نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (25)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الصنف الثالث من الايات التي استدل بها لاثبات حجية السنة بالمعنى الاصولي، ولكن قبل تتمة  البحث واتمام البحث بودي أن أشير إلى أنّ الحجية التي نقولها للسنة يعني أقوال المعصوم أو أقوال النبي أو أوسع من ذلك وأفعاله وتقريراته ليس المراد منها ما يقوم عليها دليلٌ علمي، والا لو كان قول المتكلم برهانياً وعلمياً نحن لا نحتاج الى حجية قوله، يعني دليل على الحجية، نحن عندما نقول قول النبي حجة أو قول الامام حجة أو على مباني بعض علماء أهل السنة قول الصحابي حجة، أي قول منه حجة؟ وأي فعل منهم حجة؟ وأي تقرير منهم حجة؟ مطلق ما يقولونه وما يفعلونه؟ أو في حدود ما ليس هناك عليه دليل علمي؟ أي منهما؟

    اضرب لكم مثال اذا جاء النبي صلى الله عليه وآله أو شخص الامام المعصوم وقال اجتماع النقيضين ممتنع عقلاً، هنا اجتماع النقيضين ممتنع عقلاً يتوقف قبوله أن نقول انه معصوم وقوله حجة، أو لا يحتاج الى ذلك؟ لا يحتاج لان قولنا اجتماع النقيضين ممتنع قضية عقلية برهان ودليلها معها بل هي من البديهيات والاوليات سواءً كان المتكلم قوله حجة أو لم يكن حجة فهذا الكلام مقبول أو ليس بمقبول؟ نعم هذا الكلام حجة ومقبول لا لانه قاله فلان أو فلان بل لانه ما هو؟ لان العقل يدرك صحة مثل هذا الكلام لو جاء الامام أو النبي أو غيرهما وقال الكل اعظم من الجزء هذا يتوقف على إثبات حجية السنة؟ هذا لا يتوقف.

    اذن نحن متى نحتاج الى حجية السنة بالمعنى الاصولي؟ اذا كانت امراً تعبدياً يعني قال صلاة الصبح ركعتين هذا يمكن أن نقيم عليها البرهان أو لا يمكن؟ لا يمكن لعله صلاة الصبح ثلاثة ركعات لعلها ركعة واحدة لا نعلم، في كثير من العبادات وفي كثير من التعبديات نحن نحتاج الى ماذا؟ اذا كان المتكلم قوله حجة فنقبل منه ذلك تعبداً أما ذلك لم يكن قوله حجة فلا نقبله له فاذا اقام دليل نقبل اذا لم يقم دليلاً لم نقبل أمّا اذا ثبتت حجية قول احدٍ بعد لا نطالبه بالدليل نقول قوله حجة، اضرب لكم مثال حتى نحرف محل النزاع في الحجية أين؟ محل النزاع في حجية عندما نقول القرآن حجة ما معنى حجية القرآن؟

