نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (31)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بالامس انه لماذا وجد علم المناسبات ما هو الدليل أي ما هي الحاجة الى مثل هذا العلم تعلمون انه في أي علم نحن عندما نؤسس ذلك العلم لابد أن نبين وجه الحاجة الى ذلك العلم علم الاصول علمٌ متأخر عن علم الفقه من هنا لابد من بيان حاجة الى هذا العلم قبل تأسيسه من هنا نحن بالامس بيّنا وجه الحاجة الى علم المناسبات وهو انه للاجابة على مثل هذه التساؤلات، التساؤول الأول لماذا أن الاية الواحدة رتبت جملها بهذه الطريقة لا بطريقة أخرى، السؤال الثاني لماذا رتبة آيات سورة واحدة بهذه الطريقة لا بطريقة أخرى، السؤال الثالث لماذا رتبة السور بهذا الترتيب لا بترتيب اخر مع اننا نعلم تاريخياً أن السور لم تترتب أو لم تنزل بهذه الطريقة أو لا بهذه الترتيب الذي بأيدينا بعد أن قبلنا أن هذا الترتيب بين السور اولاً وبين آيات سورة واحدة ثانياً وبين جمل آية واحدة ثالثاً هو توقيفيٌ.

    اذن لابد أن يكون عن حكمة لا أن يكون أمراً تعبدياً ليس الامر من قبيل الصلاة حتى نقول بأنه امرٌ تعبدي ركعتين أو ثلاث اخفاء أو اظهار أو نحو ذلك لا، لابد من ورائه حكمة هذا من قبيل ما نقوله في مسائل التكوين وفي المسائل الوجودية لماذا الله خلق الانسان وله رأس واحد لماذا ليس له رأسان لماذا في الرأس الواحد عينان لماذا لا ثلاثة ولا اربعة ولا واحد؟ الجواب: اذا انتم تقرؤون رسالة المفضل تجدون بأن الامام هناك يبين الحكمة لماذا واحد لماذا اثنين لماذا ثلاثة لماذا اعلى لماذا اسفل يعني بعبارة أخرى يريد أن يقول الامام هذه افضل كيفية وابدع كيفية واحكم كيفية خلق هذا العالم عليه ومن هنا اسس الفلاسفة قاعدة ليس في الامكان ابدع مما كان ما هي هذه القاعدة؟ ليس انه لا توجد كيفيات أخرى لا، توجد كيفيات أخرى الانسان له رأس واحد توجد الف والف والف صورة أخرى لخلق الانسان أن يمشي على رجلين أو يمشي على رأسه كلاهما ممكن ولذا تجدون بعض الناس يوم القيامة يمشي على رأسه لماذا لم يخلقه في الدنيا هكذا؟ بعضه هنا لسانه قصير جداً ما يتجاوز الى 5-7 سانتيمترات هناك لسانه يمتد يصير بطول المحشر هذا بالامكان خلقه بهذا الطريق لماذا لم يخلق؟ الجواب: أن الله سبحانه وتعالى بعلمه اللامتناهي وجد افضل الكيفية هذه الكيفية علم المناسبات يريد أن يوجد حقيقة وهي أن هذا الترتيب بين السور القرآنية مع انه على خلاف النزول تجد أن سورة مدنية متقدمة على مكية ومكية متأخرة عن مدنية ما هي الحكمة علم المناسبات ماذا يريد أن يفعل؟ يريد أن يبين بقدر ما يستطيع بقدر الطاقة البشرية ليس بالضرورة يدعي كل واحد من عندنا نحن وصلنا الى نهاية العلم لا ابداً انا مراراً ذكرت هذا المعنى ولذا بعض قد يستفاد من هذا لا ابداً العلم بابه لا يغلق ابداً باب العلم غير مغلق ولهذا الانسان العالم الحقيقي يبقى باحثاً عن الحقيقة لا انه يدعي أن الحقيقة وصل اليها وقد حققها بما لا مزيد عليه لا، لا يوجد هذا المعنى.

