أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم صلى الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم
من البيانات التي تقدمت في الابحاث السابقة انتهينا الى اصل مهم، لا اقل على مستوى علم الاصول، وهو أنّ كثيراً من مباحث وقواعد علم الاصول سواءٌ في العصر القديم أو في عصر الحاضر، إنّما هي أدلة ما بعد الوقوع، بمعنى أنّه ليس مرّ الدليل ونفس الأدلة أوصلتنا الى هذه القواعد، يعني نحن دخلنا الى الايات والروايات والابحاث العقلية فانتهينا الى حجية خبر الواحد، انتهينا الى حجية الظواهر، انتهينا الى حجية الاجماع، لا ليس الامر كذلك، وانما كانت هناك مجموعة من المسلمات لابد أن نوجد لها دليلاً، فمرة نوجد لها دليلاً على مستوى الاجماع والشهرة، ومرة نجد لها دليلاً على مستوى السيرة العقلائية والسيرة المتشرعية، وهذا يكشف لنا أن جملة من ابحاث علم الاصول تصنّعية وصناعية، صنعت لا ان الدليل اوصل اليها، من باب التنظير هذا الذي نحن نجده أيضاً في كلمات علماء اهل السنة، علماء اهل السنة لا يوجد عندهم شيءٌ اسمه ادلة واضحة على عدالة الصحابة جميعاً، ولكن لانهم كانوا يريدون أن يوجدوا ادلة فصاروا بصدد الايات والروايات والادلة الاخرى لإثبات عدالة الصحابة، وهكذا بالنسبة الى مشروعية الخلافة السياسية بعد رسول الله، أيضاً صنعوا ونحتوا لها ادلة بعد ذلك.
اذن على هذا الاساس هذه القواعد الموجودة في علم الاصول بيني وبين الله ليست مقدسة، قابلة للنقاش، لا نجعل هذه القواعد في علم الاصول مقدسات واصنامٌ تعبد من دون الله، لا، بل قواعد صنعها مجموعة من الاعلام بإمكانك أن تناشق، ناقشها واصنع مجموعة أخرى من الادلة والقواعد، لانه الان مع الاسف الشديد نحن نجد في جملة من الاحيان عندما نناقش بعض القواعد الاصولية أو الفقهية فكأنه بدأنا نناقش المقدسات، انه هذه من الامور التي لا ينبغي المساس بها، لا، ليس الامر كذلك، بدليل أن الاجماع وحجية الاجماع لقرون كان من المقدسات، وبعد ذلك الان في زماننا الاجماع لا اقل من الناحية النظرية، وان كان من الناحية النفسية والعملية كثير لا يستطيع تجاوز ذلك، ولكن نوقشت هذه وانتهت القضية، مسألة عمل الاصحاب جابرٌ واعراض الاصحاب كاسرٌ واقعاً كانت من المقدسات، الى أن جاء السيد الخوئي قدس الله نفسه وضرب بها عرض الجدار، لا اريد أن اقول انتهت القاعدة في الفكر الشيعي لا، لم يجعلها مقدساً وردها.
طبعاً الان انا عندما اتكلم على نحو الفقه والاصول افتحوه على باب القواعد الفلسفية على باب القواعد الكلامية على باب القواعد التفسيرية على باب القواعد العرفانية كلها هذه من صنع بشرٍ يصيبون ويخطئون ليسوا معصومين، اذن لماذا نعطي لها هذه القدسيات وكأنها آيات اُنزلت من سماء الوحي، ليس الأمر كذلك، انا انما وقفت واقعاً يومين أو ثلاث عند هذا الاصل لأبين انه افتحوا افاق اذهانكم، حاولوا قدر ما تستطيعوا تفكروا تدققوا تقبلوا ترفضوا ولا تخافون من التاريخ، الف سنة علماء الامامية اساطين الامامية، دعها تكون ألفي سنة ثم ماذا؟ والا لو كان كل عالمٍ يخشى أن يخالف الاساطين اذن لتوقف العلم مع انه بحمد الله تعالى لا اقل على المستوى النظري نحن نعتقد بأن باب الاجتهاد مفتوحٌ في حوزاتنا العلمية، لماذا يغلق هذا الباب؟ لصالح من؟ كونوا على ثقة اكبر كارثة على حوزاتنا العلمية أن نغلق باب الاجتهاد، واللطيف والعجيب أن يُغلق باب الاجتهاد باسم الاجتهاد أيضاً، يعني الان يدّعون الاجتهاد ولكن في الواقع بحسب الحمل الشائع مجتهدين أو مقلدين؟ من المقلدين، ولكن بعنوان أنّهم مجتهدون وبعنوان أنّهم محققون وبعنوان أنّهم اساطين العلم وليس كذلك.