    الان اضرب لكم مثال من نهج البلاغة، الامام امير المؤمنين سلام الله عليه في اول خطبة له يقول ومن أشار اليه، أي على الحق سبحانه وتعالى يقول فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه (جعل له قرينة) ومن قرنه فقد ثناه (جعله اثنين) ومن ثناه فقد جزئه ومن جزئه فقد جهله ومن جهله فقد أشار اليه ومن أشار اليه فقد حده جعله له محدوداً اذا أشار اليه إمّا اشارة حسية وإمّا اشارة عقلية لا فرق سؤال: من المحذور يا امير المؤمنين؟ اذا نجعله محدوداً هذه في الخطبة رقم 101 وفي خطبة رقم 151 قال ومن حده فقد عده جعله معدوداً واحدٌ كالعدد يا امير المؤمنين فاليكن محدوداً من المحذور؟ قال ومن عده فقد ابطل ازله يعني بعد قديم أو حادث؟ واذا صار حادثاً ماذا يكون؟ يحتاج الى محدث بعد يكون واجب الوجود أو لا يكون واجب الوجود؟ سؤال: هذا الكلام حجة أو ليست بحجة؟ يعني نقبله من امير المؤمنين قبولاً تعبدياً كما نقبل صلاة الصبح ركعتين أو استدلال عقلي هذا أي منهما؟ سواء كان المتكلم قوله حجة أو لم يكن قوله حجة هذا الكلام أن تم عقلياً فنقبله أن لم يتم عقلياً نرفضه اذن نحن أين نحتاج الى حجية السنة؟ نحتاج في التعبديات والا في غير التعبديات أن كان عليها برهان قبلنا أن لم يكن عليها برهان لا نقبلها لا علاقة له أن المتكلم قوله حجة أو ليس بحجة ولذا القرآن الكريم في الامور التي يمكن أن تنال وان تفهم عقلياً ما قال اقبلوا ذلك مني تعبدياً بل قال اقبلوا ذلك مني على أساس البرهان والدليل لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا هذا دليل التوحيد هذا توحيد الربوبية توحيد الالوهية أي كان المهم هذا برهانه نحن لا نقبل التوحيد على أساس تعبدي وانما نقبل التوحيد على أساس برهاني سواء كان المتكلم معصوماً أو غير معصوم كما انه افترضوا ابن سينا يقيم دليلاً، ابن سينا قوله حجة؟ لا ليس بحجة، ولكن اذا كان برهانه تاماً ودليله تاماً قوله يقبل، ملا صدرا يقول شيئاً ابن عربي يقول شيئاً لا محذور، نحن لا نتكلم في الحجية بمعنى الاصولي يعني الحجية التعبدية لا نتكلم في هذا، نحن نتكلم في الامر العقلي البرهاني اذن هذا القيد احفظوها لنا في قول الحجية بالمعنى الاصولي نحن نريد حجية السنة بالمعنى الاصولي في كل قول يصدر من الشخص أو في خصوص التعبديات؟ لا في خصوص التعبديات لا مطلقاً نحن بحثنا أين؟ فيما ذكره شخصٌ وكان أمراً تعبدياً فقوله حجة أو ليست بحجة؟

    بحثنا هنا ولهذا افترضوا زينب سلام الله عليها لو قالت قولاً مرة تنقل القول عن من قوله حجة تقول قال رسول الله قال امير المؤمنين قال اخي الحسين قال اخي الحسن قالت امي الزهراء لا اشكال ولا شبهة حجة أو ليست بحجة بعد فرض حجية السند ومرة تقول لا انا اقول قولها حجة أو ليست بحجة؟ الجواب: ما ذكرته أن كان يؤيده الدليل ويثبته الدليل فهو حجة لا لان الزينب قالته بل لانه كلامٌ مستدل واذا لم يقم عليه الدليل نقول يقيناً هذا لم يصدر منها، لا يتبادر الى الذهن نحن في حجية السنة بالمعنى الاصولي نريد أن نقول كل اقواله سواءً التي اقيم عليها دليلٌ عقلي أو لم يقم عليها حجية لا وانما نحن بصدد إثبات الحجية بالمعنى الاصولي للامور التعبدية لا مطلقى.

    اذن هذه الايات التي عرضنا لها الى الان ووصلنا الى الصنف الثالث محل النزاع أين؟ في الامور التعبدية قولاً فعلاً تقريراً هذا اولاً.

