نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (509)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    الكلام في الوجه الحادي عشر قلنا من الادلة التي استدل بها على عدم تاريخية المعارف الدينية وخصوصاً المعارف الفرعية والفقهية هو الاستناد الى خاتمية الشريعة الاسلامية هذا الوجه كما تعلمون من أبحاث علم الكلام وليس من ابحاث علم الفقه وهو أن هذه الشرعية التي بأيدينا والتي نحن عليها وهي الشريعة الاسلامية هذه هي خاتمة الشرائع الالهية التي نزلت من الله سبحانه وتعالى الى البشر أمّا ما هو دليل ذلك فهذا اصل موضوعي مفروغ عنه في ابحاث علم الكلام طبعاً انشاء الله تعالى بعد ذلك لعلنا سنقف عند هذه المسألة وهي هذا التعبير المتعارف الان ويعبر عنه بالاديان السماوية هل أن هذا التعبير صحيح أو ليس بصحيح وهل هو موافق للاستعمال القرآني وانه توجد عندنا اديان متعددة وشرائع متعددة أم لا أن الدين واحدٌ والشرائع متعددة هذا بحث انشاء الله سنقف عنده لاحقاً ولكنه قبل أن اقرر هذا الوجه الحادي عشر وهو دليل خاتمية قبل أن اقرر هذا الدليل بودي أن اشير الى بحث اجمالي ما هو المراد في خاتمية الشرعية وان هذه الشريعة هي الشريعة الخاتمة يوجد اتجاهان في فهم الخاتمية:

    الاتجاه الأول وهو الاتجاه المعروف والذي هو منساق في اذهنت الاعزة وجميع المتدينين وهو أن المراد من الخاتمية هو أن الشرائع والانسان لا يمكنه أن يستغني عن توجيه وهداية الشرائع السماوية بلغ الانسان ما بلغ من المعارف العلمية والتكنولوجية ومعرفة أسرار الكون والطبيعة وما يحيط به فإنه يبقى محتاجاً الى من يرشده ويوجهه وهو الدين والشريعة بلغ ما بلغ سواء كان يعيش في عصر العصر أو الان يعيش في عصر الذرة أو بعد ذلك يعيش في أي عصر من عصور العلم فإنه لا يمكنه أن يستغني عن الدين والشريعة هذا اصل يفترضه هؤلاء.

    هنا نأتي الى الشرائع: الشرائع على نحوين:

    شرائع جاءت واستطاعة أن تلبي حاجات الانسان عندما بلغ مرحلة جديدة الشريعة السابقة بعد غير قادرة على تلبية حاجاته والاجابة على تساؤلاته وارشاده وتوجيهه كما الان الطفل يدخل في اول الابتدائي يعطى له الكتاب عندما يصل الى مرحلة ويتجاوز المرحلة الابتدائية بعد لا يمكنه أن يكتفي الى تلك الكتب الموجودة في الصف الابتدائي والمرحلة الابتدائية يحتاج الى كتاب جديد والى مرحلة جديدة والى شرعية جديدة وهذا هو دليل تعدد الشرائع لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا هذا معناه أن الشرائع ينتهي امدها فتحتاج الى شريعة جديدة ما معنى الشريعة الخاتمة .

    بناءاً على هذا: أن هذه الشريعة لا تنتهي ولا ينتهي امدها والبشريعة تبقى محتاجة الى هذه الشريعة وهذه الشريعة قادرة على توجيه وارشاد واعطاء كل جواب تحتاجه البشرية هذا معنى الخاتم، معنى الخاتمية هو أن الانسان يبقى يحتاج الى الشريعة هذا اولا وثانياً أن هذه الشريعة وهي الشريعة التي بها خاتم الانبياء والمرسلين قادرة على أن تلبي احتياجات الانسان لا أن الانسان يصل الى مرحلة يتجاوز هذه الشريعة فلا تكون الشريعة قادرة على أن تجيب على تساؤلاته واحتياجاته ومتطلباته ونحو ذلك هذا معنى من معاني الخاتمية وهو الان موجود في اذهاننا الان في معنى الخاتميين عموماً عندما نقول هذه الشريعة خاتمة يعني أن البشرية تبقى محتاجة وان هذه الشريعة أيضاً تبقى قادرة على أن تجيب على أي تساؤول واي نظام تحكم العالم وأي منهاج وصلت اليها البشرية هذه الشريعة قادرة على ادارة هؤلاء الناس هذا توجه الأول.

