نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (23)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الطائفة الثالثة من الآيات القرآنية التي استُدل بها على حجية السنة بالمعنى الاصولي، أي قول النبي، فعل النبي، تقرير النبي أنّه حجة على حدّ حجية القرآن الكريم.

    وبيّنا فيما سبق ما هو المراد من الحجية فلا نعيد.

    هذا الوجه الثالث قالوا أنّ القرآن ذكر مراراً وتكراراً أنّه (ويعلمهم الكتاب والحكمة) أو (ويعلمكم الكتاب والحكمة)، والمراد من الحكمة في هذه الآيات هي السنة بالمعنى الاصولي، هذا هو البيان الاجمالي الذي ذكره الشافعي في كتابه الرسالة، وبعد ذلك أيضاً في كلمات جملة من الأعلام من السنة والشيعة أيضاً قالوا ذلك.

    من هنا لابد من الوقوف على هذا الدليل لنرى أنّه يمكن أن يتمّ وأنّه تامٌ لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي، أو ليس كذلك.

    ولكنه قبل أن أبيّن تمامية هذا الاستدلال لابد أن أبيّن المنهج الصحيح الذي نتّبعه نحن في عملية الاستدلال بالقرآن الكريم، ما هو المنهج؟

    هذه قضية من الامور المهمة في علم اصول التفسير، كيف انه انتم في علم اصول الفقه تبينون المنهج لعملية الاستنباط الفقهي، كذلك في علم أصول التفسير لابد أن يُبحث عن عملية الاستنباط من الآيات القرآنية التي وردت في موضوعٍ معين.

    تعلمون جيداً بأنّ القرآن كلام الله، وكلام متكلم واحد، لا أنّه متعدد، واذا كان الأمر كذلك إذن لكي نفهم أمراً في القرآن الكريم لا يحق لنا أن نأخذ ببعضٍ ونترك بعضاً، ولذا تجد القرآن الكريم يذمّ اولئك (الذين جعلوا القرآن عضين) يعني بعّضوا القرآن، اخذوا ببعض وتركوا بعضاً آخر، وهذا طبيعي جداً، انت عندما ترسل رسالة الى شخص فيها اوامر وفيها نواهي وفيها توجيهات وفيها الى غير ذلك، من الواضح انه ينبغي عليه أن يقرأ الرسالة من الأول الى الآخر، ويجمع بين الصدر والذيل والوسط، يقول أنّ مراد صاحب الرسالة كذا وكذا، ولذا اذا تتذكرون في العام الماضي نحن ميّزنا بين التفسير وبين الفهم، قلنا التفسير أن تأخذ آية من الايات القرآنية وتشرحها، وان تأخذ موضوعاً تشرحه، ولكن الفهم بيان المراد الجدي للمتكلم، ومن هنا أنتم تجدون أنّه عندما نحن جئنا إلى الائمة أيضاً قلنا هذا الكلام، قلنا بأنه اذا صدر كلام من امير المؤمنين لابد أن ينظر الى ما قاله الامام العسكري والامام الهادي والامام الجواد والامام الرضا؛ لانهم بحكم متكلم واحد، اذا صاروا بحكم متكلم واحد، إذن لابد أن يُنظر الجميع حتى يؤخذ به، هذا أصل.

    ومن هنا من القديم جاءت نظرية التفسير القرآن بالقرآن، والا لا يتبادر إلى ذهنكم أن هذه نظرية تفسير القرآن بالقرآن هي لبعض أعلامنا المتأخرين كالسيد الطباطبائي، لا بل من القدماء نعم الان أضيفت إليها قيود وشروط وتطورت وتكاملت ونضجت إلى آخره ذاك حديثٌ آخر؛ لأنه يكون في علمكم أنّ العلوم على ثلاثة اقسام علمٌ نضج واحترق، قد لا ينضج فبطبيعة الحال أيضاً لا يحترق، أمّا قد ينضج ويحترق، قد ينضج ولا يحترق، قد لا ينضج بعد، فضلاً أن يحترق، ولذا الاعلام يقولون أن علم الفقه من العلوم التي نضجت واحترقت يعني لا يوجد شيء جديد كله تكرار واجترار، أمّا علم التفسير يقول من العلوم التي لم تنضج بعد حتى تحترق فضلاً عن علم اصول التفسير الى الان نحن لا يوجد عندنا بعدد الاصابع علم اصول التفسير، أمّا عندما تأتي الى علم اصول الفقه تجد مئات الكتب التي كتبت في علم اصول الفقه أمّا الفقه فتجد آلاف الكتب التي كتبت في الفقه.

