نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (500)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في دعوى أن الارتكاز العام قائم أي ارتكاز المسلمين في ثلاثة القرون الأولى قائم على قاعدة الاشتراك قلنا بأنه أساساً هذا الارتكاز ما يمكن أن يكون حجة علينا إذا كان مبدأه هو الوحي يعني اخذ من النبي صلى الله عليه وآله أو اخذ من قبل الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام من هنا نجد هناك محاولة حثيثة لإثبات انه لم يكن هناك اجتهاد لا في عهد النبي صلى الله عليه وآله ولا في عهد الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام وبطبيعة الحال إذا لم يكن هناك رأي واجتهاد من قبل الصحابة والاصحاب، صحابة النبي وأصحاب الأئمة، إذن ما ارتكز عندهم وما قاموا به وما كانت عليه سيرتهم، إذن يكون مبدأها الوحي الإلهي فيكون حجة كما هو الحال في كل سيرة متشرعية ولهذا نجد أن الأعلام استدلوا على ذلك أو حاول البعض أن يستدل على ذلك بأن سبب تأخر الاجتهاد وتدوين القواعد الاجتهادية في مدرسة أهل البيت إنما كان مرجعه لان عصر النص وعصر التشريع في مدرسة أهل البيت امتد إلى أواخر القرن الثالث ومن هنا فلم تكن هناك أي حاجة إلى الاجتهاد وأي حاجة إلى تدوين القواعد الاجتهادية وأي حاجة إلى أن يقول أو يفتوا الناس بآرائهم لان النص بمتناولهم لان النبي في عصر النبي بمتناولهم وان الأئمة عليهم أفضل الصلاة والسلام في مدرسة أهل البيت في متناول أصحابهم.

    إذن ما هي الحاجة إلى النص؟ ما هي الحاجة إلى الاجتهاد والفتوى والاستنباط وتدوين القواعد ونحو ذلك ولهذا تجدون بأن جملة من المستشرقين أشاروا إلى هذه الحقيقة طبعاً هذا المطلب ذكره الشيخ المطهري ونقله الآخرون في كتاب علم الأصول تاريخاً وتطوراً لعلي الفاضل القائيني يقول ومن أولئك الذين يزعمون بتأخر الشيعة في الرجوع إلى الاجتهاد الدكتور مستر ادامس من المستشرقين قال لو أردنا أن نفهم لماذا تأخر الشيعة في عملية الاجتهاد على أهل السنة لسنا بحاجة إلى أن نذهب بعيداً في هذه المسألة أن الشيعة لم يحتاجوا إلى الرجوع إلى أصول الفقه مع وجود الأئمة فيما بينهم لا حاجة إلى الاجتهاد لان الاجتهاد من قبيل التيمم ومع وجود الماء لا حاجة إلى التأمم والإمام المعصوم موجود فبإمكان أن نسأل منه لماذا نتعب أنفسنا ونجتهد قد نصيب وقد نخطأ ولم يستعينوا في حل مشاكلهم بعملية الاجتهاد لكن بعد غيبة الإمام الثاني عشر تغيرت الفكرة الشيعية والتجأت إلى الاجتهاد ومراجعة الأدلة.

