نصوص ومقالات مختارة

  • السّنة النبوية: موقعها، حجيتها، أقسامها (62)

  • أعوذ بالله السميع العليم من شر الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على آله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    كان الكلام في آيات الاتباع، وان القرآن الكريم أشار الى لزوم اتباع النبي صلى الله عليه وآله، ولعل من أوضح الآيات الدالة على ذلك ما ورد في سورة آل عمران الآية 31 قال تعالى: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه.

    هذه الآية المباركة من الواضح انه قولٌ لرسول الله لمن خاطبه بهذه الآية؛ لانه لابد أن نعرف من المخاطَب بهذه الآية المباركة، لمن خاطبهم رسول الله بهذه الآية حيث قال: فاتبعوني، وبيّنا فيما سبق من كلمات اللغويين أنّ الاتباع لا يختص بالفعل، الاتباع الفعلي، يعني اتباعه في أفعاله فقط، وإنما اشرنا الى أن القرآن الكريم كما استعمل الاتباع في أفعال في الفعل، استعمله في اتباع القول والوحي أيضاً، اذن هو اعم، ولذا اشرنا مراراً وتكراراً إلى هذا المعنى، ومن هذه الكلمات ما ورد في المعجم في فقه لغة القرآن وسر بلاغته، المجلد السابع، صفحة 524، قال تبعه يتبعه تبعاً، من باب فرح، فهو تابعٌ، واتبعه يتبعه إتّباعاً سار وراءه، سواءاً أكان السير حسياً أم معنوياً، لا فرق بين أن يكون السير في البعد العملي أو في البعد غير العملي، والاتباع المعنوي هو الاقتداء والامتثال، الاتباع المعنوي هو أن يقتدي به ويمتثل، واكثر ما جاء في القرآن هو من الاتباع المعنوي، وان كان في بعض الآيات الاتباع حسي وعملي، ولكنه الاكثر الاتباع معنوي.

    نفس هذا الكلام ورد في التحقيق في كلمات القرآن الكريم للعلامة المصطفوي، المجلد الأول صفحة 408، قال: والاتباع هو افتعال ويدلّ على القفو أن يقفوا اثر غيره، بالاختيار والارادة، كما هو مقتضى المطاوعة، إلى أن يقول والاصل ولإن اتبعت اهوائهم فإن اتبعتني واتبع ما تتلوا الشياطين اتبع ما اوحي اليك وهكذا، هذا ليس مرتبط في البعد العملي كما قرأنا مفصلاً من كلمات الراغب الاصفهاني في المفردات.

    هذه الآية سوف تكون محوراً لابحاثنا القادمة ومنه يتضح البحث في آيات الاتباع الاخرى، هذا فيما يرتبط بهذه المفردة.

    اما تقريب الاستدلال بهذه الآية المباركة جملة من المفسرين من علماء المدرستين واشرنا الى ذلك منهم الامام ابن كثير في تفسيره تفسير القرآن العظيم تحقيق الأستاذ الدكتور حكمت بن بشير بن ياسين دار ابن الجوزي، هذه الطبعة في ذيل هذه الآية المباركة من سورة آل عمران المجلد الثاني صفحة 336 يقول: هذه الآية المباركة تدل على أمور منها: هذه الآية حاكمة على من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية صلى الله عليه وآله، فإنه كاذب في دعواه حتى يتّبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله، هذا تقريب الاستدلال، تقريب الاستدلال انه لابد من اتباع النبي صلى الله عليه وآله في جميع اقواله وافعاله واحواله، وهذا الذي عرّفنا السنة به، ما هي السنة بحسب اصطلاح الاصولي؟ قول النبي وفعل النبي.

    واذا أردنا أن نتكلم بلغة علم الاصول واضحة الآية قالت فاتبعوني، نجري فيها الاطلاق ومقدمات الحكمة، اتبعوني فقط ما اقوله لكم في القرآن؟ لا، لا يوجد قيد في الآية المباركة يقول يجب الاتباع فيما قرأه من القرآن، اتبعوني فيما ابلغتكم من الله فقط؟ لا، الآية المباركة بمقتضى مقدمات الحكمة، انه لا يوجد هناك قيد هناك في مقام البيان وما قرأتموه في علم الاصول، لا احتاج أن اكرر لكم مقدمات الحكمة وشروط اللازمة لاجراء الاطلاق ومقدمات الحكمة، نجريها هنا فنثبت انه تجب متابعته في كل أقواله وأفعاله ونحو ذلك.