    الامر الثاني التي لابد أن يلتفت اليه هو انه قلنا أن الاستدلال بالقرآن له صورتان: الصورة الاولى انه نستدل بالقرآن بعد الفراغ عن حجية السنة، الصورة الثانية أن نستدل بالقرآن قبل الفراغ والمفروغية عن حجية السنة، أمّا الصورة الاولى وهي الاستدلال بالقرآن بعد الفراغ عن حجية السنة يعني في الرتبة السابقة بأي طريق اثبتنا أن السنة ما هي؟ حجة عند ذلك يمكن انه نقول هذه الاية وان كان يكون المراد منها كذا بقرينة كذا وكذا ولكن النبي قال معناها كذا أو مصداقها كذا هذا الكلام حجة أو ليست بحجة؟ نعم حجة كما اشرنا الى مثال آية التطهير قلنا آية التطهير إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ لو نرجع الى القرآن نجد اهل البيت اطلق على ماذا؟ على الزوجات والازواج أيضاً ولكن رسول الله حصرها في هؤلاء الخمسة ايهما يقدم ذلك الظهور أو هذا النص الفعلي لرسول الله صلى الله عليه وآله؟ لانه جمعهم تحت الكساء هذا عملٌ وفعل نص فعلي لا نص لفظي ايهما الحجة؟ لا هذا السنة يقدم على تلك القرائن التي استفادت منها أن اهل البيت تطلق على الازواج والزوجات أيضاً اذن مرة يستدل بالقرآن وقد ثبتت في الرتبتة السابقة على الاستدلال بالقرآن حجية السنة بالمعنى الاصولي هنا يمكن أن نستند الى السنة لفهم الايات هذا أين تستفيدونها منها؟

    هذا تستفيدون منها في مسألة الاحتجاج على الاخرين هذا عندما تريد أن تحتج مع الاخرين لا تقول له الرواية تقول كذا هذه الرواية لابد أن تثبت حجيتها عليك وعليه حتى يمكن الاستدلال والا هو لا يقبل رواياتك ولا تقبل رواياته لا يمكن الاستدلال بالرواية لانه انت لا تقبل ما ورد في البخاري وهو لا يقبل ما ورد في اصول الكافي اذن يمكن الاستدلال على ما ورد أو لا يمكن؟ لا يمكن، ينحصر الاستدلال بماذا؟ ولهذا انتم وجدتم نحن في برامج مطارحات في العقيدة في الكوثر قلنا بأنه لابد أن تكون الرواية صريحة، صحيحة، متفق عليه لماذا؟ حتى تكون حجة علينا وعليهم والا اذا كانت مختصة بناءه مختصة عليهم لا حجية عليهم، هذا في الصورة الاولى.

    سؤال: هل يمكن تطبيق هذه الصورة على محل الكلام أو لا يمكن؟ الجواب: لا يمكن لانه نحن الان نريد أن نستدل بالقرآن لاثبات حجية السنة فكيف نستند الى السنة هذا يلزم الدور اذن لا طريق لنا للاستدلال بالقرآن على حجية السنة الا بالاعتماد على نفس القرآن من غير أن نستند الى السنة لان الكلام في اصل حجية السنة من يقول افترضوا أن احد المعصومين أو أن احد الائمة أو النبي قالوا والمراهد من الحكمة في قوله يعلمهم الكتاب والحكمة يعني السنة هذه حجة أو ليست بحجة؟

    الجواب: اول الكلام لانه نحن نريد أن نستدل بالقرآن لاثبات حجية السنة فكيف نستند الى السنة لاثبات ما هو المراد من الحكمة؟ الان انتم تجدون في كلمات الاعلام وفي كلمات المستدلين يقول ورد روايات في كلام المراد من الحكمة يعني السنة النبوية هذه الروايات حجة أو ليست بحجة؟ اول الكلام الا اذا كانت السنة قد ثبتت حجيتها في الرتبة السابقة والمفروض انه لم تثبت اذا تتذكرون نفس هذا البحث كان عندنا في مسألة اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم قلنا ما هو المراد من اولي الامر؟ الائمة؟ من قال المراد من اولي الامر هم الائمة؟ اذا قال رسول الله وقد ثبتت حجيته في الرتبة السابقة نعم يثبت لنا من هم اولي الامر بالاية في قول من؟ أمّا اذا الامام الصادق قال نحن اولي الامر يثبت الاستدلال أو لا يمكن؟ لا يمكن، لماذا؟ لانه هذا الدور نحن نريد أن نثبت حجية قول الامام الصادق فكيف استند لقوله لبيان المراد من اولي الامر انتم الان ارجعوا خطباء علماء مراجع على المنابر يقول السيد الحيدري ما عندنا دليل، انا ما قلت ما عندنا دليل هذا الاستدلال استدلال تام أو غير تام؟ هذا الاستدلال غير تام ليس انه انا لا اقبل قول الامام، الآن انت من الجهل من هذا المستوى الذي لا تميز انا ماذا افعل لك؟!

