نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (495)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأنه المنهج الصحيح في عملية استنباط الأحكام الفقهية هو الاستناد إلى محورية القرآن والاستناد إلى الفقه القرآني لا المحورية للفقه الروائي. وبيّنا أنّ المراد من هذه المحورية أن في كل بابٍ من الأبواب الفقهية ينبغي إحصاء الآيات المرتبطة بذلك الباب الفقهي، ثم استخراج الأصول والقواعد والأسس والأطر العامة لذلك الباب الفقهي، ثم عند ذلك يُنتقل بعدها إلى المحور الروائي أو الفقه الروائي، فما كان منسجماً مع هذه الأصول ومع هذه القواعد ومع هذه الأطر، فهو مقبول، وما كان مخالفاً لها أو غير منسجمٍ معها فهو زخرفٌ لم يصدر عن أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

    هذا هو المنهج العام في جميع الأبواب الفقهية، بل لابد أن نتجاوز من الفقه الأصغر إلى الفقه الأكبر، يعني عندما نريد أن نبحث في مسائل النبوة أولاً نبحث النبوة العامة والنبوة الخاصة في القرآن ما هي أسسها، وما هي قواعدها، ما هي أطرها، وبعد ذلك نأتي إلى الروايات لنرى أنّها منسجمة مع هذه الأطر أو غير منسجمة معها، على سبيل المثال لو أن الآيات القرآنية تبين لنا ولو بنحو القضية المهملة عدم عصمة جميع الأنبياء على درجة واحدة، افترضوا أنه جاءت روايات تقول بعصمتهم هذه مخالفة للقرآن ويضرب بها عرض الجدار أو بالعكس، لو أن الآيات القرآنية تثبت عصمة الأنبياء جميعاً مذ الولادة والى أن يرحلوا عن هذا العالم، فإذا جاءت روايات مخالفة لهذا الأصل القرآني يضرب بها عرض الجدار فهي زخرف، وهكذا في الإمامة وهكذا في التوحيد وهكذا وهكذا.

    إذن معنى إسلام محورية القرآن هذا المعنى، ليس معناه الاستغناء عن الرواية أو الموروث الروائي، وإنما لا تعطى الأولوية والمحورية للروايات ، والسبب في ذلك لا اقل هذا الكتاب الذي بأيديكم أنا بودي أن تطالعون هذا الكتاب بدقة (الموروث الروائي بين النشأة والتأثير) ليعرفوا لا اقل بعض آفات الموروث الروائي التي كان القرآن بمنجاً عن مثل هذه الآفات التي ابتلي بها الموروث الروائي، سواء على مستوى الموروث الروائي عند أهل السنة أو الموروث الروائي عند محدثي الشيعة، لا فرق بين الاتجاهين في هذا المجال.

    طبعاً هذا الأصل الذي أشرت إليه لا يتبادر إلى ذهنكم كان غائباً عن ذهن جملة من أعلام الامامية، كان موجوداً ولكنه من الناحية العملية والتطبيقية لم نجد ذلك، يعني أنت عندما تراجع الآن كتب بعض أعلام الأصوليين يقول أن الحديث لابد من عرضها على القرآن، ولكن عندما تنظر إلى منظومته الفقهية تجد هذا العرض أو لا تجد؟ لا يوجد أبداً، عندما يريد أن يستنبط أي حكم فقهي في باب النكاح في باب الطلاق وفي باب المعاملات لا تجده يؤسس أولاً لتلك الأحكام أو القواعد في القرآن ثم ينتقل إلى الرواية، وإلا أمامكم كلام صاحب الجواهر قدس الله نفسه، في المجلد 33 في كتاب الايلاء صفحة 297 يقول: وهو في الأصل الحلف من فلان والاسم فلان وشرعاً حلف الزوج على ترك وطئ زوجته الدائمة المدخول بها قبلاً أو مطلقاً، مقيداً بالزيادة على الأربعة اشهر، كما ستسمع تفصيل ذلك كله إنشاء الله، هذه كل الأحكام وهذه في سطرين يقول: والأصل في هذا الكتاب (ليس الايلاء فقط كل أحكام كتاب الايلاء) والأصل فيه قوله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} بل منها يستفاد الوجه في جملة من أحكامه الاتية.