    هذه قضية اتصور على القواعد الاصولية تقريباً واضحة، ولذا الكل افترضوا بأن هذه من الواضحات لا تحتاج الى دليل، نعم توجد هناك مجموعة من الابحاث مرتبطة بأنه هل تدل على عصمة النبي أو لا تدل؟ هذا بحث آخر، مثلما وقفنا وبعد ذلك أيضاً سنقف اذا تتذكرون في آية اطيعوا الله واطيعوا الرسول أيضاً قلنا هل دالة على العصمة أو ليست دالة على العصمة صحيح اوجبت الطاعة ولكن هل تدل على عصمة الرسول أو لا تدل؟ وقفنا، عندما قالت الآية قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي هل هذا الاتباع أو ضرورة لزوم الاتباع يدل على عصمة النبي صلى الله عليه وآله بحثه يأتي بعد ذلك.

    وقرأنا كلمات الاعلام فيما سبق من الامدي وغير الامدي وايضا علماء مدرسة اهل البيت كلهم استدلوا بهذه الآية المباركة لاثبات العصمة ولاثبات حجية السنة، لاثبات كل هذه المسائل استدلوا بهذه الآية المباركة فهل هذا الاستدلال تام أو لا؟

    الملاحظة الاولى: في الملاحظة الاولى تعيين المخاطب بهذه الآية المباركة مهمٌ في فهم أو في تمامية الاستدلال وعدم تماميته، هذا أصل من أصول فهم القرآن الكريم، وهو أن المخاطب من؟ ومن الواضح أنّ الآية لها مخاطب؛ لان الآية تقول (قل أن كنتم) اذن يخاطب جماعة معينة، هذه لو لم تكن موجودة (قل) نقول الآية نزلت هذا بلا شأن نزول، ولكن عندما قالت الآية (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ) هذه من قبيل (يسألونك قل) هذه هنا أيضاً عندما جاءت قل يعني يوجد فيها مخاطب، وهذا أصل من أصول فهم القرآن الكريم، مرة أن الآية تأتي، ولذا تذكرون فيما سبق قلنا أن هذه الموجودة بأيدينا عشرة بالمائة أو ثمانية بالمائة لها شأن نزول والا كثير من الآيات القرآنية لها شأن نزول أو ليس لها شأن نزول؟ ليس لها شأن نزول، هكذا نزلت، أمّا هذه الآية بقرينة قوله (قل أن كنتم تحبون) يعني بعبارة أخرى هذه الآية عندما تقول إن كنتم، هذا الضمير (كنتم) لمن يعود؟ من المخاطب؟ يوجد احتمالان:

    الاحتمال الأول: أنّ المخاطب بهذه الآية المباركة هم الذين آمنوا بالله وبالرسول وبالنبي وبالقرآن، يعني المسلمون، يقول لهم (إن كنتم) ايها المؤمنون بالله وبي وبالقرآن، إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ، هنا على هذا الاحتمال قد يتمّ الاستدلال لماذا؟ لان هؤلاء امنوا بالله وآمنوا برسوله ليست لديهم مشكلة بأنه هذا رسول أو ليس برسول فيقولون لهم انتم ايها المؤمنون اتبعوني يعني اتبعوني في اقوالي اتبعوني في احوالي اتبعوني في افعالي هذا الاحتمال الأول.

