نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (476)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنه من الاحتمالات التي احتملها سيدنا الشهيد قدس الله نفسه أن المراد من قولهم يلزم تأسيس فقه جديد هو أن هناك مجموعة من الاطر والمسلمات والضرورات التي تُلقيت بالقبول من كبار علماء الطائفة في عصر الغيبة الصغرى وما بعد ذلك؛ لانه تعلمون انه في عصر الائمة لا يوجد عندنا كتب يمكن الرجوع اليها، ولا حتى في عصر الغيبة الصغرى الا نادراً، والا عموم المصادر الاصلية التي بأيدينا هي ما بعد الغيبة الصغرى أو اواخر الغيبة الصغرى وما بعد ذلك.

    هذه الأسس العقائدية والفقهية والأصولية التي بناها هؤلاء هذه صارت هي الأساسات التي بُني عليها المذهب ومدرسة أهل البيت في الأبعاد المختلفة، وعموماً أنّ ما وصل الينا من هذه الأسس نحن لا نجد أدلة واضحة عليها، أو هناك أدلة ذكرت من قبل هؤلاء لا من قبل أصحاب الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام، ولذا قرأنا هذه العبارة المهمة والتي يتوقف عندها الانسان كثيراً، قال: أن وتلك الحقيقة أن هناك جملة من المسلّمات والاطر الفقهية التي تُلقيت بالقبول من قبل الفقهاء الأوائل، واُخذت بطريقٍ لا نعرفه، دون أن يكون عليها دليلٌ صناعيٌ يبرهن عليها، الا أنّها حقائق لنا القناعة بأنها اُخذت من يد الشارع الاقدس، فصارت من ضروريات المدرسة والمذهب، لماذا؟ باعتبار أنّ هؤلاء علماء، باعتبار أن هؤلاء من الاتقياء وفي أعلى درجات العدل والعدالة والزهد ونحو ذلك، إذن لا يعقل أن يقول قالوا هذا من غير دليلٍ عندهم، إذن لابد عندهم دليل ولكن لم تصلنا تلك الادلة.

    اذن صارت مجموعة انا عبرت عنها من الخطوط الحمراء من الاُطر ومن الحدود التي لا يمكن التجاوز عنها ولا يمكن أن نعرفها أو لا يمكن أن نقف على الدليل عليها، هذا وجدت، في المرحلة اللاحقة عندما بدأنا تدوين علم الأصول وكتابة كتبٍ في هذه الدائرة المعرفية، بدأت توجد هناك مجموعة من الأدلة توجّه هذه المسلّمات الفقهية وأمثال ذلك، فإذن هذه الادلة هي أدلة قبل الوقوع أو بعد الوقوع؟ أدلة ما بعد الوقوع، يعني يوجد عندنا اصلٌ نبحث عن دليلٍ لاثبات هذا الاصل، من باب التشبيه والتنظير، مدرسة أهل السنة لم يقُم عندهم دليلٌ أنّ شخصاً لو بايع شخصاً آخر فالخلافة تكون شرعية، ما عندهم هكذا دليل لا من القرآن ولا من الرواية، ولكن ما حدث في السقيفة الاولى، وهو أن الخليفة الثاني أو عمر مدّ يده وبايع الخليفة الأول، هذا صار منشأ أن جملة من اعلام اهل السنة جاؤوا واقاموا دليلاً على صحة هذه البيعة، فهي ادلة ما بعد الوقوع، يعني تصحيح ما وقع، لا أن الدليل دلهم على انه لابد أن يفعلوا ذلك، وهكذا بالنسبة الى خلافة الثاني وخلافة الثالث وخلافة بني امية وخلافة بني العباس، عندما ترجعون تجدون عموم الادلة التي يقيمونها في كتب الآداب السلطانية ونحو ذلك، كلها مأخوذة من التاريخ، يعني ما وقع وهذا الذي يقع كيف نصححه بدليل من القرآن أو من الرواية.