    إذن أصل كل هذا الباب هذه الآية المباركة، ولكنه مما يؤسف لم يذكر بعد ذلك هذه الآية إلى آخر الباب، من الناحية النظرية يقول أن كل أحكام الايلاء موجودة أين؟ أو عموم أحكام الايلاء موجودة هنا، عموم أحكام الطلاق موجودة أين؟ تسريح بمعروف وإمساك بمعروف، ولكنه من الناحية العملية واقعاً إذا صار إمساك بغير معروف هل يقول بأنه يسقط حق الزوج أو لا يقول؟ لا، لا يقول، مع انه صريح القرآن الكريم يقول إمساك بمعروف يعني ضمن الموازين العرفية والشرعية والأحكام، فإذا اخل بأنه امسك ولكنه لزم الضرر ولزم الإضرار كان تعسف كان استبداد كان اضرار بالزوجة هل هنا يبقى حق الزوج الطلاق بيد من اخذ بالساق أو هذا يسقط حقه، أو ينتقل حقه إلى الحاكم الشرعي إلى المرجع والفقيه الجامع للشرائط أي منها؟ نجد من الناحية الفقهية أو من الناحية النظرية يقولون نعم المدار ما هو؟ القرآن ولكن عندما نأتي إلى عملية الاستنباط التطبيقي لا نجد أثراً لهذه النظرية في عملية الاستنباط ولهذا قلت لكم بالأمس والآن أوكد أن ينبغي أن الفقيه المحقق الباحث منكم أن يقرر من أول الأمر أن المحورية للقرآن أو أن المحورية للحديث ولهذا أنا أتذكر جملة من الأعزة كنا نقول لهم هذا خلاف الآية القرآنية يقولون إذن ماذا نفعل بإجماع الامامية أقول له هذا يقر انه هذا خلاف الظاهر القرآني والقاعدة القرآنية ولكن إذن ماذا نفعل بالإجماع الذي قائم بين الامامية فالمانع ما هو الرواية مانعة إذن نجد عتب السيد الطباطبائي في الميزان على هذا المسلك العام الذي يوجد في الحوزات العلمية الشيعية طبعاً هو عنده عتبٌ على الحوزات العلمية السنية وعنده عتب على الحوزات العلمية الشيعية .

