نصوص ومقالات مختارة

  • مفاتيح عملية الاستنباط الفقهي (515)

  • أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

    بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

    والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين

    اللهم صل الله محمد وآل محمد وعجل فرجهم

    في الواقع انه بدل ما نفيض الكلام في المحاولات التي قيلت فيما يتعلق بحل تلك الاشكالية المتقدمة وهي انه كيف يمكن لشريعة جاءت في القرن السابع الميلادي أن تكون قادرة على الاجابة على كل التساؤولات التي يمكن أن تأتي في مختلف العصور والازمنة والظروف مع اننا وجدنا أن السنة الالهية انه لكل ظرف ولكل امة ولكل مجتمع شريعة خاصة بها وهذا ما اثبته القرآن الكريم.

    اذن لماذا توقفت هذه السنة عند الشريعة الاسلامية انه جاءت شريعة تريد أن تقول انها كافية لكل الازمنة والامكنة الى قيام الساعة هذه المسألة واقعاً شغلت الكثير خصوصاً في القرنين الاخيرين اولئك الذين يعتنون بالدين وبالاسلام ويريدون للدين أن يكون حاضراً في حياة الناس لا أن يكون امراً نظرياً ملقاً على الرفوف لا يعتني به احد اولئك الذين لا يعتقدون بالدين ولا بالحاجة الى الدين ليس لنا حديث معهم نحن حديثنا مع اولئك الذين يعتقدون بأن الانسان سيبقى محتاجاً الى الدين والى الشريعة والى التوجيه والهداية الالهية ولكن تبقى هذه المعظلة وهذه الاشكالية وهو انه كيف يمكن لهذه الشريعة أن تكون قادرة على الاجابة على تساؤلات الناس الى يوم القيامة من هنا جاءت المحاولات التي اشرنا اليها فيما سبق ولعل هناك محاولات أخرى واتجاهات أخرى انا لا اريد أن اطيل الكلام في هذه المجالات ولكنه بنحو الاجمال استطيع أن اشير الى الامور التالية ما هي اهم الاصول والقواعد التي نؤمن بها لفهم الاسلام ولجعله قادراً على الاستجابة لكل المتطلبات الانسان على مختلف الازمنة والامكنة والظروف الاجتماعية ما هي تلك الاصول التي نعتقد بها هذه الامور نعتقد بها، سواء كانت متفقة مع هذا الاتجاه أو متفقة مع ذاك الاتجاه.

    الاصل الأول: اننا لابد أن نميز بين الاصول والقواعد التي جاء بها الاسلام وعندما اقول الاسلام مقصودي النص الديني اعم أن يكون قرآنا أو أن يكون رواية سنة الان ليس بحثي انه هذه القواعد من أين نستنتجها نستنتجها من القرآن من السنة من الحديث النبوي من حديث الائمة ذاك بحث آخر ذاك موكول الى ابحاث علم الاصول الان نتكلم في الاصول الموضوعة وعلى أساس اصول الموضوعة لابد من التمييز بين الاصول والقواعد الاسلامية التي هي في اعتقادنا ثابتة ولا تتغير وبين تطبيقات تلك القواعد في كل زمان ومكان التي تتغير من زمان الى زمان آخر، ولا ينبغي الخلط بين الاسلام وبين تطبيق ذلك الاصل يعني أن النظام العقوبلات لا يمكن لمجتمع بشري القوانين للعقوبات لماذا؟ لان هناك جرائم، هناك اخطاء، هناك اشتباهات، هناك تجاوز للعقوب لابد من وجود نظام للعقوبات هذا اصل انساني لا نحتاج الى دليل حتى نقول أن الاسلام اقر أو لا يقر ولكن تطبيق نظام العقوبات هل يكون بالنحو الذي طبقه الاسلام في القرن السابع الميلادي أو انه له تطبيقات أخرى بحسب الازمنة يختلف من زمان الى آخر أي منهم؟ هذا ليس ثابتاً التطبيق الاتجاه الاخر يقول ثابت لما قال رسول الله لهذا العمل لابد من الاعدام أو لابد من الرمي بالحجارة أو لابد من الحرق أو لابد من تقطيع الايدي أو قطع الايدي هذا اعتبره تطبيق لقانون العقوبات لا انه هو اصل قانون العقوبات.