    بناءً على هذا نحن اذا أردنا أن نفهم مفردة الحكمة في القرآن الكريم، لابد أولاً أن نفهمها في اطار القرآن الكريم، ماذا يريد من الحكمة في القرآن الكريم.

    في المقدمة لابد أن اشير أنّ هذه المفردة وهي مفردة (الحكمة) ومشتقات هذه المفردة، وردت هي ومشتقاتها في 32 مورداً ولفظاً، (حكم) هي ومشتقاتها في القرآن عددهن 32، حكم، حكمت، حكمتم، يحكم، يحكمان، يحكمون، لتحكم، تحكمون، تحكموا، فأحكموا، فاحكم، الحاكمين، أحكم، الحكام، حكيم، الحكيم، حكيماً، حكماً، حكمة، الحكمة، حُكم، الحُكم، حُكماً، حكمه، لحكمهم، احكمت، يحكم، محكمة، محكمات، يحكمونك، يتحاكمون، هذه مشتقات هذه المفردة اللغوية (ح ك م) ووردت في القرآن في 210 مواضع، 89 منها مكية، و121 مدنية، في 55 سورة، 35 منها مكية، و20 منها مدنية، هذا أين ينفع؟ قلنا أنه إذا كانت الآيات مكية هل كان هناك حديثٌ عن السنة أو لم يكن حديثٌ عن السنة بالمعنى المصطلح؟ ماذا قلنا في آية {وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} قلنا اساساً في مكة لم يكنٌ بحث عن السنة لم يكن هناك بحثٌ وهذه كثير تنفعنا أن هذه الايات بماذا هي مرتبطة، هذا المعنى انا نقلته للأعزة من كتاب (المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته) هذا الكتاب كل مجلداته لا تقل عن 1000 صفحة بعضها 1200 صفحة الى الآن طُبع 22 مجلد وبعد لا ادري بأنه طبع اكثر أو لا ما عندي علم، والى الان وصل الى الحرف راء، يعني الحرف الثامن في القرآن يعني بعد 20 حرف باقي، والحق والانصاف أنّها موسوعة الى الان لا تناظرها موسوعة، ومهمة جداً لاولئك الذين يبحثون عن القرآن وعن علوم القرآن والمفردات القرآنية، لانه انا ذكرت في كتاب (منطق فهم القرآن) قلت أن اصل الفهم القرآني قائم على فهم المفردة القرآنية، ما لم تفهم المفردة القرآنية وجذورها اللغوية واشتقاقاتها، لا يمكن فهم استعمالاتها القرآنية، هذا الكتاب باشراف مدير القسم الأستاذ محمد واعظ زاده الخراساني، هذا الكلام الذي نقلته لكم في المجلد الثالث عشر صفحة 225، في هذا الكتاب بدأ يأخذ مفردة مفردة من هذه المشتقات التي بلغت 32، في كم موضع نزلت في القرآن، ما هي آراء المفسرين واللغوين حول الآية، ولذا في مادة (حكم) يبدأ البحث من صفحة 225، وينتهي في صفحة 701، يعني لا اقل مجلدين في هذه المفردة، الأمور التي بحثها هنا في مقدمة الجزء الأول يشير الى الامور التي بحثها في هذه الموسوعة، في الجزء الأول صفحة 17 يقول وتتلخص مزايا هذا المعجم في أمور، أولا جمع النصوص اللغوية الهامة لكل مادة مادة من لغات القرآن، هذه (حكم) ماذا قال اهل اللغة بحسب التسلسل التاريخي يعني في القرن الثاني، في القرن الثالث، في القرن الرابع ماذا يعطيك؟ يعطيك صورة عن تطور معنى هذه المفردة انه في قرن الثالث ماذا كان معناها وفي القرن السابع والثامن ماذا صار معناها، هذا كثير مهم يعني تطور معنى المفردة اللغوية هذا في الامر الأول.

