نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (46)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    قلنا بأن هذه الآية المباركة من سورة النساء تستحق أن نقف عندها قليلاً وإلا فهي تستحق أبحاث مفصلة هذه الآية وهي الآية 59 من سورة النساء يوجد فيها اتجاهان بين علماء التفسير ليس بين علماء الشيعة لا هذه الآية يوجد فيها اتجاهان بين علماء التفسير من السنة والشيعة.

    الاتجاه الأول انه يعتقد أن هذه الآية المباركة دالة على عصمة النبي صلى الله عليه وآله يعني واحدة من أهم أدلة عصمة النبي الأكرم هذه الآية المباركة النساء وبطبيعة الحال حيث أن أولي الأمر عطفوا على رسوله بلا تكرار الإطاعة فتثبت العصمة لأولي الأمر أيضاً لان الآية قالت أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فكلما ثبت للرسول فيكون ثابتاً لأولي الأمر عليهم أفضل الصلاة والسلام إذا ثبت أنهم مصداق الآية هذا الاتجاه الأول، هذا الاتجاه ذهب إليه جملة من أعلام الشيعة وذهب إليه أيضاً بعض أعلام السنة.

    الاتجاه الثاني وهو الذي يقول أن الآية لا دلالة فيها على عصمة النبي صلى الله عليه وآله فضلاً عن عصمة أولي الأمر لان أولي الأمر إنما ثبتت لهم العصمة في الآية بدلالة عصمة النبي للعطف على أطيعوا الرسول فإذا لم تثبت العصمة للنبي صلى الله عليه وآله من الآية فمن باب الأولى لا تثبت لأولي الأمر عليهم أفضل الصلاة والسلام أن كانوا مصداقاً للآية إذن اتجاهان وطبعاً هذا الاتجاه هو المشهور بين علماء أهل السنة يعني لا دلالة على الآية في العصمة وهو الذي اختاره جملة من أعلام الشيعة أيضاً وهو انه لا دلالة للآية على العصمة ليس البحث في وجوب الطاعة ذاك مسلم وانتهينا منه قلنا بأن الآية دالة على ضرورة ولزوم الطاعة ذاك بحث لا خلاف في تلك المسألة وإنما لكلام الآن ماذا؟ إنها دالة على العصمة أيضاً أو إنها ليست دالة على العصمة في هذا المجال.

    أمّا الاتجاه الأول: وهو الاتجاه الذي حاول أن يستدل عليه هؤلاء قالوا الإطاعة في القرآن على نحوين، إطاعة مقيدة واطاعة مطلقة، الإطاعة المقيدة لا تدل على العصمة لأنها مقيدة بعدم معصية الخالق لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فإذن يحتمل أن الذي فرض الله طاعة يعصي الله يشتبه ويخطأ بعد تجب طاعة أو لا تجب؟ فإذا كانت الإطاعة مقيدة فلا تكشف لنا أن من أمر بطاعة معصوم لا دلالة لذلك أمّا إذا ثبت أن الإطاعة كانت إطاعة مطلقة يعني في كل الحالات تجب الطاعة هنا لا يمكن أن نقول أن الله لا يأمر بطاعة احد مطلقاً حتى في فرض المخالفة وإلا يلزم أن الله يلزم بطاعة المخالف أو العاصي والله يأمر بالفحشاء والمنكر أو لا يأمر؟ لا يأمر، إذن لا يمكن أن نستكشف أن نقول مع فرض انه غير معصوم ويخطأ ويأمر بالمعصية أيضاً أمر الله بطاعته إذن نستكشف من خلال البرهان الآني إذا وجدت طاعة مطلقة إنما أمر بطاعته ما هو؟ معصوم.