    اذن لابد أن نميز بين قانون العقوبات وبين تطبيقات هذا القانون وهذا الذي يتغير من زمان الى زمان آخر وهذا هو الذي افهمه من الاسلام المكي والاسلام المدني انا اعتقد أن هذا الذي ذكره محمود محمد طه من الاسلام أو من الرسالة المكية والرسالة المدنية بذاك المعنى انا لا اوافق عليه ولكن اوافق على هذا المعنى وهو أن هناك مجموعة من القواعد والاصول وضعها القرآن وضعها رسول الله ولكن رسول الله باعتباره قائداً باعتباره ولياً للامر باعتباره مؤسساً لدولة طبق جملة من تلك القواعد هذه التطبيقات ليست ثابتة بل هي متغيرة من زمان الى زمان آخر من قبيل المثال الذي ذكرناه لكم قلنا أن القرآن يقول مجتمع بلا ضرائب وبلا بعد مادي يؤمن الاحتياجات لا يمكن أن يعيش، خذ من اموالهم صدقة أمّا هذه الصدقة تطبق على ماذا؟ على ماذا تؤخذ الصدقة والزكاة وعلى ماذا وماذا يعفى عن الصدقة والزكاة هذا بعد ليس ثابتاً ولكنه العقل الشيعي العام يعني العقل الفقهي جعل الاصل والتطبيق كله جعله ثابتاً لا يتغير ولهذا انتم تجدون الان تجدون بأنه قانون العقوبات وقانون تطبيق العقوبات على الحدود الشرعية في السرقة لا يطبق لماذا لا يطبق؟ لماذا لا يطبق الان قوانين العقوبات في الزنا المحصل لهذه وارد عندنا لماذا لا يطبق لماذا ما هي المشكلة السنا نريد تطبيق الاسلام في حياتنا وهناك دول تدعي لنفسها انها تطبق الاسلام ولكن عندما تصل الى قانون العقوبات تطبقه أو لا تطبقه؟ كثير من ابعادها تطبق أو لا تطبق؟ فلو سألتهم لماذا يقول أن الوضع الدولي والمجتمع الدولي لا يقبل هذا التطبيق.

    اذن ليست الاشكالية في العقوبات، في اصل وجود عقوبات لا ليس هذا وانما التطبيق قد يصلح لزمان ولا يصلح لزمان آخر وهذه هي القضية الاساسية التي نحن نميز جيداً ومن هنا على الفقيه وعلى العالم الديني أن يميز بين القاعدة وبين تطبيقها والمشكلة مع السلفية بهذه القضية الفكر السلفي يعتبر التطبيقات أيضاً من اصول العقيدة ومن اصول الاسلام ومن الامور الثابتة ولذا يقول لم يفعله رسول الله لم يفعله الصحابة ونحن في الاتجاه الشيعي نقول لم يكن في عهد الائمة ولم يكن عند اصحاب الائمة وهكذا ولذا المشكلة الاصلية التي هي هذه لابد أن يلتفت اليها جيداً وهي اننا نختلف مع الاخرين في هذا الاصل وهو ضرورة التمييز بين الاصل والمفهوم وبين تطبيق ذلك الاصل والمفهوم في حياة الناس لماذا ما هو السبب؟ باعتبار ان الاوضاع التاريخية لها مدخلية واسعة في هذا المجال لا اريد أن اقول ذلك التطبيق كان خاطئاً لا يتبادر الى ذهنكم ذلك التطبيق بحسب زمانه صحيحٌ أمّا بحسب زماننا بعد قابل للتطبيق أو غير قابل؟ يفي أو لا يفي؟ لا يفي لابد أن نجد تطبيقاً آخر وهذه هي مسؤولية ولاة الامر في الامة وعندما اقول ولاة الامر ليس مرادي يعني الحاكم في الدولة حتى لو لم تكن دولة الان افترض لا توجد عندنا دولة ولكن المرجع الديني مسؤول بأن يطبق ذلك الاصل على مصاديق منسجمة وعلى تطبيقات منسجمة مع ذلك الاصل.

    اذن اذا سألني احد ماذا تعتقد؟ الجواب الاصل الأول انا اميز تمييزاً واضحاً بين الاصول والقواعد وبين تطبيقاتها فليس كل تطبيق في زمان يكون صالحاً لكل زمان ولكل ظرف.

