نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (30)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    انتهينا في بحث الأمس الى مسألة أو بيّنا مسألة مهمة جداً في مباحث علوم القرآن ومباحث فهم القرآن وهي أن لكل سورة شخصية وهوية وموضوع مستقل تمتاز بها عن باقي السور وهذه نقطة اساسية ونقطة انطلاق مهمة لفهم القرآن الكريم بعد ذلك قلنا لابد من الانتقال الى بحثٍ آخر وهو من الابحاث الاساسية أيضاً وهو اننا نعلم جميعاً أن القرآن لم ينزل دفعة واحدة وانما نزل منجماً في حدود عقدين من الزمان هذه قضية واضحة لا تحتاج الى دليل باعتبار أن القرآن أشار الى هذه الحقيقة والتاريخ أيضاً يشير الى هذه الحقيقة وروايات شأن نزول أيضاً تشير الى هذه الحقيقة.

    اذن بما لا مجال للشك فيه أن القرآن لم ينزل دفعة واحدة هذه قضية مسلّمة تاريخياً وقرآنياً وروائياً ونحو ذلك هذا اولاً والمسألة الثانية أو الامر الثاني اننا على القطع واليقين نجد أن هناك آيات نزلت في مكة وآيات نزلت في مدينة ومن هنا انقسمت الآيات القرآنية الى مكية والى مدنية هذه القضية الثانية.

    القضية الثالثة أو الامر الثالث اننا نجد أن الذي جمع القرآن وجمع آيات السورة الواحدة الان ما نتكلم عن ترتيب السور نتكلم عن ترتيب جمل الاية الواحدة كما قرأنا بالنسبة اليه فيما سبق وقرن في بيوتكن وجدنا انها مركبة من مقطعين مقطع مرتبط بنساء النبي بلا اشكال وقرن في بيوتكن ومقطع نعتقد بحسب الادلة القطعية انها لا ترتبط بأزواج النبي ونساء النبي أنما يريد الله كما قرأنا رواياتها فيما سبق في القوم السؤال: من رتب هذا الترتيب جعل مقطعاً من آية الى جنب مقطعٍ آخر ولا على بينهما ولا مناسبة بينهما بحسب الظاهر توجد مناسبة أو لا توجد مناسبة؟ بحسب الظاهر لا توجد.

    اذن البحث في هذا وهو أن ترتيب جمل الآية الواحدة وخصوصاً الايات الطويلة لانه عندنا آيات من كلمة أو كلمتين هذه في الاعم الاغلب لا توجد فيها جمل متعددة ولا موضوعات متعددة ولكنه في كثير من الايات القرآنية الاية سطرين وثلاثة واربعة وتحتوي موضوع واحد أو موضوعات متعددة؟ من الذي جمع ورتب هذه الجمل في آية واحدة هذا السؤال الأول.

    السؤال الثاني: من الذي رتب هذه الايات في السورة الواحدة؟ نحن قلنا بالامس أن القرآن سورها توقيفية يعني هذه السورة 73 وهذه السورة 286 وهذه السورة 200 آية هذه توقيفي أو اجتهادي؟ لا توقيفي كما ذكرنا ولكن الان كلام أين؟ في السورة واحدة في ترتيب آيات السورة الواحدة وفي ترتيب جمل الآية الواحدة هنا يوجد اتجاهان بشكل واضح بغض النظر هذا اقل وذاك اكثر وهذا مشهور أو غير مشهور يوجد اتجاهان.

    الاتجاه الأول: يقول بأن هذا الترتيب بين الآيات والترتيب بين جمل الآية الواحدة هذا ليس توقيفياً وانما كان من اجتهادات الصحابة، الآن أياً كان ليس توقيفياً ولهذا تجدون أن البعض وانا اعتبره من العوام يقولون بأن هذه الاية انما يريد الله أو هذا المقطع ليس موضوعه ها هنا وانما اعداء اهل البيت قطعوها من موضعها التي لا نعلم ووضعوها ها هنا حتى يخربوا مضمونها.