    انا ما انكر أن قول الائمة حجة أو ليست بحجة انا اقول هذا النحو من الاستدلال تام أو غير تام؟ هذا الاستدلال غير تام لانه يلزم الدور، الامام الصادق يقول ونحن اولي الامر الذين أمر الله بطاعتهم هذا الكلام حجة أو ليست بحجة؟ لا يمكن الاستناد الى الاية لهذه الحجية لانه يلزم منه الدور اذن من الطريق الى ذلك في محل الكلام يعني في الصورة الثانية؟ لانه اننا بعد لم تثبت لنا حجية السنة في الرتبة السابقة ينحصر الامر إمّا بالدليل العقلي الكلامي وإمّا بالدليل ماذا؟ نفس القرآني لا القرآني شرعي تعبدي نفس القرآن والا كلامنا كلامه نفس رسول الله حجة أو ليست بحجة؟ اذن لا طريق لماذا؟ لان القرآن في الرتبة السابقة لاعجازه ولاي سبب كان لانه نحن اعتقدنا بأن هذا القرآن كلام الله سبحانه وتعالى اذن كلامه حجة والقرآن حجة علينا اذن في كل الاستدلالات القرآنية (وهذا تقدم أيضاً) على حجية السنة التعبدية بالمعنى الاصولي لا يمكن الاستناد الى السنة نفسها لاثبات المراد من الاية المباركة ومنها محل الكلام.

    ماذا قالت الايات المباركة؟ في سورة البقرة 129 قال تعالى: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ما هو المراد من الحكمة في الاية المباركة؟ الشافعي قال السنة بأي دليل؟ اذا قال لقوله صلى الله عليه وآله هذا الاستدلال تام أو غير تام؟ غير تام لماذا؟ لان الكلام هو في قوله انه حجة أو ليست بحجة أو لقول الامام الصادق انه قال أن الحكمة هي السنة هذا الاستدلال تام أو غير تام؟ غير تام، لان الكلام في حجية القول ماذا؟ نريد أن نثبت حجية قولهم فكيف نستند الى قولهم لاثبات حجية قولهم؟ من الدور الواضح اذن ينحصر الطريق في ماذا؟ إمّا أن يقوم دليلٌ عقلي على أن المراد من الحكمة يعني السنة وإمّا أن تقوم قراءن وشواهد من خلال التفسير الموضوعي في القرآن أن المراد من الحكمة يعني السنة ما عندنا طريق آخر، اذن البحث الان في حجية السنة فلا يمكن الاستناد الى السنة لاثبات حجية السنة هذا من قبيل ما ذكرت لكم لو جاءنا خبرٌ واحدٌ لاثبات حجية خبر الآحاد ليس بحجة لماذا؟ قالوا لانه الكلام في حجية الخبر الآحاد فكيف نستند الى خبر الواحد لاثبات حجية خبر الواحد هذا يستلزم الدور ولذا تجدون صاحب الكفاية ماذا قال؟