    في المجلد الخامس من الميزان صفحة 275 و276 أمّا عتبه على الحوزات العلمية الشيعية وعلماء الشيعة يقول وقد أفرط في الأمر إلى حيث ذهب جمعٌ إلى عدم حجية ظواهر الكتاب، جملة من الأعلام الامامية من الاخباريين ذهبوا إلى عدم حجية ظواهر الكتاب وحجية مثل مصباح الشريعة وفقه الرضا الآن انتم عندما تنظرون إلى المحور الروائي أو الفقه الروائي تجد انه أمثال كتاب فقه الرضا وجامع الأخبار ومصباح الشريعة والى غيره ومستدرك الوسائل وكذا هذه كلها حجة اما كتاب الله ليس بحجة وبلغ الإفراط إلى حيث ذكر بعضهم أن الحديث يفسر القرآن ليس أن القرآن هو بيان تبيان ونور ويفسر نفسه بل من يفسره؟ يفسره الحديث الذي لا يعلم من أين جاء أن الحديث يفسر القرآن مع مخالفته لصريح دلالة القرآن عنوانه تفسير ولكنه ليس تفسير مخالفة للنص القرآني وهذا يوازن (هذا عتبه إلى هذا الاتجاه مدرسة أهل البيت) بعض الجمهور أن الخبر ينسخ الكتاب بينكم وبين الله الحديد القرآن الذي هو قطعي السند واللفظ قطعي اللفظ من الله سبحانه وتعالى يأتي خبرٌ لا يعلم اوله الى آخره ما هو ظني في ظني في ظني الى سبعة ابواب ينسخ ماذا؟ ولهذا عباراتهم واضحة أن السنة قاضية على القرآن تقضي وتقضي لا يعني انه تهدم تقضي يعني هي الحكم ليس أن القرآن قاضٍ على السنة هذه عباراتهم قال أن الخبر ينسخ الكتاب ولعل المترائا من امر الامة من غيرهم من الباحثين يقول انظر المشكلة الاساسية التي ابتليت به الامة جماعةٌ من الامة قالوا الكتاب ولا علاقة لنا بالحديث وجماعة قالوا علينا بالحديث ولا علاقة لنا بالكتاب وهؤلاء كلاهما خالفوا المقطوع به من حديث الثقلين وحديث الثقلين بسواء كان كتاب الله وسنتي أو كان كتاب الله وعترتي في النتيجة هناك يوجد مرجعيتان يقول أن اهل السنة اخذوا بالكتاب وتركوا العترة فآل ذلك الى ترك الكتاب لقول النبي انهما لن يفترقا وان الشيعة اخذوا بالعترة وتركوا الكتاب فآل ذلك منهم الى ترك العترت لقوله انهما لن يفترقا.

    اذن اذا ننظر الى مجموع الامة فقد تركت الامة الكتاب والعترة لانه قرآن بلا عترت فليس بقرآن وعترت بلا قرآن فليس بعترت فان اكتفى احدهما بدون آخر فقد تركهما معاً وهذه الطريقة المسلوكة في الحديث يقول هذه هي التي صارت سبباً سواءٌ في هذا الاتجاه أو في ذلك الاتجاه صارت سبباً أن انقطعت المعارف الدينية عن ارتباطها بالمعارف القرآنية سواءً في العقائد سواءً في الفقه سواءً في الاخلاق سواءً وسواءً كل الدوائر المعرفية الان انت تستطيع أن تكتب من غير أن تستند فيها الى القرآن قال احد العوامل التي عملت في انقطاع رابطة العلوم الدينية عن القرآن مع أن الجميع (جميع المعارف) كالفروع والثمرات من هذه الشجرة الطيبة التي اصلها ثابتٌ وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربك، الاصل الثابت هو القرآن الكريم وذلك انك اذن تبصرت في امر هذه العلوم وجدت انها نظمت تنظيماً لا حاجة لها الى القرآن اصلى ولهذا يمكن أن يكون فقيه في الحوزة ولكنه يقرأ الاية غلط وكم له من نظير ادخلوا انتم الى المواقع وستجدون يقرأ الاية غلط ولكنه يقول انه هو متخصص في المعارف الدينية لا يعرف أن هذه الاية القرآنية ماذا تريد وماذا تشير .

    كونوا على ثقة كنت احضر عند بعض الاعلام في النجف فذكر آية في القرآن ورتب عليها ترتيباً عجيباً غريباً بعد الدرس ذهبت بخدمته وقلت له سيدنا ومولانا هذه الاية التي قرأتها ليس بهذه الشكل وهي بهذه الشكل قال عجيب اذن ليس بهذا الشكل ولكن بهذا الشكل الاية! يعني حتى لا يعرف الفاظ الاية لماذا؟ لان ثقافة العامة في الحوزة ليس من ضرورات الاجتهاد والعلم الفقهي العلم بالتفسير ابداً اسمعتم انتم في مكان انه من مقومات الاجتهاد وقرأنا لكم عبارات سيدنا الأستاذ السيد الخوئي علم من اعلام مدرسة اهل البيت وكل اعلام المعاصرين تلامذته يقول أن الاجتهاد يتوقف على ماذا؟ تتذكرون على علمين علم الاصول وعلم الرجال وارجعوا بيني وبين الله اذا وجدتم علم التفسير لهم الحق وليس فقط هو انظروا الاعلام الاخرين عندما يعددون انه هل يجعلون الاحاطة بمباني التفسير وعلم التفسير من شرائط الاجتهاد الفقهي أو لا، يقول وانها تجد يمكن لمتعلم أن يتعلم جميع علوم الدينية من الصرف والنحو والبيان واللغة والحديث والرجال والدراية والفقه والاصول فيأتي آخرها ثم يتضلع بها ثم يجتهد ويتمهر فيها وهو لم يقرأ القرآن ولم يمس مصحفاً قط.