    الاحتمال الثاني: أن المخاطب بهذه الآية هم المشركون، أنّ المخاطب بهذه الآية هم أهل الكتاب، اذن عندما يقول: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يعني ماذا؟ يعني اتبعوني في افعالي واقوالي، اصلا ليس هذا البحث، اتبعوني أي اقبلوا اني رسول من الله اليكم، اساساً ليس في مقام البيان في أن افعالي حجة أو ليست حجة، وانما في مقام أنّي رسول الله أو لست بنبيّ واحدة من مقدمات الحكمة أن يكون المتكلم في مقام البيان من تلك الجهة التي نريد إثبات الاطلاق لها، ولهذا انتم تجدون في علم الاصول الاخوة الذين يتابعون الابحاث الاصولية والبحث الاصولي عندهم ملكة وليس فقط أن يفهمون بالكتاب، هناك يقولون لا نستطيع أن نثبت الاطلاق الا اذا احرزنا أن المولى بصدد البيان من تلك الجهة، أمّا إذا لم يثبت أنه بصدد الاثبات لتلك الجهة لا يمكن اجراء مقدمات الحكمة لاثبات الإطلاق، هنا اذا كان المخاطب هو الانسان المسلم المؤمن، فيقول له اتبعني، يعني اتبعني في اقوالي وافعالي واحوالي، أمّا اذا كان المخاطب المشرك، اتبعني يعني ماذا؟ يعني أني رسول من الله اليكم اقبلوا مني هذا المعنى، اذا كان المخاطب به اهل الكتاب انتم الذين تؤمنون بموسى تؤمنون بعيسى وتقولون أنّه مرسل من الله، اقبلوا أني مرسل اليكم، الآن اذا انا مرسل اليكم اقوالي حجة أو ليست بحجة؟ هذا ليس في مقام البيان من هذه الجهة، بل في مقام البيان من جهة اني رسول الله من الله اليكم اقبلوا دعوتي اني رسول،  وليس أن اقوالي حجة أو ليست بحجة، اذا تتذكرون هذا البحث وقفنا لتبين للناس ما نزل اليهم، هنا قلنا أن المخاطب هم المشركون، يعني تبين ما نزل اليهم من القرآن، لانهم كان عندهم شك أن هذا قرآن أو ليس بقرآن هذا كلام الله أو ليس بكلام الله، اذن اصل كلي أنّ الآية في القرآن لابد أن نتعرّف مَن المخاطب بها مَن هم المخاطبون؟ من هنا توجد عدة احتمالات:

    الاحتمال الأول: أنّ المخاطب بهذه الآية المباركة هم المشركون يعني في مكة يعني الذين اشركوا بالله لا يقبلون لا الله ولا يقبلون رسول الله ولا يقبلون القرآن ولا غير ذلك أين هذا؟ الرواية في اسباب النزول للواحدي اذا تتذكرون فيما سبق قلنا اول كتاب اول مؤلف كاملٍ في باب أو في جمع روايات اسباب النزول هو كتاب اسباب النزول للواحدي النيسابوري المتوفى 468 من الهجرة هذا اول كتاب طبعاً قد يكون هنا كتب أخرى ولكن إمّا لم تصل الينا وإمّا ناقصة وإمّا وإمّا يعني القرن الخامس والاخوة الذين يريدون أن يراجعوا خصوصية هذا الكتاب بإمكانهم أن يرجعون اذا تتذكرون في كتاب اسباب النزول لبسام الجمل صفحة 82 أشار الى هذا الكتاب قال الطور الثالث وهو ما يرتبط بكتاب اسباب النزول للواحدي ويبين حقيقة هذا الكتاب خصائص هذا الكتاب وقد اتضح أن الاستقلال كان في القرن الخامس وحدوداً عشرة صفحات يبين خصائص هذا الكتاب الاخوة الذين يريدون أن يراجعوا موجود خصائص الكتاب موجود لاسباب النزول لبسام الجمل ما هي الرواية الواردة في ذلك؟