اذن هذا السير التاريخي الذي اشرنا اليه خير دليل على انه ينبغي أن لا نقف عند حدّ لان العلم لا يعرف الحق، انا كثيراً اعجب من هذه الجمل أو من هذه العبارات بل واقعاً تاخذني السخرية من مثل هذه العبارات وقد حققنا المطلب بما لا مزيد عليه، وكأنه هو خاتم الانبياء والمرسلين، حقق المطلب بما لا مزيد له، اصلا العلم توقف عنده وانتهى، هو الخاتم أو خاتمة الفقهاء والمجتهدين بيني وبين الله هذه اهانة لكل من يأتي بعده، هؤلاء بقالين الذين جاؤوا بعد، إذا كانت هذه هي الخاتمة اذا صار شيخ فلان وسيد فلان خاتمة اذن هؤلاء الذين جاؤوا بعده من هم؟ ما هو عملهم؟
اذن لا اقل على مستوى هذا الدرس نحن نقولها صريحة وواضحة لا يوجد عندنا في كلمات علماء الامامية أو علماء المسلمين شيءٌ اسمه مقدس ابداً، كله قابلٌ للأخذ والرد لماذا؟ لأنها آراء ونظريات وافكار صدرت من اُناس يصيبون ويخطئون، ولا يوجد شيءٌ هذا الذي سماه السيد الشهيد قدس الله نفسه كما قرأنا عنه في كل تقريرات بحثه أنّه هناك مسلمات لا يجوز الخروج عليها، أن هناك جملة من المسلمات والاطر الفقهية التي تُلقيت بقبول الفقهاء الاوائل، لا توجد مسلمات ولا ضروريات ولا اطر، لا في الفقه ولا في الاصول ولا في التفسير ولا في الكلام ولا في الفلسفة ولا في العرفان ولا في أي دائرة معرفية أخرى، ابداً لا يوجد، ولهذا انتم تجدون الان على مستوى الفلسفة أيضاً كذلك، الان بإمكانكم أن تراجعوا كتابنا نظرية اصالة الوجود محاولة لعرض رؤية جديدة في مجلدين، نحن لم نقبل نظرية اصالة الوجود بالمعنى الموجود في حوزة النجف، حوزة قم وحوزة مشهد وجملة من اعلامنا المعاصرين وقبلهم، هذا التفسير لم نقبله لاصالة الوجود، وانما اعطينا معنى آخر لاصالة الوجود واختلفنا مع منظومة ملاصدرا في حدود اربعين الى خمسين في المائة، ثم ماذا؟ انا لا ادعي يقيناً ما اقوله حق وذاك باطل، لا تلك نظرية وهذه أيضاً نظرية، الان العلم إمّا يكون بهذا الاتجاه أو يكون بذاك الاتجاه اذن انما طرحت ووقفت عند هذا البحث لاصل الى هذه النتيجة.