    قال: اولاً نثبت أن ذلك الدليل الدال على الحجية قطعي الصدور فنستدل به على حجية الخبر يعني نستدل بالقطع على الظن بالمتواتر على الاحاد ونستدل بالاحاد على حجية الاحاد كذلك في المقام لا يحق لنا أن نستدل بالسنة لاثبات الحجية السنة ولاثبات أن المراد من الحكمة السنة اذن ينحصر الامر في أن نرجع الى القرآن وقبل الرجوع الى القرآن لابد من الرجوع الى كلمات اللغويين لمعرفة المراد من هذه المفردة يعني مفردة الحكمة هذه المادة حاء كاف ميم واحدة من مشتقاتها ما هي؟ الحكمة، اذن على هذا الاساس لابد أن نرجع الى كلمات اللغويين اولاً لان هذا القرآن نزل بلسان عربيٍ مبين نفهم المفردة لغوياً بحسب استعمالاتها بحسب معانيها ماذا اريد منها نأتي الى القرآن لنرى انه اراد منها نفس ذلك المعنى اللغوي أو لا من باب الحقيقة الشرعية أو المتشرعية اراد منها مصداقاً آخر من حق القرآن أو نقلها من باب النقل كما قرأتم في علم المنطق ولكن اولا لابد الرجوع الى البحث اللغوي ومن خلال البحث اللغوي هذه قواعد منهجية في عملية فهم القرآن، مراراً ذكرنا لكم نحتاج الى علم اصول التفسير أو علم اصول فهم القرآن هذا معناه كما عندك علم اصول فقه تحتاج الى علم اصول التفسير أو فهم القرآن وهو انه من قواعد علم اصول فهم القرآن وتفسير القرآن هو انه تارةً أن السنة حجة في الرتبة السابقة واخرى انه السنة بعده لم تثبت حجيتها في الرتبة السابقة المنهج يختلف ليس المنهج واحد سواء كانت السنة حجة في الرتبة السابقة أو لم تكن حجة في الرتبة السابقة.

    نأتي الى المعنى اللغوي في هذه المفردة، بيني وبين الله لم يتفق اللغويون الاوائل الى معنى محدد لهذه المفردة وهي مادة حكم ما هو معناه؟ معناه المنع، معناها الفهم، معناها العلم، ما هو معناها؟ انا واقعاً لا يوجد عندي وقت اولا ولا أيضاً الدرس يسمح بامكانكم الذي واقعاً قلت لكم هذا الكتاب كثير مفيد وهو المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته في المجلد الثالث عشر هناك من الصفحة 225 بعد أن يقول حكم النصوص اللغوية ينقل كل كلمات اللغويين يعني واقعاً مكتبة ام الالاف الكتب ينقل كلمات الخليل الفراهيدي والليث وابو شميل وابو عمر الشيباني وابو عبيدة وابو عبيد والاصمعي وابن الاعرابي وابن السكين والمبرد وابن دريد ونفقويه وازهري والصاحب والخطابي والجوهري وابن فارس وابو هلال العسكري والهروي وابن سيدة والطوسي والراغب والزمخشري والطبرسي والمديني وابن الاثير والفيومي والجرجاني في التعريفات والفيروز آبادي والطريحي ومجمع اللغة والعدناني ومحمود شيت والمصطفوي الى الاخر غير موجود حدوداً 40 كلمة لاعلام اللغويين منذ 14 قرن، بينك وبين الله اذا انت تريد هذه الكتب تجمعهن يريد لك مكتبة أو هوية خاصة بك؟ مع انه هذه كلها لا تتجاوز 17 صفحة، هذه كلها جمعت هنا اليك واقعاً مجموعة قيمة جداً لمن يريد أن يحقق ويشتغل وانا هذه في الامس طالعتها من اولها الى آخرها، اريد أن اصل مفردة متفق لا وجدت بأنه كلٌ وفي الاعم الاغلب لا يذكرون المعنى بل يشيرون الى مصاديق المعنى يعني ما يذكرون معنى هذه المفردة بل مصاديق هذه المفردة مصداقها كذا ومصداقها كذا لانه عندك حكم حاكم وحكمة ومحكم فلهذا بعضها فسرها بالمتقن وفسرها بعضهم بالفهم وفسرها بعضهم بالعلم انا اشير الى بعضها وهنا الجيد فيها هو مرتب بحسب التاريخ يعني بادية من القرن الثاني الى القرن الرابع عشر مثلاً الفراهيدي في العين، كتاب العين لابي عبد الرحمان الخليل من احمد الفراهيدي المتوفى 175 من الهجرة يعني في زمن الامام الكاظم عليه افضل الصلاة والسلام يبدأ من زمن الامام الباقر والصادق والكاظم هناك في المجلد الثالث من منشورات دار الهجرة ايران ـ قم لا يعطي معنى ولكن يذكر مصاديق الحكمة يقول الحكمة باب الحاء والكاف والميم حكم محك حمك كمح مستعملات وهذه من فوائد هذا الكتاب القيم هو انه انتم تعلمون بأنه كل مادة يعني مركبة باب الحاء والكاف والميم معهما لها مفردات ومستعملة وتعطي معنى ولها مفردات مهمة لا تستعمل من قبيل زيدٌ وديز وديز ما مستعملة هنا في كل مفردة ماذا يقول؟

