نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (20)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الملاحظات التي يمكن ذكرها والاشارة اليها في ما استدل به من هذه الاية المباركة من سورة النجم لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي اشرنا الى الملاحظة الاولى والملاحظة الثانية وانتيهنا الى الملاحظة الثالثة وهي الملاحظة التي يمكن أن تبين من خلال ما ذكره الاخوند الخراساني في كفاية الاصول، الاخوند الخراساني ذكر من مقدمات الحكمة قال بأنه لكي يمكن التمسك باطلاق كلام المتكلم لابد من توفر مجموعة من المقدمات هذه المقدمات كما ذكرنا بالامس أشار اليها في البحث المطلق والمقيد في صفحة 247 من هذه النسخة التي هي تحقيق مؤسسة آل البيت قال ثالثة المقدمات انتفاء القدر المتيقن في مقام التخاطب ولو كان المتيقن بملاحظة الخارج عن ذاك المقام في البين فإنه غير مؤثر في رفع الاخلال بالغرض يقول تارة يوجد في الكلام في المقام التخاطب والخطاب قدر المتيقن واخرى يوجد قدر متيقن لا في الخطاب وفي مقام الخطاب بل من القرائن الخارجية فاذا كان هناك قدرٌ متيقن في مقام التخاطب.

    الآن هذا القدر المتيقن إمّا منشأه العرف العام إمّا منشأه العرف الخاص إمّا اصطلاح خاص في ذلك العلم ونحو ذلك عندما يقول اذا كان قدر المتيقن مستفاد من مقام التخاطب وفي مقام التخاطب هذا يمنع عن انعاقد الاطلاق أمّا اذا كان مستفاداً من قرائن خارجية لا يمنع عن ذلك والان بإمكانكم أن تراجعون منتهى الدراية للسيد محمد جعفر الجزائري المروج في المجلد الثالث بحسب هذه الطبعة التي عندي القديمة وهي ثمانية مجلدات في المجلد الثالث في صفحة 715 يقول هذه ثالثة المقدمات وحاصلها أن الاطلاق موقوف على انتفاء القدر المتيقن في مقام التخاطب اذ معه يصح أن يعتمد المتكلم في مقام البيان عليه فيمنع من انعقاد الاطلاق اذا كان ذلك المتيقن منسبقاً الى ذهن المخاطب من اللفظ بحيث يكون الكلام ظاهراً في كون ذلك البعض متيقن الارادة بالنسبة الى افراد المطلق امثلته واضحة انت عندما تأتي الى الجو الحوزوي والحوزة العلمية وثقافة الحوزة العلمية والمباني التي تؤسس في واقعنا العلمي عندما تقول عالم الذهن الى أين ذهب؟ الى الهندسة والفيزياء والجولوجية أو تذهب الى الفقه والاصول؟ فاذا سمعت فاكرم العالم ذهنك الى أين ينصرف؟ ينصرف الى الفيزياء أو لا ينصرف؟ ابدا لا ينصرف لانه اساسا انت في ثقافتك عندما تقول عالم مرادك العالم بالاحكام الشرعية ولذا تسمى من لا يعرفها عوام لماذا تسمي الاخرين عوام؟ مع انه علماء أو ليسوا بعلماء يعني أن العالم بالكيمياء عالم أو عوام؟ عالم ولكن انت تسميه عالم وهو أيضاً كذلك لو في اجوائه يعني في الجامعة عندما يقول عالم ومحقق وپرفسور ذهنه الى أين ينصرف؟ لا ابدا لا ينصرف، لماذا لا ينصرف؟ لانه يوجد قدر متيقن في مقام التخاطب يقول المتكلم يريد هذا المعنى.