    هذا ليس كلام السيد الطباطبائي هذه عبارات السيد الامام قدس الله نفسه مراراً وتكراراً في صحيفة النور اقرؤوها وستجدون انه هذه الملاحظة وهذا النقد ليس فقط السيد الطباطبائي وامثال السيد الطباطبائي لا ابدا ظاهرة عامة والان حاكم في الحوزات والشاهد على ذلك بل الدليل عليه انظروا الى وضعكم العلمي بينكم وبين الله الان كم سنة صار لكم في الحوزات العلمية كم وضعتم من اوقاتكم للقرآن ومعارف القرآن وكم وضعتم من اوقاتكم العلمية للحديث والفقه ونحو ذلك انظروا الى حياتكم من من الاعزة الى الان قرأ دورة تفسير من مجلد ليس في عشرين مجلد، دورة تفسير على مستوى عبد الله شبر وعلى مستوى الجلالين وعلى مستوى البيضاوي والان ليس اريد أن اقول على مستوى الطباطبائي وما اريد أن اقول على مستوى الان تفسير شيخنا الأستاذ شيخ جوادي آملي بيني وبين الله قد يصل الى سبعين أو ثمانين مجلد ما اريد أن اقول هذه لا ليس هذه، لا بل دورة تفسير من الاول الى الاخر في الكلمة ومعناه حتى الا اقل يعرف أن هذه الاية ما معناها اذا سئل عنها ولكنه في حياته كم دورة فقهية كاملة قرأها لا لمعة من الأول الى الاخر قرأ الشرايع من الأول الى الاخر قرأ الرسالة العملية من الأول الى الاخر، أمّا كتاب الله أمّا القرآن نعم للتبرك وللحفظ نقرأ آية الكرسي أو في شهر رمضان باعتبار انه يتضاعف كل حرف فنختمه مرة أو مرتين ثلاثة وبحمد الله تعالى انتم في اول ومقتبل ايامكم العلمية الان صار في خمسة سنوات أو عشر سنوات عندكم مجال لا يأتي ذلك اليوم الذي تندمون على انكم لم تضعوا جزءاً لاوقاتكم على القرآن الكريم كونوا على ثقة ستكون علينا ندامة يوم القيامة.

    انا دخلت على شيخنا الأستاذ شيخ حسن زاده الله يحفظه ويطيل في عمره ويعافيه قبل حوالي 15-20 عاماً ووجده ومتأسفاً ونادماً انه لماذا حفظ الفيت ابن مالك والفيت بحر العلوم وهذه كل الالفيات حافظها شيخنا الأستاذ قلت له من المشكلة؟ قال لي لماذا انا بدل هؤلاء لم أحفظ القرآن! جيد واحد يحفظ الفية ابن مالك جيد ويحفظ الفية بحر العلوم جيد وعلم كل شيء خير من جعل بكل شيء مسلّم ولكنه بينك وبين الله اذا دار الامر بين الفيت ابن مالك أو منظومة السبزواري أو كتاب الله سبحانه وتعالى اصلا يوجد قياس بينهما؟! ولكنه لان الثقافة في الحوزة ثقافة قرآنية أو لا توجد هذه الثقافة؟ لا توجد، ولهذا يقول فلم يبقى للقرآن بحسب الحقيقة الا التلاوة لكسب الثواب أو اتخاذه تميمة للاولاد تحفظهم عن طوارق الحداثان فاعتبر أن كنت من اهله واقعاً فاليعتبر اولي الالباب واقعاً اعتبروه وهذه يوم القيامة لا تقدرون أن تقولون لا ندري يقيناً هذه الارض سوف تشهد عليكم هذا المكان وهذا الثقة اطمئنوا وَأَخْرَجَتْ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الإِنسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا هذه الارض تحدث انه فلان وفلان ساعة وفلان يوم بلغكم ولكنه اعتنيتم أو لا؟ لا تعتنون.