    الرواية عن ابن عباس قال وقف النبي صلى الله عليه وآله على قريش وهم في المسجد الحرام، نحن راجعنا اذا تتذكرون المدارس مكة ومنها مدرسة ابن عباس الذي جامع كل روايات ابن عباس في ذيل هذه الآية لم نجد هذه الرواية، الاخوة يبحثون بأنه هذه مصدرها من أين عن ابن عباس ينقل لانه هو في القرن الخامس وفي القرن الخامس بينه وبين ابن عباس كم؟ اربعة قرون موجودة فمن أين نقلها انا انقلها على اسباب النزول للواحدي، قال وقف النبي على قريش وهم في مسجد الحرام وقد نصبوا اصنامهم وعلقوا عليها بيض النعام وجعلوا في اذانها الشنوف والقرطة وهم يسجدون لها فقال يا معشر قريش لقد خالفتم ملة ابيكم إبراهيم وإسماعيل وقد كانا على الاسلام فقالت قريش يا محمد ـ صلى الله عليه وآله ـ انما نعبد هذه حباً لله ليقربونا الى الله زلفا فماذا نزلت الآية؟ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ لتعبد الاصنام لتقربون الي فاتبعوني يحببكم الله فانا رسولكم وحجته عليكم انا اقول لكم كيف تتقربون الى الله هذا ماذا ربطها بحجية الفعل وربطها والتقرير هذا بصدد الاثبات اني رسول أو لا رسول فكيف التمسك باطلاقها لاثبات حجية السنة؟!  ولاثبات انه معصوم أو ليس بمعصوم اصلا لا علاقة له بالبحث، البحث يقول نحن نحب الله فنعبد الاصنام وان تقرب اليه قال لا انتم اذا اردتم أن تتقربوا الى الله فالي الي انا رسول الله اليكم اتبعوني، الآن اتبعوني فيما قلت لكم في القرآن اتبعوني في اقوال افعالي هذه بعد كلها الآية ساكتة عنها وليس بصدد البيان بهذه الجهة لا يمكن التمسك بمقدمات الحكمة لاثبات الاطلاق وانا اولى بالتعظيم من اصنامكم هذه الرواية واردة هنا والجواب ما ورد في ذيل هذا الحديث ورد في لباب العقول، لباب العقول لاسباب النزول للسيوطي وفيما سبق انا ذكرت هذين المصدرين قلنا من اهم مصادر اسباب النزول، اسباب النزول للواحدي ولباب النقول في اسباب النزول للسيوطي هناك في صفحة 112 بعد أن ينقل هذه الرواية التي اشرنا اليها يقول اخرجه وفي اسناده بكر ابن الاسود قال يحيى كذاب هذه الرواية التي نقلناها تتذكرون هذه روايات اسباب النزول عموماً ما هي؟ عموماً أو موضوعة أو ضعيفة تتذكرون هذا المعنى يعني الاخوة الذين كانوا مستمرين يأتون البحث والا الذين لم يستمروا لا يتذكرون انا ماذا كنت في البحث، الاخوة الذين مستمرين بالبحث ويكتبون هذا البحث انا عرضت له مفصلاً فيما سبق وفي اسناده بكر ابن الاسود قال يحى كذاب وقال مره ضعيف وضعفه النسائي والدار القطني وقال ابن حبان الى آخره اذن هذه الرواية يمكن الاعتماد عليها أو لا يمكن الاعتماد عليها؟ لا يمكن الاعتماد عليها وهي أن المخاطب بهذه الآية هم مشركوا اهل مكة هذا الاحتمال طبعاً الاخوة أيضاً في اسباب النزول لبسام الجمل يشير الى قيمة هذا الكتاب في صفحة 109 يعني كتاب لباب النقول في اسباب النزول الدكتور بسام الجمل في كتابه يبين قيمة هذا الكتاب وخصائص هذا الكتاب للسيوطي.

    الاحتمال الثاني: أن المخاطب بهذه الآية أيضاً اهل الكتاب وليس المخاطب بهذه الآية مشركوا اهل مكة لا المخاطب بهذه الآية أيضاً اهل الكتاب من يشير الى ذلك؟ أشار اليه الطبري في المجلد الخامس في صفحة 326 وقال آخرون هذه الأول الذي قاله بأنه اقوامٌ كانوا  في عهد رسول الله يزعمون كذا بعد ذلك الطبري أيضاً يضعفها يقول هذا لا دليل عليها ولا توجد رواية صحيحة بهذا الاعتبار.