    إذن عملية الاجتهاد إنما بدأت بواكيرها في عصر الغيبة الصغرى ثم بعد ذلك استمرت ونمت ودهرت إلى أن وصلنا إلى القرن الرابع والخامس يعني في عصر المفيد والطوسي وإعلام الطائفة هؤلاء اجتهدوا وكتب الكتب الفقهية الاستدلالية والكتب الأصولية الاستدلالية والكتب الكلامية الاستدلالية وإلا قبل ذلك لم تكن هناك أي حاجة إلى ذلك هذا المعنى أصله موجود باللغة الفارسية في مجموعة الآثار للشهيد المطهري المجلد 20 صفحة 138 يشير إلى هذه القضية بإمكان الإخوة أن يراجعوا ذلك نفس هذا المعنى أشار إليه السيد الصدر رحمة الله تعالى عليه في معالم الجديدة للاصول في صفحة 69 و70 هذه عبارات السيد الشهيد رحمة الله تعالى عليه يقول الحاجة إلى علم الأصول تاريخية معنى تاريخية يقول لكي تتضح الفكرة لديك افرض نفسك تعيش عصر النبوة على مقربة من النبي تسمع منه الأحكام مباشرتاً تفهم النصوص الصادرة منه بحكم وضوحها افكنت بحاجة لكي تفهم الحكم الشرعي أن ترجع إلى عنصر مشترك أصولي والقواعد الأصولية أو لا تحتاج؟ لا حاجة لذلك لماذا؟ لأنه كل شيء بمتناول اليد إلى أن يأتي في صفحة 70 يقول أن الإنسان كلما كان اقرب إلى عصر التشريع وأكثر امتزاج بالنصوص كان اقل حاجة إلى التفكير في القواعد الاجتهادية لأنه النص بمتناوله وفي هذا الضوء نعرف أن تأخر علم الأصول ناتج عن طبيعة الحاجة إلى علم الأصول في عصر الأئمة كانت حاجة إلى علم الأصول أو لا تكون؟ لا تكون حاجة لأنه علم الأصول هي قواعد الاجتهادية وقواعد عملية الاجتهاد ومع وجود الأئمة لا حاجة إلى ذلك ومن هنا نستطيع أن نفسر الفارق الزمني بين ازدهار علم الأصول في نطاق التفكير الفقهي السني وازدهاره في نطاق تفكيرنا الفقهي الامامي فإنه نمى وترعرع وقوي في الفقه السني أكثر مما قوي في الفقه الشيعي لماذا؟ باعتبار أن السنة بعد رسول الله احتاجوا إلى عملية الاجتهاد عصر النص انتهى عندهم عصر التشريع انتهى عندهم وهذا بخلاف في مدرسة أهل البيت إلا أن علم الأصول ترعرع وازدهر نصبياً في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاق فكر الامامي أو الفقه الإمام حتى يقال أن علم الأصول على الصعيد السني دخل التصنيف في القرن الثاني ولكنه عندنا لم يدخل إلا في القرن الثالث والرابع والخامس كان متأخراً إذن ما يقوله البعض تصنيف الشيعة لعلوم الإسلام وكل علم الشيعة دونوه السيد الشهيد هنا لا يوافق ويقول ليس هذا الكلام تام على الإطلاق وإنما في بعض العلوم نعم وفي بعض العلوم الأخرى ليس كذلك، هذه هي الدعوى التي قيلت في المقام.

    السؤال المطروح هنا وهو إذن عملية الاجتهاد إذا ثبتت في عصر النبي أو في عصر الأئمة إذن بعد يكون هذا الارتكاز حجة أو لا يكون؟ لا يكون، لأنه لعل هذه المباني التي قال بها هؤلاء العلماء كانت ناتجة عن اجتهاداتهم العلمائية وليس هذا الارتكاز والمبنى مأخوذ من الوحي مباشرتاً، في مقام الجواب على هذا التساؤل لابد أن تعلموا أولاً أن باب الاجتهاد على أوسع أبوابه في عند أهل السنة فتح بعد رسول الله صلى الله عليه وآله والآن اجعلونا كان في عهد رسول الله اجتهاد أو ذهاب النبي الاكرم الى الملأ الاعلى فتح باب الاجتهاد لا انه فتح باب الاجتهاد متأخراً لا مباشرتاً بعد رسول الله فتح باب الاجتهاد عند صحابة النبي صلى الله عليه وآله وخير شاهد على ذلك في كتب مدرسة اهل البيت النص والاجتهاد لشرف الدين انتم اذهبوا تجدون بأن الخلفاء اجتهدوا، الآن باعتقاد سيد شرف الدين اجتهدوا في قبال النص، الآن قراءته صحيحة ام لا ذاك له بحثٌ آخر، ولكن الكلام أن الاجتهاد مباشرتاً بدأ بعد رسول الله في عهد الخلفاء الثلاثة مباشرتاً حتى انكم تعلمون جيداً وحتى انكم قرأتم عندما جاؤوا الى امير المؤمنين عليه افضل الصلاة والسلام في قضية الثقيفة الثانية يعني الشورى السداسية قالوا له العمل بكتاب الله وسنة رسوله وسيرة الشيخين مراد من سيرة الشيخين يعني ماذا؟ يعني الاجتهادات التي اجتهدوها وراء الكتاب والسنة أو في الكتاب والسنة ليس هذا مهماً المهم انه حصل هناك شيءٌ اسمه سيرة الشيخين من قبيل صلاة التراويح ومن قبيل غير الصلاة التراويح كثير الامور من قبيل المتعة سواء كان يتعلق بمتعة الحج أو ما يتعلق بمتعة النكاح هذه كلها كانت اجتهادات من رأس السلطة ليس اجتهادات من اناس عاديين من رأس السلطة ولم يقع أيضاً اعتراض من الصحابة أيضاً بعض الصحابة أيضاً وافق على مثل هذه الاجتهادات ولكنه المهم انشاء الله لابد أن ننظر بأنه هذا النص بيني وبين الله ما هو مضمونه انما امير المؤمنين ماذا اجاب؟ لا ما قال رأيي هو اجتهاد رأيي امير المؤمنين مجتهد؟

