نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (55)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في الموارد التي فوض فيه الامر الى رسول الله صلى الله عليه وآله وقلنا نحن نفهم من التفويض أي الاجتهاد ما معنى الاجتهاد؟ قلنا أن يقول شيئاً أو أن يفعل شيئاً من غير أن ينزل فيه وحي من الله اذا كان الامر كذلك فهذا هو الاجتهاد وهذا هو التفويض الذي نفهمه من الروايات وبتعبير آخر هذا المعنى الذي اشارت اليه النصوص كما في الرواية الواردة في البصائر المجلد الثاني صفحة 234 الرواية عن ابي جعفر رقم الرواية 1358 أو باب التفويض الى رسول الله رقم الرواية 14 قال عن ابي جعفر قال وضع رسول الله دية العين ودية النفس ودية الانف وحرّم النبيذ وكل مسكرٍ نحن نفهم من التوفيض هذا المعنى الذي هو مقصودنا من الاجتهاد فقال له رجلٌ لان الرواية وضع رسول الله ومن هنا نفهم كل الروايات التي عبرة عنها وضع رسول الله لانه وضع رسول الله الزكاة في تسع ما معنى وضع؟

    قال: فقال له رجلٌ فوضع هذا رسول الله من غير أن يكون جاء فيه شيء قال نعم من غير أن يأتي وحي اذا جاء اليه وحي يصير ابلاغ لا يكون اجتهاداً ولا تفويضاً لا معنى للتفويض مع مجيء الوحي من الله مع مجيء الالهام من الله أي كان لو جاء وحي أو الهام أو كتاب أو قرآن أو رؤية أو الى آخره بعد لا معنى لان ننسب الفعل لرسول الله صلى الله عليه وآله وانما ينسب الوضع والجعل الى الله ورسوله يبلغ ذلك الذي جعله الله مع أن النصوص عبّرت وضع رسول الله وقت رسول الله اوقات الصلوات هو من غير أن يكون جاء فيه شيء قال نعم هذا مقصودنا من الامور الاجتهادية نعم بحث آخر وهو انه لم يضعه لم يوقّته لم يجعله من السنة لم يشرّعه لم يطبّقه الى آخر القائمة، هل هذا كله مصيبٌ كما يريده الله أو قد يصيب وقد يخطأ ذاك بحث آخر الان ليس بحثنا في ذلك الان البحث في انه هذا وضع فيه رسول الله من غير أن يجيء فيه شيء أمّا القرآن هل يمكن لاحد أن يقول جاء بآية من غير أن يجيء فيها شيءٌ؟ لا، رسول الله في القرآن مبلغ عن الله ليس له من الامر شيء ليس لك من الامر شيء في الايات القرآنية واقعاً ليس له من الامر شيءٌ لا يستطيع أن يقول كلمة اضافية وكلمة {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ} الى آخره، (واضح البحث لانه هذه المرة الثالثة التي اقولها لتوضح).

    نعم الذي وضعه بعضه احكام شرعية كما هذه الروايات وهذه الروايات تقول وضع دية العين، دية النفس، دية الانف، حرم النبيذ، حرم كل مسكر، اضاف ركعات الصلاة، اضاف في الحج، اضاف في الصوم هذه كلها وضع من؟ هذه كلها احكام ونحن الان لم نتكلم في الاحكام، تكلمنا في التطبيقات ما جاء في القرآن، التطبيق الثاني ما هو؟ في ادارة الامة، في قيادة الامة، في سياسة الامة من السلم والحرب ونحو ذلك هذه هل جاء فيها شيء كيف تدير الامة؟ دولة كريمة تعز بها الاسلام جائه منشور من الله وابلغ هكذا تدير الامة؟