    لا أعلم هل سمعتم على فضائيات بعض الشيعة هذا الادعاء وهو أنه هذا المقطع موضعها هنا أو ليس هنا؟ ليس هنا، أين كانت؟ يقول لا نعلم أن رسول الله أين وضعها لانه مقطع بهذه الاهمية لابد اساساً يفتتح بها سورة من السور كيف انه القرآن يفتتح السورة بأهم قضية يتوج السورة بالاية الاولى العنوان العام يقيناً هذا المقطع أيضاً كان اول سورة ولكنه عندما جئنا الى عهد الخليفة الثالث وتلاعبوا بمواضع الايات المرتبطة بأهل البيت فضعوها (باعتبار ما كانوا يستطيعون أن يحذفوها) في موضعٍ حتى يضيعوا مضمون الآية هذا اتجاه وهذا فضلاً عن ماذا؟ فاذا كانت جمل آية واحدة هذا حال بعضها فمالك بترتيب الايات في سورة واحدة هذا اتجاه، الاتجاه الاخر يقول لا فإن الموجود بأيدينا بحسب ترتيب الآيات السورة الواحدة وبحسب ترتيب جمل الآية الواحدة وحيانيٌ توقيفيٌ نبيوي بلا اشكالٍ.

    طبعاً انا عندما اعلق على الاتجاه الأول واحدة من تعليقاته هذه وهو انه هؤلاء الجهلة وهؤلاء العوام الذين يدعون اسم العلم لحفظ كرامة اهل البيت يضحون بكرامة القرآن هو ما عنده جواب عليها فيقول نضحي القرآن وخلي يصير تلاعب بالقرآن ولكن لا يصير تلاعب بالايات الواردة في ائمة اهل البيت هذا مهم ولكن القرآن فليكن متلاعب فيه مقدم مؤخر هذا لا يهم كثيراً وهذا هو النهج الاخباري، سواء كان عندنا وعندهم ولكن في الاعم الاغلب موجود عندنا على أي الاحوال.

    من هنا اولئك الذين حرصوا على حفظ القرآن من الشيعة والسنة من السنة والشيعة وصاروا بصدد حفظ كرامة القرآن اوجدوا علماً اسموه علم المناسبات هذا علم المناسبات وجد للدفاع لاثبات الاتجاه الثاني ولرد الاتجاه الأول.

    اذن علم المناسبات بالامس وقفنا عند خصائص السور القرآنية والان ليس بحثنا في خصائص السور القرآنية الان بحثنا في ترتيب آيات السورة الواحدة وفي ترتيب جمل الاية الواحدة اوجدوا علماً اسموه بعلم المناسبات ما هو هذا العلم؟ ليثبتوا لنا من خلال هذا العلم أن أي جملة في أي آية في سورة هذا هو موضعها المناسب لها ولا ينبغي أن تكون في غير هذا الموضع لابد أن تكون في هذا الموضع وان هذه الايات في السورة الواحدة بحسب تسلسل الايات في السورة لابد أن يكون كذلك ولا يجوز أن يكون الا كذلك ولا ينبغي أن يكون ذلك يعني انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت لابد أن يكون موقعها هنا حتى لا ينبغي أن تكون آية مستقلة لابد أن تكون جزءاً من آية ولا تكون آية مستقلة.