    اما التوجه الثاني أو الاتجاه الثاني في فهم الخاتمية وهو يختلف مع هذه الاتجاه في كلا الركنين المتقدمين، التفتوا واقول لكم هذه النظرية لمن تنسب وهذا صحيحة أو غير صحيحة، الركن الأول في الاتجاه الأول كان يقول أن البشرية تبقى الى قيامة الساعة محتاجة الى الشريعة هنا هذا الاتجاه الثاني يقول لا، أن البشرية تصل الى مرحلة تستغني عن الشريعة من قبيل أن الطفل اول ما يريد أن يمشي يحتاج الى من يسنده حتى يتعلم بالمشي فاذا تعلم المشي عند ذلك يكون مستقلاً لا يحتاج الى احد يقولون أن تكامل البشرية يصل الى مرحلة من النضج الفكري والعقلي والروحي بعد لا يحتاج الى غيره أن يقوده هو يقود نفسه هذا من جانب البشرية وان الشريعة هذه الشريعة تصل الى مرحلة بعد غير قادرة على أن تجيب على اسألة هؤلاء الناس الذين بلغوا هذه المرحلة من النضج.

    اذن هي كالشرائع السابقة ولكن في الشرائع السابقة عندما كان ينتهي امد الشريعة باعتبار أن البشر لم يصلوا الى كمالهم العقلي ونضجهم العقلي نحتاج كنا الى شريعة جديدة هذه بعدها البشرية لا تحتاج الى شريعة جديدة وختمة الشرائع الله لا يبعث ليس انها مستمرة الى قيام الساعة بعد لا يبعث شريعة ولا يبعث شريعة لا من باب السالب بانتفاء المحمول يعني مع أن البشرية محتاجين الى الشريعة والله لا يبعث شريعة لا، لا يبعث اليهم شريعة لانهم استغنوا عن الشريعة ولا يحتاجون الى الشريعة والا يكون خلاف اللطف الالهي لماذا انزل شرائع سابقة؟ الجواب: لان البشرية كانت محتاجة الى شرائع سابقة سماوية الان لماذا لم ينزل؟ لان البشرية استغنت عن نزول الشريعة هذه العبارة اقرأ اليكم يقول أن النبوة في الاسلام (يعني نبوة الخاتم) لتبلغ كماله الاخير في ادراك بلا حاجة الى الغاء النبوة نفسها يعني البشرية تصل الى مرحلة تشعر بأنه بعد تحتاج النبوة أو لا تحتاج الى النبوة؟ لا تحتاج الى النبوة هو امر ينطوي على ادراكها العميق لاستحالة بقاء الوجود معتمداً الى الابد على مقود يقاد أو قاد يقاد منه لا، لا يحتاج وان الانسان لكي يحصل الى كمال معرفته لنفسه ينبغي أن يترك ليتعمد في النهاية على وسائله هو، هو يترك، هو يجتهد هذه العبارة التي نقلتها هذه موجودة في كتاب تجدي التفكير الديني للاسلام لمحمد اقبال الفيلسوف والمفكر المعروف الپاكستاني، هذه العبارة موجودة في هذا الكتاب في صفحة 148 دار الهداية للطباعة والنشر الطبعة الثانية 1421 من الهجرة ترجمة عباس محمود هذه العبارة وقع فيها اختلاف كثير أن اقبال يريد أن ينكر الحاجة الى النبوة أو لا يريد؟ وقع كلام طويل انا ليس الان بصدد صحته أو عدم صحته ولكن هذا اتجاه موجود الان بين مجموعة من الحداثويين يعتقدون أن عصر الطفولة وعصر الشباب وعصر كذا قد انتهى للبشرية هذه العصور هي التي كانت تحتاج الى شريعة من السماء الان بلغ الانسان الى نضجه وكماله وبلوغه العقلي بلغ اربعين عاماً عمر البشرية بعد استغنى الى أن يحتاج الى شريعة من هنا هو لا يحتاج الا الى اجتهاداته ونفسه وهي المعروفة هي بالسنة الشيء يعني الانسان هو المحور وعقل الانسان هو المحور ليس الشريعة والدين والمعارف الدينية هي المحور بعد انت واجتهادك انت من الذين تقبل الاتجاه الأول أو من الذين تقبل الاتجاه الثاني نحن الان عندما نتكلم عن خاتمية الشريعة في الوجه الحادي عشر نتكلم عن الاتجاه الأول لا على الاتجاه الثاني ولكنه هذه الان انتم تجدون الان يوجد ابحاث كثيرة سواء ما يتعلق بالعلوم الحديثة أو الحداثويين المعاصرين غرباً وشرقاً وان المحورية للانسان كلها تقوم على هذه النظرية وهو انه نعم لعله الى عصور مضت كنا نحتاج الى الشريعة ولكن الان استغنينا عن الشريعة لسنا نحتاج وهذه الشريعة كافية لا فرق يوجد بين أن نقول أن البشرية محتاجة لألشريعة ولكن هذه الشريعة بعد ليس صالحة لا ليس هكذا يقولون أن البشرية استغنت بما وصلت اليه من النضج الفكري والعقلي عن أي شريعة سماوية وانما هي تضع شرائعها وقوانينها وتدبير امورها بنفسها.