    الجواب كلا هذا ما نعتقده لا لم يأتي وانما اؤكل امره الى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يقوم بكل ما تحتاجه الامة لتكميلها والى ايصالها الى كمال المطلوب له هذه كلها داخلة في دائرة التفويض وفي دائرة الاجتهاد هذا المعنى الذي قلنا وفيها رواية هذه الذي اشرنا اليها فيها رواية معتبرة هذا الذي قلنا يعني في المورد الثاني وهو سياسية الامة، الرواية واردة في اصول الكافي الجزء الأول صفحة 662 وهي رواية يقول عنها في مرآة العقول رواية حسنة ورواية معتبرة قال: عن علي ابن إبراهيم عن ابيه عن ابي عمير عن عمر ابن اذينه عن فضيل ابن يسار (هذا هم يعبر عنها مرآة الاصول حسنة باعتبار ماذا؟ باعتبار إبراهيم ابن هاشم) قال: سمعت ابا عبد الله الصادق عليه السلام يقول لبعض اصحاب قيس الماصر من المتكلمين المعروفين الذي تتلمذ على يد الامام علي ابن الحسين وكان من تلامذة الامام الباقر والصادق، أن الله عزّ وجلّ ادّب نبيه فاحسن ادبه فلما اكمل له الادب صار كاملاً كما اراد الله له ففوض اليه يعني اذن له بالاجتهاد كما الان انت تلميذك والقياس مع الفارق من باب التنظير انه تلميذ تربيه عشرة سنوات عشرين سنة تقول الان بلغت مرتبة الاجتهاد الكامل المطلق الان من حقك أن تفتي نعم بالنسبة لي ولك من حقك أن تفتي قد تصيب وقد تخطأ أمّا بالنسبة اليه مسدد ومؤيدٌ بروح القدس وذاك بحثٌ آخر والمقام الثاني الان نحن بصدد الاجتهاد، قال اكمل له الادب قال انك لعلى خلق عظيم ثم فوّض اليه امر الدين، امر الدين يعني من حقه أن يضع صلاة وصوماً وحجاً وزكاة الى آخره هذه الامور التشريعية طبعاً هذا هماتينه موكول الى الفقهاء في عصر الغيبة لانه الان كثير اصلاً عموم الفقهاء يبين موضوعات تطبيق أو يبين احكام شرعية؟ هذه فتاوى وامر الدين هذا يقول يجب يقول يحرم في الرسالة العملية يقول يجب هذا دين أو ليس بدين نعم اعطي اليه اعطي للفقهاء في عصر الغيبة فإنهم حجتي عليكم فإني حجة الله هذا الامر كما هناك موجود، فوض اليه امر الدين والامة ماذا حتى يفعل بالامة؟ ليسوس عباده.

    اذن كل ما يرتبط بسياسة الامة وادارة الامة من السلم والحرب داخلٌ في أي دائرة؟ في دائرة وحي من الله أو في دائرة الاجتهاد والتفويض النبوي؟ ليسوس عباده ولذا تجدون في مرآة العقول المجلد الثالث صفحة 150 في ذيل هذه الرواية يقول حسنٌ والسياسة والارشاد بالامر والنهي والتأديب والزجر قال الجوهري سست الرعية سياسة وسوس الرجل امور الناس على ما لم يسمى اذا ملك امرهم المالك لامر الامة يسمى ساسة العباد كما تقرون في زيارة الجامع ساسة العباد.

    الان لكي يسوس العباد هذا وحي يأتي؟ كتاب يأتي كما ينزل القرآن؟ يلهمون؟ يرون في النوم؟

    الجواب: رأي يقول ذاك ورأي يقول وهو الذي اقوله يقول لا بعد هذا اجتهاد هم عليهم افضل الصلاة والسلام يعني خروج الامام الحسين الى كربلاء هذا وحيٌ، الهام؟ الجواب: لا انا لم اوافق وعنده دليلي على ذلك نعم دل دليل على ذلك لقلت ولكن لم يكن له دليل الا ادبهم رسول الله ادباً فأكمل تأديبهم فلما كمل ادبهم ووصلوا الى هذا المقام فوّض اليهم الان وهذا هم فيه روايات أن الله فوّض الى رسوله ورسوله فوض لاوصياءه هذا بحثه سيأتي.