    الآن هذا في محله لابد أن نقرأ ماذا أن يقول امير المؤمنين لانه لابد أن المفروض لابد أن يقول الله ورسوله اية سورة النساء الله ورسوله ماذا يعني رأيي؟ هو امير المؤمنين عندك شيء وراء الكتاب والسنة؟ ما معنى رأيي على فرض رأيي أو اجتهاد رأيي؟ هذا بحثه انشاء الله في بحث الاصول انشاء الله سنقف عنده قليلاً وهو أن النبي والائمة يجتهدون أو لا يجتهدون واذا كانوا يجتهدون فما هي دائرة الاجتهاد انا مراراً ذكرت لكم والاخوة بيني وبين الله في امرهم احرار قلت أن هذين الدرسين احدهما يكمل الاخر ولذا كثير من المطالب التي تجدونها احنه لا نذكرها في علم الفقه لانه نذكرها في علم الاصول والاخوة احرار في انه يريدون أن يسمعون أو يحضرون احرار ولكنه يكون في علمهم انه كثير من الابحاث هذني تكمل بعضها بعضاً لا يمكن فهم الفقه عندنا بمعزل عن الاصول فقهي واصولي في الدرس يختلف عن الفقه والاصول في الحوزات العلمية، في الحوزات العلمية يمكن أن تحضر اصول وما تحضر فقه ممكن تحضر فقه وما تحضر اصول هنا انا رتبت الابحاث التي متداخلة يكمل بعضها بعضاً فتح باب الاجتهاد على مصراعيه عند اتباع مدرسة اهل السنة بالنحو الذي انشاء الله تعالى الاخوة اذا يريدون مراجعة اجمالية للمذاهب التي وجدت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ولم نتجاوز 100 الى 150 سنة قد تتجاوز 20 الى 30 مذهباً فقهياً فقط ليس مذهب ومذهبين وثلاثة مذاهب فقهية متعددة دعنا عن المذاهب الكلامية من الاشاعرة والمعتزلة احنه ما نتلكم على  مستوى البحث الكلامي ولا على مستوى البحث التفسيري ذاك اجعلوه الى جانب اتكلم على نحو البحث الفقهي والاصولي يعني الاجتهاد في المباني الفقهية والاصولية بامكانكم تراجعون 20-30 صفحة تطالعونه قربة الى الله وهو الامام الصادق والمذاهب الاربعة للعلامة الشيخ اسد حيدر هناك في الجزء الأول المذاهب الاربعة نشأتها وشهرتها وانتشارها يشير اولاً الى مدرسة الرأي التي هي مدرسة ابي حنيفة في قبالها مدرسة الحديث يعني المدرسة مدرسة مدينة وغيرها وغيرها وهما مدرستان اساسيتان وبعده لم ينتهي القرن الثاني مثلا على سبيل المثال يأتي في صفحة 154 يقول اما المذاهب التي انقرضت وجدت مذاهب والى يومنا باقي من قبيل المذاهب الاربعة المعروفة من قبيل الزيدية من قبيل الاسماعيلية من قبيل الخوارج هذه كلها موجودة ولكن التي انقرضت يقول المذهب الشعبي سنة 105 من الهجرة وفاتها يعني اذا عمره 70 سنة.