    نفس هذا الامر بشكل واضح وصريح وقع عندنا في هذه المسلّمات وهذه الضرورات، من هنا وُجدت عندنا مجموعة من القواعد الأصولية لتصحيح هذه المسلمات والاُطر، من هذه القواعد هو الاجماع، قالوا أجمعت علماء الطائفة، يعني في القرن الثالث أو الرابع أو الخامس علماء الطائفة وجدوهم اجمعوا، قالوا لا يمكن أن يكون هذا الاجماع بلا دليل، لأن هذه مسلمات بين علماء تلك المرحلة، فلهذا قالوا أن الاجماع حجة حتى يصحح ما اجمع عليه العلماء يقولون ماذا؟ الآن إمّا اجماع دخولي اجماع خروجي واي شيء تريد أن تسميه، المهم جعلوا الاجماع حجة لتصحيح ماذا؟ يعني لإيجاد غطاء علميٍ لما وقع خارجاً، وهكذا بالنسبة الى الشهرة، وجدوا أن بعض المسائل لا يوجد عليها اجماع، ولكن عموم علماء الامامية في تلك الطبقة ذهبوا اليها، وقالوا الشهرة أيضاً حجة، وهكذا وجدوا بعض الروايات مخالفة لهذه المسلّمات قالوا لأن العلماء اعرضوا عنها فهي ساقطة عن الحجية، والا لو كنا نحن ومقتضى مر الصناعة والادلة الروائية الروايات تقول أن هذا جائز أو هذا حرامٌ أو هذا كذا وكذا، نجد انه مع وجود الروايات ولكنه الاتجاه الفقهي ذهب بإتجاه آخر، قالوا اذن الاعراض كاسرٌ ومسقط عن الحجية، وجدوا بعض الاحيان بعض الروايات الضعيفة التي لا يمكن أن تكون مستنداً، كيف يجعلوها مستنداً؟ قالوا عمل الاصحاب بالخبر الضعيف جابرٌ لضعفها، بعض الأحيان وانتم تجدون في كلمات جملة من الفقهاء يقولون بأنه اساساً عمل الفقهاء حجة، ليس عمل الفقهاء بالخبر الضعيف يقوي ضعفها، نفس عمل الفقهاء ما هو؟ هذا من قبيل عمل الصحابة ما هو؟ حجية سنة الصحابي نفسها هؤلاء قالوه ولهذا قالوا أن القرعة لان الفقهاء لم يعملوا بالقرعة مطلقاً فعملهم ما هو؟ حجة، وهكذا، ولهذا بُنيت قواعد علم الاصول في ذلك الزمان لإيجاد غطاءٍ علمي لهذه المسلمات التي لم يكن عليها دليلٌ، هذا معنى بشكل واضح وصريح اقول هناك في صفحة 55 اقول: إن علماء الاصول عندما واجه الفقه الموجود بأيديهم وكانت لديهم تلك القناعة الوجدانية والحالة النفسية وهي التحفظ على أطر ومسلمات ذلك الفقه، صاروا بصدد إيجاد قواعد أصولية يمكن أن تُشكّل الغطاء الاستدلالي لتلك المسلّمات، فنشأت عندنا قواعد حجية الشهرة والاجماع المنقول وانجبار الخبر الضعيف بعمل الاصحاب، ووهن الخبر الصحيح بإعراضهم، بل تعمقوا اكثر من هذا في مقام المحافظة على المسلّمات فعمّموا قاعدة انجبار السند بعمل الفقهاء ـ نفس عملهم من غير وجود رواية ـ لتشمل انجبار الدلالة بفهمهم لانه عندنا بحثان: بحثٌ أن السند الضعيف ينجبر بعمل الفقهاء أو لا ينجبر، وهذا بحث يرتبط بالاعراض أن العمل جابر، لا، اساساً نبحث بحثاً آخر وهو أن فهمهم لرواية حجة علينا أو ليس حجة علينا، ليس السند افترضوا السند فيه ما فيه، لا، فهمهم لرواية الشيخ الانصاري في جملة من الموارد قال لا يُعمل باطلاق اخبار القرعة، لماذا؟ لان الاصحاب لم يفهموا هذا المعنى من روايات القرعة، اذن هذا الانجبار ليس فقط اختص بالسند بل شمل الدلالة والمضمون ونحو ذلك.

    هذا المعنى الذي انا اشرت اليه كاملاً أشار اليه سيد الشهيد قدس الله نفسه، وهذه المطالب انا نقلتها من السيد الشهيد ولكنه مصدر كتابي عن السيد الشهيد، ما ذكره السيد الحائري في الجزء الثاني من القسم الثاني صفحة 95 يقول: لان ادلتهم كانت بنحوٍ تتسق مع المسلمات والمشهورات بين الاصحاب وذلك لما كان يقوله جملة منهم من حجية الاجماع المنقول، وجملة منهم من حجية الشهرة، وجملة منهم من جبر الخبر ووهنه بعمل الاصحاب، بل اكثر من ذلك شملوا حتى فهمهم للدلالة، كاملاً في صفحة 95 بإمكانكم أن تراجعون هذا المعنى.