نرجع الى البحث، هل السيد الشهيد قدس الله نفسه عيّن لنا بعض هذه المسلمات أو لم يعين؟ قلنا مع الاسف الشديد لم يشيروا لنا الى هذه المسلّمات والى هذه الاطر وهذه الخطوط الحمراء التي تُلقيت بالقبول ما هي؟ لم يشيروا، هذا المقدمة انا كتبتها قبل عشرين عام أو ثمانية عشر عاماً هذه المقدمة الان لتجدون بأنه تاريخها أمامكم 21/شوال/1420 من الهجرة يعني الى اليوم حدود 16 سنة انا هذه المقدمة كتبتها، وطبعاً عندي البحث قبل هذا بكثير ولكنه اشير الى هذه المقدمة أمامكم، هناك اشرت في صفحة 58 قلت: ولم يذكر لنا الأستاذ الشهيد بعض تلك المسلّمات والمرتكزات الفقهية التي ورثها المتأخرون عن المتقدمين، ما هي تلك المسلمات حتى لا اقل لا نخرج عنها، لم يرد ولكنه انا احتملت وفي اعتقادي هذه من اهم تلك المسلمات، ولكن لعل واحدة من اهم تلك المسلمات هو تجريد النصوص الواردة عن الرسول الاعظم وائمة اهل البيت عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والعلاقات التي تحكم الناس في ذلك الزمان، وفهمها بمعزل عن تلك الشروط التي صدر النص فيها، ولعل هذا التجريد للنص وعزل النص عن العوامل التي قد تكون دخيلة في فهمه يمكن أن يُعدّ من أهمّ المسلّمات والاطر الفقهية التي لم يقع فيها كلام عند احد من علماءنا المتقدمين والمتأخرين، بل كان هناك اتفاق قطعي من جميع فقهاء الطائفة على اختلاف مشاربهم ومبانيهم الاصولية والفقهية على أنّ الاصل في هذه النصوص عدم مدخلية الزمان والمكان التي صدر النص فيها.
واقرأ لكم هذا الكلام باعتبار مع الاسف الشديد بعض العوام الان بدؤوا على المواقع يقولون أن السيد الحيدري من بدأ يطالع كلمات الحداثويين فبدأ ذهب الى هذه النظرية لابد أن نظرتوا بأنه في بعض المواقع أن السيد بدأ يتأثر بكلمات شحرور وبكلمات الجابري وبكلمات فلان، الحمد لله نحن الان ذكرنااسماء هؤلاء والان هذا المطلب ذكرناه قبل 16 سنة بل دروس بحث الخارج لدينا قبل 25 سنة 30 سنة في الاصول والأشرطة موجودة بامكانكم أن تراجعوها، ومن قال لكم انه انا ما اقوله عن افكار الحداثويين كلها مقبولة عندي انشاء الله تعالى انا الله يعلم هذه الدروس انا اخشى انه اخرج عن الاطار العلمي لها، والا لوقفت عند افكار الحداثويين والغربيين والفكر الغربي، وما جاء منه الى مجتمعاتنا وما يصح منها وما يبطل منها، من قال لكم ان كلّ ما جاءنا من افكار الغرب والحداثويين فهي افكار صحيحة، فقط اذكر لكم إشكالاً واحداً هذا احفظوه حتى لاولئك الذين موجودين في الحوزة أو خارج الحوزة في الجامعة.
واحدة من اهم النظريات التي وجدت في القرون الثلاثة أو الاربعة الاخيرة يعني من عصر التنوير والنهضة والحداثة وما بعد الحداثة، هذه العصور الاربعة الموجودة في العصر الغربي والتي بدأت من القرن السادس عشر أو سابع عشر الى يومنا هذا، التي هي تنوير ونهضة وحداثة وما بعد الحداثة، هي انهم جاؤوا الى الفكر الديني الاسلامي وقرؤوه قراءة ضمن الاطر التاريخية، قالوا لا يمكن أن يأتي الاسلام وافكار الاسلامي ونظريات اسلامية وغير متأثرة بالواقع التاريخي والاجتماعي والاقتصادي والفكري الى غير ذلك؛ لان الفكر وليد الواقع الذي يعيش فيه، لا يمكن لفكر أنّ يسموا على الواقع الذي يعيش فيه، يعني لا يوجد فيه مطلقات، وانما يكون هو مرتبط بواقعه، هذه اهم نظرية جاءتنا من الغرب وتأثّر بها كثيرٌ من الحداثويين عندنا في العالم الاسلامي وفي ايران أيضاً، انتم تعرفون الأسماء.
