور ومحتوى سورة الطور وبين سورة النجم وهنا يعقد بحثاً مفصلاً المناسبة بين مضمون سورتي النجم والطور في صفحة 488 فيها سبعة أو ثمانية نقاط يقول لابد أن هذه السورة النجم تأتي بعد سورة الطور هذا بشكل عام وإجمالي يقول في سورة الطور قبل هذه الآيات بدأنا (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) في آخر كلمة من سورة الطور ما هي؟ (وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ) هذه النكات لو عشرين كومپيوتر لو تضع ما يمكن أن رسول الله أن يضعه عقله بهذا إذا لم يكن مرتبطاً بالسماء والوحي وهذه كل القرآن من أوله إلى آخره الآن ما أريد أن ادخل في البحث اللغوي في القرآن يقولون اعلم العلماء بلغ ما بلغ في القوة الفكرية عندما يكتب أي كتابٍ المفردات ومشتقاتها التي يستعملها لا تتجاوز أكثر من 300-350 كلمة إلا القرآن الذي مستعمل 750-800 مفردة وعندما تجمعهن تجد محال أن يصدر من إنسانٍ امي كما بنص القرآن الكريم، في الآية (أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ) هذه الآية 33 من سورة الطور يعني هذا البحث في المكة بأنه هذا القرآن من اختلاقاته صلى الله عليه وآله (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ) هذا الذي إشارة إليه آخر الآية (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ) هذه مجموعة القرائن أو قرائن أربعة لبيان أن الترجيح في ضمير هو للاعم أو للاخص؟ ما أريد أقول تدل دلالة قطعية نصية جديدة لا أبداً تعرفون بأن هذا ليس منهجي في تبيين الأدلة، هذه القرائن الأربعة تكفي أن لم يكن لضمير هو في الاختصاص بالقرآن لا اقل يضعف تضعيفاً قوياً بان يكون هو الأعم من القرآن وغير القرآن إذن من مجموع هذه القرائن الأربعة نصل إمّا إلى ظهور ضمير الاختصاص بالقرآن أو لا اقل تضعيف أن ضمير هو يشمل غير القرآن هذه هي الملاحظة الأولى للاستدلال بحجية السنة.
الملاحظات الأخرى تأتي إنشاء الله تعالى في الدرس القادم.
والحمد لله رب العالمين.
28 محرم 1436