    اذن علم المناسبات الهدف وفلسفة وجود هذا العلم بيان هذه المناسبات القائمة بين السور القرآنية اولاً وبيان المناسبات الموجودة بين آيات سورة واحدة ثانياً وبيان ترتيب جمل آية واحدة ثالثة من هنا لابد أن ندخل الى هذا العلم ما هو تعريف هذا العلم؟ بعد أن اتضحت فلسفة هذا العلم الفلسفة الوجودية لهذا العلم الهدف الاساسي من وجود هذا العلم تعريف، التعريف الأول ذكره كما ذكرنا الدكتور مصطفى مسلم في مباحث التفسير الموضوعي صفحة 58 قال المناسبة في اللغة المقاربة والمشاركة الان ليس بحثنا اللغوي أمّا بالاصطلاح هي الرابطة بين شيئين بأي وجه من الوجوه وفي كتاب الله ما معنى المناسبات؟ تعني ارتباط السورة بما قبلها وما بعدها وفي الايات (يعني في سورة واحدة) تعني وجه الارتباط في كل آية بما قبلها وبما بعدها طبعاً كان ينبغي أن يضيف ماذا؟ وفي الاية واحدة لماذا تقدم هذا المقطع وتأخر ذلك المقطع هذا هو التعريف الاجمالي لعلم المناسبات وكذلك نفس هذا الماء يقرب منه جاء في كتاب البرهان في علوم القرآن للزركشي المتوفى 794 من الهجرة بتحقيق مصطفى عبد القادر عطى الجزء الأول صفحة 61 يقول النوع الثاني معرفة المناسبات بين الايات اصلا كان نوع من انواع علوم القرآن علم المناسبات الى أن يقول بأن هو المناسبة في اللغة المقاربة ثم يأتي ويقول هذا المعنى وكذلك المناسبة في فواتح الاية وخواتيمها الى أن يقول وفائدة (فائدة علم المناسبات) جعل اجزاء الكلام بعضها آخذ بأعناق بعضٍ كالبنيان المرفوف ولهذا تجدون القرآن واحدة من معاني متشابهاً هذا المعنى، التشابه له معاني متعددة في القرآن واحدة من المعاني المتشابه يعني كله محكم وكله متقن وكله مترابط منسجم كالبناء المحكم لا انه مبعثر هذا البناء هو بناء محكم ومنظم أمّا لو قطع اجزاءاً مبثوثة مبعثرة فيقوى بذلك الارتباط ويصير التأليف حاله حال البناء المحكم المتلائم الاجزاء وقد قل اعتناء المفسرين بهذا النوع لدقته واقعاً مشكل أن الانسان يتعرف الى روابط وارتباطات وعلاقات القائمة بين الايات في السورة الواحدة بين سور القرآن بين جمل آية واحدة هذا هو الامر الأول.

    الأمر الثاني: الاعلام الذين صرحوا بضرورة هذا العلم بنحو الاجمال نحن نريد أن ندخل حتى نضع فد صورة عام بيدكم، الذين صرحوا بضرورة هذا العلم جملة من الاعلام من المتقدمين والمتأخرين، من المتقدمين السيوطي في كتاب الاتقان في علوم القرآن هناك في الجزء الثاني بحسب الطبعة الموجودة بيدي بتحقيق فؤاد احمد زمرلي دار الكتاب العربي في النوع الثاني والستون في المناسبة الايات والسور هناك أيضاً يشير الى هذا المعنى بامكانكم أن ترجعون اليه المهم انه ينقل عبارة ابن عقيل المكي عن الامام السيوطي في كتابه الزيادة والاحسان في علوم القرآن المجلد السادس صفحة 297 قال الحافظ السيوطي وكتابي الذي صنعته في أسرار التزيل كافلٌ بذلك جامعٌ لمناسبات السور والايات مع تضمنه من بيان وجوه الاعجاز واساليب البلاغة وقد لخصة منه مناسبات السور خاصة في جزءٍ لطيف سميته تناسق الدرر في تناسب السور فقط التناسب القائم بين السور القرآنية لا بين الايات السورة الواحدة وممن صرح بذلك في هذا المجال ابن العربي الاندلسي المالكي الذي معروفٌ بصاحب كتاب الاحكام والذي كثيراً ما يقع الخلط بينه وبين ابن عربي صاحب الفتوحات فإنه اساساً هو صاحب الفتوحات ابن عربي انما سمي ابن عربي بحذف الالف واللام حتى يميز عن ابن العربي صاحب احكام القرآن هذا لا تستغربون اذا وجدتم على بعض الكتب ابن عربي مكتوب ابن العربي لا هو ابن العربي واقعاً بالالف واللام وانما حذفت للتمييز هو بين ابن العربي، هناك يقول وقال ابن العربي في سراج المريدين ارتباط آية القرآن بعضها ببعضٍ حتى تكون كالكلمة الواحدة منسقة المباني منتظمة المعاني علمٌ عظيمٌ لم يتعرض له الا عالمٌ واحدٌ عمل فيه سورة البقرة ثم فتح الله لنا فيه فلما لم نجد له حمل ورأينا الخلق بأوصاف البطل ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله، ورددناه اليه بعد ما اشتغلنا وجدنا بأنه لا يهتمون بهذا العلم، ولهذا وجدنا لماذا نكتب فيه فتركناه.