    هذه مقدمة مختصرة كانت عن المراد عن الخاتمية هل الخاتمية بالمعنى الأول أو الخاتمية بالمعنى الثاني هذا البحث انا نقلته لكم من هذا الكتاب وانا انصحكم نصيحة واقعاً من استاذ الى تلامذته ولكن مربٍ الى طلابه وهو انه هذا الكتاب طالعوه من اوله الى آخره وهو الكتاب العلمانيون والقرآن الكريم هذا الكتاب يقع في ثمانمائة وخمسين صفحة وهي من اهم الرسائل الدكتورا ومن اهم ما كتب في معرفة ما جرى في اربعة خمسة قرون الاخيرة يعني بدل في قناعة الشخصية بدل ما تقرأ مائة كتاب هذا الكتاب في 800 صفحة هذا الكتاب تعرف ماذا جرى فيها يعني ما قاله ارگون يعني ما قاله شحرور ما قاله نصر حامد ابو زيد ما قاله العابد الجابري ما قاله عبد الله العروي ما قاله الماركسية ما قاله الفلاسفة الغرب ما قاله من الذي في ذهنكم من المعاصرين والحادثويين غربيين عرب اسلاميين كلماتهم هنا لا اقل اجمال نظرياتهم موجودة مع اعتقاده بمناقشة وان كانت مناقشاته جداً ضعيفة وسخيفة بأنه غير الشتائم وكذا ما عنده لانه هو سلفي وعلى الطريقة السلفية وان كان هو يقول انا سلفي ولكنه طريقته طريقة منهج السلفي يعني عندما ينقل الفكر بدل ما يناقش الفكر يبدأ هؤلاء كذا وكذا فقط لا يبقى أن يسب ابائهم وامهاتهم وهي رسالة دكتوراه.