    هنا رواية منسوبة الى الامام الصادق قال يابن رسول الله ايكون العالم جاهلاً؟ قال الامام نعم عالمٌ بما يعلم وجاهلٌ بما يجهل لما لا يكون العالم جاهلاً ولكن نحن مفترضين العالم لا يصير جاهلاً ولهذا اذا انت قلت لمرجع ايها العالم الجاهل بيني وبين الله يقيم لك حد الافتراء مع انه هو يقول بأنه علمي محدود بهذه الابواب وهذا اعرفه ومازاد عند ذلك فانا جاء فلا يقبل أن تعبر لانه في ذهنه العلم يعني هنا لا يوجد شيء آخر اذن يوجد قدر متيقن في مقام التخاطب أمّا اذا وجد القدر المتيقن في مقام التخاطب من أين؟ من قرائن خارجية لا بعد هذا لا يكفي هذا بعد لا يكون قيداً وقرينة لمنع انعاقد مقدمات الحكمة واطلاقه اذن هذا قوله صاحب الكفاء انتفاء قدر المتيقن في مقام التخاطب ولو كان المتيقن بملاحظة الخارج ذاك لا يكفي اذا كان بملاحظة الخارج، مثالٌ آخر الان في واقعنا الاسلامي العام عندما نقول الاسلام والمسلمين ذهنك الى أين يذهب؟ يشمل المسيحية أو لا يشمل المسيحية؟ لا يشمل، يشمل اليهودي أو لا يشمل؟ لا يشمل، لماذا لا يشمل؟ لانه انت في ذهنك مراد من الاسلام أي اسلام؟ الاسلام الذي هو شريعة في قبال الشرائع الاخرى مع أن القرائن استعمل أن الدين عند الله الاسلام ولهذا نوحٌ مسلم أو لا؟ موسى مسلم أو لا؟ اذن اتباعه لماذا يكونون كفار؟ اذا انت قبلت موسى مسلم اذن اتباعه من المسلمين أو من الكافرين؟ مع انه انت تقول كفار هؤلاء اذن نعم موسى مسلم بالاسلام العام وعندنا اسلام خاص ولكن عندما نقول اسلام مرادنا أي اسلام؟ اذا أردنا ما هو خارج هذا الاسلام لابد أن ننصب قرينة واذا عادة مراد من الاسلام أي اسلام؟ مع انه بالامكان انت تقول لا اللغة الاسلام اعم ونوح من المسلمين وابراهيم من المسلمين وكل الانبياء كانوا من المسلمين وبلقيس يكون من المسلمين وكلهم يكون من المسلمين ولهذا يقول واذا كان التيقن مستنداً الى ما يكتنف بالكلام من الخصوصيات بحيث لا يخرج سبب التيقن عن الكلام كما اذا قال اكرم عالما فإن العالم وان كان شاملاً للمنجم أيضاً الا أن نفس لفظ العالم خصوصاً بمناسبة وجوب الاكرام باعتبار أن المنجم لا يجب اكرامه ينصرف الى الفقيه والا المنجم يجب اكرامه أو لا يجب؟ اذا صار فيلسوف يجب ذمه ولعنه اقول هؤلاء القرائن تبين هذا المطلب بحيث يصر هو متيقن الارادة هذا كله في القدر المتيقن في المقام التخاطب أمّا القدر المتيقن في الخارج في مقام التخاطب فسيأتي انشاء الله يبينه لا بأنه ذيك من القرائن الخارجية.

    عندما نقول وحيٌ ووحيٌ في مقام التخاطب ما مراد من الوحي يعني ماذا جاء جبرئيل من الوحي؟ هذا تطبيق على الاية (إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) ماذا المراد منه أن القرآن يوحى اليه ولذا تجد أن الذين ارادوا يوسعوا دائرة الوحي بالقرآن جاؤوا بروايات جاؤوا باستدلالات لان نفس كلمة الوحي لا تدل على الاعم وانت عندما تأتي الى القرآن من اوله الى آخره ومرادنا بالوحي الذي مرتبط بالقرآن يقينا لاثبات الوحي اعم من اللفظ المنطوق به قرآنا أو منطوق به سنة هذا يحتاج به دليل من الخارج.