    وممن صرح به ابوبكر النيسابوري في الجزء السادس صفحة 297 وممن أشار اليه وهو عبارة الشيخ ولي الدين الملوي طبعاً هذه كلها تاريخه محمد ابن احمد ابن إبراهيم المعروف بإبن المنفلوطي الملوي الشافعي المتوفى 774 انظر والملوي نسبة الى فلان المشددة وهي احدى محافظات المدن المنية في مصر، يقول وقد وهم من قال لا يطلب للآية الكريمة مناسبة هذا متوهم الذي يتصور بأن الايات لا توجد فيما بينها مناسبات وعلاقات وارتباطات لأنها على حسب الوقائع المتفرقة تنزيلاً، نزلت بحسب الوقائع متفرقة أو دفعة واحدة؟ لا متفرقة مراراً ذكرنا كانت مجموعة ثم نزل مفرقاً وعلى حسب الحكمة ترتيباً وتأصيلاً.

    اذن على حسب النزول نزل مفرقاً بحسب احتياج المجتمع المدني والمكي ولكن على حسب الترتيب وعلى حسب الجمع؟ لا، رتب على أساس حكمة ليس في الامكان ابدع مما كان افضل ترتيبٍ لسور القرآن هذا الترتيب الموجود في هذا المصحف الشريف ولهذا قلنا الافضل أن يفسر القرآن بهذا التسلسل الموجود في هذا المصحف لا بحسب شأن النزول والا لو كان ذلك الاصلح رسول الله لرتبه الى ذلك الترتيب فالمصحف على وفق ما في اللوح المحفوظ مرتبة سوره كلها وآياته بالتوقيف كما انزل جملة الى بيت العزة ومن المعجز البين اسلوبه ونظمه الباهر والذي ينبغي في كل آية أن يبحث اول كل شيء عن كونها مكملة لما قبلها أو مستقلة عما قبلها؟ واذا كانت مستقلة ما وجه مناسبها لما قبلها ففي ذلك علمٌ جمٌ وهكذا في السور يطلب وجه اتصالها بما قبلها وما سيقت له هذا هماتينه الامر الثاني.

    الامر الثالث: التفاسير التي اعتنت بهذا النحو من العلم مرة يكتب تفسير ولا علاقة له بالعلم المناسبات ومرة يكتب تفسير ونظره الى علم المناسبات من قبيل فقيه مرة يكتب فقه ونظره الى مباني علم اصول الفقه يعني على المبنى يكتب وعلى القواعد يكتب ومرة شخصٌ اصلاً لا يعتقد بعلم اصول الفقه واذا يعتقد يهتم أو لا يهتم؟ تجد في الاصول يقول شيء وفي الفقه يقول شيئاً آخر ولذا في الاعم الاغلب التفاسير لم تعتني بمسألة المناسبات، خصوصاً مناسبات الايات في السور الواحدة الذين اعتنوا شديداً بعلم المناسبات في كتبهم وفي مصنفاتهم التفسيرية منهم الامام الرازي، الانسان الذي يريد أن يقرأ تفسير لابد أن يعرف خصوصيات هذه الكتب التفسيرية واقعاً لابد أن يعرف أن هذا منهجه في التفسير ما هي خصوصيات هذا التفسير حتى لا يقرأ أي شيء وقع بيده والا مراراً ذكرنا لكم قلنا خذوا من كل علمٍ لبابه وادع قشوره فإن العلم كثير والعمرة قصير ما يستطيع الانسان أن يقرأ كل العلوم اذن لابد أن يأخذ ما يحتاج بحسب هدفه.