    الامر الثاني: جمع النصوص التفسيرية الضرورية لكل مفردة يأتي إلى كل المفسرين الذين تعرضوا لهذه المفردة أيضاً بحسب تاريخ كتابة المفسرين في القرن الثالث والرابع والخامس الطبري وما بعد الطبري الى يومنا هذا حتى المعاصرين أيضاً توجد لهم كلمات.

    الامر الثالث احتوائه على فقه كل لغة.

    الامر الرابع: معرفة مشتقات كل كلمة في القرآن وسر مجيئها مختلفة، لماذا مكان حكمة ولماذا مكان اخر الحكمة؟ لماذا مكان منكر لماذا مكان معرف.

    الأمر الخامس: جمع شتات الوجوه والنظائر.

    الأمر السادس الذي جدّ مهم وهو شرح الاعلام القرآنية لفظاً ومعنى هذه آدم لغة ماذا معناه وموسى لغة ماذا معناه، وماذا قالوا عنها، وتقديم نموذج وافٍ عما جاء في التفسير والتاريخ وكتب السير.

    الامر السابع: بيان سر اعجازء القرآن من خلال كلمات.

    والامر الثامن: فتح بابٍ جديد لفهم القرآن؛ لأن الفهم ما وراء التفسير، أنت ما لم تفسر لا يمكنك أن تفهم، وسر بلاغته، ولذا الحق والانصاف يقول وهو بحق أوسع وأعظم ما ألّف في ميدان اللالفاظ القرآنية، وواقعاً يغني عن مئات المجلدات في المكتبة، وما فيه من الاسرار البلاغية إذ يضم النصوص اللغوية وبحوثاً تفسيرية وشواهد تاريخية وادبية الى أن يقول ولا نغالي لو قلنا أن الذين يدرسون لغة القرآن تفقهاً وتبصراً ويتناولونها تأملاً وتدبراً، ليستغنون بهذا المعجم عن غيره من المعاجم القرآنية، والتفاسير اللغوية، وما دوّن في مضمار غريبه ووجوهه ومفرداته واختلاف حروفه وقراءاته وما يتعلق باعجازه اللغوي والبلاغي والعددي في هذا المجال، الى أن ينتهي يقول: الحق والانصاف هذا الكتاب لا ثاني له فيما نعلم وانا اؤيدهم لانه واقعاً انا اشتغلت على هذه الكتب بيني وبين الله لا ثانية له، وبذلك كلها يظهر فرق هذا المعجم عن سائر كتب غريب القرآن ومفرداته فهو نسيج وحده وفريد دهره ويوسف مصره، الحق والانصاف كتاب بهذا المستوى بقدر الذي انا راجعت منها وقلت بأنه انا لم اراجع كلها ولكن عندما احتاج مفردة من المفردات اجدها هنا يغني وانا عموماً هذه الكتب التي يقولونها موجودة في مكتبتي فاستعين بها هذا الامر الأول.

    الآن فقط نقف عند مفردة الحكمة، لأنها هي محل الاستشهاد (يعلمهم ويزكيهم) خصوصاً والقرآن الكريم في سورة البقرة يقول (ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيراً كثيرا) والقرآن عندما يقول عن شيءٍ كثير الذي يعبر عن الدنيا وما فيها ما كانت وما هو كان والى أن يكون يقول متاعٌ قليل وهذه ماذا يكون في هذه المفردة ومن يؤتى الحكم {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} هذه كبرى القياس وصغرى القياس {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} يقولون منطق ارسطو هذه سؤر اليونانيين والكفار لماذا تدرسونه؟ بيني وبين الله اول من استعمل المنطق الارسطي كان القرآن الكريم قبل أن تترجم كتب المنطق، وقبل أن تأتي في القرن الثالث والرابع لانه الترجمة بدأت في زمن المأمون في القرن الثالث بدأت الترجمة وصارت مؤسسات الترجمة للوقوف أمام الفكر الديني؛ الان صريح القرآن بينك وبين الله {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ} هذه صغرى القياس من الشكل الأول وكبرى القياس {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً} اذن اوتي لقمان خيراً كثيراً اذن نحن سوف نقف عند هذه المفردة ولا اكثر.