    اذن هذا هو التطبيق أو المورد الثاني وطبعاً هذا الموضوع أشار اليه جملة من الاعلام كما اشرنا في البحث السابق تتذكرون العلامة المجلسي هنا في المجلد الخامس والعشرين صفحة 349 قال تفويض امور الخلق اليهم من سياستهم وتأدبيهم وتكميلهم وتعلميهم وامر الخلق بطاعتهم ولكنه هو يقول هذا بالهام لا، لا نوافق بهذا المقدار ولكنه نوافق هذا القدر انه سياسية الامة اوكل تفويضها الى رسول الله صلى الله عليه وآله والى اوصيائهم عليهم افضل الصلاة والسلام ونفس هذا المعنى أشار اليه الشيخ آصف المحسني في مشرعة البحار المجلد الأول صفحة 311 قال التفويض اليه في تدبير الناس هذا مفوض اليه هذا صريح الروايات موجودة في هذا المعنى المعتبرة وغير المعتبرة، المعتبرة واحدة كافية والباقي تكون مؤيدات وشواهد وهذا المعنى طبعاً لا يكون مختصة به نعم ليس مختص به لا يوجد اشكال يجري في اوصيائه عليهم افضل الصلاة والسلام بل يجري في علماء عصر الغيبة، علماء الدين ليس الفقيه بالطهارة والنجاسة انا لم يثبت عندي الفقيه يعني في الطهارة والنجاسة فوض اليه هذا الامر لا لم يأتي لانه لا يوجد عندنا في الروايات اذا عندنا الفقيه، الفقيه القرآني يعني ليس الفقيه في الحوزة لانه الفقيه القرآني ليتفقه في الدين ليس ليتفقه في كتاب الطهارة والنجاسة هذا لم يثبت انه من مصاديق فارجعوا فيها الى رواة حديثنا لابد أن يكون محيطاً لانه يريد أن يسوس العباد ويسوس العباد يسوسهم فقط يقول كيف تدخلون بيت الخلاء وكيف تخرجون من بيت الخلاء؟! كيف الاحكام الفردية؟ لا، يريد أن يسوسهم في الاحكام الفردية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية هذا جميعاً.

    قال: لا يخصه بل هو يجري في حق اوصيائه عليهم السلام أيضاً وليس من خصائصه أيضاً هذا ليس خصائص النبي والائمة فكل رئيس شرعي حتى الفقيه الجامع للشرائط بل يمكن الحاق المأذون من قبله به هو فوض اليه تدبير الناس يعني مالك عندما صار حاكماً اميراً ولياً على مصر كل الامور التي ثابتة لعلي امير المؤمنين ثابتة لمالك لا يمكن لاحد أن يخالفه، الآن مالك معصوم؟! لا قد صيب وقد يخطأ ولكنه فوض اليه الامر ممن؟ فوض اليه ممن له حق التفويض هو مفوض وله حق ماذا؟ انتم ناظرين بأنه علماء عندما يعطون وكالة يعطون الوكالة على نحوين: يعطي له وكالة وليس له حق أن يوكل غيره ولهذا من حقه أن يوكله أو ليس من حقه؟ لا ليس من حقه وقد يعطى وكالة ويعطى حق أن يوكل الغير هؤلاء التفويض مالهم التفويض النبي والائمة تفويض هم مفوضون ولهم حق تفويض الغير واما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها الى رواة حديثنا فانهم هذا المفوض ولهذا قلنا الاحياة التي موضوعها لرواة الحديث ولجامع الشرائط في عصر الغيبة هذا ليس نصباً من الله ابدا أي دليل لا يوجد عندي على ذلك وليس نصباً من النبي ابداً وانما هو نصبٌ من الامام الثاني عشر، هذه من صلاحياته.