    أمّا الاحتمال الثاني: أن هذا امر من الله نبيه أن يقول لوفد نجران الذين قدموا عليه من النصارى أن كان الذي يقولونه في عيسى في من عظيم القول انما يقولون له تعظيماً لله وحباً له فاتبعوني انتم الذين تحبون فعظمتم رسول الله قال لهم لا أن كنتم تحبون الله اذا اردتم أن يحبكم الله فما هو الطريق؟ أن تعتقدوا برسالتي اني مرسل من قبل الله الكم وليس أن افعالي واقوالي حجة أو ليس بحجة تقبلوني أن رسول الله اليكم ذكر من قال ذلك.

    الرواية عن محمد ابن جعفر الزبير قال قلت ان كنتم تحبون الله أي أن كان هذا من قولكم يعني في عيسى حباً لله وتعظيماً له فاتبعوني يحببكم الله اتبعوني ما معنى اتبعوني؟ يعني اقواله حجة عليكم؟ لا يعني اقبلوا اني رسول الله اليكم، اذن المخاطب به هؤلاء هذا المعنى جملة من المفسرين من الفريقين قالوا أن المخاطب بهذه الآية من؟ اهل الكتاب الان اهم أن اهل الكتاب اعم من النصارى أو من اليهود.

    هذا المعنى بشكل واضح وصريح أشار اليه في التبيان الشيخ الطوسي المجلد الثاني صفحة 438 قال: ان هذه الآية نلزت في قوم من اهل الكتاب قال نحن الذين نحب ربنا فجعل الله تضديق لك اتباع رسله وهذا قول الحسن وابن جريد وقال محمد ابن جعفر ابن الزبير انها نزلت في وفد النجران في النصارى هذه الرواية التي قرأناها من الطبري وهذا المعنى أيضاً أشار اليه الفيض الكاشاني في تفيسر الصافي المجلد الأول صفحة 304 قال وروي انها نزلت لما قالت اليهود نحن ابناء الله واحباه وقيل نزلت في وفد نجران لما قالوا انما نعبد المسيح حباً لله وقيل وقيل رسول الله ماذا؟ قال: إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي فاتبعوني في ماذا في أني رسول من الله اليكم وهكذا ما ورد في زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي المتوفى 795 من الهجرة في ذيل هذه الآية المباركة المجلد الأول صفحة 373 يقول في سبب نزولها اربعة اقوال احدها أن النبي وقف على قريش الثاني أن اليهودي قالوا نحن ابناء الله، الثالث اناس قالوا انا نحب ربنا، الرابع أن نصارى نجران قالوا انا نقول الى آخره، اذن المخاطب المؤمنون الذين آمنوا برسالته أو إمّا المشركون وإمّا اهل الكتاب أيضاً واضح هذا المعنى ولكنه يوجد هناك شاهد جيد قبل أن اشير الى الشاهد الطبري عنده نكتة مهمة جداً في هذا المجال، انظروا كيف ينفع موضوع السورة لفهم الآية يقول انت لو تنظر الى سورة آل عمران قبلها وبعدها وكذا كلها خطاب مع اهل الكتاب وبالخصوص مع النصارى اذن لماذا تعزلون هذه الآية عن باقي الآيات التي سبقتها والآيات التي الحقت؟

     تتذكرون اننا قلنا بأن موضوع السورة هو المحور الذي تدور حوله كل آيات تلك السور وهذا قانون مهم جداً في فهم الآيات قد انت هذا المقطع اذا اطعته من سياقه العام وموضوع العام يعطي معنى ولكن في ضمن هذه السياق والموضوع يعطي معنى آخر اصلا وهذه قضية وقفنا عندها تفصيلاً فيما سبق ولذا الطبري في ذيل هذه الآية التي قرأناها لكم يقول وأمّا ما روى الحسن وهو انه لمشركي المكة في ذلك مما قد ذكرنا فلا خبر به عندنا يصح لان الخبر إمّا من كذاب وإمّا من ضعيف اذن ماذا؟