    من هنا تتمة لهذا الملاحظة الثالثة فلو شككنا انه يوجد أو لا يوجد يعني يوجد قدر متيقن في مقام التخاطب أو لا يوجد قدرٌ متيقن يعني جملة أن هو وحيٌ يوحى صارت مجملة لا نعلم أن المراد من الوحي الاعم أو الاخص في كل مجمل اذا كان عندنا لفظ مجمل يؤخذ بالقدر المتيقن فيه وهو القرآن الكريم، الملاحظة الثالثة مبناها على ما ذكره المحقق صاحب الكفاية فلو أن شخصاً لم يقبل هذا المعنى كما أن جملة من الاصوليين لم يقبلوا انه لابد من انتفاء القدر المتيقن في مقام التخاطب الان ننتقل الى ماذا؟ ذاك الاشكال كما قلنا بالامس اشكالٌ مبنائي أمّا هذا الذي اشرنا اليه اشكالٌ على القواعد يعني اشكال بنائي يعني في النتيجة صار مجمل لا نعلم انه مراده أن هو وحيٌ يوحى لا تقول لي سيدنا آيات أخرى وروايات لا نحن نتكلم في هذه الاية اذا استندم الى آيات أخرى هذه استناد الى ادلة أخرى وهذا البحث اشرنا اليه فيما سبق قلنا اذا وجدنا نقصاً في وجه من وجوه الاستدلال لا يمكن تتميمه بوجهٍ آخر هذا معناه هذا الوجه غير تام، نحن نتكلم في هذه الاية التي هي عمدة الايات التي استدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي اذن الملاحظة الثالثة إمّا الاشكال المبنائي كما ذكره صاحب الكفاية وإمّا انه لا نعلم أن الوحي هل يشمل السنة أو لا يشمل فتكون الاية أو هذه اللفظة مجملة ومع الاجمال يؤخذ بقدر المتيقن انا لا اعلم المولى عندما قال اكرم كل عالمٍ هل مراده خصوص الفقيه أو الاعم من غير الفقيه من الفلسفي والعرفاني والمفسر والمنجم والطبيعي والاقتصادي والى غير ذلك اشك في ذلك ماذا نفعل؟ نأخذ بقدر المتيقن وهو أن هذا القدر يجب اكرامه وما زاد عن ذلك لا دليل على وجوب الاكرام هذه هي الملاحظة الثالثة.

    الملاحظة الرابعة: نحن فيما سبق قلنا اذا كانت المسألة من المسائل الاساسية والاصلية والركنية سواءً كانت في باب العقائد أو كانت في غير العقائد نحتاج أن يكون الدليل والدليل غير نقلياً لابد أن تتوفر فيه شروطٌ ثلاثة لان المسائل الموجودة في المعارف الدينية على اقسام قسمٌ منها والذي يعبر عنها في العقائد بالاصول والاركان ويعبر عنها في الفقه بالضروريات هذه التي يعبر عنها في العقائد بالاصول والاركان أو يعبر عنها بالضروريات، هذا لا يكفي أن يكون الدليل عليها دليلاً ضنياً لا يكفي هذا بل لابد أن يكون الدليل عليها تتوفر فيها الشروط الثلاثة السابقة أن يكون من حيث السند مفيداً للقطع ومن حيث الدلالة مفيداً للنص ومن حيث النصية يكون جلياً لانه اذا كان نظرياً عند ذلك يقع الاختلاف فيه وانتم تريدون أن تجعلون حجية السنة بالمعنى الاصولي من اركان الدين ولهذا من انكر حجية السنة تقولون كافر وتخرجونه من الدين تريدون أن تقولون بأنه هذه المسألة على حد حجية القرآن احدهما عدل للاخر فلابد الدليل عليها يكون من حيث السند قطعياً ومن حيث الدلالة نصياً ومن حيث النصوصية جلية من قبيل ما ذكرنا في بحث قول الامام المعصوم حجة أو ليس بحجة؟ بيني وبين الله خبر واحد يكفي أن يقول حجة؟ لا ما يكفي هذا، نعم في الحجية الظاهرية مثل حجية اقوال الفقهاء في عصر الغيبة قد يقال بالاكتفاء بخبر واحد أو خبر الثقة أن لا يفيد الا ظناً اذن على هذا الاساس هذه الملاحظات الثلاثة نطبقها على هذه الاية المباركة لنرى انها تثبت حجية السنة بالمعنى الاصولي أو لا تثبت أمّا الشرط الأول فمتوفر هذا على ما في بحث التواتر في الكلام ذاك في محله لابد أن نبحث أن التواتر في الواقع أو يثبت الحجية لمن قام عنده التواتر هذا مراراً ذكرنا لكم أن التواتر في ذهنكم أن التواتر كاشفٌ عن الواقع هذا هو المنطق الاورسطي هكذا يقول وابحاثنا في علم الاصول هكذا تقول وكل علمائنا هكذا يقولون وهناك رأي آخر وانا اتبين الرأي الأول ليس الثاني وهو انه التواتر يفيد القطع وقد يكون مطابقاً للواقع وقد يكون مخالفاً للواقع كما الان كثير من الامور عند المسيحية متواترة أو لا؟ بلي عندهم متواترة، هذا التواتر الذي عندهم كاشف عن صحته للواقع وتواتره في الواقع؟ لا، عند اهل السنة كثير من المسائل متواترة يعني ضمن ضوابط التواتر موجودة ولكن كاشفة على الصحة أو ليس بكاشفة؟ ليس كاشفة وكذلك عند الشيعة كثير من المسائل التي يدعيها علمائنا وعليها تواتر يأتي شخصٌ آخر يقول لا ابدا حتى لو كانت تواتر فهي ليس كاشفة عن الواقع ليس بصحيح هذه، اذن فرق موجود بين أن التواتر من الامور التي تكشف عن الواقع وانه هو الواقع كما المنطق الاورسطي هكذا يعتقد فلهذا جعل المتواترات في الاوليات أو الضروريات، كيف اجتماع النقيضين محال؟ كاشف عن الواقع؟ يقولون اذن المتواتر كاشف عن الواقع هذا رأي.