    يكون في علمكم هذه المفردة جاءت في القرآن في عشرين مورداً، كما يشير اليه في المعجم الاحصائي لالفاظ القرآن الكريم المجلد الثاني صفحة 673 يقول (حكمة) العدد 20 المكي 6 المدني 14 ثم يشير الى مواضعها، البقرة الآية 129 والاية 151 والاية 231 والاية 251 والاية 269 في موضعين قالت: {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} هذه الآية 169 من سورة البقرة، اذن وصف أن الذين يؤتون الحكمة هم من اولي الالباب.

    كذلك في آل عمران الآية 48 والاية 81 والاية 164، في سورة النساء الآية 54 والآية 113، في سورة المائدة الآية 110، في سورة الاسراء الآية 39، في سورة اللقمان الآية 12، في سورة الاحزاب الآية 34، في سورة صاد الآية 20، في سورة الزخرف الآية 63، في سورة القمر الآية 5 واخيراً في سورة الجمعة الآية الثانية.

    الآن نضيق الدائرة حيث كانت كبيرة هذه المشتقات ونقف عند الحكمة ثم هل نقف عند جميعها أو بعض هذه الايات دالة على المطلوب الذي ذكره الشافعي؟ عندما نستعرض هذه الايات العشرين، نجد ليست كلها مرتبطة بالحكمة بالمعنى المستدل بها، ولهذا أيضاً سوف نستخرجها ونجد بأنه عددها كم، لكن من خلال المواضع الاخرى سنلقي الضوء على محل الاستشهاد، هذا المنهج الذي نتبعه.

    اذا وصلنا الى النتيجة الف قرآنياً وقلنا أنّ المعنى المراد من الحكمة في هذه الايات (يعلمهم) و(يعلمكم) المعنى كذا وكذا، هل نتوقف وانتهى؟ أو لا، انما يتم عندنا على مستوى المقتضي بشرط أن لا يكون هناك مانعٌ من تأثير المقتضى، المنهج لابد أن تعرفوه، هذه المشكلة التي يقع فيها كثير من العلماء والكتاب وكثير من الفضائيات المشكلة انه لا يوجد عندهم منهجٌ في فهم الايات القرآنية، وانا لم ادعي بأنه هذا المنهج الذي لا ريب فيه، ابداً اقول هذا منهجي الذي اعتمده، من اعتمد هذا المنهج فبها، ومن لم يعتمد في فهم الايات القرآنية لابد أن يعطينا منهجه في فهم القرآن.

    الان احاول أن اطبق هذا وان كان خارج عن بحثنا ولكن اطبقه لكم حتى يتضح لكم بأنه ما هو المنهج؛ لانه كما تعلمون أن المثال كثير يقرب المسائل الى الذهن، سيدنا هذا المنهج الذي ذكرته طبقه على موضوعة قرآنية وعلى مفردة قرآنية.