    الان تقول لي هذه الكبرى، الصغرى اقول هذه ضوابطها تختلف يعني كيف نميز الكبريات عن التطبيقات الاصول عن التطبيقات والمصاديق هذا بحث آخر اول نقبل النظرية لانه البعض يقول لا ما فعله رسول الله فهو سنة قصر عندما كان يلبس الثياب يقصر ثوبه كان قصير اذا كان قصير المستحب أن يلبس ثوب قصير والان تجدون الان ماذا يلبسون الوهابية والسلفية اثيابهم كله صغيرة جيد هذا لعله في ذلك الزمان كان يصلح أمّا في زمننا لا يصلح انا لا اريد أن اقول بالضرورة لابد خلافه ولكن ليس كلما صلح ولكن المأكل والمشرب والنظام وتدبير الامة والى آخره في ذلك الزمان في الحروب عندما نقع الحروب ماذا يأخذ الاحد من الاخر؟ اسرى الان أيضاً يوجد اسرى وهذه قاعدة عندما تقع الحروب من يقتل يقتل ومن يؤسر يؤسر هذا الاسير يمكن بيعه في زماننا وجعله رقاً وعبداً أو لا يمكن؟ لا يمكن، في ذلك الزمان لماذا فعل رسول الله؟

    الجواب: لان هذه قواعد الحروب كانت في ذلك الزمان هو التعامل كان قائماً على هذا الاساس ولابد أن يقابلهم بالمثل عندما يؤسرون احداً ويبيعونه ويجعلونه عبداً ورقاً وقناً هنا ماذا؟ يقابل بالمثل وهكذا انا لا اريد أن ادخل في التفاصيل فقط الاصل لابد أن تلتفتها.

    في الاصل الثاني من الاصول التي اعتقدها في هذا الاسلام الذي اعتقده يعني خصائص الاسلام الذي اعتقده نقد الموروث الديني، نحن عندما نقول الموروث الديني مرادنا مرة نقول موروث الديني ومرادنا النص الديني يعني القرآن والسنة مرة هذا مقصود ومرة عندما نقول نص ديني أو الموروث الديني مقصودنا تفسير هذا النص هنا اصل لابد أن تلتفتوا اليه جيداً أن النص الديني هو يفسر نفسه أو انا افسره أي منهما؟ انت تفسره والا النص الديني عادة هو صامت يحتاج الى مفسر من الذي يفسر؟ يفسره الانسان، الآن يفسره الفقيه، المتكلم، الحكيم، الفيلسوف، العارف، المؤرخ كل بحسبه ليس مهم نحن عندما نقول لابد من نقد الموروث انا لست بصدد نقد النص الديني يعني نقد القرآن ونقد الرواية انا بصدد نقد هذه التفاسير التي قدمت من قبل العلماء هؤلاء العلماء أيضاً مثلي ومثلك لماذا تكون لهم القداسة وتكون لهم الحجية علينا؟ هذا اولاً وثانياً هذا الانسان الذي يفسر النص خارج الزمان والمكان أو يعيش ضمن الزمان والمكان؟ يعيش ضمن ظروفه اذن بيني وبين الله يفسر النص متأثراً بظروفه التي يعيشها ولا يمكن لأي عالم بلغ ما بلغ أن يتجاوز زمانه ومكانه يبقى هو رهين وحبيس، حبيس الزمان والمكان والظروف والفكر والثقافة يعني اجتهاداته كله نابعة من هذه اذن تفسيره للنص الديني يكون متأثراً بهذا.

    اذن انا عندما ادعو الى نقد الموروث الديني مقصودي نقض أو نقد اجتهادات المجتهدين وتفسيرات المفسرين وآراء العلماء على مر التاريخ ومنها ويترتب على ذلك فرعان اولاً بيني وبين الله بالنسبة لي لا معنى لا للاجماعات ولا للشهرات ولا للضرورات ولا للمسلمات ولا للخطوط الحمراء ابداً لا قيمة لها عندي فان كانت موافقة للذي اقبل وان لم تكن موافقة اضربها لا فقط على عرض الجدار اذا يوجد شيء آخر أيضاً اضربه لا قيمة له لانه رأي مثلي ومثلك ماذا فرق بيني وبينك كل الفرق هو انه مضى عليه 500 سنة انت بعدك ما مضى عنك 500 سنة فصارت الزمن جعله مقدساً لماذا؟ نعم إن تمت الموازين لقبوله فبها ونعمة ولذا اولا نحن لا يوجد عندنا لا اجماعات يعني لا اعتبار لها عندي المعتبر عندي ما هو؟ المعتبر عندي هو النص القرآني ونص المعصوم الثابت عندي ابداً لو اجمع الاولون والاخرون في مدرسة اهل البيت ولم افهمه من القرآن الكريم فلا قيمة لها لو اجمع كل اصحاب الائمة على شيء فلا قيمة عندي شيء هذا اولا.