    هذا هو البيان الذي أشار إليه السيد الطباطبائي في المجلد الرابع من الميزان صفحة 391 قال: فالآية تدل على افتراض طاعة أولي الأمر الآية ما دلت عليهم مباشرتاً وإنما بالعطف على أطيعوا الرسول ولم تقيده بقيدٍ ولا شرط وليس في الآيات القرآنية ما يقيد الآية في مدلولها حتى يعود معنى قوله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم إلى قوله واوطيعوا أولي الأمر منكم في ما لا يأمر بمعصية أو لم تعلم بخطأهم فإن امروكم بمعصية فلا طاعة عليكم يقول لا يوجد عندنا في القرآن ما يدل على تقييد هذا الإطلاق إذن المقدمة الأولى طاعة أولي الأمر في الآية مطلقةٌ وكل من كانت طاعته مطلقة فهو دالٌ على العصمة اذن اولي الامر معصوم واولي الامر طاعتهم مطلقة بأي قرينة؟ بقرينة انهم عطفوا على الرسول اطيعوا الرسول واطيعوا اولي الامر منكم هذا كبرى القياس وصغرى القياس وكل من طاقته مطلقة فهو معصومٌ، اذن اولي الامر معصوم ولذا يقول على أن الاية جمع فيها بين الرسول واولي الامر وذكر لهما معاً طاعة واحدة لم تقل الاية واطيعوا الرسول واطيعوا اولي الامر اذا كان الاية هكذا لا نستطيع نقول لعله الاطاعة في اولي الامر اطيعوا الرسول واولي الامر لو كان هكذا لا نستطيع نقول لعله الاطاعة في اولي الامر مطلقة أمّا لما عطف على طاعة الرسول وطاعة الرسول في القرآن مطلقة أو مقيدة؟ ليس فقط بحسب هذه الاية بل بعشرات الايات الاخرى وذكر لهما معاً طاعة واحدة فقال واطيعوا الرسول واولي الامر منكم ولا يجوز عن الرسول أن يؤمر بالمعصية أو يغلط في حكم فلو جاز شيءٌ من ذلك على اولي الامر لم يسع الا أن يذكر القيد الوارد عليهم اذا كان يصدر منهم خطأ أو معصية كان ينبغي للاية أن تقيد وحيث أنها لم تقيد اذن الطاعة ما هي؟ ويقول والشاهد على ما نقول أن القرآن فيما هو اقل اهمية من هذه المسألة قيدها فما بالك بهذه المسألة.

    سيدنا أين؟ قال انظروا قال: وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا بيني وبين الله ما هو اوجب طاعة الوالدين ولكنه اوجبها مطلقا أو مقيدة؟ قال بشرط انه لا يلزم منه الاطاعة أو الامر بالمعصية هنا اولى بأن يذكر المولى القيد لو كانت الطاعة طاعة مقيدة يقول لم يسع الله أن يذكر القيد الوارد عليهم فلا مناص من اخذ الاية مطلقة من غير تقييدٍ ولازمه اعتبار العصمة في جانب اولي الامر بأي قرينة؟ يقول بقرينة العطف على الرسول كما اعتبر في جانب رسول الله صلى الله عليه وآله من غير فرق بينهما هذا هو خلاصة الاتجاه الأول في المقام، هذا الاتجاه وجد أيضاً في كلمات جملة من اعلام المفسرين منهم مجمع البيان في تفسير القرآن في ذيل هذه الاية المباركة، الجزء الثالث لطبعة دار المرتضى صفحة 96 قال ولا يجوز أن يوجب الله طاعة احدٍ على الاطلاق الا من ثبتة عصمته وعلم أن باطنه كظاهره وامن منه الغلط والامر بالقبيح الله اذا لم يحرز أن هؤلاء ظاهرهم كباطنهم وانهم لا يخطأؤون ولا يأمرون بمعصية اشتباهاً لما امر بطاعتهم مطلقاً وحيث انه امر بطاعتهم مطلقاً نستكشف انهم معصومون هذا أيضاً كلام المجمع.

    وهذا أيضاً ما ورد في زبدة البيان للمقدس الاردبيلي في زبدة البيان للمقدس الاردبيلي في صفحة 687 قال ومما يؤيده أن الله ما قرن بينه وبين الرسول يقول الاية القرآنية لم تقل اطيعوا الله والرسول قالت اطيعوا الله واطيعوا الرسول حتى لا تكون هناك مقارنة بين الله وبين رسوله للتفاوت العظيم بين الله وبين الرسول وهذا ينقض عليه مباشرتاً وعشرات الايات قالت اطيعوا الله واطيعوا الرسول.