    واضح هذا علم المناسبات ما هو؟ لماذا وجد علم المناسبات؟ وجد علم المناسبات للدفاع عن هذين الاصلين لانه الى الان كم اصل صار عندنا؟ الاصل الأول السور القرآنية، الاصل الثاني ترتيب آيات السورة الواحدة هذا اصلٌ، الاصل الثالث ترتيب جمل الاية الواحدة هذا اصلٌ وطبعاً عندنا اصلٌ آخر ترتيب سور القرآن الموجود بأيدينا أن يبدأ بالفاتحة وينتهي بالناس هذا الترتيب هل هو توقيفي وحيانيٌ أو انه اجتهاديٌ أي منهما؟ هذا علم المناسبات أيضاً دخل على الخط لاثبات تناسب ماذا؟ ليس تناسب جمل آية واحدة لا فقط تناسب آيات سورة واحدة بل تناسب سور القرآن بالنحو الذي بأيدينا ويكون في علمك هذا الاتجاه اتجاه عامة علماء المسلمين من الشيعة والسنة ويوجد أيضاً من شذ عن هؤلاء والان ليس اريد أن ادخل من شذ ولكن الاتجاه العام هو هذا الاتجاه بعبارة أخرى أن هذا القرآن الذي بأيدينا على ما هو عليه كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يتبادر الى ذهنكم فقط انه هذا المعنى نحن قرأناه من أين؟ قرأناه من كلمات علماء السنة هذا كتاب مجمع البيان الذي ينقل عن السيد المرتضى عن هذه القضية.

    كتاب مجمع البيان للطبرسي في مقدمة الكتاب الجزء الأول صفحة 14 تحت عنوان الفن الخامس يقول عندنا بحثٌ في الزيادة والنقيصة ذاك لا اشكال ولا شبهة لا زيادة ولا نقيصة بالنحو الذي اشرنا اليه سابقاً ليس بحثنا الان يقول والصحيح من مذهب اصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضى واستوفى الكلام في غاية الاستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات وايضاً قال قدس الله روحه هذا محل الشاهد أن العلم بتفسير القرآن وابعاضه الى أن يقول (هذا كلام السيد المرتضى ينقلها صاحب مجمع البيان) ومعلومٌ أن العناية بنقل القرآن وضبطه اصدق من العناية بضبط كتاب سيبويه ودواوين الشعراء بيني وبين الله نحن عندنا نسخٌ مطمئن بها انها كتاب سيبويه اعتنوا بسيبويه ولم يعتنوا بالقرآن وذكر أيضاً أن القرآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله مجموعاً مؤلفاً على ما هو عليه الآن واستدل على ذلك بأن القرآن كان يدرس في عصر رسول الله ويحفظ جميعه في ذلك الزمان حتى عيّن على جماعة من الصحابة في حفظهم له وانه كان يعرض على النبي ويتلى عليه وان جماعة من الصحابة مثل عبد الله ابن مسعود وابي ابن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي عدة خدمات وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على انه كان مجموعاً مرتباً غير مبتورٍ ولا مبثوث وذكر أن من خالف في ذلك من الامامية والحشوية لا يعتد بخلافهم هؤلاء شذوا عن ذلك، علم المناسبات هذا التاريخ يقولها هذه رواياتها تقولها علم المناسبات اراد أن يقول والدليل على ذلك هذه، علم المناسبات استحدث لاثبات هذه الدعوى التاريخية لاثبات صحة الروايات التي قالت أن القرآن كان مجموعاً بهذه الطريقة، واضح أن القضية انه فلسفة علم المناسبات ما هو، لماذا اعلام المسلمين كتبوا في علم المناسبات؟ قالوا هذه دعوا وهذه روايات واردة لعل الروايات ضعيفة السند لعله نقول بالاستقراء نثبت لكم صحة هذه الدعوى ننظر ونأخذ سورة سورة وآية آية وجملة جملة في آية واحدة ونبحثها ونتدبر فيها نجد فيها الا ما هو ما كان ينبغي أن يكون وقد يكون في هذه الاية أو في هذه الايات في سورة واحدة، واضح علم المناسبات ما هو الاخوة الذين يريدون أن يشتغلون في علم القرآن لا يبحثون عن ناسخ ومنسوخ ومكي ومدني هذه كثير بحث فيها، وكثير من الرسائل موجودة فيها ولكنها قليلة مثل ما اشرت بالامس خصائص سور القرآنية هذه من الابحاث القيمة والبكر والجديدة التي فيها خدمة للقرآن هذه من اهم اوجه اعجاز القرآن هو علم المناسبات من اهم وجوه اعجاز القرآن سابقاً كانوا يقولون اللغة، الادب، البلاغة، النظم كله صحيحة هذه ليست مانعة الجمع هذه من اهم وجوه اعجاز القرآن علم المناسبات هذا مورد.