    نرجع الى بحثنا وهذه كانت شنشنت ولكنه نرجوا الله أيضاً نكون من اهل القرآن ومن حرثة القرآن بتعبير الامام امير المؤمنين في نهج البلاغة.

    وعدناكم أن ندخل في قوله تعالى من سورة المائدة اوفوا بالعقود هذه الاية قلنا بأنه من موارد البحث في القضية الخارجية والقية الحقيقية قال تعالى في اول الاية من سورة المائدة يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ هل هذه القضية قضية خارجية أو انها قضية حقيقية على اصطلاح الاصولي لا على اصطلاح علماء المنطق له بحث آخر ذاك الان احنه نتكلم على البحث الاصولي هناك قبل أن اقف عن المراد من هذه الاية وانها بنحو القضية الخارجية أو الحقيقية لا بأس أن نقف قليلاً عند المراد من العقد لان الاية قالت اوفوا بالعقود وهو جمع عقد، العلامة المصطفوي في ذيل هذه المادة المجلد الثامن صفحة 229 هذه عبارته قال: أن الاصل الواحد في المادة (يعني العقد أو ع ق د عقد) انظام جزئين أو اجزاء وشدها في نقطة معينة نسميها العقد، انظام شيئين أو اكثر وشدها (يعني ربط احدهما بالاخر) في نقطة معينة يسمى عقد أو عَقَد أي تسميه ومنه يسمى معنى العقيدة (احنه الان نسمي القضية الايمانية بامور عقائدية وما معنى العقائدية)؟ يعني ضم جزء أو مسألة الى النفس وشدها مع النفس شداً محكماً يسمى عقيدة ومنها أيضاً تسمى القضية عقداً لماذا تسمى القضية عقد؟ من اسماء العقيدة في المنطق ما هو؟ العقد وما هو العقد؟ يعني ضم الموضوع أو المحمول الى الموضوع وشد احدهما الى الاخر شداً محكماً، الآن محكماً أو مبرماً غير محكم أو مبرم هذه امور أخرى وهذه صفاته ويقابله الحل.