    الان لا نريد أن نناقش المقدس الاردبيلي أمّا وقارن بين الرسول واولي الامر للقرب  بينهما فلابد أن يكون بينهما قرباً ولا قرب بين الرسول وبين غير اهل البيت طبعاً هذه المقدمة الثانية بعد ما يمكن استخراجه من الاية المباركة لابد أن نستدل بها بالروايات والا من قال لك بأنه اولي الامر يعني اهل البيت هذه المقدمة من أين جئت بها، لو كانت اية التطهير نقول عنوانه اهل البيت ووارد فيها اما هنا عنوانه ما هو؟ اولى الامر عنوان واهل البيت عنوان آخر ولكنه أيضاً يستدل بها، واصل الاستدلال من الفخر الرازي هذا الاستدلال في دلالة الاية على العصمة اصلها من الفخر الرازي قبل الفخر الرازي انا بودي الاخوة يراجعون قبل الفخر الرازي المتوفى سنة 604 يكون في علمكم الفخر الرازي كل هذه الاثار والذي الان شاغل الفكر لهذه الاثار والي الان شاغل الفكر الاسلامي كله في مختلف الابعاد 544 الى 604 عمره 60 سنة، الان هنا 60 سنة وبعده يحضر درس مع كل الامكانات التي الان عندنا وفي ذلك الزمان هذه الامكانات متوفرة أو غير متوفرة؟ لكنه هذه الدورات الضخمة وهذه المطالب العالية 9 مجلدات وهذا التفسير في 32 مجلدات وعشرات بل مئات المؤلفات في مختلف ابواب المعرفة هؤلاء كيف كانت اوقاتهم تسع في أي وقت استطاعوا أن يستوعبوا هذه العلوم ويكتبوا في هذه الطريقة.

    الحق والانصاف بغض النظر أي مقدار أن نتفق معهم أو أي مقدار نختلف معهم على أي الاحوال في ذيل هذه الاية المباركة في سورة النساء المجلد العاشر صفحة 116 من المجلد العاشر هذه عبارته هناك يقول والدليل على ذلك أن الله تعالى امر بطاعة اولي الامر على سبيل الجزم لا على سبيل التعليق لانه اذا صارت مقيدة تكون معلقة ومقيدة يقول لا هنا اوجب طاعتهم جزماً ليس اذا لم يأمر بمعصيته على سبيل الجزم في هذه الاية (صغرى القياس) ومن امر الله طاعته على سبيل الجزم والقطع لابد أن يكون معصوماً عن الخطأ (هذا هم كبرى القياس) .

    اذن هذا الذي امر الله طاعتهم على سبيل الجزم معصومون من الخطأ بأي دليل ما هو البرهان؟ يقول هذا دليله بيان الكبرى بأي دليل تقول معصومٌ بيان الكبرى اذ لو لم يكن معصوماً عن الخطأ كان بتقدير اقدامه على الخطأ يكون قد امر الله بمتابعته لانه قال لنا تجب طاعته مطلقا امر بالصحيح أو امر بالخطأ فيكون ذلك امرا بفعل ذلك الخطأ، الان وما المحذور في ذلك يقول لا، لا يمكن لان الامر بالخطأ غير معقولٍ محال على الله لان الله نهى عن الخطأ وان الله ينهى عن الفحشاء والمنكر جيد اذا امرنا بالفحشاء والمنكر ولو اشتباهاً ليس عمداً فيلزم أن الله هم لز منا بطاعته أن نطيعه في الفحشاء والمنكر وهم نهانا يلزم أن الله امر ونهانا كثير استدلال منطقي.

    قال: والخطأ لكونه خطئاً منهيٌ عنه فهذا يفضي الى اجتماع الامر والنهي في الفعل الواحد بالاعتبار الواحد هنا دخلت مسألة الاجتماع الامر والنهي على علم الاصول يدخلها الى الخط وانه محالٌ فثبت أن الله تعالى امر بطاعة اولي الامر على سبيل الجزم وثبت أن كل من امر الله بطاعته على سبيل الجزم وجب أن يكون معصوماً من الخطأ فثبت قطعاً أن اولي الامر المذكور في هذه الاية لابد وان يكون معصوماً من الخطأ وهذا الذي مراراً كنا نقوله للاعزة أن نظرية وجود المعصوم بعد رسول الله هذه ليس نظرية شيعية ولكن مع الاسف الشديد لم نستطع أن نسوقها في عالم الاسلامي الان المتعارف انه القائلين بوجود معصوم بعد رسول الله هذه نظرية من؟ لا ابدا هذه نظرية اسلامية ضرورة وجود معصومٌ بعد رسول الله نظرية بتعبير هؤلاء قرآنية.