    والمورد الثاني الذي أيضاً لا بأس بالاشارة اليه وهو تفسير روح المعاني الجزء الأول صفحة 151 مقدمة المصنف يقول واذا حققت ما ذكرناه ووعيت ما عليك تلوناه فاعلم أن ترتيب آيه وسوره بتوقيف من النبي صلى الله عليه وآله ترتيب الآيات وترتيب السورة الواحدة و ترتيب السور أيضاً، أمّا ترتيب الاية فكونه توقيفياً مما لا شبهة فيه وأما ترتيب السور (في صفحة 152) ففي كونه اجتهادياً أو توقيفياً خلافٌ والجمهور على الثاني انها أيضاً توقيفي ثم يذكر دليلاً انا بودي أن تلتفتوا الى قيمة ائمتنا عند هؤلاء الاعلام الذي نحن نعتبرهم نواصب، يقول: والا كيف يمكن أن اقبل أن علياً امير المؤمنين يأتي ويتصدى للخلافة ويجد أن القرآن مس بأي مس ويسكت على ذلك ما يقول ابوبكر ما يقول عمر ما يقول عثمان يقول علي اليس هو فعل كلما فعل لاجل حفظ القرآن ولاجل الاسلام هو تنازل عن حقه ليحفظ الاسلام واي اسلام اذا لم يكن القرآن محفوظاً بيني وبين الله كان يمتشق السيف اذا مس القرآن بمسٍ لقاتل الاولين والاخرين هو الاسلام، الآن إمامة وولاية اهل البيت كلهم فداء الاسلام ولكن اذا القرآن مس بعد ماذا يبقى من الاسلام ولذا هذه عبارته (مراراً ذكرت لكم اذهبوا الى كلمات الاعلامة الالوسي في مقامات اهل البيت) يقول وبعد انتشار هذه المصاحف يعني في زمن عثمان (الذي وحد المصاحف) بين هذه الامة المحفوظة لاسيما الصدر الأول الذي حوى من الاكابر ما حوى من حوا؟ يقول وتصدى فيه للخلافة الراشدة عليٌ المرتضى.

    اذن هو صدر الخلافة الراشدة ليس ابوبكر وعمر صدر الخلافة الراشدة علي المرتضى يقول حوى من الاكابر من حوى وتصدر فيه الخلافة الراشدة علي المرتضى وهو باب مدينة العلم لكل عالمٍ هذا ما فيه استثناء خليفة الأول أو الثاني أو العاشر ما يفرق فهو باب مدينة العلم لكل عالمٍ والاسد الاشد الذي لا تأخذه في الله لومة لائمٍ (ليس فقد الاسد الشديد الاسد الشد يعني لا اشجع منه ولا اعلم منه ولا احرص منه على الاسلام) لا يبقى في ذهن مؤمن احتمال سقوط شيءٍ بعد من القرآن، اكو واحد يجرى أن يقول القرآن فيه تلاعب وعليٌ جاء الى الخلافة؟! والا لو وقع تلاعبٌ وعليٌ سكت والا لوقع الشك في كثير من ضروريات هذا الدين اذا القرآن مع كل حفظنا وتعهد الله بحفظه وقع فيه التلاعب من الامة بعد بينك وبين الله الروايات تسلم من التلاعب كيف يمكن ما لكم كيف تحكمون أين تذهبون ولهذا الرجل أيضاً منصف ولهذا مباشرتاً ينقل عبارة صاحب مجمع البيان يقول وما ينسب الى بعض الشيعة كذا وكذا لا علماءهم ماذا يقولون نعم يقول في عباراته كان فيه امور دس فيها السم في العسل هذه يناقش المجلسي لانه يقول الشيعة والحشوية من العامة يقول لماذا يعبر هذا التعبير، هذا المعنى بشكل واضح العلامة الالوسي وبعد ذلك أيضاً نفس هذا الكلام ابن عاشور التونسي في المقدمات سأشير اليه.