    الفخر الرازي في موضعين لا اقل من تفسيره الموضع الأول في المجلد العاشر صفحة 113 في ذيل الآية 58 من سورة النساء قال: فما احسن هذا الترتيبت لان اكثر لطائف القرآن موعدة في الترتيبات والروابط واقعاً اساساً واحدة من اهم وجوه الاعجاز القرآني هو علم المناسبات علم الروابط علم العلاقات القائمة لماذا أن الاية جاءت هنا مع انه الاية التي قبلها نزلت بعشرة سنوات قبلها والاية التي بعدها نزلت بعشرة سنوات بعدها لماذا انه جمعت بهذا النحو قال: لان اكثر لطائف القرآن مودعة في الترتيبات والروابط هذا مورد، المورد الثاني في المجلد السابع صفحة 112 من تفسيره في ذيل الآية 285 من سورة البقرة يقول ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة.

    انشاء الله تعالى بعد ذلك نبين ما هو الفرق بين النظم وبين المناسبة لان البعض يتصور أن بينهما ترادف لان كثير من المفسرين يقول نظمها وترتيبها لا النظم شيءٌ والترتيب شيءٌ آخر الذي سيأتي قال ومن تأمل في لطائف نظم هذه السورة وفي بدائع ترتيبها علم أن القرآن كما انه معجزٌ بحسب فصاحة الفاظه وشرف معانيه فهو أيضاً معجزٌ بحسب ترتيبه ونظم آياته ولعله الذين قالوا انه معجزٌ بحسب اسلوبه ارادوا ذلك قالوا من معجزات القرآن اسلوبه ومراد من الأسلوب يعني علم المناسبات علم ترتيب الآيات، علم ترتيب جمل في آية واحدة انه معجزٌ بحسب اسلوبه اراد ذلك الا اني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن هذه اللطائف الترتيب المودعة العلاقات، غير منتبهين عن هذه الامور وليس الامر في هذا الباب كما قيل والنجم تصغر الابصار رؤيته والذنب للطرف لا للنجم في الصغر المشكلة في عينك الذي تراه صغيراً والا هو صغيرٌ أو كبير؟ واقعاص هو مجره هو اكبر حجم واكبر من الارض بآلالاف المراة ولكن انت تراه بقدر القرص لا المشكلة نحن أيضاً في الاعم الاغلب أين نضع المشكلة في الخارج أو في انفسنا؟ في الخارج وهي نتهم الاخرين ونتهم الواقع ونتهم الزمان ونتهم الدهر لا تسب الدهر واقعاً لا تسب ماذا علاقة الدهر انت مشكلتك أين؟ انما هي اعمالكم ترد اليكم هذا البعض يتصور أن اعمالكم ترد اليكم يعني في الاخرة لا في هذه الدنيا ترد اليكم قال: والنجم تصغر الابصار رؤيته ولكن هذا الاستصغار منشأه ما هو؟ والذنب للطرف (للعين) التي لا ترى الامر على ما هو عليه في الواقع ونفس الامر والذنب للطرف لا للنجم في الصغر.