    نعم اذا يوجد اختلاف يوجد اختلاف في المصداق من هو المعصوم هو هنا يقول ثم نقول ذلك المعصوم اجماع الامة وليس ذلك المعصوم ما تقوله الروافض من حقه رأي علمي ينقل يقول انا اقول أن المصداق الاجماع الامة انت تقول ماذا؟ عليٌ واولاد علي أن استطعت أن تثبت حجة علي واذا ما استطعت أن تثبت لي حجة علي لا في نظرية نختلف أو نتفق مسألة نظرية والا انا وانت متفقان على وجود معصوم وهذه كثير مهمة لو كان الفقه الكلام الشيعي في اليوم الأول وضع يده على هذه النقطة ولا توجد جهة أو اتجاه كلامي في عالم العصمة والا هو معتقد بعالم العصمة صريحة اقولها الآن اما الاجماع واما عدالة الصحابة هذه كلها عنوانه عدالة الصحابة ولكن واقعها ما هو؟ واقعها عصمة الصحابة ولهذا لا يجوز مخالفتهم عند السلفية تجوز مخالفة الصحابة أو لا تجوز؟ لا تجوز مخالفة الصحابة هذا هو معنى العصمة والا اذا كانوا مجتهدين يصيبون ويخطؤون يجوز مخالفتهم أو لا يجوز؟ نعم يجوز مخالفتهم طبعاً يكون في علمكم افضل من وقف عند هذه المسألة لاثبات الضرورة وجود معصومٌ بعد رسول الله هو الفخر الرازي ولهذا تجدون السلفية كثير لا يهتمون بنظريات الفخر الرازي لماذا؟ لانه بيني وبين الله هذه مباني الفخر الرازي اذا صارت ثقافة في الامة اذن يتبين الشيعة شذوذ من الامة أو مبانيهم مباني من الامة؟ بالامس انا انظر الى برنامج يقول هذا التعبير (انظروا كيف بيني وبين الله يثقفون الامة) الذي الان الاعلام الغربي والاعلام الداخلي يعني الاعلام في دولنا الاسلامية وكذا وهو انه يوجد صراع طائفي هذه مغالطة ايها السنة التفتوا الى هذه المغالطة أين المغالطة؟!

    واقعاً نظرت بأنه جداً خبير هذا المتكلم لا اريد أن اذكر اسمه يقول عندما يقولون يوجد صراع طائفي بين السنة والشيعة كأننا يريدون أن يجعلون اهل السنة والجماعة طائفة كما أن الشيعة طائفة مع أن اهل السنة والجماعة هي الامة وهؤلاء الشاذين الذين خرجوا عن الامة فاذن هو صراعٌ بين الشاذ عن الامة والامة حتى يعطي مشروعية لاهل السنة والشاذ شاذٌ الى النار هؤلاء اهل البدعة ليس صراع طائفي هذا ليس صراع بين الحنابلة وبين الاحناس هذا صراع بين الشيعة الذين هم شذوا عن الامة وبين الامة التي هي مليار واربعمائة مليون، وهذا التحليل فيه ابعاد نفسية وفيها ابعاد عاطفية وفيها ابعاد عقائدية وكذا هذا الان الاعلام الاخر يشتغل على هذه، مثل ما الان انت بينك وبين الله الشعب يعيش حالة اجماع واذا مجموعة تخرج عنه تقول صراع طائفي صراع شعبي؟ تقول لا هؤلاء شذوا عن وضع الامة لابد ماذا نفعل لمن شذ؟إما أن نهديهم الى الصراط المستقيم فاذا اصروا على ضلالتهم ماذا نفعل؟ نبعثهم الى نار جهنم ماذا يفعلون الان؟