    رأي آخر يقول لا هذا يفيد القطع للذي قام عنه التواتر فقد يكون مطابقاً للواقع وقد يكون ماذا؟ سؤال: الان نحن عندنا تواتر هذا القرآن ثابتٌ عندنا بالتواتر الأول أو الثاني؟ الان يعني بعبارة أخرى عندما اقول هذا القرآن متواتر وثابت عن تواتره يعني كاشفٌ عن الوح والوح الواقع هذا المبنى الأول أو عندي بالنسبة إليّ يفيدني القطع ولعله مخالفاً للواقع تواتر أي منهن من القسم الأول أو من المقسم الثاني وهذا بحثٌ في علوم وهذه القضية مطروح بقوة في علوم القرآن وهو انه قرآن متواتر وهو متواتر بالنسبة اليك ولكن من قال كل متواتر مطابق للواقع فالقرآن أي منهن من القسم الأول يعني التواتر بالاتجاه الأول الذي يكشف عن الواقع أو التواتر بالاتجاه الثاني هذا بحث موكول الى علوم القرآن.

    اذن من حيث السند نحن لا يوجد عندنا إشكال بنينا على الاتجاه الأول أو الثاني لا يفرق لانه يفيدنا القطع واليقين لان السند قطعيٌ نأتي الى الشرط الثاني والثالث نقول في الملاحظة الرابعة لو تنزلنا وقلنا أن مقدمات الحكمة تامة ورفعنا اليد عن الملاحظة الاولى والملاحظة الثانية والملاحظة الثالثة بشقيها قلنا كل مقدمات الحكمة تامة اذن أن هو الا وحيٌ يوحى يثبت لنا الاطلاق سؤال: والاطلاق يعني ظاهرٌ في الاطلاق له ظهورٌ في الاطلاق والظهور يفيد القطع أو يفيد الظن؟ يفيد الظن والظن في مثل هذه المسألة يغني من شيء من الحق أو لا يغني؟ لا يغني، رفعنا اليد و الان صار 6-7 دروس في البيان الملاحظة الاولى والملاحظة الثانية والملاحظة الثالثة سلمنا أن كل تلك الملاحظات غير تامة وان مقدمات الحكمة كلها تامة فهل الذي يثبت عندنا يفيد اليقين والقطع أو يفيد الظن.

    الجواب: ظاهرٌ في الاطلاق والظهور لا يفيد الا ظنا فإن قلت الظن حجةٌ نقول نعم الظن حجة في المسائل الفرعية وفي هذا أيضاً قالوا خبر الحجة ثقة أين؟ في المسائل الفقهية لا في اصل حجية السنة ولذا انتم وجدتم عندما جاوا الى حجية الخبر الواحد قالوا لا يكفي أن نقول خبر الواحد دل على حجية الخبر الواحد لابد أن نقوم على دليل قطعي على حجية الخبر الواحد والا يلزم الظن والدور اذن الملاحظة الرابعة لو تنزلنا عن الملاحظات السابقة فإن هذا الظهور أو هذا الاطلاق لا يفيد الا ظنا والظن في موردنا لا يغني من الحق شيئا.