    من الذين كتبوا كتاباً مفصلاً بعد على أساس علم المناسبات الذي مراراً ذكرنا لكم وهو كتاب نظم الدرر في تناسب الايات والسور بعد هذا الكتاب اصلا كتب على هذا الاساس كتب على الاخذ بالعين الاعتبار علم المناسبات نظم الدرر في تناسب الايات والسور للامام المفسر برهان الدين ابي الحسن إبراهيم ابن عمر البقاعي وذاك (في ذاك الوقت كانت كبيرة الان البقاع الذي هو جزء من لبنان ولكنه ذاك الوقت لم تكن لبنان كان يوجد الشام الكبيرة) المتوفى 885 من الهجرة تقريباً خمسة قرون ونصف قبل ذلك انا طبعاً ما ادري كم طبعة الى هذا الكتاب واقعاً ولكنه انا اخذته من المواقع ونحن جلّدناه والا لا نعلم بأنه كثير بحثنا عنه وقالوا بأنه فقط مطبوع في مصر ولا يوجد نسخة منه فسحبناه ويقع كتاب في 22 مجلد كبير يعني كل مجلد حدود خمسمائة صفحة هناك في المقدمة يقول وبهذا العلم يرسخ الايمان في القلب احسنت واقعاً الانسان اذا اطلع على علم المناسبات واقعاً يزداد ايمانناً أن هذا القرآن هو المعجزة الاساسية للنبي صلى الله عليه وآله واذا وقع أي خللٍ في هذا فقد انتهى الاسلام لماذا؟ لانه لا توجد عندنا معجزة أخرى نحن ما هي معجزتنا في قبال الدعوات الاخرى في قبال إثبات أن من جاء بهذا الكتاب نبيٌ مرسل ماذا ويكون في علمكم نحن عندنا مشكلة في كل النبوات السابقة بعد لا يبقى شيءٌ لا لموسى ولا لعيسى ولا لابراهيم ولا لنوح ولا للنبي لماذا؟ لانه هذا كله معجزاتهم كانت زمانية في زمانهم وانتهت لا تقول لي تواتر لانه الف الف تواتر مخالفٌ للواقع ماذا قيمة التواتر؟ كم من التواترات الان موجودة عند الشيعة ولا يقبل بها السنة؟ السنا نقول أن ولاية امير المؤمنين من المتواترات المسلمات القطعيات؟ الان ليس بعد السنة لا يقبلوها بعض الشيعة يشككون في هذه المسلمات، كم من المتواترات عند السنة مقبول عند الشيعة أو ليست مقبولة؟ كم من المتواترات عند المسيحية التي هي اناجيلهم متواترة وعندنا مقبولة أو محرفة كلها؟ مع انه اسألهم متواترة أو لا؟ يقولون بلي متواترة.

    كم من المتواترات عند اليهود ولا يقبلها لا المسيحية ولا المسلمين، كم من المتواترات عند البوذية ديانة قائمة، الصين واليابان والهند اجمعهن ثلاثتهن، الصين مليار واربعمائة مليون، الهند مليار ومائة وخمسين مليون، واليابان أيضاً مائة أو مائتين مليون هذه نص العالم ويكون في علمكم الكونفشيوسية ليس دين البوذية ماذا؟ دين، الكونفشوسية مذهب اخلاقي موجود عند البوذية الموجودة الان في الصين، جيد جداً انتم تتصورون ما عندهم متواترات عن بوذا؟ ما عندهم مسلمات قطعيات عن بوذى؟ تقبلها أو لا تقبلها؟ اذا تقولون كل متواتر حجة وكل متواتر يكشف عن الواقع وهو يقين الستم قرأتم في علم المنطق أن المتواترات من ماذا؟ يعني ماذا يقينيات؟ يعني أينما حصل تواتر فهو كاشفٌ عن الواقع كما قلت في الاوليات، في الاوليات بيني وبين الله يوجد اسلامي ومسيحي أو ليس موجود اسلامي ومسيحي؟ اجتماع النقيضين ممتنعٌ الكل اعظم من الجزء وهكذا والمنطق الاورسطي جعل المتواترات ضمن اليقينيات يعني الكاشفة عن الواقع وهذا الذي قلنا يقيناً باطلٌ لانه كم من المتواترات وهي تخطأ الواقع معجزة واحدة باقية من معاجز الانبياء من الادم الى الخاتم ما هو؟ قرآن، ما عندنا ابداً الباب مغلق، أنظروا إلى محاججات الرضا عليه افضل الصلاة والسلام مع تلك المجموعة الكبيرة من العلماء الذين استدلوا له قال اذا كتابنا غير موجود انتم لا تستطيعون أن تثبتوا أي حقيقة من حقائق شرائعكم واديانكم ونبواتكم ابداً الطريق منحصر من أين؟