    استمر الحال هكذا في علم الاصول الى زمن الوحيد البهبهاني وما بعد ذلك، يعني ما كانت مشكلة موجودة لا بين الادلة الموجودة في علم الاصول ولا بين المسلمات الموجودة في علم الفقه يوجد هناك انسجام كامل بين الادلة الاصولية وبين المسلمات الفقهية يعني أي مكان ما كان عندنا دليل من القرآن أو الرواية بماذا نصححها؟ فتوى المتقدمين بالاجماع وليس بالضرورة انه اجماع محصل يكفي الاجماع المنقول من قبلنا اذا ما حصلنا من الاجماع تكفي شهرة والشهرة قائمة على هذه وهذا الانسجام كان قائم بين هذه الاطر وهذه المسلمات وهذه الاسس وهذه الخطط الحمراء وبين الادلة الموجودة في علم الاصول الى أن انتهينا الى عصر الوحيد، ثم ما بعد الوحيد الى عصر شيخ الانصاري، وما بعد الشيخ الانصاري، وشيئاً فشيئاً بدأت هذه القواعد الاصولية يقع فيه النقاش بل الهدم والاسقاط فبقي عندنا الاجماع المنقول حجة أو ليس بحجة؟ ليس بحجة، الشهرة حجة أو ليست بحجة؟ ليست بحجة، السيد الخوئي صرح وقال العمل جابر بالحجة أو ليس جابراً؟ ليس جابراً، الاعراض كاسراً أو ليس بكاسر؟ ليس بكاسر، وهكذا وجدنا أن كل الاسس التي كانت تشكل دليلاً لهذا المسلمات في هذه 200-300 سنة الاخيرة سقطت عن الاعتبار رجعنا الى المربع الأول في القرن الثالث، وهو توجد عندنا مجموعة من المسلمات ولكن يوجد عليها دليل أو لا يوجد عليها دليل؟ كيف نلتزم به؟ الا أن ندعي اننا من المقلدين كما الان السلفية الان هكذا يقولون، ومن هنا انتم في هذه القرنين الثلاثة الاخيرة وفي الأون الاخيرين تجدون أن جملة من اعلام الامامية بالاصول لا يقبلوا الاجماع ولكن عندما يأتي بالفقه يتجاوز الاجماع أو لا يتجاوز الاجماع بحسب الفتوى؟ لا يتجاوز.

    فهناك تناقض بدأ يحصل بين المباني الاصولية وبين الاستدلالات الفقهية ولهذا بعضٌ أحصى على السيد الخوئي مئات الموارد التي مبناه الاصولي شيء ولكن لم يعمل به في الفقه لماذا؟ لانه اذا يريد أن يطبق أو يريد أن يعمل بمقتضى عدم حجية الاجماع ولازمه أن يأتي بفقه جديد وحيث انه لا يمكن الاتيان بفقه جديد اذن في الفقه نلتزم ولكنه خلص لماذا؟ بيني وبين الله السلف الصالح بهذا الشكل لماذا الخروج عنهم كذا وكذا ولهذا انا ما اريد أأتي الأسماء تعرفون انا كنت احضر عند اساتذة كبار في هذه قم بيني وبين الله بحسب مر الصناعة كان يصل الى انه يجوز ما فيه مشكلة يعني بحسب الادلة جائز ولكنه يأتي في اليوم اللاحق ويقول وأمّا بحسب الفتوى فالاحتياط الاحتياط الاحتياط لماذا؟ لانه رأوا المحقق القمي في النوم في الرؤيا قال بأنه احتاطوا واحتاطوا والا على الصراط يقفون أمامكم فالحجة رؤية المحقق القمي في النوم ولهذا انتم تجدون الان جملة من الاحتياطات الموجودة في الرسالة العملية لا لعدم وضوح الدليل لا الدليل واضح أمامك أنت تسأل الفقيه يقول والله بمقتضى الادلة بهذا الشكل لماذا تحتاط؟ يقول والله مخالفة الاجماع مشكلة مخالفة مشهور الامامية مشكلة.