    الملاحظة الخامسة والاخيرة والتي ننتهي بها من بحث هذه الاية انه لو تنزلنا وقلنا أن الاية المباركة (الي لم يقل به احد) لو قلنا أن الاية نصٌ شامل للقرآن وللسنة بالمعنى الاصولي التي لم يقل به احد ولكنه نريد أن نفترضه، نصٌ ولكن هل هو نصٌ جلي أو خفي؟

    الجواب: لو كان نصاً جلياً لماذا اختلف القرآن فيه؟ لو كان نصاً جلياً كان لا يقع الاختلاف فيها كما انه لم يقع الاختلاف في أن الصلاة الصبح ركعتين هل يوجد اختلاف بين علماء المسلمين؟ لا ابداً لماذا؟ لانه واضح هذه المسألة واقعاً نص جلي وعندما قال القرآن ثمانين جلدة واضح هذا ما يوجد فيه شيء مائة جلدة الرقم بما هو رقم، أمّا هنا اختلفوا أو لم يختلفوا؟ نحن من اعلام المفسرين المتقدمين والمتأخرين والمعصارين وغيرهم فهموا من قوله أن هو الا وحي يوحى الجميع فهم انه يراد منه السنة أو لم يفهم الجميع ذلك وهذا يفرض انه نصٌ جلي وعلى فرض انه نصٌ جلي أو نصٌ خفي فاذا كان نصاً خفياً اذن يمكن لاحد جنابك تقول بحجية السنة وانا اقول بعدم حجية السنة لا انت بقولك بحجية السنة اعلم مني ولا انا بعدم حجية السنة أخرج من الدين ابدا هذا رأيك وهذا رأيي من قال بأنه انت اذا فلان مسألة قلت بها فأنت اقرب الى الدين ومن خالفك فهو ابعد عن الدين واخرج عن الدين هذه مسألة السنة بالمعنى الاصولي يعني اقوال النبي افعال النبي تقريرات النبي لو أن شخصٌ الان من بين الجالسين قال لم يتم عندي دليلٌ على حجية السنة انا والقرآن انتهى تخرجه عن الدين أو لا تخرجه عن الدين؟ بناءاً أن النص نصاً جلياً أي يحق لك اخراجه من الدين نعم اذا ثبت انه نصٌ جلي فعلى اساسه يمكن اخراجه من الدين.

    اذن هذه الطائفة الثانية أو هذه الاية التي هي تعد من اهم ما استدل به على حجية السنة بالمعنى الاصولي هذه الاية أيضاً لا يمكن الاستناد اليها لاثبات حجية السنة النبوية فضلاً عن سنة الصحابة وفضلاً عن السنة عليهم هذه الاية بعد لا تدل وتوجد عندنا ادلة أخرى أو لا ذاك بحث آخر الان نستعرضه أن الادلة من القرآن والادلة من الروايات، الادلة من العقل نستعرضه من دليل الى دليل هذا اذا كان النسة النبوية موقيتها وحجيتها واقسامها الان نتكلم في حجيتها فاذا ثبتة حجية السنة بالمعنى الاصولي عند ذلك نبحث بأنه هل في عر الكتاب هل انها في طول الكتاب هل انها متأخرة عن الكتاب هل انها متقدمة على الكتاب؟ هل انها تخصص الكتاب يمكن أن تتعارض وهكذا ابحاث لاحقة ننتهي من حجية السنة النبوية نبحث عن موقفعها بالنسبة الى القرآن الكريم ونذهب الى طريقة الاخرى هذا تمام الكلام في الطائفة الثانية.

    الطائفة الثالثة: هذه الطائفة اول من استدل بها كما ذكرنا مراراً لكم هو الشافعي في كتاب الرسالة للامام محمد بن ادريس الشافعي المتوفى 204 من الهجرة دار الكتب العلمية في صفحة 110 رقم الفقرة 245 الى 257 فقال من صفحة 107 التي هي بيان فرض الله في كتابه اتباع سنة نبيه يعني حجية السنة بالمعنى الاصولي الذي قلنا بحسب الكتب المدونة الثابتة عندنا لعله هذا اقدم مصدرٍ اصوليٍ لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي، الآن بعض الكتّاب قالوا بأنه لا كل العلوم اسسوها شيعة واساسا تأسيس العلوم الاسلام للشيعة وغيرها هذا في محله بأنه هذه الدعوى لها اصل أو لا المهم من المصادر الاصلية التي تاريخها في اواخر القرن الثاني وواقعاً اوائل القرن الثالث هذه اواخر حياته كتب هذا الثانية المعروفة، فقال في كتابه {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} هذه السورة البقرة الاية 129 ، {رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ} سورة البقرة الاية 151 وهذه من الايات التي يستدل بها على أن العقل ليس قادراً على أن يتعلم كل شيء لان الاية قالت ويعلمكم ما لم تكونوا ليس ما لا تعلمون وقال تعالى لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ سورة آل عمران الاية 164.