    ولهذا عندما يأتي يرفع هذه الصلاحيات وهذه الانقياد وهذا تابعٌ للمصدر ولهذا الذي استفدناه من كلمات انشاء الله في كتابنا في ولاية الوفقيه هناك مفصل بحثناه وهو انه قلنا بأن ولاية الفقيه نحن نعتقدها فقيه بالمعنى الذي نحن نعتقده هذه ثابتة ولكن بحكم ولائي صادر من الامام الثاني عشر صدر منه عليه افضل الصلاة والسلام لمصالح لانه في عصر الغيبة لا يمكن أن تبقى الامة بلا ماذا؟ بنفس البيان الذي قلنا بضرورة أن يكون لرسول الله وصي من بعده ما هو اهم ادلتنا العقلية أو العقلائية لاثبات خلافة امير المؤمنين ما هي؟ قلنا ليس من العقل والعقلاء والمنطق أن يترك امة بلا راعٍ وبلا قائد وبلا سائس وبلا مدبر وبلا مدير وبلا قلنا هذا ليس عملاً عقلائياً فكيف يقبل أن الامام سلام الله عليه يغيب وهم يعلمون انه هو الغيبة التامة الكبرى التي لا يعلم امدها الى الله فيتركون الامة بلا راعٍ ولا قائدٍ ولا سائسٍ ولا مدير ولا مدبر امرها الى الله هذا المنطق يقبل؟ هذا من اهم ادلة ماذا؟ ولهذا تجدون الذين انكروا ولاية الفقيه هم اضطروا أن يقولوا بنظرية الحسبة وجدوا بأنه ما يمكن دخلوا اليها من مدخل نظيرة الحسبة على أي الاحوال هذا الموضوع أيضاً يوجد هنا عند الشيخ وغيرها.

    سؤال: هذه الروايات روايات التفويض هل لها سند في كتب السنة أو لا؟ اتضح لنا بأنه في كتب مصادر مدرسة اهل البيت روايات التفويض جملة منها لم نجد لها اصلاً في كتب السنة هذا اذا واقعاً بعد التحقيق وجدوا شيئاً واقعاً استفيد من هذا المجال العجيب انه صدر الرواية موجودة في كتبهم ولكن ذيل الرواية فوض اليه غير موجود هذه الرواية موجودة في ذيل الاية الرابعة من سورة القلم من تفسير الجامع لاحكام القرآن القرطبي بتحقيق الدكتور عبد الله عبد المحسن التركي المجلد الحادي والعشرون صفحة 143 الاية الرابعة من سورة القلم قال: تحت قوله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ وقال الجنيد سميه خلقه العظيم لانه لم تكن له همّة سوى الله تعالى وقيل سمّي خلقه عظيماً لاجتماع مكارم الاخلاق فيه يدل عليه قوله عليه الصلاة والسلام أن الله بعثني لاتمم مكارم الاخلاق وقيل سمي وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ لهذا السبب وقيل لانهم تفل تأديب الله تعالى اياه، الله عما ادبه عمل بما ادبه أو خالف؟ فوصل الى مقام وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ.

    قال: تأديب الله تعالى اياه خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وقد روي عنه عليه الصلاة والسلام انه قال ادبني ربي تأديباً حسنا اذ قال خذ العف وأأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين فلما قبلت ذلك منه قال إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ الى هنا موجودة الرواية وفي رواياتنا عندنا ففوض اليه هذا بعد هذا الذيل الذي قرأنا لكم الروايات سابقاً من بصائر الدرجات هذه الروايات صريحة بأنه قال له ذلك ففوض ماذا؟ الرواية هذه فلما كان ذلك انزل الله عليه وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ وفوض اليه امر دينه فقال ما آتاكم الرسول هذا الذيل بعد ما موجودة في مصادر اهل السنة.