سؤال: هذه النظرية صحيحة أو غير صحيحة؟ بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها، سؤال: هذا السؤال نعكسه على الغربيين هذه نظرياتكم التي جئتم بها وليدة واقعكم أو خارجة عن التاريخ؟ ماذا تقولون؟ فلاسفة الغرب، مستشرقي الغرب عندما جاؤوا بهذه النظريات خرجوا من واقعهم أو خارج واقعهم؟ يعني هم فوق الزمان أو ضمن التاريخ، اذن كثيرٌ من نظرياتكم هي وليدة واقعكم، لماذا لابد أن تنطبق علينا؟ وهم إشكالهم هذا يقولون: إن الاسلام جاء نتيجة الظروف التي كان يعيشها المجتمعات العربية وليس بالضرورة تكون صالحة لمجتمعاتنا الغربية والاوروبية، ماذا تكون صالح هذه كانت صالحة لكم وليست صالحة لنا، ولهذا فلاسفتهم يصرحون بأنه نحن يصلح لنا المسيحية وانتم يصلح لكم، يعني الغرب تصلح له المسيحية والشرق يصلح له الاسلام، جيد جداً اذا كان الامر كذلك، هذه افكاركم تصلح لكم أيضاً، لماذا تريد أن تفرضوها علينا، من قال لكم بأنه انا ليس لدي نقود اساسية على الفكر الغربي ولكن هذا ليس بحثه هنا، انا فقط اشير الى بعض النظريات، الآن التي يمكن مناقشتها نناقشها والتي لا يمكن مناقشتها أيضاً انشاء الله في محلٍ آخر.
اقول والشاهد على هذه المقولة يعني أن علماء الامامية بل علماء المسلمين (لا يتبادر الى ذهنكم هذه الاطر الفقهية والمسلمّات والضرورات فقط في الفكر الشيعي، لا، لعله هذه وجدت في الفكر السني قبل أن توجد في الفكر الشيعي، بأي دليل؟ بدليل أنّ المذاهب الاربعة اغلق بابها، قالوا لا يمكن لأحد أن يوجد مذهباً وراء المذاهب الاربعة، لماذا لا يمكن؟ ويكون في علمكم الطبري إن لم يكن اعلم فقهياً من جملة من أعلام ومؤسسي هذه المذاهب فهو لم يكن اقل من المرتبة فهو لم يكن اقل منهم ولم يسمح له أن يوجد مذهباً فقهياً، الغزالي مسلما اعلم من كثير هؤلاء الزعماء المذاهب ولكنه لم يستطع أن يؤسس لماذا؟ لانه كانت مسلمات لانه يجوز الخروج عن المذاهب الاربعة أو لا يجوز الخروج؟ يعني اطر موجودة ما اتفقت عليه علماء المذاهب الاربعة خطٌ احمر، مثل ما الان السيد الشهيد يقول بأنه ما تُلقي بالقبول من فقهاءنا الاوائل خطٌ احمر، هذه في القرن الثاني والثالث أيضاً حصل بالنسبة الى المذاهب الاخرى.
الدليل على انني اقول أن فقهاء الامامية وعلماء الامامية بقوا يجردون النصوص من الزمان والمكان هذه، والشاهد على هذه المقولة أننا لا نجد فقيهاً حاول أن يفهم النصوص الواردة عن الرسول الاعظم والائمة الاطهار من خلال الاوضاع الاجتماعية والشرائط الاقتصادية، ولهذا لا يدخل أي فقيه في حسابه اثر الزمان، انهم نجدهم يوقعون المعارضة بين النص صدر في القرن الأول، مع نص صدر في القرن الثالث، مع أنه إذا أخذنا بعين الاعتبار الزمان والمكان فإن النص في القرن الأول قد يكون مناسب لزمانه وشروطه، والنص الصادر في القرن الثالث مناسبٌ لزمانه وشروطه، لماذا يقع التعارض بينهما، هذا خير شاهدٍ، انتم الان أي فقيه من فقهاء الامامية، أي اصولي من الاصوليين تجده لا ينظر الى زمان صدور الرواية، وانما يقول هذه الرواية معارضة مع تلك الرواية، كيف تكون هذه معارضة مع تلك؟ مع ان هذه متقدمة بمائتين سنة على تلك؟ كيف تكون المتأخرة معارضة لمتقدمة؟ يقول لاننا نجرد النصوص عن ماذا؟ وكأنها صدرت في زمانٍ واحد.