    هذا التحليل الجديد الذي الان موجود انه لا يقبلون أن يسمى هذا الوضع يقولون هذه لغة الاستعمار لغة الاستكبار يريدون يخدعون الامة الاسلامية أن الصراع في المنطقة صراعٌ طائفي، انا فقط اير الى المصادر وبامكانكم أن تراجعون فلهذا الفخر الرازي في سورة التوبة الجزء 16 صفحة 175 هناك العبارة له جدوا مهمة والحق والانصاف في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ يقول امر لهم بالتقوى وهذا الامر وهذا فكانت الاية دالة على أن من كان جائز الخطأ (يعني الذين ىمنوا اتقوا الله) على أن وجب كونه مقتدياً بمن كان واجب العصمة اذن الصادقون من هم؟ من وجبت عصمتهم لماذا؟ يقولون لانه هؤلاء هم اذا جاز خطأهم لا معنى لان يقتدي من هو جائز الخطأ بمن هو جائز الخطأ لا معنى لذلك اذن هؤلاء ثبتت ماذا؟ وهم الذين حكم الله تعالى بكونهم صادقين هذا يدل على انه واجبٌ على جائز الخطأ كونه مع المعصوم عن الخطأ حتى يكون المعصوم عن الخطأ مانعاً لجائز الخطأ عن الخطأ وهذا المعنى لعله مختصٌ بزمان رسول الله يقول لا وهذا المعنى قائمٌ في جميع الازمان فوجب حصوله في كل الازمان وفي كل زمن لابد أن يوجد معصومٌ قوله فإن قلت لما لا يجوز أن يكون المراد هو كون المؤمن مع وجود المعصوم في كل زمانٍ يعني انا وانت نكون مع رسول الله ورسول الله كان معصوماً أو لم يكن معصوماً؟

    اذن هذا لا يدل على وجود معصوم في كل زمان بل يكفي معصوم في زمان فعلى جميع المؤمنين في باقي الازمنة يكون مع ذلك المعصوم، لما لا يجوز يكون المراد مع المعصوم الموجود في كل زمانٍ، الجواب قلنا نحن نعترف بأنه لابد من معصومٍ في كل زمانٍ لا يكفي معصوم واحد بأي دليل؟ يقول لان الاية قالت مع الصادقين وهذا دالٌ على الاستمرارية اسم فاعل ليس انه معصوم كانوا الان كونوا من هو؟ هنا أيضاً يقول بالكم واياكم لا نظرية الرافضة ابدا نظرية من؟ ذلك المعصوم هو مجموع الامة لا فردٌ أو طبقة معينة ابدا لا نقبل طبعاً في بعض عباراته الاخرى الروافض لعنهم الله وهذه موجودة لا يتبادر الى ذهنكم وهذا هم المورد الثاني.

    المورد الثالث الذي وقف عنده مفصلاً آية سورة الاسراء وانظروا هذا المباني الشيعية كاملة موجودة ولكنه على نحو الاجتهاد النظري قد تتفق معه وقد سني آخر يقول لا، لا دلالة في الاية لا يقول واحد سيدنا انت قلت قبلا العصمة لا انا اقول توجد ادلة على العصمة ولكنها ما هي؟ بديهية أو نظرية؟ نظرية والاختلاف عن الدين يخرج أو لا يخرج لا يخرج فرقي مع الاخرين فرق مع الاصوليين القائلين بان هذه بديهية لانه اذا خالف الضروري يخرج من الدين انا لا يخرج عندي من خالف ماذا؟ لم يعتقد بالعصمة وكذلك في هذه الاية المباركة في سورة النحل قال ويوم نبعث في كل امة شهيداً عليهم من انفسهم وجئنا بك شهيداً على هؤلاء، يقول وثبت أيضاً لابد في كل زمان بعد زمان الرسول من الشهيد ليس الشهيد يعني المقتول في سبيل الله لا الشاهد على الاعمال  فحصل من هذا أن عصراً من الاعصار لا يخلوا من شهيداً على الناس هذه نظرية الشهداء عند الشيعة وذلك الشهيد لابد أن يكون غير جائز الخطأ لماذا؟ يقول لانه اذا كان جائز الخطأ هو يحتاج الى شهيد حتى يصحح خطأه ويشهد عليه والا لافتقر الى شهيداً آخر ويمتد ذلك الى غير النهاية وذلك باطلٌ فثبت انه لابد في كل عصرٍ من اقوام تقوم بهم الحجة يعني اجماع الامة، الآن من أين قالوا اجماع الامة؟ باعتبار أن رواياتهم المتواترة تقول لا تجتمع امتي على خطأ أو على ظلالة يعني العصمة هذا هم مورد.