    اللطيف أيضاً تأليف دكتور احمد ادريس الطعان كلية الشريعة جامعة دمشق نور الدين عتر واستاذ الدكتور محمد العمارة قلت لكم والكتاب هم الطبعة الاولى لها 1421 جديد يعني قبل سبعة سنوات هذا الكتاب منتهى الحق والانصاف انا كثير طالعت للحادثويين ولكن هذا الكتاب من حيث الجامعية الحق والانصاف انا لم اجد احد متابع كلمات الغربيين والشرقيين يعني سوف تتعرف على هرمونوطيقيات سوف تتعرف على الالسنيات على المدرسة التفكيكية على المدرسة البنوية هذه كلها الاصطلاحات القائمة كلها بنحو الاجمال موجودة هنا والرجل بيني وبين الله حتى لا يغمض حقه لا اقل مستند الى ستمائة مصدر يعني لا يوجد مصدر هذا الرجل قديماً وجديداً لا تابعه انا بعض الاحيان اتابع يعني من انقل شيء ارجع الى كلمات انظر بأنه بالدقة نقل أو انه متلاعب لا وجد الحق والانصاف لانه اكثر كتب هذه المصادر ارگون وعبد الجابر وعروي وغيرها انا موجودة عندي فلهذا انا ارجعه وانظر بانه موجود وخلاصات جيدة لانه انت عندما تذهب تدري بأن ارگون بيني وبين الله عنده 20-25 كتاب لا اقل هو يريد له عمر حتى انت تطالع كتبه أمّا هذا الرجل يطالع كل كتبه ويطيل خلاصته في عشرة صفحات أو عشرين صفحة كثير مفيد للاعزة الطلبة الذين ليس لديهم  الوقت ليراجعوا التاريخ الحداثوي أو الفكر الحداثوي بشكل واسع.

    الوجه الحادي عشر: تقريره من خلال الاستثنائي وهو انه هكذا يقول يقول لو كانت الشريعة كما يدعي اصحاب نظرية التاريخة من أنها مختصة بزمان وظروف وشروط معينة فلازمه انه اذا تبدلت تلك الشروط والظروف وصرنا في شروط وظروف وزمان ومكان آخر لازمه أن الشريعة السابقة يمكن أن تكون كافية أو غير كافية؟ غير كافية، فنحتاج الى شريعة جديدة والتالي باطل لماذا؟ لانه هذه خاتمة الشرائع.

    اذن فالمقدم مثله هذا تقرير الاستدلال هو انه لو كانت هذه الشريعة مختصة بزمان ومكان خاصين وظروف وشروط خاصة لزمت الحاجة الى شريعة أخرى عند تغير الظروف والشروط والتالي باطلٌ لماذا والتالي باطل؟ لخاتمية الشريعة لاننا فرضنا أن هذه هي الشريعة الخاتمة ولهذا قلنا هذا مبني على الاتجاه الأول والناس هم محتاجين الى الشريعة لا يحتاجون الى الشريعة وهذه الشريعة غير كافية .

    اذن نحتاج الى شريعة جديدة وهذا ما ثبت بطلانه أو ثبتت أن شريعة الخاتمة هي خاتمة الشرائع ولا شريعة بعدها اذن هذه الشريعة صالحة لكل زمان ومكان وان تعددت الظروف والشروط والزمان والمكان هذه الشريعة صالحة ولا نحتاج الى شريعة أخرى هذا هو الوجه حادي عشر لاثبات قاعدة الاشتراك أو لابطال نظرية تاريخية الشريعة وان الشريعة ليست تاريخية مرتبطة بتاريخية وبزمان ومكان معين والجواب: الواقع أن هذا الوجه لو كنا نحن بصدد القول أن كل الشريعة تاريخية فنحتاج الى شريعة أخرى ولكننا ذكرنا في الابحاث السابقة نحن بصدد إثبات الثالبة الكلية أو بصدد نفي الموجبة الكلية؟ قلنا بصدد نفي الموجبة الكلية نحن نريد أن نقول انتم الذين تقولون كلها غير تاريخية هذا غير صحيح اذن لا نحتاج الى شريعة جديدة وانما بعضها نقول تاريخية وبعضها الاخر تبقى ماذا؟ اذن الشريعة باقية والباقي منها قادر على ادارة الحديث، هذا الاشكال أو هذا الدليل انما كان يتم لو كنا بصدد إثبات السالبة الكلية والنفي الموجبة الكلية مطلقى ولكنه نحن مراراً ذكرنا نحن نريد فقط أن ننفي الموجبة الكلية ليس أن نريد أن نثبت السالبة الكلية هذا الجواب الأول.