    وثانياً (هذا الفرع الثاني المترتب على هذا الفرع الثاني) وهو أن مفهوم الاجتهاد يتبدل عند ذلك انظروا الاجتهاد الان عندنا ما هو؟ أن هذه الخطوط الحمراء وهذه المسلمات وهذه الضرورات هذا الذي قرأناه فيما سبق عبرنا بشرط أن لا يلزم منه فقه جديد انت لابد أن تجتهد في هذه الدائرة يعني تضع نفسك في هذه الدائرة فلا تخرج عنه اما الاجتهاد عندي ليس كذلك الاجتهاد عندي يشمل المسلمات والامور المجمع عليها والمشهورات والضرورات والتي لا خلاف فيها حتى لو لزم منه تأسيس الف فقه جديد وليس فقط فقه جديد مفهوم الاجتهاد يختلف عندي.

    اذن الاصل الثاني نقد الموروث الديني من المراد من الموروث الديني؟ يعني هذا التراث الذي وصلنا من صحابة رسول الله على مباني السنة ومن اصحاب الائمة على مدرسة اهل البيت ومن كلمات علماء المسلمين على مر هذه 10-12 قرن هذا يسمى تراث كله انا اجعله في خانة التاريخية لا في خانة المطلقات وعدم التاريخية هذا لا اجعله مطلقاً نعم النص القرآني ما هو؟ النص القرآني مطلق هذا نص الهي يتجاوز الزمان والمكان ولكن فهمي لهذا النص أيضاً يتجاوز الزمان والمكان أو هو تاريخي؟ لا يخلط احد أن يقول السيد الحيدري يقول القرآن امر نسبي لا النص الالهي مطلق وفوق الزمان والمكان ولكن فهمي من هذا النص من أين يكون مطلقاً وفوق الزمان والمكان؟ فهمي من انسان مجتهد قد يصيب وقد يخطأ محكوم بقوانين الزمان والمكان والظروف التي يعيش فيها فالنسبية لا للحقيقة فالنسبية لفهم هذه الحقيقة لانه البعض يحاول إمّا يغالط وإمّا بيني وبين الله ناشئ عن جهل ومرض وان السيد الحيدري لا يؤمن الحقيقة المطلقة كيف لا يؤمن بالحقيقة المطلقة!؟ الحقيقة المطلقة ثابتة ولكن أنت لا تمثل الحقيقة المطلقة ولا هذا يمثل ولا انا امثل ولا الطوسي ولا المفيد ولا الغزالي ولا أي شخص آخر كلهم يمثلون فهمهم لهذه الحقيقة وفهمهم لم يثبت عندي لا بدليل عقلي ولا بدليل نقلي أن فهمهم حجتي علي ولهذا كما تسقط الشهرة ويسقط الاجماع ويسقط المسلمات ويسقط الضرورات وكلها تسقط عن الاعتبار هذا هو الاصل الثاني.

    الاصل الثالث: أن الذي اعتقده واقول الاسلام لانه هذا تشيع وتسنن وكذا هذا اعتبره كله من اجتهادات المجتهدين سيدنا يعني انت لست بشيعي؟ لا، ليس قضية في شيعي أو لست بشيعي وهو البحث ليس في الالفاظ البحث في حقيقة الاسلام القرآن يقول أن هذه امتكم امة واحدة انا من امة الاسلام هذا القرآن الذي يقول امة وفي القرآن يقول عليك بمذهب التشيع ولا بمذهب التسنن وعليك بمذهب التسنن لا بمذهب التشيع لا ذاك بحث آخر هذا فهم وذاك فهم كل له حجته أن كان بيني وبين الله لم يقصر في مقدمات الحجة معذور أو ليس بمعذور؟ معذور وان كان مقصراً سواء كان من السنة أو من الشيعة معذور أو غير معذور؟ غير معذور، يعني اذا صار شيعياً وقصر في مقدمات الاجتهاد واخطأ الطريق يعذر أو لا يعذر؟ لا يعذر، لكون على رأسه اسم التشيع هذا يجعله معذوراً؟ لا ابدا، العذر هو ماذا؟ المعذور هو من؟ من له حجة هذا اصل كلي من له حجة بينه وبين ربه فهو معذور، سواءكان بهذا الاتجاه أو بذاك الاتجاه، كان بهذا الدين أو كان بذاك الدين لا فرق لان المدار على ماذا؟ على الحجية على البرهان، قل هاتوا برهانكم أن كنتم صادقين.