نفس هذا الكلام يجري في جملة من الايات القرآنية، نحن الان في جملة من الاحيان نوقع التعارض بين الايات، نقول هذه الاية معارضة لهذه الاية لا من قال لك يوجد تعارض؛ لان الايات القرآنية نزلت بحسب اسباب النزول وشأن النزول والظروف المحيطة بها، هذه لها شأن وتلك لها شأن آخر، أي تعارضٌ بينهما؟ الان لا ندخل في البحث القرآني والبحث القرآني واقعاً من الخطوط الحمراء، دعونا في البحث الروائي.
والواقع أن تجريد النصوص عن الزمان والمكان الذي صدرت فيه وعدم ادخال الخصائص التي تحكم عصر الصدور، وعزل النص عن العوامل التي قد تكون دخيلة فيه، والقول بالتعميم يُعدّ من أهمّ المسلّمات والمرتكزات الفقهية التي بقيت تحكم علم الاصول وعلم الفقه الى يومنا هذا، مع كل التغييرات والتطورات الاساسية التي مر بهذا هذان العلمان، والمراحل المتعددة والاشواط الطويلة التي قطعها حتى انتهى الى ما هو عليه في زماننا الحاضر، وبحوثنا مبنية على هذا الاصل، ولهذا نحن نختلف بشكل جوهري، نختلف بشكل جذري، عن طريقة الاستنباط الموجودة عند علماء الامامية، مذ القرن الثالث الى يومنا هذا تقول، سيدنا لم نجد آثار ذلك في الرسالة العملية، بيني وبين الله لا كلّ ما يُعلم يُقال انشاء الله اذا وفقنا أن نكتب رسالة عملية على مستوى هذه المباني ومستنبطة من هذه القواعد، سوف تجدون أصلا يتغير وجه الفقه عندنا، وهذا الذي هم يخشونه فيقولون يلزم تأسيس فقه جديد.
السؤال الاخير التي اريد أن اطرحه هنا هو أن السيد الشهيد بقي ضمن هذه الاطر أو تجاوزها؟ البعض يقول بأنه سيدنا الى الان لم نجد لك نقداً لمنظومة الافكار السيد الشهيد الصدر، هنا سأبين واحدة من أهمّ النقود والملاحظات التي يمكن إيرادها على المنظومة الفكرية للشهيد الصدر قدس الله نفسه أستاذنا السيد الشهيد الصدر، هو أنّه لم يستطع أن يتجاوز هذه الاطر، ابداً، بقي ملتزماً بها، مع كل ما اورده من ادلة وتجديدات وبتعبير السيد الحائري يُعدّ صاحب مدرسة رابعة ومدرسة جديدة كله صحيح، ولكنه بقي ضمن هذا الاطار أو حاول أن يكسر هذا الاطار؟ لا بقي ضمن هذه المسلمات والاطر التي اُسست من قبل الاعلام، نعم ماذا فعل؟ بقيت تلك الاسس والاطر والخطوط الحمراء، نعم في علم الاصول استحدث لها أدلة جديدة لم تكن عند السابقين، هذا الجديد عند السيد الشهيد، والا بقيت تلك القناعات والاُسس ثابتة على حالها، ولذا في صفحة 60 يقول: ولا اجازف اذا قلت إنّه مع الاعتقاد الكامل بالانجازات العلمية الضخمة التي أنجزها اُستاذنا الشهيد على مستوى علم الاصول، بنحو يمكن عدّ مدرسته الاصولية عصراً رابعاً من عصور العلم، لانه يقسم العصور الى ثلاثة