    فاذن بدأت مدرسة الاجتهاد في عهد الخلفاء مذهب الحسن البصري سنة 110 من الهجرة مذهب الاعمش سنة 148 من الهجرة (هذني وفاتهم) مذهب الاوزاعي 157 مذهب سفيان الثوري 161 مذهب الليث 175 مذهب سفيان ابن عنينة 198 مذهب ابي ثور 240 مذهب داوود الظاهري 270 مذهب محمد ابن جرير الطبري صاحب التاريخ والتفسير 310 هذه غير المذاهب الاربعة المشهورة  والتي تواريخهم معلومة لا نحتاج أن نقف عندها كثيراً المذهب الحنفي من ثمانين الى مائة وخمسين ومذهب المالكي 93 الى 197 أن على هذا الاساس الاجتهاد كان قائماً في هذه القرون الثلاثة أو لم ليس بقائم؟ نعم قائم على اوجه.

    اذن سلمنا معكم انه هؤلاء ارتكز عندهم انهم لا يدخلون الزمان والمكان في موضوعات الاحكام الشرعية هذا مبدأه الوحي بالضرورة أو لعله مبدأه الاجتهاد من أين يقول العلامة السيد البجنوردي بالضرورة يكون هذا الارتكاز مبدأه ما هو؟ ولا يمكن ذلك الا بوصوله اليهم من مبدأ الوحي هذا من أين؟ نعم اذا لم يثبت انهم اجتهدوا نقول اذن ذهبوا الى هذا مبدأه الوحي اما اذا ثبت الاجتهاد ليس فقط نقول لا نعلم انه مبدأه الوحي بل نقطع انه مبدأه ليس هو الوحي بل مبدأه الاجتهاد.

    اذن ما ذكره السيد البجنوردي وما ذكره أيضاً الشيخ اللنكراني الذي قال في صفحة 308 قال وهذا الاتكاز لا محالة قد نشأ من مبدأ الوحي لا أي ضرورة أن يبدأ هذا أو ينشأ هذا الارتكاز من الوحي بل نشأ من الاجتهاد الذي كان عنده اذن الى هنا هذه الدعوى الى جاءت في كلمات السيد البجنوردي وكلمات اللشيخ اللنكراني ارتكاز عامة المسلمين مبدأه الوحي الان اتضح ما ادري نسبت السنة في ذلك الزمان 60 بالمائة 50 بالمائة 90 بالمائة تبين ارتكازهم مبدأه الوحي أو ارتكاز مبدأه الاجتهاد؟

    اذن هذا سقط عن الاعتبار اذن قولهم لانه انا اتكلم مع اعلام مثل السيد البجنوردي والشيخ اللنكراني الذي يقول ارتكاز عامة المسلمين ما يقول ارتكاز الشيعة لو كان يقول ارتكاز الشيعة كنا نبحث أن الاجتهاد موجود في عصر الائمة أو غير موجود؟ ولكنه يقول ارتكاز عامة المسلمين حتى العوام من المسلمين الجواب: هذا الاتكاز لو اثبت عند اهل السنة أن مركزه الوحي ومبدأه الوحي والرسالة فالحق معكم ولكنه الان ليس فقط لم يثبت ذلك بل ثبت عكس ذلك.