    الآن لابد أن نعرف لماذا غير موجودة!؟

    يوجد احتمالان: الاحتمال الأول أن هؤلاء اهل السنة حذفوها، الاحتمال الثاني والامر اليهم ووارد لانه عندنا رواية ضعيفة السندي، الآن هؤلاء لعله تلاعبوا لانه نقل بالمعنى وما عندنا اساساً هذه الرواية موجودة في بصائر الدرجات واصل الكتاب تتذكرون ناقشنا اصل صحة هذا الكتاب بغض النظر عن السند على أي الاحوال هذا اولاً ولهذا هذا الرواية المحقق يعني المحقق لكتاب القرطبي في تفسير القرطبي يقول اخرجه السمعاني في ادب الاملاء والاستملاء من حديث عبد الله ثم فلان فلان الى أن يقول بأنه لم نجد له سنداً اصلا هذه الرواية منقولة هنا أيضاً بهذا القدر من التفويض لا يوجد لها سند ولذا نجد بأنه اساساً نجد بأنه العلامة الالباني في سلسلة الاحاديث الضعيفة المجلد الخامس صفحة 208 يقول ولا يعرف له اسناد ثابت ليس انه له اسناد ضعيف لا ليس له ماذا؟ حتى بهذا القدر ادبني ربي واحسن تأديبي وأمّا ابن تيمية صريحاً ابن تيمية اوضحهم جميعاً في مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد الثامن عشر صفحة 375 وسؤل شيخ الاسلام عن احاديث يرويه القصاص، القصاصون يعني اهل القصة وغيرهم بالطرق وغيرها عن النبي فاجاب عنها منها ما يروون انه قال ادبني ربي فأحسن تأديبي فأجاب (ابن تيمية) الحمد لله المعنى صحيحٌ لكن لا يعرف له اسناد ثابت سند ما فيه ولكن المضمون مضمون قرآني من أين؟ وانك لعلى خلق عظيم خلقه القرآن كان خلقه القرآن والقرآن فيه ادب أو ليس؟ بل كله ادب.

    اذن المعنى ما هو؟ وهذا من الموارد صحة المضمون وعدم تمامية السند وقد يعكس الامر صحة السند وعدم تمامية المضمون وقد يصحان وقد يبطلان هذه الحالات المتعددة واضح؟

    الان التفويض لا يوجد في نصوص روائية في كلمات علماء السنة ماذا؟ يوجد أو لا يوجد؟

    الجواب: نعم صرّح جملة منهم أن النبي صلى الله عليه وآله مفوض اليه بنفس هذا التعبير تعبير التفويض منها الاحكام في اصول الأحكام للآمدي المجلد الرابع صفحة 253 قال اختلفوا في انه هل يجوز أن يقال للمجتهد احكم فإنك لا تحكم الا بالصواب فاجاز ذلك قوم ولكن اختلفوا وقال ابو علي فلان وقال نقل على فلان وفلان المنع كذا الى أن يقول العبارة والمختار جوازه، وأمّا الكتاب مفوض اليه (انا عند المهم التفويض) قال كل الطعام كان حلاً لابني اسرائيل الا ما حرّم اسرائيل على نفسه اضافة تحريم اليه فدل على كونه مفوض اليه ، اذن تعبير التفويض ورد في كلمات علماء اهل النسة انه مفوض وطبعاً هذا مرتبط بالاحكام وليس بالتفويض مرتبط بالاحكام الذي عندنا روايات واما السنة فوجوه انه فوض ماذا؟ ويستدل ويقول ما روي عن النبي انه ما قال في مكة فلان ومنها لولا هذا الذي في كتبنا موجودة لولا أن اشق على امتي لامرتهم ليس الله امرهم وانا ابلغكم لا انا امرتكم ولكنه وجدتهم ثقيل عليهم فلم آمر.

    اذن يظهر منهم قد فوض اليهم امر الدين ليس فقط امر تدبير الناس لولا أن اشق على امتي أن امرتهم بالسواك عند كل صلاة ومنها هذه الرواية أيضاً واردة في كتب كثيرة ومنها انه لما قيل له احجنا هذا لعامنا ام للابد يعني الله اوجب علينا الحج مرة واحدة في العمر أو كل سنة؟ كما اوجب علينا الصلاة باليوم خمسة مرات كان بإمكانه أن يوجب الحج على المستطيع في كل زمن ممكن أو غير ممكن؟ نعم ممكن، تقول سيدنا الان يسجلون اسمائهم عشرين سنة بعد ما تطلع النبوة الجواب بيني وبين الله كان معذوراً والا واجبٌ عليه أن يحج في كل زمان فقال: بل للأبد ولو قلت نعم لوجب وهنا وردة الاية المباركة لا تسألوا واحدة من مواردها لا تسألوا عن اشياء تبدى لكم لماذا تسألون لو قلت نعم لوجب عليكم في كل عام بينك وبين الله هذا امر الهي؟ لا لم يطبقها علينا ماذا هل له منه امر شيء من اوامر الالهية حتى يقول نعم أو يقول لا؟ ويذكر مجموعة من الشواهد الدالة على هذا الامر هذا مورد.