اصولية، السيد الحائري يقول يمكن عد مدرسة السيد الصدر عصراً رابعاً الان ليس بصدد هذه، وان وفقت في تغيير جملة من الاركان الاساسية لعلم الاصول المتعارف ولكن مع ذلك بقيت محكومة بنفس الاطر والمسلمات الفقهية الموروثة عن علماءنا السابقين، ولم تستطع تجاوز أو تطوير تلك الاسس وهذا ما نجده واضحاً في ابحاثه الفقهية وما نجده واضحاً في ابحاثه الاصولية التي هي ادلة لتأسيس تلك الابحاث الفقهية، انا عندما كنت اريد اكتب الرسالة العملية راجعت بني وبين الله الفتاوى الفقهية يعني الفتاوى الواضحة للسيد الشهيد وذهبت الى العروة للمناشفة في الاعم الاغلب التي قالها السيد الشهيد مبنية على الاحتياطات، نعم لا يقول احتياط ولكنه هي منشأها فتوى احتياطية لان العقل الشيعي يعتبر هذه خطوط حمراء هو ما كتب عليها احوط انطاها فتوى ولكن هي مسألة فتوى احتياطية لماذا؟ لانه يبني على اصل أشار اليه في تقريرات بحثه يعني في تقريرات السيد الحائري وعجيب هذه الذي يبني عليه سقرأها لكم عن السيد الشهيد وانت ليست فقط تستغرب تقول ايمكن أن يفكر السيد الشهيد بهذه الطريقة نعم يقول ليس بالضرورة أن الانسان اذا حصلت له قناعة نفسية بشيء أن يعرف دليلاً لها وتلك القناعة النفسية حجة يكون عليها دليل تصدقون هذه الجملة؟
انه اذا لأي سبب حصلت القناعة النفسية بسبب الثقافة بسبب الحوزة بسبب التربية حصلت قناعة نفسية هذه القناعة النفسية ليس بالضرورة أن نعرف ما هو دليلها لا ابداً هذه القناعة النفسية نعم يقول هذه جاءتنا من المنطق الاروسطي أن كل قناعة نفسية يحتاج الى الدليل ولكن عندنا دليلٌ على صحة هذه القاعدة الاروسطية تقول لي سيدنا هذا الكلام أين يقولها؟ هذه في تقريرات السيد الحائري المجلد الثاني من القسم الثاني في صفحة 130 يقول أن هذا النزوع يعني الاتجاه نحو وجدان دليلٍ وفق ما تقتضيه تلك الحالة النفسية اذا حصلت حالة نفسية عند الانسان وهو انه علمائنا المتقدمين ما يقولون بلا دليل بأي دليل تقول يقول قناعة نفسية توجد وجدانية بهذا، لعله يقول البحث عن الدليل وحالات النفسية لعله والله العالم من نتائج المنطق الاورسطي القائل بان الشيء لابد أن يكون إمّا ضرورياً أو مكتسباً منتهياً الى الضروري الى أن يقول وليست فكما أن الحرارة توجد بوجود علتها سواءٌ فتشنا عن علتها ووجدناها أو لا ليس مهم المهم الحرارة ماذا؟ النار تورث الحرارة بأي دليل؟ ليس المهم الدليل نعرفه أو لا نعرفه كذلك الحال في العلم فلا موجب لهذا الاتجاه والبحث عن الدليل لا موجب لهذا تلك الحالة النفسية هي الحجة وهو عبر انه لا يمكن الخروج عن الخطوط الحمراء لعلماءنا المتقدمين حالة نفسية.