    الآن نريد أن نترقى درجة الى هنا قلنا عند اهل السنة الاجتهاد بدأ بعد رسول الله لا بل الاجتهاد ثابت عند اهل السنة للصحابة في عهد رسول الله وكانوا يجتهدون وهذه تقريباً اللرأي الغالب والرأي المحقق (بحسب ادلتهم بغض النظر هذه الروايات مقبولة عندنا أو غير مقبولة عندنا فقط انا اشير اشارة اجمالية لهذه المسألة) ما قاله الامام الآمدي في الإحكام في اصول الأحكام المجلد الرابع صفحة 212 قال اتفقوا على جواز الاجتهاد بعد النبي هذا مما لا ريب فيه واختلفوا في جواز الاجتهاد لمن عاصره هل يجوز الاجتهاد لمن هو في عصر النص مع رسول الله أو لا يجوز؟ فذهب الاكثرون الى جوازه عقلاً ومنع منه الاقلون.

    اذن اكثر اعلام اهل السنة ذهبوا الى جواز الاجتهاد في عصر النبي ثم اختلف القائلون بالجواز هل يجوز لهم الاجتهاد في عصر النبي مطلقا أو يجوز لهم الاجتهاد في عصر النص والنبي على تفصيل يقول توجد اقوال ثلاثة:

    القول الأول من جوز ذلك للقضاء والولاة في غيبة النبي دون حضوره اذا كان النبي هو أيضاً في بلدان أخرى فهل يجوز لهم أو لا يجوز؟ نعم، ولكن للقاضي هل يجوز له مع وجود النبي؟ بعضهم قال مع وجود النبي يجوز يعني ليس بالضرورة يذهب الى باب النبي الى المسجد ويسأل رسول الله هو يجتهد ويعطيه رأيه وبعضٌ قال ومنهم من جوزه مطلقا سواء كان النبي حاضراً أو كان ماذا؟ يعني يمكن الوصول اليه أو لا يمكن الوصول اليه، الثاني: من قال بجواز ذلك مطلقا اذا لم يوجد والامدي ماذا يقول هو المختار جواز ذلك مطلقا سواءٌ كان قاضياً ام لا والياً أو لا حاضراً أم غائباً ويضيف قيداً عجيباً يقول وان ذلك مما وقع في حضوره وغيبته يعني اجتهدوا سواء كان في الحضور أو كان في الغيبة تقول جيد لعلهم اجتهدوا لانه اجتهادهم كان يوصلهم الى القطع لانه مع وجود الحكم القطعي كيف يمكن الاستناد الى الحكم الظني لان الاجتهاد لا يورث الا ظنا حتى هذا لا يشترط حتى لو كان الاجتهاد مورث للظن وبإمكانه الوصول الى القطع يجوز الاعتماد الى اجتهاد وان ذلك مما وقع مع حضوره وغيبته ظناً لا قطعاً حتى لو اورث الرأي أمّا الجواز العقلي فيدل عليه ما دل على جواز ذلك في حق النبي فكيف لا يجوز في حق من؟ لانه قائلون بجواز اجتهاد النبي في استنباط الاحكام الشرعية مع أن رسول الله كان بامكانه أن يأخذ الحكم بنحو القطعي أو لا يمكنه؟ نعم يمكنه ولكنه مع ذلك لا يجب عليه يجوز له أن يجتهد وان كان مورثاً وموجود عند كبار علماء اهل السنة واما بيان الوقوع فيذكر مجموعة منها الى تاريخياً ثبت ما روي عن النبي انه حكم سعد ابن معاذ في بنقي قريضة وسعد ابن معاذ نبي؟ لا، سعد ابن معاذ امام معصوم؟ لا، ما هو؟ صحابي اجتهد ورسول الله وافقه على ذلك بعد هذا فيه وهذا بحمد الله منقول في كتب اهل السنة وفي كتب الشيعة وهذه ليس من اختصاصات اهل السنة .

    اذن اجتهد بمحضر رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يكن معصوماً قال فحكم بقتلهم وسبي ذراريهم بالرأي فقال لقد حكمت بحكم الله من فوق سبعة ارقام هذا قول وهذا مورد.

    المورد الثاني ما ذكره المستصفى أو الامام الغزالي من علم الاصول الجزء الثاني صفحة 392 تحت عنوان اجتهاد النبي قال: الى أن يقول وكذلك اجتهاد غيره عندنا يعني كما يجوز الاجتهاد النبي يجوز الاجتهاد ماذا؟ لانه لقائل أن يقول يجوز الاجتهاد النبي لانه معصومٌ واجتهاده مصيب للواقع أمّا اجتهادي اجتهاد غير معصوم فقط يخطأ يقول لا، ميز سواء كان المجتهد معصوماً كالنبي أو كان المجتهد غير معصوم فهو جائز وكذلك اجتهاد غيره عندنا لا اشكال فيه.