    فالذي يريد أن يسقط القرآن لا يعلم أنه لا يسقط مذهب اهل البيت ولا يسقط الاسلام يسقط ماذا؟ اصلاً كل النبواة تسقط لا يوجد طريق لاثباتها الا أن يثبت هذا الكتاب الذي بأيدينا معجزٌ رباني والا اذا شكك احدٌ في هذا الكتاب، أما إذا شكك أحد بهذا الكتاب  إمّا اعطاه بعداً بشرياً إمّا تلاعب فيه وسقط، ولذا تجد البعض لا يلتفت الى لوازم ما يقول انا لا اتهم احد الله يعلم انا منهجي لا اتهم احداً ولكنه اتهم فهم كثير من الناس بمعنى انه لا يلتفت الى لوازم كلامهم والا لوازم المبنى الذي يقوله عندما يقبل آيات قليلة فيها صار تلاعب، السورة قليل فيها صار تلاعب وقليل قليل، ولهذا تجد أن جهد المستشرقين في القرنين الثلاثة الاخيرة كل جهدهم انصب لاسقاط اعتبار قرآن الكريم؛ لانه اذا سقط القرآن انتهى كل شيء، لا يحتاجون أي شيءٍ آخر، اذا استطاعوا أن يثبتوا أن القرآن جهدٌ بشري وصنعٌ بشري انتهت القضية، بأي طريقٍ كان إمّا من خلال جمع القرآن، إمّا من خلال تناقضات القرآن كما يدعون، إمّا من خلال اختلافات القصص القرآنية، إمّا من خلال أن هذه القصص انما جاءت من الاسرائيليات أو من الاديان الاخرى، وإمّا وإمّا، أي طريق، سلكوا كل الطرق لاثبات أنّ هذا الكتاب جهدٌ بشري، فاذا سقط القرآن سقط كل شيء لا الاسلام لا مدرسة اهل البيت، بل الاسلام بل جميع الديانات الاخرى، ماهو دليلك أن عيسى موجود في التاريخ من يقول موجود يقولون يوجد تواتر وبينا مشكلة التواتر، الإعلام يستطيع أن يخلق لك من العدم ماذا؟ الان امامك هذه الكارتلات الاعلامية العالمية تستطيع أن تسقط دول وترفع دول أو لا تستطيع؟ هذه امامكم موجودة كل مكان هذه.

    اذن هذه العبارة التي بدأ به البقاعي يقول وبهذا العلم يرسخ الايمان بالقلب واقعاً بهذا العلم ويتمكن الايمان من اللب وذلك انه يكشف أن للاعجاز طريقين ليس طريقٌ واحد، الطريق الأول نظم كل جملة على حيالها بحسب التركيب اصلا آية واحدة كافية لاثبات لانه القرآن تحدى بآية هذا معناه أن الاية أيضاً فيها اعجازٌ والثاني نظمها مع اختها بالنظر الى الترتيب، نظم هذه الاية مع اخواتها هذه اختها مراد مثلها يعني ذكرنا مراراً أن واخواتها يعني أن ومثيلاتها كلما دخلت امة لعنت اختها، الامم يوجد اخت؟ لا، مراد من اختها يعني ماذا؟ مثيلتها، كلما دخلت امة ومنه يتضح أن علياً اخو من؟ ماذا معنى اخوه؟