    المورد الاخير الذي أشار اليه هذا الرجل وهو المورد الرابع: تحت سورة البقرة الجزء الرابع صفحة 37-39 في ذيل الاية المباركة اني جاعلك للناس اماما ماذا يقول؟ يقول يدل على انه عليه السلام كان معصوما هذه الامامة امامة دالة على العصمة وهنا واقعاً هنا ما استطاع أن يقف امام مباني مدرسة اهل البيت يقول وأمّا الشيعة فيستدلون بهذه الاية على صحة قولهم في وجوب العصمة ظاهراً وباطناً هذه الاية دالة على أن الامام لابد يكون معصوماً ظاهراً وباطنا لازمه ما هو؟ لازمه بعد لا يمكن أن يراد من الامام اني جاعلك للناس اماماً عموم القضات والائمة لانه هؤلاء ثبتت عصمتهم أو لم تثبت عصمتهم؟ ولهذا يقول فإن قيل ظاهرة الاية يقتضي انتفاء كونهم ظالمين ظاهراً وباطنا ولا يصح ذلك في ائمة القضات قلنا اما الشيعة فيستلدون وأمّا نحن (انت ماذا تقول الحق معهم أو ليس معهم هنا في كتاب العصمة قلنا ستكتب شهادتهم ويسألون) فنقول مقتضى الاية كذلك الا انا تركنا اعتبار الباطل لماذا؟ بلا دليل، والا اذا ما ترك اعتبار الباطل يلزم أن نبطل الخلافة وحيث أن ذاك اصل لابد أن لا يبطل فاذن نرفع اليد من ظاهر الاية هذا الذي انا اعبر عند بعض الاعزة اقول بعض الاحيان الضرورات العلمائية والاراء العلمائية تقف تصد عن الحق وهذا ليس فقط موجود عند السنة وعند الشيعة كذلك موجود لا يتبادر الى ذهن احد هذا مختصة بمدرسة اهل السنة لا الان تقول له والله بالله ظاهر الاية اوفوا بالعقود ظاهر الاية كذا يقول وماذا نجمع باجماع الطائفة! فاجماع الطائفة مقدمٌ على النص القرآني الان نفس هذا العمل وهو هو قال قلنا أمّا الشيعة فيستدلون بهذه الاية وأمّا نحن فنقول مقتضى الاية ذلك الا انا تركنا اعتبار الباطن فتبقى العدالة الظاهرة معتبرة يكفي اذا صار عادلاً ظاهراً أن يكون اماما لانه اذا اعتبر الظاهر والباطن عند ذلك تبطل كثير من الامور في الواقع الاسلامي وحيث أن الاصل هو الواقع وليس النص القرآني اذن نرفع اليد جيد على هذا الاساس والاتجاه يتضح أن مصداق اولي الامر بعد لا يمكن أن يكون امراء السرايا لا يمكن أن يكون المارد منه العلماء لا يمكن أن يكون المراد منه القضاة لانه الاية دالة على عصمة اولي الامر فهل تشمل بعد القوات والامراء والعدول أو غير العدول، لا تشمل هذا الفهم للآية لاثبات الولاية للعادل أو لا بناءاً على هذا الفهم ولهذا يقولون بأن هذه الاية دالة على العصمة يقولون هذه مختصة بمن؟ بائمة اهل البيت لماذا؟ لان الدليل دل عندنا أن علياً واولاد علي بأي دليل؟ إمّا بآية التطهير إمّا بحديث الثقلين دل الدليل على عصمتهم وحيث أن الاية تقول اولي الامر والمراد من اولي الامر هم المعصومون اذن تختص الاية بأهل البيت سلام الله عليهم بهذا الطريق لا أن اهل البيت قالوا نحن الاية لا هذا يلزم الدور كما ذكرنا مراراً، الاية تقول اولي الامر الذي ثبتت عصمتهم من هم؟