    اذن الى هنا انتهينا الى فلسفة علم المناسبات لماذا وجد علم المناسبات؟ وجد لاثبات هذه الدعوى ولذا فد بحث عنده الدكتور مصطفى مسلم الذي مراراً رجعنا اليه في مباحث التفسير الموضوعي في صفحة 57 هذه عبارته هناك انا اقرأ لكم العبارة لانه العبارة قيمة يقول اننا نلحظ أن الاية أو مجموعة الايات تنزل في اسباب مختلفة واقعاً شأن نزولها متعدد وأماكن متعددة بعضها مكة وبعضها مدينة.

    اذن بحسب الجمع اذا وضعنا آية مرتبطة بشأن نزول الى آية مرتبطة بشأن نزول آخر بعد يوجد بينهما مناسبة أو لا توجد مناسبة؟ لا توجد مناسبة لانه هذه موضوع وتلك ماذا؟ فتكون متناثرة أو بعضها مكية وبعضها مدنية ونحن نعلم أن الايات المكية تتكلم عن موضوعات والايات المدنية تتكلم ولكن نجد في السورة الواحدة مقاطع من آيات أو مجموعة آيات مدنية الى جنب مجموعة آيات مكية وبينها تمام التناسب والانسجام من الذي استطاع أن يفعل ذلك؟ وبين بعض هذه الايات التي جمعت في سورة واحدة مع ايات أخرى جاءت بجنبها الفاصلة خمسة سنوات، الفاصلة عشرة سنوات هذه كيف عرف بأنه هذه لابد أن مكانه أين يكون؟ يكون مكانه هنا مع انه نزلت قبل عشرة سنوات فلهذا انتم اقرؤوا التاريخ مباشرتاً الاصحاب كانوا يقولون الاية أين نضعها؟

    كان يقول هذه اضعوها في فلان آية هذه اضعوها في فلان سورة لماذا؟ مع انها نزلت في واقعة واحدة يقول لا هذه لابد أن يكون موضوعها هناك ولذا انا من المعتقدين أن تفسير الآيات أو تفسير القرآن بحسب شأن نزول السور لا اوافق عليه لماذا؟ لانه لو كان ذلك هو الصحيح والحكمة فيه رسول الله لجمعه على ذاك واذا كان ذاك هو الحق امير المؤمنين لاصر عليه ولكن لا نجد بأنه امير المؤمنين وافق على هذا الذي بأيدينا قال اننا نلحض الاية ومجموعة الايات تنزل في اسباب مختلفة وحوادث متفرقة ثم توضع في سورة واحدة وقد تكون بين الايات التي وضعت في موضع ما من السورة والايات التي وضعت عقبها فترة زمنة قصيرة لا تتعدى الايام وقد تكون فترة طويلة تتجاوز عدة سنوات كما في سورة النساء في قوله تعالى أن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات والايات التي قبلها نجد أن الفاصلة عدة سنوات ولكن منسجمة كامل الانسجام ولكننا عندما نقرأها نجد وحدة الموضوع يجمعها ومرمى الهدف والغاية من سياقها جميعاً شيءٌ واحد ابداً وكأنه ينبغي أن يكون كذلك ولذا كان من المهم أن لم اولاً بأطراف ما قيل في علم المناسبات بين الآيات في سورة واحدة وجد علم المناسبات حتى ماذا؟ لماذا هذه الاية صارت السابعة ذيك صارت السادسة وذيك صارت السابعة وذيك صارت الثامنة لماذا لم يعكس؟ اصلاً من حقنا نأتي (هذا بحثنا الان يطرح الان) من حقنا أن نكتب القرآن على نحو الموضوعي أو لا يحق لنا ذلك؟ يعني واحد يأتي الان كل الايات المرتبطة بالتوحيد يجمعها في سورة واحدة أو في مكان واحد الف آية يجعلهن في مكانٍ واحد ويوجد كتب جمعوها وقالوا كل آيات العلم هنا وكل آيات القدرة هنا وكل آيات التوبة هنا وهكذا وهكذا يحق لنا؟ الجواب: كلا والف كلا لا يجوز هذه من الامور من قبيل التلاعب بالامور العبادية التوقيفية لا يجوز ابداً نعم انت تريد أن تكتب كتاب تجمعهن انت حرٌ في التفسير الموضوعي أمّا تكتب مصحف وترتبه ترتيباً آخر ليس من حق احد أن يقدم آية عليها بل جملة في جملة في آية واحدة لماذا؟ لان هذا الترتيب ترتيبٌ محكم ومتقن ترتيبٌ الله تجلى وعجيب هذه الاية الواردة عن امير المؤمنين وعن الامام الصادق تجلى الله لخلقه في كتابه ولكن لا يبصرون الله كل عظمته العلمية أين تجلى فيها؟ ظهر فيها؟ يعني الان لو نريد أن نثبت علم الله، الله يقول انظروا الى القرآن ستجيدون علمي أين بكل شيءٍ محيط القرآن دليله هذا واحدة من اهم اوجه اعجاز القرآن الكريم يقول في العلم المناسبات بين الايات في السورة الواحدة وبين السور بعضها لبعض لنكون على بيّنة من هذا الامر.