    اذن ما هو العقد وما هو الحل اتضح وهو فك العقدة الآن لا فرق بين أن يكون هذا الشد والحل مادياً أو أن يكون معنوياً في الامور المادية كشد الحبل بحبل كشد يدٍ بيد أخرى أو يكون معنوياً كما اشرنا ومن هنا هذه النقطة مراراً اكدها عليها انه علينا الفهم المفهوم اولاً ولا نخلط المفهوم بمفاهيم المفهوم هذا مفهوم العقد احنه كثير من الاحيان بدل أن نفهم المفهوم نفسر المفهوم بالمصداق مع انه المصداق ليس تفسير المفهوم وانما احد مصاديق المفهوم وذكرنا في ابحاث سابقة قلنا مثلاً اليد في اللغة عندما تراجع اليد يعني ماذا؟ الجارحة مع انه اليد في اللغة ليس الجارحة نعم من مصاديق اليد ما هي؟ الجارحة ما هي النتيجة؟ النتيجة اذا فسرت اليد بالجارحة اذن قوله تعالى يد الله مغلولة أو يداه مبسوطتان لابد أن يأخذ بظاهره كما فعل المجسمه لانه ظاهر القرآن يقول أن الله له يد وله يدان فإن قلت له لابد من تأويلها وصرفها يقول خلاف الظاهر من الدليل على ذلك أمّا اذا قلت اليد له معنى الف ومن مصاديقها الجارحة وليس بالضرورة أن الله قال يد الله أو يداه يعني الجارحتان لا المعنى اللغوي ما هو لليد وهكذا يعني واحدة من اهم الاشكالات ومشاكل المجسمة انهم خلطوا بين المفهوم وبين المصداق الخارجي وهذا ما اوضحناه مفصلاً اقسام المفهوم واقسام المصداق في كتاب منه التوحيد عند الشيخ ابن تيمية عندما ناقشنا مسألة المجسمة والكتاب اعطينا لكم يقول وأمّا قولهم الاحكام الابرام الشدة الغلضة الوثوق العسر التصلب الامساك هذه لا علاقة لها بمفهوم العقد هذه من الاثار والصفات واللوازم فلا ينبغي الخلط بين المفهوم وبين اثاره ولوازمه هذا الذي نعبر عنه بأنه فهم اللغة مفردات اللغة والمفردات القرآنية واقعاً جدوا مهم فهم المفردات القرآنية نصف فهم القرآن لانه انت عندما تسمع قوله وسع كرسيه اذا قلت الكرسي لغة يعني لا يجلس عليه وتشير الى المثال.

    اذن وسع كرسيه ما هو معناه؟ بحسب الظاهر بغض النظر عن دليلك العقلي أن الله ليس بجسم يعني ماذا؟ يعني الله هم عنده كرسي يجلس عليه انتهت وطبيعي جداً لانه ظاهر اللغة هم تقول الكرسي يعني لا يجلس عليه والله سبحانه وتعالى بعد أن انتهى من السماوات والارض خلص شغله فاراد أن يرتاح فعندما اراد أن يرتاح وضع رجلاً على أخرى! ولهذا الان محرم عند الوهابية وبعضهم عنده مكروه وضع رجلٍ الى أخرى يقول يلزم تشبه الى أخرى ويوجد عندهم روايات في هذا وعند ذلك انت لا تجد عند الوهابية يضع احد ابدا تابعوا هذه القضية أبداً لا يضع رجل على أخرى لانه هذه من الصفات الالهية والله عندما انتهى عمله اراد أن يرتاح فوضع رجل على أخرى وما عنده مشكله هو لانه هو يقول نزل القرآن بلسان عربي مبين وهذه أيضاً لسان عربي مبين، والان العرش في اللغة عندما تذهب تجد يفسر بتفسير مرتبط بالمصاديق المادية اذن الله أيضاً عنده عرش وانتهى، الوجه كذلك، القدم كذلك.

    اذن واضح المشكلة أين واذن ستبدأ المشكلة هناك في الروايات أيضاً كذلك يقول اذن والعقد على هذا الاساس اذا كانت هذه المادة والعقد مطلق الانضمام والتشدد بين الجزئين أو الاجزاء في نقطة معينة في قبال الحل وهذا بناءاً على هذا التعريف الى العقد اللغوي والنتيجة ما هي؟ وهذا يعم ويشمل ما يلي ماذا يشمل؟! يشمل العقود اللازمة في الفقه كالاجارة والمزارعة والمساقات والنكاح والعقود الجائزة أيضاً عقدٌ لانه يوجد بين طرفين ولكن الشد محكمٌ لا ينفك أو يمكن أن ينفك؟ يمكن أن ينفك وقلنا الانفكاك وعدم الانفكاك الشدة والاحكام هذه من اللوازم هذه من الصفات وهذه ليس من مضمون العقد والعقود الجائزة كالوديعة والعارية والشراك والقراض والوكالة والوصية ماذا تقول في الايقاعات؟ يقول الايقاعات كذلك ومشمولة للعقود لماذا؟ لانه صاحب الايقاع أيضاً يقوم بعهد بينه وبين من؟ الآن إمّا بينه وبين ربه وبينه وبين طرف آخر وان لم يشترط أن الطرف الاخر يوافق عليه أيضاً يصدق نعم في الفقه نميز بين العقود والايقاعات ولكنه لغة العقود اعم ممن؟ من الايقاع وهذه كلها من مصاديق العقد وأمّا الايقاعات فهي ما لا تحتاج الى قبول ولا ينعقد بالايجاب والايقاع أيضاً اما لازم واما جائز ونحو ذلك.