    اذن الى هنا انتهينا من هذه القضية وهي انه هذا الارتكاز الذي يقوله سيد البجنوردي ويقوله الشيخ اللنكراني وتبعه كل من جاء بعدهما أو قبلهما من أن ارتكاز المسلمين وقلنا المراد من المسلمين هنا الاعم من العلماء والعوام في القرون الثلاثة الاولى على عدم مدخلية الزمان والمكان في موضوعات الاحكام الشرعية هل يوجد دليلٌ على أن هذا الارتكاز مستندٌ الى الوحي حتى يكون حجة أو لا يوجد دليل؟ الجواب لا فقط لا يوجد دليل على الاستناد الى الكتاب الى الوحي والرسالة بل الدليل قائم على خلافه لماذا؟ لان اهل السنة تعلمون جيداً أن اهل السنة ما قالوه في هذه القرون الثلاثة لا هو مبدأه الوحي لانه كانوا يعتقدون بالائمة أو لا يعتقدون بالائمة؟ يعتقدون بمرجعية الائمة أو لا يعتقدون؟ لا يعتقدون ولا أيضاً ثبت عندنا أيضاً أن علماء السنة والارتكاز العام عند علماء السنة والارتكاز العام عند متشرعة اهل السنة اذا كان خطأ يجب على الامام أن ينبهه عليهم لانه لقائل أن يقول انه سيدنا عندما كان هذا الارتكاز باطل لماذا لم ينبه الائمة على بطلان هذا الارتكاز ولو كان منشأه الاجتهاد؟ الجواب: لم يثبت عندنا أن وظيفة الائمة أن أي ارتكاز كان بين المسلمين يجب عليهم أن ينهوا عنه ابدا هذا ثابت عندنا اذا تم دليله الكلامي في محله ثابت بالنسبة اذا وجد ارتكاز بين اتباعه مخالف للشريعة يجب عليه البيع والا اذا كثير من الامور الباطلة عند علماء اهل السنة انت لا تجد أي دليل من ائمة اهل البيت منعوا عن ذلك الارتباط، اذا وجدوا ارتكاز عند علماء الشيعة واتباع مدرستهم وكان ذلك الارتكاز باطلاً، إمّا من باب النهي عن المنكر وإمّا من باب انه امام يجب أن يوجه اتباعه فعليه إمّا أن يقرهم وإمّا أن يردعهم أمّا لم يثبت انه اذا يردع عليه الردع بالنسبة الى علماء اهل السنة.

    اذن ينحصر الامر أن يستدل المستدل بعد هذا الكلام الذي قاله السيد البجنوردي والشيخ اللنكراني ارتكاز عامة المسلمين هذا بطل لا يمكن الاستناد اليه يبقى ارتكاز اصحاب الائمة في هذه القرون الثلاثة فهل يمكن الاستناد الى هذا الارتكاز ليس عند المسلمين عند علماء وصحابة الائمة وتلاميذهم وشيعتهم في هذه القرون الثلاثة لاثبات انه اخذ منهم عليهم افضل الصلاة والسلام فيكون حجة علينا أو انه لا طريق لذلك أيضاً الكلام هو الكلام وهو انه اذا ثبت أن اصحاب الائمة وتلاميذ الائمة والشيعة بنحو العموم كانوا لا يوجد عندهم ارتكاز متشرعي الا من أين مأخوذ؟ مأخوذ من الائمة.