    ولذا انا جملة من الاعلام الذين التقيت بهم بعد برنامجنا المطارحات وذكرت بعض القضايا كن على ثقة ممن اثق بدينهم وتقواهم وعلمهم وحرصهم كانت عندهم وصية واحدة لي وهو انه لماذا تشير الى مسائل خلاف مشهور الامامية هذا كل الاشكال الذي كان عندهم لماذا انت تبين امور الامامية يوافقون عليها أو لا يوافقون عليها؟ هذا خلاف المشهور الامامية وخلاف الاجماع الامامية ولهذا هذا الكلام ليس انا اقولها وبس انا انقلها عن السيد الشهيد يقول ولكن المتأخرين هذا كلام السيد الحائري تقريراً لابحاث سيدنا الشهيد ولكن المتأخرين من الاصحاب شرعوا بالتدريج في هدم هذه المباني التي كانت تشكل غطائاً لأي شيء؟ لهذه المسلمات فكان هدم بعض تلك المباني من قبل الشيخ الاعظم والوحيد البهبهاني سلماً لوصول المتأخرين عنهم الى آخر ما يقتضيه هذا المسلك من هدم تمام تلك المباني كما وقع في عصر السيد الخوئي قدس الله نفسه اذ كلها كانت هواءً في شبك فصارت تلك المسلمات أيضاً بقية لها غطاء علمي أو ليست لها غطاء علمي؟ يوجد دليل عليها عندنا أو لا يوجد؟ لا يوجد، وكانت تفطن الى بطلان بعضها مستدعياً للتفطن بالتدريج الى بطلان ما يشابه ذلك وكأن السيد الاستاد (السيد الخوئي لانه هذا كلام السيد الشهيد) من اوائل من بنى على عدم انجبار الخبر ووهنه بالعمل والاعراض ماذا فعلوا؟ وقد كانوا في اوائل ايام الشروع في ابطال هذه المباني يبطلون هذه المباني في الاصول ويتمسكون بها في الفروع لانه لا يوجد عندهم طريق، لماذا؟ والا يلزم تأسيس ماذا؟

    وحيث أن هذه مسلمة لابد لا يجوز تأسيس فقه جديد اذن نقول بيني وبين الله مخالفة المشهور مشكلة خلاف الاحتياط بأي دليل ما مضى فقيه مسلك ليس مشكلة ثم قال ولهذا كان يشكل عليهم بأن الاجماع المنقول اصبح في الاصول غير حجة وفي الفقه حجة يقول هذا الاشكال كان وارد انت تجد الشيخ الانصاري في اصولها هو ابطلها ولكن من تأتي الى مكاسبه يقبل ذلك البطلان أو يعمل على الحجية؟ يعمل على الحجية، لماذا هذا التناقض؟ وهذا التناقض ما هو منشأه أو هذا التهافت أو عدم الانسجام لماذا ما هو منشأه؟ منشأه تلك المسلمات، خوفهم أن يلزم تأسيس فقه جديد وترى الشيخ الاعظم يجعل لمثل ذلك اثراً مهماً في الفقه والافتاء مع ابطاله أياه في الاصول وواقع المطلب أن الدافع لهم في الحقيقة للافتاء بعدة من الفتاوى والاحكام هو تلك الحالة النفسية يعني عدم الخروج عن المسلمات فقهاءنا المتقدمين يعني أن لا يلزم تأسيس فقه على خلاف تلك القواعد، ولكن التزامهم بالفن كان مانعاً لظهور ذلك لهم بوضوح ما كان يقولون هذا وموجباً للاستنكاف من دعوى فتوى مع الاعتراف بعدم اقتضاء الادلة والقواعد لها فكان اثر هذه الحالة النفسية يبرز لهم في صورة الدليل ودعوى حجية الشهرة والاجماع بينما الدليل الحقيقي لهم على تلك الفتاوى انما هو تلك الحالة النفسية دون هذه الادلة ما كان يعتمدون على الاجماع وشهرة لا وانما عدم الخروج عن الاطر التي اسسها علمائنا هذا اقولها حتى بسرعة تفهمون القصد هذه نفس المشكلة لم يقولها وقعت أين؟ في العقائد وخصوصاً في مسائل الامامة وهو أن السلف الصالح بنا مجموعة من القواعد وانت تأتي الى الادلة القرآنية وتأتي الى الروايات تأتي الى الادلة العقلية تساعد أو لا تساعد؟ لا تساعد، تستطيع الخروج عليها أو لا تستطيع؟ بمجرد تخرج يقول خرج عن المذهب مع أن الذي جعلها اصلاً في المذهب ليس الادلة وانما فهم المتقدمين من علمائنا وصارت اصول ثابتة أين؟ والخروج عليها خروجٌ عن المذهب.