    الجواب الثاني وهو انه هؤلاء مع الاسف الشديد هذه هي العقلية الفقهية نريد أن نقول حتى لو قلنا بالسالبة الكلية يعني كل الاحكام الشريعة كلها ما هي؟ كلها تاريخية سواء كان في العبادات سواء كان في المعاملات كلها كل ما يرتبط بالفقه الاصغر وبالمعارف العملية فإنها تاريخية ومع ذلك لا يلزم هذا اللازم المحذور لماذا؟ لان الدين لا يساوي الفقه نحن لم نقل كل المعارف الدينية التوحيد أيضاً تاريخي والعدل الالهي تاريخي والمعاد تاريخي انت هم لو حسبت الايات القرآنية كم منها مرتبطة بالفروع الفقهية؟ 5% – 10% – 7% و90 بالمائة منها ثابتة وغير تاريخية من قال لكم اذا كانت الشريعة تاريخية يلزم الاحتياج الى دين جديد؟! لان العقلية عقلية فقهية تصوروا أن الدين يساوي الشريعىة مع أن مجموعة المعارف الدينية اوسع نطاقاً من الشريعة وهذه عباراتهم لا اريد أن اتهم القوم.

    انظر الى عبارة السيد البجنوردي في صفحة 56 هذه عبارته يقول ولو قلنا بأن الكون في زمان النبي دخيلٌ في اتحاد الصنف الذي هو شرط شمول الخطابات لزم منه هدم لاساس الشريعة فانتهى امر الدين والعياذ بالله اذا انتهى امر الشريعة انتهى امر الدين لان الشريعة في ذهنه مساوية لأي شيء؟ مساوي للدين مع أن الدين جزء صغير منه الشريعة وهذا انشاء الله تعالى بعد ذلك سيأتي أن الدين واحدٌ أن الدين عند الله الاسلام، الدين واحد ولن يتغير وانما الذي يتغير ما هو؟ شرع لكم بالدين ما وصى به نوح هذا الذي يتغير فاذا فرضنا وسلّمنا معكم أن كل الشريعة تاريخية هذا لازمه الاستغناء عن الدين أو عدم الاستغناء عن الدين؟ لا، ماشاء الله المعارف الدينية 80-90 بالمائة منه هذه ليس تاريخية، الشريعة فالتكن تاريخية من المحذور؟

    اذن الاشكال الأول على هذا هو انه اساساً من قال لكم أن الشريعة تاريخية نحن لسنا بصدد إثبات السالبة الكلية بل بصدد نفي الموجبة الكلية لو تنزلنا وقلنا نحن بصدد إثبات السالبة الكلية فانه لا يلزم منه هدم أساس الدين ويكون الناس بعد ذلك كالبهائم والمجانين لا، لا يلزم لا البهائم ولا المجانين ولا غير ذلك وهذا امر باطل بالضرورة لانه يوجب هدم أساس الدين الشريعة اذا هدمت أن صح التعبير وهذا التعبير غير صحيح ولكنه اذا هدمت لا يلزم هدم أساس الدين هذا هو الوجه الحادي عشر الذي ذكره القوم هذا القواعد الفقهية الجزء الثاني لسيد البجنوردي.

    الوجه الثاني عشر وهو الوجه الاخير في الوجوه التي استدل بها القوم لاثبات قاعدة اشتراك الاحكام في جميع الظروف والازمنة والامكنة وهو الاستدلال بالاية 19 من سورة الانعام قال تعالى: {قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ اذن} كل ما بلغه هذا القرآن فهو حجة مشمول به.