    المورد الثاني: وهو ما أشار اليه الفخر الرازي في تفسيره المجلد 29 صفحة 247 في ذيل الاية 5-6 من سورة الحشر الآية {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ * وَمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} يقول ومعنى الاية أن الصحابة طلبوا من الرسول عليه الصلاة والسلام أن يقسم الفيء بينهم كما يقسم الغنيمة بينهم نحن عندنا فيء وعندنا غنيمة، الغنيمة القرآن بيّن حكمها اليس كذلك؟ الفيء ماذا؟ الصحابة قالوا يا رسول الله اقسم لنا الفيء كما قسمت علينا الغنيمة فذكر الله الفرق بين الامرين، بين الغنيمة وبين الفيء وهو أن الغنيمة ما اتعبتم انفسكم في تحصيلها واوجفتم عليها الخيل والركاب بسعيكم حصل بخلاف الفيء فانكم ما تحملتمم في تحصيله تعباً .

    اذن لكم أو ليس لكم؟ ليس لكم، فكان الامر فيه أي في الفيء مفوضاً الى الرسول يضعه حيث يشاء، نعم رسول الله لا يفعل عبثاً وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ بلا اشكال ادبني ربي ولكنه فوض الامر وليس يأتيه كتاب كيف تقسم الفيء لا ابداً في الغنيمة جاء القرآن قال كيف تقسمه أمّا في الفيء قال هذا مفوض اليك أن تقسمه كيف تشاء وهو لا يفعل الا ما فيه المصلحة والحكمة جعل قلوبنا اوعية لارادتك هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث: ما ورد في تفسير روح المعاني للالوسي المجلد 27 صفحة 20 في ذيل هذه الاية المباركة من سورة الحشر أيضاً قال وقد سلّط رسوله محمداً صلى الله عليه وآله على هؤلاء تسليطاً ولكن الله يسلط رسله على من يشاء سلط رسوله على هؤلاء تسليطاً غير معتاد من غير أن تقتحموا مضايق الخطوب وتقاسوا شدائد الحروب فلا حق لهم في اموالهم ويكون امرها مفوضاً اليه عليه افضل الصلاة والسلام.

    اذن في كلمات اهل السنة هذا المعنى بشكل واضح وصريح موجودٌ، الان قبل أن ننتقل الى مورد آخر أو من الموارد التي اشرنا اليها انا بودي أن اقف عند بعض أو مسألة أخرى وهي أن هذا التفويض هل مختص بمقام الرسالة أو يشمل الغير لانكم تعلمون أن النبي صلى الله عليه وآله توجد له كثير من المختصات لعله هذا التفويض من اختصاصاته عليه افضل الصلاة والسلام فوّض الله اليه اغلق الباب بعد لا يمكن أن نقبل هذا التفويض في الائمة عليهم افضل الصلاة والسلام بلا بعد لا يمكن قبوله بطريق اولى في علماء عصر الغيبة .

    اذن من هنا لابد أن نرجع الى مرة أخرى الى الادلة التي بأيدينا لنرى انها شاملة لاوصيائه الان اتركونا من علماء عصر الغيبة ذاك بحث آخر في محله فيما يتعلق بهذا نأتي الى اصول الكافي طبعة دار الحديث الجزء الأول صفحة 666 الروايات الواردة في ذلك متعددة الرواية الاولى في هذا المجال هي رواية معتبرة صحيحة السند الرواية من هذا الباب باب التفويض الى رسول الله والى ائمة في امر الدين الرواية الاولى التي يعبر عنها مرآة العقول المجلد الأول صفحة 141 الرواية الاولى يقول الحديث الأول من باب التفويض الى رسول الله مجهول بالسند الأول صحيحٌ بالسند ماذا؟ يعني الرواية لها سندان سندٌ مجهول وسندٌ صحيح السند الأول هذه محمد ابن يحيى عن احمد ابن ابي زاهر عن علي ابن إسماعيل عن صفوان ابن يحيى عن عاصم ابن حميد عن ابي اسحاق النحوي قال ثم في آخر بالاخير يقول عدة من اصحابنا عن احمد ابن محمد عن ابي نجران عن عاصم ابن حميد عن ابي اسحاق قال سمعة ابا جعفر الصادق هذيك دخلت على ابي عبد الله الصادق يقول العلامة المجلسي الأول ضعيف ولكن الثاني رواية ابي اسحاق وهي صحيحة السند وهي التي يعبر عنها أيضاً الشيخ آصف محسني في مشرعة البحار المجلد الأول صفحة 312 يقول مقتضى قول الصادق في صحيح ابي اسحاق أشارة الى أن الرواية أيضاً معتبرة سنداً ما هذه الرواية؟ الرواية سمعت أن يقول أن الله عزّ وجلّ ادب نبيه على محبته فقال وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ثم فوض اليه فقال عزّ وجلّ وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقال عزّ وجلّ مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ.