    وقال تعالى: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ سورة الجمعة الاية، وقال تعالى: وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة البقرة الآية 231.

    وقال تعالى: وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً سورة النساء الآية 113، وقال تعالى: وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً الآية 34 من سورة الاحزاب محل الشاهد الامام الشافعي قال المراد من الحكمة في هذه الايات في السنة بالمعنى الاصول اذن الدعوى ما هي؟ يعلمهم الكتاب والحكمة ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمهم الكتاب والحكمة وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة، انزل عليك الكتاب والحكمة يقول المراد من الحكمة يعني ماذا؟ السنة يعني الكتاب هو السنة وهذا هو منشأ انه جملة من اعلام المسلمين ذهبوا أن حديث الثقلين من الكتاب والسنة يقول هذا هو المتفق مع القرآن لانه القرآن كلما ذكر الكتاب اردفه بالحكمة فذكر الله الكتاب وهو القرآن وذكر الحكمة سؤال: من الدليل على المراد من الحكمة هو السنة؟ يوجد وجه ولكن هو الذي يستدل به الامام الشافعي يقول فسمعت من ارضى من اهل العلم بالقرآن يقول الحكمة سنة رسول الله اذن المراد من الحكمة يعني السنة هذه النتيجة أين الدليل؟

    هذه دعوى في نصف سطر ولكن بعد ذلك اشتغلوا عليه العلماء ونظروا لها واسسوا والان الذي يقول السنة النبوية ليست بحجة يخرج عن الدين، فسمعت من ارضى من اهل العلم بالقرآن يقول الحكمة سنة رسول الله لماذا ما هو وجه الاستدلال؟ وجه الاستدلال بينه عبد الغني عبد الخالق الموجود في كلام الشافعي ولكنه اوضح منه موجود في كتاب حجية السنة عبد الغني عبد الخالق هناك قال في صفحة 111-112 يريد الشافعي أن يبين أن الحكمة هي السنة أي سنة؟ ليست السنة بالمعنى الفقهي وليس السنة بالمعنى اللغوي وانما السنة بالمعنى الاصولي بهذا القيد بأن الله تعالى في هذه الايات كلها قد عطفها يعني الحكمة على الكتاب ومقتضى العطف المغايرة العطف الاصل فيه للمغايرة للتأسيس لا يمكن أن نقول بأن المراد من الحكمة وصفٌ آخر للكتاب بل هو شيءٌ آخر يعلمهم الكتاب والحكمة وذلك يقتضي المغايرة بحسب قواعد علم النحو فهي أي الحكمة ليست اياه بمقتضى قانون العطف الذي يقتضي المغايرة والتأسيس سؤال: هذا الغير من قال لكم السنة لانه هذا الغير اعم من السنة وغير السنة انت تقول بأنه يقيناً ليس المراد من الحكمة يعني الكتاب ولكن من قال لكم أن المراد من الحكمة يعني السنة العام لا يدل على الخاص انت تقول هذا ليس بجمادٍ جيد جداً فاذن هو انسانٌ لعله نامٍ لعله حيوانٌ غير انسان ولعله حيوان انسان إثبات الاعم لا يلزم منه إثبات الاخص انتم من أين قلتم؟ قلتم مقتضى المغايرة هذا غير ذاك جيد سلمنا يقول فهي ليست اياه فإن قلت من أين تقولون سنة؟ قال ثم لا يصح أن تكون شيئاً آخر لا يمكن أن تكون غير السنة.

    والحمد لله رب العالمين.

    8 صفر 1436

    • تاريخ النشر : 2014/12/02
    • مرات التنزيل : 1295

  • جديد المرئيات