    اذن مثل هذه الارتكازات تكون حجة فيمكن أن يستدل بمثل هذا الارتكاز على عدم مدخلية الزمان والمكان في الموضوعات نقول يدل على قاعدة الاشتراك بامضاء ممن؟ إمّا بإمضاء أو إمّا ببيان من الائمة لانه هم لا يجتهدون اصحاب الائمة لا يجتهدون واذا وجد هذاه الارتكاز فمبدأه من الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام أمّا اذا ثبت العكس وهو أن اصحاب الائمة لم يكونوا نقلت لاحاديث الائمة اصحاب الائمة وخصوصاً (الآن لا اريد أن ادخل في تاريخ امير المؤمنين) مع عصر الامام الباقر وما بعد ذلك يعني من اوائل القرن الثاني الى القرن الرابع أن اصحاب الائمة كانوا من المجتهدين وكانوا يجتهدون وكان يخالف بعضهم بعضاً مثل الحالة التي عندنا الان ولكنه بدرجة، البعض يقولون بدرجة اقل لا والله ليس بدرجة اقل وحقكم بدرجة كثير اشد لانه بعد ذلك اذا الاخوة صبروا على هذا البحث ستجدون أن التكفير الذي كان في عصر الائمة من علماء الشيعة بعضهم بعضا يكفر بعضهم بعضا واقعاً لا نظير له في زماننا الان هل يوجد في علماء الشيعة في التوحيد من يقول بالتجسيم وبعضهم يقول بعدم التجسيم يوجد؟ بين علماء الشيعة يوجد احد من يقول الله جسمٌ؟ ولكن في زمان الامام الصادق كان موجود وهشام ابن حكم قال بتجسيم الله والآن وجهت كلماتهم وكتبت رسائل في توجيه كلمات هشام ابن الحكم سؤال هل يوجد في زماننا الان من كبار علماء الامامية من ينكر عصمة الائمة؟ اصلا حتى لو يوجد يجرأ أن يقول انا انكر عصمة الائمة؟ ولكن انظروا انتم في ثلاثة القرون الاولى وأأتيكم بالمصادر واقرأ لكم العبارات كان هناك جملة من اعلام الامامية لا يعتقدون بعصمة الائمة وكانوا من الشيعة.

    اذن نحن في مسألة الاجتهاد لابد أن نقف قليلاً فاذا ثبت أن اصحاب الائمة وتلاميذ الائمة كانوا يجتهدون فارتكازاتهم حجة أو ليست بحجة؟ مثل ارتكاز الان في زماننا حجة أو ليس بحجة؟ اذا سقط ذلك يعني اذا ثبت انهم يجتهدون بعد يسقط اعتبار الاجماع أيضاً يسقط اعتبار الشهرة أيضاً يسقط اعتبار سيرة المتشرعية ونحو ذلك هذه لا تتصورون فقط اثرها يظهر هنا بل في عشرات المسائل الاصولية والفقهية التي الاعلام الان عندما لا يجدون دليلاً في الكتاب والنص الروائي ينتقلوه الى السيرة المتشرعية الى الاجماع الى الشهرة الى اصحاب الائمة، الجواب: هؤلاء اذا لم يثبت انهم كانوا من المجتهدين أمّا اذا ثبت انهم من المجتهدين فلا اعتبار بمثل هذه الاجتهادات وانما هي آراء علمائية لا آراء مأخوذة من المعصوم.

    الاخوة الذين يريدون أن يطالعون هذا الكتاب الذي انا فيما سبق ذكرته لكم وهو كتاب تطور المباني الفكرية للتشيع للسيد حسين مدرسي طباطبائي بامكانكم أن تطالعون في القرون الثلاثة الاولى تطور المباني الفكرية للتشيّع هذا أيضاً موجود بالفارسية اصل الكتاب وايضاً موجود باللغة العربية مترجم الكتاب الى اللغة العربية بترجمه الدكتور عماد مشكور وكذلك للدكتور حسين الطباطبائي كتاب فقه زمين باللغة الفارسية في مقدمة الكتاب في صفحة 37 الى صفحة 50 تقريباً 10 صفحات خلاصة الكتاب موجود في مقدمة هذا الكتاب ومصادر أخرى انشاء الله نشير اليها.

    والحمد لله رب العالمين.

    20 ربيع الثاني 1436

    • تاريخ النشر : 2015/02/10
    • مرات التنزيل : 2390

  • جديد المرئيات