    قال: ثم قال وان نبي الله فوّض الى علي وائتمنه هذا التفويض الذي كان عنده، الآن إمّا اضيق اما مساوٍ فوّضه لعلي امير المؤمنين انا لماذا بدأت بهذه الرواية؟ بدأتها باعتبار انها صحيحة السند حتى اذا قرأنا روايات أخرى كان فيها اشكال سندي بعد لا يغير من المعادلة شيئاً لانه عندنا رواية معتبرة تلك الرواية تكون مؤيدات وشواهد على صحة هذه الرواية وهذا منهج اتبعوه اذا تريدون أن تبدؤون حتى في نقاش العامة واهل السنة حاول أن تبحث الى رواية معتبرة ابدأ بها ثم اذهب الى مائة رواية أخرى ضعيفة السند بمجرد أن يشكل عليه بعد الاشكال غير وارد لماذا؟ لانه انت مستند الى رواية صحيحة السند أمّا اذا بدأت برواية ضعيفة السند مباشرتاً يقول هؤلاء يستدلون بروايات ضعيفة السند هذه من قواعد الحوار انه لابد أن تبدأ بعمل يسلّمه الطرف الاخر هذه الرواية معتبرة حتى السيد الخوئي لابد أن يقبل هذه الرواية فاذا كانت مقبولة ولكنه من حقك أن تقول سيدنا هذه الرواية وردت في عليٍ امير المؤمنين فكيف توسعونها لتشمل من؟ الآن كم طريق يوجد، الطريق الأول أن نتمسك بعدم القول بالفصل لا يوجد قائل من يفرق بين علي وبين الائمة الاخرين احد عشر الباقي بعدم القول بالفصل.

    الطريق الثاني: القول بعدم الفصل ليس انه لا يفصلون بل يقولون بعدم الفصل اذا هذا هم صعب عليك باعتبار أن تقول باعتبار انه ثبت اختلافهم ومراتبهم كذا قد يكون من المختصات يوجد قرينة في ذيل هذه الرواية الصحيحة واشارات كثيرة ما هي القرينة؟ قال: ثم قال وان نبي الله فوّض الى علي وائتمنه فسلمتم يعني يا شيعة علي وآل علي فسلتم وجحد الناس الى هنا لا توجد قرينة من هنا تبدأ القرينة بالدلالة الالتزامية فوالله لنبوكم أن تقولوا اذا قلنا سيدنا انت تتكلم عن الامام امير المؤمنين لماذا دخلت نفسك؟ يقول لا لانه نحن  حكمنا واحد لان الامام يتكلم عن علي امير المؤمنين كيف فوالله أن نحبكم أن تقولوا اذا قلنا وان تصمتوا اذا صمتنا بعد العبارة خرجت من علي وصارت ماذا؟ قلنا صمتنا الى آخره يعني ائمة اهل البيت ونحن صارت عنوان ليس علي ونحن فيما بينكم وبين الله عزّ وجل نحن الذي افترض الله طاعتنا عليكم ما جعل الله لاحد خيراً في خلاف امرنا.

    والحمد لله رب العالمين.

    2 جمادى الأولى 1436

    • تاريخ النشر : 2015/02/22
    • مرات التنزيل : 1759

  • جديد المرئيات