    في آية 33 من سورة الاحزاب حتى تعرفون أن الذي أوقع الاخرين وأن المشكلة عند الاخرين ما هي؟ الآية 33 من سورة الاحزاب واضحة تقول الآية قال تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أهل البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً * وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً} طبعاً عظمة الآية لا يشك فيها أحد، وأنّها تعد منقبة وفضيلة لأهل البيت ما بعدها منقبة وفضيلة، هذا باتفاق علماء التفسير، يعني لا يوجد أحد من المفسرين يقول هذه الآية ماذا يوجد فيها ما هي قيمتها؟ ابدا، الجميع يرى أنها آية عظيمة دالة على منقبة لأهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام، ولذا عبارة العلامة الالوسي يقول: هذا ما عندي في الكلام على الآية الكريمة المتضمنة لفضيلة لأهل البيت عظيمة، هذا لم يخلتف عليه أحد من المسلمين وعلماء التفسير واحد من علماء الكلام ومن استدل بهذه الآية لم يقل الآية لم يوجد فيها شيء، كيف تستدلون على منقبة وفضيلة وكمال لا يضاهيه كمال هذا القدر متيقن، انما الكلام كل الكلام في أمرين في الآية المباركة حتى تعرفون الطرف الاخر كيف يفكر.

    الامر الأول: هل أن الآية دالة على العصمة أو غير دالة على العصمة؟ بغض النظر من هم أهل البيت دالة أو غير دالة؟ تقريباً اتفاق علماء اهل السنة أن الآية ليست دالة على العصمة، وذكرنا في العام الماضي أنّه بعض اعلام الشيعة المعاصرين يقولون أيضاً الآية لا دلالة فيها على العصمة وان كنا لا نوافق لانه نحن شرحناه مفصلاً في كتاب العصمة.

    الامر الثاني: من هم أهل البيت في الآية الكريمة؟ من الواضح أنّ هؤلاء استدلوا بالسياق لاثبات أن الآية مرتبطة بنساء النبي لا أنها شاملة لنساء النبي، البعض يتصور أن السنة أو جملة من اعلام السنة يقولون أن الآية شاملة لنساء النبي، لا، بل يقولون أن الآية مختصة بنساء النبي، واذا شملت غيرهم فبالتبع والتبصرة، والا الاصل نساء النبي ولكن مع الاسف الشديد نحن لا نطالع كلمات الاخرين نتصور انهم يقولون أن الآية نازلة في أهل البيت، يعني عليٌ وفاطمة والحسن والحسين وعلى رأسهم سيدهم رسول الله، وهل تشمل النساء أو لا تشمل، فماذا نقول؟ نقول لا تشمل، لا، هم يقولون أنّ الآية اصلاً في نساء النبي بقرينة السياق، ولذا إن قلتم شاملة لغيره أنتم تحتاجون الى دليل ولسنا نحن من نحتاج إلى الدليل خصوصاً اذا بنينا أن الترتيب بين الايات ترتيبٌ توقيفي، بل ترتيب الجمل في الآية الواحدة توقيفي باتفاق علماء التفسير المحققين منهم، أنا عندما بحثت هذه الآية على الكوثر جاءتني اعتراضات كثيرة واحدة من الاعتراضات كان يعترض من المتابعين الذي قال انت تؤمن بنظرية تفسير القرآن بالقرآن تعال الينا بالقرآن لنرى من هم أهل البيت في القرآن الكريم لماذا تذهب يميناً ويساراً.