    هنا عبارة جداً جيدة توجد أيضاً لمحمد عبد الله الدراس الذي قلنا واقعاً لابد من مراجعة هذين الكتابين النبأ العظيم والمدخل الى القرآن الكريم هذه العبارة موجودة في الزيادة والاحسان في علوم القرآن ينقلها عن النبأ العظيم انا الكتاب ما عندي الحمد الله وجدنا بالامس وانشاء الله قريباً يأتينا هناك في الزيادة والاحسان في علوم القرآن لابن عقيل المكي الجزء الثاني صفحة 17 هنا يقول في الحاشية رقم اثنين ويقرر الاستاد محمد عبد الله دراز في اثناء حديثه عن تناسب الايات والسور أن ترتيب السور والايات توقيفيٌ بأي دليل؟ يقول فيقول أن كانت بعد تنزيلها يعني نزل بها روح الامين على قلبك منجماً نزل مفرقاً أو نزل دفعة واحدة؟ لا نزل مفرقاً منجماً، أن كانت بعد تنزيلها قد جمعت عن تفريقٍ فلقد كانت في تنزيلها مفرقة عن جمعٍ كانت بناءاً محكماً في السماء، الآن إمّا في اللوح المحفوظ إمّا في السماء الدنيا أي كان ليس مهم يقول كانت هناك مجموعة فأرادوا نقلها الى عالمنا فماذا حصل لها؟ صارت مفرقة بعد جمعٍ فعندما وصلت الى عالمنا الوحي والنبي والتوقيف جمعها على ما كانت عليه اولاً ونواصب هؤلاء سميهم ما شئت يقول أن كانت بعد تنزيلها قد جمعت عن تفريق فلقد كانت في تنزيلها مفرقة عن جمعٍ كمثل بنيان وتلك الامثال نظربها للناس كمثل بنيان كان قائماً على قواعده فلما اريد نقله بصورته الى غير مكانه قدرت ابعاده ورقمة لبناته وضعوا على كل وحدة رقم معين ولهذا هو معتقد أن هذه الارقام أيضاً كانت في اللوح المحفوظ قبل أن ياتي الينا ورقمة لبناته ثم فرّق انقاضا بحسب شأن لنثبت به فؤادك هذا واحدة من ادلة واوجه لماذا فرق قال حتى الوحي يبقى مرتبط بالسماء ثم فرق انقاضاً فلم تلبث كل لبنة منه أن عرفت مكانها المرقوم فوضعت في المكان المرقوم لها واذا البنيان الذي قد تفرق قد عاد مرصوصاً يشد بعضه بعضا كالبنيان المرصوص كهيئة اول الامر النبأ العظيم صفحة 149 هذه عقيدتنا في القرآن لا اقل هذه عقيدتي في القرآن الكريم هذا هو الذي لا مجال لغير هذا والا على الاسلام سلام لا تقول له رواية.