    أن هذا الاسلام الذي ادعوا اليه واعتقد به أنّ هذا الاسلام لا يتقاطع مع الدين والنص الديني أن هذا الاسلام يتقاطع، خلاصة الاصل الثاني اننا نتقاطع مع الدين أو مع الفهم الديني والتفسير الديني؟ النتيجة: اننا نتقاطع مع فهم الاخرين وتفسير الاخرين الذي عندي ولا نتقاطع مع اصل الدين، الدين حاجة اساسية فطرية لا يمكن لاحد أن يستغني عنها هذه مسلمة حتى اولئك الذين قالوا نستغني عن الدين خلقوا لانفسهم ديناً بديل وعاشوا به محال كالحاجة الى الاكل والشرب هذا في البعد المادي الحاجة الى البعد المادي هل لاحد أن يقول استغني عن الاكل والشرب؟ حتى الذي يقول استغني يستبدله بغذاء آخر، الدين حاجة الله فطرة الله الذي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله اساساً سنة مقابلة للتبديل لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون.

    الاصل الثالث: أن الاسلام الذي ندعوا اليه يتحمل تعدد الاجتهادات والقراءات لفهم النص الديني لاننا الان نتصور أن واحدة من اهم خصائص الفهم الديني لابد أن الناس يجتمعون لا يختلفون لا يفترقون لا تكون اشما كان الاختلاف الاقل اشما كان القوة ماذا؟ مع انه التاريخ اثبت اختلاف هذه اساساً من قال لكم أن تعدد الاجتماع ضعف من قال هذا؟ طبعاً ضمن القواعد والاسس وليس مطلقاً ليس كل انسان ياتي من الشارع يقول انا عندي قرائة للدين لا، تعدد الاراء وتعدد الاجتهادات وتعدد الفهم هذه قوة للدين وقوة للفهم الديني لا انه ضعف ولكنه الان الاصل الموجود عندنا بمجرد أن واحد يختلف مباشرتاً كأنه خرج عن الدين لماذا؟ لانهم جعلوا الدين ليس النص الديني جعلوا الدين فهم العلماء اجماعات العلماء شهرة العلماء مسلمات العلماء جعلوها الدين مع انه هذه ليس دين هذا فهم الدين النتيجة المترتبة على ذلك ما هي؟ انه عند ذلك بعد نتخلص من افكار الاقصاء والتكفير والتظليل واصدار الفتاوى وهذا الذي الان تعيشه الامة امامك يعيشه السني ضد الشيعي ويعيشه الشيعي ضد السني ويعيشه السني ضد السني ويعيشه الشيعي ضد الشيعي امامكم هذه والحوزات والعلمية ببابكم.

    الان بينك وبين الله اذا اختلف احد مع التصور العام الموجود داخل المؤسسة الدينية مباشرتاً بماذا يتهم؟ ماذا يصير؟ هذا اقله ظال ومظل والا قد يكون كافرٌ يكون مرتداً في الواقع السني بحمد الله تعالى على اوسع ابوابه انتم تجدون كيف يقتلون بعضهم بعضا على أي أساس؟ على أساس فهمهم انه يعتبر فهمه هو الحجة وهو النص الديني وغيره خارجٌ عنه نحن نعتقد بتعدد الاجتهاد وبتعدد القراءة وبتعدد الفهم الديني ولكن ضمن ضوابطه تقول ما هي الضوابط؟ اقول هذا بعد في محله في علم اصول الفقه لابد أن ندرس الضوابط انا الان هنا اقول النتائج حتى نتخلص من اللعن والسب والشتم والتكفير والاقصاء والتظليل وسوق الفتاوى هذه الاصول الثلاثة التي نعتقد بها هي خلاصة المنظومة التي نعتقد بها في التاريخية هذا خلاصة ما نعتقده في التاريخية.