    بإمكانكم أن تراجعون هذه الموسوعة، وهذه من الكتب الجامعة لفتاوى اهل السنة وهو كتاب الموسوعة الفقهية التي هي لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المعروفة بالموسوعة الكويتية التي تقع في 45 مجلد، دورة فقهية كاملة لكل مباني السنة وغير السنة واقعاً من خيرة الكتب، وفيها تحقيقات جيدة هناك في هذه المادة في المجلد 30 مادة عقد في صفحة 198 طبعاً يبدأ البحث من صفحة 198 الى صفحة 256 يعني حدوداً 60 صفحة عنده بحث كل الابحاث المرتبطة في كل كلمات العلماء اهل السنة والشيعة والزيدية والاباضية وغيرها تجدوها هنا يقول وفي الاصطلاح لغة بيّناه أمّا الاصطلاح ما هو؟ يقول وفي الاصطلاح يطلق العقد على معنيين أو على اصطلاحين، المعنى العام وهو كلما يعقده الشخص أن يفعله أو يعقد على غيره فعله الى وجه الزامه اياه وعلى ذلك فيسمى البيع والنكاح وسائر عقود المعاوضات عقوداً لان كل واحد من طرفي العقد الزم نفسه الوفاء به وسمي اليمين على المستقبل عقداً لان الحالف الزم نفسه بالوفاء بما حلف عليه من الفعل والترك وكذلك العهد والامان لان معطيها قد الزم نفسه الوفاء بها وكذا كل ما شرط الانسان على نفسه في شيء يفعله في المستقبل فهو عقدٌ والنتيجة ماذا تصير؟ اذا تم هذا الاصطلاح لا اريد أن ادخل في ابحاث أخرى.

    اذن الوعد الابتدائي اوفوا به أو لا تجب الوفاء به؟ اوفوا بالعقود وهذا عقدٌ أو ليس بعقد؟ تقول لان الرواية اقول انظر ماذا يقول القرآن ونفهم ماذا يقول القرآن انظر في الوعود الابتداية في الوعود هذه يجب الوفاء به قرآنياً أو لا يجب؟ فإن لم يثبت انها يجب فبها ونعمت ليست لدينا مشكلة، أمّا اذا ثبت قرآنياً يجب الوفاء بالعقود والايقاعات والعهود والمواثيق والى غير ذلك عند ذلك اذا جاءت رواية تخالف هذا النص القرآني وهذا لابد أن نعرف المخالفة هل هي بنحو التباين هل هي بنحو عموم من وجه هل هي بنحو عموم المطلق أي منها هذا كلها لابد أن يعرف ومن هنا تجدون هذا الاساس جملة من اعلام المفسرين عندما وصلوا الى هذه الابحاث مثلاً منهم العلامة الالوسي في روح المعاني في ذيل هذه الاية المباركة من سورة المائدة قال هذا المعنى المجلد السابع صفحة 8 قال: واختار بعض المفسرين أن المراد بها ما يعم جميع ما الزم الله تعالى عباده وعقد عليهم من التكاليف وما يعقدونه فيما بينهم من عقود الامانات والمعاملات أو يحسن الى آخره وهذه كلها مشمولة لقوله اوفوا بالعقود.

    والحمد لله رب العالمين.

    12 ربيع الثاني 1436

    • تاريخ النشر : 2015/02/02
    • مرات التنزيل : 1479

  • جديد المرئيات