    ومن هنا تجد مائت سنة ومائتين ثلاثة وثلاثمائة سنة هي ننحت ادلة لها بعض الاحيان مفيدة وبعض الاحيان غير مفيدة، بعض الاحيان قابلة للمناقشة وبس تقول له يقول هذا من مسلمات المذهب يعني من الناحية الكلامية هو يبحث بحثاً ويصل الى نتائج ولكنه يستطيع أن يقول لا التزم بفلان قضية قالها المفيد أو لا يستطيع؟ لا يستطع، لانه صارت من اصول المذهب، السيد الشهيد لم يطبقها على ابحاث علم الكلام وانما اقتصر على الابحاث الفقهية يقول بينما الدليل الحقيقي لهم على تلك الفتاوى انما هو تلك الحالة النفسية دون هذه الادلة ولهذا تراهم ينكرون تلك الادلة في الاصول ويعملون بها في الفقه لوجود نفس الدافع السابق والدليل الحقيقي الكامل في النفس فكأن واقع الدليل لم يبطل ولازال باقياً في النفس وان بطلت الادلة الصورية التي كانت في الحقيقة هذه الجملة أحفظوا هذه عبارات السيد الشهيد التي ينقلها السيد الحائري، هذه نص عباراته التي انا نقلتها من الشريط وجوده هنا يقول وان بطلت الادلة الصورية التي كانت في الحقيقة وليده لواقع الدليل ولتلك الحالة النفسية ادلة بعد الوقوع لا الادلة التي اوصلتهم الى تلك النتائج والى هذه الخطوط الحمراء واضح تطور علم الاصول عندنا؟

    الى هنا انتهينا الى عصر الشيخ وما بعد الشيخ وجدوا بينه وبين الله هذه الحالة حالة صحية أو حالة مرضية؟ انه في الاصول تبطق القواعد أما في الفقه تعمل بتلك النتائج القواعد الباطلة بماذا يصير؟ هذا بعد عندنا يكون فقه محكم متقن قائم على اسس أو فقه متهاوي؟ من هنا استحدثوا لنا اصلاً آخر لتغطية تلك المسلمات الاجماع سقطت، الشهرة سقطت، باقي القواعد سقطت، اذن ماذا نفعل؟ بدأنا نسمع همساً هنا وهناك حجية السيرة والا انت لو ترجع الى ما قبل الشيخ الانصاري لا في كلمات الاصوليين ولا الفقهاء اكو استدلال بالسيرة الى أن وصلنا الى عهد ميرزا النائيني فلذا السيرة تأخذ واقعاً واسعاً اصلاً أينما سقطت الادلة بأيدينا لاثبات حجية الشيء تمسكنا بماذا؟

    الان الظواهر حجيتها السيرة، خبر الواحد حجيتها السيرة، الاستصحاب حجيتها السيرة، اذهب يمينا أينما سقط الدليل من الكتاب والسنة تمسكنا بماذا؟ إمّا بالسيرة العقلائية وإمّا بالسيرة المتشرعة فبدأت ابحاث السيرة تبدأ بحثاً جديداً وواسعاً حتى عنون لها عنوان خاصٌ في كلمات اعلامنا المتأخرين ومنهم سيدنا الشهيد قدس الله نفسه عندنا عنوان بحث مستقل الان انت لو ترجع الى الكتب السابقين هذه الحالة ما تجدها أمامكم حجية السيرة اصلاً نحن ليس عندنا هذا البحث في كلمات السابقين هو من يقول أن السيرة حجة لان انت تريد أن تستدل بالسيرة لاثبات حجية خبر الواحد الان اهم دليل لاثبات حجية الخبر الواحد ما هو؟ الكتاب؟ ابداً، السنة؟ ابداً، السيرة العلائية، اهم دليل على حجية الظواهر ماذا؟ الكتاب؟ ابداً، السنة؟ ابداً وانما السيرة، اهم دليل على جواز التقليد ماذا؟ السيرة.