    اذن مختصة الشريعة بالمخاطبين في ذلك الزمان تاريخية أو غير تاريخية؟ من الواضح انه غير تاريخية ولذا تجدون أن جملة من المفسرين عندما جائوا الى هذه الاية المباركة منهم السيد الطباطبائي المجلد السابع صفحة 39  هذه عبارته هناك بشكل واضح وصريح في ذيل هذه الاية المباركة من سورة الانعام قال وقوله وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ يدل على عموم رسالته بالقرآن لكل من سمعه منه أو سمعه من غيره الى يوم القيامة (يعني عدم التاريخية) وإن شأت فقل تدل الاية على كون القرآن الكريم حجة من الله وكتاباً له ينطق بالحق على اهل الدنيا من لدن نزوله الى يوم القيامة وهذا هو قاعدة الاشتراك، ما هي قاعدة الاشتراك؟ وهو من نزل انما جاء به القرآن الكريم وما جاء في الاسلام فهو قائم الى يوم القيامة هذا المورد الأول.

    المورد الثاني ما ذكره العلامة الالوسي في روح المعاني المجلد الثامن صفحة 95 هذه عبارته هناك قال واستدل بالاية على أن احكام القرآن تعم الموجودين يوم نزوله ومن سيوجد بعد الى أن يرث الله تعالى الارض ومن عليها وهذا هو خير تصريح بأن المراد من الاية عدم تاريخية الاحكام هذا المورد الثاني.

    المورد الثالث الذي فصل الكلام فيه كثيراً السيد السبزواري قدس الله نفسه في مواهب الرحمن في ذيل هذه الاية المباركة المجلد الثالث عشر صفحة 141 قال ويستفاد من الاية المباركة الشريفة امور اولاً عموم رسالته ودعوته لجميع الامم المعاصرين له ومن سيأتي الى يوم القيامة فتشمل عامة الثقلين بمقتضى العموم والاطلاق.

    الثاني: كون رسالته اخر الرسالات وهذه من ادلة خاتمية هذه الرسالة لانه قالت ومن بلغه اذن لا توجد بعد رسالة بعد هذه الرسالة كون رسالته اخر الرسالات لاطلاق من بلغ وتدل عليه آيات أخرى دالة على الخاتمية.

    الثالث: اشتمال القرآن لكل ما يحتاجه الانسان فإنه الذي يبلغ الثقلين لابد أن يكون وافياً لجميع المعارف والاحكام وما يكون له دخلٌ في سلوك الفرد وسيره التكاملي.

    الرابع: القرآن حجة على الناس فهم غير معذورين بترك ما ورد فيه في الاحكام والتكاليف بعد بلوغها اليهم.

    الخامس: أن فيها الاشارة الى انه مؤاخذة قبل وصول الحجة فتكون من الايات التي تشير الى قاعدة آيات القبح بلا بيان.

    السادس: انها تدل على أن الانذار انما هو مشروط بالبلوغ والبيان فهو حجة على جميع الامم والاقوام مهما كانت لغاتهم وقد دخل في الاسلام الى آخره.

    هذه هي الحجة الثانية عشر لاثبات قاعدة الاشتراك، الآن تام أو غير تام انشاء الله في غد وبعد ذلك انشاء الله تعالى سوف ندخل بحثاً جديداً وهي ما هي ادلة القائلين بعدم الاشتراك لانه الان سيتضح أن هذا الدليل الثاني عشر أيضاً غير تامٍ، اذن لم يبقى عندنا دليل على الاشتراك في الازمنة والظروف والشروط، الطرف المنكر لقاعدة الاشتراك وقائل بالتاريخية يوجد عنده دليل على التاريخية أو لا يوجد ندخل انشاء الله المقام الثاني من البحث وهو ادلة القائلين بعدم تاريخية بعض المعارف الدينية.

    والحمد لله رب العالمين.

    9 جمادى الأولى 1436

    • تاريخ النشر : 2015/02/28
    • مرات التنزيل : 1269

  • جديد المرئيات