    يقول فاذا لم يكن بذلك خبرٌ على ما قلناه يعني المشركين ولا في اية دليل على ما وصفناه فأولى الامور بنا أن نلحق تأويله الطبري عندما يقول تأويل ليس مراده التأويل المصطلح عندنا مرادنا تفسير الآية وفهم الآية أيضاً أشار الى هذا فاولى الامور بنا أن نلحق تأويله بالذي عليه الدلالة من آية السورة (من الآيات الواردة في السورة) لان ما قبل هذه الآية من مبتدأ هذه السورة وما بعدها خبرٌ عنهم عن اهل الكتاب وعن النصارى واحتجاج من الله لنبيه ودليلٌ على بطلان قولهم في ا لمسيح فالواجب أن تكون هي أيضاً مصروفة المعنى الى نحو ما قبلها ومعنى ما بعدها واضح صار قلنا لكل سورة موضوع وان الآيات كلها تدور حول ذلك الموضوع فاذا كان الامر على ما وصفنا فتأويل الآية يعني تفسير الآية ماذا يكون؟ قل (يا رسول الله) للوفد من النصارى نجران أن كنتم تزعمون انكم تحبون الله وانكم تعضمون المسيح وتقولون فيهما تقولون حباً منكم ربكم فحققوا قولكم الذي تقولونه أن كنتم صادقين باتباعكم اياي فإنكم تعلمون اني لله رسول اليك هذا فقط اقبلوا هذه القضية اني رسول الله اليكم الآية ليس بصدد بيان هذا الرسول اقواله حجة أو ليست حجة هذه بصدد بيان اني رسول الله أو لست برسول ومن الواضح أن الموضوع الأول غير الموضوع الثاني، إذا كانت الآية بصدد بيان بعد إني رسول إليكم هل أقوالي حجة أو ليست بحجة؟ نقول دالة على حجية السنة أمّا إذا كانت بصدد بيان هل إني رسول أو لست رسول قال فإنكم تعلمون إني لله رسول إليكم كما كان عيسى رسول إلى من أرسل إليه فإنه أن اتبعتموني وصدقتموني على ما اتيتكم به من عند الله وهو القرآن الكريم الله ماذا يفعل؟ يغفر لكم ذنوبكم.

    ووجدنا شاهداً في كلمات إمام أمير المؤمنين يؤكد هذا (شاهد روائي بغض النظر عن السند) الشاهد موجود في روضة الكافي، الإخوة الذين يريدون أن يراجعوا المصدر موجود في مرآة العقول للعلامة المجلسي المجلد 25 صفحة 35 الرواية الرابعة من روضة الكافي خطبة لأمير المؤمنين وهي خطبة الوسيلة يقول السند ضعيف لكن هذه الأخبار قوة مبانيه ورفعة معانيه تشهد بصحتها ولا تحتاج إلى سند هذا الذي قلنا تصحيح السند من خلال المتن، ماذا يقول الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام في هذه الخطبة المباركة التي فيها مطالب كثيرة؟ قال: فقرن طاعته من يطع الرسول قد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا فرقن طاعته بطاعته ومعصيته بمعصيته فكان ذلك دليلاً على ما فوض إليه وشاهد له على من اتبعه وعصاه وبيّن ذلك في غير موضع من الكتاب العظيم فقال تبارك وتعالى في التحريض على أتباعه، يا أمير المؤمنين نتبعه يعني في أقواله وأفعاله؟ قال لا في التحريض على أتباعه والترغيب في تصديقه والقبول بدعوته، أنت لابد أن تصدق هذا رسول من الله إليك، أن تقبل انه يدعي هو الآن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله هذا الوجود المبارك يقول أنا ليس فيلسوف وعبقري أنا رسول من الله إليكم اقبلوا هذه الدعوة اقبلوا انه رسول وليس انه أفعاله حجة وأقواله ماذا حجة لعله بدليل آخر يثبت ولكن هذه الآية ليس بصدد إثبات أن أقواله وأفعاله حجة بصدد انه ما قاله إني رسول الله إليكم هو صادق في دعوته ولهذا قال في التحريض على أتباعه والترغيب في تصديقه القبول لدعوته قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله.