    لا تبين الاية القضية لا تثبت موضوعها ولا يمكن أن تذهب الى الامام الصادق انا اولي الامر خاصة لا، لا يكفي ويلزم الدور اذن من أين نثبتها؟ نثبتها من آية التطهير نقول ثبتت عصمتهم وهذه الاية قالت تجب طاعة اولي الامر واولي الامر معصوم لم يثبت عندنا معصوم الا اهل البيت والاية مختصة بمن؟ واضح الدليل الاستدلال الفني؟ من حديث الثقلين اذا دل الحديث الثقلين على العصمة نقول اذن اهل البيت ثبتت عصمتهم وهذه الاية قالت تجب طاعة اولي الامر اذن ما هو اولي الامر؟ وبهذا تبطل كل الاقوال الاخرى الموجودة في المسألة لان هذه اقوال متعددة موجودة في المراد من اولي الامر في الاية المباركة منهم ما ذكره الالوسي قال واختلف في المراد بهم أي باولي الامر فقيل امراء المسلمين في عهد رسول الله وبعده ويندرج فيه الخلفاء والسلاطين والقضاة وغيره وهذا القول تام أو باطل؟ باطل، لماذا؟ باعتبار أن الاية دالة على العصمة ولم تدل عصمة احد من هؤلاء وقيل المراد بهم امراء السرايا أيضاً باطلٌ وقيل المراد بهم اهل العلم وهذا أيضاً باطلٌ لانه لم تثبت عصمة اهل العلم وقيل وقيل وقيل أن المراد الاعم العلماء والقضاة والخلفاء والسلاطين وكل من كان ولي الامر ولو بالسيف هو تجب طاعته وهذه النظرية السنية التي الان قائمة والنظرية السنية ماذا تقول؟

    تقول لا يوجد عندنا دليل على انه كيف يكون ولي الامر بشكل مشروع أو بشكل غير مشروع مرة يأتي بالانتخاب فطوبى للامة تجب طاعتهم ومرة يأتي بانقلاب عسكري ولكن الامور يأخذ الامور بيده ولو بانقلاب عسكرية ومرة ياتي بالقتل يقتل كل من قبله ويتسلط ولكن يلزم الامور بيده اذا يلزم الامور بيده وتولى الامر الاية ماذا تقول؟ تجب واطيعوا الامر وهذه النظرية الان قائمة وفي الواقع السني الان لا ينظرون انه كيف جاء الى السلطة كيف جاء الى الحكم هل جاء بالوراثة هل جاء بالانقلاب العسكري هل جاء بالانتخابات هل جاء ابدا هذا اولا وثانياً يقولون أن الاية المباركة لم تشترط، لم تقل بشرط أن يكون عادلاً ولم بشرط أن يكون عالماً ابدا مطلق كل من هو ولي الامر بناءاً على هذه الاتجاه بعد هذه الاقوال كلها ماذا تكون؟ كلها تكون باطلة.

    الى هنا اتضح هذا المعنى ولكن عندنا بعد الان اشكال وهذا الاشكال لابد أن يطرح ونجيب عنه وهو اشكال اساسي وهو انه اذا ثبت عصمة اولي الامر في الاية المباركة فلماذا لم يرد اليهم عند التنازع؟ لماذا عندما قال فان تنازعتم في شيء أين اولي الامر؟ ألستم تقولون أن أولي الأمر أيضاً تجب طاعتهم ومعصوم؟ هذا الإشكال الأساسي الذي أورده الرازي وأورده كل من الآن على مدرسة أهل البيت يريدون هذا الإشكال يقولون بأنه إذا كانت الآية دالة على العصمة (انظروا كيف العبارة واضحة وصريحة) يقول إذا كان الأمر كذلك يعني أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وثالثها لو كان المراد باولي الأمر الإمام المعصوم كما تقولون يا روافض وجب أن يقال فان تنازعتم في شيء أصلاً ليس فقط فردوه لله والرسول بل ردوه إلى من؟ لماذا؟ لأنه في كل زمان الله موجود أو رسول موجود من موجود؟ فقط أمامكم المعصوم موجود إذن الآية ماذا كانت تقول؟ ولو كان المراد باولي الأمر بالإمام المعصوم لوجب أن يقول فان تنازعتم في شيء فردوه إلى الإمام أصلاً لا يحتاج لأنه المعصوم هو الذي يقول الله ماذا يقول ورسول الله ماذا يقول أليس كذلك؟ أصلاً لم تكن حاجة أن يقول فردوه إلى الله والرسول لابد أن يقول ردوه إلى الإمام مباشرتاً وحيث لم يفعل على طريق برهان الخلف وحيث لم يقل إذن ليس المراد من أولي الأمر الإمام المعصوم فثبت أن الحق تفسير الآية بما ذكرناه لا بما تقوله الروافض، إنشاء الله اليوم تبحثون تنظرون ما هو جواب هذا الإشكال الفني على أهل الآية أو على الاستدلال على هذا الاتجاه أن الآية دالة على العصمة.

    والحمد لله رب العالمين.

    13 ربيع الثاني 1436

    • تاريخ النشر : 2015/02/04
    • مرات التنزيل : 1848

  • جديد المرئيات