    سؤال: هو من قال أن السيرة حجة؟ السيرة ليست من قبيل العلم والقطع حتى تكون حجيتها ذاتية اذن من الدليل على حجية نفس السيرة ولهذا السيد الشهيد في المجلد الرابع في الدورة الثانية من اصول بحث تقريرات السيد الهاشمي المجلد الرابع صفحة 233 يقول حجية السيرة اساساً من قال أن السيرة حجة حتى نستند الى السيرة لاثبات حجية الخبر الواحج، حجية الاستصحاب والى غير ذلك حتى ادى بالبعض أن يدعي أن حجية السيرة ذاتية لماذا لانه وجدوا يوجد دليل على حجية السيرة أو لا يوجد؟ لا يوجد فجعلوها قالوا السيرة تفيد الاطمئنان والاطمئنان ليست تحتاج الى دليلٍ بل حجية الاطمئنان على حد حجية القطع واليقين انتم تلتفتون هذه ضيق الخناق أين يوصل الاصولي؟

    ولهذا بشكل واضح وصريح يقول ولاجل هذه التطورات بدأت تلك الحالة النفسية تظهر في مظهرٍ آخر يعني وجدوا لها غطائاً آخر وهو حجية السيرة ولذا ترى الاستدلال بالسيرة في السنة المتأخرين عن الشيخ الاعظم كثيرا وفي لسان الشيخ الاعظم قليلا فضلاً عما الشيخ الاعظم لماذا؟ لان هذه القواعد بعد يكون محفوظة ومع حفظ هذه القواعد نحن ما كنا نحتاج الى سيرة فعندما ضعفت تلك القواعد استبدلناها بقواعد أخرى هذا معنى ما قلناه من أن الحاجة في بحث السيرة اشتدت بعد أن بطلت عدة مدارك للفقه من قبيل الشهرة والجبر والوهن بالعمل والاعراض والاجماع المنقول.

    أما نحن نبحث هنا بحث السيرة ولهذا السيد الحائري عندما يأتي الى مميزات فكر السيد الشهيد في المجلد الأول من القسم الثاني في صفحة 52 هذه عبارته يقول ما جاء به من البحث الرائع لسيرة العقلائي والسيرة المتشرعة فقد تكرر لدى اصحابنا المتأخرين التمسك بالسيرة لاثبات حكم ما ولكن لم يسبق احدٌ استاذنا فيما اعلم في بحثه للسيرة وابراز اسس كشفها والقوانين التي تتحكم فيها والنكات التي ينبلي الاستدلال بها على أساس باسلوب بديع ومنهج رفيع وبيان متين واقعاً عنوان مستحدث في كلمات السيد الشهيد هذه من العناوين الخاصة بالسيد الشهيد لا توجد في السابق كيف انه باب التزاحم من الابحاث التي استحدثنا الميرزا النائيني والا في كلمات صاحب الكفاية كانت يوجد عندنا التعارض ما عندنا التزاحم، التزاحم من استحداثات الميرزا النائيني بحث السيرة أيضاً من استحداثات السيد الشهيد بهذا الشكل الذي وصلنا لماذا ما هي فلسفة ذلك ما هو دليل ذلك؟