    باب الحاء والضاد والنون معهما حضن نضح نحض ضحن مستعملات ولهذا يقول حضن كذا ثم نضح كذا ثم الى آخره هذه من فوائد هذا الكتاب يقول الحكمة مادة حكم، الحكمة مرجعها الى العدل والعلم والحلم اذن قد يقال الحكمة ويراد منها الحلم في قبال السفه مثلاً يقال الحكمة ويراد منها الحلم ومثاله الجهل، قد يقال الحكمة ويراد منها العدل في قبال الظلم ويقال احكمته التجارب اذا كان حكيماً واحكم فلان عني كذا أي منعه أيضاً يقال انه حَكَم وهذا اللجام الذي يوضع على الدابة يسمى حكمة الدابة لانه انت بهذا تمنعها أن تفعل كذا أو كذا كما انه من مصاديق هذه الحكمة العلم فإن الانسان اذا كان عالماً يمنعه عن كثير من الامور اذا كان عادلاً يمنعه عن كثير من الامور اذا كان حليماً يمنعه عن كثير من الاعمال السفهية ولهذا تجد في كلهم اجتمعت كلمتهم أن الحكم يراد منها المنع من مصاديق المنع الآن ماذا؟ العلم والحلم والعدل والى غير ذلك هذا مورد الأول في كتاب العين وكذلك هذه في معجم مقاييس في اللغة لابن فارس ابن زكريا المتوفى 395 من الهجرة هناك في هذه المادة في صفحة 277 بحسب هذه النسخة يقول الحاء والكاف والميم اصلٌ واحدٌ وهو المنع اذن ما ذكره الفراهيدي في كتاب العين يتبين انه ليس المراد المعنى وانما المصاديق اذا منع فاذا كان علماً يمنع الجهل اذا كان عدلاً يمنع الظلم اذا كان حلماً يمنع السفه ونحو ذلك هذا ايضاً المورد الثاني.

    المورد الثالث: ما ذكه في مجمع البحرين للطريحي المتوفى 1085 من الهجرة هناك يقول ومن يؤتى الحكمة (انشاء الله نقف عند هذه الاية لانه من اهم الايات القرآنية التي تعطينا تعطينا محورية الحكمة) فقد اوتي خيراً كثيراً يعني الاية 269 من سورة البقرة جداً مهم بقدر ما نستطيع سنقف عندها من يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ.