ولهذا يحاول السيد الحائري في الحاشية في نصف صفحة يقول بلي السيد الشهيد هذا قبلاً كان يقول وتنازل عنه لا اعلم من أين يقول هذا ولكنه يريد أن يوجه يقول الظاهر أن هذا البيان صدر من استاذنا بعد استكشافه لمنطق حساب احتمالات فاذا عرف انه كذا الى كذا يقول فليس من الصحيح القول بأنه لا حاجة الى التفتيش عن سبب العلم لانه أن حصلت علته حصل والا فلا كما لا يخفى كيف يمكن القبول مثل هذه الدعوى؟
وانا اتصور الان جملة من اعلام الامامية بلا ذكر الأسماء تجد انه هناك مجموعة من المسلمات يلتزمون بها فلو سألتهم ما هو الدليل؟ يقول هكذا ورثناه من اساطين المذهب انتهت المطلب تقول يوجد عندك دليل؟ ليس بالضرورة يوجد عنده دليل على ذلك ولكن هذه الحالة الوجدانية هذه الحالة العقدية هذه الحالة الثقافية هذه الحالة الفكرية واقعاً تشل فكره عن أن يخالفه ابداً هذا الذي جاءنا فلابد أن نحافظ على هذه المنظومة الفكرية والعقدية والسلوكية وسيرة الحوزة العلمية والمؤسسة الدينية هذه لابد أن كلها نحفظه ابداً لا يمكن تغييره ولو سالت من الدليل عليها اقصاه اذا كثير يريد أن يتقدم اليك خطوة يقول يقينا لابد انه برضى الحجة سلام الله عليه والا ما استمر هذا اليس هذه اللغة المتعارفة؟ تقول له بأنه هذه السيرة لانتخاب المراجع أو أن يكون مرجعاً مع وجود من هم اعلم منه يقول لابد أن يكون هناك ايادي غيبية وعنايات الهية لماذا؟ لانه يجد لها دليلاً أو لا يجد لها دليلاً؟ والا لو كان لها دليلٌ علمي ودليلٌ يمكن الاستناد اليه لذكر الدليل قال ودليل هذا السيرة أو هذا العمل أو طريقة انتخاب المرجعية أو طريقة توزيع الاعمال في الحوزات العلمية أو عشرات المسائل في الحوزات العلمية من الدليل عليها؟ يقول لا دليل ولكنه يقيناً كلها بعناية ممن؟ والحجة بيني وبين الله غائب ما يقدر أن يدافع عن نفسه رأساً اجعلها برأس الحجة والله كريم ما يقدر بأنه يكتب بالمواقع هذا الذي ينسبوه اليه انا ما معتقد بهذه ابداً.
اذن هذا هو الان هذه هي المنظومة التي يعيشها العقل الشيعي عموماً وليس العقل الشيعي بل العقل الاسلامي عموماً واحنه الان نتكلم في الواقع الشيعي والعقل الشيعي من هنا انشاء الله تعالى في الاسبوع القادم بإذن الله تعالى من يوم السبت سوف نأتي الى منظومة المعارف العقدية لتطبيق ماذا؟ لو لم نقل كذا لقلنا كذا للزم تأسيس فقه جديد لا نريد أن نقول لو قلنا كذا للزم تأسيس تشيع جديد والتالي باطلٌ فالمقدم مثله، الى هنا نحن هذا ما ورد في كلمات علماء الامامية كان يطبقونه على الفقه الاصغر انشاء الله ولو لمورد أو موردين يعني اريد أن اطبق ذلك على مسألة العصمة واذا هم صار وقت اطبقه على مسألة النص الخلافة السياسية لنرى بأنه ماذا كان يعني في القرون الثلاثة الاولى التي هي عصر حياة الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام ماذا كان ومن القرن الرابع والى يومنا هذا ماذا صار وان الذي هو الان بأيدينا هو الذي كان في القرون الثلاثة الاولى أو شيئاً آخر؟
الان واضح امامكم المذهب فيه اسس وفيه قواعد وخطوط حمراء وفيه اطر وفيه مسلمات الي نعبر عنها ضرورات المذهبية، خلونا من الفقه الان نتكلم على مستوى العقائد، خلونا من العقائد في مسألة العدل والنبوة والمعاد نتكلم في مسألة الامامة وفي مسألة الامامة خلونا من كثير من مسائلها نتكلم في مسألتين منها وهي مسألة العصمة ومسألة الخلافة السياسية بعد رسول الله طبعاً بنحو الاجمال والا بحثه انشاء الله تعالى كما وعدنا الاعزة اذا توقفنا في درس خاص هذا ندرسه هناك لنرى ماذا كان وماذا صار في زمان الطوسي والمفيد والمرتضى الى زماننا هذا.
والحمد لله رب العالمين.
8 ربيع الأول 1436