    الدليل حفظ تلك المسلمات لابد أن لا نتنازل عن تلك المسلمات وبكرى افترض جنابكم انشاء الله تعالى غداً تبحثون تكتبون رسالة ماجيستر ودكتورا وتبطلون حجية السيرة انتم تتصورون اذا ابطلنا حجية خبر السيرة يعني نبطل العمل بتلك المسمات؟ لا نستحدث قواعد جديد لنغطي لتلك المسلمات بدل ما أن نرجع ونقول من قال أن تلك المسلمات هي حجة ولكن لانه حفظ المقدس ووقعاً هذا المقدس يكون في علمك اشما يكون اقدم الرهبة والهيبة له اقدس اطمئنوا وكونوا على ثقة يعني الان في زمانن يوجد فيلسوف يوجد عالم، يوجد فقيه، يوجد متكلم يوجد كذا السيد الطباطبائي في عصره بيني وبين الله يعني ما اريد اذكر حالاته وما اريد أن اذكر بعد موته كم نفر كان تحت جنازته ولكن الان بعد مرور 30-40 سنة من ذهابها الان السيد الطباطبائي بيني وبين الله عنوان أو ليس بعنوان؟ بلي مما يفتخر فيه وفي زمانه المسكين لا يحصل بيت ايجار ليؤجره هذا من تلامذته انقل بمجرد أن يعرفون هذا يدرس فلسفة فيخافون البيت يتنجس بتعبير العراقيين (الذي يدرس الفلسفة فگر يخاف يتفگر) يعني يورث الفقر الفلسفة الآن ما يقولون نحن ما ننطي للفلاسفة فلوس يقولون لا الفلسفة تورث الفقر ما يقولون نحن الحقوق الشرعية لا يوجد اعطائها للفلاسفة لانه صار فقيرا لا يقولون الفلسفة تورث الفقر، اذن هذه المسلمات بقيت ثابة وهذا المعنى بإمكانكم بشكل اوضح واصرح انا اشرت اليها مفصلاً اقول حتى في صفحة 56 حتى انتهى الامر الى العصر الثالث وجاء الدور الى الشيخ الانصاري ومن تبعه من المحققين الى أن اقول ومن هنا نجد أن المحققين المتأخرين عن الشيخ الانصاري بدؤوا محاولة جديدة لتأسيس قواعد اصولوية تعوض مما هدموه من الاجماع وغيره لانه لا يمكن الالتزام بتلك المسلمات من دون وجود دليل عليها ومن هنا خطر على بال المحققين المتأخرين أن السيرة العقلائية يمكن أن تكون تعويضاً مناسباً لما هدموه من الادلة عما هدم الى الصناعة العلمية ولذلك نرى أن السيرة كان لها دورٌ كبير وواسع في كتب المتأخرين واصبحت السيرة هي الدليل على إثبات كثيرٍ من تلك المسلمات وهذا ما يفسر لنا رواج السيرة العقلائية في كتب المتأخرين بخلافه في كلمات السابقين حيث لم تلقى هذا الرواج وهذا يرجع الى معالجة تلك الحالة أي حالة؟ وهو انه كيف نحفظ هذه المسلمات ولا نخرج عنها.

    انا هنا عندي نقد وانشاء غداً اقف عنده، عندي كلام مع السيد الشهيد قلت يا ليت السيد الشهيد هنا في الصفحة 58 عين لنا مجموعة من هذه المسلمات ما هي احد يستطيع أن يعد لي واحد من هذه المسلمات؟ كن على ثقة ابداً لا يوجد أي ضابطة وفد ضابطة ضبابية اصلا ليس واضحة كلما احتاج اليه الفقيه قال من المسلمات والا ماذا الضابط أن هذه من المسلمات وان هذه ليس من المسلمات؟ اليوم اذهبوا ومراراً ذكرنا لكم اذهبوا الى العلماء والى المراجع والى المحققين قولوا ما هي ضابطة الضروري والمسلّم في مدرسة اهل البيت لا توجد ضوابط، كل فقيه وكل متكلم وكل عالمٍ بحسب ما يعتقد يقول هذه من المسلمات وذاك هم يقول هذه ليست من المسلمات والامة والناس في حيرة من امرهم ما هي المسلمات وما هي ليست من المسلمات، ولذا عبارتي عن السيد الشهيد هذه ولما يذكر لنا الأستاذ الشهيد بعض تلك المسلمات والمرتكزات الفقهية التي ورثها المتأخرون عن المتقدمين قولوا لنا ما هي حتى لا نخرج عليها هذه خطوط حمراء الان انتم تعرفون في أي بلد القانون الدستوري يعد خطوط حمراء وهي المسلمات التي يجوز الخروج عليها أو لا يجوز؟ كل شيء لابد أن يرجع الى القوانين والمواد الدستورية، قانون اساسي لماذا يسمونه اساسي؟ باعتبار هي المرجع في كل شيء واضح هذا 100 مادة 150 مادة 200 مادة ليست مهم ولكنه واضحة ولكن مع الاسف الشديد لا في مدرسة اهل البيت ولا في أي مدرسة علمية أخرى من السنة وغير السنة هذه المسلمات واضحة أو غير واضحة؟ لا، غير واضحة كلٌ على مبانيه تارةٌ يقول هذه من المسلمات واخرى يقول ليست من المسلمات وعلى اساسها هم يرتب الاحكام الفقهية بل على اساسها هذا يخرج عن المذهب وذاك لا يخرجه والان انا في عقيدتي واحدة من اهم المسلمات ما هي انشاء الله في البحث اللاحق.

    والحمد لله رب العالمين.

    7 ربيع الأول 1436

    • تاريخ النشر : 2014/12/29
    • مرات التنزيل : 2273

  • جديد المرئيات