    والعجيب أن القرآن الكريم ذكر في جملة من الايات من اعطي الحكمة لا اشكال ولا شبهة أن لقمان ممن اعطي الحكمة في اول سورة لقمان ماذا تقرؤون وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ اذن لقمان اوتي الحكمة ومن يؤتى الحكمة فقد اوتي خيراً كثيرا فلقمان اوتي خيراً كثيرا هذا قياس من الشكل الأول الاورسطي القرآن الكريم يستعمل هذه فضلة اناء اليونانيين الكفار المشركين لاستدلال في القرآن الكريم ولهذا آيات كثيرة انا وقفت عندها في كتاب اصول التفسير وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى هذا في القرآن أيضاً يذكر من حل عليه غضبي فلان حل عليه غضبي هذه صغرى القياس ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى سؤال: اذا هوى ماذا يصير؟

    الان يقول اذا هوى هذا هوى ومن هوى فقد كذا عجيب سلسلة منظمة من الاستدلالات المنطقية وبحثه يأتي بقدر ما نستطيع، يقول أي يعطي الله الحكمة أي العلم اذن فسر الحكمة بمعنى العلم ويوثق للعمل هذا ماذا علاقة الحكمة بالتوثيق للعمل؟ الطريحي يقول معنى الحكيم غير معنى اذا قلنا عالم لا يتضمن معنى التوثيق للعمل أمّا اذا قلنا حكيم يعني ليس فقط يعلم بل يعلم ويعمل هذا حكيمٌ هذا بحسب الاصطلاح ولهذا في كلمات قصار لامير المؤمنين سلام الله عليه يقول كم من عالمٍ قد قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه يعني يعمل عمل العالم أو عمل الجاهل؟ عمل الجاهل علم عنده نعم هذا العلم تحول الى العمل أو لم يتحول؟ لم يتحول، هذا تعبير القرآن عليه انه جاهل، قال: الحكمة هي العلم ويوثق للعمل وقيل الحكمة القرآن هذا بيان معنى الحكمة أو بيان المصاديق؟ هذا بيان المصداق، نحن نتكلم في مراد من ماذا؟

    وهذه قاعدة تعلموها في كثير من الموارد اللغويين ما يذكرون المعنى وانما يشيرون الى المعنى من خلال المصاديق ولهذا لا تخلط بين المفهوم وبين المصداق مراراً ذكرنا خلط يصير بين المفهوم وبين المصداق وقيل الحكمة القرآن والفقه والحكمة العلم الذي يدفع أو يمنع الانسان عن فعل القبيح مستعارٌ من حكمة اللجام وهي ما احاط بحنك الدابة يمنعها الخروج والحكمة فهم المعاني وسميت حكمة لانها مانعة من الجهل وقيل وقيل وقيل كلها يدور في هذا الاطار.

    وكذلك تحقيق في كلمات القرآن للعلامة المصطفوي المجلد الثاني صفحة 309 يقول والتحقيق أن الاصل الواحد في هذه المادة هو ما يحمل على موضوعٍ ويلحق الموضوع وما به يتحقق الامر وبمناسبة هذا المفهوم (الي واقعاً ما اتضح لي ماذا مراده من المفهوم) تطلق على القضاء الحاكم يعني القاضي وبمناسبة قيد البت واليقين تطلق على الفقه والعلم والمنع والرد والاتقان وما لاختلاف فيه ولاضطراب ولا ترديد واحكمه جعله ذا حكم الى آخره اذن كل هذني الى الان وعشرات أخرى غيرها يوجد فيها شيء غريب من السنة أو ما يوجد؟ لا يحتمل وهو انه يصدر من النبي قول أو فعل يمنع من الجهل يمنع من السفه نعم هذا ممكنٌ ولكن هذا ليس معنى الحكمة والسنة هذه السنة تكون من مصاديق ماذا؟ واحنه نتكلم في معنى الحكمة الان لا تخلطون لان الشافعي ماذا قال؟ قال المراد من الحكمة يعني السنة نقول لا ليس المراد من الحكمة معنى السنة نعم قد يكون من مصاديقه ولكنه حتى لو فرضنا أن من مصاديق الحكمة السنة هل هي بصدد جعل الحجية أو بصدد بيان شيء آخر.

    والحمد لله رب العالمين.

    6 ربيع الأول 1436

    • تاريخ النشر : 2014/12/28
    • مرات التنزيل : 1488

  • جديد المرئيات