    كونوا على ثقة ما اوجدت تفرقة في الامة وما اوجدت تكفير في الامة وما اوجدت تناحر في الامة وما اوجدت تباغض في الامة الا الروايات طبعاً من اقول ما اريد اقول كل الروايات بنحو الموجبة الكلية لا هذه كما يقولون قضية مهملة يعني هذه الروايات عندنا صارت نحن في القرآن لا يوجد عندنا روايات هذه مجموعة الروايات السنية وهذه مجموعة الروايات الشيعية ولكن عندما جئنا الى الرواية ماذا حصل؟ تجد منظومة روايات شيعية ومنظومة روايات سنية، منظومة روايات تفسير قرآن شيعية منظومة روايات تفسير قرآن سنية، منظومة روايات تاريخية هكذا تفسر التاريخ ومنظومة روايات تاريخية تفسر التاريخ بنحو سني ذاك بنحو شيعي وهكذا وهكذا في أي منظومة من المنظومات الدينية والمعرفية تجد أن الاختلاف من أي بدأ؟ بدأ من الرواية تقول هذه الروايات فسرت القرآن نقول نعم مع الاسف الشديد نقلوا عاهة الرواية نقلوها الى القرآن من خلال تفسير القرآن بالأثر، الروايات كانت مختلفة ففسروا القرآن يعني جعلوا القرآن محور أو جعلوا الرواية هي المحور؟ قالوا اسلام محورية السنة فتأثر القرآن مع انه كان ينبغي أن يكون العكس كان الجميع ينبغي أن يعرض نفسه على القرآن الكريم.

    اذن الى هنا وصلنا الى هذا البحث لماذا وجد علم المناسبات انا في غد انشاء الله تعالى حتى ننتهي الى يوم السبت نبدأ ونرجع الى بحث الاية انشاء الله في غد سوف نقف عند الاعلام الذين صرحوا بضرورة هذا العلم لانه جملة من الاعلام لم يلتفتوا الى ضرورة هذا العلم ابداً.

    الثاني الكتب التفسيرية التي فسرت على أساس علم المناسبات.

    الثالث: ما هو الفرق بين علم المناسبات من جهة وبين النظم القرآني والسياق القرآني من جهة ثالثة.

    الرابع: ما هي اصناف واقسام علم المناسبات؟

    هذه انشاء الله بنحو الاجمال التي هذه رسالة ماجيستر يكتب لها انا بينتها هنا ويريد أن يشتغل عليه فقد يملأ لانه وحدة من اهم ضرورات التأليف التي يسألون الاعزة كثير من الاحيان اولاً أن تضع هيكل مثل مهندس عندما يريد أن يبني اولاً لابد أن يعرف أين الصالون أين الغرفة أين الحمام أين الطابق الأول والا اذا بيني وبين الله اذا ما يعرف هندسة المكان يستطيع أن يبني أو لا يستطيع؟ لا يستطيع، اهم عمل في أي تأليف أن تضع هندسة الكتاب عندنا ايضاً كتاب الله ارجوا الله قريباً أن يصل بيدي هندسة نظام الوجود في الرؤية العرفانية لانه الفلاسفة هندسوا العالم بشكل والمتكلمين بشكل آخر والاخباريين بشكل ثالث، والعرفاء بشكل آخر.

    والحمد لله رب العالمين.

    14 ربيع الأول 1436

    • تاريخ النشر : 2015/01/06
    • مرات التنزيل : 1497

  • جديد المرئيات