    إذن فتلخص إلى هنا طبعاً نفس هذا المعنى الإخوة الذين يريدون أن يراجعون المشهدي في تفسير كنز الدقائق أشار إليه قال أن الآية المباركة بصدد هذه النكتة الشيخ محمد رضا المشهدي القمي في المجلد الثالث في ذيل هذه الآية المباركة من سورة آل عمران قال وفيها خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها بعد أن ذكر النبي فقال تبارك وتعالى في التحريض على أتباعه والترغيب في تصديقه والقبول لدعوته الآية بصدد هذه النكتة ليس بصدد بيان حجية أقواله وأفعاله وتقريراته إذن الملاحظة الأولى انه يمكن إجراء مقدمات الحكمة لإثبات الإطلاق لتثبت حجية السنة أو لا يمكن؟ لا يمكن، لماذا؟ لان الخطاب والآية بصدد بيان هذه النكتة انه رسول الله إلينا ليس المخاطب هم المؤمنون حتى يقول أقوالي حجة عليكم، هذا كله لمن يقبل هذه الروايات بحسب السند ولا رواية من هذه الرواية معتبرة سنداً يكون في علمكم إلا أن تستندوا إلى السياق القرآني أو موضوع السورة المباركة فتكون هذه مؤيدات وشواهد لصحة ذلك الأمر وإلا من حيث السند نحن لا يوجد عندنا في هذه الروايات حتى هذه التي قرأناها من خطبة أمير المؤمنين قال السند ضعيف ولذا في كتاب التفسير الصحيح موسوعة التفسير المسبور من التفسير بالمأثور هذا الكتاب جداً مهم في سبعة مجلدات هذا الرجل طبعاً فقط في كتب أهل السنة هذا الرجل جمع كل الروايات المعتبرة سنداً الواردة في الآيات المباركة فقط فإذا ما وجدت الرواية موجودة في ذيل الآية بعد معتبرة سنداً عندهم أو غير معتبرة؟ غير معتبرة، هذا كثير نافع لكم لأنه بحث علمي دقيق حاولوا أن يتعرفوا على الروايات ويا ليت أن احد أن يقوم هذا العمل في تراثنا الروائي في تفسير الآيات القرآنية يعني الآن يراجع نور الثقلين والبرهان إلى آخره.

    هذه الروايات وعلى موازين السندية لعل المضمون صحيح ولكن على الموازين السندية يشخص الروايات الصحيحة والروايات غير الصحيحة حتى لا اقل تقول كما قال الصادق في ذيل الآية سندها يكون معتبراً التي في الأعم الأغلب إما موضوعات أو ضعيفات هذه الروايات التفسير موجودة في نور الثقلين وبرهان والى آخره إمّا طبعاً وليس فقط هناك هؤلاء هنا بهذا الشكل مجموع الروايات الروايات الواردة عندهم في سبعة مجلدات ولهذا عندما يأتي إلى هذه الروايات يقول قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ يقول قال البخاري باعتبار أن الروايات الواردة في البخاري عندهم معتبرة سنداً قال البخاري إلى أن يقول عن انس ابن مالك أن رجلاً سأل النبي متى الساعة يا رسول الله قال ما اعددة لها انظروا البعد العملي يعني أنت إذا عرفت الساعة يومين أو بعد سنتين أو بعد مائة سنة هذا علم ينفع أو لا ينفع؟ لا العلم به ينفع ولا الجهل به يضر ما اعددة لها مع إنها قضية عقائدية ولكن الإمام يحولها على بعد ما اعددة لها قال ما اعددة لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ما اعددة لها شيء ولكن إني أحب الله ورسوله قال أنت من الذي احببت فقط هذه الروايات معتبرة عندهم وإلا كل هذه الروايات التي قرأناها معتبرة أو غير معتبرة؟ غير معتبرة إذن هذه الملاحظة الأولى التي يوجد عليها شاهد من القرآن الملاحظة الثاني تأتي.

    والحمد لله رب العالمين.

    16 جمادى الاولى 1436

    • تاريخ النشر : 2015/03/08
    • مرات التنزيل : 1318

  • جديد المرئيات