    والثاني نظمها مع اختها بالنظر الى الترتيب والاول التي عموم كتب الاعجاز كتبت بهذا الشكل والاول اقرب تناولاً واسهل ذوقاً مباشرتاً تفهمه فإن كلما سمع القرآن من ذكي وغبي يهتز لمعانيه وتحصل له عند سماعه روعة بنشاطٍ ورهبة مع انبساط لا تحصل عند سماع غيره وكلما دقق النظر في المعنى عظم عنده موضع الاعجاز ثم اذا عبر الفطن ما توقف الى هذه الطريقة من الاعجاز عبر الى الطريق الثاني الذي هو ادق، ثم اذا عبر الفطن من ذلك الى تأمل ربط كل جملة ليس كل آية بما قبلها وبما بعدها كل جملة بما قبلها وبما بعدها كل آية بما قبلها وبما بعدها كل سورة بما قبلها وبما بعدها، قال: تأمل ربط كل جملة بما تلتها وما تلاها خفي عليه وجه ذلك ولهذا يقول هذا العلم قل طالبه لانه كل واحد لا يستطيع أن يلتفت الى هذه النكات، قال: خفي عليه وجه ذلك ورأى أن الجمل متباعدة الاغراض، متنائية المقاصد فظن انها متناثرة فحصل له بعد ذلك الانبساط فحصل له القبض والكرب اضعاف ما كان حصل له بالسماع من الهز والبسط وربما شككه ذلك وزلزل ايمانه وزحزح ايقانه بلي كذلك لانه اذا كان هذا من حكيمٍ.

    اذن لماذا هذا التنافر لماذا هذا العدم الانسجام؟ لماذا هذا التناقض؟ قال وزلزل ايمانه وهذه واحدة من اهم النقاط التي يأخذه المستشرقين أو الذين ناقشوا القرآن كما ينقل عن الكندي كانت المشكلة في عدم الالتفات الى علم المناسبات وربما وقف كيسٌ من اذكياء المخالفين عن الدخول في هذا الدين اذا هذا الكتاب معجز لماذا هذا التهافت لماذا هذا الحشو بعدما وضعت لديه دلائل هذا الدين وبرزت له من حجالها دقائقه وجلائله لحكمة ارادها منزله واحكمها مجمله ومفصلة فاذا استعان بالله وادام الطرق لباب الفرج بإنعام التأمل واظهار العجز والوثوق بأنه في الذورة من احكام الربط كما كان في الاوج من حسن المعنى واللفظ لكونه كلام من جل عن شوائب النقص وحاز صفات الكمال ايماناً بالغيب وتصديقاً للرب قائلاً ما قاله الراسخون {رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً} فانفتح له ذلك الباب ولاحت له من وراءه بوارق انواره، بوارق انوار تلك الاسرار فرقص الفكر منه طربا يظهر كان اديب من الطراز الجيد رقص الفكر منه طربا وشكر الله استغراباً وعجبا وشاط لعظمة لذلك جنانه فرسخ من غير مرية ايمانه ورأى أن المقصود بالترتيب معانٍ جليلة الوصف، بديعة الوصف، عالية الامر، عظيمة القدر، مباعدة لمعاني الكلام على انها منها اخذت فسبحان من انزله واحكمه وفصله وغطاه وجلاه وبيّنه غاية البيان وأخفاه وبذلك أن يوقف على الحق من معاني آياتٍ حار المفسرون لماذا؟ لتضيع هذا الباب من غير احتياطٍ، هذا الباب ضيعوه فلهذا ما استطاعوا أن يفسروا الايات كما ينبغي ولهذا يذكر مجموعة من الشواهد من هنا طبعاً من التفاسير التي اعتنت بذلك جيداً العلامة الالوسي في تفسيره روح المعاني أيضاً اعتنى بمسألة علم المناسبات من هنا لابد أن نقف انشاء الله تعالى انا تصورت بأنه ننتهي من البحث لابد أن نقف عند امرين مختصرين وندخل انشاء الله في بحثنا الاية المباركة وهو ما هو الفارق بين المناسبة، هذا علم المناسبات وبين نظم القرآن وبين سياق الايات، تتذكرون فيما سبق أن علم السياق أيضاً علمٌ مهم هل أن علم الترتيب علم المناسبات هو السياق أو انه شيءٌ آخر ثم هذا الذي كتبوه في نظم القرآن وان القرآن له نظمٌ بيانيٌ خاص، ما هو المراد من علم نظم القرآن؟

    اذن صار عندنا اصطلاحات ثلاثة، النظم، السياق، المناسبات ما هو الفروق بينها يأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    15 ربيع الأول 1436

    • تاريخ النشر : 2015/01/07
    • مرات التنزيل : 1568

  • جديد المرئيات