    انا اشير الان الى بعض المصادر والاخوة الذين يريدون أن يراجعوا، من الكتب الجيدة في هذا المجال كتاب اسم على مسمى اسمه اسلام المجددين الاسلام واحداً ومتعددا كتبه محمد حمزه دار الطليعة للطباعة والنشر بيروت والكتاب ليس كبير لا يتجاوز الكتاب اكثر من 160 صفحة واقعاً يعطيك صورة بأنه ماذا يريد أن يقول الاخر من اقول الاخر مقصودي الاخر غير هذه المؤسسة الموجودة عندهم في النتيجة هؤلاء عندهم قراءة واولئك عندهم قراءة أخرى وننظر الى هذا اسلام المجددين واقعاً هؤلاء يريدون أن يرفضوا الدين أو هؤلاء يريدون أن يجتهدوا اجتهاداً جديداً في فهم الدين، هذا كتاب.

    الكتاب الثاني في هذا المجال هو الاسلام بين الرسالة والتاريخ عبد المجيد الشرفي عنده جملة قيمة في هذا الكتاب يقول الاجتهاد المطلوب اذن ما هو الاجتهاد المطلوب؟ تفكر وتدبر يهمه الوفاء لجوهر الرسالة المحمدية صلى الله عليه وأله عندنا جوهر وعندنا عرض يقول لابد أن نميز الجوهر عن العرض، الجوهر ثابت ولكن الاعراض ما هي؟ ثابتة أو متغيرة؟ متغيرة يقول لابد أن نميز جوهر الاسلام عن اعراض الاسلام هذا الذي يعبر عنه الرسالة والتاريخ يقول الجوهر داخل ضمن الرسالة والاعراض داخل ضمن التاريخ يقول ولا يخشى معارضة المسلمات هو هذه المشكلة التي عندنا في الحوزة ولا يخشى معارضة المسلمات بدعوى انها من المعلوم من الدين بالضرورة متى كانت تسوجب المعارض لا نعارضها من المحذور في ذلك؟ كما عارضوه السابقون، السابقون عندما اسسوا اسسوا هكذا كما لا سبيل الى الاعتراض علينا بما قال فلان أو فلان الان انت كثير من الاحيان تقول له هذا ليس صحيح، يقول اذن ماذا يقول العلامة المجلسي ماذا نفعل هنا؟!

    يا اخي العلامة المجلسي الامام الخامس عشر!؟ العلامة المجلسي عالم مثلي ومثلك بيني وبين الله في زمانه اجتهده جزائه الله عن الاسلام وعن المذهب خيرا رأيه رأي المذهب؟ رأيه في فهم المذهب يقبل أو يرفض، ما دام ينظر بقدر ما ينظر الى ما قال ولا يقدس السلف بقدر ما يدافع عن حق الخلف، يقول السلف كما عندهم حق في الدين انا وانت الخلف عندنا حق لماذا حقوقهم مقدسة وحقوقنا مهدورة انا ليس لي حق هذا الدين فقط جاء لعلماءنا السابقين أو للسابقين واللاحقين؟ كما هو مخاطب للدين ومخاطب للنص الديني انا أيضاً مخاطب للدين والنص الديني ويقيننا انه قد آن الاوان لارساء حواء في صميم المسائل المطروحة يعرف عن القشور والحواشي ويتمسك بالب والاصل في هذا المجال الاخوة الذين يريدون أن يطالعوا ادعوهم الى الفكر الاصولي واستحالة التأصيل لمحمد ارگون الفكر الاصولي واستحالة التأصيل يقول هذا الاجتهاد وهذه القواعد الاصولية ليست لها القدرة على الاجابة على هذا السؤال وكذلك يطالعون من الاجتهاد الى نقد العقل الاسلامي لمحمد ارگون وكذلك ادعوهم لمطالعة هذا الكتاب جدلية الغيب والانسان والطبيعة ا لعالمية الاسلامية الثانية محمد ابو القاسم حاج حمد هذا من تلامذة محمود محمد طه الذي بالامس قلنا حكم بالردة واعدم هذه حاول بأنه يبين النظرية بشكل آخر وكذلك جوهر الاسلام لمحمد سعيد العشواوي هذه مجموعة كتب انشاء الله تعالى لا اقل يأخذ صورة عن بعض المفاهيم العامة في هذا المجال.

    والحمد لله رب العالمين.

    19 جمادى الأولى 1436

    • تاريخ النشر : 2015/03/10
    • مرات التنزيل : 1857

  • جديد المرئيات