    تعالوا معنا إلى الآية 73 من سورة هود قال تعالى: {وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَا أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخاً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ * قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أهل البيت إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} ما المراد بأهل البيت هنا؟ عليٌ وفاطمة والحسن والحسين؟ نتكلم عن الإمرأة هنا، ولذا كل المفسرين مثلاً السيد الطباطبائي في المجلد العاشر في ذيل هذه الآية المباركة صفحة 325 يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت فنبهوها بذلك أن الله انزل رحمته وبركاته عليهم أهل البيت والزمهم ذلك، فليس من البعيد أن يكون من ذلك تولّد مولودٍ من والدين في غير سنهما العادي؛ لانه عمره كان 80-90 التواريخ مختلفة وهي كانت تتجاوز 90 الى آخره في غير سنهما العادي المألوف الى غير ذلك، اذن مفسر أهل البيت بماذا؟ يعني ذكر مصداق أهل البيت من؟ أمرأته وزوجه، هذا السيد الطباطبائي، وكذلك القمي المشهدي صاحب تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، هناك عندما يأتي يقول وبركاته عليكم أهل البيت منكرين عليها ـ امرأته ـ التي كانت قائمة، فإن خوارق العادات باعتبار اهل بيت النبوة، اذن اهل بيت النبوة طبقت على من؟ على زوجه، وهذا كما ذكرناه مراراً زوجته خطأ شائع أو لغة رديئة، والا الصحيح يطلق عليهما معاً زوج يعني على الرجل والامرأة يطلق زوج، يقول: ومحبط المعجزات وتخصيصهم بالنعم والكرامات ليس ببدع ولا حقيقٍ بان يستغربه عاقلٌ فضلاً عمن نشأة وشابت في ملاحظة الآيات، هذا أيضاً المورد الثاني ولهذا تجدون العلامة الالوسي في ذيل هذه الآية المباركة من سورة هود يقول: واستُدل بالاية على دخول الزوجة في أهل البيت، وهو الذي ذهب اليه السنيون (اهل السنة) ويؤيده ما في سورة الاحزاب، وخالف في ذلك الشيعة، قالوا أهل البيت المراد يشمل النساء أو لا يشمل النساء؟ يعني يشمل الزوجات واولاده أو لا يشمل؟ لا يشمل، فقالوا لا تدخل الا اذا كانت كذا وكذا والا اذا كانت قريب الزوج ومن نسبه فإن المراد من البيت بيتٌ النسب لا بيت الطين، يقول: ولعل الذي دعاهم الى ذلك بغضهم لعائشة، والا انهم ما عندهم مشكلة بأنه ام سلمة يدخلوها وخديجة يدخلوها مشكلتهم مع عائشة، فوجدوا أن القضية مؤدلجة قبل ذلك، بأن لا يقولوا شيئاً يؤدي الى دخول عائشة في مثل هذه الآيات هذا الاشكال الي كان واقعاً بعثوا الي، هنا نحن قلنا بأن هؤلاء حفظوا شيئاً وغابت عنهم اشياء، كما يقول المعري، حفظت شيئاً وغابت عنك اشياء، ونصيحتي أن يقرؤوا عن هذا الرجل وهذا الرجل الذي هو نابغة وعنده كتب متعددة واهم ما كتبه الدكتور طه حسين ابو العلى المعري لانه طه حسين أيضاً هو كان كفيف البصر فالحق والانصاف كاملاً يستطيع أن يحلل لك شخصيته هذا الذي عندما مات قال اكتبوا على قبري هذا ما جناه الي ابي وما جنيت على احد لانه لم يتزوج احد ولا عنده ذرية واقعاً بعض الاحيان أن الانسان عندما يأتي الاولاد وما عنده قدرة واقعاً جناية وهذه ليس معناه انه لا تكثرون النسل لا الان كثروا النسل وامكانات هذه معنى الزمان والمكاني الي احنه قلنا في النتيجة كثرة النسل مفيد أو ليس مفيد؟

    الجواب: بيني وبين الله تابع لظروف البلد فإن كانت ظروف البلد تسمح كثرة النسل مطلوب أن كانت لا تسمح لا تكون كثرة ولماذا تسمح كثرة العيال في الروايات كذلك تكاثروا تناسلوا الجواب: نحن نقول تعارضت ليس تعارضت هذا مرتبط بالزمان والمكان.

    هذا البحث بحث حوزوي ومتى يأتي؟ غداً يأتي القرآن كذلك بيني وبين الله من نزل آية الايات المقيدة والموضحة كذا وكذا نزل بعد خمسة سنوات ولا يلزم الاشكال ولذا انشاء الله جواب هذه الشبهة انشاء الله في الغداء وهذا كمثال اشرحها لكم والا هم الاشكالات التي يوردها الطرف الاخر على مدرسة أهل البيت يقول انتم لماذا تتركون القرآن وتفسير القرآن وتذهبون الى غير القرآن.

    والحمد لله رب العالمين.

    14 صفر 1436

    • تاريخ النشر : 2014/12/08
    • مرات التنزيل : 1312

  • جديد المرئيات